
مرجعنا الأساسي في هذا الفصل هو كتاب (التبيين فيمن وطىء أرض مصر من العمريين) لمؤلفيه خالد عنان العمري وأحمد عبد النبي الدعباسي لأنه يتناول بالأساس مقدم الموجة الأكبر من العمريين إلى مصر حيث تمتعت أسرة عبد الله بن عمر بعلاقة متوازنة مع الخلفاء العباسيين دون سائر بني عدي بسبب موقفهم المعروف بالحياد في الصراعات السياسية وهو الأمر الذي جعلهم مستقرين في ديارهم بالمدينة المنورة أو في الفسطاط حسب اختيارهم .. ومن أهم رجالات العشيرة أبو عبد الله المدني وهو يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو معروف لرواة الحديث حيث روى عن عبد الرحمن بن حرملة وعبيد الله بن عمر العمري وعمارة بن غزية الأنصاري وموسى بن عقبة وهشام بن عروة ويزيد بن عبد الله بن الهاد وآخرين .. وقد انتقل إلى مصر في زمن مبكر هو وأسرته وأبناؤه وتتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء حيث روى عنه أسد بن سعد وأبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد وعبد الله بن وهب والليث بن سعد ومكي بن إبراهيم البلخي ويحيى بن أيوب المصري وآخرون .. قال النسائي : مستقيم الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أغرب .. روى له مسلم وأبو داود والنسائي وأبو جعفر الطحاوي وقال ابن يونس : توفي بمصر سنة 153 هـ. وتعد أسرته من أوائل من سكن مصر من العمريين كما كان له دور علمي بارز ومكانة طيبة حيث كان باكورة العلماء الذين علموا المصريين من أمثال الليث بن سعد والإمام الشافعي.
ومن العمريين الذين سكنوا الفسطاط في نفس الحقبة قاضي مصر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن المجبر بن عبد الرحمن الأصغر بن عمر بن الخطاب أبو عبد الله القرشي العدوي العمري والمعروف بلقب (القاضي العمري) حيث ذكره ابن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب ووكيع في أخبار القضاة .. ولد بالمدينة المنورة وتعلم بها وكان مالكي المذهب وكان عمه عبد الرحمن بن المجبر من أهل العلم ورواة الحديث سمع من سالم بن عبد الله وروى عنه الإمام مالك .. وقد أسند إليه هارون الرشيد قضاء مصر في صفر سنة 185 هـ. وعزله الأمين بن هارون الرشيد في جمادى الأولى سنة 194 هـ. فكانت ولايته تسعة سنوات وشهرين .. جاء في مناقبه فيما ذكر صاحب (المدارك في معرفة أصحاب مالك) في ترجمة سعيد بن هشام بن صالح المخزومي المصري نزيل الفيوم عن الحارث بن مسكين قال : ” قدم مصر القاضي العمري وكان شعلة نار وكان يجلس للناس من الغداة إلى الليل وكان حسن الطريقة مستقيم الأمر ” .. وكان ابن وهب وأشهب وغيرهما يحضرون مجلسه وكان يقول لهم : ” أعينوني ودلوني على أقوام من أهل البلد أستعين بهم “.
وقد أثار القاضي العمري بعض الشبهات لدى المصريين بسبب جملة من الأفعال التي ابتدرها في عمل القضاة ولم تكن معروفة من قبل مثل استكثاره من الشهود وتدوين أسمائهم في كتاب وهو أول من فعل ذلك واستكتب أبا داود النحاس وزكريا بن يحيى الحرسي ولذلك كان يقال له كاتب العمري وخالد بن نجيح وإسحاق بن محمد بن نجيح .. وفي كتاب (رفع الإصر عن قضاة مصر) يقول سعيد بن عفير : ” كان من أشد الناس في عمارة الأحباس كان يقف عليها بنفسه ويجلس مع البنائين أكثر نهاره .. وهو أول من اتخذ لأموال الأيتام تابوتا توضع فيه ويوضع فيه مال من لا وارث له فكان هو مودع قضاة مصر .. وذكر أبو عمر بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري (المتوفي عام 355 هـ.) صاحب كتابي الولاة والقضاة : قال محمد بن يوسف قال حدثني ابن قديد قال حدثنا عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال : ” قدم العمري فعزل إسحاق بن الفرات وركب طريق محمد بن مسروق باتخاذ الشهود وجعل أسماءهم في كتاب وهو أول من فعل ذلك ودونهم وأسقط سائر الناس ثم فعلت ذلك القضاة من بعده حتى اليوم “.
ويروي ابن حجر العسقلاني (المتوفي سنة 852 هـ.) فيقول : ” وجرت في ولاية العمري قصة أهل الحرس وهم قوم من أهل مصر كان رؤساء المصريين يؤذونهم كأبي رحب الخولاني وهاشم بن حديج وغيرهما من العرب .. فاجتمع الحرسيون إلى كاتب العمري زكريا بن يحيى الحرسي فقالوا له : حتى متى نؤذى ويطعن في آبائنا ؟ فأشار عليهم أن ليأذن لهم في كتاب سجل بأن لهم أصلا في العرب .. فجمعوا له ستة آلاف دينار فلما وصل المال إلى العمري لم يجسر أن يسجل لهم فقال اركبوا إلى الخليفة فخرج عبد الرحمن بن زياد الحرسي إلى العراق وأنفق مالا عظيما هناك وادعى أن المفضل بن فضالة كان حكم لهم بإثبات أنسابهم إلى الحوتكة بن أسلم بن الحاف بن قضاعة .. قال ابن وزير : فحضر عبد الرحمن بن زياد بكتاب الأمين بن الرشيد إلى العمري يأمره أن يسجل للحرسيين فدعاهم العمري بالبينة .. أحضروا أهل الحوف من الشرقية وجماعة من بادية الشام فشهدوا أنهم عرب فسجل لهم العمري بذلك ” .. وكان قوم قد تظلموا منه ووقعوا فيه إلى الرشيد فقال : انظروا في الديوان كم ولي من آل عمر بن الخطاب القضاء في أيامي ؟ فنظروا فلم يجدوا غيره فقال : ” والله لا أعزله أبدا “.
ومن سادة العمريين بالمدينة أبو محمد عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي .. وكان نبيها وجيها من أحسن الرجال وأبرعهم جمالا ومن رواة الحديث .. وكان من أنصار محمد النفس الزكية الذي ثار على أبي جعفر المنصور ووقع معه في الأسر لكن المنصور حفظ فيه قرابة عمر بن الخطاب وقال : ” إذا قتلت هذا فعلى من أتأمر ” .. ومن أولاده اشتهر اثنان من أكابر العمريين .. أولهما أبو حفص عمر بن عبد العزيز الذي تولى إمارة المدينة المنورة في عهد الرشيد واستطاع تحجيم نفوذ العلويين بها وتولى كذلك كرمان واليمامة .. والثاني عبد الله العابد بن عبد العزيز المعروف بلقب (الناسك) وتراجمه حافلة عند المؤرخين والنسابين وأهل الأخبار حيث كان مولده بالمدينة عام 118 هـ. ووافته المنية عام 184 هـ. وكان عابدا زاهدا ناسكا عرف عنه التقوى والورع وقول الحق .. ويروى أنه هجر واعتزل أخاه عمر بن عبد العزيز بعد أن تولى الإمارة إذ كان ينهاه عن ذلك وعند موته أوصى ألا يصلي عليه.
قال مصعب الزبيري : كان العمري أصفر جسيما لم يكن يقبل من السلطان ولا غيره ومن ولي من أقاربه ومعارفه لا يكلمه وولي أخوه عمر المدينة وكرمان فهجره ما أدركت بالمدينة رجلا أهيب منه وكان يقبل صلة ابن المبارك وقدم الكوفة ليخوف الرشيد بالله فرجف لمجيئه الدولة حتى لو نزل بهم من العدو مائة ألف ما زاد من هيبته فرد من الكوفة ولم يصل إليه .. قال الذهبي : هو قليل الرواية مشتغل بنفسه قوال بالحق أمار بالعرف لا تأخذه في الله لومة لائم كان ينكر على مالك اجتماعه بالدولة .. كان رحمه الله صلبا مهيبا لا يجالس الناس اعتزل وسكن البادية فكان ينزل مقبرة من المقابر وكان لا يكاد يرى إلا وفي يده كتاب يقرأه فسئل عن ذلك وعن نزوله المقبرة فقال : لم أر أوعظ من قبر ولا آنس من كتاب ولا أسلم من الوحدة فقيل له : قد جاء في الوحدة ما جاء فقال : ” ما أفسدها للجاهل وأصلحها للعاقل ” .. وقد روي أنه قال عند موته : ” بنعمة ربي أحدث لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي لا يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي عنها ما أزلتها “.
وكتب إليه الإمام مالك بن أنس : ” إنك قد بدوت فلو سكنت بقرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ” فأجابه : ” حملني على ذلك بغضي لجوار مثلك إنك لم يطلع الله عليك وأنت متغير الوجه فيه ” .. وكتب العمري إلى مالك وابن أبي ذئب وابن دينار وغيرهم بكتب وقال : أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون اللين وتدعون التقشف .. فجاوبه ابن أبي ذئب بكتاب أغلظ له وجاوبه مالك جواب فقيه .. قال ابن عبد البر في (التمهيد) : كتب العمري العابد إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل ويرغبه به عن الاجتماع عليه في العلم فكتب إليه مالك : ” إن الله عز وجل قسم الأعمال كما قسم الأرزاق فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصيام وآخر فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصلاة ، ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر وقد رضيت بما فتح الله لي فيه من ذلك وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم الله له والسلام “.
وعن محمد بن إسحق بن عبد الرحمن البغوي قال سمعت سعيد بن سليمان قال كنت بمكة في زقاق الشطوي وإلى جنبي عبد الله بن عبد العزيز العمري وقد حج هارون الرشيد فقال له إنسان : يا عبد الله ! هو ذا أمير المؤمنين يسعى قد أخلي له السعي .. قال العمري للرجل : ” لا جزاك الله عني خيرا كلفتني أمرا كنت عنه غنيا ” ثم تعلق نعليه وقام فتبعته فأقبل هارون الرشيد من المروة يريد الصفا فصاح به : يا هارون ! فلما نظر إليه قال : لبيك يا عم .. قال : ارق الصفا .. فلما رقيه قال له : ارم بطرفك إلى البيت قال : قد فعلت قال : كم هم .. قال ومن يحصيهم .. قال فكم في الناس مثلهم .. قال : خلق لا يحصيهم إلا الله .. قال اعلم أيها الرجل أن كل واحد منهم يسأل عن خاصة نفسه وأنت وحدك تسأل عنهم كلهم فانظر كيف تكون ؟ .. قال : فبكى هارون وجلس وجعلوا يعطونه منديلا منديلا للدموع .. قال العمري : وأخرى أقولها .. قال : قل يا عم .. قال : والله إن الرجل ليسرع في ماله فيستحق الحجر عليه فكيف بمن أسرع في مال المسلمين .. ثم مضى وهارون يبكي ..
وشخص عليه ببغداد فكره مجيئه وجمع العمريين وقال : ما لي ولابن عمكم احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن يفسد علي أوليائي ردوه عني قالوا : لا يقبل منا فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن ترفق به حتى ترده .. وعن الزبير بن بكار قال حدثنا سليمان بن محمد سمعت عبد الله بن عبد العزيز يقول : قال لي موسى بن عيسى : ينهي إلى أمير المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه فبم استجزت هذا .. قلت : ما أشتمه فوالله هو أكرم علي من نفسي لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت ” اللهم إنه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا فلا تطيقه أبداننا وقذى في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا فاكفنا مؤنته وفرق بيننا وبينه ولكن قلت : اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرشد فأرشده أو لغير ذلك فراجع به اللهم إن له في الإسلام بالعباس على كل مؤمن كفا وله بنبيك صلى الله عليه وسلم قرابة ورحم فقربه من كل خير وباعده من كل سوء وأسعدنا به وأصلحه لنفسه ولنا ” .. فقال موسى : ” رحمك الله أبا عبد الرحمن كذاك لعمري الظن بك “.
وروي عن بعض ولد عبد الله بن عبد العزيز أن هارون الرشيد قال : والله ما أدري ما آمر في هذا العمري ! أكره أن أقدم عليه وله خلف أكرههم وإني لأحب أن أعرف طريقه ومذهبه وما أثق بأحد أبعثه إليه فقال عمر بن بزيع والفضل بن الربيع فنحن يا أمير المؤمنين قال فأنتما فخرجا من العرج إلى موضع من البادية يقال له خلص وأخذا معهما أدلاء من أهل العرج حتى إذا وردا عليه في منزله أتياه مع الضحى فإذا هو في المسجد فأناخا راحلتهما ومن كان معهما من أصحابهما ثم أتياه على زي الملوك من الريح والثياب والطيب فجلسا إليه وهو في مسجد له فقالا له يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من خلفنا من أهل المشرق يقولون لك اتق الله ربك فإذا شئت فقم ” فأقبل عليهما وقال : ” ويحكما فيمن ولمن ” .. قال أنت فقال : ” والله ما أحب أني لقيت الله بمحجمة دم امرىء مسلم وإن لي ما طلعت عليه الشمس ” .. فلما أيسا منه قالا فإن معنا شيئا تستعين به على دهرك قال لا حاجة لي فيه أنا عنه في غنى فقالا له إنها عشرون ألف دينار قال لا حاجة لي فيها قالا فأعطها من شئت قال أنتما فأعطياها من رأيتما ما أنا لكما بخادم ولا عون .. قال الراوي : فلما يئسا منه ركبا راحلتهما حتى أصبحا مع الخليفة بالسقيا في المنزل الثاني فوجد الخليفة ينتظرهما فلما دخلا عليه حدثاه بما كان بينهما وبينه فقال : ” ما أبالي ما أصنع بعد هذا “.
قال محمد بن خلف : وسمعت محمد بن عبد الرحمن يقول : بلغني أن هارون الرشيد قال : إني لأحب أن أحج كل سنة ما منعني إلا رجل من ولد عمر ثم يسمعني ما أكره .. وقيل إن العمري وعظ الرشيد مرة فكان يتلقى قوله بنعم يا عم فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار فردها وقال : هو أعلم بمن يفرقها عليه وأخذ دينارا واحدا .. وقال محمد بن حرب المكي قدم علينا أبو عبد الرحمن العمري الزاهد فاجتمعنا إليه وأتاه وجوه أهل مكة فرفع رأسه فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته : يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود وبلاء الأجساد في التراب فغلبته عيناه فقام .. وقال له رجل عظني فأخذ حصاة من الأرض فقال مثل هذا من الورع يدخل قلبك خير لك من كذا صلاة قال له زدني قال كما تحب أن يكون الله لك غدا فكن أنت له اليوم .. وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر ولا تنهى خوفا من المخلوق من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين نزعت منه الهيبة فلو أمر ولده لاستخف به.
ومن العمريين أيضا ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز ولي قضاء المدينة سنة 200 هـ. ثم أضيفت له الإمارة مع الولاية .. وممن عرف منهم أيضا من نفس العائلة أبناء إخوته عيسى بن محمد بن عبد العزيز الذي سكن دمشق ومات بكرمان .. ومنهم القاضي أبو بكر عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز من أهل المدينة وقيل من أهل مكة سكن مصر وولي القضاء بحمص وقنسرين وأنطاكية والثغور الشامية وقدم دمشق أيام أبي الجيش بن طولون وكان ممن خلع أبا أحمد الموفق بدمشق سنة 269 هـ. وهو من رواة الحديث روى عنه جماعة وتوفي سنة 293 هـ. بمصر ومن الأسرة أيضا أحمد بن علي بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الله بن عمر أبو جعفر القرشي العدوي وهو مكي قدم مصر وتوفي بها في رجب سنة 222 هـ. ومن موالي بني عدي القاسم بن هانىء الأعمى أبو محمد العدوي مولى آل عمر بن الخطاب والذي سكن مصر وروى عن الليث بن سعد وغيره مات في ذي القعدة سنة 227 هـ. ومن الموالي أيضا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة أبو القاسم المصري المقرىء مولى آل عمر بن الخطاب وكان من أهل الإتقان في القراءة وتوفي سنة 273 هـ. لكن أهم شخصية في مسار الأحداث في ذلك الزمن كان بلا جدال عبد الله بن عبد الحميد بن عبد الله العابد بن عبد العزيز حفيد عبد الله العابد والذي كان سببا لإحدى أكبر موجات الهجرة الكبرى لقبيلة بني عدي إلى صعيد مصر وبلاد النوبة والبجا.