
من أعلام بني عدي في عهد المماليك عدد من العائلات توزعت بين مصر والحجاز وأهمهم آل طريف الذين كانت ديارهم معروفة في الدلتا (أحفاد سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب) وهم أصحاب الوقف العمري في شباس الملح حيث أنصفهم السلطان صلاح الدين الأيوبي وأعاد لهم أراضيهم التي سلبت منهم أثناء اضطرابات الشدة المستنصرية وما بعدها لتكون وقفا لهم ولذويهم في المدينة المنورة ثم جدد هذا الأمر في عهد الناصر محمد بن قلاوون مع اختصاص قاطني الحرمين بالحظ الأكمل والنصيب الأوفر .. وقد جاء في كتاب القلقشندي (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) نص هذا المرسوم وفيه :
” هذه نسخة توقيع شريف باستقرار ما أطلقه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بالديار المصرية للعمريين أعصاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب به في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون من إنشاء المقر الشهابي بن فضل الله وهي : ” الحمد لله الذي أبدأ الجميل وأعاده وأجرى تكرمنا على أجمل عادة وقفى بنا آثار الذين أحسنوا الحسنى وزيادة .. نحمده على أن نجعل جودنا المقدم وإن تأخر أياماً والمطيب لذكر من تقدم حتى كأنما حاله مثل المسك ختاماً والصيب الذي تقدمه من بوادر الغيث قطر ثم استهل هو غماماً ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرفع أعلامها ونمنع أن تطمس الليالي لمن جاهد عليها من ملوك الزمان أعلاماً ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي هدى به إلى أوضح المسالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين فتحوا من الأرض ما وعد أنه سيبلغ ملك أمته إلى ما زوي من ذلك وسلم.
وبعد فإن أفضل النعم ما قرن بالإدامة وأعظم الأجور أجر من سنن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وأحسن الحسنات ما رغبت السلف الصالح في خلفهم وأمرت بأيديهم ما حازروه من ميراث سلفهم وكان المولى الشهيد الملك الناصر صلاح الدين منقذ بيت المقدس من المشركين أبو المظفر يوسف بن أيوب – قدس الله روحه – هو الذي كان على قواعد العمريين بانياً والفاتح لكثير من فتوحات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتوحاً ثانياً ، ولما أعلى الله بمصر دولته المنيرة ومحا به من البدع الإسماعيلية عظائم كثيرة حبس ناحية شباس الملح وما معها جميع ذلك بحده وحدوده وقريبه وبعيده وعامره وغامره وأوله وآخره على المقيمين بالحرمين الشريفين من الذرية العمرية كما قاله في توقيعه الشريف المكتتب بالخط الفاضل عمر الأنام واقتفى بهداه بعده من إخواننا الصالحين ملوك الإسلام فجددنا لهم هذا التوقيع الشريف تبركاً بالمشاركة واستدراك ما فاتنا مع سلفهم الكريم بالإحسان إلى أعقابهم.
ومرسومنا أن يحملوا على حكم التوقيع الشريف الصلاحي وما بعده من تواقيع الملوك الكرام ولا يغير عليهم فيه مغير من عوائد الإكرام ولا يقبل فيهم قول معترض ولا تتعرض إليهم يد متعرض ولا يفسح فيهم لمستعص إن لم يكن رافضاً فإنه برفض حقهم مترفض وليعامل الله فيهم بما يزيد جدهم رضي الله عنه رضاً ويحبس تحبيساً ثانياً لولانا لقيل لمن يطالب بها كيف تطالب بشيء مضى به من مضى ونحن نبرأ إلى الله ممن سعى في نقضها بسبب من الأسباب أو مد فيها إلى فتح باب أو تأول في حكم هذا الكتاب عليهم وقد وافق حكم جدهم حكم الكتاب وأن لا يقسم شيء من ريع هذه الناحية على غير المقيمين منهم بالحرمين الشريفين ومن خاف على نفسه في المقام فيهما ممن كان في أحدهما ثم فارقه على عزم العود إلى مكانه وأقام وله حنين أوطانه ولم يلهه استبدال أرض بأرض وجيران بجيران عن أرضه وجيرانه إتباعاً لشرطها الأول بمثله واتباعاً لمن فيها فاز مع السابقين الأولين بمزيد فضله.
وليكن النظر فيه لأمثل هذا البيت من المستحقين لهذا الحبس كابراً عن كابر اتباعاً للمراد الكريم الصلاحي في مرسومه المقدم وتفسيراً لمن لا يفهم من غير مشاركة معهم لأحد من الحكام لا أرباب السيوف ولا أرباب الأقلام : لنكون نحن ومحبسها – أثابه الله على هذه الحسنة – متناصرين ولتجد البقية التي قد ناصرها ناصرين الناصر الأول منهما بناصرين وليحذر من تتبع عليهم تأويلاً ومن وجد في قلبه مرضاً فأعداهم به تعليلاً ، فما كتبناه لتأويل حصل عليهم ولا لتعليل المراسيم الملوكية التي هي في يديهم وإنما هو بمثابة إسجال اتصل من حاكم إلى حاكم وسيف جددنا تقليده ليضرب به على يد الظالم وجود أعلمنا من يجيء أنه على مدى الليالي والأيام ضرب لازم وفضل إن تقدمنا إليه من الملوك الكرام حاتم فإن كرمنا عليه خاتم فقد نبهوا رحمهم الله مكافأة على إحسانهم إلى الذرية العمرية عمراً ثم ماتوا وأحالوا على جودنا المحمدي فإنهم ببركات من سمينا باسمه صلى الله عليه وسلم لأنواع الحسنات أسراً.
فكان توقيعنا هذا لهم بمنزلة الخاتمة الصالحة والرحمة التي أربت أوائلها على الغيوث السافحة فلقد تداركنا رمق برهم المعلل ولحقنا سابق معروف فلم نتمهل وأعدنا ما بدأوا به من الجميل فتكمل وقرنا مراسيمنا المطاعة بعضها ببعض وربما زاد الآخر على الأول فأمددناها منه بما لو لم يكن مداده أعز من سواد القلب والبصر لما كان قرة عين لمن يتأمل : ليرتفع عن هذه الناحية وعمر فيها كل كارث كارث ويزال عنهم إلا ما يكون من مجددات الخير خير حادث ويعلم الملكان المتقدمان أمامنا أن نعزز بثالث ، وجميع النواب والولاة والمتصرفين والمسارعين إلى الخيرات ونعوذ بالله من المتوقفين ومن يدخل في دائرة الأعمال وينضم إلى راية العمال فإنا نحذره أن يتعرض فيها إلى سوء مآل أو يرد منها يده إلى جيبه بمال أو يشوش على أهلها ما استقاموا على أحسن حال وإن يحمد الله من تقدمنا من الملوك واتبعوا فيه التوفيق في علاماتهم فإنا نحمده وهو أملنا ولنا في الغيب آمال والله تعالى يجعل هذه الحسنة خالصة لوجهه الكريم معوضة منه بالثواب العظيم واصلة بالرحمة لرميم هذا البيت القديم إن شاء الله تعالى والاعتماد “.
ومن رجالات هذا البيت في مصر القاضي ناصر الدين البرلسي العمري العدوي وهو ناصر الدين بن محمد بن عبد الرحمن العدل بن محمد ضياء الدين أبي الجيوش عساكر بن عبد الوهاب بن الزيني سراج بن زكريا بن طريفة (من أحفاد طريف بن عليان) .. وهو من أهل القرن الثامن الهجري وكان من أعلام البرلس ودفن في قرية العمرية واشتهر من أبنائه القاضي ناصر الدين العمري بن ناصر الدين قاضي ثغر البرلس (وتنسب له قرية كفر القاضي) حيث أبناؤه بهاء وخليفة وعبد الله ومحمد .. أما أخوه فهو ولي الله تعالى سيدي سالم العمري بن ناصر الدين صاحب الضريح والمسجد العمري بقرية العمرية بالبرلس والذي أعقب ستة من الأولاد هم محمد ومحسن وعبد الرحمن ومحمود وسالم وعبد المحيي .. وتنتشر ذريتهم في قرى البرلس حتى يومنا هذا ومعروفون بلقب العمري وكانت فيهم مشيخة وقضاء منطقة البرلس طوال العهد المملوكي والعثماني ..
ومن قرية ظافر بالبرلس ينحدر الفقيه الأشهر برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن ظافر القرشي العمري البرلسي المالكي وبنوه .. وقد جاء في كتاب التبيين : ترجم له الصلاح الصفدي في أعيان العصر فقال : ” كان فقيها وبين أهل العلم وجيها يعين في قضاء القضاة ويحبه كل من أهل مذهبه ويرضاه وتجمل به مذهب مالك وتكمل به نور القمر في الليل الحالك وكان ناظر بيت المال بالقاهرة ونجوم أموال النجوم به زاهرة ولم يزل على حاله إلى أن لقي ربه ونوله ما أحبه ” .. وترجم له شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري في نهاية الأرب فقال : ” كان من الفقهاء الفضلاء المالكية ممن عين لقضاء القضاة وكان طاهر اللسان عفيف اليد كثير المروءة ” .. غير أن ابن حجر العسقلاني نفى توليته للقضاء فقال : ” كان من الرؤساء ذوي المروءة والعصبية وترشح للقضاء فلم يتفق ذلك ” .. وكان له منزل بالقاهرة في حارة زويلة وتوفي في خامس صفر سنة 708 هـ.
وفي التبيين جاءت ترجمة ابنه علاء الدين نقلا عن كتاب تقي الدين محمد بن هجرس بن رافع السلامي (الوفيات) فقال : ” الصدر الكبير علاء الدين أبو محمد عبد الله بن القاضي برهان الدين إبراهيم المعروف بابن البرلسي المالكي ولي نظر خزائن السلاح بالقاهرة ونظر البيوت السلطانية ونظارة بيت المال وغير ذلك وفي ليلة الثالث عشر من المحرم سنة 740 هـ توفي بالقاهرة وصلى عليه من الغد ودفن بالقرافة وحضر جنازته أعيان البلد ، وابنه هو محتسب القاهرة صلاح الدين محمد البرلسي سمع على علي بن محمد الثعالبي من قوله في صحيح البخاري : كتاب الفتن إلى آخره بقراءة الشيخ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي في مجالس آخرها ليلة العشرين من رجب سنة 706 هـ بمنزل جده القاضي برهان الدين البرلسي بحارة زويلة بالقاهرة وسمع على الحجار صحيح البخاري بكماله وأجاز له الثعالبي مروياته وحدث وسمع منه الشيخ أبو زرعة ابن العراقي ووالده وقرأ على الشيخ علاء الدين القونوي في الأصول .. ولي حسبة القاهرة ونظر الإسكندرية ونظر دار الطرز والمواريث ودرس بالأشرفية المالكية ومات في صفر سنة 765 هـ بالقاهرة وكان مولده سنة 699 هـ.
ومن علماء آل ظافر أبو عبد الله شمس الدين محمد بن داود بن عبد الله بن ظافر البرلسي المصري .. سمع من القاضي بدر الدين بن جماعة الأربعين المسلسلة بالمحمدين تخريج عبد الرازق الطيبي من مسموعات فقيه الحرم أبي عبد الله الفراوي والأربعين لابن ودعان وسمع من ست الوزراء وابن الشحنة .. سمع منه أبو حامد بن ظهيرة وذكره في معجمه ولم يؤرخ وفاته .. ومولده في مستهل ربيع الآخر سنة 701 هـ ومات بالقاهرة في حدود سنة 789 هـ ، وفي قرية ظافر مسجد وضريح ينسب للعارف بالله سيدي أحمد عبد المولى ظافر حيث يحكي مؤرخ البرلس الباحث صابر الشرنوبي عن آل ظافر وذريتهم فيقول : ” وكانوا يقطنون بجوار مسجد وضريح سيدي أحمد عبد المولى ظافر بأعلى الكوم بحارة الضوافرة (الظوافرة) فلما زحفت الرمال عليهم تركوا منازلهم وقريتهم وسكنوا تحت الكوم من قبلي وهم قوم مياسير الحال كرماء الطباع “.
ومن علماء بني عدي في العصر المملوكي كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد القرشي العدوي النصيبي الشافعي (582 هـ – 652 هـ) مؤلف كتاب (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) وقد تنقل بين العراق والشام ومصر.. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : ” العلامة الأوحد كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن حسن القرشي العدوي النصيبي الشافعي ولد سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة وبرع في المذهب وأصوله وشارك في فنون ولكنه دخل في هذيان علم الحروف وتزهّد وقد ترسّل عن الملوك وولي وزارة دمشق يومين وتركها وكان ذا جلالة وحشمة ” ، وقال عنه بهاء الدين الإربلي الشيعي صاحب كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة : ” الشيخ العالم كمال الدين محمد بن طلحة وكان شيخاً مشهوراً وفاضلاً مذكوراً أظنه مات رحمه الله في سنة أربع وخمسين وستمائة وحاله في ترفعه وزهده وتركه وزارة الشام وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة قرب العهد بها وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب وكتاب الدائرة وكان شافعي المذهب من أعيانهم ورؤسائهم ” ، وقال عنه صلاح الدين الصفدي : ” كَمَال الدّين بن طَلْحَة الشَّافِعِي .. وُلِد بالعمرية من قرى نَصِيبين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَسمع بنيسابور من الْمُؤَيد الطوسي وَزَيْنَب الشعرية وَحدث بحلب ودمشق وَكَانَ صَدرا مُعظما محتشماً وَترسل عَن الْمُلُوك ولي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ تَركهَا وتزهد وَخرج عَن ملبوسه وانكمش عَن النَّاس وَترك مماليكه ودوابه وَلبس ثوب قطن وتخفيفة وَكَانَ يسكن الأمينية فَخرج مِنْهَا واختفى وَلم يعلم بمكانه وَسبب ذَلِك أَن النَّاصِر عينه للوزارة وَكتب تَقْلِيده فَكتب إِلَى النَّاصِر يعْتَذر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَدخل فِي شَيْء من الهذيان والضلال وَعمل دايرة للحروف وَادّعى أَنه استخرج علم الْغَيْب وَعلم السَّاعَة توفّي بحلب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست ماية وَقد جَاوز السّبْعين “.
ومن أعيان بني طريف بالحجاز علي بن مطرف بن حسن بن طريف العمري العدوي القرشي ذكره الشهاب ابن فضل الله في ذهبية العصر وقال : ” كان من خواص أمير المدينة ودي بن جماز فلما آلت الإمارة إلى طفيل أوقع بابن مطرف وذويه فجفلوا إلى القاهرة فأقاموا بها ” .. ترجم له السخاوي في كتابه (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة) فقال : ” نور الدين علي بن مطرف شيخ العمريين كان يجلس وعن يمينه ويساره أكابر العمريين وشيوخهم قتل شهيدا مخنوقا في سنة 782 هـ بالمدينة المنورة في قصة طويلة ودفن بالبقيع .. وذكره ابن فرحون وقال : إنه كان بالمدينة جماعة من العمريين ينتسبون لعمر بن الخطاب ومنهم جماعة كثيرون لهم شوكة وحرمة وكلمة نافذة وهم أهل حشمة وخول وعبيد وأتباع وأملاك عظيمة بالمدينة وكانوا نصرة لأهل السنة مختلطين بالمجاورين والخدام حسنة زمانهم وزينة أوقاتهم “.
أما ابن أخيه محمد بن عبد الله بن مطرف القرشي فقد ذكره الحافظ السخاوي ولم يورد تاريخ وفاته فقال : ” محمد بن عبد الله بن مطرف العمري المدني عاش بعد أبيه طويلا وولد له أولادا ثم مات ” .. وقد لعب دورا هاما في إعادة الأمور إلى نصابها حيث كان السلطان قبض على ودي بن جماز ثم أطلقه بعد مدة وقيض له وزير صدق وهو محمد بن عبد الله بن مطرف العمري فلم يزل يحسن له المساعي ويحسم الأعداء الدواعي حتى انحلت عقدة شدته وتجلت غمامته كما يقول الشهاب ابن فضل الله والذي أنشد له شعرا مقبولا كتب به ودي إليه مستنجدا وهو في الحبس سنة 729 هـ وذلك لمكانة آل فضل الله العالية لدى البلاط السلطاني حيث جاء في مطلعه : (أيا ابن الكرام الطيبين بني عمر .. ومن بهم في الجدب يستنزل المطر .. ومن لهم في فضلهم ولجدهم .. ضجيع النبي المصطفى حسن السير).
ومن علماء بني عدي في الحجاز محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري الحنفي قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء ولد ليلة الأحد خامس عشري المحرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة المشرفة ونشأ بها وحفظ القرآن وبعض المتون العلمية وحضر على الشيوخ وسمع منهم بمكة ودخل القاهرة وأخذ عن علمائها وحصل على إجازات ودرّس وأفتى وناب في القضاء بمكة عن والده ثم استقلّ به بعد وفاة أبيه وأضيف إليه أيضًا نظر الحرم والحسبة بمكة ودرّس بالمسجد الحرام وبعض مدارس مكة وتولى النظر على بعض الأوقاف بمكة وله مؤلفات منها : البحر العميق في مناسك حج البيت العتيق وتنزيه المسجد الحرام عن بدع جهلة العوام وكان إمامًا عالمًا متقدمًا في الفقه والأصلين كثير المطالعة انتفع به جماعة توفي ليلة الجمعة سابع عشري ذي القعدة سنة ثمانمائة وأربع وخمسين بمكة ودفن بالمعلاة.
وقد ورد في كتاب التبيين ذكر لواحد من العمريين العدويين من عصر المماليك وذلك نقلا عن المجيري العمري الحنبلي حيث جاء ما نصه : ” يحدثنا العلامة الكبير أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي العمري العدوي نسبا الحنبلي مذهبا (المتوفي سنة 928 هـ) في كتابه ” الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ” عن رجل من أولاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بلاد الشام يلقب بالأمير ولكن لا نعلم سبب تلقيبه بالأمير وإن كنا نميل لكونه نسبة لمنصب أنيط به لا سيما أن جده كان يحمل لقب ” أتابك ” وهي رتبة عسكرية تعني أمير العسكر والله أعلم بالصواب .. يقول المجيري العمري الحنبلي : وفي يوم الاثنين مستهل سنة 739 هـ توفي الأمير جلال الدين العشي بن عز الدين وغق بن حسام الدين أتابك الكيلاني المغازي من ذرية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ودفن بباب الرحمة ببيت المقدس “.
ومن أعيان بني عدي في الشام آل نصر الله وينتسبون إلى القاضي خلف حيث انتقل جدهم من البرلس مع أفواج المجاهدين ضد الصليبيين والمغول واستقروا في بلاد الشام (وهم أبناء عمومة آل فضل الله) وذكر المؤرخون وعلماء الحديث واحدا منهم هو الصدر الأصيل فخر الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن نصر الله بن المجلي بن دعجان بن خلف العدوي العمري الدمشقي (وكلمة الصدر تعني توليه مناصب المشيخة أو القضاء) ، وقد ذكره ابن رافع السلامي في كتابه الوفيات وقال عنه : ” سمع من علي بن مودود مشيخته ولا أعلمه حدث وحج مرات ” وذكره ابن حجر في الدرر الكامنة فقال : ” ولد سنة 697 هـ وسمع وهو كبير من البندنيجي مشيخته وحدث .. مات في المحرم سنة 774 هـ ولو كان له سماع على قدر سنه لأدرك إسنادا عاليا ولو بالإجازة ” وكذلك ذكره كل من ولي الدين أبي زرعة العراقي في ذيله على العبر للإمام الذهبي وذكر سنة وفاته وأنه دفن بسفح قاسيون.
ومن أعيان بني عدي في صعيد مصر فرع يعرف بلقب (الأمراء) لتوليهم إقطاعيات في نواحي الصعيد بعد دورهم في حروب النوبة والبجا في العهد المملوكي وهم آل قليع حيث جاء في روايتهم لتاريخهم ما يلي : ” بعد فترة من الزمن أتت رسالة الصعيد سنة ٧٤٢ هـ بأن البربر والبجا تهجمت علي المصلين أثناء صلاة عيد الاضحي المبارك وذبحوهم وفعلوا ما فعلوا من أفعال بربرية وقامت القباءل العربية العمرية والمخزومية وعلي رأسهم الشريف محمد القرشي وعلي رأس المحاربين الأمير داوود بن اسماعيل بن القليع بن فضل الله بن عجاج بن مجلي بن دعجان بن القاضي خلف ومن بني عمومته وإخوته وقبائل العرب التي نزلت معهم لمحاربة البربر والبجا في صعيد مصر وأخذوا من قنا قاعدة لهم مثل القلعة والحلة والدير ودندرة وانتهت الحرب بنصر الإسلام والمسلمين وتفرق بعد ذلك العمريون ما بين قنا وأسوان وسوهاج وأسيوط والواحات ويعرفون بالأمراء نسبة لجدهم أمير المؤمنين عمر وإلي أمراء الحروب “.