
جهينة
في العاشر من أبريل من كل عام تحتفل محافظة سوهاج بالعيد القومي لها وهو ما يوافق ثورة مدينة جهينة على الجيوش الفرنسية وطردها من بلادهم بعد أن اندلعت ثورة عارمة في المنطقة ساندتها الأهالي في كل من سوهاج وطهطا والصوامعة وبرديس وجرجا وجاءتهم الإمدادات من فروع قبيلة جهينة في منطقة ينبع على الساحل الحجازي للبحر الأحمر ..
وفي الثورة العرابية كانت جهينة صاحبة دور فعال حيث انحازت للثورة وقام عمدتها عبد الله بهادر بإمداد العرابيين بالمال والسلاح وتسبب ذلك في عزله بعد الاحتلال واضطهاد البلدة من قبل الانجليز .. وترجع تسمية المركز بهذا الاسم إلى قبيلة جهينة القضاعية العربية والتي كانت من أوائل القبائل التي سكنت مصر حيث امتدت عشائرها عبر البحر قبل الإسلام ..
وقد كانت القبيلة اول الامر تشكل جزء من اهل الراية في جيش الفتح ثم صارت تابعة لديوان قضاعة فلما تولى ولاية مصر عقبة بن عامر الجهني أفرد لهم ديوانا خاصا فانتشروا في البلاد .. وقد كان إقطاعهم الأول في المنطقة التي عرفت باسم ميت عقبة بجوار الجيزة وهي أرض أصلحها الوالي وزرعها .. وقبر عقبة بن عامر معروف في قرافة الفسطاط باسم سيدي عقبة ..
وكان مستقر القبيلة التالي في منطقة الأشمونين بجوار ملوي الحالية بمحافظة المنيا ثم حدث نزاع بينها وبين جيرانها على النفوذ في أوائل العصر الفاطمي حيث كانت قريش وكنانة في الشمال ناحية البهنسا وقبيلة بلي في الجنوب في محافظة أسيوط وسوهاج الحالية فقامت العساكر الفاطمية بالتحرك جنوبا لإعادة تنظيم القبائل وناصرت قريش بالقوة المسلحة ..
ونتج عن ذلك تمدد قريش إلى المنيا وأسيوط وانتقال جهينة بكامل عشائرها إلى منفلوط وأسيوط وشمال سوهاج في المركز المعروف باسمها الآن غرب النيل بينما خافت قبيلة بلي وتحركت جنوبا باتجاه قنا .. وفي ذلك يقول المقريزي : ” فصار لبلي الرقعة الممتدة من جسر سوهاي غربا إلى غرب قمولة وصار لجهينة من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب ” ..
وفي القرن الثامن الهجري قادت جهينة عرب الصعيد جميعا في ثورة كبيرة ضد المماليك بزعامة محمد بن واصل العركي الجهني الملقب بالأحدب لكنه في النهاية هزم وتقهقرت جهينة إلى مراكزها .. وفي ذلك يقول المقريزي : ” نادى بالسلطة لنفسه وجلس في جتر وجعل خلفه المسند وأجلس العرب حوله ومد السماط بين يديه وأنفذ أمره في الفلاحين ” ..

جهينة الغربية
جاء في القاموس الجغرافي : ” جهينة الغربية هي من القرى القديمة وردت في كتاب وقف السلطان الغوري المحرر في سنة 922 هـ ، وأصلها من توابع ناحية المراغة ثم فصلت عنها قرب ذلك التاريخ ، وفي تاج العروس إنها منسوبة لبني جهينة حيث نزلوا بها ، ووردت في تاريخ سنة 1231 هـ باسم جهينة ، ولا يزال هذا اسمها في جداول وزارة المالية بغير مميز.
وفي سنة 1913 فصل عنها ناحية إدارية باسم جهينة الشرقية ولهذا تميزت هذه بالغربية بالنسبة لموقعها من الأخرى ، وكان زمام جهينة قبل فك زمام مديرية جرجا في سنة 1905 مقسما على خمس نواحي وهي : القرية بجهينة ـ وأبو الخير ـ وأولاد حمد ـ وحسام الدين ـ وبني رماد بجهينة ، وقد ضمت هذه النواحي إلى بعضها في فك الزمام المذكور ، وأصبحت من سنة 1906 ناحية مالية واحدة باسم جهينة ما عدا ناحية القرية بجهينة فقد أضيف زمامها إلى فزارة وصارا ناحية واحدة باسم فزارة بالقري “.
جاء في موسوعة القبائل العربية : ” يعدُّ (مركز جُهَيْنة) أحد المراكز ، أي التقسيمات الإدارية الرئيسة التي تضمها محافظة سوهاج بالصعيد ، وكانت مساكن جُهَيْنة في تلك المحافظة وهي نواة ذلك المركز تُعدُّ من توابع قرية المراغة التي صارت قاعدة لمركز المراغة بتلك المحافظة فيما بعد. ، ثم انفصلت تلك المساكن مع نطاقها الزراعي من قرية المراغة، وصارت قرية مستقلة في القرن العاشر الهجري ، وهي تُعدُّ أقدم ما بقي من التجمعات السكنية الجهنية.
وقد أسهم الجهنيون في التصدي لقوات الاحتلال الفرنسي في زمن الحملة الفرنسية على مصر، وقد آزرتهم الجماعات المسلحة التي قدمت من ينبع عبر البحر الأحمر ، في المعركة التي دارت بينهم وبين بعض الفرق التابعة للجنرال “ديزيه” في ١٠ ابريل سنة ١٨٩٩ م ، ويقول علي باشا مبارك في معرض حديثه عن قرية جُهَيْنة هذه في كتابه الخطط التوفيقية : (وأهلها أكثر من عشرة آلاف نسمة من عرب جُهَيْنة القبيلة المشهورة ، ولهم كرم زائد ، وشهامة وفصاحة لسان ، وذكاء وفطنة ، وثبات جنان).
وذكر أنهم أصبحوا يعاملون معاملة الفلاحين – أي لَمْ يعودوا يعاملون معاملة البدو الذين كان يطبق عليهم نظام إداري خاص – إلى أن قال : ولهم خبرة تامة بفلاحة الأرض ويقتنون جياد الخيل ، وفارة الحمير ، وعراب الإبل ، وذكر عائلتها المشهورة في زمنه وهي بيت البسة وبيت أبي خير وبيت الحويج ، ومن عائلاتها التي ذكرها محمد الهاشمي في كتابه الدرر الذهبية في أصول أبناء الأمة العربية : آل واصل ، وآل الضبع ، وآل عاصم ، وآل عامر ، وقد نزح بعض هذه العائلة الأخيرة إلى حيث كوَّنوا قرية جديدة بمركز المراغة أطلق عليها (عامر).
وفي سنة ١٩١٣ م أنشئت قرية جهنية أخرى بالقرب من تلك القرية فعُرفت القرية القديمة باسم (جُهَيْنة الغربية) وعُرفت القرية الجديدة باسم (جُهَيْنة الشرقية) وصارتا تابعتين لمركز طهطا ، وقد تكونت جُهَيْنة الشرقية من ضم أربع قرى صغيرة متجاورة إلى بعضها وهي قري (أبو الخير وأولاد حمد وحسام الدين وبني رماد) وتحمل كلّ منها اسم عائلة من العائلات الكبرى التي تضم كلّ منها مجموعة من الأسر الجهنية.
وظلت جُهَيْنة القديمة ، أي (جُهَيْنة الغربية) قرية تابعة لمركز طهطا بمديرية جرجا التي عُرفت بعد ذلك باسم مديرية سوهاج وهي محافظة سوهاج الآن حتى تكاثر عدد سكانها ، واتسع نطاقها العمراني فاتخذت في سنة ١٩٦٣ م قاعدة لمركز جديد بهذه المحافظة أطلق عليه (مركز جُهَيْنة).

جهينة في الخطط التوفيقية
جهينة القبلية قرية من مديرية جرجا بقسم سوهاج فى أسفل بلاد إخميم ، واقعة فى أطراف بساط الجبل الغربى ، ممتدة جنوبا وشمالا فوق السوهاجية فى جنوب ناحية نزة على بعد ثلاثة آلاف متر ، وفى شمال قرى وديعة بنحو تسعة آلاف متر ، وتجاهها فى شرقى السوهاجية ناحية بنويط ونجع أبى قسط والقرية بالتصغير وناحية أولاد إسمعيل ، وفيها مساجد عامرة وقد يقرأ فيها دروس العلم قليلا.
وبها نخل كثير بينها وبين السوهاجية ، وفيها كثير من شجر المقل وأهلها أكثر من عشرة آلاف نفس من عرب جهينة القبيلة المشهورة ، ولهم كرم زائد وشهامة وفصاحة لسان ، وذكاء فطنة وثبات جنان وهم الآن يساقون سوق الفلاحين ، ولهم غنداق واسع من الأرض الخصبة ولهم خبرة تامة بفلاحة الأرض ، ويقتنون جياد الخيل وفاره الحمر وعراب الإبل.
ومن عوائدهم فى الأكل مع الضيوف أو غيرهم أن لا يتركوا رغيفا مكسورا ويعدّون ذلك عيبا فمن كسر رغيفا فلا بد أن يأكله أو يعطيه لمن يأكله ، بحيث لا ترجع السفرة برغيف مكسور ، حتى فى وليمة العرس على كثرة الآكلين فإنهم يمدون سماط الوليمة على البرد بضم الموحدة وفتح الراء جمع بردة ، وهى أحرمة تنسج ببلاد الصعيد من غزل الصوف الغليظ فتجعل فلقتين عرض كل فلقة نحو ذراع ونصف فى طول عشرة أذرع فأكثر ثم يخاطان ويكونان بردة زنتها نحو عشرين رطلا يتخذونها للغطاء والفرش لأنفسهم وضيوفهم.
ففى وليمة العرس يفرشون عدة برد مستطيلة فى عرصة الدار صفّا صفّا ، ويأتون بزكائب الرغفان فيفرغونها على البرد ويضعون مرق اللحم فى أوان من فخار غالبا أو نحاس ويجعلونها سطرا فى وسط الرغفان ، ويجلس الناس للأكل صفوفا من الجانبين على كل بردة فيأكلون ويفرق عليهم اللحم الكثير من لحم فحول الجواميس والبقر والضأن والمعز وتلك العادة فى كثير من البلاد ، إلا أن أهل جهينة ينقسمون أرباعا كل ربع يأتيهم منابهم من اللحم على حدة ، ويفرّق عليهم قيمهم ولا يتركون رغيفا مكسورا وإذا جاءت طائفة فلا يخرج لها مما أخرج أولا فإنه لا يخلو من تلويث من الطبيخ ، بل لا بد أن يخرج طعام جديد ولو كان الأول باقيا على كثرته.
وفى جهينة هذه بيوت مشهورة سبقت لهم وظائف ديوانية فمن ذلك بيت البسة، كانوا مشايخ عرب تلك الجهات وكان لهم مرتبات غلال من شون الميرى كل سنة ، وبيت أبى عقيل كان منهم إسمعيل ناظر قسم ومن بعده ابنه محمد وكذلك أبو خبر، والحويج وغيرهم، فهى بلد ذات قدر عند الحكام والعرب.
وفى رسالة المقريزى (البيان والإعراب عمن بمصر من الأعراب) : أن جهينة من قبائل اليمن وهى جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إسحق بن قضاعة وهى قبيلة عظيمة وفيها بطون كثيرة ، وهى أكثر عرب الصعيد وكانت مساكنهم فى بلاد قريش فأخرجتهم قريش بمساعدة عساكر الخلفاء الفاطميين ونزلوا فى بلاد إخميم أعلاها وأسفلها ، وروى أن بليا وبطونها كانت بهذه الديار وجهينة بالأشمونين جيرانا بمصر كما هم بالحجاز فوقع بينهم واقع أدّى إلى دوام الفتنة فلما خرج العسكر لإنجاد قريش على جهينة خافت بلى فانهزمت فى أعلى بلاد الصعيد إلى أن أديلت لقريش وملكت دار جهينة ، ثم حصل بينهم جميعا الصلح على مساكنهم المذكورة.
وقوله فى بلاد قريش قال فى تلك الرسالة وكانت بلاد الأشراف التى ينزلون بها هم ومواليهم وأتباعهم من الأشمونين إلى بحرى أتليدم قال : وكان بمصر من العرب لما قدم الغز صحبة أسد الدين شيركوه إلى مصر : طلحة ، وجعفر وبلى ، وجهينه ، ولخم وجذام وشيبان ، وعذرة، وطيئ ، وسنبس وحنيفة ومخزوم ، انتهى.

المراغة
المراغات هو الاسم الذي عرفت به فروع قبيلة الأزد القحطانية في مصر والتي دخلت مع جيش الفتح وشاركت في تأسيس مدينة الجيزة ثم رحلت فروع منها باتجاه الصعيد مع قبائل بلي وجهينة واستقرت إلى جوارهم في صعيد مصر بالقرب من جزيرة شندويل وأسسوا عدة قرى عرفت بالمراغات ثم اندمجت مع بعضها لتكوين مدينة المراغة الحالية بمركز سوهاج ، والمعنى الحرفي للاسم يعني أصحاب مواضع تمرغ الإبل دلالة على الثراء والقوة.
وذكر محمد رمزي في القاموس الجغرافي سبب التسمية القبلية فقال : ” المراغات والمراغة تنسب إلى قبيلة من الأزد نزلوا في هذه الجهة من أرض مصر واستوطنوها فعرفت بهم والنسبة إليها المراغي ” ، ووردت في قوانين الدواوين والتحفة السنية باسم المراغات ووردت باسم المراغة في كتاب الطالع السعيد وفي كتاب وقف السلطان الغوري المحرر في سنة 911 هـ وفي دفاتر الروزنامة القديمة.
وفي دليل سنة 1224 هـ وتاريخ سنة 1231 هـ عرفت باسم المراغات لأنها كانت تجمع بين عدة قرى يجمعها ناحية مالية واحدة ولما فصلت القرى عنها عرفت باسم المراغة من سنة 1259 هـ ، وكان يجاور المراغة قرى شندويل وبناويط وبني هلال (وسميت نسبة لسكانها من عرب بني هلال) وجميعها نشأ في العصر الفاطمي ، وفي العصر العثماني انفصلت عن المراغة وبني هلال عدة قرى منها الجزازرة وفزارة ونجع طايع والسمارنة والغزيرات وبني وشاح وأولاد إسماعيل ونجع الشيخ شبل.
ومن أشهر شخصيات المراغة الشيخ الصالح العارف الورع الزاهد أبو القاسم بن أحمد بن عبد الرحمن بن نجم بن طيلون المشهور بالمراغي المتوفي عام 683 هـ ، والفقيه والقاضي أبو القاسم وفاء الدين بن أحمد بن عبد الرحيم بن نجم بن طيلون المراغي المتوفي عام 811 هـ ، والإمام الأكبر محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي شيخ الجامع الأزهر والمتوفي عام 1364 هـ / 1945 م.
جاء في الخطط التوفيقية : ” المراغة : بلدة من مديرية دجرجا بقسم سوهاج على الشط الغربى للنيل فى شمال جزيرة شندويل بنحو خمسة أميال وفى جنوب بندر طهطا بنحو سبعة أميال وفى شمالها بقليل ناحية بنى هلال وفى جنوبها بقليل أيضا ناحية قصاص وفى غربيها بنحو فرسخ ناحية بنويط وتجاهها فى البر الشرقى قرية الفريسية وبعض قرى الريانية.
وفيها جامع عظيم جدده ناظر دائرة شريف باشا الكبير وبها لذلك الباشا أبعادية ودائرة ، ولها سوق حافل كل يوم ثلاثاء ، والعادة أن حب الذرة يكون فيه رخيصا وكذلك حصر الحلفاء وحبالها التى يرتبط بها القت آوان الحصاد لوجود ذلك كثيرا فيما حواليها من القرى من بنى هلال وكفورها.
ويتبعها عدة كفور مثل نجع الشيخ شبل وغيرها وفيها شون غلال للميرى ، وعليها موردة ترسو عليها المراكب ، وفيها وفى كفورها نخيل وقليل أشجار ويزرع فيها الذرة الطويلة بكثرة والذرة الشامية والبصل ونحو ذلك “.

شندويل
جاء في القاموس الجغرافي : ” شندويل هي من القرى القديمة اسمها الأصلي شندويد وردت في معجم البلدان شندويد جزيرة في وسط النيل بمصر ، والصواب أن شندويد ذاتها ليست جزيرة كما ذكر ياقوت ف معجمه وإنما لها جزيرة تسمى جزيرة شندويد ، وأما شندويد فهي واقعة بوسط أرض الحرجة غربي النيل ، ولذلك وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد باسم شندويد الحرجة بالأعمال الأخميمية ، كما وردت جزيرتها منفصلة عنها بين نواحي الأخميمية.
ووردت في التحفة شندويد من الأعمال السيوطية لأنها كانت تابعة لها في ذلك الوقت ، ثم حرف اسمها ووردت باسم شندويل في كتاب وقف السلطان الغوري المحرر في سنة 922 هـ ، وفي دفاتر الروزنامة القديمة وفي تاريخ سنة 1231 هـ وهو اسمها الحالي ، وذكر أميلينو في جغرافيته أن اسمها القبطي شينالوليت ومعناها غابة من الكروم ، قال : هي من قرى قسم أخميم والآن بمركز سوهاج الذي تحولت إليه القرى الواقعة غربي النيل بما فيها شندويل “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” شندويل بلدة بمديرية جرجا من قسم سوهاج واقعة فى بحرى جزيرة شندويل بنحو ساعة بوسط الحوض ، وأبنيتها بالآجر واللبن ، وبها نخيل ومساجد عامرة ، وفيها قليل من الأشراف والعلماء ، ومنها حسن بك ابن عبد المنعم الشندويلى ، كان ناظر قسم طهطا مدة العزيز محمد على ، ثم لزم بيته مدة ، ثم أنعم عليه الخديوى إسماعيل برتبة أميرالاى ، وجعل من أعضاء مجلس الاستئناف بمديرية سيوط ثم مجلس الزراعة ، ثم لزم بيته إلى الآن.
وله نحو أربعة عشر ابنا ، منهم محمد أفندى كان ناظر قسم سوهاج ، ثم جعل وكيل مديرية جرجا ، ثم قنا ، ثم لزم بيته أيضا ، ومنهم ضيف الله بن حسن أحد نواب الشورة ، ومنهم عمدة الناحية ، وهم أصحاب كرم وأخلاق حميدة ، ولهم بها قصور مشيدة ومسجد عامر تقام فيه الجمعة والجماعة ، وفيه مكتب حافل ، ولهم جنينة بلصق البلد من قبلى ، وأخرى بعيدة عنها إلى جهة الشرق ، ويزرعون نحو ألفى فدان بعضها غنداق وبعضها بالإجارة ، ولمحمد أفندى عمارة فى جزيرة شندويل وبحر النيل فى شرقيها على نحو ساعة.
وأكثر أهلها مسلمون وتكسبهم من الزراعة ، وليس لها سوق استغناء بسوق الجزيرة ، وفى شرقيها إلى جهة الشمال ناحية بصونة وهى قرية عظيمة ذات تلال كثيرة يؤخذ منها السباخ ، ويخرج منها طوب مضروب وشقاف وبعض أحجار ، وفيها نخيل كثير ، وفى غربى شندويل ناحية البطاخ من قرى وديعة وناحية البهاليل وبهتة ، وأرض جميع تلك القرى جيدة المتحصل ، ويزرع فيها الفول بكثرة وريها من ترعة أم عليلة التى فمها عند سوهاج ، وهى مأمونة الرى ما عدا أراضى بصونة فيخشى عليها التشريق عند قلة النيل “.

نزة الحاجر
في الخطط التوفيقية : من هذا الاسم موضعان ، أحدهما خطة فى جنوب طهطها الغربى ؛ تشتمل على عدة قرى وكفور ، أكبرها نزه الحاجر فى حاجر الجبل الغربى ، فوق شط السوهاجية ، فى شمال جهينة ، بنحو ثلث ساعة ، أبنيتها من اللبن الرملى ، وفيها مضايف ومساجد ، وفى جنوبها الشرقى نخيل ، وفيها بيت مشيد لعطية محمود الدقيشى ، وهو رجل ذو ثروة ، له عملاء يتجرون بماله فى بلاد السودان وغيرها ، فى سن الفيل وغيره.
ويتبعها نحو سبعة نجوع منتشرة من شاطئ السوهاجية الغربى إلى بساط الجبل ، ويحدها من جهة الشمال ، بلاد الهلة ، وليس منها فى شرقي السوهاجية إلا نزة الدقيشية ، فيها بيت مهران أغا الدقيشى ، بدال مضمومة فقاف مفتوحة فياء ساكنة فشين معجمة فياء النسبة ، كان ناظر قسم زمن العزيز محمد على ، وكان كريما معطاء ، وتزوج كثيرا ، ومات قبل سنة ثمانين.
وترك من الأولاد الذكور نحو أربعة عشر ؛ منهم ابنه عطية هو عمدة نزة الآن وأحد أعضاء مجلس شورى النواب ، وله شهرة فى الكرم أيضا ، ولهم أبنية مشيدة ، وقصر كقصور مصر، ينزل به المديريون وخلافهم ، وحديقة وسواق ، وعصارة لقصب السكر، ويزرعونه هناك كثيرا ، ولمهران أغا أخ اسمه أحمد أغا ، جعل ناظر قسم فى زمن الخديوى إسماعيل مدة طويلة وجمع أموالا كثيرة ، وله اعتناء باقتناء الغنم.
ومن نجوعها نزلة تسمى المحزّمين ، فيها بيت الحاج سلامة العطون ؛ فيه مضيفة متسعة ، ومسجد عامر ، وكان ناظر قسم فى زمن العزيز محمد على بعد مهران أغا ، وكان كريما ، وأعقب ثمانية أولاد ذكور وبيتهم عامر إلى الآن ، ولهم جنينة واسعة.
وفى جميع قرى نزه يزرع قصب السكر ويباع فى الأسواق من غير عصر ، ولها شهرة بزرع الملوخية والقطن ، وفى نزه الحاجر حلاجات للقطن ، وأنوال لنسجه محارم وملايات ، ومقاطع غليظة ، وسوقها كل يوم أحد ، ولأهلها عادة بالسفر إلى الواحات ، لجلب بضائعها مثل النيلة والأرز والثمر.
والموضع الثانى نزه فى قسم منفلوط من مديرية أسيوط فى غربى منفلوط بأقل من ساعة ، وفى جنوب بنى رافع كذلك ، وفى شمال بنى عدى بأكثر من ساعة ، وفيها نخيل ، ومساجد ، ومضايف ، وأكثر أهلها مسلمون ، وتكسبهم من الزرع.

بني هلال والحرافشة
جاء في الخطط التوفيقية : بني هلال : قرية من مديرية جرجا بقسم سوهاج على الجانب الغربى للنيل فى جنوب قرية صوامعة أبى هنتش وفى شمال ناحية المراغة بقليل ، وفيها مساجد ونخيل وتزرع فى أرضها الذرة الطويلة كثيرا والبصل والمقاثئ سيما العجور الكبير الذى يقال له الحرش ، وعندها أرض قحلة ينبت فيها الهيش والحلفاء فلذا ينسج فيها وفى كفورها حصر الحلفاء وتعمل بها الحبال التى يقتت بها القمح والشعير بعد حصاده والشبك الذى يحمل فيه التبن إلى المنازل بعد تذريته ، وليس لها سوق ولا عليها طريق فلذا تجد فى طباع أهلها الغلظة والتوحش ..
والظاهر أن أصلهم من عرب بنى هلال كما يدل عليه كلام المقريزى فى رسالته البيان والإعراب قال : فأما بنو هلال فإنهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وبنو هلال بطن من بنى عامر وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عيذاب وبأخميم منهم بنو قرة وبساقية قلتة منهم بنو عمرو، وساقية قلتة قريبة من هذه القرية فإنها فى شرقى النيل فى جنوبها الشرقى وكل هذه البلاد قديما كان يقال لها بلاد إخميم.
فزارة : قرية صغيرة بقسم سوهاج من مديرية جرجا ، بين جهينة ونزة ، ونخيلها متصل بنخيل جهينة ، بل بيوتهما متجاورة ، كأنهما بلدة واحدة ، وترعة السوهاجية تمر فى شرقيها قريبا ، فهى فى طرف بساط الجبل الغربى كناحية جهينة.
أولاد إسماعيل : قرية من مديرية جرجا بقسم سوهاج فى جنوب بنويط بأقل من ساعة وفى الشمال الغربى لشندويل كذلك وفى غربى المراغة بنحو ساعة وفى شرقى جهينة بنصف ساعة ، واقعة فى وسط أرض جيدة خصبة وأهلها أصحاب يسار وأبنيتها حسنة وفيها مساجد عامرة ونخيل قليل ..
وفيها عائلتان مشهورتان عائلة أولاد مكى فى جهتها البحرية لهم أبنية مشيدة ، وعائلة أولاد همام فى جهتها الجنوبية الشرقية لهم أبنية فاخرة ومناطر بالزجاج والبياض ، ولهم كرم زائد ومهارة فى رماحة الخيل ويقتنون جيادها وكان منهم ناظر قسم فى زمن العزيز محمد علي باشا ثم حاكم خط فى زمن الخديوي إسماعيل باشا ، وأرضها تروى من ترعة يقال لها ترعة أم عليلة فمها عند سوهاج ، وإليها ينسب الفاضل الشيخ أحمد أبو السعود الإسماعيلى المالكي.
الحرافشة : قرية صغيرة بمديرية جرجا فى الجنوب الغربى لمدينة طهطا بأقل من ساعة واقعة على الشاطئ الشرقى للترعة السوهاجية وفى بحريها بقليل ناحية الطليحات على حافتى السوهاجية شرقا وغربا وفى قبليها قرية نزة الدقيشية بقليل أيضا وبجوارها الجنوبى جسر عنيبس.
ظهر بها فى زمن العزيز محمد على باشا رجل يسمى إبراهيم الحرفوشي .. وصار له أملاك وغنداق يزرعه وقد خلف أولادا ظهر منهم الحاج داود حتى صار من العمد المشهورين واقتنى جياد الخيل وركب فى الركابات المطلية وجعل له خدما وحشما وبنى أبنية مشيدة بالشبابيك الحديد والخرط ودوارا واسعا مع الكرم والبشاشة وكثرة الضيوف وزرع أكثر من مائة وخمسين فدانا ..
وأثرى على يديه أكثر أهل القرية وبنوا أبنية ومناظر حسنة بالبياض والشبابيك ولهم بساتين فوق السوهاجية ، وزمام أطيانها نحو من ثلثمائة فدان وهى طيبة الهواء حسنة الموقع يشرب أهلها من ترعة السوهاجية صيفا وشتاء يزرعون ويتسوقون من سوق طهطا ونزة وجهينة وغيرها.