
مشتول السوق
في أبريل سنة 640 م. انتهى عمرو بن العاص من فتح مدينة بلبيس وقضى فيها شهرا كاملا لتنظيم أحوالها ثم اتخذ طريقه مع الجيش باتجاه وادي النيل ، وفي الطريق نزل في مساحة من الأرض كانت تستعمل لتجميع المنتجات الزراعية وبيعها وبنى فيها مسجدا صغيرا نسب إليه وعرف منذ وقت مبكر باسم المسجد العمري ، وأطلق العرب على المنطقة بلغتهم اسم (مشتول) من الشتل بمعنى التجميع والتحميل خاصة وقد كانت المنطقة على طريق القوافل وتسمح حالتها الجغرافية بنزول الإبل ورعيها.
وفي عام 936 م. كتب عنها المقدسي ووصف مساجدها وذكر أنها كثيرة الطواحين حيث صارت بعد ذلك المورد الأكبر للقمح إلى القاهرة وأجوارها طوال العصور الإسلامية وتحولت إلى محطة هامة لتجارة الحبوب مع الحجاز والشام بسبب وقوعها على خليج أمير المؤمنين ، وفي عام 1815 م. أنشأ فيها محمد علي باشا مصنعا للأسلحة والذخيرة (الجبخانة) فعمرت بالمزيد من السكان خاصة من عرب السكارنة لكنها ظلت قرية حتى عام 1974 م. عندما صدر قرار جمهوري بتحويلها إلى مدينة وإنشاء مركز باسمها.
جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية : ” هي من القرى القديمة اسمها الأصلي مشتول وردت به في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي وقال إنها من مدن مصر ثم ذكرها في موضع آخر فقال المشتول كثيرة الطواحين ومنها يحمل أكثر ميرة الحجاز من الدقيق والكعك وقد أحصيت الميرة في وقت من السنة فإذا هي تبلغ ثلاثة آلاف حمل جمل في كل أسبوع كلها حبوب ودقيق ، ولكثرة الطواحين في هذه القرية عرفت في القرن السادس بمشتول الطواحين ووردت كذلك في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي المشترك لياقوت وفي التحفة من أعمال الشرقية.
ثم لشهرة هذه القرية بسوقها الكبير الذي كان يعقد أسبوعيا بين القرى المجاورة لها عرفت في العهد العثماني باسم مشتول السوق وقد تغلب عليها المضاف إليه لشهرته فاختفى اسم الطواحين ووردت باسمها الحالي في تاريخ سنة 1228 هـ تمييزا لها من مشتول القاضي التي بمركز الزقازيق ، وفي سنة 1271 هـ فصل من مشتول ناحية أخرى باسم كفر السكارنة وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1898 ألغيت وحدة هذا الكفر وأضيف هو وزمامه إليها فصار ناحية واحدة باسم مشتول السوق وكفر السكارنة وهذا هو اسمها في جدول المالية “.
وجاء عنها في الخطط التوفيقية : ” مشتول السوق قرية من مركز بلبيس ، بمديرية الشرقية فى الجنوب الغربى لأنشاص الرمل على نحو اثنى عشر ألف متر ، وهى بلدة ذات أشجار وبساتين وأبراج حمام وبها أرباب حرف وتجار ومساجد وزوايا عامرة ، ومجلسان للدعاوى والمشيخة ومكاتب لتعليم أطفال المسلمين ، وسوق كل يوم اثنين ، وتكسب أهلها من الزراعة خصوصا قصب السكر ومن زبل الحمام ، وزمام أطيانها أربعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وتسعون فدانا وعدد أهلها خمسة آلاف واثنان وعشرون نفسا.
وحكى الجبرتى: أن نوة شديدة حصلت فى أواخر شعبان سنة تسع عشرة ومائتين وألف ، وتتابع الغيم ودخل الليل وحصل رعد هائل وبرق شديد ومطر كثير ، وبعد أيام جاء خبر من بلاد الشرقية أنه نزل بناحية مشتول صواعق فى تلك الليلة أهلكت نحو العشرين من بنى آدم وأبقارا وأغناما وعميت منها أعين جماعة من الناس ، انتهى “.

عزيزية القصور
جاء في الخطط التوفيقية : العزيزية خمس قرى بمصر منسوبة إلى العزيز بن المعز الذى كان متغلبا على مصر ، منها : العزيزية والعزيزية كلتاهما بالشرقية ، والعزيزية والسلنت فى ناحية المرتاحية ، والعزيزية فى السمنودية ، والعزيزية فى الجيزة ، انتهى من مشترك البلدان ، فإحداها من مركز القنيات بمديرية الشرقية ، على الشاطئ الغربى لبحر مويس ، فى شرقى ناحية الولجة بنحو ألفين وثلثمائة متر ، وفى الجنوب الغربى لمنية القمح بنحو ثمانية آلاف متر.
ويقال لها عزيزية القصور ، وبها سوق على بحر مويس ، يشتمل على حوانيت وقهاو ، وبها منزل مشيد لعمدتها حسنين نصر ، وبها مكاتب أهلية ومساجد عامرة ، أشهرها مسجد أبى عامر له منارة ، وبها عدة مصابغ ومعمل فراريج ، وفيها نخيل وأشجار وسواق ، وفى قبليها مقام ولىّ يقال له إدريس الرفاعى ، وبها أرباب حرف وتجار ومجلسا دعاوى ومشيخة ، وسوقها كل يوم خميس ، وأطيانها ثلاثة آلاف وأربعمائة وتسعون فدانا، وجملة أهلها ثلاثة آلاف وثلاث وتسعون نفسا.
وقد نشأ منها المحدث الكبير والعلامة الشهير الشيخ على العزيزى ، قال فى : «خلاصة الأثر» : هو الشيخ على العزيزى البولاقى الشافعى ، كان إماما فقيها محدثا متقنا ذكيا سريع الحفظ ، بعيد النسيان مواظبا على النظر والتحصيل ، كثير التلاوة سريعها ، متوددا متواضعا كثير الاشتغال بالعلم محبا لأهله ، خصوصا أهل الحديث ، حسن الخلق والمحاضرة مشارا إليه فى العلم ، شارك النور الشبراملسى فى كثير من شيوخه ، وأخذ عنه واستفاد منه ، وكان يلازمه فى دروسه الأصلية والفرعية وفنون العربية.
وله مؤلفات كثيرة نقله فيها يزيد على تصرفه ، منها : «شرح على الجامع الصغير للسيوطى» فى مجلدات ، و «حاشية على التحرير» للقاضى زكريا ، و «حاشية على شرح الغاية لابن قاسم» فى نحو سبعين كراسة ، وأخرى على شرحها للخطيب ، وكانت وفاته ببولاق فى سنة سبعين وألف ، وبها دفن رحمه الله تعالى ، وفى الجبرتى أن الشيخ على بن على بن على بن على – أربع مرات – ابن مطاوع العزيزى الشافعى الأزهرى.
وفيه أيضا أن منها العلامة الشيخ محمد بن عبد ربه بن على العزيزى اشتهر بابن الست ، ولد سنة ست عشرة وقيل ثمان عشرة ومائة وألف ، وسبب تسميته بابن الست ، أن والدته كانت سرية رومية اشتراها أبوه وأولدها إياه ، وكان قد تزوج بحرائر كثيرة فلم يلدن إلا الإناث ، حتى قيل إنه ولد له نحو ثمانين بنتا ، فاشترى أم ولده هذا ، فولدته ذكرا ففرح به كثيرا ، ورباه فى عز ورفاهية ، وقرأ القرآن مع الشيخ على العدوى فى كتاب واحد ، فلذلك اعتشر بالمالكية وصار مالكى المذهب.
وكان لا يتداخل فى أمور الدنيا ، ولا يتفاخر فى ملبس ، ولا يركب دابة ، ولا يدخل بيت أمير ، ولا يشتغل بغير ذكر الله والعلم ومدارسته ، وصنف : «حاشية على الزرقانى على العزية» وهى مستعملة بأيدى الطلبة ، و «ديباجة وخاتمة على أبى الحسن على الرسالة» ، و «خاتمة على شرح الخرشى» ، و «ديباجة على إيساغوجى فى المنطق» ، و «حاشية على الحفيد على العصام» ، و «تكملة على العشماوية» ، و «شرحا على آية الكرسى» ، و «شرحا على الخوصية فى التوحيد» ، ولم يزل مقبلا على شأنه حتى توفى فى سنة تسع وتسعين ومائة وألف عن أربع وثمانين سنة.

منيا القمح
في القرن الرابع الهجري قرر الخليفة العزيز بالله الفاطمي إنشاء خمس قرى جديدة لتكون سكنا للعشائر الموالية له ومنهم واحدة خاصة بقبيلة بني شاكر في الحوف الشرقي بنيت على أحد فروع النيل (بحر مويس) ، وأطلق عليها في البداية اسم جزيرة الحكما ثم سميت العزيزية نسبة للخليفة وعرفت باسم عزيزية بني شاكر تمييزا لها عن سائر القرى المسماة بذات الاسم.
ومن أجل خدمة السكان الجدد من بني شاكر قرر الخليفة منحهم إقطاعا من الأرض الزراعية الخصبة في جهة الشمال الشرقي من القرية لتكون مقرا لبناء صوامع القمح ، وكان الإقطاع وقتها يسجل في الدفاتر الرسمية باسم (منية) بمعنى عطاء في اللغة العربية وإذا تعدد كتب بصيغة الجمع (منى) وبذلك عرفت المنطقة منذ يومها باسم منية القمح ، ثم عمرت بالسكان تدريجيا حتى صارت أكبر من القرية الأصلية.
جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية : ” منيا القمح : قاعدة مركز منيا القمح ، هي من القرى القديمة اسمها الأصلي منى القمح وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية وورد في الانتصار محرفا باسم منى الفتح ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ منية القمح وهو اسمها الحالي في جدول المساحة القديم وعلى الخريطة وأما منيا القمح وهو المتداول فهو اسمها في جدول الداخلية.
وكانت منيا القمح هذه من توابع مركز العزيزية إلا أنه لوجود بلدة منيا القمح على السكة الحديدية وتوسطها بين بلاد المركز صدر أمر في سنة 1875 بنقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى من العزيزية إلى منيا القمح وسمي المركز بها من تلك السنة “.
وجاء عن العزيزية : ” العزيزية من القرى القديمة ذكر ياقوت في معجم البلدان أن العزيزية خمس قرى بمصر تنسب إلى العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله الفاطمي منها اثنتان بكورة الشرقية وهذه إحداهما وردت في قوانين ابن مماتي وتحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ووردت في التحفة العزيزية .. وزاد في قوانين الدواوين قوله : وهي جزيرة الحكما ووردت في دليل سنة 1224 هـ العزيزية وتعرف بعزيزية بني شاكر بولاية الشرقية وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي “.
وجاء في الخطط التوفيقية : منية القمح هذه القرية رأس مركز بمديرية الشرقية ، على الشاطئ الشرقى لبحر مويس فى شرقى السكة الحديد الموصلة إلى الزقازيق ، وفى جنوب الزقازيق بنحو ثلاثة عشر ألف متر ، وفى جنوب الجديدة بنحو ساعة ، وفى شمال منية يزيد بنحو ربع ساعة ، ويقال لها منا القمح ، وأبنيتها باللبن وقليل من الطوب الأحمر ، وبها ديوان الضبطية ، وثلاثة مجالس للمركز والدعاوى والمشيخة ، ومحطة السكة الحديد ومساكن لمستخدميها.
وأربعة وابورات ثابتة فى شرقى السكة الحديد وفى غربيها لحلج القطن ووابور للطحين ، ومساجد عامرة أحدها بمنارة ، وبها قيسارية ذات حوانيت مشحونة بالبضائع ، وقهاو وخمارات ومنازل تجار من الدول المتحابة ، وزمام أطيانها ألف فدان وخمسة وكسر ، وجملة أهلها ألف وأربعمائة وخمسة وثلاثون نفسا ، يتكسبون من الزرع المعتاد ، ومنهم أرباب حرف وتجار ، ولها سوق كل يوم إثنين غير السوق الدائم.

كوم حلين
في القرن الخامس الهجري نزلت عشائر من بني ساعدة من قبيلة الخزرج الأنصارية في المنطقة التي عرفت باسم كوم حلين ، وإليهم ينتسب الشيخ سلامة بن عامر دفين قرية صفط رزيق مركز ديرب نجم وهو والد المتصوف الكبير الشيخ غنيم بن سلامة السعدي مؤسس الطريقة الصوفية الغنيمية والمتوفي عام 503 هـ دفين قرية كوم حلين وأولاده إدريس وعيسى ومحمد ويوسف ، ومن ذريتهم الإمام القاضي صاحب المؤلفات العلامة شهاب أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الخزرجي الأنصاري المتوفي عام 1044 هـ وهو من قرية أبو عفل مركز الحسينية.
وردت كوم حلين في كتاب التحفة السنية في القرن التاسع الهجري حيث يقول ابن الجيعان : ” كوم حلين مساحته 1294 فدان به رزق 62 فدان عبرته 3800 دينار كان باسم الأمير طشتمر المحمدي والآن باسم الأمراء والمماليك السلطانية ” ، وجاء في القاموس الجغرافي : ” كوم حلين هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت في دليل سنة 1224 هـ باسم كوم حليوة وتعرف بكوم حلين بولاية الشرقية.
كفر الغنيمي : هذه الناحية تكونت في سنة 1269 هـ وفي سنة 1900 ألغيت وحدته المالية وأضيف زمامه إلى كوم حلين مع بقائه ناحية إدارية قائمة بذاتها وفي سنة 1910 ألغيت أيضا وحدته الإدارية وبذاك أصبح من توابع كوم حلين وفي سنة 1922 بناء على طلب الشيخ محمد الغنيمي التفتازاني أعيد فصله من كوم حلين من الوجهة الإدارية ، ثم في سنة 1932 أعيد فصله من الوجهة المالية ومن تلك السنة أصبح ناحية قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية وورد في خريطة الحملة باسم كفر الغنيمية “.
وفي الخطط التوفيقية : ” كوم حلين قرية من مديرية الشرقية بمركز منيا القمح على الشط الشرقى لبحر مويس فى جنوب منيا القمح بنحو ثلاثة آلاف متر وفى غربى شلشمون بنحو خمسة آلاف متر. ، وبها أنوال لنسج الأقمشة وزراعة أهلها كالمعتاد. ، وبالقرب منها قرية صغيرة تسمى كفر الغنيمى. وبين القريتين ضريح عليه قبة لولىّ يقال له السيد الغنيمى فى داخل مسجد له منارة مرتفعة “.
ومن أعلام كوم حلين السيد محمد محمد عبد الرحمن الزغلي التفتازاني الغنيمي (1893 ـ 1936 م) وهو كاتب وشاعر وخطيب ومتصوف مصري عُرِف بميوله القومية العربية ودفاعه المستمر ضد التواجد الصهيوني في فلسطين ، أنشأ مجلة البشائر التصوفية ونشر المقالات في العديد من الصحف كما قام بتأليف وترجمة عدد من الكتب وتولى مشيخة الطريقة الغنيمية الخلوتية بالديار المصرية.
والدكتور محمد أبو الوفا الغنيمي التفتازاني (1930 – 1994) وهو فيلسوف مصري وشيخ مشايخ الطرق الصوفية في الفترة من 1983 إلى 1994.م ، ولد في كفر الغنيمي وحصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية وعمل مدرساً بمدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية ثم مدرساً بقسم الفلسفة بكلية الآداب ثم تولى منصب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية.
والشيخ عبد اللطيف مشتهري (1915- 1995) واحد من أبرز الدعاة المصريين في القرن العشرين ، وهو رابع إمام من أئمة الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالسنّة النبوية الذين يطلق عليهم المنتسبون للجمعية لقب إمام أهل السنة ، وهو أول رئيس لهذه الجمعية من غير ذرية مؤسسها الشيخ محمود خطاب السبكي (1858- 1933) إذ خلفه ابنه أمين (1884-1968) ثم الحفيد يوسف أمين خطاب السبكي.
والدكتور فؤاد علي مخيمر (1939- 2002)عالم وداعية وباحث لغوي وأستاذ جامعي ، له مؤلفات في اللغة والسنَّة النبوية والدعوة ، حصل على شهادة الدكتوراه في اللغويات من كلية اللغة العربية عام 1979م وعمل رئيسًا عامًّا للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنَّة المحمَّدية ونالت في عهده الجمعية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وله جهودٌ مشكورة في خدمة القضية الفلسطينية.

الزنكلون وشلشلمون
جاء في الخطط التوفيقية : الزنكلون : قرية من مديرية الشرقية بقسم العزيزية ، فى جنوب القنيات بنحو خمسة آلاف متر ، وفى شرقى شرويدة بنحو ألفى متر ، وفى شمال السكة الحديد الواصلة من بنها إلى الزقازيق بنحو ألف متر ، وأبنيتها صالحة ، وبها منازل مشيدة لكبرائها ، وقصر جليل لسعادة إبراهيم باشا نجل المرحوم أحمد باشا أخى الخديوى إسماعيل ، وأنشأ بها مسجدا حسنا واسعا بمنارة تقام فيه الجمعة والجماعة ووقف عليه أطيانا يصرف عليه من ريعها.
وبها ورشة لإصلاح الآلات البخارية ، ومعمل فراريج ، وعدة بساتين ووابورات لحلج القطن ونقض الكتان وسقى المزروعات ، ويزرع بأرضها القطن والكتان وقصب السكر والأصناف المعتادة ، وبجوارها كفر صغير تابع لها به فوريقة لعصر القصب ، ولها سوق كل يوم أربعاء وأكثر أهلها مسلمون.
وإليها ينسب العلامة الشيخ مجد الدين أبو بكر الزنكلونى ، شارح التنبيه وله مصنفات ، وقبره بقرافة مصر ، ذكره السخاوى فى تحفة الأحباب ، وفى حسن المحاضرة للسيوطى أنه : مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز الزنكلونى ، كان إماما فى الفقه أصوليا محدثا نحويا صالحا قانتا لله ، صاحب كرامات لا يتردد إلى أحد من الأمراء ويكره أن يأتوا إليه ، ملازما للاشتغال وله شرح التنبيه الذى عم نفعه ، وشرح المنهاج ، ولى مشيخة البيبرسية ، ودرس الحديث بها وبجامع الحاكم مات فى سنة أربعين وسبعمائة.
شلشلمون : بلدة من البلاد الشرقية بقسم مينا القمح فى شرقيها بنحو خمسة آلاف متر ، وهى واقعة على تل قديم يؤخذ منه السباخ إلى الآن ، وربما يشتريه من أهلها أهل البلاد المجاورة لها، وأبنيتها باللبن ، وبها مجلسا دعاوى ومشيخة ومساجد بلا منارات ومكاتب أهلية ونخيل كثير ، ولها سوق كل يوم سبت ، وأطيانها ألف وتسعمائة وأربعة وخمسون فدانا ، وأهلها ألف وثمانمائة وخمس وتسعون نفسا يتكسبون من الزرع ، وفيهم أرباب حرف وتجار.
وجاء عن شلشلمون في القاموس الجغرافي أنها لم ترد في كشف أسماء البلاد المنشور في أعداد الوقائع المصرية الصادرة في سسنة 1877 ولا في إحصاء سنة 1882 وإنما ورد فيها أسماء الأربعة كفور التي يتكون منها سكن هذه القرية وهي كفر محمد عليوة وكفر عزب غزالة وكفر محمد سحيم وكفر حسين إبراهيم ، ومن سنة 1886 ألغي هذا التقسيم وأعيد لها اسمها القديم الذي وردت به في تاريخ سنة 1228 هـ تحريفا عن شنشلمون الذي عرفت به في قوانين ابن مماتي وتحفة الإرشاد ، وفي التحفة السنية أن أرضها كانت تابعة للذخيرة الشريفة.
وجاء عن الزنكلون أنها من القرى القديمة اسمها الأصلي سنكلوم وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي الانتصار من أعمال الشرقية ووردت في التحفة سنكلون من أعمال الشرقية ، وورد في مباهج الفكر وفي تاج العروس بأن اسمها على لسان العامة زنكلون وعرفت بالزنكلون في العهد العثماني فوردت به في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ وفي تاريخ سنة 1228 هـ.

قرى السعديين والنعامنة
يقول محمد بك رمزي في القاموس الجغرافي : السعديين ؛ كان يوجد ناحيتان قديمتان إحداهما تسمى منية جنان والثانية طنايا ، وبسبب خراب طنايا أضيف زمامها في تربيع سنة 933 هـ إلى ناحية منية جنان المجاورة لها وصارتا ناحية واحدة باسم منية جنان ، وفي العهد العثماني خريت قرية منية جنان ولذلك فإنه في تاريخ سنة 1228 هـ قسمت أطيان ناحية منية جنان إلى ناحيتين وهما ناحية السعديين وناحية النعامنة المجاورة لها وبذلك اختفى اسم طنايا ومنية جنان وحل محلهما الناحيتان المذكورتان.
وكانت طنايا واقعة بأرض السعديين ومنية جنان بأرض النعامنة ، والنعامنة اسم جماعة من العرب يقال لهم عرب النعائم ورد ذكرهم في كتاب تاريخ مصر لابن إياس في حوادث سنة 922 هـ ، ولأنه ذكر في دفاتر تاريخ ناحية السعديين أن أطيانها مفصولة من أراضي ناحية ميت جنان سألت صديقي سالم بك مشهور عمدة السعديين فقال إن سكن منية جنان الذي اندثر مكانه اليوم عزبة الأميرة خديجة هانم إسماعيل الشهيرة بعزبة الخراب بحوض بوكريم رقم 3 بأراضي ناحية النعامنة.
ثم قال إنه لما خربت منية جنان رحل عنها سكانها ولا يزال منهم جماعة بناحية ميت يزيد بمركز منيا القمح يعرفون إلى اليوم باسم عائلة الجناني ومنهم الشيخ عبد الفتاح الجناني من أعيان ميت يزيد عمه مهدي بك خليل الجناني المفتش السابق بوزارة المعارف ، وأخبرني مهدي بك أن الشيخ سليم بن عبد الرحمن بن سليم الجناني الأزهري المترجم في الضوء اللامع للسخاوي هو من قرية منية جنان هذه التي كانت واقعة على بحر أبو الأخضر بمركز منيا القمح.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : وامتدت مساكن بني سعد إلى الشرقية ، وكما سكن بطون أخرى من جُذام غرب الإسكندرية وحتى برقة في ليبيا وكانوا أهل إقدام وضرب بالسيف ورشق بالسهام ، كما وصفهم القلقشندي عام 800 هـ في نهاية الأرب.
وذكر أيضًا القلقشندي في قلائد الجمان عام 821 هـ وأيده السويدي في سبائك الذهب أن من جُذام في بداية فتح مصر بطون أشهرها جَري واسمهم عرب القاطع ، ووائل ، وبني سعد (السعديين) وقال : كان طابعهم عنيفًا في مصر واختطوا دورًا ، ومنهم أئمة أشهرهم روح بن زنباع تولى فلسطين أيام الدولة الأموية ، كما منهم بكر بن سوادة وعثمان بن الحكم وهم من أئمة مصر المجتهدين.
وقال القلقشندي عن سعد جُذام نقلًا عن الحمداني مهمندار الديار المصرية : وأكثر السعديين هؤلاء وحتى أوائل القرن التاسع الهجري مشايخ البلاد وخفراءها ولهم مزارع ومآكل وفيهم عشائر كثيرة ، وذكر الحمداني أن ديارهم في ضواحي القاهرة حتى أطراف الشرقية.
الديار الحالية لعشائر السعديين : الشرقية وبها أغلب عشائر السعديين في قرى سوادة وقيل إن عدد القرى والعزب نحو تسعة وتسعين ، وأحيانًا ما يسمى قرى أبو شلبي باسم عمدة القبيلة وهي تابعة لمركز فاقوس ، وفي الخطارة والسماعنة وأبو ليلة وفي عزبة الملاعبة بمركز أبو حماد وعزبة الروضة في الحيوانية ومنهم عمدة الحيوانية.

منية بني مرزوق (كفر علي غالي)
قرية كفر علي غالي بمركز منيا القمح بالشرقية سميت على اسم عائلة أبو غالي وهي إحدى العائلات المتفرعة من عرب المرازقة الذين سكنوا المنطقة في العصر الفاطمي حيث عرفت القرية في العصور الإسلامية باسم منية بني مرزوق وبصيغة الجمع منى مرزوق ، وذكرها باسمها القديم ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري في كتاب التحفة السنية فقال : ” منى مرزوق مساحتها 3234 فدانا وبها رزق 142 فدانا عبرتها كانت 12000 دينار ثم استقرت 8000 دينار للمماليك والحلقة وأملاك وأوقاف “.
ويشرح محمد رمزي في القاموس الجغرافي ما طرأ على البلدة من تخريب بواسطة محمد علي باشا فيقول : ” قرية كفر على غالى : كان يوجد بلدة قديمة تسمى منى مرزوق وردت فى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفى التحفة من أعمال القليوبية وفى تاريخ سنة 1228 هـ وردت باسم بنى مرزوق بدلا عن منى مرزوق ويقال لها على لسان العامة المرازقة.
وفى سنة 1245 هـ كان جماعة من أنفار القرعة المطلوبين للخدمة العسكرية من بعض نواحى مديرية الشرقية سائرين مع حراسهم قاصدين القاهرة وتصادف مرورهم على بنى مرزوق وقت المساء فنزلو بها للمبيت وفى منتصف الليل قام بعض سكانها وأخلوا سبيل هؤلاء المجندين بعد أن اعتدو على الحراس وقاوموهم مقاومة شديدة وبذلك تمكن جميع المجندين من الهرب الى بلادهم.
ولما علم محمد على باشا بهذة الحادثة استكبر وقوعها وأمر فى الحال بهدم مساكن هذه القرية من أساسها فسلطت عليها المدافع ولم تتركها حتى أتت على أخر بناء قائم فيها فأصبحت بني مرزوق أطلالا خاوية.
وأما سكانها فمجرد أن علموا بقيام المدافع من القاهرة أسرعو فى الخروج من ديارهم واختفوا مشتتين فى القرى القريبة من بلدهم ، وبعد أن مضت مدة هدأت فيها القلوب عادوا ونزلوا في أراضي بلدهم وأنشأوا فيها كفورا استوطنوها بدلا من قرية بنى مرزوق المذكورة.
وقد استمر تحصيل الأموال المربوطة على الأراضى باسم بنى مرزوق الى سنة 1264هـ وفيها مسحت أراضيها ووزعت على الكفور التى أنشئت فيها وهى كفر على غالى وكفر عبد النبى وكفر الزقازيق القبلى وكفر الشرابية وكفر سعد بحيرى وقيدت الأطيان بأسماء تلك الكفور وبذلك اختفى أسم بنى مرزوق من عداد النواحى المصرية.
ولأن سكن قرية بنى مرزوق المخربة كان واقعا فى الأرض التى خصت كفر علي غالي الذى نحن بصدده فقد تكلمنا عليها هنا مع العلم بأن سكنها مكانه اليوم جبانة ومقامات المشايخ حسان وسكران وسلامة بحوض السعد قسم ثانى بأراضى هذا الكفر.
ومما ذكر يتضح أن الكفر المذكور فصل من زمام بنى مرزوق وأصبح ناحية قائمة بذاتها من سنة 1264 هـ السابق ذكرها “.

نبتيت
قرية من قرى الحوف الشرقي تقع اليوم في مركز مشتول السوق بالشرقية ، جاء في القاموس الجغرافي أنها من القرى القديمة حيث وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ، وفي الخطط التوفيقية أنها قرية من مديرية الشرقية بمركز بلبيس ، واقعة فى شمال زفيتة مشتول بأقل من ساعتين ، وفى الشمال الغربى لناحية المنير على بعد ساعة ، وبها زاوية للصلاة ، وزراعتها كالمعتاد.
وإليها ينسب الشيخ على النبتيتى الضرير ، قال الشعرانى فى طبقاته : كان من أكابر العلماء العاملين والمشايخ المتكلمين ، وكانت مشكلات المسائل ومعضلاتها ترسل إليه ، من الشأم والحجاز واليمن وغيرها ، فيحلها بعبارة سهلة ، وكانت العلماء تذعن له ، وكان مقيما ببلده نبتيت بنواحى الخانقاه السرياقوسية ، والخلق تقصده من سائر الأقطار ، وكان إذا جاء مصر تندلق عليه الناس يتبركون به ، قال : وقد بلغنى أن عبد الرّزّاق الترابى – أحد تلامذته – جمع مناقبه نظما ونثرا ،توفي فى يوم عرفة سنة سبع عشرة وتسعمائة ، ودفن ببلده ، وضريحه بها ظاهر يزار.
وجاء فى الطبقات : الشيخ على بن الجمال النبتيتى أحد أصحاب سيدى أبى العباس الغمرى ، كان من الرجال المعدودة فى الشدائد ، وكان صاحب همة ، يكاد يقتل نفسه فى قضاء حاجة الفقراء ، وحج هو وسيدى أبو العباس الغمرى ، وسيدى محمد بن عنان ، وسيدى محمد المنير ، وسيدى أبو بكر الحريرى ، وسيدى محمد العدلى فى سنة واحدة ، وكان يسافر كل سنة إلى مكة بالحبوب ، يبيعها على المحتاجين ، وكان مشهورا بالحذق فى البيع بمكة ، لأنه كان يخبر فى الثمن بزيادة عن الناس ، وكان يفرق كل سنة الثياب على أهل مكة ، ويفرق عليهم السكر ، وكذلك على أهل المدينة . توفى سنة نيف وتسعمائة ، ودفن فى نبتيت بزاويته.
وفى خلاصة الأثر أن منها : الشيخ إبراهيم النبتيتى نزيل القاهرة ، المجذوب ، صاحب الكرامات والأحوال الباهرة ، ذكره المناوى فى طبقات الصوفية ، وقال فى ترجمته : كان أولا حائكا فى نبتيت ، وقدم مصر فأقام بجامع إسكندر باشا بباب الخرق نحو عشرين سنة ، ثم تحول لمسجد المرة بقرب تحت الربع ، ثم تحول إلى بلده نبتيت ، فسكنها إلى أن مات ، وكانت وفاته فى سنة ثمان عشرة بعد الألف ، ودفن ببلده ، وعمل له أحد وزراء مصر قبة عظيمة.
وذكر الجبرتي أن منها عالم الرياضيات على بن عبد القادر النبتيتى ، موقت الجامع الأزهر ، أحد المتبحرين فى علم الميقات والحساب ، من العلماء العاملين الفائقين فى فن الزايرجة والأوفاق ، والمنفردين بعلم الدعوة والأسماء بإجماع أهل الخلاف والوفاق ، وكان مع ذلك متفننا فى علم الأدب ، قائما بوظائف العبودية ، مجدا بالاشتغال ، له كفاف وقناعة ، وله مؤلفات كثيرة شهيرة نافعة منها كتاب حافل فى الأوفاق سماه مطالع السعادة الأبدية فى وضع الأوفاق والخواص الحرفية والعددية ، وله رسائل كثيرة فى فنون شتى ، وكانت وفاته بمصر فى نيف وستين وألف ، ودفن بتربة المجاورين.