
ابتدأ القرن الثالث عشر الهجري بمجموعة من الحوادث التى عبرت بصدق عن تغيير شامل فى العالم أنهى حقبة من الزمن وبدأ حقبة جديدة كان المحرك الأول لها هو الصراع البريطاني الفرنسي على المستعمرات فى العالم الجديد وقد كانت الدولتان قد خرجتا للتو من حرب الأعوام السبعة حين تحالفت بريطانيا مع بروسيا وكلتاهما بروتستانتية ضد النمسا وفرنسا وكلتاهما كاثوليكية وانتهت بانتصار الطرف الأول حيث وطدت (بروسيا / براندنبرج) أركان دولتها كأقوى دولة فى القارة الأوربية بينما طردت فرنسا من معظم مستعمراتها فى العالم الجديد خاصة فى كندا كما انحسرت قوة النمسا ورغبت فى التحالف مع روسيا القيصرية لتعويض خسارتها على حسب العثمانيين .. أما بريطانيا فقد صارت سيدة العالم الجديد لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان إذ عجزت ـ بسبب نفقات الحرب ـ عن الاحتفاظ بمستعمراتها على ساحل الأطلنطى الشرقى للقارة الأمريكية حيث قررت الولايات الثلاثة عشر المكونة لهذه المستعمرة إعلان الاستقلال تحت اسم (الولايات المتحدة الأمريكية) واختير جورج واشنطن أول رئيس لها وأعلن الدستور مع مطلع هذا القرن وقد دفع ذلك بريطانيا ـ كرد فعل ـ إلى تعزيز نشاطها العسكرى فى الهند لتعويض ذلك وابتدأت بالفعل فى احتلال مساحات شاسعة من القارة الهندية واستعمال القوة المسلحة ضد الدولة المغولية التى بلغ بها الضعف مبلغها ..
أما الحدث الثانى الذى كان دافعا لتغيير الأحداث فهو الثورة الفرنسية حيث هاجمت الجماهير الثائرة سجن الباستيل فى أوائل القرن ثم تأسست الجمعية الوطنية الفرنسية وبدأت حروب الثورة التى انتهت بإعدام لويس السادس عشر ومارى أنطوانيت وكثير من النبلاء بالمقصلة ونادى الثوار: (سنشنق آخر النبلاء بأمعاء آخر الكهنة) وأعلنت الجمهورية الفرنسية تحت شعار (حرية ـ إخاء ـ مساواة) ، ثم قررت مهاجمة أملاك الدولة العثمانية (الحليفة السابقة للملكية) فتم إرسال حملة بونابرت على مصر والشام ورغم أنها فشلت إلا أنها أظهرت مدى ضعف الدولة العثمانية التى لم تستطع الدفاع عن أحد ولاياتها التى لم تتعرض لغزو أجنبى منذ حملة لويس التاسع (أكثر من خمسة قرون) واضطر المصريون العزل بقيادة الأشراف والعلماء أن يواجهوا بنادق نابليون ومدافعه وأن يروا بأعينهم خيول الفرنجة وهى تدنس ساحة الجامع الأزهر وتعيث في البلاد فسادا وقتلا .. ولا شك أن الدولة العثمانية كانت تعاني حالة من الضعف والهوان لأسباب عدة منها تفشي الفساد الإداري والتخلف عن ركب الحضارة الحديثة والهزائم المتتالية أمام أعدائها وعجزها عن حماية ولاياتها الأوروبية التي بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى بالإضافة إلى الإهمال الشديد للولايات العربية والتي شهدت العديد من المحاولات الانفصالية أشهرها الحركة الوهابية في نجد وحركة علي بك الكبير في مصر.
وكما شهدت هذه الفترة إرهاصات خروج مصر من حوزة العثمانيين من خلال حركة علي بك الكبير شهدت أيضا إرهاصات تحرر العرب من سطوة المماليك من خلال حركة شيخ العرب همام .. وكان الصدام بين الرجلين علامة على نهاية تلك الحقبة الزمنية والتي مهدت لانتقال مصر من مرحلة العصور الوسطى إلى مرحلة الدولة الحديثة حيث أعقب ذلك ثورة الشعب المصري عام 1795 ثم الحملة الفرنسية وأخيرا تولي محمد علي حكم البلاد ، ومن عجائب الأقدار أن كلا منهما سعى سعيا حثيثا لنيل مأربه فوصلا إلى القمة سنوات معدودة ليبدأ بعدها الانحدار السريع حيث استغل همام الصراعات بين المماليك في القاهرة وتمكن من تحقيق الاستقلال الفعلي للصعيد عن الدولة ووصل نفوذه إلى المنيا شمالا واتخذ من فرشوط عاصمة له وأنشأ الدواوين وجيش الجند وتمكن من صد القوات المملوكية عدة مرات لكنه في النهاية أخفق أمام محمد بك أبو الذهب نائب علي بك الكبير الذي استتب له الأمر أخيرا في منصب شيخ البلد ، وبعد أن زالت دولة هوارة تمكن علي بك من الاستقلال الفعلي بالديار المصرية وحقق ازدهارا اقتصاديا ملموسا وكفاية إدارية ملحوظة ثم خرجت جيوشه إلى اليمن والحجاز والشام بقيادة محمد بك أبو الذهب والذي انقلب عليه في آخر الأمر وراسل العثمانيين ليكون في منصب قائم مقام لكنه أيضا لم يهنأ بذلك إذ وافته المنية بعد عامين من ذلك وآل أمر البلاد إلى مماليكه إبراهيم بك ومراد بك وإسماعيل بك فدخلوا بها إلى دوامة من الفوضى وعجزوا في النهاية عن مقاومة الحملة الفرنسية.
وقد وصف الجبرتي في خططه شيخ العرب همام كما يلي : ” الجناب الأجل والكهف الأظل الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصيلي الملكي ملجأ الفقراء والأمراء ومحط رحال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الأمير شرف الدولة همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيه بن سيبيه الهواري عظيم بلاد الصعيد ومن كان خيره وبره يعم القريب والبعيد ، وقد جمع فيه من الكمال ما ليس فيه لغيره مثال تنزل بحرم سعادته قوافل الأسفار وتلقى عنده عصى التسيار وأخباره غنية عن البيان مسطرة في صحف الإمكان منها أنه إذا نزل بساحته الوفـود والضيفـان تلاقهـم الخـدم وأنزلوهـم فـي أماكـن معـدة لأمثالهـم وأحضروا لهم الاحتياجات واللوازم من السكر وشمع العسل والأواني وغيـر ذلـك ثـم مرتـب الأطعمـة فـي الغـداء والعشـاء والفطـور فـي الصبـاح والمربيـات والحلـوى مـدى إقامتهم لمن يعرف ومن لا يعرف ، فإن أقاموا على ذلك شهورًا لا يختل نظامهم ولا ينقص راتبهم وإلا قضوا أشغالهم على أتم مرادهم وزادهم إكرامًا وانصرفوا شاكرين وإن كان الوافد ممن يرتجي البر والإحسان أكرمه وأعطاه وبلغه أضعاف ما يترجاه ومن الناس من كان يذهب إليه في كل سنة ويرجع بكفايـة عامـة وهذا شأنه في كل من كان من الناس ، وأما إذا كان الوافد عليه من أهل الفضائل أو ذوي البيوت قابله بمزيد الاحترام وحياه بجزيل الأنعام وكان ينعم بالجواري والعبيد والسكر والغلال والثمـر والسمـن والعسـل وإذا ورد عليـه إنسـان ورآه مـرة وغـاب عنـه سنيـن ثـم نظـره وخاطبه عرفه وتذكره ولا ينساه وحالـه فيمـا ذكـر مـن الضيفـان والوافديـن والمسترفديـن أمـر مستمـر علـى الـدوام لا ينقطـع أبـدًا.
وكـان الفراشـون والخـدم يهيئـون أمر الفطور من طلوع الفجر فلا يفرغون من ذلك إلى ضحوة النهار ثم يشرعون في أمر الغداء من الضحوة الكبرى إلى قريب العصر ثم يبتدئون في أمر العشاء وهكذا وعنده من الجواري والسراري والمماليك والعبيد شيء كثير ويطلب في كل سنة دفتر الأرقاء ويسأل عن مقدار من مات منهم فإن وجده خمسمائة أو أربعمائة استبـشر وانشـرح وإن وجـده ثلاثمائـة أو اقـل أو نحـو ذلـك اغتـم وانقبـض خاطره ورأى أن ربما كانت في أعظم من ذلك وكان له برسم زراعة قصب السكر اثنـا عشـر ألـف ثـور وهـذا بخلاف المعـد للحـرث ودراس الغلال والسواقـي والطواحيـن والجواميس والأبقار الحلابة وغير ذلـك ، وأمـا شـون الغلال وحواصـل السكـر والتمـر بأنواعـه والعجوة فشيء لا يعد ولا يحد وكان الإنسان الغريب إذا رأى شون الغلال من البعد ظنها مزارع مرتفعـة لطول مكث الغلال وكثرتها فينزل عليها ماء المطر ويختلط بالتراب فتنبت وتصير خضرًا كأنهـا مزرعـة وكـان عنده من الأجناد والقواسة وأكثرهم من بقايا القاسمية انضموا إليه وانتسبوا له وهم عدة وافرة وتزوجوا وتوالدوا وتخلقوا بأخلاق تلك البلاد ولغاتهم وله دواوين وعدة كتبة من الأقباط والمستوفين والمحاسبين لا يبطل شغلهـم ولا حسابهـم ولا كتابتهـم ليـلًا ونهارًا ويجلس معهم حصة من الليل إلى الثلث الأخير بمجلسه الداخل يحاسب ويملي ويأمر بكتابة مراسيم ومكاتبات لا يغرب (سبحان الله) عن فكره شيء قل ولا جل ثم يدخل إلى الحريم فينام حصة لطيفة ثم يقوم إلى الصلاة.
وإذا جلس مجلسًا عامًا وضع بجانبه فنجانًا فيه قطنة وماء ورد فـإذا قـرب منـه بعـض الأجلاف وتحادثوا معه وانصرفوا مسح بتلك القطنة عينيه وشمها بأنفه حـذرًا مـن رائحتهـم وصنانهـم وكـان لـه صلات وإغداقـات وغلال يرسلهـا للعلماء وأرباب المظاهر بمصر في كل سنة ، وكان ظلًا ظليلًا بأرض مصر ولما ارتحل لزيارته شيخنا السيد محمـد مرتضى وعرف فضله أكرمه إكرامًا كثيرًا وأنعم عليه بغلال وسكر وجوار وعبيد وكذلك كـان فعلـه مـع أمثالـه مـن أهـل العلـم والمزايـا ، ولـم يـزل هـذا شأنـه حتـى ظهر أمر علي بك وحصل ما تقدم شرحه من وقائعه مع خشداشيته وذهابه إلى الصعيد وأعلموه بما أوقعه بهم علي بك فاغتـم علـى فقـد صالـح بـك غمـا شديـدًا ، وحملـه ذلـك علـى أن أشـار عليهـم بذهابهم إلى أسيوط وتملكهم إياها فإنها باب الصعيد فذهبوا إليها مع جملة المنفيين من مصر والمطرودين كما تقدم وأمدهـم شيـخ العـرب المترجـم حتـى ملكوهـا وأخرجـوا مـن كـان بهـا واستوحش منه علي بك بسبب ذلك وتابع إرسال التجاريد وقدر الله بخذلان القبالي ورجوعهم إلى قبلي على تلك الصورة فعنـد ذلـك علم همام أنه لم يبق مطلوبًا لهم سواه وخصوصًا مع ما وقع من فشل كبار الهوارة وأقاربه ونفاقهم عليه فلم يسعه إلا الارتحال من فرشوط وتركها بما فيها من الخيرات وذهب إلـى جهـة إسنـا فمات في ثامن شعبان من السنة ودفن في بلدة تسمى قمولة فقضى عليه بها رحمه الله وخلف من الأولاد الذكور ثلاثة وهم درويش وشاهين وعبد الكريم “.
أما علي بك الكبير فقد وصفه الجبرتي بقوله : ” الأمير الكبير علي بك الشهير صاحب الوقائع المذكورة والحوادث المشهورة وهو مملوك إبراهيم كتخدا تابع سليمان جاويش تابع مصطفى كتخدا القازدغلي تقلد الإمارة والصنجقية بعد موت أستاذه في سنة 1168 وكان قوي المراس شديد الشكيمة عظيم الهمة لا يرضى لنفسه بدون السلطنة العظمى والرياسة الكبرى لا يميل لسوى الجد ولا يحب اللهو ولا المزاح ولا الهزل ويحب معالي الأمور من صغره ، واتفق أن بعض ولاة الأمور تشاوروا في تقليده الإمارة فنقل إليهم مجلسهم وذكر له مساعدة فلان وممانعة فلان فقال : أنا لا أتقلد الإمارة إلا بسيفي لا بمعونـة أحـد ، ولـم يـزل يرقى في مدارج الصعود حتى عظم شأنه وانتشر صيته ونما ذكره وكان يلقـب بجـن علـي ولقب أيضًا ببلوط قبان وانضم إلى عبد الرحمن كتخدا وأظهر له خلوص المحبة وأغثـر هو أيضًا به وظن صحة خلوصه فركن إليه وعضده وساعده ونوه بشأنه ليقوى به على نظرائـه مـن الاختياريـة والمتكلميـن ..
.. خرب البيوت القديمة وأخـرم القوانين الجسيمة والعوائد المرتبة والرواتب التي من سالف الدهر كانت منظمة وقتل الرجال واستصفى الأموال وحارب كبار العربان والبوادي وعرب الجزيرة والهنادي وأعاظم الشجعان ومقادم البلدان وشتت شملهم وفرق جمعهم واستكثر من شراء المماليك وجمع العسكـر مـن سائـر الأجنـاس واستخلـص بلاد الصعيد وقهر رجالها الصناديد ولم يزل يمهد لنفسه حتى خلص له ولأتباعه الإقليم المصري من الإسكندرية إلى أسوان ثم جرد عساكره إلى البلاد الحجازية ونفذ أغراضه بها ثم التفت إلى البلاد الشامية وتابع إرسال البعوث والسرايا والتجاريد إليها وقتل عظماءها وكبراءها وولاتها واستولت أتباعه على البلاد الشامية حتى أنهم أقاموا في حصار يافا أربعة أشهر حتى ملكوها وعمر قلاع الإسكندريـة ودميـاط وحصنهـا بعساكـره ومنع ورود الولاة العثمانيين وكان يطلع كتب الأخبار والتواريخ وسير الملوك المصرية ويقول لبعض خاصته : إن ملوك مصر مثلنا مماليك الأكراد مثل السلطان بيبرس والسلطان قلاوون وأولادهـم وكذلـك ملـوك الجراكسـة وهـم مماليـك بني قلاون إلى آخرهم كانوا كذلك وهؤلاء العثمانية أخذوها بالتغلب ونفاق أهلها.
وينوه ويشير بمثل هذا القول بما في ضميره وسريرته ولو لم يخنه مملوكه محمد بك لرد الأمور إلى أصولها وكان لا يجالس إلا أهل الوقار والحشمة والمسنين مثل محمد أفندي باشا الراقم ومرتضى أغا وأحمد أفندي يجالسونه بالنوبة في أوقات مخصوصة مع غاية التحـرز فـي الخطـاب والمسامـرة بوجيـز القـول وكاتـب إنشائه العربي الشيخ محمد الهلباوي الدمنهوري وكاتبه الرومي مصطفى أفندي الأشقر ونعمان أفندي وهو منجمه أيضًا ويجل من العلماء المرحوم الوالد والشيخ أحمد الدمنهوري والشيخ علي العدوي والشيخ أحمد الحماقي وكاتبه القبطي المعلم رزق بلغ في أيامه من العظمة ما لم يبلغه قبطي فيما رأينا ومن مسقاته كرع المعلم إبراهيم الجوهري وأدرك ما أدركه بعده في أيام محمد بك وأتباعه من بعده وتتبع المفسدين والذين يتداخلون في القضايا والدعاوى ويتحيلون على إبطال الحقوق بأخذ الرشوات والجعالات وعاقبهـم بالضـرب الشديـد والإهانـة والقتـل والنفـي إلى البلاد البعيدة.
ولم يراع في ذلك أحدًا سواء كان متعممًا أو فقيهًا أو قاضيًا أو كاتبًا أو غير ذلك بمصر أو غيرها من البناذر والقرى وكذلك المفسدون وقطاع الطريق من العرب وأهل الحوف وألزم أرباب الأدراك والمقادم بحفظ نواحيهـم ومـا فـي حوزهـم وحدودهـم وعاقـب الكبـار بجنايـة الصغـار فأمنـت السبـل وانكفت أولاد الحرام وانكمشوا عن قبائحهم وإيذائهم بحيث أن الشخص كان يسافر بمفرده ليلًا راكبـًا أو ماشيـًا ومعـه حمـل الدراهـم والدنانير إلى أي جهة ويبيت في الغيط أو البرية آمنًا مطمئنًا لا يـرى مكروهـًا أبـدًا ، وكـان عظيـم الهيبـة اتفـق لأناس ماتوا فرقًا من هيبته وكثيرًا من كان تأخذه الرعـدة بمجـرد المثـول بيـن يديـه فيقـول لـه : هـون عليـك ويلاطفـه حتى ترجع له نفسه ثم يخاطبه فيما طلبـه بصـدده وكـان صحيـح الفراسـة شديـد الحذق يفهم ملخص الدعوى الطويلة بين المتخاصمين ولا يحتاج في التفيهم إلى ترجمان أو من يقرأ له الصكوك والوثائق بل يقرأها ويفهم مضمونها ثم يمضيهـا أو يمزقهـا.
وألبـس سراجينـه قواويـق فتلـى بالفـاء من جوخ أصفر تمييزًا لهم عن غيرهم من سراجين أمرائه ولم يزل منفردًا في سلطنة مصر لا يشاركه مشارك في رأيه ولا في أحكامه وأمراؤها وحكامها مماليكه وأتباعه فلم يقنع بما أعطاه مولاه وخوله من ملك مصر بحريها وقبليها الذي افتخرت به الملوك والفراعنة على غيرها من الملوك وشرهت نفسه وغرته أمانيه وتطلبت نفسه الزيادة وسعة المملكة وكلف أمراءه الأسفار وفتح البلاد حتـى ضاقـت أنفسهـم وشمـوا الحروب والغربة والبعد عن الوطن فخالف عليه كبير أمرائه محمد بك ورجع بعد فتح البلاد الشامية بدون استئذان منه واستوحش كل من الآخر فوثب عليه وفر منه إلى الصعيد وكان ما كان من رجوعه بمن انضم إليه وخامر معه وكانت الغلبة له على مخدومه وفر منه إلى الشـام وجنـد الجنود وقصد العود لمملكته ومحل سيادته فوصل إلى الصالحية وخرج إليه محمد بـك وتلاقيـا وأصيـب المترجـم بجراحـة فـي وجهـه وأخـذ أسيـرًا وقتـل مـن قتـل من أمرائه ورجع محمد بك وصحبته مخدومه المذكور محمولًا على تخت فأنزلوه في داره بدرب عبد الحق فأقام سبعة أيام ومات والله أعلم بكيفية موته “.