علم السلالات الجينية

خلال مراحل الدراسة الطويلة استمعت بالطبع إلى كثير من المحاضرات في كل فروع الطب لكن القليل منها هو الذي يترك أثرا لا يمكن نسيانه .. ومن هذا النوع محاضرة قيمة ألقاها أستاذي الدكتور خالد سعد أستاذ الطب الشرعي والسموم وكانت بعنوان Evidence Based Medicine وتعني ترجمتها بالعربية (الطب المسند أو الطب المعتمد على البرهان) ويقصد به التثبت من نتائج الأبحاث الطبية والدوائية المختلفة وقبولها رسميا من قبل الجهات العلمية الرسمية التي تملك صلاحية الرقابة والاعتماد .. وكان التركيز الأكبر للمحاضرة منصبا حول سلوك بعض شركات الأدوية العالمية التي تروج لمنتجاتها من خلال عرض بعض الأبحاث المؤيدة لها منشورة في دوريات علمية موثوقة وتدلل بذلك على صلاحية المنتج للاستعمال مع تعمد إخفاء أي دراسة أخرى تعارض ذلك حيث إن نشر النتائج هو خطوة أولى فقط يجب أن يتبعها الاعتماد من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أو منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وهي الخطوة التي تعني القبول النهائي لنتيجة البحث والسماحية بتطبيقه عمليا بعد استيفاء شروط محددة ..

وقال خلال شرحه إن هذا لا يثير الدهشة لأن البشر سابقا قاموا بما هو أخطر فمنهم من زور التاريخ اتباعا للهوى ومنهم من قام بتأليف أحاديث نبوية موضوعة .. لذلك وجب الحذر عند التعامل مع كافة الدراسات حتى لو نشرت في مجلات شهيرة حتى يتم إثباتها بشكل نهائي واعتمادها من جهة تملك صلاحية ذلك .. وقد استفدت من هذا المنهج في التفكير عندما بدأت عام 2015 في دراسة علم السلالات الجينية حيث لاحظت انتشار كم كبير من الأبحاث المتعلقة بهذا الأمر على المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي والكثير منها غير موثق علميا .. وكانت نصيحتي لكل المهتمين بهذا الفرع من العلوم بأن يتريث ولا يتعجل النتائج لأن البعض في الجزيرة العربية والهلال الخصيب راح يسقط هذا النتائج على الفوارق القبلية بشكل متعسف وغير علمي بينما في مصر والمغرب العربي يستميت البعض في نفي أي صلة جينية بالعرب محاولا خلق نوع من الخصوصية الجينية الوهمية .. ومع تقدم العلم وإنشاء جهات معتمدة عالميا ومحليا سوف تتغير النتائج ودلالاتها بالتأكيد وهو ما سوف يؤدي إلى صدمة عند الكثيرين عندما يخالف العلم قناعاتهم لأن العلم لا ينحاز لأحد ..

وحتى وقت قريب كان علم التاريخ ينتمي إلى العلوم الإنسانية التي تحتمل وجهات النظر لكن بعد التقدم الحادث في علم السلالات الجينية سوف تتغير هذه المعادلة ويندرج علم التاريخ تحت بند العلوم التطبيقية المبنية على نتائج التجربة .. ولدينا ميزة نسبية في هذا العلم الناشيء تساعد على إحداث قفزة هائلة في هذا الفرع من العلوم بسبب وجود المومياوات الفرعونية الصالحة لعمل تحاليل الحمض النووي وكذلك وجود سجلات الأنساب القبلية التي تشكل قاعدة معلوماتية كبيرة عند دراسة نتائج الفحص .. وسوف تمدنا المومياوات بمعلومات لا حصر لها منها مثلا مومياء الملك مرن رع من الأسرة السادسة وهي سليمة ومحفوظة في المتحف المصري حيث ستبين لنا السلالة الجينية لملوك الدولة القديمة لأن الأسرات من 3 إلى 6 هم عائلات من قبيلة واحدة وسنعرف منها ما إذا كان بناة الاهرام قد جاؤوا من أعالي النيل أم من الجزيرة العربية أم من بلاد بونت خاصة إذا تقدمت تقنيات الفحص باستخلاص الحمض النووي من الأوعية الكانوبية المحتوية على أحشاء المتوفي ..

وعندما تكتمل الفحوصات تحت إشراف جهة معتمدة يمكننا دراسة عدد هائل القضايا التاريخية مثل العلاقة بين ملوك الدولة الوسطة والنوبة والبجا وكذلك إثبات او نفي الصلات بين الأسرة 18 (أسرة العمارنة) بالميتانيين وعلاقتها بالأسرة 17 بدقة والعلاقة بين الأسرة 19 والشاسو وكذلك وجود ارتباط بين الاسرة 20 والزنوج من عدمه بالإضافة الى تحديد السلالة الجينية للأسرات الليبية وما اذا كانوا ينتمون للأمازيغ أو لا ومدى ارتباط العصر الصاوي بشعوب البحر وكذلك مومياوات العصر الروماني وعلاقتها باليونايين .. أما سجلات أنساب القبائل العربية فقد أمدتنا بمعلومات في غاية الأهمية حيث تطابقت نتائج فحص الأفراد داخل القبيلة الواحدة لكنها مختلفة على مستوى الأجداد القدماء مثل عدنان وقحطان حيث تشير النتائج الأولية إلى أن جزءا من سكان الجزيرة العربية قد جاؤوا اليها في أزمنة حديثة بسبب الاضطرابات في مصر والشام والعراق والحبشة وليس كما كان يظن قديما أنها مصدر للهجرة فقط وهو ما يتوافق مع المرويات التراثية التي وصفت بعض العرب بوصف (العرب المستعربة) ..

ولذا فان القبائل العربية يمكن تقسيمها الى أربع مجموعات هي المجموعة العيلامية في الشرق والمجموعة الكنعانية في نجد والمجموعة المصرية في الحجاز والمجموعة الحبشية في اليمن .. وهذه المجموعات تم طردها بالقوة من بلادها الأصلية في ظروف تاريخية محددة الى الجزيرة العربية التي لم تكن صالحة للسكنى فكانت منفى للمهزومين من كل البلاد المحيطة بها لأنها مجرد معبر ومخزن مؤقت للبشر وليست مستقرا دائما للعيش ومن ثم يحاولون العودة بعد تغير الظروف .. وتتتطابق النتائج الأولية أيضا مع مئات الاحلاف القبيلة والانشقاقات والاندماجات والتي يمكن رصدها من خلال المقارنة بين الفحص الجيني وجداول الأنساب (من أشهرها مثلا تحالف شمر وعنزة الذي يضم كل منهما عددا من القبائل ذوي الأصول المختلفة).. ولا شك أن هذا العلم الناشيء سوف يشكل صدمة معرفية للكثيرين لا تقل عن الصدمة التي أحدثتها نظرية التطور في علم الاحياء لأنه سوف يقلب التاريخ راسا على عقب.

وفي بداية دراستي لعلم السلالات الجينية عام 2015 اعتمدت على خريطة تقسم العالم إلى عشر مناطق جينية ووقتها اعترض على ذلك شاب عراقي متحمس لأن هذه الخريطة كانت تجعل الوطن العربي إحدى هذه المناطق فقلت له إنه لا يمكن وضع العراق في المنطقة السمراء (أفريقيا جنوب الصحراء) ولا الخضراء (أوروبا) ولا الحمراء (روسيا) ولا البنية (آسيا الوسطى) ومكانه الوحيد في المنطقة الصفراء (لأنه جزء من جينات الصحراء) حيث كل منطقة من هذه المناطق لها خصوصية جينية تكونت منذ عشرين ألف عام واحتوت على مئات الهجرات الداخلية فيما بين مكوناتها العراق والشام ومصر والجزيرة العربية والمغرب العربي وعدد محدود جدا من الهجرات الخارجية يمكن رصدها .. فقال إن العراق يجب أن يكون منطقة منفصلة وحده عمن حوله لأنه متميز جينيا (مثله مثل مصر) فهو نتاج حضارة ستة آلاف عام وجميع العراقيين (ما عدا الأكراد) هم أحفاد السومريين والبابليين وليس هناك ما يربط العراق بالعرب الذين هم غزاة أجانب من وجهة نظره فقلت له إن النتائج الأولية للقبائل في جزيرة العرب تثبت أنهم فروع لنفس السلالات الموجودة في الوطن العربي كله فأبدى استنكارا شديدا وقال إنه لا يمكن مقارنة الحضارة العراقية العريقة بثقافة البادية وأنه لا يعترف بالانتماء للعروبة وإنما بالانتماء لحضارة العراق القديمة فقط بل إنه سوف يغير اسمه العربي (الوليد) ويسمي نفسه حمورابي أو مردوك ..

بعد ذلك سافر هذا الصديق إلى دبي ليجري الفحص الجيني مع عدد من زملائه وأرسل لي النتيجة مكتوبة بالأرقام لأترجمها له فأخبرته أن ثمانية من زملائه العراقيين خرجت نتيجتهم على السلالات العربية وواحد على القوقازية وواحد على الهندو أوروبية واثنان على السلالة العراقية القديمة بينما جاءت نتيجته مفاجئة لأنها على السلالة المغولية فكانت صدمة كبير له وبدأ يجادل في ذلك حيث لا يوجد أي ملامح ظاهرية تعبر عن ذلك فأخبرته أن السمات المورفولوجية ليس لها أي وزن مقارنة بالجينات وقلت له إن نتيجته منطقية لأن المغول حكموا العراق قرابة مائة عام ومن المؤكد وجود بقايا سكانية تقدر بحوال 2 % من السكان الحاليين شأنها شأن كل الدول التي مرت على العراق .. شعرت أنه أصيب بإحباط شديد فقلت له إن ذلك لا ينفي انتماءه لحضارة العراق القديمة لأن السومريين أجداده بالمعنى المجازي ووربما لا يوجد من نسل السومريين والبابليين حاليا إلا نسبة قليلة جدا من سكان العراق تقترب من نسبة الهنود الحمر في الأمريكتين كما أن البابليين أنفسهم ليسوا شعبا واحدا حيث كانت الدولة البابلية الأولى تنتمي للعموريين القادمين من أعالي الفرات بينما الدولة البابلية الثانية تنتمي إلى الآراميين القادمين من البادية العربية وكل دولة منهم هم غزاة حطوا رحالهم في البلاد فترة من الزمن ثم مضوا وتركوا فيها أثرا سكانيا ثم جاء آخرون وهكذا.. بعد فترة انقطع الاتصال بيننا لكن بدأت كتاباته على الفيس تتغير نوعا ما حيث اختفى الاحتفاء بالسومريين وحل بدلا منها التركيز على التنوع الثقافي في تاريخ الوطن العربي كله مع إشادة بالدولة الجلائرية في العراق (سلالة المغول) رغم أن إنجازاتها محدودة كما بدأ يتحدث عن الانتماء الثقافي كأساس للهوية وليس الانتماء الجيني والعرقي ..وأيقنت ساعتها أن الشاب قد أصيب بأزمة هوية ربما تؤدي به إلى أزمة نفسية لأنه بعدها بقليل جمد نشاطه على وسائل التواصل واختفى تماما ..

وأذكر أن أحد زملائي من العاملين في مجال الجينات (مقيم في أوروبا) أصابني بدهشة بالغة وهو يقول في إحدى رسائله لي إننا لا يجب أن نكتفي بفحص المومياوات الفرعونية وإنما يجب فحص رفات الآلاف من المماليك وغيرهم في جبانات مصر العديدة ممن دفن قبل مائتي عام .. ومن وجهة نظره لا يوجد غضاضة في ذلك فهو يشبه عمل الطبيب الشرعي الذي يفتح المقبرة للتحقيق في جريمة ما .. وعندما تساءلت متوجسا هل يستحق الأمر ذلك فكانت إجابته القاطعة أن إعادة كتابة التاريخ تعد من أهم منجزات هذا العلم ولا يقدر جدواه إلا العلماء بينما يصعب استيعاب ذلك على غيرهم من عوام الناس الذين ينخدعون بفكرة ارتباط القومية بالتجانس الجيني في محاولة لصنع هوية وهمية تروج في المجال السياسي والثقافي بينما هي مخالفة لكل حقائق الجغرافيا والتاريخ والعلم الحديث .. وعندما حذرته من تنامي العنصرية مع هذا الفرع من العلوم كانت إجابته أن العلم محايد في الأساس ولا يستند إلى أي قواعد أخلاقية أو مبادىء إنسانية وإلا ما كانت دوائر علم البيولوجيا قد أقرت نظرية التطور المخالفة لكل الأعراف والموروثات .. وقال إن علم الجينات هو محض امتداد لهذه النظرية لأن اختلاف السلالات يعني ببساطة أن قطاعا من البشر قد استكمل تطوره دون غيره ..

وتأكيدا على ذلك قال بوضوح إنه لا زال بعض البشر يملكون صفات حيوانية منقرضة (مثل تحريك عضلة الأذن أو امتلاك الشعر الغزير) بينما تخلص غيرهم من ذلك في الاتجاه نحو التطور .. ويتعدى ذلك التمايز إلى الصفات الفردية حيث يتمتع البعض (أفراد وشعوب) بإمكانيات وقدرات النجاح والتفوق بينما يعجز عنها الآخرون .. أما المساواة فهي في الحقوق والواجبات فقط أمام القانون .. وقد فوجئت أيضا بقوله إن الجينات قد تفسر تفوق بعض الأجناس البشرية وقدرتها على بسط ثقافتها ولغتها على غيرها من الشعوب الأقل تطورا مثلما فعل الهان في الصين والآريون في الهند والساميون في الشرق القديم والدوريون في اليونان والفرنكيون في فرنسا والإنجليز في بريطانيا بينما عجز كل من المغول والفايكنج والهون والأتراك عن فعل ذلك رغم امتلاك قوة عسكرية كاسحة .. شعرت بالخوف الشديد من حديثه عن نتائج العلم الصادمة وبدا لي أن الحل الوحيد يكمن في خلق منظومة وعي متكاملة (فلسفة جديدة) تتقبل المنهج العلمي وتستوعب نتائجه مهما كانت غرابتها وتعيد تنظيمها في إطار أخلاقي جديد يعتمد على قيم التعايش المشترك والقبول بالتعددية الثقافية والمقدرة على تقييم الذات ومعرفة القدرات والانتماء للهوية الجامعة بعيدا عن التعصب والعنصرية ..

والعلم الحديث ينطلق بسرعة الصاروخ ولا يتقيد بأي قيود دينية أو أخلاقية .. وعندما تم الانتهاء من فك شفرة الحمض النووي عام 2000 وهو المشروع الضخم الذي مولته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ القلق يسري في الدوائر السياسية والثقافية الغربية بسبب المخرجات المتوقعة من هذه الثورة التقنية .. وهو ما دعا واحدا من أهم منظري الليبرالية الحديثة وهو فرانسيس فوكوياما لتأليف كتابه (مستقبلنا بعد البشري .. عواقب ثورة التقنية الحيوية) ليدق جرس الإنذار وهو يقرأ مستقبل هذه الثورة العلمية وتأثيرها على الحياة الإنسانية .. ومن تطبيقات هذه الثورة التقنية ما يلي :

1 ـ استنساخ البشر : وهو الأمر الذي يعرف الجميع أنه بات ممكنا وليست هناك قيود فعلية عليه إلا من قرار سابق للرئيس كلينتون بحظر تمويل الاستنساخ من الميزانية الفيدرالية (وذلك بعد مشكلة النعجة المستنسخة دوللي) .. لكن هناك أكثر من عشرين شركة تقنية حيوية على مستوى العالم (منها 12 في امريكا وحدها) لن تتقيد بهذا الأمر خاصة وأن عددا كبيرا من دول العالم لا يجرم هذه التقنية ربما بسبب عدم إدراك أبعاد وخطورة نتائجها والتي تعني تخليق إنسان في المعمل.

2 ـ تحدي الشيخوخة : طائفة من علماء الأحياء يرون أن الشيخوخة والموت هما خلل في وظائف أعضاء الكائن الحي مثلهما مثل الأمراض تماما وإذا تمت معالجة هذا الأمر على مستوى الحمض النووي وضبط كيمياء الدم ومستويات الأيض (الميتابوليزم) فإن هذا الأمر سوف يطيل في عمر الإنسان بل إن زراعة الخلايا الجذعية سوف تكون موردا لا ينضب لتعويض الخلايا التالفة في كافة الأنسجة طالما كانت الخلايا العصبية سليمة بل يرى بعضهم أن الخلايا العصبية يمكن زرعها في المستقبل.

3 ـ نهاية المثلية : دأب أنصار المثلية الجنسية على إرجاع الشذوذ إلى أسباب جينية ووراثية وليس بيئية واجتماعية وذلك لنزع المسئولية الأخلاقية عن مثليي الجنس وهنا يتلقفهم علماء الأحياء التطورية حيث يرون أنه إذا كان الشذوذ مرتبطا بالجينات فإنه في هذه الحالة يشبه كلا من الصلع والسمنة والأنيميا المنجلية أي أنه خلل قابل للإصلاح وفي هذه الحالة فإن الشذوذ يجب أن يختفي في خلال جيلين من البشر بعد ضبطه على مستوى الكروموسومات (أو ينتشر إذا عبث أحدهم وصنع العكس).

4 ـ عنصرية الأجناس : مع اكتشاف الخريطة الجينية ظهرت بوضوح تباينات خاصة بالسلالة الجينية (معرفة الأجداد الأقدمين) .. ولا يتوقف الأمر على معرفة ما إذا كنا فراعنة أو عرب بل الخطورة الكبرى سوف تحدث عندما يقر هذا التباين بوجود درجات من تفاوت الذكاء والمقدرة العقلية لصالح آخر السلالات تطفرا (وهي بالطبع السلالة الهندوأوروبية الأطلسية) بينما السلالات الأقدم سوف تكون من وجهة نظرهم هي الأقرب للحيوانية تبعا لمسار علم الأحياء التطورية.

5 ـ حرب الجينات : تغيير كبير في مسار الحروب البيولوجية سوف يحدث .. لن تكون هناك حاجة إلى غازات الأعصاب أو الجراثيم القاتلة وإنما سوف يكون هناك عبث في الجينات .. تخيل معي دولة تحارب أخرى ثم أطلقت عليها مادة كيميائية لا ترى بالعين المجردة تستنشق مع الهواء ثم تدخل الجسم وتؤثر على الخلايا الجسدية والجنسية على مستوى الكروموسومات فتغير السلوك البشري باتجاه السلبية والاستسلام والخمول بل وتقبل الأفكار الانهزامية لدى الأجيال الجديدة !!

6 ـ تحسين النسل : الاستنساخ المعملي سوف ينتج عنه كائنات هجينة أو بكتريا شديدة الفتك .. ممكن كائن يجمع بين الإنسان والحيوان أو بين الحيوان والنبات .. ربما يتم تدعيم البشر ببعض خصائص النبات فنملك القدرة على البناء الضوئي وهو أمر يطيل عمر الكائن الحي كما أنه سيكون بالإمكان تحسين النسل وتحديد الصفات المرغوب فيها لدى الأبناء (نموذج الإنسان السوبرمان) بل والتحكم في العواطف والغرائز وتقليل عدوانية البشر تجاه بعضهم.

7 ـ نهاية الزواج : من عواقب الاستنساخ هو قدرة الإنسان على التكاثر دون شريك (نهاية الزواج) لكن سوف يتبعه أمر آخطر وهو العبث بالجينات بغرض القضاء على الغريزة الجنسية نفسها (لم يعد لها مبرر طالما يمكن الإنجاب بدونها) .. وسوف يترتب على ذلك الاكتفاء بجنس واحد يستطيع استنساخ نفسه (الذكور مثلا باعتبارهم الأقوى أو الإناث لو استطاعوا) وهو ما سوف يؤدي إلى خلل في نسبة الجنسين بل واحتمال انقراض أحدهما بعد عدة أجيال.

8 ـ الإنسان الحيوان : التقنية الحيوية سوف يمتلكها الأغنياء والأقوياء فقط وهو ما ينذر بوجود خلل مجتمعي يحتاج إلى وعي فلسفي جديد يتواكب مع تلك التطورات وعلى رأسها اختفاء مصطلح (الطبيعة البشرية) أو (الفطرة الإنسانية) حيث يصبح الإنسان عبارة عن (حيوان معدل وراثيا) مثل النباتات المزروعة في (الصوبة الزراعية) .. ناتج من الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية .. فماذا سيكون في عقله وقتها وهل سيفقد للأبد التأثر بالآداب والفنون والمشاعر والأحاسيس ؟؟؟؟!!!!!!