
في عهد الوليد بن عبد الملك وصلت الدولة الإسلامية إلى أقصى اتساع لها حيث كان قتيبة بن مسلم الباهلي قد توغل في المشرق ففتح كافة بلاد التركستان متخذا من مدينة كاشغر قاعدة له ليرابط على حدود الصين التي أجبرت على دفع الجزية بينما كان محمد بن القاسم الثقفي قد أتم فتح السند وتوغل بقواته في الهندوستان الشمالي حتى دهلي (نيودلهي الحالية) ، وعلى الجبهة الرومانية تمكن مسلمة بن عبد الملك من فتح غالبية هضبة الأناضول وأرمينيا ومن ثم ألقى الحصار على القسطنطينية برا وبحرا ومن جانبيها الأوروبي والآسيوي بينما كانت قوات موسى بن نصير تكتسح المغرب لتكمل ما بدأه معاوية بن حديج وعقبة بن نافع من قبل حتى توجت تلك الفتوحات بالعبور إلى الأندلس مع طارق بن زياد وأتمت فتح شبه جزيرة أيبيريا حتى جبال البرانس على حدود فرنسا حيث رفرفرت الرايات العربية في كل بقاع الأرض.
وكانت الدولة الأموية تعتمد على قبائل العرب اعتمادا أساسيا في الحرب والإدارة وهو من أهم أسباب نجاحها فلما قامت الدولة العباسية كانت سياستها مغايرة لأن اعتمادها الأكبر كان على الفرس ثم الأتراك وهو ما عجل بانقسام الدولة وتشرذمها حيث كان العرب هم ضمانة توحيد تلك الأرجاء الشاسعة من الناحيتين الثقافية والسياسية لكن العباسيين رأوا في العرب جميعا خطرا على عرشهم خاصة قبائل قريش التي تتمتع بالقيادة الروحية على العرب كافة ، ولذا فإن العباسيين منذ اليوم الأول لإعلان دولتهم كانوا عازمين على تحجيم نفوذ قبائل العرب والحد من امتيازاتهم وهو الأمر الذي تم بالتدريج مما عجل بانتقال عدد كبير من العرب إلى مصر بعيدا عن مواطن الصراع ثم في النهاية قرر المعتصم العباسي قطع عطاء القبائل من ديوان الجند فاضطروا للانتشار في الأقاليم المختلفة للعمل بالزراعة والرعي وكافة الحرف المختلفة.
وكان العباسيون في أول أمرهم شديدي الوطأة على بني أمية ومن حالفها خاصة بني عدي و بني مخزوم الذين كانوا من المقربين لبني أمية وكان فرسان مخزوم وفرسان عدي من قادة الجيش الاموي ومن أمراء مكة والمدينة والطائف وحين سقطت الدولة الاموية وقتل أغلب بنو امية في عصر السفاح الذي خشي من سطوة بني عدي وبني مخزوم ومنافستهم للعباسيين فأمر جنوده بمطاردتهم ، ويروى أن السفاح لجأ إلى حيلة سياسية يستثير بها العاطفة الدينية لدى أنصاره فأشاع بحق أعدائه كذبا وقال : (إن بني مخزوم وبني عدي لا يزالون غاضبين على ربهم أن جعل نبيه من بني هاشم) فطاردت جيوش العباسيين بني مخزوم وبني عدي في كافة الديار الاسلامية وأذنوا لعساكرهم بقتل رجال بني عدي اينما ثقفوهم وعلى مدار ثلاث سنوات قتل بنو العباس من بني عدي ستة الاف رجل فأبادوا عددا كبيرا منهم اما من استطاع الفرار فاتجهوا مع بنو مخزوم إلى الشعب والجبال في السراة (ونرى أن هناك مبالغات في الأعداد على نحو ما عرف عند رواة الأخبار).
وكان اختيار بني عدي لعسير هروباً من بطش العباسيين حيث أن تضاريسها منيعة كما ان القبائل هناك فتحوا بيوتهم لهم فتحالف بنو مخزوم مع بني عدي وبني أمية واستطاعوا توحيد القبائل وجعلها قوة تستطيع الوقوف في وجه جيوش العباسيين وكانت لبني عدي إمارة في الطائف نالتها ذرية زيد بن الخطاب و ذرية عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد تحت الحكم المخزومي ، ولا زالت فروع من قبيلة بني عدي في السراة والحجاز إلى الآن ويبلغ تعدادهم بالآلاف ويتوزع عوائل وأفراد القبيلة في مدن وقرى الجزيرة العربية منها : الرياض وعسير ومنهم ذرية الفاروق عمر بن الخطاب وذرية الصحابي الجليل زيد بن الخطاب وذرية الصحابي الجليل سعيد بن زيد ، وكانت منطقة السراة هي منطلق هجراتهم المتتالية إلى مصر بعد أن حدث الانقسام في الدولة العباسية واستقلت مناطق الجناح الغربي للدولة حيث كانت الحجاز واليمن والشام تابعة لمصر ابتداءا من عهد الطولونيين.
ويقول أبومالك المخزومي : ” لطالما تقرب الأدباء والمؤرخون للخلفاء العباسيين بشتم بني مخزوم وبني عدي وبني عبد شمس وانتقصاهم ” ولذلك وعلى مدار ثلاث سنوات قتل بنو العباس من بني مخزوم أيضا ثمانية الاف رجل فأبادوا ذرية سلمة بن هشام وذرية الوليد بن الوليد وكافة ذرية المغيرة المخزومي أما من استطاع الفرار فهم بنو أبان بن الفاكه بن المغيرة وبنو إبراهيم بن عمرو بن هشام وبنو كبير بن عمرو بن هشام وبنو نمر بن عمرو بن هشام وبنو عبدالرحمن بن خالد بن الوليد واتجهوا إلى الشعب والجبال في السراة عند أخوالهم من قبائل بني ربيعة مجاورين لكل من بني أمية وبني عدي ، وفي عام 137 هجرية أقام بنو مخزوم إمارتهم في السراة واستمرت قرابة 800 سنة إلى أن قامت دولة بني معاوية من عبد شمس وحاليا الآلاف من بني مخزوم جلهم يعيشون في عسير والرياض وضواحيها وهم ذرية الفاكه بن المغيرة وعمرو بن هشام وخالد بن الوليد.
وكانت مصر قد شهدت نهاية الدولة الأموية عندما هزم مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين في معركة الزاب فالتجأ إلى مصر لكنه فوجىء بعدد كبير من قبائل الحوف الشرقي ترفع الرايات السوداء شعار العباسيين فلم يكن أمامه إلا التحرك إلى الصعيد ومعه أنصاره من قبائل قريش تاركة منازلها في خطة أهل الراية والتي صادرها صالح بن علي العباسي بعد دخوله ، وعند قرية (أبو صير) دارت المعركة الأخيرة التي قتل فيها مروان واضطر أولاده وأنصاره من قريش التوجه جنوبا إلى الصعيد ومعهم طائفة من بني عدي حيث خلت منهم الفسطاط بينما توجهت طائفة أخرى من بني عدي إلى منازل حلفائهم بني كنانة في غرب الدلتا حيث الأمان النسبي بعيدا عن العباسيين الذين توجسوا هم أيضا من سكنى الفسطاط فأنشأ صالح بن علي مدينة جديدة في ضواحيها لتكون قاصرة على جنده فيأمن عليهم وأطلق عليها مدينة (العسكر).
وفي كتابه (القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة) يرصد الكاتب والباحث عبد الله خورشيد البري تلك التحركات التي قامت بها كل من قريش وكنانة في الصعيد والدلتا في أعقاب دخول العباسيين إلى مصر فيقول : ” وبدأت قريش منذ الربع الأخير من القرن الأول تزحف نحو الجنوب وتقيم في مدن الصعيد الأدنى القريبة من الفسطاط مثل حلوان وسكر وكان بنو أمية هم الذين مثلوا قريشا في هذا الزحف ولما انتهت الدولة الأموية 133 هـ. كان للأمويين مراكز ثابتة في الصعيد مثل بوصير قوريدس (محافظة بني سويف) التي قتل فيها آخر خلفائهم وربما كان فرار الأمويين من وجه العباسيين حينذاك والتجاؤهم إلى مدن الصعيد كذلك لانتشار القرشيين به وفي خروج دحية بن مصعب الأموي سنة 167 هـ. بأهناس (محافظة بني سويف) وتغلبه على عامة الصعيد دليل على وجود عصبية قرشية هناك “.
أما قبيلة كنانة فقد أشار الباحث إلى أن أحد فروعها التى استوطنت مصر بشكل كبير ودائم هى قبيلة مدلج وقد استقرت بعد الفتح مباشرة بالشمال على سواحل مصر الشماليه ودلتا مصر وخاصه قرية (خربتها) الحاليه فى اقليم البحيرة ثم امتدت ديارهم لتشمل منخفض (النطرون) وإقليم الاسكندريه ومنه الى إقليم برقة ، وشكلت قبيلة بني مدلج عددا كبيرا من سكان إقليم الاسكندرية ومنهم كان جابر بن الوليد المدلجى الثائر على العباسيين (من بنى الجهيم بن عتوارة بن عمرو بن مدلج) والذى يقال إن ضريح سيدى جابر فى قلب مدينة الاسكندرية يعود اليه ، وتبعتهم قبيلة بنى ضمرة وغفار (غفار فرع من بنى ضمرة) و نزلت غفار بمنخفض النطرون الحالى الذى كان يعرف سابقا بوادى (هبيب) و هو الصحابى الجليل هبيب بن المغفل الغفارى رضى الله عنه الذى نزل بهذا المنخفض مع قومه غفار وكذلك نزلت قبيلة هذيل (أبناء عمومة كنانة) في منطقة سمنود وبوصير.
ويتحدث الباحث عن قبيلة بني عدي وفروعها فيقول : ” والذي يلفت النظر فيمن كان بمصر من هؤلاء العدويين انقسامهم إلى قسمين أو على الأصح أسرتين واضحتين هما : أولاد عمر بن الخطاب ويسمون العمريين وأولاد خارجة بن حذافة ” وهو بذلك يتحدث عن انقسام بني عدي إلى عشيرتين هما رزاح (وأهم أسرة فيها العمريين) وعويج (وأهم أسرة فيها آل خارجة) .. في أواسط القرن الثالث تحدثنا شواهد القبور عن اثنين من العمريين .. ومن موالي العمريين لدينا العجلان مولى عمر كان له دار بالفسطاط وسارية مولى عمر كذلك أقطعه معاوية في الفسطاط ونافع مولى ابن عمر بعثه عمر بن عبد العزيز إلى مصر يعلمهم السنن فأقام بها مدة .. ويقول مستدركا : ” ولئن كان بنو خارجة أبقى أثرا في مصر من العمريين فإن هذا لا يمنع من أن بني عدي بن كعب بعامة كانوا ذوي أهمية جد محدودة بالنسبة إلى الحياة المصرية ” وربما كان سبب ذلك قلة عددهم والذي جعلهم دائما مرافقين لغيرهم من قريش وكنانة في منازلهم سواء في الدلتا أو الصعيد (وتحفل المخطوطات الأهلية وبعض الروايات الشفوية بسجلات أنساب ترجع بني عدي حاليا إلى عدد من الآباء مثل خارجة بن حذافة وعبد الله بن مطيع ومحمد بن أبي الجهم والنعمان بن عدي ومسعود بن الأسود ومعمر بن نضلة).
وفي كتاب (دور القبائل العربية في صعيد مصر) يتتبع المؤلف ممدوح الريطي العشائر القرشية فيقول : ” ومن بطون قريش بالصعيد بنو عامر بن لؤي ومنهم آل عبد الله بن سعد في بلاد الجيزة والفيوم ويطلق عليهم (السرحيين) ومنهم بنو سهم وآل عمرو بن العاص وأقاموا بالصعيد في نفس الزمن وهو فتح العرب لمصر وعاشوا أشتاتا بالصعيد ومنهم قوم في مدينة أسوان .. وفي البهنسا بنو خالد (من مخزوم) وفي سفطا بنو شيبة (من عبد الدار) .. وبنو عدي رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه أطلق عليهم أولاد عمر ومنهم أولاد عبد الله بن عمر وآل عبد الرحمن بن عمر وكانوا قد حضروا فتح مصر وأقاموا بالصعيد وكانوا بجوار بني مخزوم بالصعيد الأعلى ومنهم قوم عاشوا ببلاد البهنسا حتى زمن المقريزي المؤرخ .. وأقام من أولاد عمر بأسوان أبو عبد الرحمن العمري وتم العثور على شاهد قبر بأسوان باسم : أم عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العمري “.
” وأقامت قبائل من قريش ببلاد أخميم وظهر من مواليهم العالم الجليل المتصوف ذو النون الأخميمي (المتوفي عام 245 هـ.) .. وهاجر إلى الصعيد بنو تيم بن مرة رهط الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعاشوا في بلدة دهروط من صعيد مصر وعرفت بلدتهم بالأشراف البكرية وتفرعوا في بلاد الصعيد فمنهم بنو محمد وأقاموا ببلدة البرجين وسفط وسكر من أعمال الأشمونين وعاش أكثر هؤلاء الأشراف البكريين في دهروط وعاش منهم بمدينة البهنسا بنو طلحة وبنو فضالة وبنو إسحق .. وهاجر قوم من بني تميم بن زهرة إلى أسوان وعرفوا ببني زهرة وظهر منهم شاهد قبر باسم (محمد بن أمية بن ميمون بن الأشج الزهري) ومن هؤلاء الأشراف مجموعة أقامت ببلدة الجعافرة بجوار أسوان وأقام منهم قوم في مدينة الفيوم إقامة دائمة ومنهم جماعة تسمى بنو عبد الدار سكنوا قرية سفط قرب المنيا ومنهم قوم يسمون جماعة نهار من الأشراف البكرية ومنهم أيضا بنو طلحة الجود وسكنوا الصعيد الأعلى “.
” ومن قبيلة قريش جاءت إلى الصعيد قبيلة بنو أسد وأقامت في البهنسا وما زالوا للآن ومنهم آل الزبير بن العوام وتفرعوا بالصعيد فروعا كثيرة فمنهم العبابدة ومنهم بنو مصلح وبنو رمضان ويعرفون بجماعة رواق ومنهم بنو عي وأقاموا بالبهنسا وعاشت قبيلة العنابس وهي أهم بطون بني أمية في قرية دلجة من الأشمونين وسكن قوم منهم في مدينة منفلوط وملوي وكانت مجموعة قبائل قريش التي تسكن البهنسا تقيم بالجهة الغربية منها وكانت بها منطقة تسمى حارة الأشراف وهاجرت إلى الصعيد قبيلة الأعياص من بني أمية ومنهم بنو أبان بن عثمان بن عفان وبنو الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وأقاموا في بلاد سكر وتندة ومنهم من سكن في بلاد الأشمونين ومنهم بنو حيدر وينتسبون إلى الوليد بن عبد الملك (ومنهم بنو حبيب بن الوليد) وسكنوا بلدة تندة ومنهم بنو شادي أقاموا في منطقة بالقصر الخراب وعرفت بقصر شادي ومعهم بنو مسلمة بن عبد الملك “.
وبسبب النزاعات السياسية هاجر عدد كبير من الهاشميين إلى الصعيد ومنهم الجعافرة وهم أبناء جعفر الطيار بن أبي طالب وذلك في القرن الثالث الهجري وكانوا على كثرة كبيرة لدرجة أن بلادهم التي بالصعيد امتدت من منفلوط إلى سمالوط من غرب وشرق النيل وأهم بطون الجعافرة قبائل الزيانبة وهم أولاد علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمهم السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ومنهم بنو ثعلبة الذين أقاموا في (حرجة مير) بأسيوط ومنهم بنو طلحة وبنو جعفر وبنو وعلان وبنو حامد وبنو وديعة وبنو إبراهيم أولاد مسلم الجعفري وتفرع من الجعافرة بنو محمد وبنو عبد الله والخلصيون والصالحيون وبنو علي وبنو صالح وبنو قاسم وبنو رايس وبنو شاكر وبنو شعران وبنو داوود وبنو والي وبنو زيد وبنو عبد الله وأقامت كل هذه القبائل والفروع الجعفرية بين بلدتي منفلوط إلى سمالوط ” وسكنت منهم فروع في أسوان وفي العتامنة .
في الصعيد أيضا تواجد العلويون وهم أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما .. وذلك بعد أن أمر العباسيون بترحيلهم من الفسطاط وإخراجهم من مصر فهربت مجموعات منهم إلى الصعيد مستخفين ولحقتهم مجموعات أخرى هربت من الحجاز بعد اضطراب الأوضاع هناك ومن بني الحسن هاجر قوم إلى الصعيد بقيادة علي بن عبد الله (144 هـ.) ومنهم ابن الصوفي العلوي الثائر وأقامت قبائل بني الحسن في بلاد منفلوط واتليدم وما حولها ، ومن بني الحسين عاش بالصعيد بنو جعفر الصادق في بلاد منفلوط وسمالوط ومنهم الحيادرة والسلاطنة الذين سكنوا في قرية طوخ طوه والتي بها قبر علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين وكذلك أولاد قاسم في الجمامزة (قنا) ووجد شاهد قبر في أسوان (منتصف القرن الثالث) لزينب ابنة علي بن عيسى بن جعفر بن علي وعاش بالصعيد كثير من الأشراف من آل الحسين وأقاموا حول مدينة جرجا بصعيد مصر وعرفوا بالأشراف الحسينيين.
أما قريش الظواهر فقد سكن منهم في مصر (المحاريث) وهم جماع محارب بن فهر والحارث بن فهر وقد نزلوا مصر إبان الدولة الاموية ويعرفون جميعا بالمحاريث وبالفهريين والفهرة ولهم اليوم قرية (جحدم) فى صعيد مصر نسبة للامير عبد الرحمن بن جحدم الفهرى ومنهم قبيلة عرب النفعيات من محارب ومنهم الظواهرة والنفعيات من ذرية الأمير عقبة بن نافع الفهرى ومنهم عرب المحاريث فى الصعيد وعرب محارب فى مصر وليبيا والسودان و تشاد وهم يعرفون فى تونس والمغرب بالفهريين وفى السودان بالفهرة ، وقد امتدت منازلهم من الصعيد إلى الحوف الشرقي وكانوا من أنصار العباسيين أول الأمر حيث أعلنوا شعار السواد ضد مروان بن محمد لكنهم بعد ذلك شاركوا في ثورة المصريين الكبرى مع البشموريين والأقباط واضطروا للنزوح إلى الصعيد حيث منازل قبائل قريش في منطقة الصعيد الأدنى التي تضم أهناسيا والأشمونين وطحا والتي أطلق عليها (بلاد قريش).