3 / انتصارات العمري

بينما كان العمري يؤسس إمارته في الجنوب ويخوض الحروب المتتالية كانت العاصمة المصرية في الشمال تشهد أحداثا مثيرة سببها تنازع القادة الأتراك في عاصمة الخلافة بعد أن صار بيدهم عزل وقتل الخلفاء .. وكان بايكباك التركي من أحد أبرز هؤلاء القادة والذي برز على المسرح السياسي على أثر الصراع الذي انتهى بمقتل الخليفة المستعين وتولية المعتز ، وكان هذا القائد التركي في مقدمة القادة الترك الذين أداروا هذا الصراع وقد تقاسموا الأعمال والنواحي فيما بينهم فأقطع المعتز بايكباك أعمال مصر ونواحيها لكن يبدو أنه خشي مغادرة عاصمة الخلافة حتى لا يتعرض للعزل وآثر أن يبقى قريبا من مركز السلطة يشارك في اتخاذ القرارات وأناب عنه أحمد بن طولون في مصر (وقد فضله على غيره لما عرف عنه من حسن السيرة وبِفعل قرابته له لأن ابن طولون هو ابن زوجته وربيبه) ، سار أحمد بن طولون إلى مصر بِرفقة أحمد بن محمد الواسطي ودخلها يوم الأربعاء 7 رمضان 254هـ. المُوافق 15 سبتمبر 868م.

وكانت السياسة السائدة آنذاك أن يتولى السلطة في مصر أكثر من شخص حتى يراقب بعضهم بعضا فكان عامل الخراج أحمد بن محمد بن المدبر ذو السيرة السيئة في المجتمع المصري بفعل شدته وقسوته وهو من دهاة الناس وشياطين الكتاب وكان شقير الخادم على البريد (وهو غلام قبيحة والدة المعتز) وكانت مهمته أن يراقب أعمال كبار الموظفين وسلوك الناس ويعلم الخلافة بذلك وهو دائما يدس بين هذه القوى المتعددة وكان بكار بن قتيبة على القضاء وعلى الإسكندرية إسحاق بن دينار وعلى برقة أحمد بن عيسى الصعيدي ، وما أن استقر أحمد بن طولون في الفسطاط حتى اصطدمت مصالحه مع هذه القوى فساءت علاقته بابن المدبر الذي حاول استقطابه بعشرة آلاف دينار فرفض ابن طولون الهدية وردها بِفعل أنه دخل مصر وهو مفعم بتطلعات سلطوية تفوق كل حد وأدرك ابن المدبر أنه أمام رجل طموح قد يشكل خطرا عليه فراح يحيك المُؤامرات للتخلص منه أو إبعاده عن مصر فأرسل تقريرا إلى دار الخلافة أوضح فيه بأن أحمد بن طولون رجل لا يؤتمن لا على ولاية مصر ولا حتى على طرف من الأطراف واتهمه بأنه ينوي الاستقلال بمصر.

تصدى أحمد بن طولون لهذه المؤامرة التي صاغها ضده ابن المدبر واستقطب بعض التجار في مصر والعراق فاستخدمهم لاستمالة أولي الأمر في بغداد عن طريق بذل المال وقد نجح في هذا المضمار حيث مكنته هذه السياسة من الاستمرار في حكم مصر على الرغم من كثرة الوشاة والكتب المتلاحقة من ابن المدبر وشقير الحاجب كما كانت دعما آخر له إضافة إلى دعم بعض القادة الترك المهيمنين على مقدرات الخلافة مثل بايكباك ويارجوج واستمال أحمد بن طولون الوزير الحسن بن مخلد عن طريق بذل المال أيضا فأرسل له هذا الكتب التي كان يبعثها ابن المدبر وشقير الحاجب ضده ، وبهذا الأُسلوب السياسي كشف ابن طولون أعداءه واطلع على حقيقة موقفهم منه لذلك قرر التخلص منهم حتى تخلو له الساحة السياسية فاستدعى شقير الحاجب واعتقله ولم يتحمل الأخير هول الصدمة فمات ثم التفت أحمد بن طولون بعد ذلك إلى التخلص من ابن المدبر بِفعل خطره عليه ووقوفه حجر عثرة في وجه مشروعاته الكبرى في مصر فكتب إلى الخليفة المهتدي يطلب منه صرفه عن خراج مصر وتعيين محمد بن هلال مكانه وهو أحد أصدقائه ولما كان بايكباك مهيمنا على دار الخلافة فقد وافق الخليفة على طلبه.

وكانت أحوال الصعيد في غاية الاضطراب بسبب خروج الثوار الشيعة داعين  بالخلافة وكانت تلك الدعوات تثير حفيظة الخلفاء العباسيين ومن ثم الولاة في الفسطاط ، وكانت أول هذه الثورات ثورة بغا الأصغر وهو أحمد بن محمد بن عبد الله طباطبا الذي ترك العراق ونزل مع أتباعه في موضع بين الإسكندرية وبرقة يقال له الكنائس وذلك في سنة 255 هـ/ 869 ثم اتجه بمجموعته إلى الصعيد فأرسل إليه أحمد بن طولون جيشا بقيادة بهم بن الحسين وهزمه وأتى برأسه إلى الفسطاط ، وأما الثاني فهو إبراهيم بن محمد بن يحيى من نسل الطالبيين وهو المعروف بلقب (ابن الصوفي) الذي بدأ ثورته عام 253 هـ. في بلاد الصعيد ثم قام في عام 255 هـ. بمهاجمة مدينة إسنا (وهي أكبر مدن الجنوب) فنهبها وقتل وسبي وغنم الأموال والعتاد ، وإثر ذلك قرر ابن طولون إرسال جيش للتخلص منه بقيادة ابن أزداد حيث دار قتال عنيف أسفر عن انتصار ابن الصوفي وقتل ابن أزداد وصلبه فغضب ابن طولون وأرسل جيشا جديدا بقيادة بهم بن الحسين وأردفه بجيش آخر يقوده ابن عجيف فوصلا معا إلى أخميم في 256 هـ. / 870 م. حيث دارت رحى معركة طاحنة انتهت بهزيمة ابن صوفي وفرار إلى الواحات الغربية.   

 وكانت الظروف السياسية التي حدثت في دار الخلافة قد ساعدت أحمد بن طولون في تثبيت أقدامه في مصر فقد حدث أن قتل بايكباك في سنة 256هـ / 870 م وخلفه القائد التركي يارجوج وهو ختن ابن طولون (والد زوجته) فكتب إليه العبارة المشهورة : ” تسلم من نفسك لنفسك ” يقصد بذلك ولاية مصر نيابة عنه لكنه استثنى الخراج الذي ظل بيد أحمد بن المدبر والذي أضحى محدود السلطة في ظل هيمنة ابن طولون ، وكانت أمور الولاية غاية في الاضطراب فسار ابن طولون بخطى ثابتة للسيطرة على الأُمور كلها في مصر فخرج على رأس قوة عسكريَة إلى الإسكندريَة واستخلف طغلغ على الفسطاط وطخشي بن يلبرد على الشرطة وعندما وصل إليها في رمضان سنة 257هـ / حزيران (يونيو) 871 م استقبله عاملها إسحاق بن دينار بالترحاب فأقره عليها كما استلم برقة من أحمد بن عيسى الصعيدي فعظمت بذلك منزلته ، وعندما وطد ابن طولون أقدامه في الدلتا والصعيد لم يبق أمامه إلا التطلع نحو الجنوب حيث الثروات الطائلة التي يتحكم فيها العمري والتي يمكن بواسطتها إغداق الأموال إلى دار الخلافة وتثبيت أمره في البلاد وتحقيق هدفه النهائي وهو الاستقلال الكامل عن العباسيين.

وأثناء انشغال ابن طولون بحروبه في الدلتا والصعيد كان العمري يواجه تمردا من النوبيين اضطره إلى الحرب هناك من جديد حيث كان زكريا بن قرقي قد انهزم من غريمه ابن قشما ولجأ إلى العمري وقضى في جواره بعض الوقت وظل يلح عليه أن يقوم بمناصرته فسار معه حيث استطاع بالخديعة قتل ابن قشما لكنه عزم في نفس الوقت على الغدر بالعمري ورجاله ، ورغم أن رجال العمري حذروه من احتمال غدر زكريا إلا أنه لم يلتفت لذلك وظل مقتنعا أنه حليف مخلص حتى فوجىء بهجومه عليهم في غفلة منه ومن رجاله فنال منهم قتلا وأسرا الأمر الذي ترتب عليه هروب العمري مع عدد من أصحابه تاركين سلاحهم وأمتعتهم وأموالهم ، وانحدر قسم منهم إلى مراكب في النيل ليكونوا في مأمن فأرسل زكريا إليهم يطمئنهم وأنه على استعداد أن يوصلهم إلى مكان آمن لكنه قصد في الحقيقة خداعهم حيث أرسل معهم دليلا غرر بهم وقادهم إلى منطقة كثيرة الجنادل وتركهم لمصيرهم وهرب فهلك عدد كبير منهم.

استعاد العمري قوته سريعا وجاءته الإمدادات من الشمال وسار إلى بلاد النوبة فدخلها وأخضعها وفي ذلك يقول المقريزي : ” وكان العمري بعد الوقعة الأولى قد تحابى وتراجع إليه أصحابه حتى هابته النوبة وكتب إليه زكريا يعتذر بأن الشح على الملك دفعه على ما فعل وأنه لا يحاربه قط بعدها وسأله الخروج من بلده ” وأبدى زكريا ندمه على خيانته وعرض على العمري الخروج من الأراضي التي احتلها من النوبة مقابل أن يتوقف عن محاربته لكن العمري رفض وقضى في المنطقة التي استولى عليها عاما كاملا فرض فيها سلطانه وأمن رجاله ، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ ثار خلاف في جيش العمري بين العسكر الشامي وهم من قبيلة سعد العشيرة القحطانية وبين قيس عيلان المضرية ثم تفاقم الموقف عندما اتهم الشاميون العمري بالانحياز إلى قيس عيلان ومناصرتهم زورا وبهتانا وأسرع زكريا بمراسلة الشاميين الغاضبين داعيا إياهم إلى التحالف معه وعرض عليهم أن يعوضهم عن كل ما خسروه فلحقوا به حيث أقطعهم أراضي دون الجنادل الأولى من أرض مريس من ناحية ديدان وأدوى وما يليها.

كانت خيانة السعديين قاتلة وتسببت في انسحاب العمري من النوبة باتجاه أرض المعدن شرقا وقرر الاستمرار في التنقيب حتى وافته الأمداد فعاود الهجوم عل النوبيين وحقق مكاسب كبيرة على حسابهم وهاجم منطقة مريس وهزم زكريا وأجلاه ومن معه عن المنطقة وحرق مدائنه وسبى منهم سبيا كثيرا ثم استعمل الحيلة مع الخونة من السعديين فدعاهم وأظهر لهم الود وهو ينوي عقابهم على الخيانة فلما حضروا إليه أوقع بهم مقتلة عظيمة فبلغ القتلى زهاء ألف وخمسمائة وأقام على أطراف بلاد النوبة فترة من الزمن حيث كان زكريا يواصل الحشد وهو يهدف لإخراج العمري نهائيا من النوبة ، وبينما كان العمري يستعد لمواجهة النوبة وحسم الأمر معهم جاءته الأنباء بأن أحمد بن طولون قد أرسل جيشا من قبله للسيطرة على أسوان فلم يكن أمامه إلا أن يقسم جيشه نصفين حيث ترك نصفا في مواجهة النوبيين ليمنع تقدمهم نحو الشمال وأسرع مع النصف الآخر إلى مقر إقامته في قرية أرطلما القريبة من أسوان ليتجهز للتحرك شمالا وفي هذا يقول اليعقوبي في تاريخه : ” وفي هذه السنة 257 هـ. بدأ أمر المعروف بأبي عبد الرحمن العمري وأظهر رأسه لمحاربة أصحاب السلطان ولقي شعبة بن حركان صاحب أحمد بن طولون فحاربه بأسوان “.

وكان العمري ميالا للسلم مع ابن طولون وقرر اللجوء إلى الدبلوماسية وحاول جاهدا أن يتفاهم مع القائد شعبة بن حركام البابكي وذلك لحرج موقفه تجاه النوبيين المتربصين به في الجنوب ولأنه لم يكن في الأساس ينوي الصدام مع والي مصر الذي يمثل السلطة الشرعية فطلب من جماعته عدم الاصطدام معه عندما أوغل في منطقة نفوذه وقال لمن معه : ” لا تعجلوا إن هذا رجل أعجمي وأنا أعرف كيف أخاطبه ” ، وخرج من بينهم إلى جهته وطلب من أحد رجاله الإذن له بمقابلته فخرج إليه شعبة حتى صار على مقربة منه بحيث يسمع بعضهم كلام بعض فقال العمري له : ” إن ابن طولون لا يعرف خبري لا شك على حقيقته وقد موه عليه في أمري فإني لم أخرج أبغي فسادا ويدلك على ذلك أني لم أوذ مسلما ولا معاهدا وإنما خرجت في طلب أعداء المسلمين حتى كفانا الله أمرهم .. فاكفف يدك عن القتال حتى أكتب إلى الأمير أعزه الله وأكشف له خبري وتكتب أنت أيضا فإن قبل عذري ولم تثقل عليه وطأتي وأمن جانبي كتب إليك بالكف والانصراف عني فانصرفت معذورا مشكورا وإن أمرك غير ذلك امتثلت أمره غير ملوم “.

كانت إجابة شعبة في غاية العنجهية والغرور إذ قال للعمري : ” ليس أنا فيجا (رسولا) لك أحمل كتابك .. ما بيني وبينك إلا السيف ” .. فقال له العمري : ” ما أنت بحمد الله شعبة الرجال بل أنت بلعبة النساء أشبه وما هذا الفعل السيء والخلق القبيح إلا لمن هو كذلك ” ، ثم عرض عليه مجددا أن يسمح له بالعودة إلى أسوان ليقدم له رهائن من لدنه دلالة على حسن نيته فرفض شعبة وصمم على الحرب أو استسلام العمري له فرجع العمري إلى أصحابه فقال : ” هذا رجل جاهل أحمق فدونكم ” فعطفوا به وحملوا عليه فانهزم أقبح هزيمة وفر بمن معه إلى الشمال بعد أن انتصر العمري ورجاله نصرا مؤزرا وصفه المقريزي بقوله : ” فرزق العمري على شعبة الظفر وهزمه أقبح هزيمة وغنم وشبع أصحابه بعد جوع واكتسوا ” ، وعندما علم النوبيون بما حدث قرر زكريا التراجع باتجاه عاصمة ملكه جنوبا وأدرك أنه لا قبل له بمواجهة جديدة مع العمري الذي انتصر على جيوش ابن طولون وهو الأمر الذي أتاح للعمري حرية التحرك نحو الشمال فاستولى على إدفو ثم وصل بقواته إلى قوص وتوجه منها ناحية أرض المعدن ، وعندما رجع شعبة إلى ابن طولون عتب عليه التسرع في الحرب وقال له : ” كنتم أنهيتم حاله إلى فإنه نصر عليكم ببغيكم “.

والحقيقة أن كلا الرجلين ابن طولون والعمري كانا حذرين فيما يتعلق بنتائج تلك المعركة فلم يحاول العمري تحقيق أي مكاسب لأنه لم يكن جادا في إغضاب ابن طولون لأنه لم يكن واقفا على أرضية صلبة في إمارته فهناك قبائل ربيعة وهناك البجة وهناك أهل النوبة وكلهم لا ينظرون إليه بارتياح وقد خضعوا له بسلطان القوة فقط ، وكان العمري أيضا يدرك تماما أن القبائل العربية المنضوية تحت لوائه لن تستمر معه في حال دخل في صراع مكشوف وصريح مع ابن طولون لأنه أولا وأخيرا والي مصر من قبل الخلافة وأن هدفهم الوحيد هو ضمان رزقهم في التنقيب .. وكان العمري يعلم أيضا أن ابن طولون لم يستعمل قوته كلها وأن النوبيين من ورائه فرأى مهادنة ابن طولون وقبل بتعيين وال من قبله على أسوان ، أما ابن طولون فرأى أن هزيمة العمري لا تكون إلا بالسياسة ولا يمكن حربه وهو دائم التنقل بين النوبة والبجة وأرض المعدن خاصة وهناك مائة ألف مقاتل ملتفين حوله بسبب مصالحهم وأرزاقهم كما أنه ليس علويا أو شيعيا فيسبب أي حساسية للخلافة ولم يكن لدى ابن طولون رغبة في إقحام العباسيين والقادة الترك في مشكلات مصر ولذا فقد تغافل عن سلطة العمري المتناهية ورضي منه بإعلان الطاعة والولاء وترك له ما تحت نفوذه ليكون أميرا عليه من قبله خاصة وهو يشكل سدا منيعا يحمي مصر من غارات النوبة والبجة.

وفي المحرم من عام 259 هـ. شغل ابن طولون بعودة ابن الصوفي الثائر الذي خرج من الواحات وقام بمهاجمة الأشمونين فأرسل له جيشا قويا بقيادة أبي المغيث فاضطر ابن الصوفي للانسحاب جنوبا قاصدا النوبة فتصدى له العمري بقواته وألحق به هزيمة ساحقة قضت على قوته الضاربة وقتل منهم مقتلة عظيمة فعمد إلى أسوان فدخلها وعاث فيها فسادا وقطع ثلاثمائة ألف نخلة لكنه خرج منها هاربا بعد أن علم أن ابن طولون أرسل في إثره مددا بقيادة ابن سيما ، وكان ابن الصوفي بعد هزيمته من العمري ونهبه أسوان قد اضطرب أمره وبات غير قادر على دخول حرب مع أي أحد فهرب إلى جهة عيذاب بحرا قاصدا مكة حيث ألقي القبض عليه بعد فترة وسيق أسيرا عند ابن طولون فشهر به ، وهكذا لعب العمري دورا هاما في القضاء على هذا الثائر الذي عجز عنه ابن طولون وأطاح بأحلام العلويين الشيعة في إقامة دولة لهم في صعيد مصر بعد أن طردهم العباسيون من الفسطاط في عهد الخليفة المتوكل والذي كان كارها بشدة للعلويين ، وربما كان ذلك من حسن سياسة ابن طولون وهو أن يجعل خصومه في حالة صراع تنهك كليهما ويخرج هو فائزا في النهاية حيث لا يخفى على أحد أن إرسال ابن طولون للجيوش لم يكن بهدف القضاء على ابن الصوفي فقط وإنما كان الهدف النهائي له هو تحين الفرصة للقضاء على العمري والذي دخل في مناوشات كثيرة مع والي أسوان جعلت وجوده غير ذي فائدة وكانت مهادنة ابن طولون للعمري بالطبع مؤقتة ريثما يستكمل سيطرته على مقاليد الحكم ثم يستولي على تلك الكنوز الكامنة في جنوب البلاد.