4 / منازل أهل الراية

أوفد عمرو بن العاص إلى الخليفة مبعوثه معاوية بن حديج فطلب معاوية منه أن يكتب معه كتابا فقال له عمرو : ” ماذا عساني أفعل بالكتاب ألست امرأ عربيا تقدر على وصف أمر شهدته ” .. ويحكي ابن حديج قائلا : ” بعثني عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية فقدمت المدينة في الظهيرة فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد فبينا أنا قاعد فيه إذ خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فقالت : من أنت ؟ .. قلت : أنا معاوية بن حديج رسول عمرو بن العاص فانصرفت عني ثم أقبلت تشتد فقالت : قم فأجب أمير المؤمنين .. فتبعتها فلما دخلت فإذا بعمر بن الخطاب يتناول رداءه بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى فقال : ما عندك ؟ .. قلت : خير يا أمير المؤمنين فتح الله الإسكندرية .. فخرج معي إلى المسجد فقال للمؤذن : أذن في الناس الصلاة جامعة .. فاجتمع الناس ثم قال لي  : قم فأخبر الناس فقمت فأخبرتهم ثم صلى ودخل منزله واستقبل القبلة فدعا بدعوات ثم جلس فقال : يا جارية هل من طعام ؟ .. فأتت بخبز وزيت فقال : كل .. فأكلت على حياء ثم قال : كل فإن المسافر يحب الطعام فلو كنت آكلا لأكلت معك فأصبت على حياء ثم قال : يا جارية هل من تمر؟ .. فأتت بتمر في طبق فقال : كل .. فأكلت على حياء ثم قال : ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد ؟ .. قال : قلت أمير المؤمنين قائل (أي نائم نوم القيلولة) .. قال : بئسما ظننت لئن نمت النهار لأضيعن الرعية ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية ؟ “.

تواردت بعد ذلك الرسائل تباعا بين الخليفة وعمرو بن العاص في مسائل متعددة منها ترتيب العطاء حيث خص أهل بيعة الرضوان ممن شهد الفتح ثم مجموعة محددة معهم لما بذلوه من شجاعة وإقدام ثم بقية الناس حيث جاء في إحدى الرسائل : ” أن افرض لمن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء ـ يعني مائتي دينار ـ وأبلغ ذلك لنفسك بإمارتك وافرض مثله إلى خارجة بن حذافة العدوي في شرف العطاء لشجاعته وعثمان بن قيس السهمي لضيافته وعمير بن وهب الجمحي لصبره على الضيم وبسر بن أرطأة العامري لأنه صاحب سيف ” ، ومن هذه المسائل ما طلبه عمرو أن يسير إلى برقة وطرابلس في الساحل الشمالي لتأمين حدود مصر الغربية حيث وافق الخليفة على ذلك وسار عمرو بالفعل في أوائل عام 643 م. ففتح برقة صلحا ثم استولى على طرابلس وسبرة بالقوة وطرد منها الحاميات الرومانية وجاءت قبائل لواتة الأمازيغية فدانت تحت لوائه ثم توقف بعد أن رفض الخليفة التقدم نحو إفريقية (تونس) ، ومن أهم المسائل على الإطلاق كان موضوع العاصمة الجديدة للبلاد حيث رأى عمرو اتخاذ الإسكندرية عاصمة كما كانت في العهد الروماني خاصة بعد أن غادرها عدد كبير من الرومان تاركين منازلهم وقصورهم خالية لكن الخليفة رفض هذا الأمر وطلب أن تكون العاصمة في مكان لا يفصله نهر النيل عن المدينة المنورة حتى يسير إليها برا إذا ما استدعت الظروف ذلك مثلما حدث في بلاد الشام عند فتح القدس وعند عقد مؤتمر الجابية.

وفي صيف عام 643 م. استقر الأمر على بناء مدينة جديدة في الموقع الذي عسكر الجيش عنده لحصار حصن بابليون وذلك في الفضاء الصحراوي شمال حصن بابليون بين جبل المقطم شرقا ونهر النيل غربا وقد أطلق عليها اسم (الفسطاط) تيمنا بمقر القيادة حيث إنهم عندما أرادوا نزع الخيمة عند التوجه للإسكندرية وجدوا عليها يمامة قد أفرخت فلم ينزعها عمرو وقال : ” لقد تحرمت منا بمتحرم ” وأوصى خارجة بن حذافة بحفظ الخيمة حتى يرجع ، وقد عهد عمرو إلى أربعة من الرجال بمهمة تنظيم القبائل وهم معاوية بن حديج التجيبي الكندي وشريك بن سمي الغطيفي المرادي وعمرو بن قحزم الخولاني وحيويل بن ناشرة المعافري ففصلوا بين القبائل وأنزلوا الناس منازلهم فاختطوا الخطط (الحارات) وبنوا الدور والمساجد وعرفت كل خطة بالقبيلة أو الجماعة التي اختطتها أو بصاحبها الذي اختطها حيث كان اختيار الرجال الأربعة على هذا النحو لأن أكثر الجيش الفاتح كان من قبائل اليمن ، وقد سكنت القبائل اليمانية جنوب الفسطاط بينما سكنت القبائل العدنانية في شمال المدينة واستقرت قريش في الوسط في (خطة أهل الراية) ثم اتسع العمران باتجاه الشمال الشرقي والشرق حيث خطة أهل الظاهر وخطة اللفيف (وهي الأمداد التي عادت بعد فتح الإسكندرية) وقد وقع اختيار المسلمين على تلك المناطق للسكن بسبب قربها من بيئتهم الصحراوية وعدم رغبتهم في مزاحمة السكان الإغريق في المدن اليونانية التي كانت منتشرة في مصر طيلة العهد البطلمي والروماني.

وعلى الضفة الغربية للنيل نشأت مقابلها مدينة أخرى وهي الجيزة التي اشتق اسمها من اسم المكان للفعل (جاز) وكان يطلق على طرف الوادي عند العرب لفظ (جيز) بمعنى المكان القابل للاجتياز والعبور وكانت آنذاك صحراء قاحلة تمتد من نهر النيل شرقا وحتى الأهرام غربا ويتم الوصول إليها عن طريق جزيرة الروضة الفاصلة بينها وبين الفسطاط ، وعندما عاد المدد من فتح الإسكندرية أمرهم عمرو أن يرابطوا في غرب النيل لحماية الفسطاط من أي هجوم روماني فأقاموا معسكرهم في تلك المنطقة وعندما استقرت الأحوال طلبوا البقاء في مكانهم الذي اتسع لهم ربما بسبب رغبتهم في عدم الاختلاط ببقية القبائل لأنهم كانوا ينتمون إلى القبائل اليمنية الملكية وهي حاشد وبكيل (من قبيلة همدان) ويافع وأصبح (من قبيلة حمير) وهي القبائل التي حكمت مملكة سبأ طوال ألفي عام قبل الإسلام وكانوا يطلقون على أنفسهم اسم (شعب سبأ) ويطلقون على غيرهم من عرب اليمن (مذحج وكندة) اسم (أعراب سبأ) تمييزا لهم عن سائر العرب ، وفي نوفمبر عام 643 م. بنى عمرو قلعة في المنطقة لكن القبائل أنفت من السكن فيها وفضلت عليها الصحراء حيث لا تزال أسماء الشوارع في الجيزة تحمل ذكرى التأسيس فالشارع الطولي الأساسي أنذاك لازال حتى اليوم يحمل اسم القبيلة العريقة (شارع همدان) بينما الشارع العرضي يسمى باسم يافع بن زيد اليافعي إلى جانب عدد من الشوارع على أسماء القبائل والقادة مثل بني عامر والأزد وأرحب ومراحق بن عامر (من بكيل).

وقد عرف مركز الفسطاط بخطة أهل الراية وهم جماعة من قريش والأنصار وخزاعة وأسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة وثقيف ودوس وعبس بن بغيض وجرش من بني كنانة وليث بن بكر لم يكن لكل منهم من العدد ما ينفرد به بدعوة من الديوان فجعل لهم عمرو بن العاص راية لم ينسبها إلى أحد وقال يكون وقوفكم تحتها فكانت لهم كالنسب الجامع وكان ديوانهم عليها فعرفوا بأهل الراية وانفردوا بخطة وحدهم كانت من أعظم الخطط وأوسعها ، وكانت عادة العرب أن يتجمعوا وفق التقسيم القبلي لذلك فإن خطة أهل الراية كانت مقسمة إلى (حارات) فرعية بحيث تسكن كل قبيلة في حارة خاصة بها حيث كان العدد الأكبر من قريش ممثلا في قبيلتي بني سهم وبني عدي وهما قبيلتا القائد ونائبه فكانت لكل منهما حارة خاصة بها وأطلق على الحارة الكبرى اسم زقاق الأشراف أو زقاق القناديل (لتلعيق القناديل أمام منزل عمرو بن العاص الذي يقع في أوله) ، ويتفرع منها حارة بني عدي التي أطلق عليها اسم خطة خارجة بن حذافة العدوي وتضم منزله المعروف باسم (دار القند) وما يليها من دور وفي مقابلها منزل عبد الله بن عمر بن الخطاب (دار البركة) ثم منازل بقية بني عدي الذين شهدوا فتح مصر هم وأولادهم وحلفائهم ومواليهم وعلى رأسهم كل من مسعود بن الأسود بن حارثة ومعمر بن عبد الله بن نضلة وأبي الجهم عامر بن حذيفة وسليمان بن مطيع بن الأسود وإياس بن البكير الكناني وأولاده (حلفاء آل الخطاب).

وكانت خطة أهل الراية تحيط بالمسجد (جامع عمرو) من جوانبه كلها وذلك لارتباط القيادة بالمسجد مثلما كان الحال في المدينة المنورة على عهد رسول الله (ص) والخلفاء الراشدين حيث كان يسكن فيها معظم قادة فتح مصر أمثال الزبير بن العوام الأسدي وعبادة بن الصامت الأنصاري ومسلمة بن مخلد الأنصاري وعمير بن وهب الجمحي وعقبة بن عامر الجهني وعبد الله بن حذافة السهمي والمقداد بن عمرو الكندي (حليف بني زهرة) ونافع بن عبد القيس الفهري وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري ، وكانت أرض المسجد في البداية من نصيب قيصبة بن كلثوم التجيبي فلما رجع عمرو من الإسكندرية سأل قيصبة فيه ليجعله مسجدا وذلك لتوسط موقعه فسلمه إليه وقال تصدقت به على المسلمين واختط له خطة مع قومه من بني سوم في تجيب ثم بني المسجد ووقف على تحديد قبلته ثمانون من الصحابة منهم المقداد والزبير وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وغيرهم وجعل له ثلاثة أبواب منها واحد يقابل مباشرة زقاق القناديل ، وقد حفلت كتب التاريخ بأوصاف دقيقة للفسطاط ودورها وخططها وذكر من نزل مصر من الصحابة ومن سكنها ومن شهد فتحها ومن توفي فيها ومن هذه الكتب القيمة (در السحابة فيمن نزل مصر من الصحابة) للسيوطي وكتاب (تاريخ المصريين) لابن يونس المصري وكتاب (الانتصار لواسطة عقد الأمصار) لابن دقماق وكتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) للقلقشندي وفيها تفصيل لمن أراد الاستزادة.

وكان من الطبيعي أن يكون أهل الراية محل النظر والمتابعة من الخليفة لأنهم قادة الناس وقدوتهم وفيهم أهل السبق والجهاد ومن ذلك عندما علم أن خارجة بن حذافة بنى غرفة (أي دورا علويا) وهو أول من بنى ذلك في الفسطاط فأرسل عمر إلى عمرو بن العاص رسالة يأمره فيها بهدم الغرفة خشية أن تكشف الجيران ولم يلتفت إلى كونه ابن عمه وأرسل إلى عمرو قائلا : ” سلام أما بعد فإنه بلغني أن خارجة بن حذافة بنى غرفة ولقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جيرانه فإذا أتاك كتابي هذا فاهدمها إن شاء الله والسلام ” ، وعندما روجع في الأمر أرسل إلى عمرو قائلا : ” أن ادخل إلى غرفة خارجة وانصب فيها سريرا وأقم عليه رجلا ليس بالطويل ولا القصير فإن اطلع من كواها فاهدمها ” ففعل عمرو فلم يبلغ الكوى فأقرها وكانت سببا في السماح للناس بتعلية الدور في الفسطاط  (وكانت هذه الدار تقع في غربي المسجد بينه وبين دار ثوبان قبالة الميضأة القديمة إلى أصحاب الحناء إلى أصحاب السويق بينه وبين المسجد الطريق) ، وكان خارجة في وقت السلم يتولى منصب (صاحب الشرطة) أي أنه المسئول عن الأمن في العاصمة وبمثابة نائب الوالي فكانت محاسبته دقيقة بل إن مساءلة عمرو بن العاص نفسه من قبل الخليفة كانت أشق وأصعب في أكثر من موقف وعلى رأسها محاسبته على ثروته التي جناها في مصر فأرسل إليه محمد بن مسلمة الأنصاري ليصادر نصف هذه الثروة ومعه رسالة مفادها ” لقد أرسلناكم ولاة ولم نرسلكم تجارا “.

وكان من مهام خارجة بن حذافة معاونة عمرو بن العاص على تنظيم نظام الارتباع حيث كان يخرج أفراد القبائل العربية المصاحبة للفتح من الفسطاط إلى الريف المصري لرعاية خيولهم والاندماج مع الأهالي من أهل مصر وقد كان لهذا النظام قاعدة ضابطة له حيث يخرج الناس في فصل الربيع ويعودون مع بداية فصل الصيف وكان أساسه هو الخيل ورعايتها وقد وضع عمرو هذه الضوابط للحفاظ على سلامة الخيول التي هي قوام الجيش الإسلامي آنذاك ، ويذكر محقق كتاب فتح العرب لمصر في الهامش توضيحا للخطبة المشهورة التي خطبها عمرو في هذا الصدد وذكر فيها أنه سوف يتولى التفتيش على الخيل كما يفتش على الجند وإذا وجد تقصيرا في حق الخيل فسوف يقطع عن صاحبها عطاءه المقرر له  وأمر الجند أن يغضوا من أبصارهم عن نساء الريف وأن يحفظوا العهد مع أهل الذمة وأن يكون الارتباع وفق شروط الاتفاق مع الفلاحين لا تزيد ولا تنقص ، وأصبح نظام الارتباع ثمرة مبكرة للتنظيم الإداري في ذلك الوقت حيث حمى العرب من العزلة في الفسطاط وأتاح لهم الاتصال والامتزاج التدريجي مع أهل البلاد فاستطاع المصريون التعرف على العرب وتفهم تقاليدهم وخصالهم والتحدث بلسانهم وهو ما نتج عنه تعريف الناس بالإسلام حيث بدأ الارتباع أول الأمر في الدلتا والصعيد الأدنى ثم توسع ليشمل مصر كلها بل تحول في بعض الأحيان إلى إقامة دائمة فصار المرتبع بمكانة منازل القبيلة الاحتياطية.

وقد ذكر ابن عبد الحكم في كتابه (فتوح مصر وأخبارها) مواطن ارتباع الجند فكان من أهمها أتريب وأهناس وطحا وكان أهل الراية يرتبعون في منف ووسيم وبعضهم مع حلفائهم من كنانة في غرب الدلتا (البحيرة) ومع هذيل في وسط الدلتا (بنا وبوصير وسمنود) وكانت عدوان تأخذ في بوصير وقرى عك التي يأخذ فيها معظمهم بوصير ومنوف ودسبندس وأتريب وكانت بلي تأخذ في منف وطرابية وكانت فهم تأخذ في أتريب وعين شمس ومنوف ، وكانت مهرة تأخذ في تتا وتمي وكانت الصدف تأخذ في الفيوم وكانت تجيب تأخذ في تمي وبسطة ووسيم وكانت لخم تأخذ في الفيوم وطرابية وقربيط وكانت جذام تأخذ في طرابية وقربيط وكانت حضرموت تأخذ في ببا وعين شمس وأتريب وكانت مراد تأخذ في منف والفيوم ومعهم عبس بن زوف وكانت حمير تأخذ في بوصير وقرى أهناس وكانت خولان تأخذ في قرى أهناس والبهنسا والقيس ، وكان آل وعلة يأخذون في سفط من بوصير وآل أبرهة يأخذون في منف وغفار وأسلم يأخذون مع وائل من جذام وسعد في بسطة وقربيط وطرابية وآل يسار بن ضنة في أتريب وكانت المعافر تأخذ في أتريب وسخا ومنوف وكانت طائفة من تجيب ومراد يأخذون باليدقون وكان لغفار وليث أيضا مرتبع بأتريب كما أقامت مدلج بخربتا فاتخذوها منزلا وكان معهم نفر من حمير من ذبحان وغيرهم حالفوهم فيها فهي منازلهم ورجعت خشين وطائفة من لخم وجذام فنزلوا أكناف صان وإبليل وطرابية.

وقد نحت قبيلة بني عدي هذا النحو فصار لها مرتبعات متعددة تحولت تدريجيا إلى منازل مؤقتة ثم منازل دائمة مثل قرية أولاد العدوي والعدوية (الشرقية) وديار بني عدي (شمال ووسط الدلتا) والعدوة (المنيا) وبني عدي (بني سويف وأسيوط) وحصة عدي (الدقهلية) وتلبانة عدي (الدقهلية والبحيرة) وغيرها حيث لا زال بعضها يحمل اسما يشير إلى الأصل القبلي ، والحقيقة أن نظام الارتباع كان مقدمة لانتشار القبائل العربية وتوطنها في ربوع البلاد بعد ذلك فسكنوا ريف الدلتا والصعيد وهو الأمر الذي لم يفعله اليونانيون حيث عزلوا أنفسهم في مدن محددة ولم يختلطوا بالأقباط فكانت مصر قبل الإسلام مقسمة إلى مناطق قبطية ومناطق يونانية وأخرى نوبية في الجنوب وأخرى نبطية (عرب الشمال السريان) في سيناء وشرق الدلتا والمنزلة فجاء العرب وصهروا كل ذلك في بوتقة واحدة بسبب انفتاحهم الثقافي وبساطة حياتهم الاجتماعية ، وقد أورد ابن عبد الحكم نص تلك الخطبة الشهيرة التي ألقاها عمرو بن العاص حول الارتباع وأورد في ثناياها حديثا نبويا شريفا فقال : ” حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله (ص) يقول : إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم صهرا وذمة ” .. وقال أيضا : ” حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله (ص) يقول : إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض .. فقال أبو بكر : ولم يا رسول الله ؟ .. قال : لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة “.