

تاريخ الأسرة العمرية في الموصل كتبه الدكتور إبرهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث جامعة الموصل نقلا عن رسالة ماجستير للباحث محمد صالح محمد البدراني (مجلس كلية التربية في جامعة الموصل سنة 2006) وكانت بعنوان : (الأسرة العمرية في الموصل : دراسة في دورها السياسي والثقافي حتى عام 1958) حيث يقول : أول من قدم من العمريين إلى مدينة الموصل هو قاسم بن علي والذي يصل بنسبه إلى عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي القريشي العدناني ، وأن قاسم هذا أو الحاج قاسم العمري هو مؤسس فرع الأسرة العمرية في الموصل .. وفي سنة 971 هجرية -1563 ميلادية بنى العمريون لهم جامعا هو (جامع العمرية) في محلة باب العراق جنوبي مدينة الموصل ، وثمة رواية تاريخية تشير إلى أن العثمانيين هم من جلب شخصين إلى الموصل أحدهما هو السيد عبد الله الأعرجي من السادة الأشراف والثاني الحاج قاسم بن علي بن محمد العمري من العمريين القاطنين في الحرمين الشريفين ، وسكن السادة في شمال مدينة الموصل في حين سكن العمرية في جنوبها وكان الهدف من وراء جلبهما هو إنقاذ المدينة من حالات الفوضى بسبب الصراعات السياسية وتحقيق نوع من التوازن بين السكان الذين ينتمون الى قبائل عربية كثيرة.
وكانت الموصل خلال السنوات الأولى من القرن السادس عشر خاضعة لحكم الفرس الصفويين الذين حاولوا إحداث تغيير في تركيبة البنية الاجتماعية في المدينة لذلك عمل العثمانيون وفي إطار الصراع بينهم وبين الفرس آنذاك على فرض السيطرة على الموصل سنة 1516 (923 هجرية) وانهاء النفوذ الفارسي الصفوي ومما يفسر لنا ذلك أن العثمانيين دعموا قاسم العمري الذي بات يقوم بواجب الوعظ والخطابة والإمامة في جامع العمرية ووفق المذهب الحنفي ويبدو أنه كان ثريا أيضا ، وكان إلى جانبه ثلاثة من أولاده هم : عمر ومصطفى وعلي وقد فرضت هذه الأسرة حضورها بعد توجهها الى العمل التجاري والنشاط الدعوي وكان لعلي ابن قاسم العمري ستة من الأبناء الذكور ومن هؤلاء تكونت الأسرة العمرية وتفرعاتها الثلاثة : أسرة محمد الخطيب وأسرة موسى الخطيب وأسرة عثمان الخطيب .. وقد انتهجت الأسرة العمرية سياسة واضحة تقوم على دعم السطة العثمانية في حكمها لولاية الموصل وفي مقابل ذلك حظي العمريون باهتمام السلطات العثمانية سواء في العاصمة استنبول أو في مركز الموصل ويوما بعد آخر توسعت الأسرة في نشاطاتها الدعوية والعمرانية والاقتصادية فأسسوا حمامات للرجال والنساء ومصابغ للملابس ودكاكين ومحلات للبيع والشراء ، ومما كان يلحظ أنهم واجهوا في بدايات تزايد نفوذهم معارضة من السادة الأشراف لكن شيئا فشيئا أخذ الولاة العثمانيون يقفون الى جانب أبناء الاسرة العمرية وخاصة ممن تولى منهم القضاء والإفتاء والإمامة والخطابة والتدريس وقد منحت الحكومة العثمانية عددا من أبناء الأسرة العمرية أراضٍ وقرى عديدة فازداد ثراؤهم.
وممن برز من العمريين في الوظائف الحكومية أحمد بن محمد بن علي بن قاسم العمري والمتوفى سنة 1661 م وفتح الله بن موسى الخطيب العمري والمتوفى سنة 1695 وقد شغل منصب قاضي ولاية الموصل وعبد الباقي بن مراد بن عثمان الخطيب العمري المتوفى سنة 1697 والذي تولى أيضا قضاء الموصل وعلي بن مراد بن عثمان الخطيب والذي عرف بلقب (أبو الفضائل العمري) المتوفى سنة 1734 وقد تولى منصب المفتي في الموصل كما وُلي قضاء بغداد وله من المؤلفات كتاب (شرح الفقه الاكبر) لأبي حنيفة ، وخلال سيطرة الجليليين على الموصل بين سنتي 1726-1834 نجد أن ما ميز العلاقة بين العمريين والجلييين كان الانسجام والتعاون لكن هذا الانسجام والتعاون كانت تتخلله بعض المشاكل ومن ذلك النزاع مع الوالي العثماني في الموصل إبراهيم باشا السلحدار سنة 1123 هجرية – 1711 ميلادية والذي تطور إلى مصادمات مسلحة تحدث عنها الاستاذ الدكتور خليل علي مراد في مبحثه الموسوم : ” الموصل بين السيطرة العثمانية وقيام الحكم المحلي ” في الجزء الرابع من موسوعة الموصل الحضارية لعل من أهمها ما سمي في تاريخ الموصل الحديث بفتنة علي أفندي سنة 1725 وعلي أفندي هذا هو علي بن مراد بن عثمان الملقب أبو الفضائل رئيس العلماء.
وكان عثمان بن علي بن مراد العمري 1722-1770 مهندس سياسة التعاون مع الجليليين وكان إداريا من الطراز الاول وقد برز دوره عندما حاصر نادر شاه الفارسي الموصل سنة 1743 ووقف إلى جانب بطل المقاومة الموصلية لمواجهة الحصار الحاج حسين باشا الجليلي ، وفي سنة 1756 عينه الوالي الجليلي محمد أمين باشا نائبا له (كتخدا) .. ولعثمان العمري كتاب مهم من تأليفه هو كتاب (الروض النضر في ترجمة أدباء العصر) وقد حققه الاستاذ الدكتور سليم النعيمي ونشره ببغداد سنة 1977 ، وممن اشتهر من العمريين في فترة الحكم الجليلي عبد الباقي بن سليمان العمري 1789 – 1861 وكان نائبا للوالي يحيى باشا الجليلي ومن الطبيعي أن العلاقة بين الأسرتين الجليلية والعمرية تعرضت لبعض الفتور وتطور ذلك إلى ظهور حالة من المعارضة العمرية المسلحة للحكم الجليلي وبدعم من أهل الموصل وابتدأ ذلك سنة 1828 وانتهى بنهاية الحكم الجليلي بإعادة الموصل في عهد السلطان محمود الثاني 1808-1839 إلى الحكم العثماني المباشر وكان قاسم باشا العمري والمتوفى سنة 1831 من أبرز الذين قادوا أبناء الموصل ضد الجليليين مستغلا الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهتها الموصل آنذاك وخاصة في مجال احتكار الحبوب.
وقد نجح ثوار الموصل في سعيهم لإزالة حكم الجليليين وإستصدروا فرمانا من الباب العالي بتولية قاسم باشا بن حسن أفندي العمري حكم ولاية الموصل (رجب 1246- محرم 1247 هجرية 1831-1832 ميلادية) وقد فر الوالي محمد أمين باشا بن عثمان باشا الجليلي إلى بغداد ( 23 محرم 1245- جمادى الاخرة 1245 هجرية 1829-1831 ميلادية) ودخل في حماية واليها داؤد باشا الذي بذل جهودا كبيرة لإعادته الى الولاية لكن الباب العالي أصر على موقفه وثبت قاسم باشا واليا على الموصل سنة 1831 ، وقد يكون من المناسب الإشارة إلى أن والي الموصل قاسم باشا العمري كان له دور حاسم في إنهاء حكم داؤد باشا آخر الولاة المماليك في بغداد سنة 1831 بعد عودة الحكم العثماني المباشر إلى بغداد والتخلص من حكم المماليك ، وقد اتسع نفوذ أبناء الاسرة العمرية وبرز عدد كبير منهم في السياسة والادارة ليس في الموصل وإنما في مناطق مختلفة من الدولة العثمانية نذكر منهم عبد الباقي بن سليمان العمري 1789-1861 وكان إداريا متمكنا وسياسيا محنكا وقد إختاره الوالي علي رضا باشا والي بغداد نائبا له .. ومن الشخصيات العمرية التي برزت في جوانب السياسة والإدارة والإفتاء عبد الباقي بن سليمان العمري 1789-1861 ومحمد فهمي بن مصطفى العمري 1829-1873 وعبد الله بن محمد بن عبد الله العمري 1793-1879 الملقب بلقب (باشعالم) أي رئيس العلماء وأحمد عزت بن محمود العمري 1828 ـ 1892 وحسن بن محمود بن سليمان العمري 1834- 1911 والذي تولى رئاسة بلدية الموصل وكانت له جهود عمرانية لايزال الموصليون يذكرونها خاصة وأن بلدية الموصل تأسست في سنة 1869 م.
وخلال الحرب العالمية الاولى 1914-1918 وقيام الثورة العربية الكبرى سنة 1916 بقيادة الشريف حسين شريف مكة برز محمد شريف الفاروقي العمري 1891-1920 – وهو من القوميين العرب – كممثل للشريف حسين .. وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة وتتويج فيصل ملكا على العراق في 23 آب سنة 1921 لعبت الأسرة العمرية دورا كبيرا في بناء الدولة ومؤسساتها الإدارية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية وممن تميز منهم محمد رشيد بن سليمان بن عبد الباقي العمري 1862-1925 وكان من أوائل الذين نادوا باستقلال العراق والتخلص من حكم العثمانيين .. ومن المناسب أن نذكر بأن أحد ابناء الاسرة العمرية رُشح ليكون ملكا على العراق وهو هادي باشا العمري 1860- 1932 لكن الإنكليز المحتلين للعراق فضلوا عليه فيصل بن الحسين ، أما خير الدين حسن العمري 1890-1951 فكان من افضل رؤساء البلديات في الموصل وثمة شارع في الموصل بإسمه (شارع خير الدين العمري في الجانب الأيسر من الموصل) كما كان من أصدقاء عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء العراقي الأسبق وعضوا في حزبه حزب التقدم الذي تأسس في بغداد في سنة 1924 وقد كان لخير الدين العمري موقف واضح في الدفاع عن عروبة الموصل عندما طالبت بها تركيا بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى .
ومن العمريين الذين برزوا في مجال الجيش اللواء الركن محمد أمين العمري الذي قاد انقلابا في الموصل ضد انقلاب الفريق الركن بكر صدقي سنة 1936 وكان من أبرز قادة الجيش العراقي الحديث . .. كما برز أمجد حسن محمود العمري 1882-1953 في مجال الادارة وكان قد انتخب ممثلا للموصل في أول مجلس تأسيسي .. وكذلك مصطفى العمري 1896 ـ 1960 الذي أصبح رئيسا لوزراء العراق وأرشد العمري 1888- 1978 الذي شكل وزارتين الاولى حزيران 1946-14 تشرين الثاني 1946 والثانية 29 شباط 1954-3 اب 1954 ، والعمريون أيضا برزوا في الميدان الثقافي منذ مجيئهم إلى الموصل سنة 1563 وحتى كتابة هذه السطور ولعل من أبرز من تميز منهم الحاج قاسم العمري نفسه فقد كان عالما وداعية وعلى اطلاع واسع في مجال الفقه والعلوم الدينية فضلا عن غناه ومراد عثمان الخطيب المتوفى سنة 1681 مؤلف كتاب (شرح العقائد النسفية) وفتح الله بن موسى الخطيب المتوفى سنة 1695 وكان يدرس في مدرسة جامع العمرية وعبد الباقي بن مراد بن عثمان الخطيب العمري المتوفى سنة 1697 وكان من أدباء عصره وله قصائد شعرية كثيرة ذكرها صاحب كتاب (شُمامة العنبر والزهر المعنبر) والذي حققه الاستاذ الدكتور سليم النعيمي ونشره ببغداد سنة 1977.
وينبغي ان نذكر أيضا يحيى بن مراد بن علي أبو الفضائل العمري المتوفى سنة 1748 والذي عرف بإهتمامه بالادب والشعر .. ومن الذين برزوا في سعة معلوماتهم وموسوعيتهم محمود بن يونس العمري المتوفى سنة 1782 .. وكان محمد أمين العمري 1738 -1788 من المؤرخين البارزين وله قرابة (40 ) كتابا وكان موسوعيا ومن أبرز مؤلفاته : ( منهل الاولياء ومشرب الاصفياء من سادات الموصل الحدباء) الذي حققه الأستاذ سعيد الديوهجي ونشره في الموصل سنة 1967 .. ويعتبر ياسين أفندي بن خير الله الخطيب العمري 1745-1816 أيضا مؤرخا بارزا له مؤلفات مهمة منها كتابه (الدر المكنون في المآثر الماضية من القرون) والذي حققه ودرسه الأستاذ الدكتور سيار كوكب الجميل كجزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه من جامعة سانت أندروز في اسكوتلندا سنة 1983 كما ان الأستاذ معاوية ناظم العمري المحامي نشره في جزأين في الموصل سنة 2011 ، ومن كتب ياسين بن خير الله الخطيب العمري أيضا (غرائب الأثر في حوادث الربع الثالث عشر) وكتاب (غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد دار السلام) وكتاب (السيف المهند فيمن اسمه أحمد) وكتاب (منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء) وكتاب (قرة العين في ذكر الحسن والحسين) .
وكان لمحمد نجيب بن محمد أمين العمري (رسالة في الحساب) نسخها ابنه محمد أمين سنة 1872 وعرف عن عبد الله بن محمد أمين العمري تضلعه في السريانية وكان عبد الباقي الفاروقي العمري 1789-1861 من أبرز شعراء وأدباء القرن التاسع عشر وعرف أيضا محمد فهمي بن مصطفى العمري 1829-1873 في مجال الشعر والإنشاء كما برز أحمد عزت باشا الفاروقي العمري 1838 ـ 1892 بمؤلفاته ومنها كتابه (قانون أحكام الاراضي) وطبع سنة 1872 في بغداد وكتاب (العقود الجوهرية في مدح الحضرة الرفاعية) وقد طبع في القاهرة سنة 1888 وله كتابات في جريدة (زوراء) البغدادية ، أما سامي باشا الفاروقي العمري 1860-1932 فقد كان ضابطا في الجيش العثماني وظل يعيش في العاصمة العثمانية استانبول .. ولخير الدين العمري 1890-1951 مؤلفات منها كتابه (من كل واد حجر) نشره ولده حسن العمري في بيروت سنة 1972 وله كتاب مخطوط بعنوان (العراق : مقدمات ونتائج) وله أيضا كتاب مخطوط بعنوان (أولاد عاصم بن عمر) وكتاب بعنوان (الصحف والصحفيون) وله بالتركية كتاب ( ألواح الحرب 1914-1918) وقد اصدر سنة 1909 في الموصل جريدة بإسم (النجاح) باللغتين العربية والتركية وكانت لسان حال حزب الحرية والائتلاف وله مقالات فيها بتوقيع (عربي) .. ولمحمد أمين العمري القائد العسكري والذي كان يحمل رتبة لواء ركن كتاب مهم بعنوان (تاريخ مقدرات العراق السياسية) بثلاثة اجزاء نشره في القاهرة سنة 1935 بإسم أخيه محمد طاهر آل مصيب العمري وكان معلما لأنه كان عسكريا والكتاب ذو طابع سياسي .
وكان لأحمد ناظم العمري بن عبد المجيد بن سليمان 1888- 1952 مجلس أدبي في الموصل عرف بإسم (الندوة العمرية) وأحمد ناظم العمري تخرج من الثانوية ودرس العلوم الدينية لكنه اتجه للأعمال الحرة وكان محبا للأدب والفكر والثقافة وكان يهوى الفروسية وهو من رواد التصوير الفوتوغرافي في الموصل وقد جمع عددا من المخطوطات وجلبها الى الموصل ومنها مخطوطة كتاب (الدر المكنون) وكان أحمد ناظم العمري ذواقا حتى إن قصره المنيف في محلة الغزلاني كان محط الإعجاب وكان عضوا في المجلس البلدي ويجيد التركية والكردية فضلا عن العربية وكان له نشاط وطني وثقافي معروف اتضح من خلال إدارته لمجلسه الأدبي والثقافي الذي كان يعقده .. ومن أولاد أحمد ناظم محمد فهمي وكان إداريا وقاضيا وسليمان وكان قاضيا ومفتشا عدليا وعبد الباقي وكان معلما وحازم عمل معاونا لمدير طابو الموصل ومعاوية خريج كلية الحقوق 1952 عمل مديرا عاما لكمارك المنطقة الشمالية لعشر سنوات ثم عاد لممارسة المحاماة وهو الذي نشر كتاب (الدر المكنون).
ولا يمكن لأحد يكتب عن العمريين إلا ويذكر المؤرخ والمستشار القانوني خيري محمد أمين العمري 1926-2003 صاحب المؤلفات العديدة ومنها كتابه (حكايات من تاريخ العراق الحديث) وطبع في القاهرة سنة 1969 وكتابه (الخلاف بين البلاط الملكي ونوري السعيد) وطبع ببغداد 1979 وكتابه (محمد يونس السبعاوي سيرة سياسي عصامي) وطبع ببغداد سنة 1978 .. ويختم الباحث حديثه قائلا : ” خلال مسيرتي العلمية الممتدة عبر نصف قرن عرفت رجالا بارزين ونساءا بارزات من الأسرة العمرية كتبتُ عن معظمهم في كتبي ومقالاتي في الصحف والمجلات وفي شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) ليس من السهولة حصر أسمائهم وتوضيح مجهوداتهم ولكن لابد من ذكر بعضهم ومنهم : (اللواء الركن حسين العمري توفي سنة 2006 وكان آخر عراقي يحمل لقب باشا وكان آمرا لمعسكر المنصور وقائدا لكتيبة المدرعات الثانية وعمل بعد ثورة 14 تموز 1958 متصرفا (محافظا) للواء الكوت (واسط) .. عبد الله رفعت الحاج علي أفندي العمري وكان له دور في حركة تلعفر 4 حزيران 1920 والتي مهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 وكان له نشاطات في جمعية العلم السرية المناهضة للمحتلين الانكليز وكان إسمه الحركي ابو حفص “.