وادي الطميلات

الظاهرية

في القرن السابع الهجري قرر السلطان بيبرس بناء مدينة جديدة في أطراف الشرقية باتجاه الصحراء لتكون قاعدة عسكرية متقدمة مثل الصالحية والعباسة التي أنشأها الأيوبيون والطولونيون من قبل ، واختار لها منطقة في وادي السدير عرفت باسم التل الصغير الغربي للتفرقة بينها وبين التل الكبير الشرقي (التل الكبير حاليا).

جاء في الخطط التوفيقية : ” ولم تزل العباسة على ذلك حتى أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل المنزلة الصالحية ، فتلاشى حينئذ أمر العباسة ، وخربت المناظر فى سلطنة الملك المعز أيبك ، فلما كانت سلطنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس مر على السدير – وهو فم الوادى – فأعجب به ، وبنى فى موضع اختار منه قرية سماها الظاهرية ، وأنشأ بها جامعا وذلك فى سنة ست وستين وستمائة ، والظاهرية من بلاد الشرقية ، تابعة لشفلك وادى الطميلات الذى هو للمكاتب الأهلية ، وهى من ضمن نظارة الغربى “.

وجاء في القاموس الجغرافي : ” الظاهرية : هي من القرى القديمة أنشأها الملك الظاهر بيبرس البندقداري في سنة 666 هـ عند مروره بوادي السدير وأعجبه مكانها ، وردت في تحفة الإرشاد الطاهرية المستجدة من أعمال الشرقية وصوابه الظاهرية المستجدة ووردت في التحفة الطاهرية بوادي السدير ، وفي تربيع سمة 933 هـ ألغيت وحدتها المالية وأضيف زمامها إلى وادي العباسة.

وفي تاريخ سنة 1228 هـ ألغي وادي العباسة من الوحدات المالية وأضيف زمامه إلى العباسة مع بقاء الظاهرية ناحية إدارية ، وفي سنة 1870 قسمت أراضي منطقة الظاهرية من الوجهة الإدارية الزراعية إلى قسمين وهما نظارتا التل الصغير والغربي وهما نظارتان من نظارات تفتيش الوادي الذي كان تابعا في ذلك الوقت للخاصة الخديوية.

وفي سنة 1892 ضم هاتان النظارتان إلى بعضهما باسم ناحية الغربي وهي ناحية إدارية واقعة في زمام العباسة من سنة 1228 هـ كما ذكرنا ، ولأن كلمة الغربي هي من أسماء الأوضاع ولا يصح إطلاقها منفردة على اسم بلد ، فقد اقترحت على وزارة الداخلية تغيير كلمة الغربي المذكورة وتسمية هذه الناحية (الظاهرية).

وفي سنة 1933 أصدرت الداخلية قرارا بالموافقة على اقتراحي وجعلتها الضاهرية وهو اسمها على ألسنة العامة ونشر القرار في الوقائع المصرية بالضاد بدل الظاء في اسم الظاهرية ، وفي سنة 1936 صدر قرار من وزارة المالية بفصل الضاهرية هذه بزمام خاص من أراضي العباسة وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية ، وكانت هذه الناحية تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه “.

التل الكبير

في العصر المملوكي نزلت عشائر قبيلة الطميلات بالقرب من أطلال مدينة بيتوم القديمة حيث عرف التل القريب منها باسم التل الكبير تمييزا له عن التل الغربي الصغير الذي أسس فيه الظاهر بيبرس قرية الظاهرية ، وقد فصل محمد بك رمزي ذلك في القاموس الجغرافي حيث يقول :

وكان يوجد ناحية قديمة ذات وحدة مالية تسمى وادي السدير وردت في تحفة الإرشاد وفي الانتصار وفي الخطط المقريزية من أعمال الشرقية ، وفي تربيع سنة 933 هـ ورد هذا الوادي باسم وادي العباسة لمتاخمته لأراضي ناحية العباسة ويقال له وادي الطميلات نسبة إلى جماعة من العرب نزلوا به يقال لهم الطميلات.

وفي تاريخ سنة 1228 هـ ألغي اسم وادي العباسة وأضيف زمامه إلى ناحية العباسة ، وكان الوادي المذكور يشتمل على قريتين هما التل الكبير والظاهرية ، وفي سنة 1870 قسمت أراضي منطقة التل الكبير من الوجهة الإدارية الزراعية إلى قسمين وهما نظارتا التل الكبير والشرقي وهما نظارتان من نظارات تفتيش الوادي الذي كان تابعا في ذاك الوقت للخاصة الخديوية ، وفي سنة 1892 ضم هاتان النظارتان إلى بعضهما وصارتا ناحية واحدة باسم الشرقي.

وفي سنة 1932 أصدرت وزارة الداخلية قرارا بناء على اقتراحي بتغيير اسم الشرقي وتسميتها (التل الكبير) لشهرتها بهذا الاسم وإطلاقه من قديم على محطة السكة الحديدية ومكتب البريد ونقطة البوليس وعرفت به المعركة التي وقعت بين المصريين والإنجليز في سنة 1882 “.

وجاء في الخطط التوفيقية : ” التل الكبير من قسم الصوالح ببلاد الشرقية واقعة فى الوادى فى جنوب السّكة الحديد المارة إلى السويس يفصل بينهما ترعة الإسماعيلية وترعة الوادى على نحو خمسة وعشرين ألف متر ، وفى كتاب لينان باشا الذى تكلم فيه على مصر ما ترجمته : أنها فى محل قرية طوم العتيقة المسماة فى بعض الكتب طوهوم.

ثم إن قرية التل الكبير الآن مبنية بالطوب اللبن الرملى ، وبها ديوان تفتيش الوادى وقصر مشيد وجامع عامر ، وفى شمالها قشلاق تقيم به العساكر وبها بساتين ، وعلى ترعة الوادى هويس بجانبه جملة دكاكين منها بالبر الأيمن نحو خمسة وسبعين ما بين قهوة وحانوت تجارة وفى البر الأيسر نحو ثلاثة وسبعين حانوتا وإيراد جميعها لجهة المكاتب الأهلية.

وكان تجديدها زمن فتح القنال لضرورة لوازم الشغالة والإفرنج المباشرين للاشغال والمترددين هناك من نوتية المراكب ونحو ذلك ، ولما فرغت الأشغال من هناك قلت الحركة وأخذ سوقها الدائم فى النقص وقلّ مرور المراكب عليها وعما قليل يمر جميعها بالترعة الإسماعيلية وينقطع مرورها فى تلك الترعة فيضمحل حال ذلك السوق بالمرة ، وفى بحرى الهويس أيضا مساكن للعساكر.

وبهذه القرية مجلسان للدعاوى والمشيخة وضبطية وبها دائرة لضرب الأرز ومعمل دجاج ولها سوق كل يوم جمعة وأرضها من ضمن أراضى الوادى الموقوفة على المكاتب من المراحم الخديوية التى ذكرناها فى الكلام على العباسية وهى من نظارة الشرقى ، وبقربها بجوار الجبل القبلى قرية صغيرة يقال لها التل الصغير موقعها فى جنوبها وهى من بلاد تلك النظارة أيضا ، وبها بستان للميرى ، وقد غرس فى أرضها زمن العزيز المرحوم محمد على كثير من شجر التوت لتربية دود الحرير “.

عرب القصاصين

استمدت ناحية القصاصين بمحافظة الإسماعيلية اسمها من عشائر عرب القصاصين الذين نزلوا في وادي الطميلات في العصر العثماني ثم بدأ توطنهم في جوار دائرة تفتيش الخاصة الخديوية ، وقد جاء تفصيل ذلك في القاموس الجغرافي حيث يقول محمد بك رمزي :

القصاصين القديمة : أصلها من توابع ناحية العباسة ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1260 هـ وكانت تسمى قصاصين الوادي لمجاورتها لناحية الوادي التي قسمت أطيانها بين نفيشة والمحسمة وتمييزا لها من ناحية قصاصين السباخ التي بمركز كفر صقر ، وفي سنة 1870 سميت القصاصين هذه من الوجهة الإدارية الزراعية نظارة القديمة وهي إحدى نظارات تفتيش الوادي الذي كان تابعا في ذاك الوقت للخاصة الخديوية ، وفي سنة 1892 ضمت نظارة القديمة هذه إلى نظارة الجديدة وصارتا نظارة واحدة باسم القديمة وما معها.

وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 أضيف زمام ناحية القصاصين هذه إلى ناحية العباسة مع بقائها ناحية إدارية قائمة بذاتها باسم قصاصين الوادي وما معها ، وفي سنة 1906 قسمت ناحية قصاصين الوادي وما معها من الوجهة الإدارية إلى ناحيتين إداريتين وهما هذه وهي الأصلية وسميت القصاصين القديمة والأخرى القصاصين الجديدة وهي المستجدة ، وفي سنة 1936 صدر قرار من وزارة المالية بفصل هذه الناحية بزمام خاص من أراضي ناحية العباسة فأصبحت ناحية قائمة بذاتها كما كانت.

وهي تنسب إلى جماعة من العرب يعرفون بعرب القصاصين ، وكان يوجد مكان القصاصين هذه قرية قديمة تسمى قمر وردت في معجم البلدان بأنها بلد بمصر بوادي السدير (وادي الطميلات الآن) وإليها ينسب الطير المعروف بالقمري ، وذكرها جوتييه في قاموسه باسم كيمور وقال إنها محطة عسكرية بوادي الطميلات ، وكانت هذه الناحية تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه.

القصاصين الجديدة : تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1870 باسم نظارة الجديدة وهي إحدى نظارات تفتيش الوادي الزراعية الذي كان تابعا في ذاك الوقت للخاصة الخديوية ، وفي سنة 1892 ضمت نظارة الجديدة هذه إلى نظارة القديمة وصارتا ناحية واحدة باسم القديمة وما معها ، وفي سنة 1899 ألغيت الوحدة الإدارية لهذه الناحية وأضيفت إلى ناحية القصاصين الأصلية وصارتا ناحية واحدة باسم قصاصين الوادي وما معها.

وفي سنة 1906 قسمت ناحية قصاصين الوادي وما معها من الوجهة الإدارية إلى ناحيتين إداريتين وهما هذه وسميت القصاصين الجديدة والأخرى وهي الأصلية وسميت القصاصين القديمة ، وفي سنة 1936 صدر قرار من وزارة المالية بفصل هذه الناحية بزمام خاص من أراضي ناحيتي العباسة والمحسمة القديمة وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، وكانت هذه الناحية تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه “.

أبو صوير والمحسمة

في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تم حفر ترعة الإسماعيلية لتوصيل المياه من نهر النيل إلى منطقة قناة السويس ، وامتد جزء من الترعة بمحاذاة وادي الطميلات حيث عمرت المنطقة الصحراوية التي تمتد من الإسماعيلية شرقا إلى القصاصين غربا وتأسست فيها عدة قرى وبلدات على زمام قرية المحسمة القديمة الواقعة إلى الشرق مباشرة من القصاصين وتضم من أول نفيشة شرقا مروروا بمركز أبو صوير في الوسط والمحسمة غربا ، وفي العصر الحديث تأسست المنايف في الجنوب.

وترجع قرية المحسمة القديمة إلى العصر المملوكي حيث وردت في الروك الناصري ، وقد جاء تفصيل ذلك في القاموس الجغرافي حيث يقول محمد بك رمزي : ” المحسمة القديمة هي من القرى القديمة اسمها المحمة وردت في معجم البلدان قرية في كورة الشرقية وقال إن المحمة هي الأرض التي يكثر فيها الحمى ووردت في قوانين الدواوين المحمة من تيه بني إسرائيل ، ووردت في الانتصار المحسمة من تيه بني إسرائيل.

وكانت المحسمة (المحمية) ناحية ذات وحدة مالية وفي تاريخ سنة 1228 هـ ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية الوادي فأصبحت من توابعها وعرفت بالمحسمة تخلصا لها من الحمى ، وفي سنة 1930 قسمت ناحية المحسمة من الوجهة الإدارية إلى ناحيتين عرفت إحداهما وهي الأصلية هذه باسم المحسمة القديمة وعرفت الثانية وهي المستجدة باسم المحسمة الجديدة وفي سنة 1931 صدر قرار من وزارة المالية بفصلهما أيضا من بعضهما من الوجهة المالية.

أبو صوير : تكونت في سنة 1904 من الوجهة الإدارية ، وفي سنة 1931 صدر قرار بفصلها من الوجهة المالية من زمام ناحيتي المحسمة ومن تلك السنة أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، أبو صوير المحطة : تكونت في سنة 1930 من الوجهة الإدارية ، وفي سنة 1931 صدر قرار بفصلها من الوجهة المالية من زمام ناحية المحسمة ومن تلك السنة أصبحت ناحية قائمة بذاتها.

السبع آبار الغربية : تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1904 باسم السبع آبار والمكفر وفي سنة 1931 صدر قرار بفصلها من الوجهة المالية من زمام المحسمة باسم السبع آبار الغربية ومن تلك السنة أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، والمكفر اسم محرف صوابه المحفر وهي من النواحي القديمة وردت في التحفة من أعمال الشرقية وفي الانتصار المحفرة بالأعمال المذكورة.

السبع آبار الشرقية : تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1930 باسم أبو دهشان وفي سنة 1931 صدر قرار بفصلها من الوجهة المالية من زمام المحسمة باسم السبع آبار الشرقية ومن تلك السنة أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، نفيشة : تكونت هذه الناحية في سنة 1882 من الوجهة الإدارية وفي سنة 1899 فصلت من الوجهة المالية من زمام ناحية الوادي ومن تلك السنة أصبحت ناحية قائمة بذاتها “.

الواصفية

قرية حديثة نشأت أول الأمر لتكون مقرا لعشائر قبيلة المطاردة (في من عرب الهنادي) وكانت تقع ضمن زمام أبو صوير البلد ثم فصلت عنها ، وعرب المطاردة فرع من العليوات وهي إحدى فروع قبيلة الهنادي والتي تنتمي إلى قبيلة بني سليم العربية المعروفة ، وقد نزحوا من برقة إلى البحيرة قبل أربعة قرون ثم انتقلوا إلى الشرقية في عهد محمد علي باشا.  

جاء في موسوعة القبائل : المطاردة وهم من فروع الهنادي المشهورة ويلتقون مع أولاد الشافعي في عليوة ومع السلاطنة في جابر. ويتركز المطاردة في قرية الوصفية بمركز أبو صوير البلد محافظة الإسماعيلية ويمتلكون أراضٍ زراعية في مركز أبو صوير ولهم عزبة كبيرة باسمهم في الوصفية ولهم مدارس تعليمية في الوصفية وأبي صوير البلد باسم شيوخهم مثل مدرسة الشيخ محمود محمد إبراهيم مطرود – رحمه الله – ومدرسة المهندس مجاهد محمود محمد مطرود، ومعهد دقينش أبو مطرود الديني.

ويهتم بعض المطاردة بتربية الخيول الأصيلة من الصافنات الجياد. ومن عُمد المطاردة السابقين للوصفية بمركز أبو صوير البلد محافظة الإسماعيلية: محمد إبراهيم أبو مطرود ، ومحمود محمد إبراهيم أبو مطرود ، ودقينش إبراهيم أبو مطرود ، وسعيد دقينش إبراهيم أبو مطرود

ومن رجالات المطاردة الحاليين أذكر كبير المطاردة بالوصفية مركز أبو صوير الشيخ الفاضل دخيل أحمد محمد إبراهيم مطرود، والمهندس مجاهد محمود محمد إبراهيم مطرود، والشيخ سعد أحمد محمد إبراهيم مطرود، والأستاذ حسن حمد أحمد محمد إبراهيم مطرود، والأستاذ عيد عبد السلام مطرود، والمهندس عبد الكريم قرضة عبد المعطي عويدات مطرود، ومحمود عبد السلام دقينش مطرود، والدكتور شامل السيد البدري محمد مطرود، والمهندس شريف السيد البدري محمود مطرود في إيطاليا، والمهندس سمير قاسم مطرود والأستاذ طلعت مجاهد مطرود، ومن المطاردة عدة محامين أشهرهم سمير علي دقينش، وسامح دخيل، وهاني سعد أحمد مطرود.

وقد جاءت تفاصيل عن هجرات الهنادي وفروعها إلى الشرقية في كتاب (الهادي في معرفة بني سُلَيْم والهنادي) حيث يقول الأستاذ محمد علي يونس : بسبب الحروب التي نشبت بين بطون بني سُلَيْم في ليبيا انتقلت قبيلة الهنادي إلى الديار المصرية عام ١٠٠٠ هـ (أي من أربعة قرون ونيف) وقطنت مديرية البحيرة ثم انتقلت إلى صعيد مصر وبقيت به حتى أقطنها محمد علي باشا في مديرية الشرقية فظلت بها حتى يوم الناس هذا.

وتنتشر قبيلة الهنادي على امتداد مصر المحروسة ، ففي محافظة الشرقية أغلبهم في مركز الحسنية وأبو كبير وكفر صقر وأبو حماد وبلبيس وفاقوس ومنيا القمح. وينتشرون في مناطق متفرقة في محافظات المنوفية والغربية وخصوصًا في كفر الزيات والسنطة ، ومنهم في محافظة القليوبية في قرى كفر شكر مثل البقاشين وغيرها ، وكذلك من الهنادي في محافظة البحيرة في مركز حوش عيسى وأبو حمص والدلنجات.

أما في صعيد مصر فإنهم يتواجدون في محافظة الفيوم والمنيا وبني سويف وأسيوط وخاصة مركز أبنوب، وفي الإسماعيلية يتواجدون في أبو سلطان وأبو صوير، وقد تفرعت بيوت كبيرة من الهنادي أشهرها العليوات والمناصرة اللذان تعاقبا على رئاسة ومشيخة القبيلة عبر القرون التي مضت. وفي العليوات تفرعت بيوت أخرى أشهرها بيت أبي بكر ومطرود والعلواني والمنفي والسعداوي.

وقال عن أفراح الهنادي: من مظاهر أفراح قبيلة الهنادي كف العرب وإنشاد المواويل العربية والمجاريد، وتبدأ مظاهر الأفراح وليالي السمر قبل رفاف العروسين بحوالي شهر حيث يتوافد أبناء الهنادي على بيت العريس ويدقون له كف العرب، وينشدون المجاريد والمواويل البدوية التي تحمل في طياتها مفاخرهم بأصالتهم وعراقتهم، وقد برع في هذا المضمار المشايخ جندل محمد جندل وعبد القادر مشهور، وفي يوم الزفاف يتحرك الموكب لإحضار العروس قبل صلاة الظهر، وعند الظهر يتناول المدعوون الغذاء وينصرفون

وتعد قبيلة الهنادي من أكبر القبائل العربية، بل هي الأعرق على الإطلاق في اقتناء وتربية الخيول العربية الأصيلة، وما زالت هناك إسطبلات عامرة في ربوع مصر تحوي الخيول العربية، وكانت قبيلة الهنادي موردًا للخيول العربية لدول العالم وعلى الأخص دول الخليج ، وينافس الطحاوية في هذا المجال فرع المطاردة وفرع السلاطنة في أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية وهما من فروع الهنادي المشهورة.

عرب وادي الطميلات

في القرن الحادي عشر الهجري نزلت عشائر الطميلات في وادي العباسية المعروف قديما باسم وادي السدير فتغير اسمه وأصبح منسوبا إليهم وعرف باسم وادي الطميلات.

وقد جاءت تفاصيل عنهم في كتاب موسوعة القبائل العربية حيث ذكر مؤلفه محمد سليمان الطيب أن تسمية الطميلات في مصر على بطون هاجرت قادمة من الجزيرة العربية إلى سيناء ثم إلى وادي النيل وسكنت وادي الطميلات.

وسمي الوادي باسم هذه القبيلة بعدما نزلوا بها في القرن الحادي عشر الهجري ، وهو واد كبير امتدت فيه ترعة الإسماعيلية حتى بحيرة التمساح ، وكان حتى القرن العاشر يسمى وادي العباسية ، وذكر الجزيري قبيلة الطميلات من قبائل المحمل لقوافل الحاج في سيناء في القرن العاشر الهجري.

قال أحمد لطفي السيد : الطميلات قبيلة عربية من عرب الحجاز وعدَّت في حصر عربان مصر عام ١٨٨٣ م من قبائل الشرقية ، ومنه عشائر في بني سويف والفيوم والدقهلية والغربية. ورجح المؤرخون هجرة الطميلات إلى سيناء ثم الشرقية ووادي النيل قبل خمسة قرون تقريبًا.

عشائر وادي الطميلات : الحماطرة وهي أصل القبيلة وأكبر بطونها ومنهم فخوذ في الشرقية وهناك قرى كاملة من العباسة وأبو حماد حتى الإسماعيلية تعود بنسبها إلى (الحماطرة) ومن فروع الطميلات عشائر في الفيوم وبني سويف والدقهلية والغربية.

ومن سكان وادي الطميلات عشائر العداربة والمطالقة والدراهشة والجريدات والبغدادي والكواتمة والنوافعة والهواشمة ، والهواشمة لهم قرية باسمهم في سرابيوم بالإسماعيلية يسكنها منهم ومن بعض الأناس غيرهم.

ومن سكان الوادي عشائر الهوانية وأشهر فروعهم الهتايمة ومنهم في الجناين بالسويس وأبو صوير وغيرها من قرى الإسماعيلية ، وعشائر البعالوة ومسكنهم في القصاصين بالإسماعيلية وغيرها من قرى الشرقية.

ومن سكان وادي الطميلات عشائر السويدات في المحسمة الجديدة بالإسماعيلية ، والأشكوات في السويس والإسماعيلية ، والهياكلة وعامر في الشرقية وأولاد مطر في عرب العليقات البحرية وكفر الصهبي وعزبة مراد بالقليوبية.

وكان عمدة قبيلة الطميلات في بداية هذا القرن منصور أبو بغدادي ، تولى بعده ابنه فيصل ، ثم حسن فيصل ، ثم عبد الجليل منصور ، ثم محمد فيصل منصور، والعمدية للآن في آل فيصل.

لمحة عن الطميلات في القرون الأخيرة : من أبرز ما ذكر عن الطميلات في تاريخ مصر ونقله الفرنسي أميديه جوبير في كتاب وصف مصر المترجم من الأستاذ زهير الشايب فقد ذكر أميديه عن الطميلات أنها من قبائل الشرقية تسكن في وادي الطميلات الذي كان يمر فيه خليج أمير المؤمنين قديمًا ، وقال : إن هذه القبيلة العربية في مصر يبلغ عدد فرسانها نحو خمسمائة فارس إبان الحملة الفرنسية عام ١٧٩٨ م على مصر .