
أسفرت الأحداث السياسية خلال العصر العباسي الأول عن تغييرات جذرية في خريطة القبائل العربية في مصر حيث تسببت الثورات المتعاقبة في حركة هجرة داخلية سواء في الدلتا أو الصعيد .. وكانت قبيلة بني عدي على تماس مع ثلاث من هذه الحوادث أدت جميعا إلى تعديل منازلهم وانتقالهم إلى مواضع أكثر أمنا .. أولها ثورة دحية بن مصعب الأموي والتي انحازت لها عشائر قريش في الصعيد وثانيها ثورة البشموريين في شمال الدلتا والمنزلة حيث كانت مرابع بني عدي بجوار قبيلة هذيل وكانت لهم صلات وثيقة مع سكان المنطقة من الأقباط والرومان بحكم الجوار والمصاهرة والثالثة كانت ثورة قبيلة كنانة في الإسكندرية والحوف الغربي وهم حلفاء بني عدي الدائمين .. وقد دأب المؤرخون على وصف التحالفات القبلية التي تضم بني عدي بأوصاف جغرافية من قبيل عرب الغربية أو عرب منفلوط وأحيانا يتم تفصيل ذلك مثل قولهم (عربان الغربية من كنانة وعدي ومدلج … إلخ) ..
وقد انتهت الثورات الثلاث بهزيمة الثوار وانتصار العباسيين ونتج عن ذلك مزيد من تشتت القبائل وتفرقها في ربوع الدلتا والصعيد وفقدان أي امتيازات كانت موجودة لهم من قبل وتغيرت طبيعة حياتهم من الفروسية والترحال إلى التوطن والفلاحة خاصة بعد قرار الخليفة المعتصم بقطع عطاء العرب من ديوان الجند وحرمانهم بالتالي من أحد أهم مصادر القوة وهو ما كان يهدف في الحقيقة إلى إخراج من بقي منهم من الفسطاط والبحث عن أرزاقهم في الرعي أو الزراعة أو غيرها .. ورغم ما تسبب ذلك من إفقار لقبائل العرب إلا أن ذلك دفعهم للاستقرار النهائي في الدلتا والصعيد وكان ذلك من أهم أسباب تعريب مصر وحدوث الذوبان الكامل للعرب في الأرومة المصرية وتشكيل السبيكة المجتمعية التي وصلت الماضي بالمستقبل.
وسوف ننقل هنا ما جاء في موقع (النسابون العرب) للباحث محمد سليم الأموي تحت عنوان : (ثورات الامويين في صعيد مصر) فيقول : ” وقد أقام الأمويين دولة في الصعيد في عهد العباسيين أقامها ابن مصعب الأموي وانفصل فيها عن الحكم في القاهرة لكن هذه الدولة لم تدم طويلا وتمكن العباسيون من إسقاطها .. كان أول عمل قام به العباسيون في الصعيد بعد أن تولوا الخلافة هو إهمال القبائل العربية والعمل على إضعافها لأن العباسيين خافوا من هذه القبائل التي أطاحت ببني أمية و اعتمدوا على العنصر التركي الذي التهم الخلافة العباسية بعد ذلك الأمر الذي جعل القبائل العربية في الصعيد تكره العباسيين ومما زاد كرههم قرار الخليفة المعتصم العباسي بإسقاط العرب من الديوان وحرمانهم من الأعطيات فما لبثت قبائل الصعيد أن غيرت موقفها من العباسيين وانحازت إلى الثوار الأمويين كما فعلوا من قبل حيال الدولة الأموية .. وكانت أولى الثورات في الصعيد بقيادة الثائر دحية بن مصعب الأموي الذي تزعم جمع قبائل بني أمية في الصعيد مستغلا كراهة القبائل العربية للعباسيين وضمها إليه وأعلن الثورة على العباسيين واعتبرهم مغتصبي الخلافة من بني أمية ..
وكانت ثورة الثائر دحية في عهد الخليفة المهدي واستطاع أن يجمع أغلب قبائل الصعيد واستطاع أن يمتلك الصعيد وأعلن حكمه عليه وأقام الدولة الأموية في الصعيد التي لا يعرف الكثير عنها (الدولة الأموية الصعيدية استمرت زمنا) .. وفشل أكثر من والي في القضاء عليه وعندما نجحت ثورته انضمت إليه باقي قبائل قريش في الصعيد وجميع بطونها وأصبح من المحتمل ان يسيطر على باقي مصر وعجز أربع ولاة عن قمعه وسار دحية إلى الفسطاط لأن العرب الذين يعيشون فيها أرسلوا إليه .. سار دحية نحو الفسطاط وهي القاهرة الآن ولكن الخليفة العباسي أرسل إليه الفضل بن صالح ومعه جيش من الشام قبل دخوله الفسطاط واشتبك في عدة معارك كان أهمها معركة بويط ومعركة فاو ومعركة الدير وكانت معارك طاحنة استمات فيها دحية وأظهر بطولات عظيمة هو والأمويون وباقي الجيش واشتركت معهم نساءهم وكان لدحية زوجة تسمى نعم ذكرها في شعره اشتركت معه في هذه المعارك إلا أن دحية هزم في النهاية ووقع أسيرا وقتل وأرسل رأسه إلى بغداد وقد تكون هذه الوقائع سبب في مقولة : (الست بميت راجل) …
بعد ذلك نشب الخلاف بين الأمين وأخيه المأمون وتفرقت قبائل الصعيد بين مؤيد لهذا ومؤيد لذاك في النهاية آل الأمر للمأمون وبدأت قبائل الصعيد في الثورة عليه فقامت ضده ثورة قادها زعيم عرب الحوف عبد العزيز الجروي وانضمت إليه قبائل لخم وجذام وقامت في نفس الوقت ثورة أخرى بقيادة سلامة بن عبد الملك الطحاوي الأزدي وكانت معه قبائل الأزد وأغلب القبائل اليمنية في الصعيد وقامت أيضا في نفس الوقت ثورة أخرى في الصعيد بقيادة بنو بجيلة بقيادة زعيمهم سليمان بن غالب وبسبب كثرة هذه الثورات اضطر الخليفة المأمون لأن يلبي جميع مطالب قبائل الصعيد فهدأت الثورات قليلا لكن ما لبثت أن عادت بسبب تدخل العنصر التركي في الصعيد الذي يكرهه قبائل الصعيد بسبب عصبيتهم القبلية العربية فقامت ثورة من قبائل الطالبيين الهاشمية نسل أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد الوالي التركي أزجور وتزعم ثورة الهواشم ضد الترك الثائر أحمد بن عبد الله بن طباطبا الشهير (بغا الأكبر) وأرسل له أزجور حملة تمكنت من هزيمته وفر بغا الأكبر هاربا ثم مات بعد ذلك “.
أما ثورة البشموريين في الدلتا فترويها الباحثة نانا جاورجيوس في بحثها القيم المنشور في جريدة الأهرام الكندية حيث تقول : ” .. تقول الروائية سلوى بكر في روايتها ” البشموري” لم تكن ثورة دينية كما يراها البعض بل ثورة إجتماعية كان سببها تزايد ضريبة الخراج على الأرض الزراعية لأن العرب عندما فتحوا مصر لم يكن لهم دراية بالنظم الزراعية المعمول بها منذ عهد الفراعنة ربع للفرعون وربع للمعبد وربع للفلاح وربع لإعادة الإنفاق علي العمل الزراعي وعندما جاء العرب لم يطبقوا هذا النظام وكانوا يطالبون بزيادة غلة الأرض وزيادة الضريبة الزراعية ومن هنا أصبح هناك إجحاف بالفلاح الفقير وثورات الأقباط بدأت منذ عصر الولاة وحتي العصر العباسي الأول وكانت هذه الثورات تخمد وتقمع حينا لكنها كانت تعود حينا آخر وتتجدد حتي جاء الخليفة المأمون في القرن التاسع الميلادي وقمع هذه الثورة ..
وتضيف ” ثورة البشموريين لم تكن ثورة قبطية بحتة بل انضم لهم فلاحون مسلمون وبدو العربان من سكان شمال الدلتا .. ورغم عدم نجاح الثورة البشمورية إلا أنهم أستطاعوا أن يسجلوا بطولات خالدة ضد الظلم والطغيان وقدموا درساً رائعاً في الصمود والتضحية .. وأوضحت أن معني البشموري تقصد به الفلاح المصرى الذى طالب بمطالب اجتماعية واقتصادية عادلة وثار ضد الظلم بسبب زيادة الضريبة الزراعية (الخراج) الأمر الذى أدى لثورة شعبية مصرية عارمة على الخلافة العباسية .. ولمن لم يعرف من هم البشموريون كشريحة كانت ضمن المصريين فهم أقباط اختلطوا عرقياً وتزاوجوا بالأروام اليونان وكانوا يقطنون منطقة شمال الدلتا مناطق المستنقعات ويشتغلون فى إنتاج ورق البردى ويقول عنهم المؤرخ المقريزى فى خططه أنهم : (كانوا أكثر توحشاً وتعنتاً من سائر سكان مصر) ..
كان العباسيون قد استعانوا بالبشموريين في ثورتهم على الأمويين عام 750 م. حين قادهم مينا بن بكيرة لإعلان الثورة على مروان بن محمد وهزموا جيش الأمويين الذي حاصرهم وعندما جاء العباسيون للحكم وعدوا الأقباط عموماً والبشموريين بوجه خاص بأنه سيتم معاملتهم بالعدل والحق ولم يتم اضطهادهم فيما بعد وما إن تمكنوا من الحكم حتى إزداد حال الأقباط اضطهادا والمصريين بوجه عام شعروا بالظلم والجور في معاملة العباسيين لهم .. و يقول إبن إياس الحنفي : ” وما إن مر العام الثامن عشر بعد المائتين إلا وكانت أغلب البلاد قد آل أمرها إلى الخراب وقد عانى أهلها العذاب لما أنزله عيسى بن منصور بهم من العذاب وقل الزرع وجف الضرع وولى الخير ” .. وفي عام 831 م. نشبت الثورة البشمورية الكبرى في أشد موجاتها ..
كانت الولايات التابعة للدولة العباسية عموماً في حالة ثورة بتحريض من الأمويين فثار الأقباط والمسلمون بجانب البشموريين وأعلنوا التمرد والعصيان العام في أنحاء البلاد ورفضوا دفع الضرائب والجزية للعباسيين ولأن الخليفة المأمون يعرف قوة بأس البشموريين أرسل أخاه المعتصم في البداية لإخماد الثورة ومعه أربعة آلاف جندي وحين هزم البشموريون جيش المأمون أرسل جيشاً أخر بقيادة أفشين التركي وهو أيضاً فشل وانهزم أمام البشموريين الذين كانوا يزدادون قوة وعزيمة على إكمال ثورتهم حتى النفس الأخير لأنهم لم يثقوا في العباسيين وأنهم لا يوفون بأمانة وعودهم وأنهم كسروا كل عهود لهم ما دفع المأمون لأن يزحف بنفسه على رأس قوة عسكرية أكبر ليخمد ثورة المصريين في الوقت الذي كان بقايا الأمويين يجهزون لثورتهم ضد الحكم العباسي وخشي المأمون أن ينضم إليهم البشموريون الذي يعلم جيداً قوة بأسهم.
وكاد ثوار مصر بمسيحييها ومسلميها أن يفتكوا بجيش المأمون لولا أن المأمون لجأ لطرقه الملتوية وبمنطق (فرّق تسُدْ) للقضاء على ثورة المصريين فإستدعى الأنبا ديونيسيوس البطريرك الأنطاكي ومعه الأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط وقام بالضغط عليهم إلى حد تهديدهم ليساعدوه في إخماد ثورة البشمور ويصدروا مرسوماً رسمياً للشعب أن يستسلموا ويخضعوا للولاة وللدولة فبدأ تأييد الشعب المسيحيين والمسلمين لمساندة البشموريين تضعف رغم عناد البشموريين وتصديهم وحدهم لجيش المأمون ولكن استطاع المأمون أن يهزم البشموريين في النهاية بعد تخلي باقي المصريين عنهم وكان نتيجته هدم مساكن البشموريين بالكامل وكنائسهم وحرق بعضهم أحياء وقتل عدد كبير منهم في المعارك .. ويأمر المأمون بالبحث عما تبقى من البشمور وأرسالهم لسجون عاصمته بغداد ولما تولى المعتصم عام 833 م. أطلق سراحهم فعاد بعضهم وبقى الأخرون في بغداد ربما لشعور المعتصم بالذنب مما فعله الولاة العباسيون في البشمور “.
أما ثورة جابر بن الوليد المدلجي فيرويها الكندي في كتابه (ولاة مصر) ويقول : ” خرج جابر بن الوليد المدلجي من بني الهجيم بن عثوارة بن عمرو ابن مدلج بأرض الإسكندرية في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين واجتمع إليه كثير من بني مدلج الصلبية والموالي فبلغ ذلك والي الإسكندرية محمد بن عبيد الله بن يزيد بن مزيد الشيباني فبعث إليه برجل من أصحابه يقال نصر الطحاوي وعقد له على ثلاث مئة رجل فنزلوا الكريون وسأل عن جابر وأصحابه فأُخبر بأنهم بأرض ” صا ” فزحف إليهم فقاتلهم جابر فرجع نصر إلى جنبويه فنزلها وأتاهم جابر إليها فحاربهم فهزمهم أيضا وبعث نصر إلى الإسكندرية يسأل المدد ففرض محمد بن عبيد الله فروضاً وبعث عليهم بُرد بن عبد الله وأبا العواء وهو مقيم بالكريون فساروا جميعاً إلى دسونس فأتاهم جابر فقاتلهم قتالاً شديداً فانهزم نصر وبرد وظفر جابر بعسكرهم وجميع ما فيه ..
ورجع الفل إلى الإسكندرية فتحصنوا بها وقوي أمر جابر بن الوليد وأتاه الناس من كل ناحية وضوى إليه كل من يومى إليه بشدة ونجدة فكان ممن أتاه عبد الله المريسي وكان رجلاً خبيثاً ولحق به جريج النصراني الحارسي وكان من شرار النصارى ولحق به أبو حرملة النوبي وكان رجلاً فاتكاً فعقد له جابر على سنهور وسخا وشرقيون (المحلة حاليا) وبنا فمضى أبو حرملة في جيش عظيم فضم هذه الأعمال وأخرج منها العمال وجبى خراجها ولحق به عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والذي يقال له ابن الأرقط فقوده أبو حرملة وضم إليه كثيراً من الأعراب ووجوه أصحابه وضم إليه ابن عسامة المعافري وولاه بنا وبوصير وسمنود وأبو حرملة مقيم بشرقيون فبعث يزيد بن عبد الله بأبي أحمد محمد بن عبد الله الدبراني في جمع كثير من الأتراك فنزل بدمسيس في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين ومائتين ..
وبعث رجلاً من الترك يقال له غلبك ومعه محمد بن العباس بن مسلم بن السراج فلقي عبد الله بن الأرقط فيما بين بوصير وبنا فقتل ابن الأرقط من أصحاب غلبك نحواً من عشرين رجلاً وثبت غلبك ومحمد ريش فقاتلاه فهزماه سلخ جمادى الآخرة وقُتل من أصحاب ابن الأرقط مقتلة عظيمة وأُسر منهم كثير فبعث الدبراني بالأسرى والرؤوس إلى الفسطاط ومضى ابن الأرقط إلى شرقيون فلحق بأبي حرملة ونزل الدبراني مدينة بنا وترك عسكره فيما بينها وسمنود وأقبل أبو حرملة ومعه ابن الأرقط قاصداً من شرقيون إلى بنا وبعث أبو حرملة بكمين له فهجموا على عسكر الدبراني مع المغرب فحمل عليهم أصحاب الدبراني فانهزم أبو حرملة ومن معه إلى شرقيون ومضى الدبراني فنزل سندفا وضربها بالنار ونهب أهلها وانهزم أبو حرملة فيمن معه وتشاغل أصحاب الدبراني بالنهب فكر أبو حرملة فقتل أبا حامد الدبراني ورجع أصحاب الدبراني إلى سندفا.
وبُعث من العراق بمزاحم بن خاقان مُعيناً ليزيد بن عبد الله فقدمها في جيش كثير يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة اثنتين وخمسين ومئتين فبعث برسل من أصحابه إلى جابر بن الوليد يأمره بالرجوع إلى طاعة السلطان فاحتبس رسله أياماً ثم أجازهم بجوائز عظيمة وردهم وقدم وأخر في كتابه ولم يُجمع على أمر واحد ومضى الدبراني في طلب أبي حرملة لمستهل شعبان فالتقى مع أبي حرملة بسمنود فانهزم أبو حرملة وعاد إلى شرقيون ثم رجع إلى سندفا وأتاه الدبراني بسندفا فواقعه فتفرق عن أبي حرملة أكثر أصحابه ولحقوا بجابر بن الوليد وبعث ابن عسامة ابنه يطلب الأمان فأمنه يزيد فقدم الفسطاط ولبس السواد وبعث الدبراني برأس نصر بن حكيمة وبرأس أبي هانئ وعاد الدبراني إلى محاربة أبي حرملة فأُسر أبو حرملة ثم أُدخل به إلى الفسطاط وبجمع كثير من الأسرى في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومئتين ..
وأوقع سلتق التركي بمن في صا وشباس من أصحاب جابر فقتلهم ونفاهم عن تلك البلاد ثم استأمن عبد الله من أحمد بن الأرقط العلوي وأومن في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ودخل إلى مزاحم فبعث به مزاحم إلى عرق صاحب البرد فكان عنده ثم أمر مزاحم بإخراجه في جمع معه إلى العراق فأُخرج بهم لمستهل ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين مع أخي مزاحم فهرب عبد الله بن الأرقط ورجع أخو مزاحم لسبع خلون من ربيع الأول ثم ظُفر به بعد ذلك فحُبس ثم حمل بكتاب ورد على أحمد بن طولون في صفر سنة خمس وخمسين ومئتين وخرج ابن عزيز بالحوف فخرج إليه مزاحم بن خاقان لمستهل ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ثم ورد كتاب المعتز بصرف يزيد بن عبد الله عنها فكانت ولايته عليها عشر سنين وسبعة أشهر وعشرة أيام وخرج يزيد عنها يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من شوال سنة خمس وخمسين ومائتين “.