
من أشهر منازل قبيلة بني عدي في العصر العثماني قرية بالقرب من منفلوط عرفت باسم بني عدي وفي السجلات الرسمية باسم بني عديات وهي قرية حديثة النشأة حيث ذكرت لأول مرة في العصر العثماني ولم تذكر في كتب قوانين ابن مماتي أو التحفة السنية لابن الجيعان وسميت بهذا الاسم بعد أن سكنتها عشائر بني عدي على فترات زمنية متباعدة وحازت هذه الشهرة بفضل أبنائها من علماء الأزهر ودورها البطولي في الثورة ضد الحملة الفرنسية ، وكانت كل مجموعة سكانية من القبيلة قد شغلت جزءا من القرية حيث جاءت الموجة الأولى من الجزيرة العربية ونزحت للمنطقة في القرن الرابع الهجري إثر النزاع بين قريش وجهينة وكانت من عشائر قرشية مختلفة وجاءت الموجة الثانية من البهنسا في القرن السابع الهجري في أعقاب ثورة القبائل العربية ضد المماليك بينما جاءت الموجة الثالثة من البرلس في القرن التاسع الهجري في أعقاب ثورة يشبك الداوادار بغرض زيادة عدد أفراد القبيلة ، وجاءت تسميتها بالجمع عديات على عادة الإدارة العثمانية في عمل ذلك في الزمامات متشابهة الأسماء مثل قرية بني محمديات مركز أبنوب التي تجمع ثلاث قبائل متشابهة في الاسم وهم بني محمد الشهابية وبني محمد العقب وبني محمد المراونة حيث ذهب بعض النسابة إلى أن جزءا قديما من القرية يرجع في أصوله إلى أحد فروع قبيلة لخم بسبب التحالف القائم معها في منطقة نفوذها والتي تنتشر فيها فروعها مثل بني كلب وبني مر وبني حماس.
وقد جاء في كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية للمؤلف محمد رمزي وصف للوضع الإداري للقرية حيث اعتبرها من القرى الحديثة فيقول : ” بني عدي البحرية أصلها من توابع منفلوط ثم فصلت عنها في العهد العثماني .. وردت في تاج العروس وفي دفاتر الروزنامة القديمة باسم بني عدي وفي تاريخ سنة 1230 هـ قسمت إلى ناحيتين تميزت هذه منهما بالبحرية بالنسبة لموقعها من بني عدي القبلية .. ويكون من هذه الناحية ومن ناحيتي بني عدي الوسطانية وبني عدي القبلية المجاورتين لها ناحية واحدة يقال لها بني عديات والنسبة إلى كل ناحية منها عدوي ” ، ويشتهر أهلها بالرحيل والهجرة لبلاد متعددة داخل مصر وخارجها وبالعلم وحفظ القرآن الكريم كما يشتهر أهلها حتى يومنا هذا بالتجارة والصناعة ومن أهم الصناعات الحرفية لأهلها هي صناعة غزل الصوف ونسجه والناتج منه عبارة عن عباءة أو جبة وجلباب وبطاطين ومفارش أكلمة بكل المقاسات ويسمي الكليم العدوي (صناعة من البداية حتي النهاية يدوية) ومشهور بجودته وصناعته للآن وكذلك الأحرمة والبساط والجميع يعمل بهذه الصناعة كما اشتهرت القرية بندرة حوادث الثأر فيها على عكس الكثير من قرى الصعيد.
وقال عنها على مبارك : ” هي بلدة كبيرة من قسم المنفلوط بحافة بساط الجبل الغربي وهى ثلاث قرى : القبلية والبحرية والوسطى وأبنيتها بالأجر واللبن وبها جوامع كثيرة عامرة وهى طريق الواحات واليها ترد محاصيلها من التمر والأرز والنيلة ومنها ترسل إلى القاهرة وفيها تنسج أحرمة الصوف والأقمشة الصوفية الجيدة وبها أثر قصر بناه لاظوغلي مدة إقامتة هناك بالعسكر بعد قيامهم من أسوان وبها جنان ونخيل في الجهة القبلية ويكسب أهلها من الزرع والتجارة فمنهم من يتجر في الغنم ومنهم من يتجر في الغلال ويتسوقون ذلك في الصعيد الأعلى ويوجهونه إلى القاهرة وكثير منهم محترفون بالقاهرة وبولاق ومنهم شيخ ساحل بولاق ومنهم من يتجر في محاصيل الواحات ، وهى مشهورة بالعلماء من قديم الزمن ، والجامع الأزهر لا يخلو منهم ولا ينقص المجاورون منهم عن نحو الثلاثين ومنهم شيخ رواق الصعايدة غالبا ومنهم المدرسون والمؤلفون قديما وحديثا وأهلها قوم كرم وهمم عالية وذكاء وفطنه وفصاحة وفيهم تمسك بعوائد العرب وقيل إنهم من قبيلة عدي المشهورة القرشية “.
ومن أهم المراجع التي تناولت تاريخ القرية كتاب (بني عدي في التاريخ) من تأليف محمد علي مخلوف والذي يقول : ” إطلاق لفظ بني عديات على نواحي بني عدي الأربع ليس من عمل رجال الإدارة فى هذا العصر فقد وردت هذه التسمية منذ سنة 1166هـ – 1761م كما تدل على ذلك الوثائق التى وقفت عليها وكانت البلدة فى ذلك الوقت تحت الالتزام للأمير عثمان جوريجي قبنجي عزبان الذى أمر على بك الكبير بنفيه يوم 19 من ربيع الثانى سنة 1182هـ – 2 من سبتمبر سنة 1768م وهو الأمير على كتخدا الخربوطلي وقد خنق الأخير برشيد سنة 1183هـ – 1769م. ، وبعد الأمير عثمان جوريجي صارت بنى عديات تحت التزام الأمير علي كتخدا قبنجي عزبان السابق ذكره وقد شاركه فى الالتزام حسن جوريجي والأمير مصطفى جوريجي وهم عتقاء الأمير عثمان جوريجي قبنجي عزبان وقد امتدت فترة التزامهم إلى نهاية القرن الثانى عشر الهجرى تقريباً وكان حاكم البلدة الأمير أحمد الملقب بـقائم مقام بني عديات وقد ولاه عليها الملتزم الأمير علي كتخدا قبنجي عزبان ويقال إن الأمير أحمد قائم مقام بني عديات هو المشهور بالأمير أحمد كاشف جمال الدين وقد توفى سنة 1250هـ – 1835م ، وسميت بني عديات بهذا لأنها كانت عبارة عن ثلاث بلدان متلاصقة [ القبلية ـ البحرية ـ الوسطى ] أما عليو فقد كانت جزءاً من بني عدي الوسطانية وفصلت عنها سنة 1247هـ – 1831م كما يقول المؤرخ الشيخ محمد حافظ العدوي “.
وكانت منطقة بني عدي الوسطى في أول الأمر خالية ولا يوجد فيها إلا زاوية الأربعين (وهي موضع دفن شهداء ثورة يشبك الداوادار) وهى الآن تحت التجديد من قبل وزارة الأوقاف تحت إشراف إدارة أوقاف بني عديات أما الشيخ محمود دقيله فهو مدفون بدرب النصر على حد قول الأستاذ محمد علي مخلوف ، ثم جاءت الهجرة الأخيرة لتعمر تلك المنطقة حيث يقول محمد علي مخلوف نقلا عن النسابة محمد حافظ العدوي قوله : ” وفد إلى صعيد مصر من قبيلة بني عدي القرشية في أواخر القرن التاسع الهجري أربعة أشقاء مع كل منهم طائفة من أبنائه وأحفاده ومواليه وهم بتيتة وعبد الرحمن وعلي وبدر نزلوا جميعا على أسلافهم من بني عدي الذين استوطنوا هذا المكان تجاه منفلوط في القرن السابع الهجري وعرفوا بجديم وغريب ” ثم ذكر العائلات المتفرعة من كل واحد منهم والذين كونوا بني عدي الوسطى وعليو كما ضمن مخلوف في كتابه الكثير من عقود البيع والشراء والتي تبين علاقة العائلات ببعضها كما احتوت تلك النصوص على إشارات لوجود عدد من العائلات التي ترجع إلى أصول قرشية من الأشراف وأخرى مهاجرة من المغرب العربي.
وقد فصل ذلك المؤلف حسن علي حمزة في كتبه الهامة (ثورة بني عدي على الفرنسيين) وكذلك (سلسلة أعلام بني عدي) حيث يقول : ” وتجدر الإشارة إلى أن بني عدي عند نشأتها كانت تسمى بـاسم (أنصنا الصغرى) وبعد الفتح الإسلامي لمصر كانت تسمى بـكفر جديم وهى بني عدي القبلية الآن وبـكفر غريب وهى بني عدي البحرية الآن ثم لما جاءت الوفود من قبيلة بني عدي بشبه الجزيرة العربية واستقرت هنا سميت ببني عدي ثم ببنى عديات ، وبني عدي كانت تتبع كاشفية منفلوط وكانت منفلوط واحدة من سبع كاشفيات بمصر الوسطى وهى [ منفلوط – أشمونين – المنيا – بنى سويف – الفيوم – الجيزة – أطفيح ] أما كاشفيات مصر العليا فكانت أربعة عشرة كاشفية هى [ أسيوط – أبو تيج – طما – طهطا – أخميم – فرشوط – برديس – هو – بهجورة – قنا – قوص – إسنا – أبريم – الواح ” الواحات ” ] ، وكان مجلس محلي القرية ـ إن جاز التعبير ـ فى ذلك الوقت مكوناً من الملتزم والقائم مقام والمباشر وشيخ البلد والشاهد والصراف والمساح والمشد والخولي والخفراء والوكلاء والكلافين والسقايين ..
وكانت قرية بني عدي من أغنى بلاد الصعيد وذلك بسبب تجارتها الواسعة فى الداخل والخارج وفيها سوق الخميس وسوق الأحد من أقدم الأسواق (وكان سوق بني عدي فى المنطقة المسماة الأن بالسويقة عند المسجد العتيق ومعهد بني عدي الإعدادي الثانوي الآن ببني عدي القبلية والوسطى) وأيضًا بسبب الأمانة التى اشتهر بها أهالي بني عدي قديما حتى أن المجاورات والتجار فى كل أنحاء الصعيد كانوا يضعـــون عندهم الأمانات والنقود وكانت بني عدي بمثابة أول بنك للودائع كما قال فضيلة الشيــخ عبد الحميد شحاتة رحمه الله ، وكانت قرية بني عدي نهاية درب الأربعين الذى كانت تمر فيه قوافل السودان وأهمها قافلة دارفور وقافلة سنار وقوافل الواحات .. وقافة دارفور هى أكبر قافلة تجارية فى مجال التبادل التجارى بين مصر والسودان حيث كانت تأتي من دارفور وتسير عبر الصحراء الغربية فى الطريق المعروف بدرب الأربعين وسمى بهذا الاسم لأن القافلة تستغرق أربعين يوما من دارفور إلى أسيوط وبني عدي تحديداً كانت نهاية الدرب ، وكانت القافلة تتكون من حوالي خمسة آلاف جمل محملة بالعاج والتمر الهندى وبعض جلود النمور والصمغ وسن الفيل وريش النعام .. وكانت القافلة قبل أن تأتي إلى القاهرة تستريح لبعض الوقت فى أسيوط وبني عدي ومنفلوط والمناطق المحيطة بها حيث تبيع جزءاً من بضاعتها ، وقافلة سنار هى القافلة الثانية التى تأتي من بلاد السودان إلى القطر المصرى أكثر من مرة فى السنة ولكنها لم تكن لها نفس الأهمية بالنسبة لقافلة دارفور إذ كانت لا تتكون فى العادة إلا من 400 إلى 500 جملاً كما كان لقرية بني عدي الأثر الواضح فى التجارة مع الواحات عن طريق الدرب الطويل فكان التجار يتبادلون الحاصلات الزراعية والبلح والعجوة والحصر وغيرها من السلع.
وقد اتسمت مظاهر الحياة فى بني عدي بالسمات الدينية فانتشر فيها العلماء والأولياء والطرق الصوفية وكثرة الاحتفال بالمناسبات الدينية والأضرحة كما كان للأقباط فى بني عدي مناسباتهم الدينية الخاصة مثل عيد البشارة وعيد الزيتونة وعيد الفصح وخميس العهد وسبت النور وغيرها من المناسبات وكان التعليم فى بني عدي ينتشر فى المساجد الكبرى وفى الكتاتيب واشتهرت بني عدي بحفظ أهلها القرآن الكريم وعلومه ، وقد تعرضت القرية فى ذلك الوقت لعدة أنواع من الأمراض الفتاكة مثل الطاعون سنة 1695م وسنة 1791م كما تعرضت لعدة مجاعات آخرها مجاعة سنة 1792م شأنها شأن مصر وقراها كلها كما أثبتت المصادر التاريخية ، ومن الأحداث الاجتماعية المهمة فى القرية قبيل ثورتها على الفرنسيين هجرة واستقرار الكثير من العائلات فيها قادمة من جنوب الصعيد وخاصة من قنا وسوهاج وذلك بعد وفاة حاكم الصعيد شيخ العرب همام بن يوسف شيخ عرب الهوارة وذلك طلباً للأمان وهذا شأن قبيلة بني عدي منذ التاريخ وحتى الآن ” ا.هـ. ، ومن الأحداث الهامة كذلك هجرة عدد كبير من عائلات بني عدي إلى منطقة بولاق وكان لهم دور كبير في حراسة القاهرة أثناء حملة فريزر ثم حدثت هجرة أخرى إلى الإسماعيلية مع حفر قناة السويس وبسبب موقع قرية بني عدي وتوسطها للصعيد اختارها محمد علي باشا لتكون مقرا لأول مدرسة حربية في تاريخ مصر الحديث.
ولا شك أن شهرة قرية بني عدي كانت مرتبطة بانتماء عدد كبير من أبنائها لسلك المشيخة حيث ترجم محمد علي مخلوف لاثنين من علمائها في زمن مبكر وهما الشيخ عثمان بن علي العدوي الشاعر مؤلف نظم السيرة النبوية والمتوفي عام 946 هـ 1539 م وقاضي القضاة نور الدين علي العسيلي العدوي مؤلف شرح المغني والمتوفي عام 994 هـ ، وكان العصر العثماني قد شهد تغييرا كبيرا على صعيد الحياة الدينية للمجتمع في مصر إذ بدأ الجامع الأزهر يحتل مكانته الروحية والعلمية متصدرا بها المشهد بوصفه المؤسسة الدينية الأهم في الديار المصرية وارتبطت به قبيلة بني عدي ارتباطا وثيقا كأنما كان سويا على قدر مقدور ، وكان الأزهر في الأساس قد بني في العصر الفاطمي ليكون مقرا لنشر المذهب الشيعة الإسماعيلي وتم إغلاقه تماما في العهد الأيوبي ثم قرر بيبرس إعادة فتحه مرة أخرى ليكون واحدا من المدارس الدينية العديدة في العصر المملوكي حيث كان السلاطين والأمراء يتنافسون في وقف الأموال على المساجد والمدارس والخانقاوات فلما انتهى زمنهم ضعفت مصادر تمويل تلك المدارس العديدة بينما ظل الأزهر محتفظا باهتمام الأمراء والأعيان والتجار ، ومن ناحية المعمار فإن الفضل الأكبر في عملية تجديد الجامع وملحقاته يرجع إلى جهود الأمير عبد الرحمن كتخدا وذلك في عام 1749 م. وهو الأمر الذي أتاح الفرصة لمزيد من الطلاب خاصة من صعيد مصر لتلقي العلم والسكن في الجامع بعد أن تم تجديد وتوسيع الرواق الخاص بهم وعمل بوابة خاصة لهم عرفت باسم باب الصعايدة.
أما من الناحية العلمية والفقهية فإن الفضل في ازدهار الجامع الأزهر يعود لواحد من أهم علماء تلك الفترة وهو الإمام العلامة مجدد القرن الحادي عشر الهجري الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي المالكي (1010 هـ / 1601م – 1101 هـ /1690م) وهو أول إمام رسمي للجامع الأزهر الشريف ، وسمي بالخرشي (وعُرف كذلك بالخراشي) نسبة إلى قريته التي ولد بها قرية أبو خراش التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة والتي تنتمي إلى عرب بني تميم ، تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني وكلاهما – الشيخ اللقاني ووالده الخرشي – تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري ، كما تلقى الخرشي أيضًا العلم على أيدي الشيخ الأجهوري والشيخ يوسف الغليشي والشيخ عبد المعطي البصير والشيخ ياسين الشامي وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته منهجًا سار على خطواته حتى توفاه الله ، و تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخرشي هو أول من تولى منصب شيخ الأزهر رسميا فقد ولي مشيخة الأزهر سنة 1090هـ / 1679م وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عامًا واستمر في المشيخة حتى توفاه الله.
وانتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته وطلبة طلبته وكان متواضعًا عفيفًا واسع الخلق كثير الأدب والحياء كريم النفس جميل المعاشرة حلو الكلام كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم مهيب المنظر دائم الطهارة كثير الصمت كثير الصيام والقيام زاهدًا ورعًا متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده وكذلك مصلحة بيته في منزله ، وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه والنهل من علمه الغزير ومعرفته الواسعة ، ومن تلاميذه عدد كبير من العلماء ومنهم كل من تولى مشيخة الأزهر من بعده مثل الشيخ البرماوي والشيخ النشرتي والشيخ القليني والشيخ شنن والشيخ الفيومي والشيخ الشبراوي .. وقال عنه الجبرتي : ” هو الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين ” .. وقال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل : ” هو العلامة الإمام والقدوة الهمام شيخ المالكية شرقًا وغربًا قدوة السالكين عجمًا وعربًا مربي المريدين كهف السالكين سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي “.