مدينة الزقازيق
في القرن الثامن عشر انتقلت عشائر قبيلة عذرة القضاعية من سيناء إلى وادي الطميلات ومنها فرع يعرف باسم البركات تزعمه السيد أحمد زقزوق الكبير والذي ارتحل بهم إلى ولاية الشرقية فأسس قريتين هما كفر الزقازيق البحري بالقرب من القنايات وكفر الزقازيق القبلي بالقرب من منيا القمح ، وفي عام 1827 م. قرر محمد علي باشا إنشاء قناطر على بحر مويس بالقرب من قرية كفر الزقازيق البحري وتمت الاستعانة بأبناء القرية في أعمال البناء التي استغرقت خمس سنوات وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم حفيد السيد أحمد زقزوق الكبير فقام بالمهمة خير قيام وكانت نواة مدينة الزقازيق التي صارت عاصمة جديدة لمديرية الشرقية وازدهرت سريعا ..
جاء في كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية للأستاذ محمد رمزي : ” ولما كان بناء هذه القناطر من الأعمال الجسيمة الكبرى التي تحتاج إلى عدد عظيم من العمال وإلى مدة من الزمن استحضر رجال الهندسة العدد اللازم من العمال وكان بعضهم من كفر الزقازيق الواقع في شمال مكان القناطر على بعد 400 متر منها ، وكان من بينهم رجل مقدام اسمه الشيخ إبراهيم زقزوق اختاره الباشمهندس رئيسا على جميع العمال وقد أنشأوا لهم وللباعة بجوار مكان القناطر مساكن لإقامتهم عرفت بين العمال وغيرهم باسم نزلة الزقازيق نسبة إلى أفراد عائلة زقزوق المذكور من جهة وإلى كفر الزقازيق موطنهم الأصلي الواقع بالقرب من القناطر من جهة أخرى ..
ومما ذكرنا يتبين لنا أن أسرة الشيخ إبراهيم زقزوق الكبير هي أول أسرة استعمرت هذه الجهة فنسبت إليهم وسميت البلد الزقازيق باسمهم ، ويقال إنه بعد أن تم بناء القناطر زارها محمد علي باشا فقدموا لسموه الشيخ إبراهيم زقزوق فأظهر له الباشا عظيم ارتياحه وشكره على المجهود الذي بذله هو ورجاله في بناء القناطر ولما علم أنها سميت قناطر الزقازيق نسبة إلى أسرة الشيخ إبراهيم زقزوق قال سموه : فلتكن الزقازيق على بركة الله .. بعد ذلك رأى محمد علي باشا أن تكون الزقازيق قاعدة لمديرية الشرقية بدلا من بلبيس وذلك لتوسطها بين بلاد المديرية فأصدر أمره في سنة 1833 بنقل ديوان المديرية والمصالح الأميرية الأخرى من بلبيس إلى الزقازيق “.
وذكر محمد رمزي في القاموس الجغرافي أن قرية كفر الزقازيق البحري قد دخلت في حيز مدينة الزقازيق حيث يقول : ” كفر الزقازيق البحري أصله من الكفور التابعة لناحية هرية رزنة ثم فصل عنها في تاريخ سنة 1260 هـ وعرف بالبحري تمييزا له من كفر الزقازيق القبلي التابع لمركز منيا القمح ، وهذا الكفر لا يزال قائما بذاته بزمام خاص من الوجهة المالية وأما من الوجهة الإدارية فهو قسم من أقسام مدينة الزقازيق وتابع لها إداريا ” ، وفي كتاب معجم قبائل مصر يقول الدكتور أيمن زغروت : ” وكذلك تنتشر قرى أسستها بنو زقزقة بن حرام بن ضنة بن عبيد بن كبير بن عذرة في كفر الزقازيق قبلي وبحري والزقازقة وكفر أبو جبل وكل هذه القرى تابعة اليوم لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية “.

الزقازيق في الخطط التوفيقية
مدينة كبيرة فوق بحر مويس من الجانبين ، وهى مركز مديرية الشرقية ، بها ديوان المديرية مستوفيا ، والمجلس المحلى ، وديوان الهندسة ، وديوان الصحة ، ومجلس دعاوى ، ومجلس مشيخة ، ومجلس تنظيم ، ومدرسة على طرف الديوان لتعليم الشبان اللغات والهندسة والحساب.
ومحكمة شرعية كبرى مأذونة بالحكم فى عموم القضايا مثل : البيوعات والرهونات والإسقاطات والأيلولات ، فيما يختص بالأطيان وخلافها ، لوجود السجل بها ، بخلاف باقى محاكم مراكز المديرية ، فإنها مأذونة بما عدا مواد الأطيان ، وهى ستة : محكمة منيا القمح ، ومحكمة بلبيس ، ومحكمة مركز الصوالح ومحلها بالعلاقمة ، ومحكمة القرين ، ومحكمة تفتيش الوادى ومحلها التل الكبير.
وأصل إنشاء مدينة الزقازيق ، أنه لما صدر أمر العزيز محمد على باشا بعمل قناطر فى محل سدّ بحر مويس – المعد لرى أراضى تلك المديرية – ليسهل بها الرى وتصريف المياه ، وحضرت هناك العملة والمستخدمون ، أحدثوا بها عششا من الطين والأخصاص على جانبى بحر مويس لإقامتهم ، وتبعهم فى ذلك باعة المأكولات ونحوها ، وتكاثرت الناس شيئا فشيئا وازدادت الأبنية الخفيفة ، وكثر البيع والعمارة.
وبعد انتهاء عمل تلك القناطر فى سنة ١٢٤٨ هجرية بقيت تلك الأخصاص مسكونة عامرة ، وكل حين تزداد بها السكان ، إلى أن صدر الأمر بالبناء بهذا المحل وتجديد مسجد للصلاة على طرف الديوان ، فحصل التجديد شيئا فشيئا للأبنية الحسنة باللبن والآجر على جانبى النهر حتى كثرت وصارت مشتملة على منازل مفتخرة وقصور مشيدة بالمونة والبياض والشبابيك الشيش والزجاج وغير ذلك.
وجعلت رأس المديرية بعد أن كانت الشهرة لمدينة بلبيس المعروفة قديما بمدينة ببسة ، وجدد بها قصر للميرى لنزول العزيز به ، وجعل المسجد بأعمدة وسقوف بلدية ومنارة ، وأقيمت فيه الجمعة ، ثم جدد بها الأمير يوسف بيك مسجدا بالبر الغربى لبحر مويس ، بناه بالآجر والمونة ويعرف الآن بالمسجد الصغير.
ثم جدد بها أحد تجارها (العيدروس) مسجدا غربى ترعة السكة الحديد ، قبلى ترعة الوادى ، بناه بالأحجار والآجر وأعمدة الرخام وسقوف الخشب ، وجعل له منارة ومنبرا من الخشب المخروط ، وكذلك الشبابيك ، وجعل له صهريجا للماء ، وكذلك الحاج سليمان الشربينى – أحد التجار – بنى مسجدا على شاطئ ترعة عبد العزيز ، وجعل عمده من الحديد الزهر المصبوب ، ولم يجعل له منارة.
وحدث بها أيضا ثلاث كنائس : واحدة للأقباط غربى بحر مويس فى شمال البلد ، وكنيسة للشوام فى بحرى ديوان المديرية ، وكنيسة للأروام شرقى فرع السكة الحديد ، وبها عدة أسواق بدكاكين وخانات مشحونة بأنواع البضائع ، ووكائل لسكنى الأغراب ، وبها بنوكات للتجارة ، وجملة وابورات بعضها لحلج القطن وبعضهم للطحين ولصناعة الثلج وغير ذلك.

هرية رزنة وبني عامر
تحتفل محافظة الشرقية بعيدها القومي في التاسع من سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى وقفة الزعيم أحمد عرابي ابن قرية هرية رزنة أمام الخديوي توفيق في مثل هذا اليوم عام 1881 م مطالبا بحقوق الشعب والعمل بالدستور ، وتقع هرية رزنة اليوم في مركز الزقازيق واسمها القديم هريا الغز نسبة لجماعات من الأتراك الأوغوز الذين سكنوها في العصر الأيوبي ثم منحت لقبائل بني عامر في أواخر العصر المملوكي مع كل من منية الذويب التي عرفت باسم بني عامر وهريا الغربية التي عرفت باسم هريا العرب (بنايوس الحالية والتي صارت من ضواحي الزقازيق).
وجاء تفصيل ذلك في كتاب التحفة السنية حيث يقول ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري : ” هريا الشرقية وهي هريا الغز مساحتها 950 فدان بها رزق 7 أفدنة عبرتها 1800 دينار للعربان ، هريا الغربية مساحتها 1305 أفدنة بها رزق 13 فدانا كانت للمقطعين والآن باسمهم والعربان وأوقاف وأملاك ، منية الذؤيب مساحتها 1560 فدان بها رزق 58 فدان عيرتها كانت 2000 دينار ثم استقرت بحق النصف كانت باسم الأمير قرابغا الأحمدي والآن ملك أسنبغا الطياري “.
وجاء في القاموس الجغرافي : هرية رزنة قرية قديمة اسمها الأصلي هريا الشرقية وردت في قوانين ابن مماتي وفي المشترك لياقوت وفي تحفة الإرشاد ، وفي التحفة هريا الشرقية وهي هريا الغز لأن سميتها وهي هريا الغربية كانت تسمى هريا العرب وذلك لأنه نزل بالشرقية منها جماعة من الغز وهم الترك فعرفت بهم ونزل بالغربية جماعة من العرب فعرفت بهم ، ووردت في الانتصار هريا الشرقية العرب وفي تربيع سنة 933 هـ هريا الشرقية وهي هريا الغز ثم غير اسمها في العهد العثماني فوردت في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ باسم هرية الرزنة وفي تاريخ سنة 1228 هـ برسمها الحالي.
بني عامر : هي من القرى القديمة اسمها القديم منية الدويب وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد والانتصار من أعمال الشرقية وفي دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ منية الدويب المعروفة ببني مصطفى وفي تاج العروس تجريدة عامر قرية بشرقية مصر وفي دليل سنة 1224 هـ منية الدويب وفي الأحباسي دويب ، وقد سميت بني عامر في العهد العثماني حيث وردت في خريطة الحملة وفي تاريخ سنة 1228 هـ وفي الخطط التوفيقية حماية دويب وهي بني عامر بقسم الزقازيق ، ويوجد بأراضي ناحية الشبانات المجاورة لهذه القرية حوض الدويبة نسبة إلى الاسم القديم لبني عامر هذه.
بنايوس : قرية قديمة اسمها الأصلي هريا الغربية وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت في المشترك لياقوت هريا القبلية بكورة الشرقية ، ووردت في الانتصار محرفة باسم هرتا الغربية العرب ، وفي تربيع سنة 933 هـ هريا الغربية وهي هريا العرب لتمييزها من هريا الشرقية وهي هريا الغز ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ هريا العرب وهي كفر بنايوس إذ غير اسمها في التاريخ المذكور وسميت كفر بنيوس نسبة إلى كبير من أعيانها القبط في ذاك الوقت كان يسمى بنيوس ، وفي تاريخ سنة 1259 هـ باسمها الحالي وهو بنايوس بغير مضاف.
وفي الخطط التوفيقية : بنايوس قرية من مركز القنيات بمديرية الشرقية ، غربى الزقازيق إلى جهة بحرى بنحو ألف وخمسمائة متر ، واقعة على البر البحرى لبحر بهنباى ، وبها مجلسان للدعاوى والمشيخة ، ومسجد بمنارة وزوايا عامرة بالصلاة ، ومكاتب أهلية ، وبها ضريح ولى الله الشيخ عطية البندارى ، يزار ويعمل له مولد كل سنة ثمانية أيام ، وتنصب فيه الخيام وتذبح الذبائح ويكون البيع والشراء ، وتجعل هناك قيساريات بدكاكين بعضها ثابت وبعضها ينقل ، وأهلها يتسوقون سوق الزقازيق ، وأطيانها ألف وتسعة وخمسون فدانا وكسر ، وأهلها ألف وتسعمائة وسبع وثمانون نفسا.

الشبانات
جاء في القاموس الجغرافي : ” كان يوجد قرية قديمة تسمى معشوقة برغوت وردت في التحفة من أعمال الشرقية ولما أعيدت مساحة الأراضي المصرية في تربيع سنة 933 هـ لوحظ أن هذه القرية خربت فقيد الزمام التابع لها باسم الشبانات لأنها كانت أكبر توابع ناحية معشوقة برغوت في ذلك الوقت ، وورد في دليل سنة 1224 هـ معشوقة برغوت قال وتعرف بالشبانات بولاية الشرقية.
وأما معشوقة برغوت التي خربت فمكانها اليوم عزبة عثمان بك شكري من توابع ناحية الشبانات ، وأما الشبانات فهم جماعة من العرب ينسبون إلى عميد أسرتهم الذي يدعى شبانة مؤسس هذه القرية ” ، وذكر ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري أنها لم تعد من إقطاعات المماليك وإنما من حصص القبائل العربية فقال : ” معشوقة برغوت مساحتها 2500 فدان بها رزق 84 فدان عبرتها 2100 دينار ، للعربان “.
وجاء في الخطط التوفيقية : الشبانات قرية من مديرية الشرقية بمركز العلاقمة ، فى غربى الزقازيق بنحو سبعة آلاف متر ، وفى جنوب بنى عامر بنحو ألفين وخمسمائة متر ، وسكة الحديد المارة من الزقازيق إلى أبى حماد فى جنوبها بنحو خمسمائة متر ، وبها جامع بلا منارة ، ويزرع فى أرضها القطن ، وللمرحوم محمود باشا الفلكى بها أطيان وفيها نخيل ، وليس لها سوق ، وأكثر أهلها مسلمون.
وقد نشأ من هذه القرية إبراهيم أفندى رمضان أحد معتمدى علماء الرياضة بمدرسة المهندسخانة ، تربى على يديه خلق كثيرون برعوا فى الرياضة وترقوا فى الرتب ، فمنهم الباشاوات والبيكوات ، ونحن أيضا أخذنا عنه ، وله علينا التربية والأستاذية ، توجه إلى البلاد الفرنساوية وحضر منها سنة ألف ومائتين وإحدى وخمسين ، وأقام نحو سنة فى مدرسة طرا بوظيفة معاون مع الأمير مظهر باشا ، وفى سنة اثنتين وخمسين وظف بالتدريس فى مدرسة المهندسخانة.
واستمر على ذلك مدة ، وتنقل الرتب ، وفى زمن المرحوم عباس باشا مدة نظارتنا على المهندسخانة أنعم عليه برتبة قائم مقام ، وفى زمن المرحوم سعيد باشا كان من ضمن مهندسى معيته ، وقد توفى سنة إحدى وثمانين وكان إنسانا سهلا الأخلاق لين العريكة حسن الإلقاء ، درس فى عدة فنون سيما الطبوغرافيا والجودوزية ، والعلوم الوصفية ، كالظل والنظر وقطع الأحجار والأخشاب والهندسة الوصفية ، وله فى ذلك مؤلفات مفيدة مستعملة فى المدارس.
وشهدت القرية مواجهات مع قوات الاحتلال البريطاني في يوم 25 مارس عام 1919 م حيث قتل جندي من الهنود فقام البريطانيون بإحراق منازل القرية كلها بعد أن نهبوها وأخرجوا الأهالي بالقوة إلى الحقول حيث توفيت إحدى السيدات ، وألقوا القبض على العمدة وخمسين شخصا من أعيان البلد وشيوخها ، واستمرت النار مشتعلة في القرية لمدة يومين واضطر جنود الاحتلال وقائدهم للانسحاب خفية في الليل خشية انتقام الأهالي منهم عندما تأتيهم إمدادات البلاد المجاورة ولم يعودوا إلى القرية بعد ذلك.

القنايات وأجوارها
جاء في القاموس الجغرافي : ” القنايات هي من القرى القديمة اسمها الأصلي القينيات وردت به في قوانين ابن مماتي وفي التحفة من أعمال الشرقية وفي تحفة الإرشاد محرفة باسم القنينات ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ برسمها الحالي وفي الخطط التوفيقية القنيات ، وفي سنة 1860 قسمت هذه القرية من الوجهة الإدارية إلى ناحيتين وهما كفر محمد مباشر وكفر خليل إبراهيم وقد استمر هذا التقسيم إلى سنة 1892 وفيها صدر قرار بإلغائه وجعلها ناحية واحدة في الإدارة كما هي في المالية باسم القنايات.
وفي سنة 1864 ألغي قسم شيبة النكارية ونقل ديوان المركز إلى بلدة القنايات باسم قسم القنايات وكان مقره كفر محمد مباشر أحد الكفرين اللذين يتكون منهما سكن قرية القنايات ، وفي سنة 1884 نقل المركز إلى مدينة الزقازيق مع بقائه باسم مركز القنايات وفي سنة 1896 سمي مركز الزقازيق وبذلك ألغي مركز القنايات.
النكارية : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي خربة النكارية وردت به في المشترك لياقوت وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار من أعمال الشرقية ، ووردت في التحفة باسم حوض النكارية ثم حذف صدر الاسم فوردت باسم النكارية في تاريخ سنة 1228 هـ وهو اسمها الحالي.
شيبة النكارية : قرية قديمة اسمها الأصلي شيبة شقارة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي الانتصار شيبة سقارة من الأعمال المذكورة ، وفي تربيع سنة 933 هـ وردت باسم شيبة النكارية بسبب مجاورتها لناحية النكارية كما ورد في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ وفي تاريخ سنة 1228 هـ وهو اسمها الحالي.
بني إشبل : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي بني شبل وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ برسمها الحالي ، تل حوين : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي كوم حيوين وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ووردت في التحفة باسم تل حيوين من أعمال الشرقية وفي تاريخ سنة 1228 هـ برسمها الحالي “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” القنيات بلدة من بلاد الشرقية فى غربى مدينة الزقازيق بنحو ستة آلاف وأربعمائة متر ، وغربى بحر مويس ، وهى رأس مركز ، بها ديوان بمركز وضبطية ، وقاضى شرعى وحكيم ومهندس ، ومجلس دعاوى وآخر للمشيخة ، وفيها نخيل بكثرة ومساجد ومكاتب وأضرحة لبعض الأولياء ، وبها تجار فى القطن وغيره ، وأرباب حرف كنسج القطن والصوف ، ولها سوق عمومى كل يوم أحد تباع فيه المواشى وخلافها ، وعدد أهلها نحو خمسة آلاف نفس ، وقدر أطيانها أربعة آلاف وخمسمائة فدان ، والطريق التى بينها وبين الزقازيق على بر الترعة الإسماعيلية الجنوبى.
وقد نشأ من هذه القرية الحكيم الماهر الحاذق حضرة سالم باشا سالم ، وقد سألته عن ترجمته ، فكتب لى ما نصه : «إن أصل والدى من عائلة من الشرقية ، ببلدة تسمى بالقنيات ، قريبا من الزقازيق بنحو ساعة ، وحضر إلى المحروسة سنة ست وثلاثين تقريبا لطلب العلم بالأزهر ، وتلقى عن جملة مشايخ منهم : الشيخ حسن القويسنى ، والشيخ إبراهيم البيجورى ، والشيخ حسن العطار ، ومن ماثلهم من العلماء الفخام ، وتشرف بالخدمات الميرية بوظيفة واعظ بالألايات المصرية المتوجهة نحو الشام سنة ٤٨ ثمان وأربعين ، ففى غيبته هذه ولدت وسميت باسمه “.

البيوم
البيوم قرية تتبع مركز الزقازيق بالشرقية وكانت تتبع الدقهلية سابقا ، جاء عنها في الخطط التوفيقية : ” بيوم قرية من مديرية الدقهلية بمركز منية غمر بحرى سنبارة الميمونة بنحو ثلاثة آلاف متر ، وفى شرقى ناحية مسكه بنحو ثلاثة آلاف ومائتى متر ، وفى جنوب ناحية جصفا بنحو ألفين وخمسمائة متر ، بها مساجد وأنوال لنسج الأقمشة ، وفيها دوّار لأوسية المرحوم مظهر باشا وأكثر أهلها مسلمون.
وفيها محل يقال إنه خلوة الشيخ على البيومى فلذا لا يفتح إلا فى زمن مولده الذى يعمل بمصر ، وبجوارها ضريح ولىّ يقال له الشيخ حجازى ولعله هو والد الشيخ البيومى ، وإليه تنسب القنطرة الحجازية التى على ترعة هناك ، وعلى تلك الترعة جملة توابيت وقد ترجم الجبرتى الشيخ البيومى”.
جاء في تاريخ الجبرتي عن الشيخ البيومي : ” هو الولى الصالح المعتقد المجذوب العالم العامل الشيخ علىّ بن حجازى بن محمد البيومى الشافعى الخلوتى ثم الأحمدى ، ولد تقريبا سنة ثمان ومائة وألف وحفظ القرآن فى صغره ، ثم طلب العلم فحضر الأشياخ وسمع الحديث والمسلسلات على الشيخ عمر بن عبد السلام التطاونى.
وتلقن طريقة الخلوتية من السيد حسين الدمرداشى العادلى وسلك فيها مدة ثم أخذ طريقة الأحمدية من جماعة من الأفاضل ، ثم حصل له جذب ومالت إليه القلوب وصار للناس فيه اعتقاد عظيم ومشى كثير من الخلق على طريقته وأذكاره وصار له أتباع ومريدون.
وكان يسكن الحسينية ويعقد حلق الذكر فى مسجد الظاهر خارج الحسينية ، وكان يقيم به هو وجماعته لقربه من بيته ، وكان ذا واردات وفيوضات وأحوال غريبة وألف كتبا عديدة ، منها شرح على الجامع الصغير ، وشرح على الحكم لابن عطاء الله ، وشرح الإنسان الكامل للجيلى ، وله مؤلف فى طريق القوم خصوصا فى طريق الخلوتية الدمرداشية ، ألفه سنة أربع وأربعين ومائة وألف ، وشرح على الصيغة الأحمدية وعلى الصيغة المطلسمية وله كلام فى التصوف.
وكان إذا تكلم أفصح فى البيان وأتى بما يبهر الأعيان ، وكان يلبس قميصا أبيض وطاقية بيضاء ويعتم عليها بقطعة شملة حمراء لا يزيد على ذلك ولا ينقص شتاء ولا صيفا وكان لا يخرج من بيته إلا فى كل أسبوع مرة لزيارة المشهد الحسينى وهو على بغلته وأتباعه بين يديه يعلنون بالتوحيد والذكر وربما جلس شهورا لا يجتمع بأحد من الناس.
وكانت عليه مهابة الملوك وإذا ورد المشهد الحسينى يغلب عليه الوجد فى الذكر حتى يصير كالوحش النافر ، وإذا جلس بعد الذكر تراه فى غاية الضعف ، ولما كان بمصر الوزير مصطفى باشا مال إليه واعتقده وزاره فقال له إنك ستطلب إلى الصدارة فى الوقت الفلانى فكان كما قاله.
فلما ولى الصدارة بعث فى مصر وبنى له المسجد المعروف به بالحسينية وسبيلا ومكتبا وقبة وبداخلها مدفن للشيخ على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة وكان موته فى سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف ولما مات خرجوا بجنازته إلى الجامع الأزهر وصلى عليه هناك فى مشهد حافل ودفن بالقبر الذى بنى له بمسجده المعروف به “.
