6 / الشيخ حسنين مخلوف العدوي مفتي الديار المصرية

(مفتي الديار المصرية) هو اللقب الذي صار علما على فضيلة المرحوم الشيخ حسنين محمد مخلوف (1890م – 1990م) حيث عين مفتيا للديار المصرية مرتين المرة الأولى في الفترة من من 3 ربيع الأول سنة 1365 هـ الموافق 5 يناير سنة 1946م وحتى 20 رجب سنة 1369 هـ الموافق 7 مايو سنة 1950م والثانية في مارس سنة 1952م وحتى ديسمبر سنة 1954م. ، ولد في حي باب الفتوح بالقاهرة في 16 رمضان 1307 هـ 6 مايو 1890م وتعهده أبوه بالتربية والتعليم فما إن بلغ السادسة حتى دفع به إلى من يحفّظه القرآن الكريم وأتمه وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية وهيأه أبوه للالتحاق بالأزهر فحفّظه متون التجويد والقراءات والنحو ، ثم التحق بالأزهر وهو في الحادية عشرة من عمره وتلقى العلم على كبار شيوخ الأزهر من أمثال الشيخ عبد الله دراز ويوسف الدجوي ومحمد بخيت المطيعي وعلي إدريس والبيجرمي فضلاً عن والده الشيخ محمد حسنين مخلوف ولما فتحت مدرسة القضاء الشرعي أبوابها لطلاب الأزهر تقدم للالتحاق بها وكانت تصطفي النابغين من المتقدمين بعد امتحان عسير لا يجتازه إلا الأكفاء المتقنون.

تخرج بعد أربع سنوات حائزًا على عالمية مدرسة القضاء سنة 1332 هـ / 1914م وبعد أن خاض امتحانًا قاسيًا أمام لجنة كان من بينها الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر والشيخ بكري الصفدي مفتي الديار المصرية حيث كان الاختبار الشفوي النهائي يحضره شيخ الأزهر مع أربعة من كبار العلماء وقد يمتد إلى ست ساعات للطالب الواحد وقد تُرفع الجلسة بعد عناء لتستكمل عملها في الغد ومن ثم كان لا يجتاز هذا الاختبار إلا الأذكياء من الطلبة القادرين على إقناع هذه اللجنة العظيمة بسعة تحصيلهم وغزارة علمهم في فنون مختلفة من العلم ، وبعد تخرجه أخذ يلقي دروسه في الأزهر متبرعاً إلى أن عُين قاضياً بالمحاكم الشرعية سنة 1916م ثم انتدب للتدريس في قسم التخصص بمدرسة القضاء الشرعي لمدة ثلاث سنوات ثم عُين نائباً للمحكمة العليا الشرعية وعُين عضواً بجماعة كبار العلماء بالأزهر سنة 1948م. ، ومنذ انتهت خدمته القانونية عام 1950 م لم يركن إلى الدعة والراحة بل أخذ يلقي دروسه بالمشهد الحسيني يوميا ويصدر الفتاوي والبحوث المهمة إلى أن أعيد مفتياً للديار مرة ثانية في مارس سنة 1952م وحتى ديسمبر سنة 1954م وبعد خروجه من منصب الإفتاء عمل رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر الشريف مدة طويلة.

شغلت الشيخ أعماله في القضاء والدرس عن التأليف والتصنيف واستهلكت فتاواه حياته وهي ثروة فقهية ضخمة أحلته مكانة فقهية رفيعة وقد جُمعت فتاواه التي أصدرها في أثناء توليه منصب الإفتاء وما نشر في الصحف السيارة في مجلدين كبيرين غير أن للشيخ كتبًا وهي على وجازتها نافعة جدًا لأنه وضعها حلاً لقضية أو بيانًا لمشكلة اجتماعية فهي كتب عملية تأخذ بيد الناس وتبين لهم مبادئ دينهم في سماحة ويسر ، فحين رأى كثرة السائلين في أثناء دروسه عن بعض معاني الآيات القرآنية وجد من اللازم أن يخص كتاب الله عز وجل بمؤلفين أحدهما يختص ببيان معاني الكلمات القرآنية وأطلق عليه ” كلمات القرآن تفسير وبيان ” وقد رزق الكتاب حظوة بالغة وتعددت طباعته أما الآخر فهو أكثر اتساعًا وبيانًا لمعاني القرآن وسمّاه ” صفوة البيان لمعاني القرآن ” ، ولما رأى احتفاء الناس بذكرى الأربعين لوفاة الميت كتب رسالة أوضح فيها أن هذا العمل بدعة مذمومة لا أصل لها في الدين وقد نُشرت هذه الرسالة بعنوان : ” حكم الشريعة في مأتم ليلة الأربعين ” تضمن ما يجب عمله شرعًا من أجل الموتى .. وهكذا جاءت معظم مؤلفاته التي وضعها خدمة للدين وتبصيرًا للناس به وإحياء للسنة ومحاربة للبدع التي انتشرت في أوساط المسلمين.

 ومن مؤلفاته : (أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية الواردة فيها .. أضواء من القرآن الكريم في فضل الطاعات وثمراتها وخطر المعاصي وعقوباتها .. آداب تلاوة القرآن وسماعه .. المواريث في الشريعة الإسلامية .. شرح البيقونية في مصطلح الحديث .. وللشيخ جهود في تحقيق بعض الكتب مثل : الحديقة الأنيقة في شرح العروة الوثقى في علم الشريعة والطريقة والحقيقة لمحمد بن عمر الحريري .. شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا للملا علي القاري .. هداية الراغب بشرح عمدة الطالب لعثمان بن أحمد النجدي) ، وكان الشيخ محل تقدير واحترام لسعة علمه وشدته في الحق وعلى الرغم مما ألمّ به في مصر من بعض التضييق فإن الدولة قبل الثورة وبعدها نظرت إليه بعين التقدير لجلائل أعماله في الدعوة والقضاء والإفتاء فمُنح كسوة التشريفة العلمية مرتين : الأولى وهو رئيس لمحكمة طنطا والأخرى وهو في منصب الإفتاء كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1402 هـ / 1982م ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وامتد تكريمه إلى خارج البلاد فنال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ / 1983م.) ، وطالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم ويلقي دروسه أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات وظل على هذا النحو حتى لقي ربه في 19 رمضان 1410 هـ / 15 إبريل 1990م.

وكان الشيخ مخلوف عضوا بمجمع البحوث الاسلامية ورئيس جمعية البحوث الاسلامية وجمعية النهوض بالدعوة الاسلامية وعضو مؤسس برابطة العالم الإسلامي كما شارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضوا بمجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية وكان للشيخ العديد من المواقف منها  رفض عزل الشيخ مصطفي المراغي من مشيخة الأزهر وشارك مع أحمد حسن الباقوري في عام 1935م في ثورة المشايخ للمناداة بعودته  للمشيخة ، بعد ذلك  تصادم مع الزعيم جمال عبدالناصر وهاجم القوانين الاشتراكية ورفع في مواجهة عبدالناصر شعار حرية الملكية في الإسلام مع اشتراط حل المصدر وإخراج الزكاة وكان هذا الاختلاف سببا في عدم ترشيح الشيخ لمنصب شيخ الأزهر بعد انتهاء الفترة الثانية لشغله لمنصب الإفتاء سنة 1954م. ، وعندما سئل الشيخ عن هذا الموقف قال : ” ما حدث أن خفت من شخص ولا يمكنني في يوم من الأيام أن أوافق أحدا في رأي مخالف للدين مجاملة له وإلا كان ذلك كفرا وضلالا ” ويسجل الشيخ في مذكراته واقعة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائلا : ” حدث أن دخلت سرادقا للعزاء في بداية سنوات الثورة لأعزي في وفاة المستشار أحمد خشبة وزير العدل الاسبق ولمحت في مكان ما في السرادق جمال عبد الناصر وعرفته وظل في مكانه لم يتحرك دون أن أعيره أي اهتمام ونحن نسير خلف نعش الفقد كان يسير على مقربة شديدة مني ولم أحاول أن أسلم عليه أو أبادله بكلمة “.

وعندما شن البعض هجمة على الازهر الشريف بعث الشيخ مخلوف بهذة الرسالة إلى الأمة عن مكانة الازهر وفضله قال فيها : ” إن مهمة الأزهر الشريف منذ قرون متطاولة نشر الإسلام وعلومه بأسرها في سائر الأقطار والدعوة إلى مجد الإسلام وعزته وصيانة حرماته وأوطانه من عدوان أعدائه بعزم وإخلاص وقوة وكفاية وأبناء الأزهر وعلماؤه منبثون في جميع الأقطار الإسلامية يؤدون رسالته العظمى خير أداء ويستنكرون بشدة كل ما يضار بالإسلام من مبادئ وأفكار ونحل مهما اختلف أسماؤها فكلها فتن وضلال ومنها ما هو كفر يوجب الإسلام على أمته – وخاصة العلماء – إعداد القوى لمجاهدته والقضاء عليه ونستنكر هذه الحملة الظالمة التي يقوم بها بعض المنتمين إلى تلك النحل والمذاهب على فضيلة الإمام الأكبر شيخ شيوخ الجامع الأزهر وله الأيادي البيضاء في الدفاع عن الإسلام وتعاليمه ورفع منار الأزهر الشريف ونشر رسالته وله المكانة الرفيعة بين علمائه وفي سائر أقطار الإسلام ونسأل الله تعالى له دوام التوفيق ولأعدائه وحاسديه الرشد والهداية إلى أقوم الطريق “.

وقال عنه الدكتور محمد رجب البيومي : ” والحق أن الشيخ حسنين مخلوف قد كان ثبتاً مكيناً في كل ما أفتى به كما كان جريئاً لا تأخذه في الحق لومة لائم فحين اتسع الحديث عن الشيوعية عقب قيام الثورة وكتب المغالون في تمجيدها وكأنها معجزة الإنقاذ مما يتهدد العالم من أهوال وتحرشوا في صحفهم المأجورة بكل من يبدي رأياً معارضًا بل إن أحد المنتسبين للعلم قد جاهر بأن الشيوعية من صميم مبادئ الإسلام .. حين انتشر هذا اللغط ووجه الشيخ مخلوف بسؤال عن حقيقة الشيوعية ومدى صلتها بالإسلام لم يتوان لحظة عن أداء واجبه الديني وأعلن فتواه في الأهرام صريحة مجلجلة .. وهنا تدفقت البذاءات الجاهلية تنوش الشيخ في غير تحشم بل إن أحد المهاجمين أكثر من ذكر الشيخ (متلوف) وهو البطل المسرحي لمسرحية مترجمة عن موليير معرضاً بالشيخ الفاضل فلم يأبه الشيخ بما يرى ويقرأ ” ، وقال عنه عبدالله الطنطاوي : ” فضيلة الشيخ حسنين مخلوف من بقايا السلف الصالح الذين تحدث عنهم الرسول القائد (صلى الله عليه وسلم) عاش مائة عام حافلة بجلائل الأعمال ملأها علماً وعبادة ودعوة إلى الله على بصيرة وتصدياً لأصحاب الأهواء والمذاهب الهدامة ولأدعياء العلم والفتوى وللسائرين في ركاب الطغيان ولم يأبه لما أصابه ولما قد يصيبه جراء مواقفه الجريئة الصادعة بالحق وكان بذلك كالإمام أحمد في تصديه للمبتدعة وللسائرين في ركاب ذوي الأهواء من أدعياء العلم .. وهكذا كان شيخنا الجليل في عصرنا الذي اضطربت فيه العقائد وزلزلت النفوس وطأطأت الهامات للجبارين فبقي شامخاً معبراً عن الإسلام الحق الإسلام المصفي من كل ألوان البدع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية “.

وعندما سئل الشيخ مخلوف : هل الشيوعية تلتقي مع الإسلام فيما تدعو إليه ؟ أجاب قائلا : ” مما لا خفاء فيه أن الشرائع السماوية ضرورية للبشر في الحياة العلمية والعملية الفردية والاجتماعية فهي التي تعلم وتهذب وترشد وتوجه وتقيم في النفوس الوازع الأقوى من الانقياد للأهواء والشهوات واقتراف المآثم والسيئات وتغرس فيها الرغبة في الخير والعمل الصالح والعزوف عن الشر والعمل الفاسد طمعا في المثوبة وفرقا من العقوبة اللتين وعد وتوعد بهما رب العباد وقال :  (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ، وهذه الشرائع الإلهية هي الدستور الإلهي الحكيم الذي إذا انتهجه الناس في الحياة سادهم الأمن والسلام وانتظمت شؤونهم المعاشية وقامت بينهم العلاقات على المحبة والإخاء والتعاطف والتراحم والتعاون والتناصر والخير والبر واحترام الحقوق والواجبات كما يشير إليه قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، وفي ظل هذه الأخوة تتحقق كل السعادة للمؤمن ولهذا وبهذا بعث الله سبحانه الرسل إلى الأمم وأنزل الكتب والشرائع نصرة وهداية وتقويما وإصلاحا للفرد والجماعة وقطعا للمعاذير وحجة على العالمين :  (رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) .. (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) ..

وكان من سنة الله وحكمته التدرج في الرسالات على حسب استعداد البشرية حتى إذا بلغت أشدها واستوت أرسل الله إلى الناس كافة صفوة أنبيائه محمدا (صلى الله عليه وسلم) بأوفى الرسالات وأكملها وأصلحها وأقومها وختم به النبيين والمرسلين كما ختم بكتابه رسالاته إلى خلقه وأوحى إلى رسوله في حجة الوداع بقوله :  (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) فكان الدين إلى اليوم الآخر دين الإسلام والكتاب هو القرآن العظيم ذلك هو النور الهادي والصراط المستقيم والحق ، فأين من هذا الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده دينا وشرعه لهم منهجا قويما تلك البدعة الشيوعية والضلالة العمياء والجهالة الجهلاء التي ذرَّ بها قرن الشيطان في هذه الأزمان فجحدت الإله والألوهية والكتب السماوية والرسالات والنبوات وازدرت بالأديان كلها وتنكرت لما جاءت به من عقائد وأحكام وعلوم وحاربت كل ما يرتبط بها من معاهد ومعابد ونكلت بالمتدينين وخاصة دين الإسلام وأمته وكتابه ومساجده ومعاهده وتراثه العقائدي والعلمي إلى حد الإبادة والاستئصال كما وقع في المناطق التي منيت بالشيوعية كالتركستان الغربية التي كانت تضم نحو أربعين مليونا من المسلمين فأبادتهم جميعا ؟ ولا تزال نكايتها بالإسلام والمسلمين قائمة على قدم وساق سرا وجهرا في كل زمان ومكان.

إن الإسلام الحنيف والشيوعية الحاقدة الضالة لا يمكن أن يجتمعا في تراب واحد وهل يمكن أن يجتمع إيمان بالله ووجوده وألوهيته وربوبيته وإيمان بكتبه ورسله وإيمان بختمه رسله الأكرمين بمحمد صلى الله عليه وسلم وختمه كتبه بالقرآن المجيد وجحود وكفر وعناد وإباء ومحاربة بكل قوة وفي كل فرصة للإله الواحد ورسله وكتبه ؟ إن ذلك الاجتماع محال .. (إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وليعلم كل مسلم أنه لا نجاة للمسلمين من شرور هذه الشيوعية الباغية الضالة وأخطارها إلا باعتصام المسلمين عامة بكتاب ربهم وهدي نبيهم في كل شؤونهم العلمية والعملية والفردية والاجتماعية والاستضاءة بهما في كل سبيل ففيهما الهدى والنور والوقاية من كل الشرور والسعادة والنجاة في الحياة وبعد الممات والله تعالى يقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا) ويقول : (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) ويقول : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ويقول:  (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ) ويقول : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) ويقول : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ).

ولا بد للمسلمين عامة أن يحذروا كل الحذر مما بينه هؤلاء الأعداء من الضلالات الصارخة والدعاوى الكاذبة والآراء الفاتنة والكتب والرسائل المحشوة بالأباطيل والخرافات بدأب واستمرار في بلاد الإسلام ذلك هو الحصن المنيع والملجأ الرفيع والعلاج الواقي والدواء الشافي من فتنة عصبة الضلال وجحود الإسلام ، وإنه لواجب محتوم على الأمة الإسلامية آباء وأمهات وحكام وكتاب ومؤلفين أن يبذلوا كل الجهود لحماية فلذات أكبادهم الناشئين من الدعايات الضالة التي يكيد الشيوعيون بها للإسلام وأمته وكتابه ورسائلهم وأحاديثهم وصحفهم وأموالهم وكل ما في إمكانهم شفاء لما وقر في صدورهم من البغض والحنق على الإيمان والمؤمنين وأملا في بلوغ غاياتهم ولكن الله لا يهدي كيد الخائنين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وما ربك بغافل عما يعملون وإن التقصير في هذا الواجب الإسلامي ضرر عظيم وشر جسيم وإثم كبير .. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين “.