5 / دور بني عدي في معركة المنصورة

كان من نتائج جهاد دولة صلاح الدين أن تحول مقصد الحملات الصليبية إلى مصر بدلا من الشام حيث كان على الملك الكامل التصدي للحملة الخامسة التي قادها الملك جان دي بريان ملك عكا والكاردينال بيلاجيوس مندوب البابا للسيطرة على مدينة دمياط ثم التوغل جنوبا بمحاذاة النيل فأسرع الملك الكامل ببناء مدينة حصينة في منتصف المسافة بين دمياط والقاهرة عند مفترق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط والآخر إلى أشمون طناح ونزل فيها بعسكره وأطلق عليها اسم (المنصورة) ومن هناك ظل يترقب زحف الجيوش الصليبية باتجاه الجنوب حتى وصولها إلى المثلث المنخفض والواقع بين بحيرة المنزلة في الشمال والبحر الصغير في الجنوب ونهر النيل في الغرب وعندها قام الأسطول الإسلامي بقطع خطوط مواصلات العدو مع دمياط ثم أمر الملك الكامل برفع السدود عن المياه في المنطقة فطافت في السهل وحصرت الجيش الصليبي من جميع الجهات وعندما حاولوا الرجوع إلى دمياط كان وقت الفيضان قد حل فارتفعت مياهه ليغرق الفرنجة في الوحل والجيوش الإسلامية تحاصره بسهامها فلم يستطيعوا التقدم للحرب أو الرجوع للخلف أو حتى التمركز في أماكنهم ولم يعد أمامهم إلا الاستسلام بعد نفاذ الطعام وعلف الدواب عند قرية (برمون) حيث عاملهم الملك الكامل معاملة حسنة ووفر لهم الطعام بعد أن أشرفوا على الهلاك بل وتحمل عن طيب نفس مواعظ الراهب فرانسوا الأسيزي الذي كان يتردد عليه بغرض التبشير بالمسيحية.

ويأتي تفصيل ذلك في كتاب (تاريخ القبائل العربية في عصر الدولتين الأيوبية والمملوكية) للمؤرخ  الدكتور محمود السيد أستاذ التاريخ الإسلامي حيث يقول : ” ما إن حملت الأنباء إلى الملك الكامل الأيوبي نزول الفرنج بالجانب الغربي من دمياط حتى أمر بالاستعداد لمواجهة العدو والدفاع عن البلاد وتذكر المصادر العربية بأنه أمر والي الغربية بجمع العربان وسار في جمع كبير وخرج الأسطول فأقام تحت دمياط ونزل السلطان بمن معه بمنزلة العادلية ، وينوه المقريزي بالدور الرائع الذي قام به العرب أثناء حصار الفرنج لدمياط فيقول : ” والعربان تتخطف الفرنج في كل ليلة بحيث منعهم ذلك من الرقاد وخوفا من غاراتهم فتكالب العرب عليهم حتى صاروا يتخطفونهم نهارا ويأخذون الخيم بمن فيها ” ، وكان التعاون كاملا بين قبائل العرب من بني كنانة وبني مدلج وبني عدي وغيرهم وبين الجيش الأيوبي للدفاع عن دمياط ، لقد أكد المقريزي أن السلطان بعث إلى شرمساح ألفي فارس في آلاف من العربان ليحولوا بين الفرنج وبين دمياط ثم قامت بعض قطع الأسطول الأيوبي بالتعاون مع الجيش في عملية تطويق العدو بدمياط فانقطعت عنه المؤن والذخيرة برا وبحرا ..

ومما يروى في هذا الصدد أن الملك الكامل عندما أحس بخطر الهجوم الصليبي على دمياط وكان كتب إلى الحكام العرب في سوريا والعراق وغيرهما وقبل أن يتمكن منه اليأس كانت النجدات العربية قد وصلت إلى مصر وفي ذلك يقول المقريزي : ” وتتابع مجيء الملوك حتى بلغ عدد فرسان المسلمين نحو أربعين ألف فارس ” ، وقد قوي عزم المصريين بالنجدات العربية التي وصلت مصر ورغم ذلك فقد كان حماس أفراد الشعب من المصريين والعرب في مهاجمة العدة بدمياط يفوق حماس العسكر قال المقريزي أن المصريين والعرب كانت تكر على الفرنج أكثر من العسكر وقال أيضا أن عدد المتطوعين من شعب الإسكندرية ومنهم بطبيعة الحال قبائل العرب من لخم وجذام وغيرهم بلغ ثمانية آلاف مقاتل وبينما كانت النجدات العربية تتوالى على مصر كانت المساعدات الأوروبية تصل إلى العدو في دمياط أرسالا ذلك أن سقوط دمياط في يد الفرنج كان له دوي هائل في أنحاء أوروبا وظن الفرنج أنهم بدمياط يستولون على مصر كلها فقدمت أعداد هائلة من المقاتلين من دول الغرب إلى دمياط واشتد طمعهم في غزو مصر ثم بدأ الخطر يظهر من الشرق أيضا من جانب التتار ..

 ثم تقدم العدو من دمياط وواجه المصريين في المنصورة وكان يحجز بينهما بحر أشموم واستمرت المواجهة ، كان النيل قد بدأ في الزيادة تمهيدا للفيضان النوبي فتقدم جماعة من المتطوعين العرب وعبروا إلى الأرض التي يحتلها العدو وفتحوا ثغرة في النيل فتفجرت منها المياه إلى العدو فمنعته من الوصول إلى دمياط وانقطعت طرق الاتصال بينهم وبين قاعدتهم دمياط ، وتعذر عليهم الحصول على المؤن والأسلحة التي كانت في معسكراتهم في دمياط وتخلوا عنها عندما زحفوا ظنا منهم أنهم سوف لا يحتاجون إليها لقوتهم وضعف المدافعين وقلتهم ، وإزاء هذا الوضع المتحرج اضطروا إلى طلب الصلح على أساس الانسحاب من دمياط فأجيبوا إلى ذلك وفي 19 رجب عام 618 هـ تم انسحاب الفرنج من دمياط يجرون وراءهم أذيال الخيبة والفشل ” ا.هـ.

وعلى نفس المنوال وبعدها بسنوات قليلة قرر ملك فرنسا القديس لويس التاسع القيام بالحملة الصليبية السابعة حيث نزلت جيوشه في الأراضي المصرية واستولت على دمياط وبدلا من الاتجاه غربا للاستيلاء على الاسكندرية كما كان مخططا زحفت جيوشهم باتجاه مدينة المنصورة للاستيلاء عليها لأنها العقبة الكبيرة في طريقهم إلى القاهرة وعندما اقتربت جيوش الفرنجة من أسوار المنصورة تعرضت لقصف شديد بقذائف النفط الملتهب فتحرق آلاتهم وجنودهم وقد وصفها الفارس المؤرخ جوانفيل كما يلي : ” كانت النار الإغريقية تتطاير بحجم كبير كأنها برميل عصير الحصرم وكان لها ذنب بطول الرمح الطويل ويسمع لها هزيم كهزيم الصاعقة أو التنين الطائر ويصدر عنها ضوء ينير المعسكر في الليل وكأنه في النهار .. إن أوصالي كانت ترتجف في كل مرة يلقي فيها المصريون بقذائفهم هذه وإن الصليبيين كانوا لدى وصول كل قذيفة يجثون على ركبهم بينما يرفع الملك لويس يديه إلى السماء ويهتف باكيا : أيها السيد الإله احفظ لي عشيرتي ” ويقول المؤرخ الفرنسي سيديو في كتابه تاريخ العرب العام إن هذه النار الإغريقية كانت مخلوطة بكميات من ملح البارود ، وأثناء الحصار قام المصريون بتوسيع البحر الصغير الذي يفصل المنصورة عن جيوش الفرنجة مما اضطر لويس إلى عبور مخاضة عند قرية سلمون حيث اندفعت مقدمة جيشه إلى داخل المنصورة بقيادة شقيقه الكونت دارتوا واصطدمت بالمماليك في شوارع وطرقات البلدة حيث تلقفوهم بالمتاريس بينما الأهالي يقذفونهم بالحجارة من فوق الأسطح فكان نصيبهم الموت المحقق ثم خرج المماليك لقتال لويس التاسع فأفشلوا عبوره للنهر ..

في المواقف العصيبة قد يفقد الرجال رباطة جأشهم ويصيبهم الارتباك ويعجزون عن اتخاذ القرار السليم لكن امرأة واحدة قدر لها أن تلعب دورا مصيريا أثناء معركة المنصورة الفاصلة عندما كانت قوات الفرنجة تحاصر المدينة بينما السلطان الصالح نجم الدين أيوب قد وافته المنية وذلك باتخاذها مجموعة من التدابير في الوقت المناسب كان لها فضل كبير في الحفاظ على الروح المعنوية للجيش المقاتل ، عندما تيقنت شجر الدر من وفاة السلطان قامت بإغلاق أبواب المخدع ومنعت الدخول عليه ثم أرسلت في استدعاء كبير الخدم ورئيس القصر الطواشي جمال الدين محسن فعرفته بالأمر وطلبت منه إغلاق أبواب القصر ومنع أي شخص من الدخول على السلطان ثم أرسلت في طلب أتابك العسكر الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ واجتمع الثلاثة ليلا حيث اتفقوا على إخفاء الخبر .. وفي اليوم التالي استدعت شجر الدر كبير المماليك الصالحية الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار وطلبت منه السفر على عجل لإحضار ولي العهد الأمير تورانشاه من حصن كيفا الموجود على ضفة نهر دجلة في مدينة آمد (تركيا حاليا) ..

وحتى تظل الأمور طبيعية في الظاهر كلفت شجر الدر أحد موظفي القصر ويدعى السهيلي أن يقلد توقيع السلطان على المكتوبات والمراسيم وتختمها هي بخاتم السلطان .. بعد ذلك قامت بتجهيز الجثمان وتكفينه ثم أنزلته من المنصورة ليلا في حراسة مجموعة من المماليك الأشداء حيث نقل في سفينة صغيرة إلى القاهرة ليدفن مؤقتا في قلعة الروضة (المنيل حاليا) ، وفي نفس الوقت بعثت برسالة سرية إلى نائب السلطنة في الديار المصرية الأمير حسام الدين بن أبي علي الهذباني والذي أصدر تعليماته بالدعاء لولي العهد بعد أبيه على منابر القاهرة ودارت رحى معركة المنصورة والجميع يظن أن السلطان هو الذي يدير الأمور ولم يتسرب الخبر إلا بعد تحقيق الانتصار وفشل الفرنجة في دخول المدينة وعندما تيقن الفرنجة من الخبر بواسطة جواسيسهم كان الوقت قد فات حيث وصل تورانشاه إلى دمشق (العاصمة الثانية للسلطنة) وأعلن منها تسلمه مقاليد الحكم ثم خرج منها متوجها إلى مصر ليكمل الفصل الأخير من المعركة الفاصلة ..

وفي نفس كتاب الدكتور محمود السيد يأتي تفصيل لمعركة المنصورة نقلا عن المقريزي وابن إياس حيث ضمن فيه ذكر بني عدي التي شاركت في الحرب بقوة فيقول : ” في عام 646 هـ (1248 م.) وردت الأنباء إلى مصر بأن لويس التاسع ملك فرنسا قد عزم على غزو مصر فأصدر الملك الصالح نجم الدين أيوب أوامره بإعداد الجيوش للدفاع عن دمياط برا وبحرا وأسند قيادة الجيش إلى الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ وفي المحرم من 647 هـ نزل الصالح بأشموم طناح بالقرب من دمياط رغم مرضه للإشراف على سير المعركة بنفسه وفي صباح يوم الجمعة 9 صفر قدمت الحملة إلى مصر وأرست بأسطولها على ساحل دمياط ، وكان فرنج الساحل قد انضموا إلى الحملة بحيث بلغ عددهم خمسين ألف مقاتل أما سفنهم فقد بلغ عددها على حد قول ابن إياس ” مائتي سفينة ” ، وفي يوم السبت نزل العدو إلى البر ووقع القتال بين الفريقين وفي يوم الأحد قرر قائد الجيش الانسحاب من دمياط وتبعه الأهالي فاستولى عليها العدو ووصلت أخبار الانسحاب من دمياط إلى الملك الصالح فتوجه في شهر صفر إلى المنصورة وأمر بإصلاح أسوارها وبنزول الأسطول إلى مياهها لمواجهة العدو والتصدي له ثم أمر بجمع العربان فاجتمع منهم عدد لا يدركه الحصر ..

ويذكر المقريزي أن المتطوعين من العرب والمصريين من جميع أنحاء مصر بدأوا يقاتلون العدو بالهجوم عليه فيقتلون ويأسرون ففي أول شهر ربيع الأول بدأت الأعمال الفدائية ضد العدو فوقع في يد الفدائيين العرب ستة وثلاثين أسيرا كان من بينهم اثنان من فرسان العدو أرسلا إلى القاهرة مكبلين بالحديد ، ثم تتابعت الأعمال الفدائية ضد العدو وتتابع أيضا سقوط مزيد من الأسرى فسقط في اليوم الخامس من نفس الشهر تسعة وثلاثين أسيرا ثم اثنان وعشرون في اليوم السابع وأربعون في اليوم السادس عشر من بينهم ثلاثة من فرسان العدو وبلغ عدد الأسرى في شهر جمادى الأولى خمسين أسيرا وفي شهر رجب كان عدد من أسر من الفرنج سبعة وأربعين جنديا وأحد عشر فارسا كذلك استولى المسلمون على مركب حربي وأسروا جنوده .. ثم توفي الملك الصالح في 14 شعبان 647 هـ وكتم خبر موته ولم يذع إلا بعد مضي أسبوع من موته ولما علم الفرنج بخبر موت الملك زحفوا من دمياط إلى فارسكور في 25 شعبان في محاذاة المصريين بالمنصورة وشرعوا في مناوشتهم ، في اليوم التالي أعلن الجهاد المقدس وسرعان ما انتشر نبأ الجهاد في مصر كلها واشتد حماس الجماهير للتطوع فخرج الناس من القاهرة وسائر الأعمال فاجتمع عالم عظيم لا يقع عليه حصر ، واستمر تقدم الفرنج فوصلوا شارمساح في أول رمضان ثم البرمون في السابع من الشهر نفسه ثم صاروا في مواجهة المنصورة يوم 13 منه ولم يكن يفصل بين القوات المتحاربة غير النهر (بحر أشموم) ثم قام الفرنج بإنشاء الأسوار وحفروا الخنادق حماية لمعسكرهم بالبرمون من هجمات الفدائيين العرب ثم صوبوا أسلحتهم في مواجهة المصريين بالمنصورة وواجهت سفن الفرنج سفن المصريين في بحر أشموم ثم بدأ القتال بين الفريقين في البر والبحر وفي نفس الوقت أخذ الفدائيون من العرب والمصريين يهاجمون معسكر الفرنج وعملوا على إزعاجهم ومنعوهم من الاستقرار والراحة ..

ويصف المقريزي هذا الدور العظيم الذي قام به الأهالي من العرب وغيرهم ضد الفرنج فيقول : ” وأبلى عوام المسلمين في قتال الفرنج بلاء كبيرا وأنكوهم نكاية عظيمة وصاروا يقتلون منهم ويأسرون ” ، ومن أطرف ما ذكره المقريزي عن الدور الفدائي للأهالي دفاعا عن المنصورة قوله أن الفدائيين من الأهالي كانوا ” يتحيلون في اختطاف الفرنج بكل حيلة ولا يهابون الموت حتى إن الإنسان قور بطيخة وحملها على رأسه وغطس بها في الماء حتى حاذى الفرنج فظنه بعضهم بطيخة ونزل حتى يأخذها فخطفه وأتى به إلى المسلمين ” .. واستمرت مضايقة العرب للفرنج وانزعاجهم حتى سببت لقيادتهم الشعور بالفزع والارتباك مما دفع أحد كبار القادة هو الكونت آرتوا شقيق الملك لويس التاسع قائد الحملة إلى القيام بمغامرته المعروفة التي بدأها بالهجوم على معسكر المصريين بالمنصورة والتحم القتال بين الفريقين ورجحت كفة الفرنج بعد أن تمكنوا من قتل بعض المماليك والوصول إلى قصر السلطان لولا أن القائد المملوكي ركن الدين بيبرس البندقداري أسرع بقواته وقاتل الفرنج المهاجمين واستطاع أن يردهم عن قصر السلطان فلما تراجعوا عن القصر فقدوا السيطرة على المعركة وبدأ الموقف يتحول لصالح المصريين حتى انتهى اليوم بانتصارهم وهزيمة الفرنسيين .. ويذكر ابن إياس دور الأهالي الكبير في معركة المنصورة فقال : ” ركب الأمير بيبرس البندقداري والأمير لاجين وغيرهما من الأمراء وخرج معهم السواد الأعظم من العوام والفلاحين ومنهم قبائل العرب من بني كنانة وبني مدلج وبني عدي وفي أيديهم المقاليع والحجارة وهجم المماليك البحرية وفي أيديهم السيوف والدبابيس والرماح ومنهم طائفة يرمون بالنشاب فحملوا على الفرنج حملة واحدة ” وقد سقط الشهداء من الأهالي والمماليك جنبا إلى جنب دفاعا عن مصر ” ا.هـ.

وعندما وصل تورانشاه أمر بنقل قسم من الأسطول المصري إلى بحر المحلة ليكون خلف معسكر الأعداء ونقلت السفن مفككة من سمنود على ظهور الإبل بواسطة عرب الغربية وأعيد تركيبها في فرع دمياط وشحنت بالأسلحة والمقاتلين مما أسفر عن تدمير الأسطول الصليبي تماما وأصبح الجيش الصليبي على البر محاصرا حيث انقطعت الإمدادات وقل الزاد ولم يعد أمامه إلا الانسحاب باتجاه دمياط ومن ورائه الجيش الإسلامي يهاجمهم بالرماح والسهام وعندما وصلت مقدمة الفرنجة إلى فارسكور كانت مؤخرته لا تزال في شرمشاح حيث كان الملك لويس يعاني من المرض الشديد فلجأ إلى أحد الأكواخ في قرية منية أبي عبدالله بينما تورانشاه يهاجمهم بكل قوته ويلحق بهم الهزيمة الساحقة ووقع لويس التاسع في الأسر حيث نقل إلى المنصورة في دار قاضي الإنشاء فخر الدين إبراهيم بن لقمان وفي حراسة الطواشي صبيح المعظمي وظل هناك حتى الجلاء التام عن البلاد وذلك بعد أن خاض المسلمون ملحمة بطولية تكاتف فيها العرب والمماليك فكتبوا في سجل التاريخ أسمى آيات الفخار ورفعوا راية الإسلام عالية خفاقة.