أحياء الإسكندرية

الإسكندرية .. منارة العالم القديم ..

كانت معايشة المصريين للإغريق سببا قويا من أسباب ترحيبهم بملك مقدونيا الاسكندر الأكبر الذي توجه الكهنة فرعونا لمصر وابنا للإله آمون وقد قرر الملك الشاب تلميذ الفيلسوف أرسطو أن يبني مدينة جديدة على ساحل البحر المتوسط لتكون ميناءا وعاصمة في آن واحد لأول مرة في تاريخ مصر حيث كانت العواصم جميعها تقع من قبل على نهر النيل أو فروعه وقد اختار قرية صغيرة في غرب الدلتا تدعى راكوتس كانت مستعمرة يونانية وأوصلها بجزيرة فاروس التي تقع قبالتها في البحر بجسر بري ليؤسس بذلك مدينة الاسكندرية التي حكم منها خلفاؤه البطالمة فقادوا البلاد إلى نهضة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية لم تشهدها من فترة طويلة حتى صارت دولتهم أعظم الدول اليونانية جميعا ..

أسس البطالمة مكتبة الاسكندرية التي ظلت منارة الفكر والتوجيه العلمي والمعرفي في العالم القديم كله طيلة ستة قرون وارتادها الأدباء والعلماء والفلاسفة والأطباء من كل أنحاء العالم الهلنستي ، حافظ البطالمة على روح الحضارة المصرية القديمة واعتبروا أنفسهم ورثة الفراعنة العظام فاتخذوا ألقابهم وعبدوا آلهتهم وارتدوا ملابسهم وكتبوا بلغتهم مما جعل العقائد الدينية المصرية تغزو القارة الأوروبية ممثلة في عبادة إيزيس الأم المقدسة وسيدة جميع العناصر وصارت صورتها مع ولدها حورس وفوق رأسيهما هالة النور الشمسية أيقونة منتشرة في حوض البحر المتوسط وعندما دخل الرومان البلاد وأزالوا السلطان السياسي للبطالمة حافظوا على نفس النهج وأعطوا صلاحيات واسعة للسكان الإغريق (مثل مجلس السيناتو) ..

أنشأ الأباطرة الرومان المعابد الفخمة على الطريقة الفرعونية وظهرت ألقابهم على جدران المعابد بالنقوش الهيروغليفية المقدسة وكان لهم دور كبير في نشر الديانة المصرية في ربوع الامبراطورية الرومانية لتندمج مع العقائد اليونانية والرومانية في ظل الانتشار الطاغي للفلسفة الرواقية التي مزجت بين عقلانية الغرب وروحانية الشرق لكن ابتداءا من عهد قسطنطين بدأ البينزنطيون في مصر ينظرون لتراث الفراعنة نظرتهم إلى حضارة وثنية لذلك أخذوا في تحطيم السيرابيوم وهو النموذج المصري اليوناني للمعابد في تلك الفترة كما اضطهدوا الفلاسفة والكهنة حتى تم غلق آخر المعابد في الصعيد والنوبة في القرن السادس الميلادي وبذلك ضاعت كل معالم هذه الحضارة العظيمة واندثرت في ذمة التاريخ ..

توسع الإسكندرية في العصور الإسلامية

خلال العصر البطلمي والروماني (قرابة ألف عام) لم تتوسع مدينة الإسكندرية خارج أسوارها وذلك على العكس من الفسطاط التي توسعت أربعة أضعافها في أول قرنين وذلك بسبب قدرة العرب على السكن خارج الأسوار بسهولة ، وكانت المدينة القديمة محصورة في المنطقة الممتدة من كرموز وحتى كوم الدكة الحالية ومن البحر حتى عمود السواري فقط.

وقد بدأ التوسع في الإسكندرية خارج أسوارها عندما سكنت القبائل العربية حولها .. وكانت الموجة الأولى من العرب قد سكنت أجوار المدينة في العهد الأموي حيث استقر اثنا عشر ألف مقاتل من العرب اليمانية بقيادة علقمة بن يزيد المرادي ثم أتبعه مدد من أربعة آلاف فارس من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار بقيادة عبد الله بن مطيع العدوي ثم أربعة آلاف فارس بقيادة معن بن يزيد السلمي قدموا بعد غزو الروم للبرلس ، وفي أوائل العصر العباسي كان عدد العرب حول المدينة قد وصل إلى مائتي ألف تحت زعامة قبائل مدلج ولخم.

وفي العصر الأيوبي قرر صلاح الدين نشر القبائل العربية على الساحل في منطقة الرمل الممتدة بين الإسكندرية القديمة وأبو قير لمواجهة غارات ملك صقلية النورماندي حيث تولت كل قبيلة حماية جزء من الساحل فنزلت لخم عند كوم الدكة وجذام في بركة جذام وكندة بالبراكل والأزد بحارة الأزدي وحضرموت بشارع الحضارمة وخزاعة والمزاغنة في الشرق بالقرب من أبي قير لحماية الميناء وبذلك عمرت المنطقة شرقي المدينة.

وفي أوائل العصر العثماني سكن الأندلسيون المهجرون من عرب وبربر شمالي المدينة والتي كانت عبارة عن طرح بحر ترسب في العصر الفاطمي حول الجسر الواصل بين الإسكندرية وجزيرة فاروس وكانت خالية من السكان بسبب وقوعها خارج السور حيث يتعذر حمايتها ليلا برا وبحرا .. ولم يكن فيها إلا القلعة التي بناها السلطان قايتباي بالإضافة إلى مقابر عدد من الأولياء الصالحين منهم أبو العباس المرسي والقباري والشاطبي (في موضع رباطهم) ..

وقد سمح للأندلسيين من أصحاب الأموال بتعمير المنطقة وإقامة ميناء وأسواق للتبادل التجاري مع مواني البحر المتوسط مما شجعهم على السكن فيها فأنشأوا خمسة حارات جديدة هي السيالة والمغاربة والبلقطري والشمرلي والنجع البحري وأطلقوا عليها اسم الجزيرة الخضراء تيمنا بموطنهم الأصلي في الأندلس لكن أهل الإسكندرية (من أهل الحارات الأربع القديمة داخل السور) أطلقوا عليها اسم (بحري) .. وهي الأن مناطق المنشية والجمرك والأنفوشي ورأس التين ..

الطريف أن الأندلسين والمغاربة في منطقة بحري بعد فترة من الزمن صاروا يعتبرون أنفسهم سكان الإسكندرية الأصليين حيث صارت لهجتهم هي السائدة على كل من سبقهم وذلك عندما توالت هجرات أخرى إلى المدينة حيث استقدم محمد علي أعدادا كبيرة من النوبيين في مختلف مناطق الإسكندرية خاصة كوم الدكة ثم أعقبتها هجرات كبرى من الصعيد من قبائل جهينة وبلي من قنا وسوهاج واستقرت في وسط وجنوب المدينة وأخيرا قبائل عرب البحيرة غربي المدينة في منطقة نجع العرب وعرب العصافرة في الشرق.

أبو قير

جاء في الخطط التوفيقية : ” بوقير قرية صغيرة من مديرية البحيرة تبع الاسكندرية واقعة على ساحل بحر الروم فى طرف الرمل وبها قلعة منيعة وبقربها السد المشهور بسد بوقير وهو من البناء المتين المصنوع من الدبش والمونة فوق خوازيق من الخشب الكبير ، وهو من الآثار القديمة التى كانت تتعهد صيانتها الملوك لوقاية أراضى مديرية البحيرة وبلادها من سطوة ماء المالح ، وهو إلى الآن من الأمور المعتنى بها وموكل به مهندس يقيم عنده لملاحظة ما عسى أن يحصل فيه وفى كل سنة ينبه الحكومة عما يلزم له من المرمة والأعمال.

وفى ليمان بوقير هذا كانت وقعة عظيمة بين مراكب الإنجليز ومراكب الفرنساوية حين غزا الفرنساوية بلاد مصر وأحرقت الإنجليز مراكب الفرنساوية ، وكان أمرا مهولا تأثرت منه الفرنساوية تأثرا كبيرا لأن ذلك كان سببا فى انقطاع المدد عنهم وانقطاع مجئ الأخبار من بلادهم ، وكان ذلك فى أول شهر أغسطس سنة ألف وسبعمائة وثمانية وتسعين ميلادية الموافقة لسنة ألف ومائتين واثنى عشر هجرية “.

وجاء في كتاب فى الروضة الزاهرة : ” أن البحر الرومى جار على تلك الأراضى فى أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 720 هـ إلى أن انتهى إلى آخر مريوط وأغرق بلادا كثيرة من بلاد البحيرة نحو خمسين قرية على ما قيل وأخرب خليج الإسكندرية وما كان حوله من البساتين والأشجار وارتدم الخليج وبقى ثلاث سنين لا يجرى فيه النيل واشتد الأمر على أهالى الإسكندرية وفرت منها أناس كثيرون إلى بندر رشيد وغيرها وكادت تخرب.

ثم إن الملك الناصر شرع فى سد البحر وأرسل مهندسين ومعمارجية وبذل لهم المال وأرسل معهم ينبك البدرى مملوك أبيه ، وهو المباشر فى ذلك إلى أن سدّوه أوّلا بالأخشاب ، ثم ردموه بالطين الأبليز من طين النيل ، وقيل إن الإبل التى كانت تحمل الطين ستة آلاف ، ومكث سنتين فى سده مع جهد كبير وحصل فى ذلك ألطاف الله تعالى لأنه كاد يهلك الإقليم الغربى ، ثم إن الناصر محمد أمر أن يحفر خليج الإسكندرية من عند قرية تسمى الرحمانية على شاطئ النيل حتى انتهوا به إلى الخليج الأصلى فسمى الخليج الناصرى من ذلك الوقت.

وكان أهل الإسكندرية عند مجئ النيل يطلعون إلى تلك الأماكن فيسكنون القصور التى على جانبى الخليج المحدقة بها البساتين شرقا وغربا ، وبها دوالى العنب المعرشة والنخل وأشجار الجميز العظيمة وجميع الأشجار والفواكه ، وفى زمن مجئ النيل تأتى فيه المراكب والزوارق ويقع التنزه أياما عديدة ويزور بعضهم بعضا وهى أيام مشهورة عندهم.

وتسافر فيه المراكب إلى الفسطاط وغيرها من البلدان ، ويمكث الماء فيه ستة أشهر ويصطادون منه السمك ، وكان هذا الخليج أعظم خلجان مصر وكانت العمارة والبساتين ممتدة من رمال رشيد إلى العقبة مغربا ، ومقبلا من الإسكندرية إلى الكريون وقيل إلى الفيوم ، وكان الرجل يسير فى العمارة فلا يحتاج إلى زاد من كثرة الفواكه والثمار وغالب مسيره تحت ظلال الأشجار.

سموحة وطوسون ومحرم بك

محرم بك : هو اسم الحي الراقي الذي تأسس في الإسكندرية في العصر الخديوي حيث تنتشر بالحي القصور والفيلات ، وكان يجاور محطة السكة الحديد عن طريق شارع محرم بك الرئيسي ، سُمي بهذا الاسم نسبة إلى محرم بك صهر محمد علي باشا ، من مواليد سنة 1795 في مصر بقرية الميمونة وتربى بمدينة قولة اليونانية ، وتزوج من تفيدة هانم كريمة محمد علي باشا ، وظل يشغل منصب محافظ الإسكندرية حتى وفاته في 20 ديسمبر 1847 ، وتولى قيادة الأسطول البحري المصري حتى سنة 1826 ، وقبلها شغل منصب محافظ الجيزة ودفن بمسجد النبي دانيال.

الإبراهيمية : أُنشئ الحى في القرن التاسع عشر على التخطيط اليونانى القديم ، فشوارعه وحاراته ضيقة وعرضها مناسب لعربات الخيول ، كما أن شوارعه متعامدة ، ويحدّه البحر من الشمال ومنطقة الحضرة من الجنوب وترعة المحمودية ، حتى شريط السكة الحديد لقطار القاهرة الأسكندرية جنوباً ، كما يجاور حى الإبراهيمية من الغرب حيّ كامب شيزار ومن الشرق منطقة اسبورتنج ، وكانت أرض الحي مملوكة للأمير إبراهيم ابن الأمير أحمد رفعت باشا الأبن الأكبر لإبراهيم باشا ابن محمد علي.

ومن أشهر الشوارع الداخلية بحىّ الإبراهيمية وأطولها فيها ، شارع «لاجيتيه» ، الذي يربط بين شارع الترام وطريق الحرية ، ويقسم الحي إلى «الإبراهيمية بَحَرى» شمالاً و«الإبراهيمية قِبلِى» جنوباً.

حي طوسون : ينسب إلى الأمير طوسون بن الوالي محمد سعيد باشا بن محمد علي باشا الكبير والذي كان يمتلك مساحة من الأراضي بشرق الإسكندرية بالقرب من أبو قير ، وهو والد الأمير عمر طوسون الكاتب والمفكر وأحد رواد العمل الاجتماعي وصاحب العمران الكبير في الإسكندرية وله مواقف وطنية معروفة ، وهو من مواليد الإسكندرية ورأس الجمعية الزراعية الملكية التي ساهمت في تطوير الزراعة في مصر وساهم في عدد من الكشوف الأثرية اليونانية والرومانية بالإسكندرية وأسس نادي سبورتنج.

سموحة : ينسب الحي إلى جوزيف سموحة (1878 – 1961) ، هو رجل أعمال ورائد إقتصاد وصناعة وعميد عائلة سموحة التي تنتمي إلى يهود العراق ، أسس جوزيف حي سموحة عام 1924 حينما طلب إلى هيئة الأوقاف بأن يأخذ هذه المنطقة التي تقع بها بحيرة الحضرة (كانت تسمى ملاحة رجب باشا) حق الانتفاع لمدة مفتوحة حيث كانت المنطقة أشبه بمستنقع للأمراض ولا تصلح للحياة.

وكانت تربطه علاقة صداقة بالملك فؤاد الأول الذي سهل له عملية حصوله على الأرض ، فقام بتجفيف بحيرة الحضرة ، ووضع رسم هندسي منظم لهذا الحي حيث تميزت عمائر الحي بتصميماتها الرائعة وشوارعها المنظمة مما جعلها في البداية منطقة سكانية للمجتمع الراقي في مدينة الإسكندرية.

العامرية وكنج مريوط

جاء في كتاب أيام وليالي العامرية للباحث محمد ربيع الشلوي : أنشأ سعيد باشا البلدة المشهورة الآن باسم العامرية وسماها برنجي مريوط أي مريوط الأولى ، وكان اسمها قبل ذلك الغيط أو القارة ، وكان البدو يطلقون عليها الكارة فيبدلون القاف كافاً ويسمونها الغيط نسبة إلى غيط العنب أو حقول العنب المنتشرة وقتئذ في ربوعها قديماً ، وقيل عن معنى القارة أي الأرض القاحلة الجدباء أو الصحراء أو الأرض التي أصابها الجدب والقحل بعد الإثمار.

وهذا يفسر اسم البلدة الصغيرة كنجي مريوط أي مريوط الثانية وهي ضاحية تشتهر بطواحين الهواء هواؤها جاف طوال العام فهي مشتى ومصيف معاً ومنتجع صحي وهي تقع في نفس زمام العامرية ، لها جو ساحر عجيب تدور الطواحين لتصعد بالماء النقي المحبوس منذ ملايين السنين ليروي مزارع الزيتون واللوز والعنب والرمان ساعتئذ ، لكن العامرية على العكس من ضاحيتها الجميلة كانت مدينة طاردة للسكان لأنها نائية وبعيدة عن العمران وهي سوق كبير يلتقي فيه أبناء الصحراء بأبناء الدلتا القادمين عبر الاسكندرية والبحيرة.

وربما حملت العامرية اسمها من مرور قبائل ربيعة بن عامر وهلال بن عامرعليها في طريقها الى المغرب ثم أهمل الإسم حتى قفز الى الأذهان في عهد الخديو عباس حلمي وربما يكون اسمها من تدخل الدولة في حركة العمران وهذا هو الأرجح ، والجدير بالذكر أن تسميات الأتراك لإقليم مريوط برنجي مريوط أو مريوط الأولى وهي العامرية ، وثانيها إيكنجي مريوط وهي مريوط الثانية والمعروفة فيما بيننا بالكنجي ، وشنجي مريوط وهي مريوط الثالثة وجميعها كلمات وألفاظ تركية تحمل معنى العدد والتمييز.

وقد بحثت عن الخرائط القديمة للعامرية وهي خرائط ترجع للحكم العثماني وأيام حكم محمد علي باشا وسافرت بالفعل إلى القاهرة وأطلعت على الخرائط ـ بمناسبة عملي بالمحاماة ـ لهيئة الاملاك المستردة أو  الإدارة العامة للأملاك المستردة بالقاهرة الواقعة بميدان لاظوغلي وعلى ما يبدو أن العامرية أو المعمورة من الفعل عَمَرَ  تيمناً بإعمارها وعودة الحياة والناس بها.

النجوع التابعة : زاوية سيدي الشيخ عبد القادر بن عبد السلام بن عبد الله بن عز الدين بن عثمان بن عز الدين بن عبد الوهاب وهو من مشايخ الطرق الصوفية ويمتد نسبه لسيدى عبد السلام الأسمر الصوفي ومقامه الشهير الكائن بليبيا وهو جد قبيلة أولاد الشيخ  وينسب لفيتور جد قبيلة الفواتير ، عزبة العراوة وهي نسبة إلى بطن من بطون العرب (قبائل السننة) وهم العراوة ، عزبة المغاربة  نسبة إلى قبائل وعائلات جاءت من المغرب العربي.

 نجع ابو الريش (نجع الشلوية) وهي نسبة لقبيلة الشلوي سميت على إسم المرحوم ابو الريش عبدالسلام المصري وهو رجل معروف بالصلاح وإغاثة اللهفان وقراية الضيف ، وقبيلة الشلوي هي قبيلتي التي أنتسب إليها وكانوا يعيشون على الزراعة على ماء المطر بعد الترحال كما صمدوا في وجه الإحتلال الإيطالي لليبيا مع المجاهد البطل عمر المختار المنفي الذي يرجع  نسبه لقبيلة المنفه ، وقد حصدت هذه الحرب العديد من الشهداء من القبيلة نفسها منهم المجاهد نوح  بو إسرافيل الشلوي ومحمد بو شويعر الشلوي.

نجع رسلان (نجع مريمي)  نسبة إلى الحاج رسلان القناشي الجد الاكبر لقبيلة القناشات واخ الحاج وازن القناشي وإليه ترجع تسمية النجع باسمه ومريمي وهو أحد ابنائه ، إيكنجي مريوط وهي منطقة لأولاد علي خاصة قبائل العزائم وكان يأتي إليها الملك إدريس السنوسي ويجعلها مقراً له حين قدومه لمصر ، عزبة التفتيش وكانت بها قديماً خيام ومجموعات من البدو الرحل وبها تفتيش مريوط وقد توطن بها بطن من بطون العرب وهو عيت اللمدادي من العزائم ، نجع حفيظ  وهي نسبة إلى بطن من بطون العرب وهو الحاج حفيظ بو مطير من عيت مطير.

عزبة ابراهيم بو صالح وهو لبطن من بطون العرب قبائل القناشات بيت عيت رسلان  ، نجع راف الله وهو بطن من بطون قبائل العزائم ، نجع الحرابي وهي نسبة إلى بطن من بطون العرب وهم الحرابي من قبائل العبيدات واختها قبيلة الشواعر والشلاوية ،  نجع بوبسيسة وهي نسبة إلى بطن من بطون العرب وهم العزائم ابو بسيسة  ، عزبة الهجانة (علوة وازن) والعلوة هي المكان المرتفع ووازن نسبة لقبيلة القناشات بيت عيت مطراوي ، عزبة التمير (الشوالحة) وقد توطن بها العديد من بطون وافخاذ البادية والعرب منهم السمالوس والقناشات والقطيفة والشلاوية.

المؤلف محمد ربيع الشلوي : مُدّون و كاتـــب وباحث مصري شاب و محــام حاصــل على الماجستير في الفقـه الإسـلامـي بكليـة الحقوق جامعة الإسكندرية. وباحث بالدكتـوراة في الشريعة الإسلاميــــة والقانون الجنائي ، وموظف بالحكومة المصرية و عضو نقابـة المحامين المصريــة و مؤســـس مــــــوقع (معاشي وتأميناتي ) الإجتماعي وكاتـب في العديد من الصحـف المصرية والعربية والدولية.

مريوط

جاء في الخطط التوفيقية : مريوط هذه المدينة كانت تسمى قديما نفايات وذكر كترمير أنها لم تسم باسم مريوط إلا فى كتب القبط الحادثة ، وفى الكتب القديمة كان يطلق هذا الاسم على جميع الليبيا ، وكان بقربها فى الصحراء كنيسة باسم مينا الذى هو من أهالى نيكيوس وكان محترما عند أهالى ليبيا ، وفى الكتب العربية أطلق هذا الاسم على مدينة واقعة فى النهاية الغربية من أرض مصر وأطلق عليها مؤلفو العرب اسم ليبيا.

وقال المقريزى : أن أرض هذه المدينة وأرض مراقية والإسكندرية تشتمل على مائة وأربعة وعشرين قرية غير الكفور ، وذكر فى موضع آخر أن المسافر بعد مفارقة أرض ليبيا يدخل أرض أنطيوليس يعنى برقة ، وقال فى ذكر فتح الإسكندرية : إنه كان فى مريوط واقعة مع سيدنا عمرو ابن العاص والأروام كانت النصرة فيها للمسلمين ، وذكر كل من القضاعى والمسعودى خط ليبيا فى مؤلفاتهما.

وقال المقريزى عند ذكر رمل القرابى أن مدينة مراقية كورة من كور مصر الغربية وهى آخر حد مصر وفى آخر أرض مراقية تلقى أرض أنطابوليس وهى برقة وبعدها عن مدينة سنتريه (سيوه) نحو بريدين ، وكان قطرا كبيرا به نخيل كثير ومزارع وبه عيون جارية وبها إلى اليوم بقية وثمرها جيد وزرعها إذا برز ينبت من الحبة الواحدة من القمح مائة سنبلة وكذلك الأرز بها جيد وبها إلى اليوم بساتين متعددة.

وتكلم أيضا عن مريوط فقال أنها تابعة للإسكندرية وبها منازل وبساتين تمتد إلى حدود برقة ، والآن صارت قرية من قسم الإسكندرية يتحصل منها الفاكهة والحبوب وفيها جامع بنى سنة ستمائة وست وستين ، وقد حبسها الظاهر بيبرس على جامع الحاكم بالقاهرة ، وفى سنة ثمانمائة وإحدى وعشرين اشتراها المؤيد شيخ محمودى وأصلح بساتينها التى كانت قد تخربت بإغارات عرب لبيد القاطنين فى أرض برقة.

ونقل كترمير عن رجل جغرافى من العرب لم يعرف اسمه أن مريوط قرية كبيرة بها كثير من البساتين ويتحصل منها كثير من الفاكهة واللوز المتحصل منها رقيق القشرة جدا بحيث أنه يكسر بين الإصبعين بسهول ، ونقل كترمير عن الأمير أندريوس أن مدينة مريوط على بعد أربعة أميال من الإسكندرية فى الجهة الغربية بقدر ساعتين ونصف بسير الجواد وقريبة من البحر المالح وفيها ثلاثة آبار عميقة على غاية من الحفظ ينزل فيها كل عام ماء المطر ويشاهد فى نواحيها أطلال أبنية عتيقة وقبور إسلام على أحجارها ورخامها نقوش تشتمل على تواريخ وتهليل وأسماء الأموات.

وأرض مريوط فى الأصل طيبة التربة تشبه طينة وادى النيل فلعلها تكونت عن مياه النيل الذى كان يجرى فى أرضها فى سالف الأحقاب ويدل لذلك ما قاله هيرودوط : أن أهالى مدينتى مريوط وأيبيس الكائنتين فى حدود الليبيا كانوا ينكرون أنهم مصريون ويقولون نحن ليبيون كراهة لعوائد المصريين ، وكان المصريون يمنعونهم من أكل لحم البقر فطلبوا من الكاهن الإذن فى أكل أى نوع أرادوا من الحيوانات لما أنهم ليسوا مشاركين للمصريين فى سكنى ولا فى لغة ولا عوائد بل هم خارجون عن أرض مصر ولغتهم تخالف لغتهم ، فلم يقبل منهم ذلك قائلا : إن جميع الأرض التى تسقى بفيض النيل تعد من مصر  وينسحب على أهلها أحكام المصريين وأن جميع القاطنين فى وادى النيل من أسوان إلى ما تحتها مصريون لشربهم من النيل. انتهى

ثم إنه متى نزل ماء المطر بأرض مريوط أنبتت بعض حشائش فتأتيها العرب ولا سيما الجوابى ويسرحون فيها أغنامهم ومواشيهم لترعاها ، وحيث أن آبارها لا تملتئ إلا من الأمطار ففى أيام القيظ لا ينبع فيها الماء إلا ببط ء ويتردد عليها العرب لقربها من الإسكندرية ولكونها واقعة على الطريق الموصل إلى مديرية البحيرة وعليها الآبار التى يستقى منها.

الإسكندرية في العهد الخديوي

جاء في الخطط التوفيقية : الكلام على الإسكندرية فى زمن الخديوى إسماعيل باشا : قد علم مما سبق أن مدينة إسكندرية كانت لم تزل كل سنة تزيد فى العمارة ، ولما جلس الخديوى على التخت كان قد بلغ تعداد أهلها قريبا من مائة وسبعين ألف نفس ، وبسبب ضيق أرضها على سكانها كان قد ابتدأ كثير من الناس فى آخر زمن المرحوم سعيد باشا فى السكنى جهة الرمل الواقع فيما بين إسكندرية وأبى قير ، فرخص لبعض الناس فى بناء منازل خارج الأسوار فى المناطق العسكرية التى كان الناس لذلك الوقت ممنوعين من البناء بها على حسب القوانين العسكرية المقررة من زمن المرحوم محمد على باشا ، فاتسعت المدينة وكثر سكانها حتى بلغ عددهم سنة ١٨٧٢ ميلادية ٢١٢٠٤٣ نفسا ، من ضمنها ٤٧٣١٦ أغراب من ملل مختلفة.

ومن ذلك التفاته إلى الطرق والشوارع ، فقد كانت لا تفى بالمقصود منها من تسهيل المرور بالمتاجر وخلافها ، وكانت غير مبلطة ففى الشتاء تراها كثيرة الوحل بسبب المطر، وفى الصيف كانت كثيرة الأتربة وكان ذلك يضر بالمارّين والسكان ، فصدرت أوامره السنية بفتح عدة شوارع وحارات أهمها:  شارع إبراهيم الممتد من مدرسة البنات إلى ترعة المحمودية ، وطوله ١٠٠٠ متر فى عرض ٢٤ مترا ، فتح جميعه فى التلول ، وعمل أولا بالدبش والدقشوم ، وجعل فى جانبيه طويقان للمشاة وترك وسطه للعربات والحيوانات ، وبعد ما استعمل كذلك زمنا تبينت ضرورة تبليطه ، فحصل ذلك سنة ١٢٩١

ثم شارع الجمرك ، الممتد من حارة الشمرلى إلى شارع الشمرلى العمومى ، وطوله ٢٠٠ متر فى عرض ١٠ أمتار ، ثم شارع تصدير الغلال ، وشارع تصدير الأقطان ، وقد صار تبليط هذه الثلاثة شوارع وفتح ستة شوارع جديدة ، ممتدة بين سكة باب شرق وسكة العسكرية المارة ، حول سور المدينة،  طول كل واحد منها ٦٠٠ متر ، وصار تبليط بعضها.

وقد جدد أهل المدينة حولها أبنية فاخرة، ولم تزل هممهم قوية فى التجديد حولها، ثم صار تبليط الجهات المهمة العامة مثل الترسانة والجمرك ، والطريق الموصل بينهما وبين محطة السكة الحديد وعدة حارات وشوارع ، ومينة البصل ، ومينا الشراقوه ، والمنشية ، وميدان محطة السكة الحديد ، وقد بلغ مساحة ما تم من ذلك لغاية سنة ١٢٨٧ هلالية ، الموافقة سنة ١٨٧٠ ميلادية ١١٦٦٨٨ مترا مربعا ، وهذا خلاف ما صار تبليطه على ذمة الدائرة السنية ، وما صار تبليطه أيضا فى جهة الجمرك والترسانة ، وشارع العطارين ، وشارع المسلة ، والآن جار التبليط فى شوارع أخر.

ثم إن هذه المدينة من حيث الضبط والربط تنقسم إلى ثمانية أثمان ، فى كل ثمنين معاون من طرف الضبطية للنظر فى الدعاوى وغيرها ، وآخر للنظافة وحفظ دواعى الصحة العامة ، ولكل ثمن قلق به العساكر الكافية ، وشيخ ثمن من الأهالى لإجراء الرسوم السياسية ، وتنفيذ مقتضيات الأحوال.

ومن حيث المساكن وأهلها إلى قسمين : القسم الأول منهما يشتمل على جميع مساكن الأهلين ، وهو ما بين الغرب والشمال الغربى وينقسم هذا القسم إلى قسمين أحدهما وهو ما بين المينتين غالب حاراته ومنازله على الهيئة القديمة لم يتغير منها إلا القليل وطرقه ضيقة غير مستقيمة ، وثانيهما وهو المعروف بين أهل المدينة بجزيرة الفنار حاراته أوسع وأعدل وأجمل من الأول.

والقسم الثانى من المدينة وهو ما تسكنه الإفرنج ، جميع منازله جديدة حسنة الهيئة مزخرفة ذات وجهات جميلة ومساكن جليلة أدوارها السفلى محلاة بالدكاكين المتسعة المشتملة على جميع أنواع البضائع الثمينة ، وتلك المنازل مبنية بالأحجار والطوب المحرق والمونة القوية والأخشاب المتينة وفى داخلها أنواع المفروشات الإفرنجية وأودها مزينة بأنواع الزينة.

وفى هذا القسم منازل وكلاء الدول المتحابة : قنصلاتو دولة الإنكليز فى حارة المسلة ، قنصلاتو الدولة النمساوية بجوار جامع العطارين ، قنصلاتو دولة البلجيكا فى حارة العطارين فى بيت باغوص ، قنصلاتو دولة البريزيليا فى حارة شريف باشا نمرة ٢٧ ، قنصلاتو دولة ألمانيا قنصلاتو دولة الديماركة فى وكالة دومر شمير ، قنصلاتو إسبانيا فى حارة حنفى أفندى نمرة ٤١ ، قنصلاتو الاثيازونى من الأمريقا قنصلاتو فرانسا فى ميدان محمد على ، قنصلاتو الروم فى حارة النبى دانيال ، قنصلاتو أيتاليا فى شارع إسماعيل ، قنصلاتو هولانده فى حارة صهريج الفرن نمرة ٣١ ، قنصلاتو البرتغال فى شارع إسماعيل فى بيت رغيب ، قنصلاتو الروسيا فى حارة المسلة نمرة ٩٧ ، قنصلاتو سويد ونوريج فى حارة محمد توفيق ، قنصلاتو العجم.

الرمل

جاء في الخطط التوفيقية : خارج إسكندرية وما أنشئ فيه من المبانى وغيرها : ولأجل توسعة دائرة العمارية ، أعطيت للمتطلبين من لدن المكارم الخديوية قطع من الفضاء والتلول خارج المدينة ، وصرح لهم بالبناء فيها فكثرت المبانى حولها ، وجعل فيها من أول الشروع فى عمارتها عشرة شوارع فى أحسن وضع يقرب طول الواحد منها من ١٥٠٠ متر فى ١٢ مترا ، وتحلى دائر المدينة بالبساتين النضرة ، وصار من يغدو للنزهة فى تلك الجهات يرى ما يسره ويشرح صدره.

ثم مما زاد فى تحسين دائرها ، وتنمية فوائدها،  وتكثير محلات النزهة ، الرخصة التى أعطيت لشركة من الإفرنج رأس مالها ٨٠٠٠٠٠ فرنك ، بإنشاء وابور على المحمودية لتوصيل المياه الحلوة إلى جهة الرمل وما جاورها ، فإن هذا الأمر كان سببا فى بناء المنازل والحوانيت بعيدا عن تلك المدينة ، فاتسعت بذلك مساحة العمران ، وفى أقرب وقت صار ما حدث من الأبنية جهة الرمل يشبه مدينة قاسمة ما بين ناحية أبى قير وثغر الإسكندرية ، بما حوته من الانتظام والرونق والبهجة فى منازلها ، وقصورها الجمة ، وشوارعها وحوانيتها المشتملة على نفائس التجارات ، بعد أن كانت هذه البقعة عبارة عن كثبان من الرمل وأرض غير منتفع بها ، وما كان يزرع منها إلا القليل ، وبعد أن كان الغيط الذى سعته ثمانية أفدنة أو تسعة أو عشرة لا يزيد حكره عن ثلاثة قروش ، صار الآن أرضا لا يباع منها إلا بالذراع والمتر من ريال إلى نصف بينتو، وما ذاك إلا لكونها صارت من أعمر الأماكن لسكنى المعتبرين من التجار والأمراء بها.

وبها البساتين المشتملة على جميع أنواع الأشجار والأزهار والرياحين ، وقد بلغ عدد سكانها الذين يقيمون بها فى وقت الصيف قريبا من ٧٠٠٠ نفس ، وفى وقت الشتاء على نحو النصف من ذلك. وأول من اشترى فى الرمل الخواجا (سيزينيا) فإنه اشترى من ملك عائلة أبى شال وكان لهم أرض متسعة جانبا عظيما بمبلغ ٦٠ كيسة ، والآن قد اشترت منه الحكومة شريطا من الأرض لوضع السكة الحديد عليه ، ودفعت فى قيمة المتر ٥ فرنكات ونصفا ، فعلى ذلك تكون قيمة الفدان الواحد ٢٣١٠٠ فرنك.

ومما زاد فى الرغبة فيها وأكد أمر السكنى بها ، إحداث السكة الحديد بينها وبين المدينة الأصلية ، فإنها سهلت على الناس الانتقال منها وإليها وبالعكس ، ففى كل أوقات السنة لا ينقطع التردد إليها ، ومن يقيم بها من الأغراب يجد جميع ما تطلبه نفسه ، خصوصا اللوكاندة التى أحدثت هناك فإن بها كل ما يلزم مع الراحة والأمن ، وفى الرمل ناد تجتمع فيه الناس يومى السبت والأحد من كل أسبوع ، ويشنفون مسامعهم بسماع الألحان والأصوات الحسنة ، وبها أيضا ثلاث كنائس : واحدة للكاثوليكيين ، وواحدة للأروام ، وواحدة للأمريكيين ، ومن المدارس ثلاثة لتربية الصبيان : واحدة على ذمة الأروام ، وأخرى للفرنساوية ، وأخرى للتليانيين.

وفى كل ساعة يقوم من إسكندرية قطر إلى الرمل ، وفى كل نصف ساعة يقوم قطر من الرمل إلى إسكندرية ، وفى كل قطر عمال من طرف البوستة ، لنقل المكاتيب وأوراق الحوادث وغيرها ، وأجرة الركاب بحسب الدرجات ، فعلى من يركب فى عربات الدرجة الأولى خمسة قروش ، ومن يركب الدرجة الثانية أربعة قروش ، ومن يركب الدرجة الثالثة ثلاثة قروش

ومما أكد الرغبة فى سكنى جهة الرمل ، ما أحدثه الخديو من المبانى هناك ، بقصد إقامته وإقامة الفاميلية فى فصل الصيف ، فإنه نشأ عن ذلك فتح شارع عظيم فى وسط التلول المقابلة لباب رشيد، وأوله باب رشيد. وينتهى إلى حدود الملاحة بأول أطيان قرية المندرة ، ويمر بسراى الرمل الخديوية ، وطوله من باب شرق إلى السرايا ٤٠٠٠ متر فى عرض ١٢ مترا ، ومن السرايا إلى الملاحة ٤٠٠٠ متر فى عرض ٨ أمتار ، وقد غرس فى جانبيه الأشجار المظلة.

وعمل طريق من الملاحة إلى ترعة المحمودية إلى أوله من الرمل وطوله ٢٠٠٠ متر وعرضه ١٠ أمتار ، فقربت بذلك المسافات فى المدينة ولواحقها ، وسهلت على الراكب والماشى ، وزاد الأمن وزالت الوحشة بما رتب فى الطريق من البسط العسكرية وزيادة الخفر ، وتنظيف الطرق والمسالك القاطعة لهذا الشارع والمتفرعة منه إلى ما حول المدينة وشاطئ المحمودية، ومن الأعمال الجليلة تجفيف جزء عظيم من البحيرة قريب من تلك الجهة لتزول العفونة وتقل الرطوبة وتتسع أرض المزارع التى حول الإسكندرية وتتجدد بساتين وحدائق تزيد فى رونق المدينة وبهجتها وتكثر بها ميادين النزهة.

المدارس والمكاتب بالإسكندرية

جاء في الخطط التوفيقية : مدرسة رأس التين الميرية وهى صنفان : صنف تجهيزية ، وصنف مبتديان ، فالمبتديان : تتعلم فيها الأطفال التهجى ، والكتابة والقراءة ، والقواعد الأولية فى الحساب ، والنحو ولغة أجنبية ، وقبول الأطفال بها من سبع سنين. ، والتجهيزية : تتعلم فيها الأطفال ، المنتخبون لها من المبتديان ، الحساب ، والهندسة العادية ، والجبر إلى الدرجة الثانية ، والرسم النظرى ، وعلم العربية ، ولغة من اللغات الأوروباوية ، والخط الثلث والنسخ ، والرقعة ، ومبادئ اللغة التركية.

وعدد تلامذة الصنفين ٢٧٩ تلميذا ، وتقيم الأطفال بتلك المدرسة ليلا ونهارا ، وجميع ما يلزم للصنفين من أدوات التعليم ، وماهيات المستخدمين ، وأكل وكسوة وغير ذلك على طرف الديوان العامر بالأنفاس الخديوية ، أدامها الله تعالى.

ومن المكاتب الأهلية ، مكتبان منتظمان ، تتعلم بهما الأطفال بالنهار ويبيتون عند أهلهم ، وجميع ما يصرف على هذين المكتبين من طرف الأوقاف الميرية ، ومن الإحسانات الخديوية ، مع ما هو مفروض على أهل الأغنياء منهم ، طبق قانون المكاتب الأهلية ، وعدد أطفالهما ثلثمائة طفل فأكثر ، ويتعلمون فيهما من الفنون مثل ما يتعلمونه فى مدرسة المبتديان ، وكسوتهم على أهليهم ، وكذلك أكل الأغنياء منهم.  

مكاتب أهلية كبيرة وصغيرة ، يتعلم بها الأطفال مدة النهار، ويبيتون عند أهليهم ، ويتعلمون القراءة والخط وبعض الحساب ، والصرف عليهم من طرف أهليهم ، وليس للديوان عليهم إلا التفتيش فقط لأجل النظافة والانتظام ، وعدد أطفالها ٣١٣٦ طفلا. ، ومجموع المدارس والمكاتب الإسلامية بمدينة الإسكندرية ٩١، وعدد الأطفال ٣٧٠٥

وأما المدارس والمكاتب الأوروباوية فكثيرة منها ما يقبل فيه كل من أتى إليه من دون نظر إلى ملة أو ديانة ، ومنها ما لا يقبل فيه إلا أطفال أهل ملة مخصوصة ، وفى كثير من هذه المكاتب تكون الأطفال الذكور مع الإناث ، ومنها ما هو مختص بالذكور ، ومنها ما هو مختص بالإناث فمنهن من يتعلم الصنعة اليدوية ، ومنهن من يتعلم الفنون العقلية ، ومنهن من يتعلمهما جميعا.

والمشهور من هذه المدارس: مدرسة اللازارين وهى مشتملة على تعليم الفرنساوى ، واللاتينى ، والرومى القديم والجديد ، والعربى ، والتليانى ، والإنكليزى ، والرسم. ومن الأطفال من يقبل فيها مجانا كالفقراء ، ومنهم من يقبل بنصف مصروف ، ومنهم من يقبل بمصروف كامل وقدره ألف وستمائة فرنك ، ولا يقبل فيها إلا من سبع سنين إلى خمس عشرة سنة ، ويشترط عند دخوله أن يكون عنده بعض إلمام بالقراءة أو الكتابة فى لغة ما ، وعدد أطفالها ٦٠ وخوجاتها ١٢.

الثانية المدرسة التليانية فى حارة العمود وعدد الأطفال بها ٥٥٥ طفلا. ،  الثالثة مدرسة الإخوان الكاتوليكيين كان افتتاحها فى سنة ١٨٤٧ ميلادية ، والأطفال الذين يتعلمون فيها منهم من هو بمصروف كامل ، ومنهم من هو بنصف مصروف ،  ومنهم من يعلم مجانا كما مر ، وعدد أطفالها ٦٠٠، المجانى منهم ٣٥٠، والباقى بمصاريف.

الرابعة المدرسة المجانية وهى تحت رعاية سعادة الخديوى الأعظم محمد توفيق باشا ، وكان افتتاحها سنة ١٨٢٨ ميلادية ، وبها من اللغات : الفرنساوى ، والإنكليزى ، والتليانى ، والعربى. ، ومن التلامذة نحو سبعمائة وثلاثة ، منهم من يحضر ليلا فقط ، وهم الكبار ، ومنهم من يحضر نهارا فقط وهم من عداهم.

الخامسة مدرسة الكنيسة الأيكوسية وهى ملحقة بالكنيسة وعدد أطفالها ٥٢. ، السادسة المدرسة الأمريكانية يقبل فيها الأطفال الذكور فقط مجانا ومحلها حارة المحكمة وعدد أطفالها مائة وستون ، السابعة المدرسة الرومية وهى ملحقة بالكنيسة أيضا وعدد أطفالها ١٩١ ، الثامنة مدرسة بانصو المختلطة يقبل فيها الأطفال الذكور والأناث ومحلها بحارة جامع العطارين نمرة ٨١، وعدد أطفالها الذكور ٥٦، وأطفالها الإناث ٥٥، ومنهم من يدخل بمصاريف كاملة ومنهم من يدخل بنصف مصاريف.

التاسعة مدرسة بودير يقبل فيها الأطفال الذكور والإناث، ومحلها حارة العطارين نمرة ٥٨، وعدد الأطفال بها مائة. ، العاشرة مدرسة ترنينا مانيا فى سوق البصل وتقبل أيضا الذكور والإناث من الأطفال وعدد الجميع ٤٥ ، الحادية عشرة المدرسة العبراني تحت رعاية الدولة النمساوية وإدارتها موكولة لاثنى عشر نفسا من العبرانيين وتتركب من مكتبين أحدهما للذكور والآخر للإناث وتقبل بها الأطفال مجانا وعدد من بها من الذكور ١٣٠، ومن الإناث ١٠٠، ومن مزايا هذه المدرسة أنها تمهر من طرفها من تتروج من البنات الفقراء.

الثانية عشرة مدرسة البنات بشارع إبراهيم نمرة ٥ تحت إدارة الراهبات وتقبل بها البنات بمصروف كامل وتارة بنصف مصروف والفقراء يقبلن مجانا والحضور فيها للتعلم مدة النهار فقط وعدد من يدفع مصروفا كاملا ١٨٠، ومن يدفع نصف مصروف ٦٠٠، والأيتام ١٢٠، واللقطى ٧٥، وعدد الراهبات المعلمات ٢٦، والراهبات الخادمات ١٤.

الثالثة عشرة بيت الصنع فى حارة حنفى أفندى نمرة ٥٣، وجميع من يدخل فيها بمصروف وعدد أطفالها ٧٠ ، الرابعة عشرة فى محل الست سريونى عند الكنيسة الإنكليزية نمرة ٣٥، وعدد أطفالها البنات ٦٥، يدفعن جميعا مصروفا كاملا ، الخامسة عشرة فى محل يعقوب فى وكالة إبراهيم بيك عند السوق القديم وعدد من بها من الأطفال ٣٠، وجميعهم بمصروف ، السادسة عشر المدرسة الأيكوسية تحت نظر (الست أشلى) ويقبل فيها بمصاريف ومجانا وعدد الجميع ٧٠، ومحلها الكنيسة نفسها.