3 / ثورة بني عدي ضد الفرنسيين

من أهم ما كتب عن ثورة بني عدي ضد الحملة الفرنسية كتاب قيم للمؤلف حسن علي حمزة بعنوان : (ثورة بني عدي على الفرنسيين) حيث جمع فيه كل ما ورد عند المؤرخين السابقين من معلومات وتراجم واستهل الفصل الثاني من كتابه بذكر الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة والتي أجملها في الآتي :

أولاً : تعقب الجنرال ديزيه لمراد بك والمماليك وفرارهم للصعيد بعدما تم تجهيز الحملة على الصعيد حيث علم ديزيه أن ثلاثة من كشاف سليمان بك وحوالي ثلاثمائة مملوك وبعض العرب قد تركوا أسيوط وتوجهوا إلى بني عدي على بعد ستة فراسخ من أسيوط مع زوجاتهم وكثير من رجال السفن ورأى ديزيه أن يفاجئهم فى موقعهم الجديد بعد أن فشل فى محاربتهم فى أسيوط فتحركت قافلته بهدوء شديد فى مساء يوم 17 من سبتمبر 1798م ووصلت بني عدي فى صباح اليوم التالى بعد مسيرة شاقة عبر الصحراء ولم يجد ديزيه فى بني عدي سوى السكون والخلاء فقد علم المماليك بتحركات الفرنسيين عن طريق جواسيسهم وتحركوا فوراً بمجرد علمهم بخطتهم متجهين إلى الصحراء للحاق بزملائهم فى الفيوم ، ثم تذكر المصادر أن مراد بك ورجاله قد فروا مرة أخرى إلى بني عدي فى أبريل 1799م بقصد الانضمام إلى الثوار فرجع ديزيه مرة أخرى إلى بني عدي فى 18 من أبريل 1799م واشتبك مع الأهالى فى معركة بني عدي وفر المماليك وتركوا الثوار يواجهون الجيش الفرنسى ، وقد ذكر الجنرال ديفرنواى فى مذكراته أن كل القرى من بني عدي حتى القاهرة قد ثارت على الفرنسيين لأن محمد بك الألفى ينتقل فيما بينها مع المماليك.

ثانيا : الامتناع عن دفع المال والكلف والضرائب حيث ذكر الجبرتى : ” حضر إلى مصر الأكثر من عساكر الفرنسيين الذين كانوا بالجهة القبلية وخرجوا فى حال رجوعهم (بني عدي) بلدة من بلاد الصعيد المشهورة وكان أهلها ممتنعين عليهم فى دفع الكلف والمال ويرون فى أنفسهم الكثرة والقوة فخرجوا عليهم وقاتلوهم فملك عليهم الفرنسيون تلا عاليا وضربوا عليهم بالمدافع فأتلفوهم وأحرقوا جرونهم ثم كبتوا عليهم وأسرفوا فى قتلهم ونهبهم وأخذوا شيئاً كثيرا وأموالاً عظيمة ودوافع جسيمة للغز وغيرهم من مساتير أهل البلاد القبلية لظن منعتهم ” ، هذه بني عدي التى لم تستسلم بينما تذكر وثائق الحملة الفرنسية أن ثمانى قرى فى اقليم المنيا قامت بالاستسلام بعد الثورة والامتناع عن دفع الضرائب ولما حصل الجنرال بوييه ثلاثة قرى منها اضطرت هذه القرى إلى الاذعان ودفع الضرائب ، وفى قرى اخرى كان الفلاحون يتركون قراهم بالكامل وكثيرا ما كانت تصل القائد العام للحملة شكاوى من بعض القرى بخصوص تخفيض ضريبة الشراقى مثل قرية اللاهون بإقليم الفيوم وقرية الفشن فى بنى سويف وذكر الجنرال بليار فى يومياته أن كل القرى التى يجتازها يجدها خالية من السكان لأنهم يخلون قراهم قبل أن تصل إليها الحملة.

ثالثا : وشاية المعلم يعقوب حنا جاسوس الحملة الفرنسية فى الصعيد الذي وشى ببني عدي وكان يعرفها جيداً بحكم أنه كان مديراً لأعمال سليمان أغا ملتزم أسيوط ويعرف جيداً تجارها وزراعها ومكانة بني عدي المالية والاقتصادية ، وكان يعقوب يدل الفرنسيين على المواقع الهامة فى حملة الصعيد وكان لجهوده هذه أكبر الأثر فى نجاح حملة ديزيه ويذكر الجنرال بليار فى مذكراته أن المعلم يعقوب القبطي يلعب الآن دوراً هاما فى البلاد كسلطان كما كان يطلق على فرقة الجيش الفرنسى بالصعيد جيش المعلم يعقوب .. ولد المعلم يعقوب حنا فى ملوى عام 1745م وبعدما تعلم القراءة والكتابة والحساب فى أحد كتاتيب الكنيسة التحق فى عمل ككاتب لدى أحد الملتزمين فى أسيوط ثم استقر فى العمل مع سليمان بك أغا ملتزم أسيوط وقد اشتهر بذلك وعلا شأنه وكان يتمتع ببنية قوية وانضم إلى الحملة الفرنسية على الصعيد واستطاع أن يجند كتيبة من الشباب الأقباط للعمل معه.

رابعا : معاكسة شباب بني عدي للسفن الفرنسية التى كانت تمر فى نهر النيل قبالة منفلوط .. قال محمد علي مخلوف : قال جدنا الأكبر العلامة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي : ” يروى بالسماع الفاشي عن المتقدمين من أهل بني عدي أن الفرنسيين حين مروا بالنيل إلى جهة أسيوط وعلم بهم أهل بني عدي تلقوهم على شاطئ النيل وصوبوا عليهم ضرب الرصاص فلم يبالوا بهم ومضوا إلى أسيوط فما فوقها ثم بعد عودتهم من الصعيد إلى أسيوط أرسلوا إليهم من طريق الجبل فرقة من العساكر .. فلما صاروا على مسافة من البلد بحيث يتمكنون من ضربها خرج أهلها عليهم واشتبكت الحرب بينهم أياما فلم يصب فيها أحد من أهالى بني عدي بل كان رصاص العدو يقع على الأرض ولم يصب أحداً منهم فاستغرب الفرنسيون لهذه الظاهرة ودبروا لقتل زعمائهم والفتك بهم على غرة وعند ذلك ركب عليهم الفرنسيون تلاً عاليا وأمكنهم أن يظفروا بهم وقتلوا عدداً كبيراً من العلماء وكانوا قد فروا إلى الجبال فتعرفوا مواضعهم وأدركوهم .. ومن تدبر هذه الحال التى رواها التاريخ عن أهل بني عدي يرى أن لهم فى سائر بلاد الصعيد شأن يذكر فيشكر وأنهم على كثرتهم وقوتهم الحسية والمعنوية كانوا معتصمين بالله متمسكين بدينه فلذلك أورثهم الله هذه القوة وجعلهم موضع سره وعلمه وكرامته وولايته ولكن  سوابق الهمم لا تخرق سور الأقدار “.

ويرصد المؤلف حسن علي حمزة خط سير عساكر الفرنسيين فيقول : ” وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية أول يوليو سنة 1798م ثم احتلت القاهرة بعد هزيمة مراد بك فى 21/7/1798م وفراره الى الصعيد ثم قام نابليون بتعيين ديزيه قائداً للحملة الفرنسية على الوجه القبلي وذلك للقضاء على مراد بك وقواته وإخضاع الوجه القبلي من جهة آخرى .. فقام ديزيه باحتلال بنى سويف فى 31/8/1798م والتهبت فيها الثورة ضد المحتل ثم احتل البهنسا فى 4/9/1798م ثم عاد ديزيه إلى أبي جرج ثم تحركت حملته كلها إلى الجنوب فوصل يوم 12/9/1798م إلى ديروط الشريف متعقبا مراد بك .. وترك ديزيه جزءاً من قواته فى ديروط الشريف وتحرك قاصداً أسيوط التى وصلها فى 14/9/1798م ولما علم ديزيه بأن جماعة من أتباع مراد قد توجهوا إلى بني عدي تعقبهم ووصل بني عدي فى صباح يوم 18/9/1798م ، فلما علم ديزيه بهروبهم إلى الفيوم عزم على تعقبهم إلى الفيوم بعد رحلة أسيوط العقيمة والتى وصلها يوم 23/9/1798م واشتبك ديزيه فى عدة معارك مع مراد بك فى الفيوم فى يوم 3/10 ويوم 4/10/1798م ومعركة سدمنت فى 7/10/1798م والتى انتصر فيها ديزيه ومعركة اللاهون فى 8/10/1798م ثم عسكر فى مدينة الفيوم مع نهاية أكتوبر وقد لقى مقاومات عنيفة من القرى والتوابع فى الفيوم.

ثم لما علم ديزيه بأن مراد بك فى بني سويف سارت حملة الجنرال ديزيه تتعقب مراد بك ووصلت البرنقة فى 16/12/1798م ثم الفشن ثم وصل الفرنسيون المنيا يوم 31/12/1798م ، ثم واصلت سيرها جنوباً حتى وصلت إلى أسيوط واحتلتها يوم 25/12/1798م ثم وصلت إلى جرجا فى 29/12/1798م ودارت معارك وثورات ما بين أسيوط وجرجا ثم معركة سوهاج فى 3/1/1799م ثم معركة طهطا فى 8/1/1799م ثم معركة الصوامعة فى 5/3/1799م ثم معركة برديس فى 6/4/1799م ثم معركة جرجا فى 7/4/1799م ثم معركة جهينة فى 10/4/1799م ثم معركة بني عدي فى 18 من أبريل 1799م ثم ثورة المنيا فى 23-25/4/1799م ، وكانت قرية بني عدي قد أصبحت مركزًا لعناصر المقاومة بعد أن استطاع الفرنسيون التغلب على عناصر الثورة فى برديس 6 أبريل وجرجا 7 أبريل وجهينة 10 أبريل وكانت القرية تتمتع بأهمية خاصة فهى تقع على طريق الواحات وعلى نهاية طريق درب الأبعين الذى يربط مصر بغرب السودان وتجارة وسط أفريقيا وكان ذلك سبباً من أسباب غنى أهلها حيث كانت تعمل كمركز توزيع لتجارة تلك المنطقة “.

ويواصل المؤلف سرده لأهم أيام الثورة المجيدة وهو يوم معركة بني عدي [ 18 أبريل سنة 1799] فيقول : ” وصل الجنرال دافو إلى أسيوط يوم 16 أبريل وبعد وصوله بأربع وعشرين ساعة علم أن حشداً ضخما من الثوار قد تشكل في بني عدي الواقعة غرب الطريق إلى الواحات حيث قام أهلها وهم أشجع رجال مصر LE Braves de l.egypte بالثورة على الفرنسيين وانضم عليهم فى ثورتهم هذه المماليك والعرب وأهالى دارفور الذين جاءوا من القوافل من قلب أفريقية وشجعت هذه الجموع مراد بك فخرج من الواحات ليكون على رأس هذا الجيش وأرسل بقواته وكشافه لينظموا هذه القوات ويثيروا حميتهم فى نضالهم ضد الفرنسيين ، واتخذ الثوار من بني عدي مركزاً لهم واجتمع بها كما يذكر الجنرال ديزيه ثلاثة آلاف من رجال بني عدي و 450 من قبائل عربان الجهمة والتراهونة وخمسون من عربان بني وافي وثلاثمائة من المماليك ولم يستطع ديزيه أن يحصر أعداد المكيين (عرب الحجاز) الذين انضموا إلى الثوار ببني عدي لأنه يجهلهم وذلك كما ذكر فى رسالته إلى نابليون .. وإذا ما أضفنا أعداد المكيين التي لم يستطع ديزيه أن يحصرها إلى الأعداد التى ذكرها فإن عدد القوات التى تجمعت في بني عدي من الثوار تبلغ على الأقل أربعة ألاف رجل الغالبية العظمى منهم من أهالي بني عدي فلاحين وعربان ويليهم فى العدد المماليك ثم عرب الحجاز.

وما إن أصبح تجمع الثوار حقيقة وتحفزهم للثورة واضحا حتى استعد الجنرال دافو للقائهم ولم يتوانى لحظة واحدة فى اللحاق بهم وعزز قواته بكتيبة من الفرقة 88 والفرقة 15 من الفرسان وعين سيلى قائداً على أسيوط بدلاً من بينون وتوجه دافو بجنوده تجاه بني عدي فوصلها يوم 18 أبريل ووجد بها جيشا كبير يحمل السلاح ويتأهب للقتال وكان جناح القرية باتجاه الصحراء مغطى بعدد كبير من الفرسان والمماليك والعرب والفلاحين ، فشكل الجنرال دافو مشاته إلى طابورين أحدهما لمهاجمة القرية والأخر لمحاصرتها والطابور الأخير هذا كان يتقدمه الفرسان بقيادة بينون وهو رئيس فرقة ممتاز ولكن هذا الضابط التعس أثناء مروره بالقرب من أحد المنازل تلقى طلقة بندقية أردته قتيلا فأسرع الجنرال دافو بإرسال المساعد العام راباس ليحل محل بينون لقيادة الفرسان الذين لاحظوا وجود المماليك في الصحراء في طريقهم إلى بني عدي لنجدة الأهالى فاتجهت إليهم أحد طوابير المشاة الفرنسية ، لكن طليعة مراد بك التى أخرجها البؤس الشنيع من الواحات نصحته بالعودة سريعاً فارتد المماليك لأول صدمة وانسحبوا راجعين إلى الواحة التى قدموا منها وتركوا الأهالى وحدهم يتلقون هجمات الجيش الفرنسي فاشتبك الفريقان فى معركة حامية دارت رحاها فى طرقات القرية وفى بيوتها التى حصنها الأهالي وجعلوا منها شبه قلاع ، كان الرصاص ينهال منها على الجنود الفرنسيين فلقي الجيش الفرنسي فى بني عدي ما لم يلق مثله فى كثير من البلاد واستمرت المعركة إلى الليل واستخـدمت فيها المدفعية ولم يتمكن الفرنسيون من الاستيـلاء على بني عـدي إلا بعد أن أشعلوا فيها النيران وفى لحظات تحولـت هذه القرية الجميلة إلى رماد وأطلال واحتلها الجنـود الفرنسيـون وأمعنوا فى أهلها قتلاً ونهبا.

أما عن الخسائر التى لحقت بالثوار فى بني عدي فإننا لا نجد أمامنا سوى المصادر الفرنسية المعاصرة التى قدرت هذه الخسائر وأصحابها كانوا شهود عيان وشاركوا فى الأحداث إلا أن تقديرهم للخسائر التى لحقت بالثوار قد اختلفت من مصدر لآخر على النحو التالى : قدر الجنرال دافو عدد القتلى من الثوار ببني عدي بما يزيد عن الألفين من القتلى أما الجنرال ديزيه فقد كان متناقضا مع نفسه فى تقديره لعدد القتلى فلقد ذكر فى رسالة منه إلى نابليون بعد المعركة بأيام أن عدد القتلى من الثوار بلغ ثلاثة ألاف ثم ذكر فى تقرير أخر لنابليون بعد المعركة بشهور أن عدد القتلى بلغ ألفي قتيل من عرب ينبع والمغاربة والدارفوريين والمماليك والأهالى من بني عدي ، أما نابليون فقد أخطا عندما قدر عدد القتلى من الثوار بألف رجل وهو لم يشهد الواقعة وكان من المفروض أن يعتمد على رسائل وتقارير الجنرال ديزيه والجنرال دافو لكنه وضع تقريرا لعدد القتلى من عنده دون أن ينظر إلى تقارير من شاهدوا الواقعة واشتركوا فيها .. ولا شك أن اختلاف المصادر قد يوقع الباحث فى حيرة ولكن بعد تحليل هذه المصادر يتضح لنا إذا ما استبعدنا تقدير نابليون لأنه لم يشاهد الواقعة فإننا نجد أن باقى المصادر قد اتفقت على أن عدد القتلى من الثوار قد بلغ ألفي قتيل وذلك حسب تقديرات كل من دافو وبرتييه وديزيه.

أما خسائر الفرنسيين فى هذه المعركة فقد بلغت ثمانية من القتلى وثلاثين جريحا على حد تقدير الجنرال دافو .. ونود أن نشير إلى أن الخسائر التى لحقت بالمصريين لم تكن تتمثل فقط فى أعداد القتلى السالفة الذكر بل شملت هذه الخسائر الأرواح والأموال فلقد خسر الأهالى كل ما يملكون حيث استولى الفرنسيون على كل ما وجدوه فى بني عدي من أموال وجواهر حيث وجد الفرنسيون فى القرية صناديق مملوءة بالذهب فاستولوا عليها وأخذوا شيئا كثيرا وأموالاً عظيمة وودائع جسيمة للغز وغيرهم من مساتير أهل البلاد القبلية ، وأصابت الخسائر جميع الطوائف التى تقطن بني عدي وغنم الفرنسيون أموالا طائلة فلقد ذكر الجنرال دافو أن الغنائم التى استولى عليها الجنود قد عوضتهم ما فقدوه وكثير منهم كان نصيبه خمسة عشر أو عشرون ألف فرنك ذهبى .. وهكذا فلقد كانت خسائر الثوار فادحة فى الأرواح والأموال بينما كانت خسارة الفرنسيين فى الأرواح قليلة ومكاسبهم فى الأموال عظيمة .

ويسرد المؤلف أيضا ما ذكره رجال الحملة الفرنسية عن الثورة فيقول : ” قال الجنرال برينيه رئيس أركان الحملة الفرنسيـة : ” أصبحت بلدة بنى عدي أكواما من الخرائب وتكدست جثث القتلى فى شوارعها ولم تقع مجزرة أشد هولاً مما حدث فى بني عدي ” .. وقال الجنرال دافو : ” إن الغنائم التى استولى عليها الجنود الفرنسيون قد عوضتهم ما فقدوه فكثير منهم كان نصيبه خمسة عشر ألف فرنك وبعضهم كان نصيبه عشرين ألف فرنك ذهبا وأن عدد القتلى من الأهالى يبلغ ألفين ” .. وقال الجنرال ديزيه : ” إن بني عدي من أكثر بلاد الوجه القبلى سكانا وأغناها وأعظمها مكانة وأن الثورة نمت فيها من أقصاها إلى أقصاها وأن أهلها كانوا يرسلون جماعات منهم إلى شاطئ النيل لمهاجمة السفن الفرنسية ” .. وقال المؤرخ الفرنسى رينو : ” كان جنودنا يعملون على إخماد الثورة التى نشبت فى قرية بني عدي باستخدام كل ما لديهم من أسلحة مدمرة ولكن الثورة كانت كحية ذات مائة رأس كلما أخمدها البارود فى ناحية ظهرت فى ناحية آخرى أشد وأعنف مما كانت فكان الثوار من الأهالى يغامرون بأنفسهم ويهجمون إلى أن يصبحوا فى وسط جنودنا وقد رأيت بنفسى جماعة منهم ليس بأيديهم أسلحة سوى الفئوس والعصي يهاجموننا بحماسة منقطعة النظير فيموتون بين طلقات النيران “.