محافظة الأقصر

الأقصرين

اشتق الاسم العربي لمدينة الأقصر الحالية من آثارها التاريخية حيث سماها العرب الأقصرين وقصدوا بذلك معبد الكرنك ومعبد الأقصر ، ووردت بهذا الاسم في الروك الصلاحي والروك الناصري ثم خفف الاسم بعد ذلك في دفاتر التربيع العثماني إلى الأقصر ، وفي القرن السابع الهجري نزل بها ولي الله تعالى السيد يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد المعروف بلقب أبي الحجاج الأقصري والمتوفي في الأقصر عام 642 هـ.

أشرف أبو الحجاج الأقصري على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي ، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة ، وسافر إلى الإسكندرية فالتقى أعلام الصوفية فيها خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولي وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه ، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائي استقر بالأقصر حتى وفاته عن تسعين عاما ، ودفن في ضريح داخل مسجد سمي باسمه بنى فوق معبد الأقصر.

وجاء عن الأقصر في الخطط التوفيقية : ” مطمح أنظار السياحين إلى بلاد الصعيد ، وكتب الإفرنج مشحونة بذكرها ، وفى بعض كتبهم تسميها بطيبة ، وفى بعضها طيب بغير هاء ، وفى بعضها تيب ، والروم تسميها ديوسبوليس ، أى مدينة الشمس بالمعنى السابق ، وكانوا لا يطلقون هذا الاسم إلا على الأقصر والكرنك فقط ، وفى بعض كتب الإفرنج أن كلمة ديوسبوليس هى ترجمة كلمة (أموناى) المصرية ، التى توجد فى الكتابة الهيروجليفية ، ومعنى أموناى : مقرّ آمون.

وقد انفردت هذه المدينة بالملك فى الديار المصرية عدة أجيال ، ولم يزل السياحون يأتون إليها ويطلعون على آثارها العجيبة ، ويكتبون ما يتيسر لهم كتبه وينقلون ما تيسر نقله ، وإلى الآن لم يستقصوا جميع أوصاف ما بها من العمائر التى تدهش العقول كما ستقف على بعضه ، وذكر استرابون : أنه لم يبق من هذه المدينة فى مدة سياحته بالديار المصرية إلاّ جزؤها المشغول الآن بالأقصر والكرنك.

وفى زمن القيصر تيودوز سنة 389 من الميلاد ، تخرب ما بقى من معابدها عندما أمر هذا القيصر بإبطال الديانة القديمة ، قال (طيلمون) فى تاريخ القياصرة : إن القيصر تيودوز لم يقتصر على هدم معبد سيرابيس وغيره من معابد الإسكندرية ، بل أمر أن تلقى جميع المعابد على الأرض وكذا التماثيل الموجودة بجميع مدن مصر ، وما فى القصور والسرايات وبلاد الأرياف ، وعلى شاطئ النهر وفى الصحراء.

فزالت بذلك الديانة القديمة وما كان بقى إلى هذا التاريخ من علوم المصريين ، وهجرت الكتابة الهيروجليفية التى كانت مودعة فى هذه المبانى حتى صارت مجهولة ، وفى زمن (أغسطس) أيضا أمر بتخريبها ، فخربها عامل له يسمى (غاليومس)، مدعيا أنها مركز للفتنة والفساد ، ومن ذاك الوقت انقطع ذكرها وصارت عبارة عن كفور صغيرة ، لا يسكنها إلا الفقراء من الفلاحين واستمرت هكذا إلى وقتنا هذا “.

أرمنت

يضم مركز أرمنت الحالي بمحافظة الأقصر مدينة من العصر الفرعوني وهي أرمنت وقرية من العصر الروماني هي تيميكراتون (الدمقراط) ، وفي العصر المملوكي تأسست قرية المحاميد البحرية نسبة إلى عرب المحاميد ، وفي العصر العثماني تأسست كل من الريانية والمحاميد القبلية والرزيقات البحرية والرزيقات القبلية وسميت باسم ساكنيها من القبائل العربية.

جاء في الخطط التوفيقية : ” أرمنت : مدينة قديمة بالصعيد الأقصى كانت تعرف بسرمنت وفى أعصر الفراعنة كانت تسمى هيرمنطيس ، وهى واقعة فى أرض مستوية فى غربى النيل على بعد ستين مترا وفى الجنوب الغربى لمدينة طيبة ، وهى قليلة النخيل وبها جامع بمنارة مرتفعة وأرضها صالحة للزرع ، وكانت مدينة هيرمنطيس فى الأزمان القديمة رأس مديرية غير مديرية طيبة كما اتفق على ذلك استرابون وبلين وبطليموس.

وفى زمن القياصرة كانت تضرب فيها المداليات ، وكان فيها فرقة من العساكر الرومانية وأسقفية بقيت زمانا طويلا ذكر منهم فى تاريخ النصرانية جماعة وإلى الآن يسكنها جماعة كثيرة من الأقباط ، وقبر مارى جرجس الذى هو من أكبر المحترمين عند النصارى باق بها إلى الآن ، وفى كتب الفرنساوية أن عندها فى جهة الشمال على بعد أربعمائة متر من المئذنة معبدا قديما مصريا منسوبا لجوبتير هيرمونيت بجوار عزبة ملحقة بالمدينة.

وأرمنت الآن من قسم إسنا وبينها وبين النيل نحو خمسمائة متر ومنازلها على التل القديم الذى به المعبد وفيها بنية جيدة وثلاث مساجد جامعة بمنارات ومعامل دجاج وكوهرجله وبدائرها حدائق ذات بهجة وأشجار ونخيل كثير ، وفى جنوبها عمارة ابتنى بها المرحوم مصطفى باشا أخو الخديو إسماعيل باشا مسجدا فاخرا بمنارة ، وفيها له فوريقتان لعصر القصب وعمل السكر وبها سويقة بدكاكين عامرة بالعقاقير والبز ، وبها مساكن مستخدمى الجفلك.

ومن تلك العمارة إلى البلد طريق متسع محفوف بالأشجار من الجانبين وفى شمال البلدة بنحو ألف متر قرية المريس ، وفى جنوبها بنحو ألف وأربعمائة متر ناحية الريانية وسوقها كل يوم اثنين وفيها تباع الكلاب المشهورة بالأرمنتية ، وهى كلاب كثيرة الشعر جسيمة صالحة للتأدب والحراسة ، وقد ازدادت عماريتها بوجود الجفالك السنية بها حتى عادت لها عادتها القديمة، فهى معتبرة قديما وحديثا ، وأكثر أهلها مسلمون ونشأ منها أفاضل وعلماء ذكر منهم فى الطالع السعيد جماعة “.

ومن علمائها الشيخ أحمد بن محمد هبة الله بن قدس الشافعى الملقب بالشمس كان شاعرا مجيدا وناثرا فائقا تولى الحكم بمدينة قوص ، ومنهم عبد البارى بن أبى على الحسن ينعت بالكمال ويعرف بابن الأسعد البكرى كان فقيها بمذهب مالك ومذهب الشافعى حفظ كتاب ابن الحاجب فى مذهب مالك والتعجيز فى مذهب الشافعى ، ويحكى أن قاضى القضاة القشيرى قال له : اكتب على باب بلدك أنه ما خرج منها أفقه منك ، وكان متورعا زاهدا.

ومنهم الحسن بن عبد الرحيم بن الأثير القرشى محيى الدين الأرمنتى الفقيه الشافعى ، كان من الصالحين الفقهاء العلماء العاملين وتولى التدريس بمدرسة أسيوط سنين وتوفي 697 هـ ، وذكر صاحب حسن المحاضرة أن منها سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتى الشافعى من كبار الأئمة فى الفقه والنحو والأصول والإقراء، وصنف كتاب الجمع والفرق، والمسائل المهمة فى اختلاف الأئمة وتوفي 725 هـ.

أصفون المطاعنة

في العصر العثماني نزلت عشائر المطاعنة في أجوار قرية باثير القديمة فعرفت باسم كيمان المطاعنة وكذلك بالقرب من أطلال قرية سبون الرومانية وأطلقوا عليها اسم أصفون المطاعنة ووردت به في دفتر المكلفات حيث كانت المنطقة تابعة لتفتيش المطاعنة التابع للدائرة السنية في العصر الخديوي ثم اختصر الاسم بعد ذلك إلى أصفون.

جاء في الخطط التوفيقية : ” أسفون بالسين أو بالصاد بعد الهمزة قرية من قرى المطاعنة بمديرية إسنا فى بحريها إلى الغرب بنحو عشرة آلاف متر ، وفى الجنوب الغربى للكيمان بنحو ثلاثة آلاف متر ، وفيها جامع بمنارة مبنى بالآجر وثلاثة معامل دجاج ونخيل كثير ، وأكثر أهلها مسلمون وتكسبهم من الزرع ويمر عليها جسر أسفون السلطانى ، وفيها بيت مشهور بمضيفة متسعة لعائلة يقال لهم : بيت القاضى ، منهم ناظر قسم وحاكم خط.

وفى خطط المقريزى : أن أسفون كانت من أحسن بلاد مصر وأكثر نواحى الصعيد فواكه ، وكان بها دير كبير رهبانه معروفون بالعلم والمهارة ، فخربت أسفون وخرب ديرها ، وهذا آخر أديرة الصعيد ، وهى كلها متلاشية آيلة إلى الدثور ، بعد كثرة عمارتها ووفور أعداد رهبانها وسعة أرزاقهم وكثرة ما كان يحمل إليهم انتهى.

وإليها ينسب جماعة من العلماء ذكر فى الطالع السعيد منهم : الحسين بن محمد بن هبة الله الشّرف المعروف بقطينة الأسفونى شاعر ناثر له حكايات مشهورة وطرائف مأثورة ، ومنهم حمزة بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم الصاحب نجم الدين الأسفونى ، سمع الحديث من الشيخ تقى الدين القشيرى وحضر مجلس إملائه فى سنة تسع وخمسين بقوص ، وتقلب فى الخدم الديوانية بقوص فكان مشارفا ثم صاحب ديوان وبنى مدرسة ، ثم صار ناظرا بمصر ثم ولاّه السلطان الملك المنصور الوزارة فأقام مدة لطيفة وتوفي 632 هـ.

ومنهم عبد القادر بن عبد الملك ينعت بالشّرف الأسفونى ويعرف بابن الغضنفر ، كان شاعرا أديبا خفيف الروح كثير المجون والخلاعة توفي 680 هـ ، ومنهم على بن أحمد بن الحسين المنعوت علاء الدين الأسفونى ، كان من الأذكياء والأدباء الشعراء خفيف الروح حسن الأخلاق، كريما جوادا وله يد فى الحساب وكرم جزيل وطبع جميل وتوفي 731 هـ

وذكر السخاوي في الضوء اللامع أن منها منها محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن فهد التقىّ أبو الفضل بن النجم أبى النصر بن الجمال أبى الخير ابن العلامة أقضى القضاة الجمال أبى عبد الله الهاشمى العلوى الأصفونى الشافعى ويعرف بابن فهد المتوفي 871 هـ ، كتب بخطه الكثير واجتمع له من الكتب ما لم يكن فى وقته عند غيره من أهل بلده وكثر انتفاع المقيمين بها فكانت أعظم قرية.

وله فى السيرة النبوية عدة تصانيف منها : النور الباهر الساطع من سيرة ذى البرهان القاطع وكذا فى الأذكار أوسعها الجنة بأذكار الكتاب والسنة ، وله المطالب السنية العوالى بما لقريش من المفاخر والمعالى ، وبهجة الدمائة بما ورد فى فضل المساجد الثلاثة ، وطرق الإصابة بما جاء فى الصحابة ، ونخبة العلماء الأتقياء بما جاء فى قصص الأنبياء ، وتأميل نهاية التقريب ، وتكميل التهذيب.

إسنا

يضم مركز إسنا الحالي بمحافظة الأقصر من القرى القديمة كل من إسنا (إسني) وباثير (الجبلين وهي بالقرب من كيمان المطاعنة حاليا) وسبون (بالقرب من أصفون) وطفنيس ، وفي العصر الفاطمي تأسست قرى الكلابية وزرنيخ والدير (جزيرة الدير وأم علي) ، وفي العصر المملوكي تأسست الحلة والشغب والنمسا والعضايمة وجزيرة راجح والنجوع ، وفي العصر الخديوي تأسست بقية قرى المركز.

جاء عنها في الخطط التوفيقية : ” أسنا : قال ابن خلكان هى بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح النون وبعدها ألف بليدة صغيرة من أعمال القوصية بالصعيد الأعلى من مصر ، وفى القاموس إسنا بالكسر ويفتح بلد بصعيد مصر، وفيه أيضا أن بصعيد مصر قرية تسمى أشنى بضم الهمزة وشين معجمة مقصورا كحسنى وهى غير إسنا بالمهملة انتهى.

وفى كتب الفرنساوية أن إسنا مدينة كانت تسميها الرومانيون لينوبوليس واسمها القديم المصرى سنا ، وكانت كما هى الآن رأس مديرية فهى مدينة عظيمة قديما وحديثا بها حوانيت كثيرة وخانات ويجلب إليها من جميع بضائع القطر من القاهرة وخلافها سيما مصنوعات الأقاليم القبلية كالبرد والأردية المسماة عندهم بالشقق رجالية وحريمية.

وهى واقعة على الشاطئ الغربى للنيل بين طيبة وأسوان فى نهاية وادى النيل ، ومديريتها محدودة فى الشرق والغرب بسلاسل الجبال ، وفى الجهة القبلية بالشلالين وفى الجهة البحرية بالجبلين المتقاربين اللذين لقربهما من النهر لا يجد المسافر عندهما طريقا واسعة فيضطر إلى المرور من خلفها فى الصحراء.

وفى محاذاة تلك المدينة يضيق الوادى حتى لا يكون إلا ثمانية آلاف متر ، وخلف أرض الزراعة أرض رملية تأخذ فى الارتفاع قليلا قليلا حتى تصل إلى الجبل ، وهناك خلف الجبل الشرقى واد يوصل إلى البحر الأحمر وأرض تلك المدينة وكذلك جميع أراضى مديريتها مرتفعة بحيث بخشى عليها عدمالرى عند قلة النيل.

ثم إنه كان يزرع فى ضواحى إسنا القطن الجيد والنساء يغزلنه وينسجنه ثيابا وتباع لعرب تلك البلاد ، ولم يكن ذلك خاصا بنساء المدينة بل ذلك فيما جاورها من البلدان أيضا ، وأما أقمشة الصوف فتصنع فى جميع بلاد مصر.

وقد ذكر تلك المدينة بطليموس واسترابون وغيرهما فى مؤلفاتهم قالوا : وكان للرومانيين بها فرقة من العساكر الرماة وقد تكلم عليها أيضا الإدريسى وأبو الفداء قليلا ، ونقل المقريزى عن الأدفوى : أن أرض إسنا كان يتحصل منها فى كل سنة أربعون ألف إردب من الفاكهة ، واثنا عشر ألف إردب من الزبيب ، ويقال : كان فيها اثنا عشر ألف منزل وسبعون حارة كبيرة.

وتلك المدينة على تل من التراب كما هى عادة المدن المصرية القديمة ، وبيوتها مبنية من الآجر وهو الطوب المحرق، واللّبن وهو الطوب المضروب المجفف بالشمس والهواء ، ولها موردة عظيمة مزدحمة بالمراكب غالبا ، وقد زحف عليها النيل مرارا وأخذ من بيوتها “.

أعلام إسنا

ابن الإسناوى : جمال الدين عبد الرحمن بن على بن الحسين بن شيث القاضى الرئيس الأموى الإسنوى القوصى صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى نشأ بقوص وتفنن بها وقرأ الأدب وكان ورعا دينا خيرا حسن النظم والنثر ولى الديوان بقوص ثم بالإسكندرية ثم بالقدس ثم ولى كتابة الإنشاء للمعظم ، وكان يوصف بالمروءة وقضاء الحاجة وكانت بينه وبين المعظم مداعبات وكانت وفاته بدمشق 625 هـ.

ابن الحاجب : هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبى بكر بن يونس الفقيه المالكى المعروف بابن الحاجب الملقب جمال الدين، وكان كرديا واشتغل بالقاهرة فى صغره بالقرآن الكريم ثم بالفقه على مذهب الإمام مالك ثم بالعربية والقراءات وبرع فى علومه وأتقنها غاية الإتقان. ، وصنف مختصرا فى مذهبه ومقدمة وجيزة فى النحو وسماها الكافية وأخرى مثلها فى التصريف وسماها الشافية وتوفي 646 هـ

الكمال الإسنوي : الإمام الحافظ المحدث إبراهيم بن عبد الرحيم بن على بن إسحاق بن شيث الملقب بالكمال الأسنوى ، كان يحفظ الموطأ وتقلد بالخدم الديوانية واتصل بخدمة الناصر يوسف وأعطاه خيرا وقربه واعتمد عليه ، ثم ولى الرحبة فى أيام الظاهر ثم نقل منها إلى بعلبك وولى البلد والقلعة وسيره السلطان رسولا إلى عكا ، وتوفي 674 هـ.

القاضى إبراهيم بن هبة الله بن على الحميرىّ القاضى نور الدين الأسنوى ، صنف فى الفقه والأصول والنحو ، واختصر الوسيط والوجيز ونثر الألفية وشرحها وشرح المنتخب فى أصول الفقه وولى القضاء بمدينة زفتة فى أوائل عمره وبمنية ابن خصيب ، وتولى أقاليم منها أسيوط وإخميم وقوص ، وكان حسن السير جميل الطريقة صحيح العقيدة ، وكان إذا أخذ درسا ينقيه ويحققه ويستوفى وتوفي 721 هـ

أبو الفضل جعفر بن حسان بن على أبو الفضل الأسنوى يلقب بالسراج كان كاملا كريما شاعرا وكان يهدى إلى الملك الكامل ويكاتبه ، ويقال : إن الملك الكامل حضر هو وجماعة من ملوك الشام وتذاكروا الرؤساء فذكر الملك الكامل جعفر المذكور، وقيل : إن بعضهم جمع مدائحه فى مجلدات ضخمة سماها «بالأرج الشائق إلى أكرم الخلائق» توفي 612 هـ.

العماد الأسنوى : محمد بن الحسن بن على الأسنوى كان فقيها إماما فى الأصلين والخلاف والجدل والتصوّف نظّارا بحاثا طارحا للتكلف مؤثرا للتقشف وأخذ عن مشايخ القاهرة وانتصب للتدريس والإفتاء والتصنيف وتوفي 794 هـ.

الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن شيخ الشافعية وصاحب التصانيف السائرة ، برع فى الأصول والعربية والعروض ، وتقدم فى الفقه فصار إمام زمانه وانتهت إليه رياسة الشافعية ، ومن تصانيفه المهمات والجواهر ، وشرح المنهاج والألغاز ، والفروع ، ومختصر الشرح الصغير ، والهداية إلى أوهام الكفاية ، وشرح منهاج البيضاوى ، وشرح عروض ابن الحاجب ، والتمهيد والكوكب ، توفي 777 هـ.

ومنهم نور الدين على بن الحسن الإسنائي كان فقيها فاضلا شرح التعجيز توفي 775 هـ ، إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرّحيم الأسنائىّ الرّشيد بن المشير من عدول أسنا وشعرائها توفي 708 هـ ، والإمام الفاضل أبو بكر بن محمد بن عبد الله القزوينى الأصل الأسنوى المولد جمال الدين برع فى مذهب أبى حنيفة وأكب على العبادة واشتهر وقصده الناس للاشتغال عليه ، ودرس بالصالحية والسيوفية وتوفي 680 هـ.

ومنهم الشيخ نور الدين على بن هبة الله بن إبراهيم بن حمزة المعروف بابن الشهاب الأسنوى كان إماما فى الفقه دينا صالحا توفي 707 هـ ، محيى الدين سليمان بن جعفر الأسنوى كان فاضلا فى علوم كثيرة ماهرا فى الجبر والمقابلة ، صنف طبقات الشافعية ودرس بالمشهد النفيسى وتوفي 756 هـ ، نجم الدين محمد بن ضياء الدين أحمد بن عبد القوى الأسنوى : كان عالما فاضلا وانتفع به خلق وألف فى علوم متعددة وتوفي 763 هـ.

المراجع : كتاب الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد للإدفوي ، الخطط التوفيقية علي باشا مبارك

الضبعية

في العصر الحديث انفصل الجزء الجنوبي من محافظة قنا ليشكل قوام محافظة الأقصر الحالية وكان يضم ثلاثة مراكز هي الأقصر وأرمنت وإسنا ، ثم انفصل من زمام الأقصر عدد من المراكز الجديدة هي القرنة والطود والبياضية والزينية ، وتضم هذه المنطقة من المدن القديمة كلا من الأقصر (طيبة) والطود (تاود).

وفي العصر الفاطمي تأسست قرية المريس في مركز الطود واشتق اسمها من كلمة المريس التي كانت تستعمل لوصف سكان مصر العليا في العصور الإسلامية الأولى ، وفي العصر المملوكي تأسست كل من البياضية والقرنة والأقالتة بمركز القرنة ، وفي العصر العثماني تأسست كل من الزينية بحري والزينية قبلي والصعايدة والعشي والعديسات البحرية والبعيرات والضبعية والقبلي قمولا ، وتأسست بقية قرى هذه المراكز في العصر الخديوي.

وقد جاء في الخطط التوفيقية ذكر قرية الضبعية التي كانت مقر تفتيش الدائرة السنية وذكر معها الوصف الجغرافي لقرى المنطقة وقتها حيث يقول علي باشا مبارك : ” الضبعية : قرية من قسم قوص بمديرية قنا ، وكانت سابقا من مديرية إسنا ، واقعة على الشاطئ الغربى للنيل ، ذات أبنية جيدة كثير منها على دورين ، ومساجد عامرة وسويقة دائمة ، ونخيل كثير وحدائق ذات فواكه ، وبقربها ترعة تسمى ترعة المريس.

(والمريس) قرية عند فمها قريبة من أرمنت ، وتلك الترعة حفرها (فاضل باشا) وقت أن كان مدير قنا مدة المرحوم (سعيد باشا) لرى حيضان قمولة ودنفيق ونقاده والخطارة ، طولها ستة آلاف قصبة فى عرض ثمان قصبات ، والقصبة ثلاثة أمتار وخمسة وخمسون من مائة من المتر ، ويقابل تلك الناحية فى البر الشرقى ناحية البياضة ومحجر السلمية ، الذى فى الجبل الشرقى بين بياضة والسلمية على شاطئ البحر بلا فاصل ، وأحجاره زلط لا تستعمل فى الأبنية.

وفى زمن (فاضل باشا) أيضا عملت ترعة تمر من المحجر المذكور ، وتأخذ من مياه حوض السلمية سنة قلة النيل بسحارة مبنية بالآجر والمونة ، فتروى الأطيان العالية من أطيان البياضة والأقصر وأبى الحجاج ، فانصلحت تلك الأراضى وجاءها الطمى بعد أن كانت تتخلف عن الرى فى كثير من السنين ، وفى الضبعية للدائرة السنية ديوان تفتيش أطيان عشرة آلاف فدان تزرع قصبا وتسقى بالوابورات ، وبها فوريقة فرنساوية ذات عصارتين وآلات كاملة لعصره وعمل السكر منه وينقل إليها القصب بسكك حديد زراعية معمولة هناك.

وشغلها دائم ليلا ونهارا كباقى الفوريقات بواسطة وابور نور تتفرق أنواره على العنابر والآلات والمخازن وجميع الأماكن اللازمة للشغل ، ويستمر شغلها كل سنة نحو خمسة أشهر كل يوم تعصر نحو ستة وستين فدانا وتحصل فى اليوم من السكر الأبيض المكرر فوق الثمانمائة قنطار سكرا حبا ، ومن السكرالأحمر فوق الأربعمائة قنطار أقماعا ، وينقل منها العسل نمرة ٣ إلى ورشة الروم بفوريقة المطاعنة ليستخرج منه السبيرتو “.