5 / ذكرى شهداء بني عدي

يوثق حسن علي حمزة كافة الروايات المتداولة عند الأهالي عن الثورة وينقل عن محمد علي مخلوف قوله : ” ومما يدور على ألسنة الناس فى بني عدي إلى اليوم : الشيخ المغربي له ضريح متهدم جر عليه الزمن ذيل العفاء موقعه بالقرب من ضريح الشيخ العسيلي بظاهر بني عدي القبلية وقد جدد معالمه الشاب التقى الصالح عبادة بن صالح بن حسنين بن محمد بري العدوي فى سنة 1374هـ – 1955م وتوفى الشاب الصالح عبادة بالقاهرة ودفن ببستان العلماء فى قرافة المجاوريين فى سنة 1387هـ أما منزل الشيخ المغربي فقد آل إلى ملك المرحوم الشيخ محمد بن قوشتي ثم صار من بعده إلى أولاد المرحوم عبد ربه أحمد بن علي يوسف وقد جددوه .. ويقول الأستاذ محمد علي مخلوف : ثم أخبرنا والدنا الفاضل الأستاذ الشيخ حسن بن محمد فرغل العدوي وأنا احدثه ذات ليلة عن موضوع عدم إعمال الرصاص عمله فى أهالى بني عدي أن السبب فى كون رصاص الفرنسيين لم يصب أهالي بني عدي أول الهجوم وأدركهم أخيراً .. أن شيخاً من شيوخها يدعى الشيخ محمد المغربي معروفاً بالعلم والتقوى والصلاح كان على دراية تامة بعلم أسرار الحروف فربط الرصاص عن إصابته لهم على ألا يقتلوا قائد الحملة وحذر الأهالى من ذلك غير أنه لما استقر القتال واشتبك الفريقان اشتباكاً كلياً ولم يبق فى مقدور الأهالي أن يحتاطوا فى ذلك وقعت إصابة القائد الفرنسى خطأ وحينئذ أخذ رصاص الفرنسيين يعمل فى الأهالي عمله المعروف ، وهذا الشيخ منزله ببني عدي موجود إلى الآن بملقة الشيخ علي أبي صالح الولي الشهير ومثل هذه الحكاية ينكرها من يقصر أسباب التأثير الإلهي على الأدوات المادية التى تتفاوت قوة وضعفا بتفاوت المسببات أما من يرى تعميم الأسباب للماديات الطبيعية والروحانية فلا فرق عنده بين السبب المادي والسبب الروحي بل ربما كان السبب الروحي فى أفاعيله أقوى من السبب المادي لأن سببيته جبلية من المؤثر الحقيقي وهو الله تعالى ولا دخل للطبيعة فيه وهذا باب من العلم نسيناه ” وما كان ربك نسيا ” ..

وأن منارة مسجد العياط ببني عدي البحرية أصيبت بقذيفة وكذلك قبة ضريح الشيخ العياط .. قال الأستاذ الشيخ عبد الرحيم ابن جاد الله العياط : أن موضع القذيفة ظل باقياً فى قبة الضريح إلى أن أمرت وزارة الأوقاف فى إنشاء عمارة المسجد سنة 1360هـ – 1914م. وأن مسجد الشيخ علي أبو صالح ببني عدي القبلية قد احترق وسقطت منارته فى أثناء المعركة وقتل المؤذن الشيخ محمد عبد الخالق العدوي وهو فوقها .. وأن المقبرة المجاورة لضريح الشيخ عبد النبي ببني عدي الوسطى من الناحية القبلية تضم عدداً كبيراً من شهداء الثورة معظمهم من العلماء ومنهم العلامة الشيخ أحمد حمان العدوي والعلامة الشيخ حسن طايع العدوي وأن الساحة التى بنيت عندها مدرسة بني عدي القبلية الابتدائية المبسطة بها عدد كبير من الشهداء .. وكذلك الساحة المجاورة لمسجد الشيخ العياط ببني عدي البحرية وأن الذى قتل الكولونيل بينون رجل من آل العجيل وأن قتله كان عند درب السراجنة ببني عدي أولاد عليو .. وأن العالم الصالح الشيخ أحمد الخطيب العدوي نائب الولاية المنفلوطية الشرعية قتله الفرنسيون وهو ذاهب إلى منزل الشيخ سالم العدوي ببني عدي البحرية ليؤم المصلين وكان يقاومهم بعكازه وهو من زعماء الثورة وكان يحرض الناس على الجهاد فى سبيل الله .. وأن الفارس أحمد بن عبد الله السباعي العدوي سقط شهيداً فى الساحة المسماة الآن بالمنشر ببني عدي الوسطانية وكان يقود فرقة من الثوار .. وأن السيدة عز العرب بنت حسن مخلوف العدوي قتلها الفرنسيون وهى تحاول النجاة بطفلها الرضيع محمد بن عبدالفتاح بن علي مخلوف العدوي من النيران التى أضرمها المعتدون فى أرجاء البلدة وقد عثر أحد أبناء أسرة النقادي القبطية على طفلها وهو على قيد الحياة يمص ثدي أمه الشهيدة فجاء به بعد انتهاء المعركة إلى آل مخلوف فعرفوه وأخذوه.

ومن الغريب أن تخريب هذه البلدة على هذا الوجه المريع لم يلبث إلا زمناً يسيرا وعادت البلدة إلى عمرانها الأول والسر فى ذلك أنك تجد أهلها متعارفين متآلفين متعاونين والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه وأنه ما من عائلة من عائلاتها إلا ومنها مقيم بها وراحل عنها إلا النذر القليل ومن مواليدها الخارجة من بطونها لا ينقص تعدادها عن وفياتها الذاهبة إلى قبورها ولذا كان تعداد النازحين عنها فى أي وقت لا ينقص عن تعداد القاطنين بها لتوالدهم بتلك البلاد التى ارتحلوا إليها فسرعة عمرانها لعودة كثير مما تفرق منها آنذاك ومعاونة بعضها لبعض ومع هذا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله تعالى يقول ” ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ” ويقول : ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويزقه من حيث لا يحتسب ” .. قال العارف بالله الشيخ قطب بن خليفة بن محمد الشريف الحسيني الصنباوي المتوفى سنة 1388هـ – 1969م : ” العدوية ناجحون فى كل شأن من شئون الحياة لا يكلون من عمل ولا تنفذ من عندهم البركات وقد جعل الله ما فى أيديهم كثيراً ولو كان قليلا تزول النعم عن غيرهم ولا تزول عنهم وما لقيت فى عمري منهم بليداً خاملا ولا محترفا حرفة دنيئة وهذا سر من أسرار الله تعالى “.

ويختم المؤلف بحثه القيم بذكر إحدى الخطب البليغة للأستاذ أحمد أبو عليو خطيب العيد القومي والتي جاء فيها : ” تحتفل محافظة أسيوط بعيدها القومي كل عام بمناسبة ذكرى انتصار قرية بني عدي على الغزاة الفرنسيين هذه القرية التى تجسدت فيها أصالة العرب والتى شاركت فى صنع تاريخ هذه الأمة يوم وقف بنوها وسلاحهم الإيمان بالله والثقة فى نصره يناضلون قوى الغدر والعدوان ، فى هذا اليوم نسترجع فيه صفحة مشرفة فى تاريخنا المجيد تكون لنا زاداً فى معركة الصمود ونوراً نستضيء به على طريق الجهاد حتى النصر .. لقد أحسن صنعا الأديب القاص عبد الحميد عبد السلام جامع النخيلى العدوي حينما عبر عن معركة بني عدي بالربيع الأحمر تعبيراً عن مقاومة الأهالي للفرنسين وعما لاقوه من مواجهة للأسلحة الحديثة آنذاك ومن الحيلة الدنيئة التى لجأ إليها الفرنسيون من إحراق للبلدة والتى كانت من نتيجتها تحول جو بني عدي إلى خراب ودمار وسماءِ حمراء ، ولقد قال فى مقدمة روايته (الربيع الأحمر) : حينما يتحدث الناس عن مقاومة الشعب خلال الحملة الفرنسية على مصر يوجهون اهتمامهم إلى مواقف ثلاثة : ثورة القاهرة الأولى وثورتها الثانية ومقتل كليبر وهى مواقف بالغة الروعة حقاً ولكن لا تتجاوز أبصار الكثيرين هذه المواقف إلى أبعد منها لينظروا إلى مواقف آخرى لا تقل عنها روعة مثل معركة بني عدي وموقفها تجاه الفرنسيين  وكم من مواقف تستدعى أن يقرأ الأدباء والكتاب فإن عبروا بعد ذلك عما قرءوا أدوا بعض الواجب عليهم نحو تاريخنا المجيد وإن لم يفعلوا فإنهم على الأقل سيحسون بالفخر والاعتزاز لأنهم أحفاد رجال كانوا أبطالاً أما أنا فقد حاولت فى حدود جهدى وطاقتى فكانت هذه القصة (الربيع الأحمر) التى صورت فيها موقفا من تلك المواقف.

ما من بيت فى بنى عدى إلا وقدم شهيداً أو أكثر ولم يحفظ لنا التاريخ أسماء هؤلاء الشهداء رغم كثرتهم حيث بلغوا حوالى ثلاثة آلاف شهيد ومن الظلم أن نذكر اسماً لشهيد دون الآخر لكن يجب علينا أن نقدم لأرواحهم الطاهرة التحية والتقدير لأنهم سطروا فى تاريخ الأمم والشعوب أياماً مجيدة سجلها التاريخ ووعاها الزمن وهى بذلك أيام خالدة جديرة بأن تكون أعياداً ، والعيد القومى لمحافظة أسيوط هو يوم الثامن عشر من أبريل تاريخ ثورة بني عدي ضد الفرنسيين عام 1799م هذا اليوم الذى يعود فى كل عام بذكريات التضحية والنضال ويدعو الأجيال تلو الأجيال أن يتنسموا عبير الكفاح وأن يفدوا وطنهم بالأرواح وتلك هى وصية الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد ، وإذا كانت ساحة الشهداء ببني عدي قد رويت بالدماء الطاهرة فى عام 1799م فى يوم تجاوبت فيه أصوات التكبير بالأذان مع صيحات المجاهدين فى الميدان : الله أكبر الله أكبر .. وما زالت وستظل ساحة الشهداء تنبت الأبطال وتهتف فى الأجيال أن يستمروا على درب النضال والتضحية مترنمين بقول القائل : (لسنا وإن أحسابنا كرمت يوماً علـى الأبـــاء نتكــل .. نبنى كمـا كانــت أوائلنــا تبنى ونفعل فوق ما فعلوا) تحية طيبة لأرواح الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.

كلما وافانا شهر أبريل من كل عام تذكرنا مجد آباءنا وأجدادنا ومواقفهم الخالدة وبطولاتهم الرائعة المنقطعة النظير ضد الفرنسيين وبالتحديد يوم الخميس 18 من أبريل 1799م حيث وصل العدو إلى أسيوط وسوهاج ولما كانت هذه القرية غنية بمالها ورجالها وأنها لا تبيع الدنيا بدين الأخرة وحبها لوطنها كلفها الكثير ، والرسول (ص) يقول ” حب الوطن من الايمان ” والوطن كلمة لو قيلت للجبل لخرجت منه روح الجمود ولفتتت الحماسة قلبه .. كلمة كم هوت بعروش وحطمت قلوبا وأسبلت زهرات وألقت بأمم بين نيران الاستشهاد وكان أهلها دائماً يقاومون ظلم المماليك ، من أجل ذلك توعدوها خاصة وأنها أجهضت من دفع الضرائب التى فرضوها على كل البلاد كما علموا أن بها أموالا طائلة وودائع ثمينة بسبب أن كثيرا من الأغنياء اعتادوا من زمان بعيد أن يحفظوا أموالهم لدى أهلها فقد زادت كثرة منذ أن احتلت القاهرة إذ أرسل الكثير من أصحاب الثروات خوفا من ضياعها إلى بني عدي بغرض حفظها لهم فهم المشهورون من قديم الزمان بالصدق والأمانة ومن أجل ذلك كانت القرية مستهدفة من قبل هذا العدو الغاشم ولكنهم وقفوا وقفة رجل واحد مسلمين ومسيحيين وكلما سقطت مئذنة سقط معها جرس الكنيسة لأن العدو لا يفرق بين هذا وذاك فقد كان الشيخ أبو أيوب يدعو فى خطبه ودروسه إلى الجهاد كما كان يفعل زملاؤه وفى ذات يوم بدا له رغم كبر سنه أن يذهب إلى ساحة التدريب وخطر له أن يصطحب معه زملائه الشيوخ فدعا بعض مشايخ النواحي الأربع عليو القبلية الوسطانية البحرية إلى اللقاء فى منزل الشيخ الخطيب ..

وبينما هم كذلك إذ دق الباب رجل ففتح له فإذا به رجل نحيل الجسم ذو لحية سوداء مستديرة يرتدى المسوح السوداء فقام الشيخ الخطيب باستقباله وهو يقول اهلا أهلا أهلا وسهلا بصاحبنا القسيس تفضل .. كان هو قسيس الكنيسة فصافح الجميع ثم جلس فقال سمعت باجتماعكم فأحببت أن أشترك معكم فقال الجميع له لقد سعدنا بكم  فقال القسيس أشكركم ويشرفنى أن أشترك فى مجلس يضم أكابر علماء القرية وشيوخها قال الشيخ الخطيب إننا نرى فى وجودك معنا قوة لنا ودليلاً جديداً من التعاون القائم بيننا قال القسيس اعتدنا أن نشترك فى الأفراح والأتراح كما اعتدنا أن نتعاون فى بناء كنيسة أو إقامة مسجد نريد اليوم أن تختلط دماؤنا فى الميدان .. هذه الواقعة تدل بما لا يدع مجالا للشك أن أهل هذه القرية لا يعرفون التعصب ولا التطرف لأنهم متدينون بالفطرة يعرفون ما لهم وما عليهم واضعين نصب أعينهم سماحة الدين الإسلامى وعلاقة الإسلام بغير المسلمين فالله تعالى يقول فى محكم كتابه : ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ” .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ” استوصوا بقبط مصر خيرا فإن لهم نسباً وصهرا ” .. وحينما فتح عمرو بن العاص مصر كتب عهداً لأقباطها قال فيه : ” بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر الأقباط على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم ” ولم تعرف مصر على امتداد التاريخ التفرقة العنصرية والطائفية ..

نرجع إلى هجوم الأعداء على هذه القرية الآمنة المطمئنة التى يأتيها رزقها من كل مكان وفى الصباح برزت الشمس من مشرقها لنرى فى جنوب بني عدي جيشين متقابلين آلاف من رجال القرية على رؤسهم العمائم البيض تؤازرهم قرابة نصف ألف من الذين أتوا متطوعين وتجاههم آلاف آخرى من ذوى القبعات العريضة على رأسهم علم مثلث الألوان ثم بدأت المعركة وتجاوبت الصحراء بأصداء التكبيرات الصاعدة من حناجر المجاهدين الذين هجموا على عدوهم بقلوب الأسود وينقض أحد أبناء السراجية من ناحية عليو على بينون فيقتله لأنه كان قد عزم على قتله ويحقق له غرضه فقد تحين الفرصة ثم أطلق رصاصة وهو يصيح الله أكبر الله أكبر ولم تخطئ الرصاصة قلب بينون فانكب على وجهه زاهق الروح وبعد موته اختار ديزيه لقيادته واحد من أكفأ قواده وهو الجنرال دافو المعروف بالدهاء فى قيادة المعارك يعاونه قواد مجربون مثل الكولونيل بينون والكولونيل راباس .. وصدق من قال ” إن لله رجال إذا أرادوا أراد ” وقد خلقت العقيدة من العدوية أبطالاً وشجعانا حتى إنك لترى المرأة حينما تظهر فيها العقيدة تسبق الرجال إلى ميدان الفخار .. هذه أم أيمن حينما رأت بعض الناس ينفض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذت تعيرهم وتتهكم بهم وتقول هاكم المغزل وهلم سيوفكم .. إن صاحب العقيدة ليرسل عقيدته فى أقطار الدنيا وهو يهتف : (ولست أبالى حين أقتل مسلما .. على أى جنب كان لله مصرعي) وإن صاحب العقيدة ليأتى بجلائل الأعمال ويقتحم ميادين البطولة وهو يرتل : ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ” .. ورحم الله القائل : (إذا رمت فى شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجوم .. فطعم الموت فى أمر حقير .. كطعم الموت فى أمر عظيم) وكما قال حكيم : (فى الجبن عار وفى الإقدام مكرمة .. والمرء بالجبن لا ينجو من القدر) ..

وجاء ديزيه لمهاجمة القرية فنشط الشيوخ من جديد وتجاوبت المنابر بالدعوة إلى الجهاد وانطلق صوت القسيس فى الكنيسة يدعو روادها إلى الوقوف فى الصف وبرز الشيخ السباعي الذى بدأ يتمنطق بالسيف ولا تفارق البندقية يده وجاء إلى القرية نحو ثلاثمائة من المماليك اتخذوا معسكرهم فى الصحراء في مكان قريب وفي خلال ذلك قدم من الصحراء جماعة من المغاربة كانوا يقصدون الحج على رأسهم عالم جليل هو الشيخ محمد الجيلاني المغربي فلما علم بأن الناس يتوقعون هجوما قرر البقاء ليشارك فى المعركة ويكسب ثواب الجهاد ودعا من معه بالبقاء واستجاب له آحاد منهم وكان هذا الشيخ المغربي أقرب إلى الشباب منه إلى الشيخوخة فتى الجسم عظيم القوة ، وكان خطيباً مفوها وراح يتصل بالشيوخ ويشاركهم فى الخطابة فى المساجد ويخرج إلى الناس فى الطرقات يحضهم على الاستعداد وعلم أن الجيش سيأتى من الجنوب من ناحية القبلية وكان صوت الخطيب يدوى فى البحرية ويصعد صوت الشيخ حمان فى عليو وفى ساحة الوسطانية ترتفع أصوات شيوخها تدعو إلى الجهاد وتزين للناس الجنة .. خرج الآلاف من رجال القرية مسلحين بالبنادق والفئوس والعصي واعتصمت النساء فى البيوت وقد تهيأت كل منهن للقيام بدورها فى حدود طاقتها واستشهد فى هذه المعركة التى دارت فى قرية بني عدي صبيحة يوم الخميس الموافق 18/4/1799م حوالي ألفان من الرجال والنساء .. وما من أسرة في بني عدي إلا وقدمت شهداء وضحايا فى تلك المعركة الخالدة التى اصبحت معلمًا من معالم الحرية ومفخراً من مفاخر العزة والايمان “.