
تاريخ العرب السياسي قبل الإسلام (شأن كل الأمم) هو سرد للحروب المتواصلة بين القبائل العربية المختلفة طيلة عشرات السنين والتي خلدها تراثهم الأدبي تحت اسم (أيام العرب) ومن أكبر هذه الحروب تلك التي دارت بين عرب الشمال وعلى رأسها قبيلة كندة التي قادها حجر بن عمرو الكندي المعروف بلقب (آكل المرار) نيابة عن ملوك حمير ومعه قبائل بكر وتغلب ضد قبائل قضاعة فهزمهم في معركة يوم (البرادان) وبسط نفوذه على مساحة واسعة من الأرض تمتد من البحرين وحتى مشارف الشام بالإضافة إلى نجد كلها ، وعندما ضعفت مملكة حمير قام حفيده الحارث بن عمرو بن حجر بموالاة قباذ ملك فارس واتبعه في دعوته لمذهب (المزدكية) واستولى على الحيرة من المناذرة بعد رفض المنذر بن ماء السماء اتباع ذلك المذهب فاتسع ملكه وعين أولاده ملوكا على كافة العرب حيث تولى ابنه حجر على بني أسد وغطفان (وهو والد الشاعر امرىء القيس) وولى ابنه شرحبيل على بكر بن وائل وولى ابنه معديكرب على قبائل تغلب والنمر بن قاسط وولى ابنه سلمة على قبائل قيس عيلان وولى ابنه عبد الله على قبائل عبد القيس وولى ابنه محرق على بني تميم لكن بعد موت قباذ تولي أنوشروان الذي أعاد المنذر إلى عرشه فانتقم من الحارث وأولاده بإشعال الحروب الأهلية بينهم ومن أكبر معاركها يوم (الكلاب الأول) حيث انتصر سلمة على شرحبيل ثم ثارت قبيلة أسد على حجر وقتلته فضعف ملوك كندة وفقدوا سلطانهم.
وأضخم هذه الحروب بالطبع ما دار بين الغساسنة والمناذرة بسبب التنازع على بادية الشام وتجاوبا مع الصراع الفارسي الروماني والذي بلغ ذروته في عصر الملوك الكبار .. خسرو أنوشروان في فارس وقيصر جستنيان في بيزنطة والمنذر بن امرىء القيس اللخمي (ابن ماء السماء) في الحيرة والحارث بن جبلة الغساني في بصرى ، وكان سبب الحرب الأساسي هو رغبة أنوشروان في كسر الهدنة القائمة بينه وبين جستنيان حتى لا يعطيه فرصة التوسع في أوروبا وأفريقيا فأوعز إلى المنذر بإشعال القتال على الجبهة الشامية وكانت أشرس هذه المعارك يوم (عين أباغ) عندما قامت قوات الغساسنة بصد الهجوم التوسعي للمناذرة الذين قادوا عرب معد باتجاه الشام وقتل المنذر بن ماء السماء في المعركة فقام ابنه المنذر بن المنذر بعد سنوات بطلب الثأر لكنه هزم هو الآخر ولقي حتفه في معركة يوم (حليمة) حيث أسر الغساسنة أعدادا كبيرة من قبيلة تميم ثم عفوا عنهم واستمالوهم إلى جانبهم ، وقد استطاع الحارث بن جبلة أن يستميل أيضا قبيلة طيء وأن يصلح بين قبائلها المتحاربة لكن بعد وفاته عادت الحرب الشرسة مجددا بين قبيلة الغوث وقبيلة جديلة حيث دارت معركة يوم اليحاميم والتي أسفرت عن رحيل قبيلة جديلة وتحالفها مع قبيلة كلب ، وقد كان الغساسنة على علاقة طيبة بالأزد في يثرب وناصروهم ضد اليهود لكن أعقبها حرب أهلية بين الأوس والخزرج حيث انتصرت الأوس في معارك (سمير / بعاث) وانتصرت الخزرج في معارك (كعب / حاطب).
ومن المعارك الفاصلة في تاريخ العرب تلك التي خاضتها قبائل معد مجتمعة أو متفرقة ضد القبائل اليمنية سواء في الشمال أو في الجنوب والتي بدأت في وقت مبكر عندما بدأت قبائل مذحج في الزحف نحو الشمال فتصدت لها قبائل معد مجتمعة تحت قيادة عامر بن الظرب العدواني وحققت عليها انتصارا ساحقا في معركة يوم (البيضاء) ، وفي الشمال شقت قبائل ربيعة عصا الطاعة ضد زهير بن جناب الكلابي المعين من ملوك حمير فحشد لهم قوات من قبائل اليمن وهزمهم لكنهم بعد سنوات جمعوا قبائل معد كلها بقيادة كليب بن وائل التغلبي لمواجهة قبيلة مذحج المدعومة من ملوك حمير حيث سارت القوات المتحالفة إلى الجنوب وأوقعت باليمنيين هزيمة ساحقة في معركة يوم (خزاز) حيث توج بعدها كليب (وائل بن ربيعة) ملكا على عرب معد لأول مرة ، وتعددت بعدها المعارك التي كرست لاستقلال القبائل العدنانية عن سيطرة المناذرة أو حمير حيث انتصرت تميم على المناذرة في يوم (طخفة) وانتصرت على مذحج في يوم (الكلاب الثاني) لكنها هزمت أمام المناذرة في يوم (أوارة الثاني) كما انتصرت عامر بن صعصعة على المناذرة بعد أن نهبت قوافلهم في يوم (السلان) لكنها هزمت من مذحج في يوم (فيف الريح) كما هزمت بكر من المناذرة في يوم (أوارة الأول) بسبب مناصرتهم لملوك كندة وهزمت أسد من طيء في يوم (ظهر الدهناء).
وقد كان يمكن للعرب العدنانية تحقيق الانتصار في كل معاركهم ضد اليمنيين من قبائل ودول لولا ما حدث بينهم من شقاقات وحروب بينية جعلت بأسهم بينهم شديدا فاستهلكت طاقتهم وأضعفت قوتهم ، وأهم هذه الحروب هي حرب البسوس التي أعقبت مقتل كليب (وائل بن ربيعة التغلبي) على يد جساس بن مرة الشيباني من بكر بسبب إقدام كليب على قتل ناقة البسوس التي دخلت في أرضه خلافا لأوامره واستمرت تلك الحرب أربعين عاما بين أهم قبيلتين في ربيعة وهما تغلب بقيادة المهلهل بن ربيعة وبكر بقيادة الحارث بن مرة وفيها وقائع خمس معارك كبرى هي أيام (عنيزة / واردات / الحنو / القصيبات / قضة) وقصتها معروفة في التاريخ وفي التراث الشعبي ، ثم اندلعت الحرب بين مضر وربيعة حيث الصراع الدامي بين كل من بكر وتميم من خلال أربع عشر معركة شرسة دارت رحاها بينهما للتنافس على المراعي والأراضي في اليمامة ونجد والبحرين وهجر ، وقد انتصرت تميم في سبع منها هي (النباج / ذي طلوح / جدود / الأياد / عاقل / الوقبي / الشباك) وانتصرت بكر في سبع وهي (الوقيط / الغبيط / الزويرين / قشاوة / زبالة / مبايض / الشيطين) وكانت القيادة في بكر لقبيلة بني شيبان وفي بني تميم لقبيلة بني يربوع ، كما جرت عدة وقائع متفرقة بين تميم وتغلب (يوم بارق) وبين شيبان وضبة (يوم شقيقة) ومعركة يوم (الصفقة) التي انهزمت فيها تميم أمام بني حنيفة بقيادة هوذة بن علي بمعاونة جيوش الفرس وسبب ذلك أن تميم اعتدوا على قوافل كسرى.
أما في قبائل مضر فقد كانت الحروب فيما بينها شديدة الضراوة شملت الجماجم الأربعة كنانة وغطفان وهوازن وتميم بالإضافة إلى سليم وضبة وأسد وغنى حيث كانت الأسباب متنوعة لكن أهمها هو المنافسة على نيل الحظوة عند ملوك الحيرة عن طريق حماية تجارتهم والسيطرة على القبائل الأخرى لحسابهم ، وكانت الأمور قد استتبت فترة طويلة للأمير زهير بن جذيمة سيد بني عبس الذي كان مطاعا بين كل العرب القيسية (غطفان وهوازن) فكان محل ثقة مطلقة من المناذرة ولم يعكر صفو ذلك شيء حتى أقدم واحد من قبيلة غنى على اعتراض قافلة راجعة من الحيرة فيها شاس بن زهير فتعدى عليه وقتله واستولى على ما معه من أموال واستجارت قبيلة غنى بقبيلة بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن فقاد الأمير زهير قبائل غطفان وشن الحرب على قبيلة غنى (يوم منعج) ثم أساء معاملة بني عامر وهو في سوق عكاظ فأثار ذلك حفيظة خالد بن جعفر الكلابي فقاد بني عامر وتتبع بني عبس في طريق عودتهم ثم هجم عليهم وقتل زهير (يوم النقراوات) ومن ثم رحل إلى الحيرة وتقرب من الملك النعمان بن المنذر وحل محل زهير في حماية قوافل الملك ، وتولى على غطفان الحارث بن ظالم المري من بني مرة من ذبيان حيث بدأ يحشد قبائل غطفان كلها للثأر من عامر لكنه كان يهدف في الحقيقة إلى استعادة نفوذ غطفان لدى المناذرة فرحل إلى الحيرة وتقابل في بلاط النعمان مع خالد بن جعفر ثم كمن له عند انصرافهما وفتك به غيلة (يوم بطن عاقل).
وخوفا من غضب النعمان عمد الحارث بن ظالم إلى قبيلة تميم فاستجار بها مما أشعل غضب عامر التي هجمت عليها وهزمتها في معركة (يوم رحرحان) ، وبينما كانت قبائل غطفان تستعد لشن الحرب على عامر حدث شقاق كبير بين عبس وذبيان حيث تنازع السيادة كل من قيس بن زهير العبسي وحذيفة بن بدر الفزاري للقيام بواجب خدمة الملك النعمان والتكسب من وراء حماية قوافله ، وجاءت حادث الفرسين داحس والغبراء لتشعل نار العداوة بين القبيلتين حيث اندلعت معركة (يوم المريقب) التي انتصرت فيها عبس وبزغ فيها نجم عنترة بن شداد العبسي ، وكادت تهدأ الأمور وتنتهي بالصلح لولا نزعات الثأر عند ذبيان فالتقوا ثانية في يوم (عراعر) حيث انتصرت ذبيان واضطرت عبس للرحيل من منازلها لكنها استجمعت قوتها مرة أخرى وعزمت على الثأر فقاد عنترة الهجوم علي ذبيان في (يوم الهباءة) وأحدث فيهم مقتلة عظيمة حيث قتل حذيفة بن بدر زعيم ذبيان ، وعندما تولى سنان بن أبي حارثة المري زعامة ذبيان قرر أن يحشد الأحلاف من تميم وأسد فلم يجد قيس بن زهير بدا من الاستنجاد بقبيلة عامر (رغم أنهم قتلة أبيه) حيث أجاروه وتحالفوا معه وهم ينوون بذلك إطالة أمد الحرب وتفرقة غطفان للأبد وهكذا دارت أشرس معركة بين قبائل العرب في معركة (يوم شعب جبلة) حيث انتصرت عبس وعامر انتصارا ساحقا على الأحلاف.
كان ذلك إيذانا باستئناف الحرب الثأرية بين عامر وتميم من خلال عدد من المعارك التي انتصرت فيها تميم على عامر (ذي نجب / الرغام / المروت) وتدخلت عبس بالطبع فأوقعت هزيمة كبيرة في تميم (يوم الصرائم) وكانت هذه المعارك جميعا دلالة على انفراط عقد العرب القيسية حيث بدأت عامر في التراجع أمام غطفان في معارك (أرقم / النتاءة / منعرج اللوى) لكن قبيلة سليم تصدت لقبيلة ذبيان وانتصرت عليها في معارك (حوزة الأولى / حوزة الثانية) بينما انحازت قبيلة ضبة إلى بني تميم حيث انتصرا سويا على عامر (يوم النسار) وانتصرت ضبة على عامر (يوم دارة مأسل) وانتصرت على عبس (يوم النقيعة) ، وفي النهاية اضطرت عبس لقبول الصلح بعد سنوات من الحروب الطويلة حيث عجزت عن مواجهة تحالف طيء مع ذبيان وطلبت من الملك النعمان أن يدخلوا في حمايته واستجابوا لمساعي الصلح التي قادها هرم بن سنان والحارث بن عوف ، أما عامر بن صعصعة فقد شهدت حربا أهلية في داخلها بين قبائلها أعجزتها عن المضي قدما في استئناف المعارك لكنها ظلت في مأمن من هجوم أعدائها لما شهدوه خلال المعارك السابقة من شراسة وبأس ، ولم يكن ملوك المناذرة وكندة بعيدين عن هذه المعارك حيث كان المناذرة مناصرين لقضية عبس وعامر بينما تدخل ملوك كندة وكلب أكثر من مرة لمناصرة بني تميم وذبيان.
وقد كانت مشكلة قوافل الملك النعمان سببا في إثارة حرب أخرى كبيرة بين عامر بن صعصعة وقبائل كنانة وهي المعروفة باسم (حرب الفجار) وسببها أن النعمان رفض طلب البراض بن قيس الكناني عندما عرض عليه حماية قوافله وكلف بدلا منه عروة الرحال بن عتبة الكلابي ، وفي الطريق كمن البراض للقافلة ثم قتل عروة واستولى على ما كان معه ثم أرسل إلى حلفائه من قريش يعلمهم الخبر حيث كان البراض في حلف مع أحد أهم سادات قريش وهو حرب بن أمية فتكاتفت كنانة وقريش ضد عامر بن صعصعة وحلفائها من بقية هوازن وثقيف وقبيلة سليم التي كان لها ثأر مع كنانة (انتصرت سليم على كنانة سابقا في يوم الكديد وثأرت منها كنانة في يوم برزة) بالإضافة إلى التوتر الطبيعي بين هوازن وقريش بسبب التجاور الجغرافي حيث كادت الحرب تنشب بينهم في سوق عكاظ ثلاث مرات لأسباب تافهة لكن تعامل معها العقلاء بالحكمة ، أما هذه المرة فلم يكن من الممكن التغاضي عن هذه الواقعة لما فيها من التعدي على سيد من سادات العرب المعروفين بصلاتهم بالملوك وكذلك خفر ذمة الملك النعمان والعجز عن حماية أمواله وقوافله لذلك اشتعلت الحرب رغم الصلات القوية بين قريش وثقيف ، وعلى مدار بضع سنوات دارت وقائع خمسة معارك كبرى انتصرت هوازن وسليم في أربعة منها هي أيام (نخلة / شمطة / العبلاء / الحريرة) بينما حققت قريش وكنانة نصرا وحيدا في معركة (يوم عكاظ) وهي المعركة التي شهدها النبي (ص) مع أعمامه حيث انتهت الحرب في النهاية بالصلح ودفع الديات.
ومن أشرس المعارك التي خاضتها القبائل اليمنية في اليمن كانت ضد الأحباش الذين قاموا بغزو بلادهم بجيوش جرارة وذلك نتيجة اضطهاد المسيحيين وتعذيبهم في حادثة الأخدود على يد ملك حمير اليهودي يوسف أسار المعروف بلقب (ذو نواس / دميانوس) والذي تصدى للأحباش لكنه هزم وقتل فتولى عبء المواجهة بعده ذو جدن الهمداني لكنه هزم هو الأخر ودخل الأحباش صنعاء ، وتولى أرياط حكم اليمن نيابة عن نجاشي الحبشة المدعوم من قيصر الروم ثم خلفه أبرهة بن الصباح الذي قرر جعل اليمن قاعدة لنشر المسيحية في جزيرة العرب وسعى بجدية لبسط سيطرته على كل العرب فحاول التوغل شمالا في الحجاز لكن جيشه هلك على مشارف مكة في حادثة الفيل ، وتولى قيادة المقاومة اليمنية الملك معديكرب بن شميفع أشوع المعروف بلقب سيف بن ذي يزن والذي طلب المعونة من كسرى فارس فأمده بجيش ساعده على محاربة الأحباش حيث دارت رحى معركة حضرموت الطاحنة عام 570 م والتي وقفت فيها قبائل كندة بقيادة يزيد بن كبشة بجوار ملك حمير وهزموا الأحباش هزيمة ساحقة وطردوهم من اليمن ومن ثم إعادة حكم ملوك العرب ، وقد دخل سيف بن ذي يزن صنعاء في يوم مشهود واستقر في قصر غمدان حيث توافد عليه الشعراء ووفود القبائل العربية مهنئين بالنصر العظيم لكنه لم ينعم كثيرا بالحكم إذا تعرض للقتل على أيدي بعض الأسرى الأحباش وانتهى حكم دولة حمير وآل حكم اليمن إلى الفرس.
أما أهم معركة دارت وقائعها قبل الإسلام فقد كانت في يوم (ذي قار) عام 609م. وسببها أن عاهل الفرس خسرو برويز غضب على النعمان بن المنذر عندما رفض تزويجه ابنته وشعر النعمان أن الملك سوف يغدر به فجمع أهله وأمواله وسلاحه وكل ما يملك ثم توجه بها إلى قبيلة طيء ليمنعوه لكنهم اعتذروا بسبب خوفهم من الملك وعرضت عليه قبيلة عبس أن يمنعوه لكنه لم يرد أن يعرضهم للخطر وهو يعرف قدراتهم فتوجه إلى بني شيبان في ذي قار واستودع كل ما لديه عند هانىء بن مسعود الشيباني قبل أن يتوجه بمفرده لمقابلة كسرى الذي سجنه حتى مات ، ثم عين كسرى على الحيرة إياس بن قبيصة الطائي الذي أرسل إلى هانىء بن مسعود يطلب منه أموال النعمان فرفض هانىء وعندها حشد كسرى جيشا جرارا مكونا من أقوى كتائب الفرس تعاونها كتائب من قبائل تنوخ وتغلب والنمر بن قاسط وقضاعة وإياد وطيء ، وأرسلت شيبان إلى جميع قبائل بكر بن وائل فوافتهم في ذي قار وقد عزموا على المواجهة حيث شهدت المنطقة معركة ضارية ثبتت فيها بكر وأبلت بلاء حسنا كما انسحبت قبائل إياد وطيء بالاتفاق مع بكر مما خلخل جيوش الفرس فتحقق النصر لقبيلة بكر وأوقعت بالفرس والمتحالفين معها هزيمة منكرة وثبتت شيبان بذلك منازلها في سواد العراق بالقوة بعد أن كانت تنزل فيها قبل ذلك بعهد من ملوك فارس والحيرة لكن أسفرت الأحداث عن زوال مملكة المناذرة في الحيرة وتحولها إلى محمية فارسية مثلما حدث جنوبا في اليمن.