
شبين الكوم
عرفت شبين الكوم في العصور الإسلامية باسم شبين السري من كورة منوف ثم ودرت في التحفة السنية باسم شبين السري وهي شبين الكوم من أعمال المنوفية حيث كانت ضمن إقطاع أمير من أحفاد الناصر محمد بن قلاوون ، وفي عام 1826 م. قرر محمد علي باشا نقل مقر مديرية المنوفية إلى شبين الكوم بدلا من منوف لتوسطها بين مراكز المديرية فازدهرت وعمرت وتوسعت ..
جاءت تفاصيل زمامها الزراعي في كتاب التحفة السنية في القرن التاسع الهجري حيث يقول المقر بن الجيعان : ” شيبين الكوم وهي شيبين السري مساحتها 3121 فدان بها رزق 182 فدان عبرتها كانت 15000 دينار ثم استقرت بحق النصف ، كانت باسم سيدي أنوك أخي الأشرف شعبان والآن للمقطعين وأملاك وأوقاف “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” شبين الكوم قاعدة مديرية المنوفية هي من القرى القديمة اسمها الأصلي شيبين السري وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المنوفية ، وفي قوانين الدواوين شيبين السري وهي الكوم ، وفي التحفة شيبين الكوم وهي شيبين السري ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ وردت برسمها الحالي.
وفي تاريخ سنة 1265 هـ فصل من شيبين ناحية أخرى باسم حصة شبين ، وفي فك زمام مديرية المنوفية سنة 1901 ألغيت وحدة هذه الحصة وأضيف زمامها إلى شبين اعتبارا من أول سنة 1902 فصارتا ناحية واحدة باسم شبين الكوم وحصتها “.
وقال عنها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية : ” بلدة كبيرة هى مركز ديوان مديرية المنوفية واقعة على الشاطئ الغربى لبحر شبين فى شمال شنوان بأكثر من ساعتين ، واتفق الجغرافيون على أنها كانت فى محل قرية كانت قديما سماها هيرودوط اتربشيس ، وسماها علماء الروم افروديتوبوليس ومعناها مدينة الزهرة ، وكانت فى جزيرة سماها هيرودوط بروزوبيتيس ، وسماها استرابون ايروزوبيتيس ..
والآن فى غربى شيبين محطة السكة الحديد الآتية من كفر الزيات إلى مصر، وفى شمالها فوريقة كانت لنسج القطن والكتان ، أنشئت زمن العزيز محمد علي ضلعها نحو مائة وعشرين مترا من كل جهة ، وفى شمال الفوريقة بناء متين متسع طوله نحو خمسمائة متر فى عرض أربعمائة أنشأه العزيز أيضا فوريقة لعمل الطرابيش ، وأحضر لذلك كافة آلات العمل ، ثم أعرض عنه.
وفى سنة ثمان وخمسين جعل فيها اصطبلا لكحائل الخيل ، واستمر الأمر على ذلك إلى زمن المرحوم سعيد باشا ، وفى داخل السور فضاء نحو ثلاثين فدانا كان يزرع برسيما حجازيا لأكل تلك الخيول ، وفى داخله أيضا منازل لخدمتها من ناظر وحيكم ونحو ذلك وحوض كبير وسواق لسقى الخيل والبرسيم ، وبين الاصطبل والبحر حديقة ذات بهجة وفواكه أنشأها رستم بك مدير المنوفية سابقا وأنشأ فوق البحر قصرا مشيدا لسكناه ثم صار يسكنه المديريون من بعده وفى شماله على شاطئ البحر أيضا ديوان المديرية أنشأه عمر بك الأشقر أوائل حكومة العزيز محمد علي وقبل ذلك كان ديوان المديرية فى ناحية منوف.
وفى مدينة شيبين قصور حسنة وأبنية جيدة وفى وسطها قيسارية من شمالها إلى الجنوب ذات حوانيت عامرة بأنواع السلع والبضائع من ملبوسات وخلافها ، وفيها قهاو ، وبها ستة جوامع بمنارات غير الزوايا منها جامع أبي المكارم وهو جامع قديم مبنى بالحجر والآجر وبه مقام الشيخ أبى المكارم وبأعلى باب المقام نقوش فى الحجر فيها تاريخ بنائه فى صفر سنة ٥٠٠ ، وله ساقية وفى داخله مقام آخر يقال له مقام الشيخ فتوح ، ومنها جامع خميس وهو قديم أيضا وجددته الأهالى سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ، وجامع القطب جدد على طرف الميرى سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد الألف وله ساقية معينة ، وجامع سيدي فائد جدد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ، وجامع الشناوى وجامع أبى العز، وبناء جميعها بالآجر والمونة “.

ميت خاقان والمصيلحة
في عام 21 مايو عام 1973 م. صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 809 لسنة 1973 والذي يقضي بإلغاء قريتي ميت خاقان وحصتها وكفر المصيلحة وضمهما إلى نطاق مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، وميت خاقان من قرى الروك الصلاحي تأسست في العصر الفاطمي بينما تأسست المصيلحة وكفرها في العصور التالية.
جاء في كتاب التحفة السنية في القرن التاسع الهجري : ” منيتي خاقان مساحتها 1965 فدان بها رزق 10 أفدنة عبرتها خارجا عما خرج بالبيع من أراضيها 8000 دينار كانت باسم الأمير شاهين المارداني والآن للذخيرة الشريفة ، المصيلحة من كفور سبك الضحاك مساحتها 370 فدان بها رزق 31 فدان عبرتها 1400 دينار كانت للمقطعين والآن وقف “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” ميت خاقان هي من القرى القديمة اسمها الأصلي منيتي خاقان لأنها كانت تتكون من قريتين واقعتين تجاه بعضهما على جانبي بحر قديم كان يمر بتلك الجهة ثم اندثر ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي التحفة منيتي خاقان من أعمال المنوفية وفي تحفة الإرشاد وردت محرفة منيتي حاقان ، ووردت في تاج العروس منيتا خاقان وفي موضع آخر منية خاقان ، ثم حرف اسمها من منية إلى ميت فوردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.
وفي سنة 1262 هـ فصل من زمام ميت خاقان ناحية أخرى باسم حصة ميت خاقان ، وفي فك زمام مديرية المنوفية سنة 1901 ألغيت وحدة هذه الحصة اعتبارا من أول سنة 1902 وأضيف زمامها إلى ميت خاقان ، وفي سنة 1932 صدر قرار بإعادة فصلها من ميت خاقان من الوجهة الإدارية ، وفي سنة 1934 صدر قرار آخر بإلغاء هذا الفصل وإعادتها كما كانت تابعة إلى ميت خاقان من الوجهتين الإدارية والمالية
المصيلحة : هي من القرى القديمة وردت في التحفة من أعمال المنوفية ، كفر المصيلحة : أصله من توابع ناحية المصيلحة وكان مشتركا معها في تاريخ سنة 1228 هـ باسم المصيلحة وكفرها ، وفي تاريخ سنة 1259 هـ فصل هذا الكفر بزمام خاص من أراضي ناحية المصيلحة فأصبح ناحية قائمة بذاتها “.
وفي الخطط التوفيقية : ” منية خاقان بخاء معجمة فألف فقاف فألف فنون ، قرية من مديرية المنوفية بمركز مليج شرقى بحر شبين على نحو خمسمائة متر وفى جنوب مليج بنحو نصف ساعة وشرقى شبين الكوم كذلك ، ومبانيها بالآجر واللبن وبها جامع بمنارة بداخله ضريح الشيخ عبد المنعم ، وبها كنيسة قديمة للأقباط باسم الشهيد مارى جرجس وبها معمل دجاج وجملة أحجار لعصر قصب السكر وقليل أشجار ونخيل ، وتكسب أهلها من الزراعة المعتادة وقصب السكر.
المصيلحة بالتصغير بلدة من مديرية المنوفية بمركز سبك واقعة فى غربى بحر شبين بنحو ألف متر وفى الجنوب الشرقى لشبين الكوم كذلك وفى الجنوب الغربى لقرية منية خلف بنحو خمسمائة متر ، وبها جامع بمنارة وزاوية صغيرة بناها الشيخ حسين المصيلحى ولما مات دفن بها فى سنة خمس وثمانين ومائتين بعد الألف ، وليس بها نخيل وبها سواق وقليل أشجار وأكثر أهلها مسلمون.
وإليها ينسب كما فى الجبرتى : العلامة المتفنن المتقن المعمر الضرير الشيخ محمد المصيلحى الشافعى ، أخذ عن شيوخ الوقت كالشيخ محمد شنن المالكى وأجازه الشيخ مصطفى العزيزى والشيخ عبد ربه الديوى والشيخ أحمد الملوى والشيخ الحفنى والدفرى والشيخ على قايتباى والشيخ حسن المدابغى ، ولما مات الشيخ أحمد الدمنهورى وانقرض أشياخ الطبقة نوه بذكره واشتهر صيته وحف به تلامذته وأخذوه إلى بيوت الأمراء لحاجاتهم وعارضوا به المتصدرين من الأشياخ.
ولما تولى الشيخ أحمد العروسى مشيخة الأزهر بعد موت الشيخ أحمد الدمنهورى كان هو غائبا فى الحج ، فلما رجع أخذته حمية المعاصرة وحركه من حوله للمناكرة حتى تعدى على تدريس الصلاحية بجوار مقام الإمام الشافعى المشروطة لشيخ الأزهر بعد صلاة الجمعة فلم ينازعه الشيخ العروسى وتركها له خوفا من ثوران الفتن ، وتوفى رحمه الله ثانى عشر شوال من سنة إحدى ومائتين وألف وصلى عليه بالأزهر فى مشهد حافل بالمجاورين ، ولما مات قرر الشيخ العروسى مكانه فى تدريس الصلاحية تلميذه الشيخ مصطفى الصاوى وحضر افتتاحه فيها وذلك من حسن رأيه وجودة سياسته “.

مليج
هي من القرى القديمة وردت في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي من ضمن مدن الريف ، وفي نزهة المشتاق ذكرها قبل طنطنة (طنطا) وقال إنها مدينة عامرة وبها أسواق وتجارات ، ووردت في معجم البلدان مليج قرية بريف مصر قرب المحلة ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة مليج من أعمال المنوفية.
جاء في الخطط التوفيقية : ” مليج بلدة من مديرية المنوفية ، واقعة على شاطئ بحر شبين من الجهة البحرية أبنيتها بالآجر واللبن .. ولها سوق دائم به حوانيت كثيرة يباع بها الثياب والعطارة واللحم ونحوه ، وفيه قهاو وخمارات ، وتكسب أهلها من التجارة والزراعة خصوصا صنف الخس فإنه يزرع فيها بكثرة وله شهرة بمصر ، ولها سوق كل يوم جمعة يجتمع فيه من البرين ويباع فيه بضائع كثيرة ، وزمام أطيانها ثلاثة آلاف وسبعمائة وستون فدانا. وريها من بحر شبين وترعة القاصد الخارجة منه.
وكان فى جنوبها تل قديم أخذ جميعه لتسبيخ الزرع حتى صار موضعه منخفضا يجتمع فيه الماء ، وتنزل فيه مياه مراحيض جامع سيدى على ، وفى أثناء الحفر وجد فيه أربعة أحجار كبار باقية إلى الآن.
وفى خطط الفرنساوية على مصر فى ضمن سياحة فى الوجه البحرى لبعض علماء الإفرنج أنه يغلب على الظن أن هذه التلول هى آثار مدينة بيبلوس الواردة فى مؤلفات أيتين البيزنطى حيث قال : إن أهل مصر قاموا فى زمن تغلب الفرس على مصر ، وملّكوا عليهم أناروس ملك الليبيا ، وإنه باتحاده مع الأثينيين تغلب على الفرس وطردهم واستولى على القطر ، ولم يستمر ذلك بل بعد قليل رجعت الفرس بقوة زائدة فطردوه وأخرجوه من منفيس فأقام بعسكره فى مدينة بيبلوس وحصنها ، فحاصرته الفرس فيها سنة ونصفا ثم أخرجوه منها ومن القطر جميعا. انتهى.
ومن قرية مليج هذه الأمير أحمد بيك أبو مصطفى كان أول أمره شيخا ببلده وكان حسن السيرة والتدبير، وله كرم ومكارم وأخلاق ، فندبه المرحوم عباس باشا لعمارة قرية هورين ، وكان أهلها قد ارتحلوا عنها فأقام بها سبع سنين فعمرها وجلب إليها من يزرع أطيانها حتى صارت أحسن من حالها الأول فرجع إليها أهلها ، وفى تلك المدة كان لا يذهب إلى بلده بل وكّل بدائرته من يقوم بها.
وفى زمن المرحوم سعيد باشا جعّل ناظر قسم وفى زمن الخديوى إسماعيل باشا جعّل معاونا بمديرية المنوفية ثم جعّل وكيل مديرية القليوبية ثم جعل مدير المنوفية ، ثم لزم بيته فى أشغال نفسه وأحد أولاده ناظر قسم تلا وآخر منهم ناظر قسم سبك وآخر عمدة الناحية ، وله أولاد أخر مشتغلون بالزراعة.
وله بها دوار ومنازل مشيدة وبستان عظيم ووابور لسقى الزر ،. وكذا على أفندى عمارة له دوار ومنزل مشيد ووابور ، وكذا الحج محمد الشنوانى له بستان وثلاث وابورات ومنزل مشيد ، ففيها خمسة وابورات كلها لسقى الزرع “.


مساجد مليج
ينسب إلى قرية مليج العارف بالله سيدى على المليجى الشهير بالوصال الكائن مقامه بها ، وهو أحد خلفاء العارف بالله سيدى أبو الفتح الواسطى أول من نشر الطريقة الرفاعية بمصر ، ونسبه هو علي الوصال المليجي بن السيد عبد الرحيم البرعي بن السيد برعي بن السيد عبد الرحيم بن عهد الدولة بن السيد عثمان بن السيد أبي الحسن المكي وينتهى إلي الإمام الحسين ، وهو من الرعيل الأول للصوفية والسادة الرفاعية فى القرن السابع الهجرى.
يقول عبدالوهاب الشعراني في الطبقات الوسطى : ” كان سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه إذا ارسل سيدى عبد العال فى حاجة يقول إذا وصلت إلى ناحية جمزور ـ وهى جزيرة تسمى جنزور وهى إحدى قرى مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية ـ فيقول اخلع نعليك فإن من هناك خيام المليجي ضربت فلا تمشى بين خيامه بنعل “.
جاء في الخطط التوفيقية : ” وبها مسجدان جامعان ، أحدهما : مسجد سيدى على المليجى الولى المشهور رضي الله عنه وضريحه به ، وهو جامع مشيد البناء وبه جملة أعمدة من الرخام ومنارة ، وقد جدد على طرف الأوقاف من زمن قريب وخدمته وأولياء نظره عائلة يقال لهم عائلة النقباء يتوارثون النقابة جيلا بعد جيل وهم الآن منقسمون ثلاث فرق يتقاسمون الخدمة والنذور أثلاثا.
إحداها : عائلة على أبى أحمد النقيب ، والثانية : عائلة الشيخ عبد الله النقيب ، والثالثة : عائلة على أبى أحمد ابن مصطفى النقيب ، وقد تفرع كل إلى فروع ولهم قانون فى القسمة جار بينهم ، وجميعهم يشتغلون بالقراءة والعلم من عدة أجيال ، وتكسبهم من الزرع ، وليس عليهم ما على الأهالى من حفر الترع ونحوها.
وقد انتقلت نظارة الجامع عنهم بسبب مشاجرة وقعت بين عائلاتهم وصارت بيد محمد الشنوانى أحد مشايخ البلد ، وعليه كنس المسجد وباقى الخدمة باقية فيه بأيديهم ، وفى كل سنة يعمل له ثلاثة موالد فى أزمان موالد سيدى أحمد البدوى.
وفى طبقات الشعرانى : أن سيدى على المليجى كان من أصحاب سيدى الشيخ أبى الفتح الواسطى شيخ مشايخ بلاد الغربية المدفون بالإسكندرية المتوفى سنة ثمانين وخمسمائة ، وكان سيدى على معاصرا لسيدى أحمد البدوى رضي الله عنه ، وكان له كرامات ظاهرة. انتهى. ، والأهالى يقولون إنه كان حباكا.
والثانى: مسجد الأربعين وهو مقام الشعائر أيضا ، وبها كنيسة قديمة للأقباط باسم الشهيد سرابامون وقد جددت سنة ألف ومائتين وخمس وسبعين ، وبها جملة أضرحة لبعض الصالحين منها : ضريح سيدى يعقوب ، وضريح السيد على المجاهد فى جهتها القبلية بجوار جنينة أحمد بيك ، وضريح السيد عيسى ، وضريح السيد موسى ، وضريح السيد نعمة الله ، وضريح السيد سويد “.

البتانون
جاء في الخطط التوفيقية ” : البتنون هى بلدة من مركز مليج بمديرية المنوفية ، واقعة على الشاطئ الغربى من فرع النيل الشرقى ، بينها وبين ترعة البتنون نحو ثلثمائة قصبة من الجهة الشرقية ، وكان بها كنيسة تحت رعاية (مارى أونوفر) ساكن الفلاة والظاهر أنّه كان لها شهرة فى الأزمان القديمة ، وأبنيتها بالطوب الأحمر ، وأبنية عمدتها (الحاج محمد الجندى) بالحجر الدستور ، على دورين مع البياض والشبابيك كأبنية مصر ، ومحمد الجندى هذا كان ناظر قسم ثم لزم بيته.
وبها عشرة مساجد عامرة منها جامع أبى صالح بمنارة ، وبها مقامات جماعة من الأولياء منهم سيدى يوسف جمال الدين فى جهتها الغربية ، يعمل له مولد كل سنة خمس ليال ، والآن حصل الشروع فى تجديد ضريحه من طرف عائلة الجبائرة ، ومنهم سيدى حسن العشماوى فى شرقيها ، له مولد سنوى أيضا ثلاث ليال ، ومنهم الشيخ أبو صالح فى وسط البلد ، وسيدى إبراهيم الخواص فى غربيها ، وبها كنيسة شهيرة تأتى إليها نصارى البلاد المجاورة فى المواسم والأعياد وتعرف بكنيسة مارى جرجس.
ومساحة أبنيتها تسعون فدانا وأطيانها أربعة آلاف فدان ، وعدد أهلها الذكور سبعة آلاف وخمسمائة ، وفيها نصارى نحو ربع أهلها ، وهى مشهورة بنسج خرق الكتان وبكثرة عسل النحل ، وبها سواق تنيف على عشرين ساقية بعد مائها زمن التحاريق نحو ثمانية أمتار ، ولها سوق كل يوم ثلاثاء يباع فيه المواشى وغيرها ، وبها نحو أربعة دكاكين وتجار للأقمشة يبيعونها فى البيوت وتجار غلال وبها مصابغ ومعملان للدجاج.
وقد ترقى من أهلها العالم الماهر أحمد أفندى خليل من عائلة الجبائرة ، أصلهم من قبيلة من العرب يقال لها الجبائرة على شاطئ الفرات ببغداد كما أخبر بذلك عن نفسه ، ثم صار من رجال الهندسة بديوان عموم الأشغال برتبة بكباشى ، وكان من المهندسين الذين تعينوافى زمن المرحوم سعيد باشا صحبة سلامة باشا فى رسم ميزانيات الترعة المالحة والحلوة.
ثم فى زمن الخديوى إسماعيل باشا جعل ناظرا ومعلما بمدرسة المحاسبة وتربى على يديه جملة من شبان المهندسين ، وكان فى ابتداء أمره قد دخل قصر العينى سنة تسع وأربعين ومائتين وألف ثم نقل إلى مدرسة أبى زعبل ثم إلى مدرسة المهندسخانة فمكث فيها خمس سنين فاستوفى جميع فنونها ثم وظف من ضمن مهندسى ديوان المدارس.
وينسب إلى بلدة بتنون هذه الشيخ محمد البتنونى المتوفي عام 877 هـ والذى ترجمه السخاوى فى الضوء اللامع حيث قال : هو محمد بن على بن أحمد الشمس النور ، البتنونى الأصل ، القاهرى الشافعى ويعرف بالبتنونى ، وينسب إليها أيضا الشيخ أحمد البتنونى قاضى مديرية الغربية “.

شنوان
في الخطط التوفيقية قرية من مديرية المنوفية بمركز سبك ، موضوعة على ترعة شعب شنوان الآخذ من بحر القرينين قبلى ناحية شبين الكوم بمسافة نصف ساعة ، أبنيتها بالآجر واللبن على دور وعلى دورين ، وبها أربعة جوامع : جامع الشيخ شهاب الدين له منارة ، وجامع الشيخ عبد الله بمنارة أيضا ، وجامع الشيخ عبد القادر أنشئ سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف ، وجامع محمد البنبى ، وكلها مقامات الشعائر ، وثلاث زوايا للصلاة أيضا ، وقصر مشيد لعثمان أفندى البنبى ، ومعملان للدجاج ، وعصارة قصب ، وثلاثة وابورات لسقى المزروعات الصيفية.
وأكثر أهلها مسلمون ، وعمدتها نور الدين البنبى وعلىّ عجوة ، وفيها للمذكورين وغيرهم جنائن ذات ثمار وفواكه نحو الستة ، وبها مقام الشيخ شهاب الدين ، والشيخ عبد الله ، والشيخ عيسى ، والشيخ سعيد ، والشيخ على أبى النور ، وغيرهم ، وينسج بها الثياب السرساوية ، ورىّ أرضها من النيل ، وبها أربع سواق معينة عذبة المياه ويزرع بأرضها غير الزرع المعتاد صنف القطن والقلقاس ، ولها شهرة به لكثرته فيها.
وجاء فى كتاب خلاصة الأثر أن منها العلامة أبو بكر بن إسماعيل ابن القطب الربانى شهاب الدين الشنوانى ، وجدّه الأعلى ابن عم سيدى على وفى الشريف الوفائى التونسى ، الإمام العلامة الأستاذ علامة عصره فى جميع الفنون ، وكان فى عصره إمام النحاة تشد إليه الرحال للأخذ عنه والتلقى منه ، مولده بشنوان وهى بلدة بالمنوفية ، وتخرج فى القاهرة ، وانتهت إليه الرياسة العلمية.
وألف المؤلفات المقبولة ، منها «حاشية على متن التوضيح» فى مجلدات ، و «حاشية على شرح القطر» للفاكهى ، و «حاشية على شرح الشذور» ، «وحاشية على شرح الأزهرية» للشيخ خالد ، «وشرح على الآجرومية مطول»، جمع فيه نفائس الفوائد ، وكانت وفاته عقب طلوع الشمس من يوم الأحد ثالث ذى الحجة سنة تسع عشرة بعد الألف، وبلغ من العمر نحو الستين، ودفن بمقبرة المجاورين.
وذكر الجبرتى فى حوادث سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف أن منها أيضا الفقيه العلامة والنحرير الفهامة محمد الشنوانى الشافعى الأزهرى شيخ الإسلام ، من أهل الطبقة الثانية ، وكان قبل مشيخته على الجامع الأزهر مقيما بجامع الفاكهانى ، فكان يدرس فيه ، وبعد فراغه من الدروس يغير ثيابه ويكنس المسجد ويغسل القناديل ويعمرها بالزيت ، وبقى مستمرا فى خدمة الجامع المذكور إلى أن تشيخ على الأزهر بعد موت الشيخ الشرقاوى.
وكانت مشيخته قهرا عنه لأنه امتنع وهرب إلى مصر القديمة حين بلغه أنهم اختاروه للمشيخة ، وبعد ذلك أحضروه وشيخوه قهرا ، وتلبس بالمشيخة مع ملازمته لجامع الفاكهانى كعادته الأولى ، توفى فى الأربعاء الرابع والعشرين من المحرم من السنة المذكورة، وصلى عليه فى الأزهر، ودفن بالمجاورين، عليه رحمة الله تعالى.
ومن ذرية الشيخ شهاب الدين المتقدم ذكره عبد الفتاح أفندى صبرى كما أخبر عن نفسه ، تربى بمدرسة المهندسخانة الخديوية ، ثم نقل منها فى أواخر سنة ١٢٦٩ إلى آلاى المهندسين والكوبريجية ؛ للاستحصال على التعليمات والفنون الحربية ، ثم ترقى إلى رتبة ملازم ثانى بالآلاى المذكور ، ثم نقل إلى هندسة الاستحكامات بقلعة القناطر الخيرية وبلغ فيها إلى رتبة اليوزباشى ، والآن أى سنة ١٢٩٢ هو رئيس هندسة القناطر الخيرية برتبة أغاسى.

طوخ البراغتة
في أواخر العصر المملوكي نزلت عشائر من قبيلة البراغثة في غربي شبين الكوم حيث نسبت لهم كل من قريتي طوخ البراغتة ومنيل البراغتة (منشأة عصام حاليا) ، وعرب البراغتة هي إحدى القبائل المطرفية التي يعود اصلها الى قبيلة بني معقل العربية والتي دخلت من مصر إلى المغرب الكبير مع منتصف القرن الخامس الهجري تزامناً مع هجرة بني هلال وبني سليم وانتشروا بعدها في عدة دول ، ويرجعون في نسبهم إلى جدهم الأعلى برغوث بن مطرف بن عبيد الله بن معقل.
ويقول ابن خلدون إنه سمع بأن المعقل ينسبون أنفسهم الى جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وهو لايؤيد انتسابهم هذا بل يرى انهم مذحجيون من معقل بن الحارث بن كعب بينما بعض المؤرخين مثل الشريف الوارزقاني والشريف بن عنبه والمقري وابن جزى والسمرقندي يؤكدون بقطع أن المعقل هم من أبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقد جاء هذا ايضاً في كتاب طلعة المشتري في النسب الجعفري تأليف ابو العباس احمد بن خالد ناصري.
وقد اندمجت القريتان في العصر العثماني حيث جاءت تفاصيل عن زماماتهم الزراعية المنفصلة في كتاب التحفة السنية في القرن التاسع الهجري حيث يقول ابن الجيعان : ” طوخ مراوة مساحتها 1267 فدان بها رزق 83 فدان عبرتها 4800 دينار كانت باسم المقطعين والآن لهم وللعربان ووقف ورزق ، منيل البراغتة مساحته 505 أفدنة به رزق 41 فدان عبرته 1500 دينار للمقطعين ورزق “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” طوخ البراغتة هي من القرى القديمة اسمها الأصلي طوخ البثنون لقربها من ناحية البتنون ، وردت بهذا الاسم في قوانين ابن مماتي وفي المشترك لياقوت وفي تحفة الإرشاد من أعمال المنوفية ، ووردت في التحفة باسم طوخ مراوة وفي تاج العروس طوخ مسراوة من أعمال البحيرة والصواب طوخ مراوة من أعمال المنوفية والخطأ من النقل والطبع.
وكان يوجد بجوار طوخ هذه ناحية أخرى تسمى منيل البراغتة ، وردت في التحفة باسم منيل البراعنة من أعمال المنوفية ومصوب في الذيل البراغثة ، وفي الانتصار منيل الراعية والصواب منيل البراغثة نسبة إلى من يدعى برغوث ، وفي العهد العثماني أضيف زمامه إلى ناحية طوخ فصارتا ناحية واحدة باسم طوخ البراغتة ، فورد في دليل سنة 1224 هـ طوخ مراوة وهي طوخ البراغتة المعروفة بمنيل البراغتة بولاية المنوفية وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي “.
وجاء عنها في الخطط التوفيقية : ” قرية من مديرية المنوفية بمركز منوف، فى الشمال الغربى لناحية شيبين الكوم ، وفى الجانب الغربى لبحر سيف ، على مسافة خمسمائة متر تقريبا ، وفيها جامع بلا منارة ، وعندها طريق يوصل إلى ناحية شيبين الكوم ، وتكسب أهلها من الزرع وغيره ، وممن نال الرتب الشريفة من أهل هذه البلدة فى ظل العائلة المحمدية ، حضرة أحمد أفندى علام ، دخل الجهادية البيادة من بلده مدة المرحوم عباس باشا وترقى إلى رتبة الملازم ، وفى زمن المرحوم سعيد باشا ترقى إلى رتبة البيكباشى “.

قرى مركز شبين
عدد من قرى مركز شبين تحمل اسم منية (ميت حاليا) حيث تأسست في عصر الفاطميين لتكون إقطاعا للعشائر الموالية لهم ومنها كل من ميت خلف وميت عافية وميت موسى وميت الموز وميت مسود (ميت مسعود حاليا) ، وقد حرفت أسماؤهم من منية إلى ميت فوردوا جميعا بالاسم الجديد في تاريخ سنة 1228 هـ.
جاء في القاموس الجغرافي : ميت خلف اسمها الأصلي سفط سليط وردت به في المشترك لياقوت في كورة المنوفية ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد في حرف السين سفط سليط وهي منية خلف وفي حرف الميم منية خلف وهي سفط سليط وفي التحفة منية خلف.
ميت عافية اسمها القديم منية عبد الملك ، وردت في نزهة المشتاق بأنها واقعة تجاه مليج من الجهة الشرقية ، قال : وهي قرية عامرة كبيرة كثيرة الخيرات مفيدة الزراعات ، وفي الروك الصلاحي وردت باسم منية عافية كما ورد في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال جزيرة قوسينا وفي التحفة من أعمال المنوفية. ،
ميت موسى اسمها الأصلي منية موسى ، وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار وفي قوانين الدواوين وفي التحفة طبع باريس من أعمال المنوفية ، وأما في التحفة طبع مصر فورد اسمها محرفا منية نوسى وصوابه منية موسى كما ورد في المصادر المذكورة ومطابقته لاسمها الحالي.
وجاء في الخطط التوفيقية : منية موسى قرية بمديرية المنوفية بمركز مليج غربى ترعة القاصد الجديدة على بعد ثلاثمائة متر وشرقى بتبس بنحو ثلث ساعة وغربى منية فارس بنحو ثلثى ساعة ، وبها جامع بمئذنة وفى بحريها جنينة لعمدتها محمد الشافعى.
ونشأ بهذه القرية – كما فى الجبرتى – العلامة الشهير الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عطية بن عامر بن نوار بن أبى الخير الموسوى الشهير بالخليفى الضرير ، أصله من الشرق وقدم جده أبو الخير وكان صالحا معتقدا وأقام بمنية موسى فحصل له بها الإقبال ورزق الذرية واستمروا بها وولد الشيخ بها ونشأ بها وحفظ القرآن.
ثم ارتحل إلى القاهرة واشتغل بالعلوم على فضلاء عصره ، فتفقه على الشيخ العنانى والشيخ منصور الطوخى وهو الذى سماه بالخليفى لما ثقل عليه نسبة الموسوى فسأله عن أشهر أهل بلده فقال : أشهرها سيدى عثمان الخليفى فنسبه إليه ، ولازم الشهاب السندوبى البشبيشى وأخذ عنه فنونا وحضر دروس الشهاب وغيره وأجازه الشيخ العجمى واجتهد وبرع وحصّل وأتقن ، وكان محدثا فقيها أصوليا نحويا بيانيا، متكلما عروضيا منطقيا آية فى الذكاء وحسن التعبير مع البشاشة وسعة الصدر وعدم الملل انتفع به كثير من المشايخ ، توفى فى عصر يوم الأربعاء خامس عشر صفر ودفن صبيحة يوم الخميس بالمجاورين وذلك فى سنة سبع وعشرين ومائة وألف عن ستة وستين سنة.
منية خلف قرية من مديرية المنوفية بمركز مليج بين مصرف منية خلف وبحر شبين وفى شمال المصيلحة بقرب وغربى منية أم شيخة بنحو نصف ساعة ، وأبنيتها بالآجر واللبن وبها معمل دجاج ووابور لحلج القطن وآخر لسقى المزروعات ووابور دراسة تعلق كريمات المرحوم إلهامى باشا.
ومنها الفاضل الشيخ أبو العلاء الخلفاوى الحنفى أحد مدرسى الأزهر كأبيه من قبله ، الشيخ سليمان رحمه الله تعالى وكان أحد قضاة المحكمة المصرية رحمه الله.
منية عافية قرية من مديرية المنوفية بمركز مليج ، شرقى بحر شيبين وفى شمال مليج بنصف ساعة وفى جنوب بركة السبع كذلك ، ومن هذه القرية محمد بك خفاجى برتبة قائمقام وهو خوجة بالمدارس الحربية.