مراكز الشرقية

مدينة ديرب نجم

اشتقت مدينة ديرب نجم اسمها من الأصل (ديار بني نجم) وهم ذرية الأمير نجم بن إبراهيم بن مسلم الجذامي الذين سكن ٱجدادهم الحوف الشرقي منذ زمن الفتح الإسلامي وبرز دورهم على مسرح التاريخ أثناء الحروب الصليبية حيث عرف عنهم الشجاعة والبأس وكانوا من أبرز مناصري السلطان صلاح الدين الأيوبي في جهاده المتواصل ضد الفرنجة في مصر والشام وكانت لديهم المقدرة على حشد قوة تقدر بثلاثة آلاف مقاتل في وقت قصير ..

وكانت سياسة صلاح الدين تعتمد على تقريب القبائل العربية المخلصة وتفويض إدارة الأرياف لهم وإدخالهم في ديوان الجند وكانت علامة ذلك ما عرف وقتها باسم (إمرة بالبوق والعلم) أي تولى الإمارة رسميا بشعاراتها وعلامات السيادة بها ، وكانت منازلهم تمتد من فاقوس شرقا إلى ميت غمر غربا ومن بلبيس جنوبا إلى السنبلاوين شمالا فاتخذوا مقرا متوسطا بين هذه المناطق وأسسوا قرية قليب التي تحولت إلى ديار بني نجم ..

ونقل الحمداني والمقريزي وغيرهم من المؤرخين والنسابة تفصيلات لسيرة الأمراء من بني نجم ومن ذلك قولهم عند الحديث عن فروع قبيلة جذام : (العقيليون وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد بن مالك بن سويد ، وهم بيت الإمرة وكانت الإمرة فيهم في نجم بن إبراهيم بن مسلم بن يوسف بن واقد بن غدير ، ومنهم من أمر بالبوق والعلم وهو أبو راشد بن حبشي بن نجم ودحية ونابت ابنا هاني بن حوط بن نجم) ..

ومنهم الأمير معبد بن منازل الذي ناصر الملك الصالح نجم الدين أيوب في كافة معاركه وكانت له الحظوة مدة طويلة وسمح له بشراء المماليك وتمت زيادة إقطاعاته في نواحي الشرقية واستمرت إمارته إلى زمن المماليك ، ويقول عنه المقريزي : (ومن هلبا مالك معبد بن منازل ، وقد أقطع منى بني خثعم وأمر واقتنى عدداً من المماليك والترك والروم وغيرهم ، وبلغ من الملك الصالح نجم الدين أيوب منزلة ..

ثم حصل عند الملك المعز بن أيبك التركماني على الدرجات الرفيعة وقدمه على عرب الديار المصرية ، ولم يزل على ذلك حتى قتله غلمانه فجعل الملك المعز بنيه سلمى ودغش مكانه في الإمرة فكانا له نعم الخلف ، ثم قدم دغش دمشق فأمره صاحبها الملك الناصر ببوق وعلم ، وأمر الملك المعز أخاه كذلك فأبى حتى يؤمر مفرج بن سالم بن راضي مثله ثم أمر مزروع بن نجم كذلك في جماعة كثيرة من جذام وثعلبة) ..

ومن الأمراء المعروفين بالكرم طريف بن مكنون الذي ضرب به المثل في الجود والسخاء وقال عنه الحمداني : (طريف بن مكنون الملقب زين الدولة .. كان من أكرم العرب وأنه كان في مضيفته أيام الغلاء اثنا عشر ألفاً يأكلون عنده كل يوم وكان يهشم لهم الثريد في المراكب ، وبطريف هذا تعرف نوب طريف من بلاد الشرقية ومن عقبه فضل بن شمخ بن كمونة وإبراهيم بن عالي وأمر كل منهما بالبوق والعلم) ..

وجاء عنها في القاموس الجغرافي : ديرب نجم هي من القرى القديمة اسمها الأصلي ديرب قليب وردت به في المشترك لياقوت وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي قوانين الدواوين ديرب قليب وهي ديرب أولاد نجم ، وورد اسمها في التحفة محرفا ديرب فليت قال وهي ديرب نجم من أعمال الشرقية وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي ، وجاء في الخطط التوفيقية : ” ديرب نجم : قرية من مديرية الدقهلية بقسم السنبلاوين فى جنوب ديرب السوق بنحو ثلاثة آلاف وسبعمائة متر ، وفى الجنوب الغربى لسفط زريق بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة متر “.

مدينة أبو كبير

ربما يكون من المستغرب أن تستمد مدينة مصرية اسمها من الانتساب إلى شاعر عربي قديم هو أبو كبير عامر بن الحليس الهذلي وهو من قبيلة بني جريب التي تنتمي إلى بني سعد بن هذيل من قبائل الحجاز ، وهو شاعر مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام ووفد على النبي (ص) على رأس وفد من قومه في عام الوفود ومات في العام العشر للهجرة ، وله العديد من المواقف الطريفة والمساجلات الشعرية مع ابن زوجته ثابت بن جابر الفهمي المعروف بلقب (تأبط شرا) والذي ينتمي إلى الشعراء الصعاليك ..

وكانت عشائر من هذيل قد ارتحلت في زمن الفتوحات الإسلامية من مساكنها في الحجاز إلى بادية الشام وظلت هناك حتى زمن الدولة الفاطمية ومنها بنو جريب وفيهم أحفاد الشاعر أبي كبير الذين احتفظوا بإمرة الهذليين وكانت لهم قوة وبأس وعرفوا بالشجاعة والحمية ، وعندما حدثت الشدة المستنصرية وتم استدعاء حاكم عكا بدر الجمالي لضبط الأوضاع في مصر بدأ بحشد القبائل الموالية له ومنها عشائر هذيل القادرة على مواجهة قبائل طيء ولواتة التي سيطرت وقتها على الدلتا فسارت معه وأبلت في المعارك ..

وبعد انتصار الجمالي وتقلده الوزارة قرر منح القبائل المناصرة له إقطاعات في مناطق عدة مكافأة لهم وأيضا من أجل كبح جماح الثورات في الحوف الشرقي فاستقرت العشائر الهذلية بالقرب من قرية هربيط القديمة في أرض فضاء تقع على حافة الصحراء عند التقائها مع الدلتا وذلك ليتمكنوا من الرعي والزراعة معا كما هي عادة العرب المتوطنين ، وتأسست قرية أطلق عليها (أبو كبير) نسبة للعشيرة الأكثر عددا والأوفر حظا في قيادة سائر القبيلة وذلك شرقي المنطقة المعروفة باسم ديار بني نجم (من قبيلة جذام) ..

ولعبت عشائر (أبو كبير) دورا إيجابيا في الحروب الصليبية كما كانت محايدة قبليا بين العرب القيسية واليمانية فلم تدخل في صراعاتهم وكانت علاقتهم بالسلطة المملوكية أفضل من غيرهم كما عملوا بالتجارة إلى جانب الرعي والزراعة فازدهرت القرية وصارت من المراكز الاقتصادية الأساسية في الحوف الشرقي ، وفي العصر المملوكي زادت مساحة الزمام الزراعي لها بشكل كبير حتى وصلت قرابة ألف وثمانمائة فدان ، وفي العصر الحديث تحولت القرية إلى مدينة وصارت من مراكز محافظة الشرقية ..

وقد جاء في كتاب التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية لابن الجيعان في القرن التاسع الهجري أن منطقة أبو كبير كانت من إقطاعات القبائل العربية حيث يقول : ” أبو كبير مساحته 1861 فدانا عبرته 4500 دينار للعربان ، وجاء في القاموس الجغرافي : ” أبو كبير هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد باسم بوكبير من أعمال الشرقية وفي التحفة باسمها الحالي ، وكانت أبو كبير قاعدة لقسم أبو كبير من سنة 1828 ، وفي سنة 1875 ألغي قسم أبو كبير وتوزعت بلاده على مركزي العرين والصوالح اللذين حلا محلهما مركزا كفر صقر وفاقوس.

وجاء في الخطط التوفيقية : ” أبو كبير هذه الناحية عبارة عن عدة كفور من قسم الصوالح بمديرية الشرقية وجميعها ذات نخيل بكثرة ، وهى واقعة فى جزيرة مرتفعة عن المزارع بنحو مترين ، ويجاورها من الجهة الشرقية السكة الحديد الذاهبة إلى المنصورة ، وبها محطة المرور وديوان التفتيش التابع للجفالك ، وبها بساتين مشتملة على الليمون والأترج والنفاش ، والكباد ، ويزرع بها البطيخ فى البواطن ، وبها دكاكين وتجار من الدول المتحابة يتجرون فى القطن والأبزار ونحوها ، وبها أرباب حرف ومكاتب أهلية ومجلسا مشيخة ودعاوى.

وأبنية البلد باللّبن الرملى وسقوفها من خشب النخل والجريد ، ولها سوق كل يوم أربعاء ومساجدها بدون منارات ، وبحريها خط السكة الحديد الموصل إلى الصّالحية ، وبعدها عن قرية فاقوس نحو عشرة آلاف متر إلى جهة الجنوب الغربى ، وفى شرقيها جزيرة أبى كبير وهى : رمال غير صالحة للزرع ومرتفعة عن المزارع من ثمانية أمتار إلى ثلاثة ، وتكسب أهلها من الزراعة سيما البطيخ وثمر النخل ، وعدتهم ذكورا وإناثا ثلاثة آلاف ومائتان وثلاث وأربعون نفسا ، وأطيانها ثلاثة آلاف وثلاثمائة واثنان وثلاثون فدانا وكسرا.

بني عياض والجواشنة

في العصر الأيوبي نزلت عشائر بني عياض في الحوف الشرقي وأسست القرية التي سميت باسمهم (بني عياض مركز أبو كبير) ثم تبعتها عشائر الجواشنة في أجوارها وأسست كفر الدواشنة ثم نزحت فروع منهم باتجاه الجنوب وأسست قرية الجواشنة (مركز ديرب نجم) ، وقد وردت قرية بني عياض في كتاب التحفة السنية في القرن التاسع الهجري حيث يقول ابن الجيعان : ” بني عياض مساحتها 2734 فدان بها رزق 99 فدان عبرتها 4500 دينار كانت للمقطعين والآن لهم وأوقاف وأملاك ورزق “.

وجاء في معجم قبائل مصر للدكتور أيمن زغروت : ” بنو عياض وأحدهم عياضي قبيلة عربية قديمة الهجرة إلى مصر مساكنهم قرية بني عياض مركز أبو كبير بالشرقية ، الجواشنة وهم أولاد جوشن وربما نطقت الدواشنة وهم بطن من بني منظور من عشيرة هلبا بعجة من بني زيد بن حرام من قبيلة جذام لهم قرية الجواشنة مركز ديرب نجم بالشرقية وهم اليوم ففي أبناء عمومتهم قبيلة السعديين الجذامية ويلتقون في حرام بن جذام “.

وذكرها عمر رضا كحالة في كتاب معجم قبائل العرب حيث ينقل عن القلقشندي قوله : ” الجَواشِنة بطن من الحميديين من هلباء سويد من جذام من القحطانية ، كانت مساكنهم الحوف من الشرقية بالديار المصرية ، بني عياض بطن من بني مهدي من جذام من القحطانية ، كانت مساكنهم مع قومهم بني مهدي بالبلقاء من بلاد الشام “.

وجاء في القاموس الجغرافي : ” بني عياض هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ، ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ بني عياض والجواشنة ثم حذف اسم الجواشنة من المكلفات ويقيت باسمها الحالي ، وأما كفر الجواشنة ويقال له كفر الدواشنة فلا يزال موجودا ضمن توابع بني عياض.

الجواشنة : فصلت من ناحية ديرب السوق في تربيع سنة 933 هـ ، وجاءت في الوقف باسم كوم ديرب لمجاورتها لناحية ديرب المذكورة كما ورد في دليل سنة 1224 هـ ثم وردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم الجواشنة ، وقال صاحب تاج العروس : الجواشنة بطن من العرب نزلوا بأرض مصر وقد نزل بعضهم بهذه الناحية ونزل البعض الآخر بجوار بني عياض بالشرقية وأنشأوا لهم قرية باسم الجواشنة تعرف اليوم باسم كفر الدواشنة من توابع مركز ههيا.

كفر السواقي : أصله من توابع ناحية بني عياض باسم كفر الساقية ثم فصل عنها في تربيع سنة 933 هـ وورد في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ بولاية الشرقية وورد في تاريخ سنة 1228 هـ باسمه الحالي ، وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 أضيف إليه كفر مهير فصارا ناحية مالية واحدة باسم كفر السواقي وكفر مهير مع بقاء كل ناحية منهما منفصلة عن الأخرى من الوجهة الإدارية “.

وفي الخطط التوفيقية : ” بني عياض هذه القرية من مركز العلاقمة بمديرية الشرقية ، موقعها قبلى ناحية أبى كبير إلى جهة الشرق على بعد خمسمائة متر وهى فى الجهة الغربية من بحر فاقوس ، ويجاورها من الجهة البحرية الجزيرة الواصلة إلى ناحية أبى كبير وهى جزيرة رمال فاسدة ، وأبنية البلد باللبن الرملى وبها مساجد ومكاتب أهلية ونخيل بكثرة وبجوارها من الجهة الغربية دار للدائرة السنية لمهمات ومواشى الشفلك ، وهى مشهورة بعمل البرم العياضى والطواجن التى يطبخ فيها السمك وبضفر الخوص ، وزمامها ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون فدانا وكسر وعدد أهلها ثلاثة آلاف واثنتان وعشرون نفسا وتكسبهم من الزراعة “.

الهجارسة وكفور نجم

في المنطقة المحصورة بين الشرقية والدقهلية تأسست عدة قرى للقبائل العربية من أهمها الهجارسة و بني نجم والقليطي واللبايدة والحرابوه والقرادنة ، وذلك قبل نشأة المدن الحديثة التي شكلت مراكز المنطقة وهي كفر صقر وأولاد صقر والحسينية والإبراهيمية ، وقد فصل ذلك محمد بك رمزي في كتابه القاموس الجغرافي للبلاد المصرية حيث يقول :

الفوزية : كان يوجد ناحية قديمة تسمى الطرادية وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ، وفي الروك الناصري قسمت أطيان هذه الناحية بين الغز والعرب إلى ناحيتين وردتا في التحفة باسم طرادية الغز وهي هذه والثانية طرادية العرب التي تعرف اليوم باسم كفور نجم ، وقد وردت طرادية الغز في الانتصار باسم طرادية الغز من أعمال الشرقية.

وفي تاريخ سنة 1228 هـ طرادية الغز وهي الطرادية ثم اختصر اسمها لاختفاء اسم طرادية العرب فصارت باسم الطرادية بغير تمييز وهو اسمها الحالي ، ولاستهجان كلمة الطرادية طلب أهلها تغييرها وتسميتها الفوزية تيمنا باسم الأميرة فوزية إحدى كريمات الملك فؤاد وقد وافقت وزارة الداخلية على هذا الطلب بقرار أصدرته في 21 يونيه سنة 1931 وبذلك اختفى اسم الطرادية من بين النواحي.

كفور نجم : هي من القرى القديمة كانت تسمى طرادية العرب لتمييزها من طرادية الغز ، وردت في التحفة من أعمال الشرقية وفي الانتصار وردت محرفة باسم طرادية العرف ثم غير اسمها فوردت في تربيع سنة 933 هـ باسم كفور أولاد نجم وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.

الهجارسة : كان يوجد ناحية قديمة ذات زمام تسمى منزل حاتم وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ، وقد خربت مساكن هذه القرية في العهد العثماني إلا أن اسمها بقي على زمامها بدليل ورود اسمها ضمن النواحي المالية بولاية الشرقية في دليل سنة 1224 هـ ، وبسبب خراب منزل حاتم قيد زمامها في تاريخ سنة 1228 هـ باسم الهجارسة لأنها هي القرية التي كانت قائمة في ذلك الوقت في زمام قرية منزل حاتم.

وكانت قرية منزل حاتم الخربة واقعة بحوض تل الشيخ رقم 2 بأراضي ناحية الهجارسة هذه ، وبذلك اختفى اسم منزل حاتم من عداد النواحي وحل محله اسم الهجارسة التي أنشأها الشيخ هجرس بن سليمان العربي في العهد العثماني بأراضي منزل حاتم فكانت من توابعها إلى أن حلت محلها من سنة 1228 هـ كما ذكرنا.

إشنيط الحرابوه : هي من القرى القديمة كان يجمعها هي وإشنيط القرادنة ناحية واحدة قديمة تسمى الأشانيط ، وردت في التحفة من أعمال الشرقية ، وفي سنة 1236 هـ قسمت ناحية الأشانيط إلى ناحيتين هما إشنيط الحرابوه هذه وإشنيط القرادنة.

منشأة شلبي : هي من القرى القديمة ، وفي سنة 1236 هـ فصلت من الأشانيط باسم إشنيط القرادنة واستمرت بهذا الاسم من ذلك التاريخ إلى أن طلب عمدتها صالح أفندي حسين شلبي تغييره لاستهجان كلمة القرادنة وتسميتها منشأة شلبي إحياء لذكرى عائلته.

بني حسن : أصلها من توابع ناحية قديمة كانت تسمى اللبايدة ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1271 هـ باسم كفر الزور ، وكان هذا اسمها في جداول المالية وأما في الداخلية فكان اسمها الزور ويقال لها زور أبو واكد لتمييزها من ناحية أخرى تسمى زور أبو الليل ، ولاستهجان اسمي الزور وكفر الزور طلب محمد حسن بك سالم عمدتها تغيير اسمها وتسميتها بني حسن نسبة إلى أولاد الشيخ حسن سالم الحريثي وهم العمدة المذكور وإخوته وقد وافقت وزارة الداخلية على هذا الطلب بقرار أصدرته في سنة 1930 م.

كفر القليطي : ورد في تاريخ سنة 1228 هـ ضمن نواحي ولايات الشرقية ، وبالبحث عن هذا الكفر تبين أن وحدته ألغيت في سنة 1891 وأضيف زمامه إلى ناحية كفر صقر بمديرية الشرقية.

كفر صقر وأولاد صقر

في عام 1811 م. قرر محمد علي باشا استمالة أقوى قبائل سيناء وهي الترابين التي انحازت إليه ضد منافسه الأكبر والي عكا ولذلك قرر منحها إقطاعا كبيرا من الأرض كانت في الأصل أحواضا زراعية من بقايا الإقطاعات المملوكية تقع بين الشرقية والدقهلية ، ومنحت تلك الأراضي لشيوخ عشائر الترابين وعلى رأسهم الشيخ أبو صقر أحمد بن دهشان زعيم عشيرة أبو ستة ، وفي عام 1813 م. قيد زمام هذه الأرض في دفاتر الدولة باسم كفر أبو صقر حيث سكنتها فروع منهم وتأسست قرية جديدة في المنطقة.

وقد لعبت عشائر الترابين دورا هاما خلال عصر أسرة محمد علي خاصة قبيلة أبو ستة التي كانت لها هيمنة على كافة قبائل سيناء والنقب وفلسطين والأردن بحكم انتشارهم الواسع منذ عهد جدهم الأكبر الشيخ حمد أبو ستة في عام 1735 م. ودخولهم في صراع مع قبيلة التياها ثم بعد ذلك انحيازهم إلى علي بك الكبير في عام 1763 م. مما ترتب عليه نزوح أعداد كبيرة منهم إلى وادي الطميلات ونواحي الشرقية كما قاموا بمهاجمة جيوش نابليون من الخلف عام 1799 م. أثناء حملته على الشام وأبادوا إحدى كتائبه.

ولذلك استهدف محمد علي باشا توطينهم بسبب مهارتهم القتالية وأيضا ليكونوا تحت بصره ورقابته ، وفي حملة إبراهيم باشا على الشام كان لهم دور بارز واشتهر منهم دهشان أبو ستة وابنه حسين وابنه صقر الذي خدم بعد ذلك الخديوي إسماعيل وحظي برضاه بعد أن أحكم السيطرة على عشائر سيناء وأقطعه ألف وخمسمائة فدان في الشمال الشرقي من كفر صقر وذلك في عام 1865 م. وتوسعت أملاكهم وازدهرت وتولى أمرها ابنه حماد بن صقر الذي استقر في البلدة الجديدة التي عرفت باسم أولاد صقر.

وبسبب وجود كفر صقر على السكة الحديدية وتوسطها بين بلاد المركز أصدرت نظارة الداخلية قرارا في سنة 1884 م. بنقل ديوان المركز والمصالح الحكومية من ناحية الإبراهيمية إلى كفر صقر وتسميته باسمها وضم القرى المجاورة إلى زمامها ، ونتيجة لاتساع العمران في المنطقة قامت الحكومة في عام 1923 م. بفصل ناحية أولاد صقر ماليا وإداريا عن تل الأراك المجاورة والتي كان زمامها الزراعي تابعا لأكياد مركز فاقوس ثم تحولت بعد ذلك إلى المركز المعروف باسم أولاد صقر في محافظة الشرقية.

الإبراهيمية

في عام 1827 م. قرر إبراهيم باشا منح إقطاعية من أراضي الشرقية لأعوانه من الألبان والأرمن والشراكسة والأتراك الذين ساندوه في حرب اليونان مع منحهم امتيازات لهم ولذريتهم من بعدهم منها إعفاؤهم من الجندية ومن أعمال السخرة مما سهل الزيادة السكانية فيها عن غيرها في وقت قياسي ، وعرفت الإقطاعية أول الأمر باسم المورلية نسبة إلى سكانها العائدين من المورة لكن بعد ذلك أطلقوا اسم إبراهيم باشا على البلدة الجديدة التي تأسست لإدارة هذه الإقطاعية والتي أقيمت على موضع بحيرة تم تجفيفها وبني بجوارها قصر للباشا ..

ومن أهم هذه الأسر التى سكنت الإبراهيمية هى : حفيظ ، الأسطى ، الحاج ، بليغ ، والي ، الكبير، العجوز ، شمت ، المرعشلى ، بكير ، ليدة ، مرتضى ، أبو دقن ، جليل ، عبد المجيد ، عبوش ، أبو زيكو ، عريف ، دليب ، خربولطي ، موشلي ، ملطي ، شكري ، البخشونجي ، وكانت منهم عائلات متخصصة في صناعة الحرير فأنشأوا محالج لحلج الأقطان ومعامل لتربية دودة القز ومصانع لصناعة الحرير فازدهرت البلدة في وقت قياسي وتحولت إلى مركز اقتصادي وتجاري هام في الشرقية وجذبت التجار اليونانيين وعمرت بالحوانيت والمقاهي والأسواق ..

جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية : ” أنشئت في سنة 1827 بعد عودة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا الكبير من حرب المورة وسميت باسمه لتخليد ذكره ، ويقال لها العمارة لحداثة عمارتها أو المورلية نسبة إلى من نزل بها من مهاجري المورة ببلاد اليونان في ذلك الوقت حيث أنعم عليهم إبراهيم باشا بأطيانها فقسمت بينهم وأعطى لكل عائلة منهم ثلاثين فدانا فأقاموا بها وبنوا فيها دورا لهم وصارت بلدة عامرة من ذلك الوقت ، وبقيت أطيانها في أيديهم بلا مال لإصلاح أرضها فأصلحوها وعمروا أرضها إلى أن ربط عليها العشور في سنة 1272 هـ ..

وكانت الإبراهيمية من قرى مركز القنايات وفي سنة 1881 أنشىء بها مركز جديد باسم الإبراهيمية ولكن لم تطل مدة إقامة ديوان المركز بها لبعدها في ذلك الوقت عن السكة الحديدية ، وفي سنة 1884 صدر أمر بنقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى إلى بلدة كفر صقر حيث أنشىء بها مركز جديد لوقوعها على السكة الحديدية مع بقائه باسم الإبراهيمية ، وفي سنة 1896 سمي مركز كفر صقر وألحق به القرى التي تحيط ببلدة كفر صقر ، وقد ترتب على تكوين هذا المركز الجديد فصل ناحية الإبراهيمية ونواح أخرى وإلحاقها بمركز ههيا “.

ههيا ومهدية العرب

في العصور الإسلامية عرفت المنطقة المتاخمة لمدينة ههيا من الجهة الغربية باسم جزيرة المهدية نسبة إلى موضع سكن القبائل العربية والذي عرف باسم مهدية العرب حيث كانت كل من جزيرة المهدية وههيا من ضمن إقطاعات القبائل العربية في العصر المملوكي كما جاء في كتاب التحفة السنية حيث يقول ابن الجيعان : ” طيمانة وجزيرة مهدية مساحتها 2995 فدان كان بها رزق 31 فدان للعربان ، هيهيه مساحتها 1349 فدان بها رزق 39 فدان ونصف للمقطعين والعربان وأوقاف وأملاك ورزق “.

وجاء في القاموس الجغرافي : مهدية قرية قديمة اسمها الأصلي جزيرة مهدية وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة مع طميانة وفي الانتصار مع طهماية من الأعمال المذكورة وفي قوانين الدواوين مع دلالة طهمية مشوهة باسم جزيرة فهشديدة وفي دليل سنة 1224 هـ باسم مهدية العرب وفي تاريخ سنة 1228 هـ مختصرة باسم مهدية وهو اسمها الحالي.

وأما سبب تسميتها جزيرة في حين أنها بعيدة عن النيل فهو لأن أراضيها كانت قديما أغلبها أرض رملية مرتفعة في وسط الأراضي الزراعية السوداء المحيطة بها وكل أرض من هذا النوع يطلق عليها اسم جزيرة ، وأما طهماية أو طميانة والأولى هي الصواب فهي بلدة أخرى اندثرت ومكانها ايوم بلدة الإبراهيمية الواقعة في شمال مهدية هذه.

ههيا قاعدة مركز ههيا هي من القرى القديمة وقد ذكر جوتييه في قاموسه قرية باسم Hehou وقال إنه اسم ناحية بالوجه البحري غير معينة وإني أرجح أن هذا هو الاسم المصري القديم لبلدة ههيا هذه لقرب الشبه بينهما ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة هيهيه من أعمال الشرقية وفي دليل سنة 1224 هـ وتاريخ سنة 1228 هـ برسمها الحالي ” ..

وجاء عن ههيا في الخطط التوفيقية : هيهية بلدة من قسم الصوالح بالشرقية ، على حافة بحر مويس من جهة الشرق ، بينها وبين الزقازيق نحو عشرة آلاف متر ، فى جهة الشمال وفى شمالها ناحية أبى كبير ، وبها ديوان لتفتيش الجفلك ، ودار حسنة يقيم بها مفتش الجفلك ، بداخلها وابور لحلج القطن ، وهى ذات نخيل ، وبساتين ، وبها مساجد عامرة ، وعندها دار للأوسية على تل مرتفع بجوار السكة الحديد ، من جهة الغرب.

وفى شمال البلد مقام الست آمنة ، لها كل سنة مولد ثمانية أيام، يحضره أرباب الأشائر والفقراء ، وتنصب له الخيام ، ويكون فيه البيع والأخذ والعطاء ، وبها أرباب حرف ، وتجار وكتبة ، ومكاتب ومجلسان للدعاوى والمشيخة ، وسوق كل يوم سبت ، وأطيانها ألفان ، وسبعمائة وثمانية عشر فدانا وكسر ، وأهلها أربعة آلاف واثنتان وتسعون نفسا ، غير الأوروباويين ، وتكسبهم من الزرع وثمر النخل ، وفى شرقيها ضريح سيدى أبى النحاس ، وعنده جنينة ذات فواكه وأثمار.

العلاقمة

في العصور القديمة كانت المدن الكبرى تنشأ على ضفاف فروع النيل لكن في العصر الحديث اكتسبت كثير من المدن أهميتها من وقوعها على خط السكة الحديدية ومنها مدينة ههيا التي صارت مقر المركز بدلا من قرية العلاقمة ، وكانت المنطقة في العصور الإسلامية مقسمة بين زمامي كل من ديرب نجم وأبو كبير حيث منازل جذام وهذيل وظهرت فيها عدد من القرى التي ازدهرت وعمرت تجاريا لوقوعها في مسار النقل البحري ..

من هذه البلدات مهدية العرب والتي ذكرت بهذا الاسم في دليل سنة 1224 هـ وعرفت في قوانين الدواوين وتحفة الإرشاد باسم جزيرة مهدية ، ومنها الحجاجية التي وردت في قوانين ابن مماتي وذكرت في التحفة السنية باسم بني صالح وكانت تتبعها كل من الخطارة التي عرفت في السجلات باسم الخطاطرة الكبرى والصغرى ولذا سميت المنطقة كلها باسم الصوالح وكانت تابعة للعلاقمة لكن فصلت منها بعد ذلك (الصوالحة تتبع مركز فاقوس حاليا).

ذكرها ابن الجيعان في التحفة السنية في القرن التاسع الهجري فقال : ” العلاقمة وبساتينها مساحتها 2312 فدان ونصف بها رزق 91 فدان عبرتها 13000 دينار كانت باسم الأمير بلاط والآن بااسم المماليك السلطانية ” ، وجاء في معجم قبائل العرب : ” علقمة بن عبقر بطن من بجيلة من كهلان من القحطانية وهم بنو علقمة بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن مالك بن زيد بن كهلان “.

وكانت العلاقمة هي القرية الأهم في مركز الصوالح ، وجاء في القاموس الجغرافي : ” هي من القرى القديمة التي أنشئت في زمن العرب نسبة إلى قبيلة العلاقمة وردت في معجم البلدان بأنها بليدة في الحوف الشرقي في أرض مصر دون بلبيس فيها أسواق وبازار يقوم للعرب ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ، وكانت العلاقمة قاعدة لمركز الصوالح وفي سنة 1896 نقل منها ديوان المركز إلى ههيا لوجوده على السكة الحديدية “.

وجاء في الخطط التوفيقية : العلاقمة : موقع هذه القرية على البر الشرقى من فرع أبى الأخضر ، قبلى ناحية الصوالح بنحو ألف وتسعمائة متر ، وهى رأس مركز بمديرية الشرقية ، وفى قبليها قنطرة على بعد ألف وخمسمائة متر ، وهى ذات نخيل وأشجار متنوعة ، وبها ديوان المركز ، ومجلسه ومجلس الدعاوى والمشيخة ومساجد ومكاتب أهلية وأضرحة لبعض الصالحين ، وارتفاع أرضها عن أرض المزارع نحو مترين ، وبها سوق كل أسبوع ، يباع فيه المواشى وخلافها ، وزمام أطيانها ثلاثة آلاف وثلثمائة وثلاثة أفدنة ، وعدد أهلها ألف نفس وستة ، وتكسبهم من الزرع، ويزرع بها صنف الدخان كثيرا.

وينسب إليها كما فى : «الضوء اللامع» للسخاوى حسن بن أحمد ابن حرمى بن مكى بن فتوح ، بدر الدين أبو محمد ابن الشهاب أبى العباس بن المجد العلقمى القاهرى الشافعى ، والد البهاء محمد ، ولد بالعلاقمة قبيل السبعين وسبعمائة وقدم القاهرة ، فحفظ القرآن والعدة والمنهاج وألفية ابن مالك وغيرها ، وعرض فى سنة إحدى وثمانين فما بعدها على الأبناسى ، وابن الملقن ، والكمال الدميرى وأجازوا له ، وأخذ الفقه عن البلقينى ، والقراءات عن الفخر البلبيسى إمام الأزهر ، وكذا أخذ عن موسى الدلاصى ، وناب فى القضاء عن الصدر المناوى فمن بعده بالقاهرة وغيرها ، وكان ناظر الأوقاف ، وعرف بالرئاسة والحشمة ، مات فى سادس عشر رجب سنة ثلاثة وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة عن نحو من خمس وستين ، وكان حسن العشرة والأخلاق بساما ، رحمه الله تعالى.

عرب صبيح  

في العصر المملوكي استقرت عشائر من عرب صبيح في الحوف الشرقي وهم فرع من قبيلة فزارة القيسية وعرفت منازلهم باسم كفر صبيح (صبيح مركز ههيا حاليا) ، وقد ذكرها ابن الجيعان في كتابه التحفة السنية في القرن التاسع الهجري فقال : ” أم حوفي وهي كفر صبيح مساحتها 1500 فدان عبرتها 4000 دينار للعربان ” ، وذكرها القلقشندي في نهاية الأرب فقال : ” بنو صبيح  بطن من فزارة من العدنانية ، منازلهم ببرقة ولهم بطون متفرقة تعرف الكل بصبيح “.

وجاء في القاموس الجغرافي : ” صبيح هي من النواحي التي استجدت في الروك الناصري وردت في التحفة باسم أم حوفي وهي كفر صبيح من أعمال الشرقية وفي تاج العروس في مادة حوق أم حوقي بالقاف قرية من أعمال شرقية بلبيس وفي تاريخ سنة 1228 هـ وردت مختصرة باسمها الحالي “.

وذكرها الدكتور أيمن زغروت بالتفصيل في كتابه مختصر معجم قبائل مصر فقال : ” عرب صبيح وهم الصبيحيون قبيلة من فزارة من غطفان من قيس من العدنانية فأهلا بفزارة أهل الخيل والصول والشرف الرفيع في الجاهلية والإسلام.

أحلاف صبيح : والصبيحيون الآن مستقرون في قرية صبيح مركز ههيا بالشرقية وسكنوا دورها وفلحوا أرضها فخملت أنسابهم ، ودخل بعضهم عدة قبائل مثل عشيرة صبيح من بطن الكواملة من قبيلة العيايدة المذحجية اليمانية وفخذ صبيح من عشيرتي الدواغرة والعواصية من قبيلة مطير أو بني عطا.

ديار صبيح : وديار صبيح عموما بالشرقية وشمال سيناء ، ومن قراهم كفر أبو صبيح وعزبة إبراهيم صبيح في طريق الحمادين مركز فاقوس وعزبة سالم صبيح مركز الزقازيق وقرية صبيح مركز ههيا بالشرقية وفي قرية عرب صبيح مركز شبين القناطر بالقليوبية “.

وجات تفاصيل عن هجرتهم ومنازلهم في كتاب قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان حيث يقول القلقشندي : ” ومن ذبيان : فزارة ، بفتح الفاء والزاي المعجمة ثم ألف وراء مفتوحة وهاء في الآخر ، وهم : بنو فزارة بن ذبيان ، المقدم ذكره كان له من الولد : مازن وعدي ، وفيهم يقول الشاعر:  فَزارة بيت العزّ والعزّ فيهمُ .. فزارة قيس حَسْب قيس نِضالُها .. لها العزة القَعساء والحَسب الذي .. بناه لقيس في القديم رجالُها.

قال في العبر : وكانت منازل فزارة بنجد ووادي القُرى ولم يبق منهم بنجد الآن أحد ، ونزل جيرانهم من طيء مكانهم ، ثم قال : وبأرض برقة إلى طرابلس منهم قبائل وقد أخبرني مخبرون من أهل برقة بعدة من قبائلهم ، وهم : صُبيح بضم الصاد ، وهم ذو أنفار كثيرة منهم:  أولاد محمد والجماعات والحساسنة والقيوس واللواحس والمساورة والمكاسر والمواجد والمواسي والنحاحسة.

قال في العبر : وبإفريقية والمغرب الآن منهم أحياء كثيرة اختلطوا مع أهله ، ومنهم جماعة مع المعقل بالمغرب الأقصى ، ومنهم طائفة ببلاد ربعو ، وواكلة ، وهما قريتان داخلتان في الصحراء  ، قلت : وقد جاءت طائفة ممن كان منهم ببرقة وما يليها إلى الديار المصرية ونزلت بأطراف البهنسا مما يلي الجيزية ، ولهم هناك قوة وصَولة ، قال الحمداني : وبهم يعرف : خَراب فزارة من بلاد القليوبية من الديار المصرية “.

قرى بني هلال وبني حبيش

جاء في القاموس الجغرافي : بني هلال هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار وقوانين الدواوين باسم بني هلال من أعمال الشرقية ، ووردت في التحفة باسم بني هذيل من أعمال الشرقية ، ويحتمل أن يكون بنو هلال أصلهم من قبيلة هذيل وكانت معروفة بهم والراجح أن بني هلال وردت في التحفة محرفة باسم بني هذيل بدليل أن كاتب التحفة لما ذكر بني حبيش التي تعرف اليوم باسم المعالي قال إنها من كفور بني هلال ولم يقل إنها من كفور بني هذيل ولا تزال محتفظة باسمها القديم إلى اليوم.

المعالي : قرية قديمة دلني البحث على أنها كانت تسمى كفر بني حبيش ورد في التحفة من كفور بني هلال من أعمال الشرقية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ قيد زمامه باسم كفر قرموط نسبة إلى كبير المالكين في ذلك الوقت ، ولاستهجان اسم قرموط في نظر سكانه طلبوا تغييره باسم آخر ، ولما طلبت مني وزارة الداخلية اختيار اسم لهذه القرية بدل المطلوب تغييره اقترحت عليها أن تسميها المعالي لما يقصد من معناه السامي.

بيشة عامر : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي بيشة ابن كليب وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار من أعمال الشرقية ، وقد وردت في المشترك لياقوت باسم بيشة ابن كليب في حين أن بيشة الرزنة هي ناحية أخرى تعرف اليوم باسم بيشة قايد بمركز ههيا.

بيشة قايد : قرية قديمة وردت في قوانين ابن مماتي باسم بيشة بني نعمان وفي تحفة الإرشاد بيشة ابن نعمان من أعمال الشرقية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ قيد زمامها باسمها الحالي نسبة إلى قايد الذي كان عمدة عليها في ذلك الوقت.

بني عياض : هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ بني عياض والجواشنة ثم حذف اسم الجواشنة من المكلفات وبقيت باسمها الحالي ، وأما كفر الجواشنة ويقال له كفر الدواشنة فلا يزال موجودا ضمن توابع بني عياض.

بني قريش : أصلها من توابع سنيطة أبو طوالة ثم فصلت عنها في تاريهخ سنة 1228 هـ باسم كفر بني قريش واستمرت بهذا الاسم في دفاتر وزارة المالية إلى أن صدر قرار بجعلها بني قريش فوردت به في دفتر المكلفات اعتبارا من أول سنة 1905 وبذلك أصبح اسمها في جداول المالية مطابقا للوارد في جدول الداخلية.

المطاوعة : أصلها من توابع ناحية شرشيمة وكان يجمعها مع ربع المطاوعة ناحية واحدة باسم المطاوعة ولخلاف وقع بين أهل المطاوعة التي تتكون من كفرين أحدهما كبير والثاني صغير رأت مديرية الشرقية أن تفصلهما عن بعضهما حسما للنزاع ، وفي تاريخ سنة 1273 هـ فصل كل كفر منهما بزمامه من أراضي ناحية شرشيمة.

السكاكرة : هذه الناحية تكونت في تاريخ سنة 1228 هـ وذلك بفصلها من زمام شرشيمة باسم كفر السكاكرة ، وفي سنة 1273 هـ قسمت إلى ناحيتين وهما السكاكرة الأصلية ونصف السكاكرة وهي المستجدة ، وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 لوحظ أن أطيانهما متداخلة في بعضها فأعيد ضمهما إلى بعضهما من الوجهة المالية.

جميزة بني عمرو

في العصر الأيوبي تم إعادة توزيع القبائل الجذامية على الزمامات الزراعية في الحوف الشرقي بعد مواقفهم الجهادية والبطولية في الحروب الصليبية ، ومنها قبيلة بني عمرو التي توسعت من منطقة المرتاحية باتجاه الجنوب حيث نزلت في أجوار قرية البدماص القديمة وأسسوا ضاحية لهم ثم توسعت القرية حتى تجاوز زمامها الزراعي ألف فدان ، وكانت القرية في العصر الفاطمي تسمى جميزة برغوت نسبة إلى واحد من شيوخ العرب وقتها يدعى ابن برغوت ثم عرفت في العصر العثماني على لسان أهلها باسم بني عمرو ثم تغير اسمها في العصر الحديث إلى جميزة بني عمرو بناء على طلب أهلها.

ذكرها ابن الجيعان ضمن إقطاعات القبائل العربية في القرن التاسع الهجري في كتاب التحفة السنية حيث يقول : جميزة برغوت من حقوق البدماص مساحتها 1632 فدان بها رزق 119 فدان كانت للمقطعين والآن لهم وللعربان وأملاك وأوقاف ، وجاء في نهاية الأرب للقلقشندي : بنو عمرو بطن من العرب من صميمة زهير مساكنهم بالدقهلية والمرتاحية من الديار المصرية ، وفي قلائد الجمان : البطن التاسع عشر من جذام  بنو عمرو عرب الصلب.

وفي كتاب البيان والإعراب عمن بأرض مصر من الأعراب يقول المقريزي وهو يسرد منازل القبائل الجذامية في الحوف الشرقي : ” ومنهم عبيد بنو عبيد بن كعب بن علي بن سعد بن أبامة بن غطفان ، منهم بنو صليع وبنو الضبُّيب وبنو زيد وبنو سُويد وبنو رذالة ، ويقال رذالة بن نبيج بن عبيد المذكور وهم إخوة بنى حفيدة وصليع ، ومنهم بنو شاكر بن الضبيب بن قرط ، ومنهم زهير ومالك وأفصى.

ومنهم عمرو بنو عمرو بن مالك بن الضبيب بن قرط وبنو عمرو بن سود بن بكر بن بديل بن جشم بن جذام فخذ بنى حُبيسْ ، وبنو عمرو بن مطرود بن كعب بن على بن سعد بن أبامة بن غطفان ، ومنهم عايدة وصبرة وجابر ، وفى صبرة هذه بنو جذام بن صبرة بن نصرة بن غنم بن غطفان بن سعد بن مالك بن حرام بن جذام فخذ “.

وجاء في القاموس الجغرافي : جميزة بني عمرو هي من القرى القديمة اسمها القبطي بدماسين ثم عرب إلى البدماصين وفي أيام الدولة الفاطمية سميت جميزة برغوت ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد جميزة برغوت وهي البدماصين من أعمال الشرقية وهي بخلاف البدموسين التي تعرف اليوم بكفر البدماص بضواحي المنصورة ، ووردت في التحفة جميزة برغوت من حقوق البدماص من أعمال الشرقية والصواب جميزة برغوت وهي البدماصين كما سبق ذكره.

ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ جميزة برغوت وهي جميزة بني عمرو نسبة إلى بني عمرو المستوطنين بها ووردت في جدول سنة 1880 باسم الجميزة وهو اسمها على لسان العامة.

ولما كان محمد أفندي عبد العظيم رئيس قلم البلاد بوزارة الداخلية من أهل هذه القرية وكان يسألني من وقت لآخر عن رأيي عندما يطلب أهل قرية تغيير اسمها لسبب استهجانه في نظرهم وعلى الأخص القرى المنسوبة إلى أسماء عربية قديمة من أسماء الحيوانات مثل بني كلب والكلابيين ومنية جحيش ومنية حمير وأبو بقرة ودار البقر وكوم التيس وغيرها ، فقد سألني عن رأيي في تغيير اسم جميزة برغوت للتخلص من الحشرة المضافة إلى الجميزة فأفدته بأن بلدهم تعرف بجميزة بني عمرو كما ورد في تاريخ سنة 1228 هـ.

وبناء على ذلك طلب هو وأعيان سكان هذه القرية تعديل اسمها وتسميتها جميزة بني عمرو وقد وافقت وزارة الداخلية على هذا التغيير بقرار أصدرته في 19 مارس سنة 1932 وبذلك أصبح هو اسمها من ذلك التاريخ.

الهوابر وبني خصيب

في العصر الأيوبي استقرت عشائر بني خصيب بالقرب من أبناء عمومتهم بني نجم في الحوف الشرقي وهم فرع من الشواكرة إحدى قبائل جذام وذلك بعد دورهم الجهادي والبطولي في الحروب الصليبية ، وكانت منازلهم في كل من منقلا وشنبارة منقلا وصهبرة حيث سميت شنبارة منقلا باسم شنبارة بني خصيب نسبة لهم وسميت منقلا باسم إحدى العشائر وهي الهوابر واندثرت صهبرة ثم استجدت في العصر الحديث.

وفي القرن التاسع الهجري ذكر ابن الجيعان في كتاب التحفة السنية مساحة الزمام الزراعي لهم جميعا فقال : صهبرا وجمنش مساحتها 4038 فدان بها رزق 27 فدان عبرتها لم تذكر كانت باسم علي بن محمد التركماني والآن للذخيرة الشريفة ، شنبارة بنقلا وهي شنبارة بني خصب مساحتها 2378 فدانا بها رزق 76 فدانا عبرتها 4500 دينار كانت للمقطعين والآن لهم وأملاك وأوقاف.

وذكر القلقشندي تفصيلات عن بني خصيب في كتاب قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان فقال : البطن الثاني من جذام : بنو مجربة بفتح الميم وسكون الجيم وفتح الراء المهملة وقتح الباء الموحدة وهاء في الآخر ، وهم بنو مجربة بن حرام بن جذام وهو أخو زيد بن حرام المقدم ذكره وقيل ابنه ، واسم أمه أُمية وقيل ميه وقيل هو وزيد ابنا الضبيب وقيل الضبيب أبو أمية المذكور ، ومن بني مجربة هؤلاء رفاعة بن زيد الجذامي أحد بني روح وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعقد له على قومه فتوجه إليهم فأسلموا على يديه ووهب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مدعماً» العبد صاحب الشملة التي ورد فيها الحديث.

ومن بني مجربة هؤلاء الشواكرة ، قال الحمداني : ولهم شنبارة بني خصيب ، قال : وإليهم يرجع أولاد العجار ، أولاد الحاج في زمن السلطان صلاح الدين ، وهلم جرا إلى الآن ، قال : وفي عقبه هؤلاء عدد يعرفون به ، ثم قال : وفي الحجاز فرقة منهم.

وفي كتاب مختصر معجم قبائل مصر يتحدث الدكتور أيمن زغروت عن الهوابر فيقول : أولاد الهوبرية وهم الهوابر من حلف بني الوليد بن سويد من قبيلة جذام ، دارهم قرى الهوبرية وحانوت واللبايدة مركز أولاد صقر وقرية الهوابر بديرب نجم بالشرقية (بتصرف من مخطوط آل العوضي).

وجاء في القاموس الجغرافي : الهوابر هي من القرى القديمة وقد دلني البحث على أنها كانت تسمى منقلا وردت به في قوانين ابن ماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وإلى منقلا هذه تنسب شنبارة منقلا المجاورة لها ، والظاهر أنه في الروك الناصري سنة 715 هـ ألغيت وحدة منقلا وأضيف زمامها إلى ناحية صهبرة المتاخمة لها وفي تربيع سنة 933 هـ فصلت منقلا عن صهبرة باسم الهوابر وهم العرب المستوطنون بها في ذلك الوقت وبذلك أصبحت الهوابر ناحية قائمة بذاتها كما كانت منقلا قبل الروك الناصري ، ووردت في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ وتاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.

شنبارة منقلا : قرية قديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي المشترك لياقوت باسمها الحالي من أعمال الشرقية ، وردت في مشترك تحفة الإرشاد باسم شنبارة بنقلا وتعرف بشنبارة بني خصيب وهي بخلاف شنبارة بني خصيب التي تعرف اليوم بشنبارة الطنانات بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ، ووردت في التحفة شنبارة بنقلا وهي شنبارة بني خصب وصوابه بني خصيب من أعمال الشرقية ، ووردت في الانتصار محرفة باسم شنبارة مقلا وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي وهو أقدم أسمائها.

صهبرة : كان يوجد قديما قرية تسمى سهبرا وردت في قوانين ابن مماتي في حرف السين من أعمال الشرقية ووردت في تحفة الإرشاد صهبرا في ذات الأعمال وفي التحفة صهبرا وجمنش وفي الانتصار صهبرا وخميس وهذا محرف وورد المضاف إليه في تحفة الإرشاد في حرف الجيم باسم جمنس من أعمال الشرقية.

وبسبب خراب سكن ناحية صهبرة المذكورة في أواخر حكم دولة المماليك توزع زمامها في تربيع سنة 933 هـ على توابعها وهي منشأة صهبرا وقرموط صهبرا والهوابر وبذلك اختفى اسم صهبرا من جداول أسماء البلاد ويعرف مكانها بمقام سيدي صهبرة.

وقد أراد الله لهذه القرية أن تبعث بعد الفناء فاستجدت قرية جديدة باسم صهبرة بجوار مقام سيدي صهبرة وفي سنة 1931 صدر قرار بإعادة تكوين صهبرة من جديد من الوجهة الإدارية وفي سنة 1932 صدر قرار آخر من وزارة المالية بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحية منشأة صهبرة وبذلك عادت صهبرة وأصبحت ناحية قائمة بذاتها.