2 / عبد الله بن عبد الحميد العدوي

أبو عبد الرحمن العمري هو اللقب الذي عرف به عبد الله بن عبد الحميد بن عبد الله العابد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي .. ولد بالمدينة المنورة عام 200 هـ. واستشهد في صعيد مصر عام 259 هـ. وشهدت حياته عددا من الأحداث الجسام التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ مصر العربية .. تلقى علوم الدين على أيدي علماء المدينة وتربى في بيت التنسك والزهد ثم رحل إلى مصر وقد أفرد له تقي الدين المقريزي ترجمة في كتابه المقفى الكبير استهلها بالقول : ” وقدم مصر وجالس محمد بن عبد الله بن الحكم وسمع منه الحديث ثم مضى إلى إبراهيم بن الأغلب (والي إفريقية) ومدحه فوصله بألف دينار وعاد في سنة إحدى وأربعين ومائتين إلى مصر وكانت فيه أدوات من فقه وأدب وشعر ومعرفة بالنجوم والفلسفة ” .. ولما قدم أبو عبد الرحمن ثانية إلى مصر كانت تموج بالاضطرابات والسخط على العرب حيث عزل عنبسة بن إسحق آخر وال عربي وحل محله ولاة من الترك فساءت أحوال البلاد فسار إلى أسوان وجالس أهلها وتأثر بهم وأثر فيهم علميا والتف حوله العرب يستمعون له ويرضون مشورته.

وكان نزوح القبائل العربية إلى الجنوب بسبب قرار الخليفة المعتصم عام 218 هـ. بإسقاط العرب من ديوان الجند وحرمانهم من العطاء المفروض لهم فكان عليهم السعي على أرزاقهم سواء بالزراعة أو الرعي أو التجارة أو الصيد في ربوع الدلتا والصعيد .. لكن في منطقة أسوان تحديد اكتشفت القبائل عددا كبيرا من مناجم الذهب فبدأت في الاستقرار هناك حيث استخراج الذهب وبيعه وأطلقوا على المنطقة (أرض المعدن) ، وقد اشتغل أبو عبد الرحمن العمري وعشيرته من بني عدي بهذه الصناعة وبرع فيها لما له من سابق علم وفطنة وكان مقامه في منازل مضر والتي تضم في طياتها كلا من قريش وكنانة وتميم والقيسية (هوازن وغطفان وسليم) ويجاورها في ذلك قبائل ربيعة في منطقة العلاقي (وهي حديثة الانتقال للمنطقة من الجزيرة العربية) وكانت منازل العرب جميعا تقع بين بلاد البجا شرقا (ساحل البحر الأحمر) وبلاد النوبة غربا (وادي النيل) .. ولم يكن العمري يهدف أول الأمر إلى إنشاء إمارة أو القيام بأي عمل عسكري لولا قيام قبيلة ربيعة بقتل الوالي محمد بن القمي عام 245 هـ. والذي كان مرسلا من الخليفة المتوكل على رأس جيش ليحمي السكان من هجمات البجا الذين اعتادوا السلب والنهب.

 تزامن ذلك مع تطور الأحداث السياسية في عاصمة الخلافة العباسية والتي أثرت تأثيرا كبيرا على الأقاليم حيث تآمر القادة الأتراك على الخليفة المتوكل وقتلوه غيلة في عام 247 هـ. / 861 م. وكان ذلك نتيجة لسلسلة من السياسات الخاطئة للخلفاء العباسيين حيث كان هناك إصرار من المأمون والمعتصم على فرض مذهب المعتزلة وامتحان العلماء فيه والشطط في ذلك مما أورث عند الناس أحقادا وثارات أتبعها المعتصم بنقل العاصمة من بغداد إلى مدينة جديدة بناها في الشمال هي (سامراء / سر من رأى) وذلك ليتخلص من نفوذ العائلات الفارسية التي ساهمت في نشأة الدولة حيث استبدلهم بجماعات من الأتراك الموالين له استقدمهم من وسط آسيا وجعل منهم حرسه الخاص وجل جنده وأقام لهم معسكرات خاصة بهم في المدينة الجديدة .. وعندما تولى الواثق بن المعتصم بدأ في التراجع عن اضطهاد العلماء لكنه لم يستطع مقومة نفوذ القادة الأتراك وعندما توفي كانت الدولة العباسية الأولى قد انقضت حيث استفحل هذا النفوذ في عهد خلفه وأخيه المتوكل وصارت لهم الكلمة المسموعة في البلاد وتولوا الولايات وسط ظروف صعبة حيث عمد المتوكل إلى اضطهاد المعتزلة والشيعة رافعا شعار نصرة السنة ممثلا في مذهب الحنابلة الذي حاول فرضه بالقوة مما أجج المزيد من الأحقاد ودفع الدولة إلى الانزلاق نحو الفوضى والاضطراب.

وكان غياب السلطة المركزية سببا في ازدياد نفوذ قبائل ربيعة وهيمنتها على المنطقة وفي هذا يقول اليعقوبي في كتابه (البلدان) وهو يصف مصادر التبر بالعلاقي : ” أن الوادي كالمدينة العظيمة به خلق من الناس وأخلاط من العرب والعجم وأصحاب المطالب وبها أسواق وتجارات وشربهم من آبار تحفر في وادي العلاقي وأكثر من بالعلاقي قوم من ربيعة من بني حنيفة من أهل اليمامة انتقلوا إليها بالعيالات والذرية من اليمامة ” .. وفي كتاب (مروج الذهب) يقول المسعودي : ” وسكن جماعة من المسلمين معدن الذهب وبلاد العلاقي وعيذاب وسكن في تلك الديار خلق من العرب من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان فاشتدت شوكتهم وتزوجوا من البجة فقويت البجة بمن صاهرها من ربيعة وقويت ربيعة بالبجة على من ناوأها وجاورها من قحطان وغيرهم من مضر بن نزار ممن سكنوا تلك الديار ” .. وبدأت الزعامات العربية في الظهور ومنها زعامة أشهب زعيم ربيعة الذي قوى تحالفه مع البجة ليضمن له المزيد من الحصول على الذهب والزمرد واتخذ من مدينة النمامس مركزا له.

وقد استحوذت قبائل ربيعة على أفضل مناطق التنقيب وبدأت في مضايقة مضر وكان من نتيجة ذلك حدوث مناوشات أسفرت عن مقتل رجل من مضر وهي الحادثة التي جاءت في كتاب (المقفى الكبير) على لسان المقريزي حيث قال : ” فوقع بين المضرية والربعية اختلاف بسبب رجل قتل من مضر فاجتمع الفريقان وأقيد القاتل ووهب ولي المقتول الدم ولم يحضر العمري فغضب من ذلك ورحل عنهم فلحقته جماعة من القوم ليترضوه فامتنع عليهم وقال : نقمت عليكم إطراحي إذ لم تحضروني هذا الأمر .. قالوا : ما علمنا أنك تختار هذا فإذا قد رغبت إلى مثله فلا خلاف عليك ولا نورد ولا نصدر بعد هذا إلا عن أمرك .. وأتبعوا الأمر أيمانا مؤكدة ” ، وقد دفعت الظروف إلى ميلاد زعامة العمري لقبائل مضر فأخذ ينظم أمورهم وقرر التحرك جنوبا نحو المنطقة التي عرفت باسم (شنقير) والممتدة من شمالي وادي حلفا وحتى شرق مدينة أبو حمد (جنوب مصر وشمال السودان حاليا) واتخذ من مدينة أم بناردي مركزا للإمارة الوليدة وكان هذا التحرك بسبب سيطرة قبائل ربيعة على أرض العلاقي ولم يكن راغبا في التصادم معهم أول أمره.

ويتحدث عن نشأة الإمارة بالتفصيل الباحث صادق داود جودة في بحثه القيم المنشور في مجلة جامعة الملك سعود فيقول : ” وبوصول العمري إلى أم بناردي تكون الخطوة الأولى في سبيل إقامته الإمارة قد بدأت فعلا وأن عليه الاستمرار في إعلاء البناء بحزم وعزم بما عرف عنه من طموح ومغامرة وبما توفر له من الإمكانات الجديدة البشرية والمادية .. وكانت الصعوبة الوحيدة والعقبة الكؤود أمامه هي عدم توفر المياه الكافية في المنطقة وكانت عملية الحصول عليها من بلاد النوبة ممكنة لولا أن أهل النوبة كان من أهم مطالبهم أن لا يروا إمارة عربية في المنطقة وأنهم لن يكونوا راضين عن مثل هذه الإمارة بجانبهم وأنهم سيناصبونها العداء فيما لو وجدت .. وكانت عملية الحصول على المياه تقتضي أن يتمكن العمري من جلبها من أرض مملكة مقرة النوبية ولكن محاولاته الأولى في هذا الصدد باءت بالفشل حيث قام النوبيون وألقوا القبض على رجال العمري الذين قدموا لجلب المياه .. وهنا رغب العمري في أن يعالج القضية دبلوماسيا وتدخل للإفراج عن الأسرى وطلب من النوبيين أن يجعلوا له طريقا للماء لا يتجاوزه رجاله غير أن النوبيين رفضوا ذلك وقتلوا الأسرى فأصبح موقفه غاية في الحرج “.

كانت ممالك البجة والنوبة تخضعان اسميا لحكم الخلافة بعد أن تم إخضاعهما في عام 241 هـ. على يد محمد القمي وسيق ملوكهم أسرى إلى الخليفة المتوكل الذي عفا عنهم وجدد معهم المعاهدات القديمة التي تقضي بعدم قيام أي منهم بمهاجمة العرب أثناء تحركهم في الصحراء الشرقية للتنقيب عن المعادن مقابل عدم قيام العرب بمهاجمتهم في منازلهم (ساحل البحر الأحمر لدى البجة ووادي النيل لدى النوبيين) مع توفير الماء من النيل وإتاحة السفر من البحر خاصة وأنهم غير مهتمين بالتنقيب وإنما كانوا قبائل رعوية ومزارعين ، فلما اضطربت أحوال الخلافة قامت البجة بمؤازرة ربيعة في قتل القمي ثم قامت النوبة بقتل المضريين الباحثين عن الماء مما أثار غضب العمري فجمع حلفاءه ورجاله وأخبرهم بعزمه على محاربة مملكة المقرة النوبية ثم سار قدما بعد أن أخذ العهد على رجاله بالقتال حتى النهاية وأمر أن تضرب أدوات استخراج الذهب سيوفا لاستخدامها في الحرب المقبلة ثم قصد إلى النوبة عبر طريق طويل لا يتوقع النوبيون مهاجمتهم من خلاله لأن هذا الطريق يتجه حيث انعطافة النيل على بعد شهرين من دنقلة عاصمة ملكهم فكانت المفاجأة صادمة للنوبيين.

تمكن العمري من إلحاق هزيمة ساحقة بالنوبيين في معركة شنقير (بين مدينتي أبو حمد وبربر) فقتل وأسر الكثيرين منهم وهم في حالة ذهول من هول ما جرى وكانت الغنائم كبيرة والسبي لا يقدر حتى إن الشخص من قوات العمري يدفع رأسا من السبي مقابل حلق شعره مثلا أو يشتري بعدد من السبي حاجاته اليومية .. وإزاء هذا العمل لجأ النوبيون إلى الهرب بمراكبهم صوب الغرب إلا أن العمري لجأ إلى نفخ قرب المياه التي يملكها أصحابه وعبر بواسطتها النيل خلفهم وطارد فلولهم المهزومة وتمكن من تسجيل المزيد من الانتصارات على حسابهم ونال الكثير من السبي الجديد .. وبعد ذلك أرسل العمري إلى أسوان يطلب من التجار الخروج إليه بالجهاز عن طريق المعدن فخرج إليه عدد لا بأس به منهم عثمان بن حنجلة التميمي في ألف راحلة فيها الجهاز والبر فسر به كثيرا .. ورغم أن الانتصار كان كبيرا إلا أن العمري أدرك صعوبة البقاء في المنطقة لأنه سوف يكون في مرمى هجوم كلا من النوبيين والبجة بشكل متواصل ولا بد من التوصل إلى اتفاق يضمن لهم البقاء الآمن حيث توقع العمري أن يحدث رد فعل عسكري من ملك النوبة بعد أن تسببت الهزيمة في زعزعة أركان عرشه.

وبالفعل حاول ملك النوبة قيرقي (جورج) أن يستعيد سيطرته فأرسل جيشا كبيرا بقيادة ابن أخته نيوتي بن قشما والتقى مع جيش العمري في معارك شرسة حدث فيها اقتتال عظيم وكانت الحرب سجالا وانتهى الأمر بهزيمة نيوتي واضطراره لعقد صلح مع العمري بالمخالفة لأمر خاله الملك وتنحى جانبا في منطقة النوبة مستقلا عن ملكها حيث اقتسم الأراضي مع العمري ، فندب ملك النوبة جيشا آخر تحت قيادة ابنه الأكبر والتقى بالعمري في عدة معارك انتهت كلها بهزيمته أمام العمري وفراره إلى مملكة علوة حيث استجار بملكها وظل عنده أربع سنوات مما جعل ملك النوبة يقتنع أخيرا بعدم جدوى الحرب والاعتراف بوجود أملاك للعرب في بلاد النوبة وأحقيتهم في الحصول على ماء النيل ، وأدرك العمري بدهائه السياسي أن هناك انقساما وشيكا في مملكة النوبة وأن الحرب سوف تنشب بينهما فعقد مع الطرفين صلحا يضمن به مصالحه ووعد زكريا بن قرقي بالوقوف على الحياد في صراعه مع نيوتي بن قشما وهو الصراع الذي أضعف مملكة النوبة وأتاح للعمري فرصة لالتقاط الأنفاس ومواصلة خطته الطموحة حيث كان يهدف إلى الاستفادة من أراضي شنقير لتكون مددا له في التوسع باتجاه الشمال والشرق.

وكان العمري قد انتهى من حرب النوبة في عام 255 هـ. فقرر القصاص من قبائل البجة التي اعتادت على أعمال السلب والنهب وتهديد أعمال التنقيب والاعتداء على المدن العربية حيث قامت قبائل البجة بشن غارة على بلاد الصعيد الأعلى في إسنا وإدفو في يوم العيد فقتلوا ونهبوا معتمدين على حلفهم مع قبائل ربيعة .. وفي هذا يقول المؤرخ أبو محمد عبد الله بن عمير المديني البلوي : ” وكان السبب في خروج العمري أن البجة أقبلت في يوم عيد يقدمهم رجل أعور مارد (ضخم الجثة) كلهم ركبان على النجب (نجائب الإبل) كبسوا الناس في مصلاهم وقتلوا فيهم ونهبوا ورجعوا من حيث جاءوا سالمين وكان لهم قبل ذلك مقدمات كذلك فخرج هذا العمري غضبا لله عز وجل والمسلمين فكمن لهم في طريقهم حتى أقبلوا كعادتهم فكبسهم وقتل رئيسهم الأعور ومن معه ولهذا السبب كانت الطولونية وغيرهم من الأمراء وإلى اليوم يوقفون في سفح الجبل مما يلي الموضع المعروف بالحبش جيشا كثيفا مراعيا للناس حتى ينصرفوا من عيدهم في كل عيد “.

ولم يكتف العمري بالقصاص وإنما جمع جيشا كبيرا من قبائل مضر وجهينة وبلي وسعد العشيرة وبعض فروع ربيعة ودخل به أرض البجة حيث أعمل فيهم مذبحة قاسية ولم ينسحب بعدها كما كان يفعل من سبقه من ولاة مصر بل أدرك أنه لن يأمن شرهم ويكسر شوكتهم دون القضاء تماما على ما تبقى من فلولهم وأن الاكتفاء بالقصاص ثم التنحي عنهم يعطيهم فرصة جديدة لاستعادة قوتهم ومعاودة الإغارة على المسلمين والاعتداء عليهم في منطقة المعدن ، واستقر العمري بجيشه في أرضهم وأعاد الكرة على فلول قواتهم أكثر من مرة حتى أنهى أمرهم وقضى على غطرستهم وأخذ منهم الجزية ولم يفعلها قائد من قبله وهو ما وصفه ابن خلدون بالقول : ” فخرج هذا العمري غاضبا لله وأكمن لهم في طريقهم ففتك بهم وسار في بلادهم حتى أعطوه الجزية ” وهو أيضا ما قاله البلوي : ” ثم دخل هذا العمري إلى بلاد البجة فقتل فيهم مقتلة عظيمة وضيق عليهم بلادهم وصار شجا في حلوقهم حتى أدوا إليه الجزية استكفافا له وما أدوها لأحد من قبله فكان لا يعرض لأحد من الناس بأذية لا ذمي ولا ملي ” .. وكان من نتيجة ذلك إخضاع قبائل ربيعة لسلطة الإمارة الجديدة بعد القضاء على قوة أهم حلفائهم في المنطقة.

وذكر مؤرخ النوبة وأسوان عبد الله بن أحمد بن سليم الأسواني أن أبا عبد الرحمن (العمري) لما عاد من جهات النوبة بعد حروبه هناك إلى البجة كثرت العمارة في تلك النواحي حتى صارت الدواب التي تحمل الميرة من أسوان إلى البجة تقدر بالآلاف وقيل بلغت ستين ألفا تجلب المؤن إلى أرض المعدن حيث يقيم البجة هذا غير المراكب البحرية التي تحمل المؤن من ميناء القلزم (السويس حاليا) على بحر القلزم (الأحمر) إلى عيذاب ومنها برا إلى العلاقي أرض الذهب والبجة وتجمعات القبائل العربية التي بلغت ذروتها ، وتعاظمت الموارد الاقتصادية بيد العمري حتى صارت تحت يده ثروات طائلة فسيطر على كافة حقول ومناجم المعدن التي يستخرج منها الذهب واستطاع أن يوحد كافة القبائل العربية تحت لوائه وإمرته بعد أن كانوا شراذم متناحرين وحققت القبائل ثراءا من التعدين والجزية والفيء والتجارة ما أعادهم لذكريات الأيام الأول حيث كانت إمارتهم مستقلة من الناحية المالية عن العباسيين وولاتهم فلم يؤدوا لها خراجا أو مكوسا وعادوا سادة البلاد إذ خضعت لهم النوبة والبجة بعد أن كانوا من قبل يستجدون الماء حتى كانت الشنكة (قارورة الماء) تباع لهم من النوبيين بدرهمين من ذهب .. لكن الأهم من ذلك كله أن الإمارة الجديدة صار لها جيش عربي حاشد يقدر بقرابة مائة ألف مقاتل وهو ما أقلق والي مصر الجديد ذلك الشاب الطموح أحمد بن طولون والذي كان يترقب كل ذلك بعين الحذر والريبة.