أبنوب والفتح

بني محمديات

تنقسم قرية بني محمديات مركز أبنوب إلى ثلاث أقسام هي بني محمد الشهابية وتنتسب إلى محمد بن أحمد بن شهاب الدين الأنصاري وكانت تسمى أيضا بني محمد الحضر ، وبنى محمد المراونة وتنتسب إلى محمد بن الحكم بن مروان الأموي وعرفت باسم جرف الشيخ خير ، وبنى محمد العقب وتنسب إلى عقبة بن يعقوب الذى قدم القرية واستقر بها وينتسب إلى فزارة القيسية وعرفت باسم جزيرة العقب.

جاء في القاموس الجغرافي : ” بني محمد الشهابية : أصلها من توابع الخصوص (الحمام) من الوجهة المالية وفصلت عنها في العهد العثماني هي وبني محمد المراونة وبني محمد العقب ، وردت في دفاتر الروزنامة القديمة وفي دليل سنة 1224 هـ ..

ثم في تاريخ سنة 1230 هـ فصلت كل ناحية من هذه النواحي بزمام خاص بها فأصبحت ثلاث نواح مالية قائمة بذاتها ، وفي فك زمام مديرية أسيوط في سنة 1905 رؤي إعادة ضم زمام الثلاث نواحي إلى بعضها وجعلت ناحية مالية واحدة باسم بني محمديات “.

جاء عنها في الخطط التوفيقية : ” بني محمد : هذه بلدة كبيرة من مديرية أسيوط بقسم أبنوب الحمام فى شرقى النيل بينها وبين أسيوط نحو ثلاث ساعات ، وهى تشمل على ثلاث قرى متلاصقة وبها مساجد عامرة وكنائس ومكاتب للمسلمين والنصارى ونخيل وبساتين ولها سوق كل يوم خميس.

وعمدتها عبد الوهاب كان ناظر قسم أسيوط مدة الخديوى إسماعيل باشا وقبلها ، وعدة أهلها أكثر من عشرة آلاف نفس وتكسبهم من الزرع ومنهم من ينسج الصوف ، وأكثرهم أصحاب ثروة لخصوبة أرضهم وكثرة متحصلها ، وفيهم الكرم والشجاعة وعلوة الهمة.

وفى كتاب البيان والإعراب عمن بأرض مصر من الأعراب للمقريزى أن بنى محمد من ولد حسان بن ثابت بن المنذر بن حزام بن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار أبى الوليد الأنصارى ، نسبة إلى الأنصار.

والأنصار قبيل عظيم من قبائل الأزد قيل لهم الأنصار من أجل أنهم نصروا رسول الله ﷺ وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة ، وهو العنقاء بن عمرو وهو مزيقيا بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة وهو الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ، هكذا تقول الأنصار.

وقال ابن الكلبى وغيره : عمرو مزيقيا بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد، انتهى “.

بني رزاح وبني مر

في عام 660 هـ قرر الأمير المملوكي ركن الدين بيسري الصالحي النجمي بناء قصر في ضيعته التي تقع على البر الشرقي للنيل في مقابل مدينة أسيوط وذلك للإشراف على حركة العمران بعد انحسار النيل عن عدة جزر صالحة للزراعة ، وكانت المنطقة قليلة السكان بسبب طبيعتها الصحراوية حيث توجد فيها بعض الأديرة المتناثرة وتجمعات سكانية مجاورة لها من القبط والعرب ذكرها ابن مماتي باسم الخصوص والتي تعني العشش أو المنازل المبنية بالقش والغاب إلى جوار الخيام التقليدية للقبائل.

وفي القرن التاسع الهجري ذكرت المنطقة في كتاب التحفة السنية باسم الخصوص وكفورها حيث كان خراجها 72 ألف دينار وكانت ضمن إقطاعات الأمير بشتاك الأشرفي ثم تحولت إلى الديوان السلطاني ، ومع زيادة حركة العمران في المنطقة تم تقسيمها في العصر العثماني حيث يقول محمد رمزي : ” وفي تربيع سنة 933 هـ توزع هذا الزمام على الخصوص وكفورها وهي : أبنوب وبني رزاح وبني إبراهيم والسوالم وبني محمد وكوم أبو شهيل (أبو شيل الآن) وبني زيد والأكراد وبني مر “.

وعرف موضع قصر الأمير بيسري باسم القصر (قرب الناصرية عاصمة مركز الفتح حاليا) بينما عرفت الخصوص باسم الحمام نسبة إلى أطلال حمام روماني قديم بجوارها ، وعرفت الضاحية القبطية باسم أبنوب النصارى ثم تغير اسمها إلى أبنوب الحمام وسميت على الاسم القديم لمنطقة الأديرة وهو حت نوبت ، وسميت بني رزاح نسبة إلى قبيلة عرب بنى رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة (فرع من عذرة القضاعية) ، وقد اندمجت قرية بني رزاح مع أبنوب الحمام لتشكل قوام مدينة أبنوب الحالية.

وتنسب إلى قبيلة لخم القحطانية كل من قبيلة السوالم وبني مر (فرع من بني سماك ومنها عائلة الرئيس جمال عبد الناصر وتلاصق اليوم مدينة الناصرية الحديثة) ، وتنسب قبيلة بني زيد إلى كنانة عذرة من بنى كلب بن وبرة القضاعية ، وفي جزيرة بهيج نزلت فروع من بني سليم وفي الشمال بني معبد (المعابدة) ، وفي أجوارهم كل من بني محمد الشهابية من الأنصار (بني محمديات وكوم المنصورة) وإلى جوارهم كل من بني إبراهيم وبني طالب وبني بدر وبني عليج وبني سراج وبني شهيل (كوم أبو شيل).

ونزلت في جزيرة الطوابية قبيلة عرب الطوابية (من بنى مهر بن طريف بن مكنون بن الوليد الجذاميين) وعرب الفيمة وعرب القوطة وعرب الشنابلة (شقاقيل) ، وفي الأطراف نزلت كل من عرب القداديح وعرب الخلايفة وعرب الأطاولة وعرب الكلابات (الكلابوة وهم فرع من بنى كليب من بنى بكر بن ربيعة بن عوف التغلبية) وعرب العطيات (من قبيلة المعازة) وعرب مطير وعرب العوامر وعرب البرج وعرب العصارة (نزلة العصارة) ، وتوزعت هذه القرى اليوم في كل من مركزي أبنوب والفتح.

نجع عرب مطير

جاء في القاموس الجغرافي : عرب مطير أصلها من توابع الخصوص التي تعرف باسم الحمام ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1230 هـ باسم عرب هتيم ، وفي سنة 1906 صدر قرار بتسميتها عرب مطير وهو اسم جماعة العرب المستوطنين فيها.

وجاء في موسوعة القبائل العربية : مُطَيْر في أسيوط تعد أكثر قسم من عربان مُطَيْر في الديار المصرية من حيث التعداد السكاني ويؤكد الرواة أن عدد مُطير بالوقت الحاضر يناهز مائتين وخمسين ألفًا وتشكل مطَير في محافظة أسيوط قرى بأكملها ومنها عرب مُطَير الكبرى وعزب أبو إسحاق وبركات والحاج مبارك ونجع رويشد ، وعزبة الشيخ سويف وعرب الرباط البوازين قبلي بساحل سليم وعرب البجاوين بمركز البداري.

ومن كبارهم في عزبة أبو إسحاق الشيخ هاشم حسن مهني ، وفي عزبة الحاج مبارك الشيخ علي ابن الحاج مبارك ، وفي عرب مُطَير الكبرى الشيخ حامد إبراهيم محمد ، وفي نجع رويشد الشيخ حسين القطيم ، وفي عزبة الشيخ سويف معبد سالم أبو صقر ، وفي عرب الرباط الشيخ محمد حامد العردان ، وفي عرب البجاوين الشيخ فرحان حسين.

وأملى علي بعض الرواة فروعًا ضمن مُطَير منها : الهتايرة ، وأولاد فرحان ، وأبو زويد ، والرشيدات ، كما هناك عائلات أو فخوذ ليست من مُطير ومنضمة معها وهم من قبائل عربية أخرى في مصر.

عشائر مُطَير أسيوط : أولاد زيدان : فيهم فخوذ العطلات (عطا الله) ، والبوازين ، وأبو الحسن ، والجبلَّات (أبو جبل) ، وعيسى أبو لولي ، والمباريك ، وأولاد زيدان من العواصية من مُطَير. ، الشيخ : فيهم المواسات ، وأبوالهلالي ، والجلب ، وأبو حمرة ، وأبو خليفة ، والشيخ من العواصية من مُطَيْر.، المطور : وفيهم فخوذ الحجابات ، والروسة ، وأبو دقلة ، والعوارين ، وحسن ، وبرغوث ، والمطور من الحبابلة من مُطَيْر. ومنهم عمدة مُطير أسيوط وهو فرحان ثابت مطر (المطور).

الطويل : وهم من العواصية وكان منهم العمدة سابقًا لمُطَيْر ، أولاد أبو عيد : وهم من العواصية من مُطَيْر ، أبو غنمي والمرخ : من الشميلات من مُطَيْر ، أولاد أبو غانم : من العواصية من مُطَيْر ، أولاد سعيد : منهم البجاوين ، والزرق ، وأبو عون ، وأولاد سعيد وهم من الحبابلة من مُطَيْر ، أبو غنام : من العواصية من مُطَيْر ، الجلويات : من الشميلات من مُطَير ، أبو فضل الله : من الشميلات من مُطَيْر.

ويسكن أغلب عشائر مُطَيْر في أبنوب والحمام وأغلبهم في عرب مُطَيْر من حاجر أسيوط شرقي النيل ، ومن شيوخهم أو من كبارهم في أسيوط : راغب محمد جاد الله وفرحان علي حسن ، وعثمان أبو لولي من أولاد زيدان ، وأنور أبو خليفة وشحاتة حسين العادلي من أولاد الشيخ ، وحسين بركات حسين من غنام ، وعلي محمد حسين من الطويل ، وسيد عبد الله من أبو عيد ، وأحمد حسن غنمي من أبو غنمي والمرخ ، وعبد السميع الراس من أولاد سعيد ، وحفني علي أبو غنمي من الشميلات.

تجمعات أخرى لمطَيْر في الصعيد المصري : في المنيا توجد جماعات كبيرة من مُطَيْر في محافظة المنيا يبلغ تعدادها عشرة آلاف نسمة ، كبارهم زهري محمد يوسف ومحمد فرحان ، كما توجد تجمعات كبيرة في محافظة قنا خاصة في منطقة الشعراني بمركز قوص ويبلغ تعدادها حوالي عشرين ألفًا ، وكبار مُطَيْر هناك الشيخ بغدادي والشيخ أبو المجد.

عرب الشنابلة والأطاولة

جاء في القاموس الجغرافي : ” عرب الأطاولة أصلها من توابع ناحية بني عليج ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1230 هـ ، وفي فك زمام مديرية أسيوط سنة 1905 أضيف زمام هذه الناحية إلى زمام بني عليج فصارتا ناحية مالية واحدة من أول سنة 1906 باسم الأطاولة وبني عليج ، بني عليج : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام الآن) ثم فصلت عنها في العهد العثماني باسمها الحالي كما وردت في دفاتر الروزنامة القديمة ووردت في تاريخ سنة 1230 هـ ، عرب الشنابلة أصلها من توابع ناحية شقلقيل ثم فصلت عنها في سنة 1278 هـ ويقال لها الشنابلة وردت به في جدول سنة 1880 “.

وجاء في موسوعة القبائل العربية : ” الأطاولة ذكرهم أحمد لطفي السيد بأنهم من قبائل أسيوط المستقرة ، قلت : وهم الآن في بلدة تُسمى باسمهم هناك بمركز أبنوب وهي مجاورة لبلدة بني مُرّ، ولعل الأطاولة هؤلاء لهم صلة بالأطاولة في منطقة عسير ، وهي بلدة جنوب الطائف (وتقع شمال الباحة وشرق دوس) ومسماة باسم هذه القبيلة القحطانية ، الشنابلة ذكرهم لطفي السيد من قبائل أسيوط من صعيد مصر ، ولهم نجع عرب الشنابلة شرق منفلوط “.

وقرية عرب الشنابلة اليوم هي إحدى قرى مركز أبنوب في محافظة أسيوط يحدها من الشمال قرية شقلقيل ومن الجنوب كوم المنصورة ومن الشرق عرب العطيات البحرية ومن الغرب نهر النيل ، وينتمي غالب سكانها لقبيلة بني عقبة الجذامية القحطانية ، وقد نزل العربان تلك المنطقة قبل عام 1820 م وشيخهم في تعداد 1264 هـ / 1847 م هو الشيخ حسب النبي عمران مسعد ، ومن بعده أبناءه وأحفاده حتى بعد عام 1956 م حيث تم إلغاء منصب عمدة القبيلة.

ورد ذكرها في كتاب الدرر الذهبية في اصول أبناء الأمة العربية حيث ذكر الكاتب : الشنابلة عرب رحل يسكنون في أبنوب قرب حاجر الجبل الشرقي بالقرب من المعابدة ، وورد ذكرها في كتاب معجم قبائل العرب للكاتب عمرو كحالة : الشنابلة من قبائل العرب في مصر يقيمون في أسيوط وتنتسب إلى عرب الحجاز ، وكذلك في كتاب أحمد لطفي السيد وكتاب تاريخ سيناء للكاتب نعوم شقير وفي كتاب نحن العرب للكاتب اللواء حامد صالح.

وفي تعداد 1882 م كانت مقسمة الى ثلاثة مناطق شرق الجسر وهي الشنابلة وغرب الجسر وتسمى نزلة غانم عمران والنجع البحري وكان يسمى نزلة على عبد العال ، وفي قرارات عام 1905 م جعلت عرب الشنابلة في أسيوط مقراً عموميا لعربان الشنابلة بالإضافة إلي 12 قبيلة أخرى ، وتوجد فرقة من عرب الشنابلة تسكن في محافظة الجيزة ، ويحدث خلط بين الشنابلة في مصر والشنابلة في السودان حيث أن الشنابلة في السودان تنتمي لفزارة وايضا هناك الشنابلة في القليوبية تنتمي لقبيلة بلي .

عرب العطيات والمعابدة

جاء في القاموس الجغرافي : ” عرب العطيات البحرية أصلها من توابع شقلقيل ثم فصلت عنها في سنة 1278 هـ وكانت باسم عرب العطيات وفي سنة 1899 عرفت بالبحرية لتمييزها من نجوع عرب العطيات التي في النواحي القبلية منها ، بني زيد : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام) ثم فصلت عنها في العهد العثماني ، وردت في دفاتر الروزنامة القديمة باسم بني زيد الشرق تمييزا لها من بني زيد بوق التي بمركز منفلوط ، ووردت في تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي.

بني إبراهيم : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام) من الوجهة المالية ثم فصلت عنها في العهد العثماني وقد وردت في دفاتر الروزنامة القديمة ثم في دليل سنة 1224 هـ وفي تاريخ سنة 1230 هـ ، نزلة القداديح : أصلها من ضواحي ناحية بني إبراهيم ثم فصلت عنها في سنة 1899 ، وفي فك زمام مديرية أسيوط سنة 1905 فصلت بزمام خاص من بني إبراهيم باسم القداديح.

بني طالب : أصلها من توابع ناحية المعصرة ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1230 هـ ولاستهجان أهلها لهذا الاسم طلبوا تغيير اسمها وتسميتها بني طالب نسبة إلى عرب بني طالب المستوطنين بها ، وقد وافقت وزارة الداخلية على هذا التغيير بقؤار أصدرته في سنة 1903 ، العوامر : تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1925 وهي واقعة في زمام عرب مطير وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية.

السوالم البحرية : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام) باسم السوالم ، ثم فصلت عنها في العهد العثماني بدليل ورودها في دفاتر الروزنامة القديمة وفي دليل سنة 1224 هـ ، وقد وردت في تاريخ سنة 1230 هـ باسم السوالم البحرية تمييزا لها من سوالم أبنوب التي معها في مركز أبنوب ، الطوابية : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام) ثم فصلت عنها في تربيع سنة 933 هـ باسم جزيرة الطوابية ، ووردت في دفاتر الروزنامة القديمة وفي تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي.

المعابدة : من القرى القديمة اسمها الأصلي طهنور وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال السيوطية وفي التحفة طهنور وشقلقيل ويقال لها طهنور السد ، وفي العهد العثماني غير اسم طهنور فسميت الناحية بني معبد كما ورد في دفتر المقاطعات سنة 1071 هـ ، ووردت في دفاتر الروزنامة القديمة محرفة باسم طهنور المعروفة ببني معبد ، ثم عرفت بالمعابدة وهم بنو معبد ، وفي سنة 1230 هـ قسمت المعابدة إلى ناحيتين إحداهما هذه وهي المعابدة الأصلية وقد تميزت بالغربية بالنسبة لموقعها من المعابدة الشرقية المستجدة.

كوم أبو شيل : أصلها من توابع ناحية الخصوص (الحمام) ثم فصلت عنها في العهد العثماني ، وردت في دليل سنة 1224 هـ باسم كوم أبو شهيل وهو اسمها الأصلي ، ووردت في تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي ، أولاد بدر : أصلها من توابع ناحية الفيمية (الفيما) ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1230 هـ ، أولاد سراج : أصلها من توابع ناحية المعصرة ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1230 هـ “.

أبنوب في الخطط التوفيقية

أبنوب : قرية من مديرية أسيوط ويقال لها : أبنوب الحمام ، واقعة على الشاطئ الشرقى للنيل ، بينها وبين الجبل الشرقى أكثر من ساعة ، وهى رأس قسم وأبنيتها من أحسن أبنية الأرياف لجودة أرضها ، وفيها جوامع عديدة وكنيسة ومكاتب لتعليم أطفال المسلمين ، ومكاتب لأطفال النصارى ، فيها معمل دجاج وأقباط بكثرة ، ومنهم النّحالة الذين يولدون النحل ويستخرجون عسله، ومنهم الحاكة الذين ينسجون الصّوف ، ومنهم التجار وباقى أهلها يتكسبون من الزرع ، ولها سوق كل يوم خميس ، وفى بحريها قرية تسمى سوالم أبنوب.

ومن قرية أبنوب نشأ الفاضل أحمد بيك جمعة مأمور هندسة تقسيم مياه قسم أول من الوجه البحرى ووكيل مجلس عموم الزراعة ، أخبر عن نفسه أنه دخل مكتب أسيوط الذى أنشئ على طرف الميرى سنة تسع وأربعين ومائتين وألف ، فتعلم به فى حال صغره الخط العربى وشيئا من القرآن ، ثم نقل منه فى سنة خمسين إلى مدرسة قصر العينى بالمحروسة ، ثم فى سنة اثنتين وخمسين نقل منها إلى مدرسة التجهيزية فى أبى زعبل ، وفى سنة ثلاث وخمسين نقل إلى مدرسة المهندسخانة الخديوية ببولاق مصر ، فأقام بها نحو خمس سنين، فتعلم بها العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من فنون تلك المدرسة.

وكان فى كل مدرسة من نجباء فرقته وفى سنة ثمان وخمسين أعطى رتبة ملازم ثان بوظيفة معاون بقلم الهندسة ، وفى سنة تسع وخمسين أعطى رتبة ملازم أول وجعل معاونا فى معية بهجت باشا رئيس هندسة بحر الغرب يومئذ ، وفى سنة خمس وستين ترقى إلى رتبة اليوزباشى وجعل باش مهندس مديرية القليوبية ، فأقام كذلك خمس سنين ، وفى سنة سبعين أضيفت مديرية الشرقية إلى مديرية القليوبية تحت هندسته ، فكان باش مهندس المديريتين.

وفى سنة اثنتين وسبعين أحرز رتبة صاغقول أغاسى ، وبقى كذلك إلى سنة ثمانين ، فأنعم عليه برتبة بيكباشى وجعل باش مهندس مديرية الغربية ، وفى سنة اثنتين وثمانين أضيفت إلى هندسته مديرية المنوفية ، فكان باش مهندس عليهما، وفى سنة سبع وثمانين أحسن إليه برتبة قائم مقام وجعل وكيل مدرسة الزراعة التى أنشئت فى تلك السنة ، وفى سنة ثمان وثمانين جعل مفتش عموم تنظيم المحروسة ، وفى سنة تسع وثمانين جعل وكيل تفتيش الوجه القبلى وباش مهندس الترعة الإبراهيمية ، وفى سنة تسعين زيد له فى جامكيته فجعلت أربعة آلاف قرش عملة ميرية ، وجعل مأمور تقسيم مياه الوجه البحرى ووكيل مجلس الزراعة.

ثم توفى إلى رحمة الله تعالى ، وهو رجل عالم فى فنونه فاضل ناصح فى وظائفه راجح العقل قليل الكلام إلا فيما يعنيه جزى الله العائلة المحمدية خيرا ، حيث كفلت كثيرا من أبناء الوطن وربّتهم فى المعارف والآداب وغمرتهم بالإحسانات حتى نالوا المناصب والرتب.

السوالم : قرية من مديرية أسيوط بقسم أبنوب الحمام واقعة بالقرب من الجبل الشرقى ، فى شمال ناحية أبنوب بنحو ثلاثة آلاف متر ، وفى شرقى بنى محمد بمثل ذلك ، وبها جامع وأبراج حمام وبدائرها نخيل.