أعلام المحلة في العصر الحديث

الشيخ محمد أبو زهرة

من أعلام المحلة الكبرى في العصر الحديث فضيلة المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة ، وهو نجل الشيخ أحمد أبو زهرة من شيوخ المحلة وحفيد الشيخ مصطفى أبو زهرة الششتاوي صاحب الضريح المعروف في المسجد الجامع المسمى باسمه في منطقة الششتاوي بجوار مقابر الشهداء ، وتسمى باسمه قديما فرع النيل الأساسي للمدينة قبل أن يردم (بحر الششتاوي) ومكانه الآن شارع سعد زغلول ..

ولد الشيخ محمد في عام 1898 م. ودرس في المحلة ثم انتقل منها إلى المعهد الأحمدي في طنطا والتحق بعدها بمدرسة القضاء الشرعي حيث قضى فيها ثمانية أعوام من 1916 وحتى 1924 ليتخرج منها حاصلا على شهادة العالمية في القضاء الشرعي ثم التحق بكلية دار العلوم لإكمال دراسة اللغة العربية في عام 1927 وعين بعدها للتدريس في المدارس الثانوية ثم في كلية أصول الدين جامعة الأزهر ..

بعد ذلك انتدب إلى كلية الحقوق جامعة القاهرة لتدريس مادة الخطابة (وهي من أهم الفنون اللازمة للمرافعات) ثم أضيف إليه تدريس مادة الشريعة الإسلامية وتدرج في المناصب حتى عين رئيسا لقسم الشريعة الإسلامية بالكلية واستمر في ذلك حتى تقاعده في عام 1958 ثم انتقل بعد ذلك إلى مجمع البحوث الإسلامية ومعهد الدراسات الإسلامية واستمر فيهما حتى وافته المنية في عام 1974 ..

وهو واحد من أهم الباحثين في مجال القانون والتشريع خاصة في مجالات العقود والأوقاف والوصية والتركات والأحوال الشخصية والملكية الخاصة حيث صارت أبحاثه من أساسيات القوانين المصرية ، كما صدر له عدد من المؤلفات في تاريخ المذاهب الإسلامية وسلسلة تراجم كبار الفقهاء ومذاهبهم وآرائهم وكذلك كتابات في التشريع والقانون والعلاقات الدولية وتاريخ الخطابة وفنونها ..

وختم حياته بكتابة السيرة النبوية تحت عنوان (خاتم النبيين) واستنبط منها أهم آرائه المعروفة في السياسة الشرعية حيث قرَّر أنَّ القرآن أمَر بالشورى ولذا يجب أنْ يُختار الحاكم المسلم اختيارًا حرًّا فلا يتولَّى أي سلطان حاكمًا إلا بعد أنْ يُختار بطريقة عادلة وأنَّ اختيار الحكام الصالحين هو السبيل الأمثل لوقاية الشريعة من عبث الحاكمين وكل تهاون في ذلك هو تهاونٌ في أصل من أصول الإسلام ..

الأديب سعيد العريان

محمد سعيد أحمد العريان .. من مواليد قرية محلة حسن مركز المحلة الكبرى عام 1905 م. ، وهو ابن الشيخ أحمد العريان المدرس بالأزهر والمسجد الأحمدي في طنطا وكان من زعماء وخطباء الثورة العرابية حيث هرب من الإنجليز بعد الثورة إلى الغربية مستخفيا فيها ، ويرجع في نسبه إلى جده الأكبر المتصوف المعروف سيدي إبراهيم العريان ..

تلقى محمد سعيد تعليمه على يد والده ثم في المعهد الأحمدي واشترك وهو شاب في ثورة 19 ثم اعتقل في عام 1925 م. ، تخرج في كلية دار العلوم عام 1930 م. وكان الأول على دفعته وعمل بالتدريس في شربين وطنطا والقاهرة ، عمل في وزارة المعارف بمراقبة الثقافة العامة وفي مكتب الصحافة ثم مديرا للمكتب الفني للوزير في عام 1946 م.

وبعد ثورة 52 عين في منصب مدير إدارة الشئون العامة بوزارة التربية والتعليم ثم في عام 1960 م. عين وكيلا للوزارة للعلاقات الخارجية ، وهو صاحب الدور الأساسي في تأسيس نقابة المعلمين المصرية وظل سكرتيرا عاما لها منذ تأسيسها حتى وافته المنية عام 1964 م. في مستشفى النقابة كما شغل موقع السكرتير العام لمؤتمر المعلمين العرب ..

كان رائداً في مجالات شتى .. في ميدان الأدب والتأليف والمحاضرة والقصة والرواية والمقال وفي تحقيق التراث والتعريف بالكتب وفي السيرة والتربية والتعليم والعمل الوطني والقومي والعربي ، وهو من رواد أدب الطفل حيث قام بإصدار مجلة سندباد بهدف الارتفاع بمدارك وسلوك الطفل العربي وغرس الروح الوطنية والإيمان بعروبته ولغته ..

اشتهر بصداقته وتلمذته للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي وهو الذي أخرج أدب الرافعي للجمهور وكتب سيرته حتى قيل عنه وصف (كاتب وحي الرافعي) ، ومن مؤلفاته روايات قطر الندى وعلى باب زويلة وشجرة الدر كما قام بتحقيق كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وكتاب عبد الواحد المراكشي المعجب في تلخيص أخبار المغرب ومقدمة ابن خلدون ..

المؤرخ مصطفى زيادة

محمد مصطفى زيادة .. من مواليد مدينة المحلة الكبرى عام 1900 م. ، تلقى تعليما مدنيا وتخرج في مدرسة المعلمين السلطانية عام 1921 م. وكان من الأوائل فسافر في بعثة دراسة إلى انجلترا للدراسات العليا حتى حصل على الدكتوراه عام 1927 م. من جامعة ليفربول تحت إشراف المؤرخ جورج كوبلاند وكانت رسالته عن العلاقات الخارجية للدولة المصرية في القرن الـخامس عشر ..

عُين مدرسًا لتاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول عام 1931 م. وترقى في السلك الأكاديمي حتى حصل على أستاذ مساعد عام 1937 م. ثم الأستاذية عام 1945 م. وتولى أستاذية كرسي العصور الوسطى عام 1949 م. وذلك لمدة طويلة من الزمن وهو أول مصري يشغل هذا الموقع ثم أصبح رئيسا لقسم التاريخ في الفترة بين عام 1954 م. وحتى عام 1960 م.

شارك في تأسيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية عام 1945 م. وشارك في تأسيس أول جامعة عراقية عام 1946 م. ودرس فيها لمدة عامين ، وكان عضوا في اللجنة التي راجعت ترجمة كتاب تاريخ العلم من تأليف المؤرخ جورج سارتون وتعاون زيادة مع جامعة برنستون الأميركية عام 1963 م. في دراسة وتحقيق كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي.

من مؤلفاته : تاريخ العالم العربي وحضارته في العصور القديمة والعصر الإسلامي .. المؤرخون في مصر في القرن الخامس عشر .. حملة لويس التاسع على مصر وهزيمته في المنصورة .. تاريخ العرب والإسلام .. النظم الإقطاعية في الشرق الأوسط في العصور الوسطى و قام بترجمة الجزء الأول من تاريخ العصور الوسطى للمؤرخ فشر وموسوعة تاريخ العلماء.

كان الدكتور مصطفى عضوا بارزا في لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وشارك في إنشاء المتحف المصري وعين عضوا في المجمع العلمي المصري وعضوا في مجمع اللغة العربية من عام 1957 م. وحتى وفاته عام 1968 م. وقد أطلق عليه لقب مؤرخ المؤرخين لاهتمامه بطبقات المؤرخين وكتاباته عنهم ودراسة وتحقيق المخطوطات النادرة.

الشيخ محمد الحفناوي

هو شيخ المعهد الأزهري بالمحلة الكبرى ووكيل المعهد الأحمدي بطنطا ومن رجال الحركة الوطنية .. ولد عام 1911 بقرية شبرا بابل مركز المحلة الكبرى ، حفظ القرآن ثم التحق بالدراسة في المعهد الأحمدي ثم الجامع الأزهر بالقاهرة وحصل على شهادة العالمية في أصول الدين وفق المذهب المالكي ثم تخرج وعمل بالتدريس في المعاهد الأزهرية في القاهرة ثم في الغربية ..

انضم إلى حزب الوفد مبكرا في عام 1931 حيث قاد الحركة الوطنية في الأزهر وفي الغربية وتعرض للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال البريطاني مرتين في أعوام 33 و 40 كما شارك في أعمال اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال والتي قادت حركة النضال الوطني في الأربعينيات كما عمل فترة سكرتيرا شخصيا ومستشارا خاصا لدى الزعيم مصطفى النحاس باشا ..

وفي عام 1953 عاد إلى الغربية حيث عمل في معهد سمنود الديني فترة ثم انتقل بعدها للعمل في منصب وكيل المعهد الأحمدي بطنطا ولعب دورا كبيرا في تطوير المعهد وفق خطة تطوير الأزهر ، وعندما قرر أعيان مدينة المحلة الكبرى تأسيس المعهد الأزهري فيها تم انتدابه للإشراف عليه وإعداده ثم تولى بعد ذلك منصب شيخ معهد المحلة الأزهري لمدة سنوات طويلة ..

اعتزل الحياة السياسية بعد يوليو 52 وتفرغ للتدريس والكتابة لكن تعرض لمضايقات ابتداء من عام 1965 بسبب الأحداث التي وقعت في جنازة الزعيم الوفدي مصطفى النحاس وذلك عندما هتف بعض شيوخ الأزهر المتحمسين بالهتاف الشهير : ” لا زعيم إلا أنت يا نحاس ” وتحولت الجنازة إلى مظاهرة وتسبب الأمر في غضب عبد الناصر فاعتقل عددا من الشيوخ والوفديين ..

وبعد انتهاء تلك الأحداث قرر الشيخ السفر خارج مصر واصطحب معه أسرته حيث انتقل للعمل في لبنان وساهم هناك بجهد كبير في تطوير المعاهد الدينية السنية وتنظيمها وإعداد مناهج الدراسة وقضى بقية حياته في التنقل بين مدن لبنان وسوريا حتى وافته المنية في عام 1972 في مدينة طرابلس الشام .. وهو جدي لوالدتي رحمه الله رحمه واسعة وأجزل له المثوبة والعطاء ..

الشيخ عبد السلام أبو الفضل

هل تذكرون يا إخوتي في المحلة ذلك الشيخ الجليل المهيب الزاهد العابد صاحب الكلمات الرقيقة والأخلاق الطيبة والتواضع الجم والابتسامة المشرقة .. هل تذكرون جنازته الحاشدة العظيمة عندما خرجت مدينة المحلة كلها تبكي عليه وتودعه إلى مثواه العطر .. هل تذكرون خطبة الجمعة في جامع المتولي والتي كانت قصيرة الوقت قليلة الكلمات بليغة المعاني عظيمة الأثر ..

هل تذكرون دروسه بعد الصلاة والتي تنطق بالروحانية والصفاء مع صوته الخفيض ووجهه المشرق .. ما علمت أحدا في حياتي يستحق مرتبة الولاية الحقة إلا هو ولا عرفت أحدا يحقق معاني التصوف الحق إلا هو .. إنه تلميذ شاعر الرسول الخطيب ولي الله تعالى العارف بالله سيدي الشيخ عبد السلام أبو الفضل رضي الله عنه إمام وخطيب مسجد المتولي بمدينة المحلة الكبرى ..

ولعلكم تذكرون مسجد المتولي الذي ارتبط به الشيخ فهو من أقدم مساجد المحلة والذي بناه العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف المحلي المعروف باسم الطريني الكبير وهو من رجال القرن السادس الهجري .. مسجد لا زال محتفظا بطرازه المعماري القديم حيث الصحن والأروقة وإيوان القبلة والبواكي والأعمدة والمأذنة المملوكية فكأنك تعيش التاريخ بتفاصيله ..

ولعل الشيخ كان يستمد هذه الروحانية من عبق المكان فلا يمكن الفصل بين المسجد وإمامه .. كل شيء في المسجد يدعوك إلى البساطة والهدوء والراحة النفسية .. في اللحظة التي تخطو فيها القدم إلى عتبة المسجد تشعر أن الدنيا كلها قد صارت خلف ظهرك وأن همومك كلها قد انزاحت عن عاتقك وأنك مقبل على حالة من الصفاء الذهني والارتقاء الصوفي حيث الخلوة والسكينة وراحة البال ..

ولا شك أن الجامع كان يحتفظ بأسرار تلك الأزمان المتعاقبة ويحتفظ بقبضة من أثر الصالحين الأوائل من أجدادنا الفاتحين الذين حلوا بركابهم في هذا المكان المقدس .. عبد الله بن الحارث الزبيدي وسيدي سعد الدين الأنصاري والقاضي أبي الفتح الرصعني وجلال الدين المحلي وابن حجر الهيتمي والطريني الكبير وأبي الفضل الوزيري والسراج البلقيني وأبي العباس الغمري وعمدتهم وآخرهم الشيخ عبد السلام أبو الفضل ..

الشيخ محمد العباسي

” رجل كان يصدع بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم ” .. هذه العبارة تنطبق حرفيا على فضيلة المرحوم الشيخ محمد العباسي إمام وخطيب جامع قادوس الكبير بالمحلة .. ولعل بعضنا لا يزال يذكر وقفته على المنبر كالأسد الهصور وهو يزلزل بكلماته جنبات المسجد حتى يخيل إلى السامعين أن سلطان العلماء العز بن عبد السلام قد بعث من جديد في عصرنا الحاضر ..

وكان فقيها عالما بحق .. أمضى سنوات طوال فوق منبر المسجد الذي تحول بفضله إلى مركز للدعوة الإسلامية يرتاده آلاف المصلين كل أسبوع ليستمعوا إلى كلماته حيث كانت موضوعاته عميقة تمس واقع الأمة وأحوال الناس بعيدة عن سفاسف الأمور ومسببات الخلاف وتشعر معه بالجدية التامة والحماس الشديد وهو يسرد المشكلات ويطرح معها الحلول الواقعية ..

وكان زاهدا عابدا بحق .. زهدا لا يشوبه رياء ولا تكلف فكان الشيخ مثالا للبساطة في حياته ومأكله وملبسه وبيته .. وكان مرتبطا بالمسجد في كل أحواله حتى كأنه هو المقصود بالحديث : ” ورجل قلبه معلق بالمساجد ” ، وكان شديد التواضع جم الحياء فكان يقدر شيوخه فلا يتكلم بحضرة من هو أعلم منه أو أسن إلا بعد أن يأذن له في ذلك فكان مثالا لأدب العالم والمتعلم معا ..

ولعل بعضنا يذكر افتتاحية خطبته بصوته القوي الرنان وهو يدوي قائلا : ” الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين .. ” ثم يسترسل هادرا كأنه منذر حرب ، ولعل كثيرا منا داوم على حضور خطبته الطويلة بل والاستمرار في كلمته التي تعقب الخطبة دون أن يصيبه الملل أو السأم بل كانت السعادة كلها في الاستماع إليه والجلوس بين يديه ..

وكان حريصا لا يتحرج من اصطحاب الكتب والمراجع بل ويقرأ منها على المنبر حتى يكون دقيقا في استشهاده بالآية والحديث وأقوال العلماء وحتى لا تتأثر الذاكرة بأي شائبة ، ولا أدري لماذا أتذكر الآن الحديث الشريف الذي يقول معناه إن الله لا ينزع العلم من الأرض انتزاعا وإنما ينزعه بموت العلماء فإذا ماتوا قام في الناس رؤوس جهال أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ..

الشيخ محمد العدوي

لعلك سمعته يوما في خطبة الجمعة التي استمرت سنوات طوال في مسجد مدينة العمال الثانية وفي مساجد الشركة ومحلة حسن بل ومساجد المحلة المعروفة دون مبالغة وهو يتحدث بهدوء وسكينة بلسان عربي مبين .. ولعلك سمعته يوما وهو يختم كلامه بقوله : وسبحان من لو شاء لهدى الناس جميعا الى سواء السبيل واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ..

فاذا تقاصرت الذاكرة عن ذلك فان تلاميذه في كل مكان يذكرونه بالخير فهو من ابرع معلمي اللغة العربية .. في الجزائر حيث قضى ست سنوات في وهران وقسنطينه وعنابة والبليدة ومنها الى الزيتونة في تونس والقرويين في المغرب .. طلاب معهد المحلة الازهري حيث كان يتولى الاذاعة الصباحية تحت شعار ابتسم تبتسم لك الحياة .. في الجمعية الشرعية وجمعية سيدي جابر بالاسكندرية ..

فاذا تغير الزمان وتبدلت الاحوال فانه حتما في ذاكرة طلبة الازهر الشريف في كلية اصول الدين بطنطا وكلية اللغة العربية بالمنصورة .. وفي ذاكرة جمهور الاذاعة والتليفزيون وبرامجه المعروفة مع الصحابة والايمان والحياة .. في ذاكرة الجاليات المسلمة في اوروبا وتلاميذه في كل بقعة حل بها في صنعاء والكويت والسنغال واندونيسيا وبغداد وعمان وتركيا وغيرها من البلاد حيث ترك بصمة لا تمحى ..

فاذا عجزت الكلمات عن تسجيل عطاءه فان كتبه ومؤلفاته معروف مكانها في المكتبة الاسلامية .. في التاريخ والسيرة النبوية وفي السياسة والاجتماع .. وتظل رابطة الجامعات الاسلامية شاهدة على جهده في القيام بعمل طيب الاثر في اروقتها ولجانها لا يحسن تقديره الا من يعرف قيمة البحث العلمي الجاد والمنصف ويقدر التعليم واثره في الاخلاق في كافة البلاد الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ..

فاذا تباعدت المسافات فان تلاميذه من القضاة والامراء سوف يحفظون ذكراه في السعودية حيث قضى عشرين عاما في مدارسها وجامعاتها في الرياض والطائف ومكة والمدينة .. فاذا نسي الناس فان هذه البقعة الطاهرة من ساحة المسجد النبوي سوف تظل شاهدة له حافظة لذكراه عندما كان يجلس في الحلقة مستحضرا جلال وهيبة صاحب المقام المحمود في حب موصول لطيبة الطيبة ..

من هو الدكتور محمد العدوي

# مواليد قرية محلة حسن مركز المحلة الكبرى عام 1938
# حفظ القرآن كاملا في سن 11 سنة والتحق بمعهد سمنود الأزهري.
# حصل على الثانوية الأزهرية والتحق بكلية اللغة العربية في القاهرة.
# أثناء دراسته الجامعية تقدم للعمل بشهادة الثانوية في وزارة الأوقاف.
# ترقى في العمل الوظيفي حتى تولى موقع سكرتير إدارة الدعوة والثقافة حيث عمل تحت رئاسة كل من الشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق.
# حصل على شهادة التخرج الجامعي عام 1964 ودبلومة علم النفس عام 1965 وشهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي عام 1968
# عمل مدرسا لمادة الأدب والبلاغة في المعاهد الأزهرية الثانوية من عام 1965 وحتى عام 1969
# سافر إلى الجزائر في الفترة من عام 1969 وحتى 1973 ضمن البعثة الأزهرية المكلفة بتعريب التعليم في الجزائر تحت قيادة الشيخ محمد متولي الشعراوي
# عمل مدرسا لمادة النحو والصرف في ثانوية الطائف بالمملكة العربية السعودية في الفترة من عام 1974 وحتى 1978
# حصل على شهادة العالمية (الدكتوراة) في عام 1978 عن رسالته (الأزهر ومكانته العلمية والدينية في العصر الفاطمي) وقد بذل فيها جهدا كبيرا في البحث وجمع المخطوطات وسافر إلى مكتبات باريس ومراكش وفاس وتونس والدار البيضاء
# عمل مدرسا للتاريخ الإسلامي في كلية أصول الدين بطنطا في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1981 وكان مشرفا على اتحاد الطلاب في الكلية
# في الفترة من عام 1981 وحتى 1985عمل في وظيفة أستاذ مساعد في قسم الدعوة والإعلام بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة ومحاضرا مناوبا في إحدى حلقات التدريس في المسجد النبوي الشريف ومقدما لبرنامج ديني في التليفزيون السعودي بالتناوب مع الدكتور عصام البشير ، وتقديرا لجهوده كرمه الشيخ عبدالعزيز بن باز حيث استضافه في بيته وأهداه مكتبة قيمة
# في الفترة من عام 1986 وحتى عام 1992عمل رئيسا لقسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بالمنصورة وعضوا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وخطيبا للجمعة بمساجد شركة غزل المحلة وعضوا في مجلس إدارة جمعية سيدي جابر الخيرية بالإسكندرية ومقدما لعدد من البرامج الدينية في التليفزيون المصري (الدين المعاملة – في بيوت الله – حديث الروح)
# في عام 1988 تم اختياره ضمن وفد الأزهر المسافر إلى العراق لإقرار المصالحة مع إيران بدعوة من الرئيس صدام حسين ، وفي عام 1990 سافر على رأس وفد أزهري إلى إندونيسيا بدعوة من الرئيس سوهارتو ، وفي عام 1992 عمل لفترة قصيرة أستاذا زائرا في مكة المكرمة
# في عام 1993 أوفده الشيخ جاد الحق علي جاد الحق للسفر نيابة عنه إلى سويسرا وإيطاليا للإشراف على النشاط الديني للجاليات المسلمة في أوروبا حيث قام بزيارة معسكرات لاجئي البوسنة والهرسك بصحبة الأستاذ يوسف ندا
# عمل في وظيفة أستاذ للسيرة النبوية في قسم العقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض والمدينة المنورة في الفترة من عام 1993 وحتى عام 2003 حيث أشرف على مئات الأبحاث والرسائل العلمية
# في عام 2004 عمل مستشارا لوزير الأوقاف الكويتي لشئون الدعوة والإرشاد حيث قام بالإشراف على المساجد بالاشتراك مع الشيخ سيد نوح
وفي عام 2005 عمل محاضرا في جامعة الإيمان بمدينة صنعاء اليمنية حيث نزل في ضيافة الشيخ عبد المجيد الزنداني
# في الفترة من عام 2005 وحتى 2013 عمل عضوا بمجلس رابطة الجامعات الإسلامية ومقدما للبرامج بإذاعة القرآن الكريم وقناة الرحمة وكاتبا بمجلة الأزهر ومحاضرا في معهد إعداد الدعاة والجمعية الشرعية
# من مؤلفاته .. (مناهل الصفا في سيرة المصطفى ، العالم الإسلامي بين الماضي والحاضر ، الوحدة الإسلامية وأثرها ، الرسول بشيرا ونذيرا ، الخلافة والخلفاء الراشدون ، الأقليات المسلمة في الاتحاد السوفيتي)
# له نشاط وافر في مجال التعليم والدعوة في كل من السعودية واليمن والأردن والكويت والصومال والعراق وتونس والجزائر والمغرب وفرنسا وسويسرا وأسبانيا وإيطاليا وتركيا وإندونيسيا والسنغال وجامبيا
# توفي إلى رحمة الله عام 2017 بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

الشيخ أحمد فهيم النجار

الشيخ القاري والمقريء أحمد فهيم النجار .. ولد بالعامرية مركز المحلة الكبري محافظة الغربية في ١٩ من شهر ديسمبر عام ١٩٤٧ وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية علي الشيخ عبد المنعم خليفه عامر ثم جود القرآن وحفظ متن الشاطبية وهو ابن عشر سنين علي العلامة الشيخ محمد علي الباره قاريء القراءات العشر الصغري والكبري الذي ولد عام ١٨٩٤ وتوفي عام ١٩٧٩م ..

التحق بمعهد القراءت بشبرا الخازندار بالقاهرة عام ١٩٦٣م حصل علي إجازة التجويد عام ١٩٦٤م وكان ترتيبه الأول ثم حصل علي عالية القراءات عام ١٩٦٧م ثم تخصص القراءات عام ١٩٧١م ، ومن شيوخه المغفور لهم الشيخ عامر السيد عثمان والشيخ ابراهيم شحاته السمنودي والشيخ محمد صادق قمحاوي والشيخ قاسم الدجوي والشيخ إسماعيل الهمذاني والشيخ رزق خليل حبه والشيخ محمود برانق وغيرهم من مدرسي العلوم الشرعية والعربية ..

حصل علي الإجازة العالية من كلية الدراسات الاسلامية عام ١٩٧٥م ثم الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من جامعة الدراسات الاسلامية بكراتشي بدولة باكستان وكان موضوع الرسالة الوقف والابتداء في القرآن الكريم وعودلت من المجلس الأعلي للجامعات عام ١٩٩٨، عمل مدرسا للعلوم الشرعية والتجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية وعمل موجها ثم موجها أول ثم موجها عاما لشئون القرآن بمنطقة الغربية الازهرية من عام ١٩٨٨ حتي أحيل إلي التقاعد عام ٢٠٠٧م ، بعث من قبل الأزهر إلي السعودية ثم إلي اليمن ثم إلي دولة باكستان واخيرا رئيسا لبعثة الأزهر بدولة إريتريا ..

عين شيخا لمقرأتين بوزارة الأوقاف منذ عام ٢٠٠٠م وحتي اليوم ، اعتمد قارئا للقرآن الكريم باتحاد الإذاعة والتلفزيون إذاعة وسط الدلتا عام ١٩٨٦م وحتي اليوم ، انتدب من قبل مشيخة الأزهر لتدريس مادة التجويد علي المتدربين علي الإفتاء بالمركز الإكتروني للفتوي

اختير من قبل وزارة الأوقاف لتدريس مادة التجويد وتحفيظ القرآن بمركز إعداد المحفظين لمدة سنتين بمسجد أبي الفضل الوزيري ٢٠١٨. ٢٠١٩م هذا الي جانب إقرائه في منزله لعشرات الطلاب والطالبات من مختلف الأعمار لرواية حفص وورش والقراءات السبع والعشر ..

حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية ..

المؤلفات :

١ / لآليء البيان في علوم القرآن ثلاثة أبواب الوقف والابتداء الأحرف السبعة القراءات القرآنية طبع ونشر مكتبة أولاد الشيخ بالقاهرة عام ٢٠٠٩م

٢ / كتاب هبة المنان في تجويد القرآن طبع ونشر مكتبة الإيمان بالمنصورة

٣ / كتاب الإيضاحات الجلية في شرح الشاطبية والدرة المضية طبع ونشر دار الصحابة للتراث بطنطا

٤ / كتاب الشواهد النيرة في القراءات العشر الصغري المتواترة علي غرار البدور الزاهرة مع ذكر الدليل من الشاطبية والدرة علي كل كلمة أصل أو فرش في القرآن كله

ه / كتاب من إعجاز البيان في متشابه القرآن الباب الأول شرح منظومة الإمام السخاوي في المتشابهات الباب الثاني ما جاء في القرآن علي حرف واثنان وثلاثة الي ٣٣ حرف مثل كلمة كلا في القرآن

٦ / كتاب النور الساطع في رواية ورش عن نافع شرح متن هداية المريد للعلامة المتولي رحمه الله

٧ / كتاب فتح رب العزة في قراءة الإمام حمزة شرح متن فتح المجيد للعلامة المتولي ختمة كاملة بالدليل علي كل كلمة أصل أو فرش

٨ / كتاب من أسرار الفواتح والخواتيم لسور القرآن العظيم

٩ / كتاب نور البصائر في الوجوه والنظائر

وهذه الكتب الأربعة الأخيرة لم تطبع بعد

١٠ / كتاب رحلتي مع القرآن في الزمان والمكان سيرة ذاتية من كتاب القرية حتي اليوم أرخ فيه لحياته العلمية والعملية ولأحداث كثيرة ولكل من قرأ معه من قراء الإذاعة وغيرهم ومن قرءوا عليه وأرخ لخمسة أجيال لخطباء المساجد بقريته من عام ١٩٠٠م حتي اليوم وخمسة أجيال لخريجي الأزهر الحافظين لكتاب الله وأعضاء ثلاثة مقاريء ومحفظي الكتاتيب القدامي وحتي اليوم مدعما ذلك بصورهم طبع ونشر بالمكتبة الشاملة بالعامرية.

الأستاذ الدكتور محمد الجليند

الدكتور محمد السيد الجليند المفكر الكبير وأستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ، ولد في 7 فبراير عام 1940 م. في قرية منشية الأمراء مركز المحلة الكبرى ، أتم حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره ثم التحق بمعهد سمنود الإبتدائي الأزهري في عام 1953 م. ثم انتقل إلى معهد المحلة الكبرى الثانوي الأزهري وتخرج منه عام 1964 م. وفي نفس العام التحق بكلية دار العلوم وتخرج منها في عام 1967 م.

حصل على الماجستير في عام 1971 م. وكان موضوع رسالته ” الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل ” وكانت لجنة المناقشة برئاسة الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومي مدكور رئيس مجمع اللغة العربية الأسبق ، وفي عام 1975 م. حصل على الدكتوراه وكان موضوعها ” قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي ـ المعتزلة والأشاعرة نموذجًا ” تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمود قاسم عميد كلية دار العلوم وترأس لجنة المناقشة فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الجامع الأزهر.

عين معيدًا بقسم الفلسفة فى عام 1972 م. ، ثم مدرسًا مساعدًا فى 1972 م. ، ثم عين مدرسًا عام 1976 م. ثم أستاذًا مساعدًا فى عام 1982 م. ثم عين رئيسًا لقسم الفلسفة فى عام 1987 م. ثم عين أستاذًا فى عام 1988 م. ، عمل أستاذًا للدراسات الإسلامية فى جامعة الملك فهد بن عبد العزيز بجدة 1979/1983م وجامعة أم القرى بالطائف 1983/1984م وجامعة قطر فى الفترة ما بين 1990/1993 و1999/2000م.

شارك فى العديد من المؤتمرات العلمية فى العديد من البلاد العربية والإسلامية وانتخب عضوًا بمجلس إدارة الجمعية الفلسفة المصرية عام 1988م كما شارك فى العديد من نشاطها الثقافى خلال الندوات والمؤتمرات السنوية ، وكان آخر مؤتمراتها فى رحاب الأزهر الشريف وكان موضوعه نحو صياغة جديدة لعلم الكلام القضايا والمنهج ، وعرف الدكتور الجليند بغزارة الإنتاج في الكتابة خاصة في قضايا الاستشراق والهوية الإسلامية.

من مؤلفاته : نظرية المنطق بين فلاسفة الإسلام واليونان ، من قضايا التصوف فى ضوء الكتاب والسنة ، فى علم الأخلاق قضايا ونصوص ، من قضايا علم الكلام فى ضوء الكتاب والسنة ، دراسة أساسية لمشروع قانون إسلامى لحماية البيئة بتكليف من الاتحاد العالمى لحماية البيئة التابع للأمم المتحدة بالإنجليزية والفرنسية ، المشكلة الأخلاقية لدى مفكرى الإسلام بالإضافة إلى عدد كبير من الأبحاث والمؤلفات في مجال تحقيق التراث.

حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.

الشيخ الدكتور محمد لطفي العدوي

فضيلة الشيخ الدكتور محمد لطفي العدوي .. وهو الشيخ محمد محمد لطفي حماد العدوي من مواليد قرية محلة حسن مركز المحلة محافظة الغربية ومقيم بالمحلة الكبرى ويعمل كبير أئمة بالأوقاف بدرجة مدير عام ومدرس بمعهد أبي بن كعب للدراسات والعلوم القرآنية التابع للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة ..

حفظ القرآن الكريم وهو في سن الثانية عشر من عمره برواية حفص عن عاصم ثم التحق بالأزهر الشريف وحصل على الثانوية الأزهرية ثم التحق بكلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية وحصل على الإجازة العالية (الليسانس) بتقدير جيد ثم التحق بالدراسات العليا في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن ثم حصل على درجة التخصص (الماجستير) بتقدير عام ممتاز وكان عنوان رسالته (حديث القرآن الكريم عن البغي والعدوان دراسة موضوعية) ..

سافر خلال عمله بوزارة الأوقاف إلى أمريكا خلال شهر رمضان عام 1996 / 1997 م. للعمل بالدعوة الإسلامية في كل من ولايتي كاليفورنيا وفرجينيا وسافر إلى فنزويلا للعمل مدرسا للغة العربية والتربية الدينية وسافر إلى أسبانيا (رابطة الجالية الإسلامية بجزر الكناري) خلال شهر رمضان عام 2006 م. وعام 2009 م. للعمل بالدعوة الإسلامية ..

قام بإعداد بحوث في العناوين التالية : (منهج سيدنا يوسف في الدعوة إلى الله تعالى .. الشمس بين القرآن والعلم .. خطر التعاطي والإدمان) .. حصل على رسالة العالمية (الدكتوراه) في التفسير وعلوم القرآن بمرتبة الشرف الأولى وعنوان رسالته (حاشية شيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري على البيضاوي المسماة بفتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل من أول سورة يوسف إلى آخر سورة الناس تحقيق ودراسة) ..

وقد اشتهر فضيلته بلقب (الشيخ العمري) .. نسأل الله له دوام التوفيق والسداد وأن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يبارك له في نشاطه العلمي والدعوي.

الشيخ الدكتور أمير شيشي

الشيخ الدكتور أمير فتوح عبد العليم شيشي المدرس بقسم الشريعة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة ، حاصل على الجنسية الفرنسية ومقيم في مدينة بربينيان بجنوب فرنسا ، ولد في محلة حسن مركز المحلة الكبرى عام 1974 م. وحفظ القرآن الكريم في سن الرابعة عشرة مع إجازة برواية حفص عن عاصم وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1993 م. وكان في المركز الثاني على محافظة الغربية في القسم الأدبي.

حصل على ليسانس العلوم العربية والإسلامية 1997 م. من كلية دار العلوم جامعة القاهرة بتقدير ممتاز وعين معيدا بالكلية ، في عام 2003 م. حصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية بتقدير ممتاز ، وكان موضوع الرسالة : ” أحكام الوالدين في الفقه الإسلامي دراسة مقارنة في المذاهب الثمانية ” تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد بلتاجي حسن عميد كلية دار العلوم سابقا ، ثم عين مدرسا مساعدا بقسم الشريعة.

في عام 2010 م. حصل على دكتوراه الدولة من جامعة تولوز بفرنسا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وتهنئة اللجنة في تخصص النظريات الفقهية والقانونية حول موضوع : ” نظرية الإكراه بين الفقه الإسلامي والقانون المصري إسهام في تاريخ المدونة الفقهية والقانونية ” ، وقد تم اختيارها كإحدى أفضل عشر رسائل في فرنسا سنة 2011 م. وتمت طباعتها بفرنسا بتوصية من مدرسة الدكتوراه على نفقة الجامعة.

عضو لجنة الحوار الديني بجنوب فرنسا ومحاضر في ندوات ومؤتمرات الجاليات الإسلامية في فرنسا وأسبانيا في الفترة من عام 2007 م. وحتى الآن ، ومن أهمها المؤتمر السنوي لمسلمي فرنسا (البورجيه) ونشاطات الجاليات في كل من باريس ومونبيلييه وتولوز وبربينيان وأفينيو وكليرمونت فيرو ، وكذلك فعاليات اتحاد الجمعيات الإسلامية في الأندلس بأسبانيا في برشلونة وقرطبة وغرناطة وأشبيلية ومالقا وألميريه.

كاتب وباحث بالعربية والفرنسية وله عدد كبير من الإصدارات الفكرية والقانونية والقصص القصيرة والمقالات الصحفية في موضوعات متنوعة باللغتين ، ساهم في تكوين معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية للناطقين بالفرنسية ووضع مناهج تدريس العربية للناطقين بغيرها ، ومن كتبه الحرية الدينية في الإسلام (بالفرنسية) والوسطية في الفكر الإسلامي (بالعربية) بالإضافة إلى عدد كبير من المؤلفات والتسجيلات المرئية.من أساتذته الدكاترة عبد الصبور شاهين ونبيل غنايم وحسن الشافعي ومحمد الجليند والمستشرق الفرنسي فرانسوا بُول بلون المتخصص في الشريعة الإسلامية والفقه المالكي والعميد السابق لجامعة بربينيان وممن شاركوا في وضع القانون المغربي ، واستقبلته في متحفها الأندلسي بقرطبة الأستاذة الفلسطينية سلمى الفاروقي زوجة المفكر روجيه جارودي حيث كتب قصيدة شعرية بهذه المناسبة عنوانها (يا دار سلمى).

عندما يتألق الفنان .. خطوط الأستاذ شريف عبد الرؤوف

مثل نقطة نور ساطعة وسط الظلام الدامس تمر على عيني صفحة الأستاذ شريف عبد الرؤوف وهي تحمل في ثناياها خلاصة الإبداع في فن عزيز على قلبي وهو الخط العربي .. لحظات من الخشوع أمام الأحرف المرسومة بإتقان وهي تشكل آيات الذكر الحكيم ونظرات مفعمة بالفخر والاعتزاز لرؤية كلمات اللغة العربية وهي تنساب على الأوراق الندية بمداد السحر وعطاء القلم ..

تعدت أعماله حدود البلاد إلى ربوع الوطن العربي فذاع صيته وانتشر وعرفه القاصي والداني .. ولا عجب في ذلك لأنه حين يلامس قلمه الورق فكأنما يرسم لوحة بديعة أو يعزف مقطوعة موسيقية شجية .. تكاد الخطوط في سيرها والأسطر في ميلها تنطق بالمعاني وتبوح بالأسرار وتعلن عن روعة الكتابة العربية بأنواعها المختلفة والتي تحمل في طياتها زخرف البلاغة وروعة البيان ..

الجمال هو عنوان هذا الفنان حيث تلمس في ثنايا أعماله كل ما هو متعلق بالحسن والبهاء وقد صيغت في حب وشغف .. ترى في عمله الجهد المخلص والذوق الرفيع معا حيث أعلى مراتب الدقة وأفضل منازل الإتقان .. تجد في إبداعه نداء الإيمان وحديث الروح نابعا من قلب رقيق ونفس زكية .. ترى في كتابته تلك النزعة الطيبة في لغة ناطقة حية ترى بالعين لكنها بلسان عربي مبين ..

ولن تفي كلماتي بعظم فعله ولا توفيه عباراتي حق قدره .. ويكفيني فخرا أنه من بلدي المحلة الكبرى بلد الصناعة والفنون ومدينة الأصالة والوطنية .. إليه أهدي كلماتي المتواضعة التي تنطق عن الإعجاب بالفن وصانعيه سائلا المولى عز وجل أن يديم عليه نعمة التوفيق والسداد وأن يبارك له في عمله وأن يفتح له ويرزقه مزيدا من العطايا العلوية والفيوضات الربانية ..