
صان الحجر
في الخطط التوفيقية : صان الحجر قرية من بلاد الشرقية ، من مركز العرين بجوار التلول القديمة من قبليها ، وهى فى غربى بحر مويس ، وبحرى تل راك بنحو ثلاثين ألف متر ، ويتوصل منها إلى البحيرة البيضاء ، ومن البحيرة البيضاء إلى البحر الرومى ، وجميع البحائر التى بمديريتى الشرقية والدقهلية تجتمع فى بحر مويس المشهور بالمشرع ، ومنه إلى البحيرة البيضاء ثم تصب فى المالح ، وأغلب تكسب أهلها من صيد السمك وبيع الجبن المنزلاوى ، وبها آثار قديمة ومجلسان للدعاوى والمشيخة ، ومساجد ومكاتب أهلية ، وأغلب أطيانها رمال ، والصالح منها يزرع شعيرا وجلبانا وبسلة ، وزمامها ألف ومائة وثلاثون فدانا وكسر ، وأهلها تسعمائة وخمس وثمانون نفسا.
وهى المعروفة قديما بتانيس ، ويستفاد من كلام من كتب على التوراة أنها بنيت قبل مدينة حبرون التى هى مدينة «الخليل» بسبع سنين ، وقد تكلم عليها استرابون، وعلى فرع النيل المجاور لها المعروف بالطانطيقى ، وقال : إن مدينة تانيس هى رأس خطها ، وكذا تكلم عليها هيرودوط وبلين أيضا ، وفى خطط أنطونان ، أن تانيس واقعة بين طمويس (أشمون طناح) ، وهيرقليوبوليس ، ويوافق هذا ما ذكره يوسف الإسرائيلى أن الأمير تيت لما وصل مدينة طمويس ، سار فى البحر إلى تانيس ومنها إلى هيرقليوبوليس.
ومدينة تانيس كانت من مديرية أغسطمانيقا الأولى ، وكانت كرسى أسقفية ، وجمع الأب لقيان أسماء جملة من أساقفتها ، وقال بعضهم : إن لفظ تانيس يطلق على مدينتين من بلاد مصر ، إحداهما : المدينة التى ينسب إليها الفرع المتقدم ذكره ، ومحلها الآن مدينة دمياط ، والثانية: هى مدينة تسوان المذكورة فى التوراة ، وفي المقريزى عند تكلمه على قبائل العرب الذين سكنوا مصر حين الفتح ، ذكر أن قبيلتى لخم وجذام سكنوا فى أخطاط طبريا ، واطليل ، وصان.
وكانت صان زمن المؤرخ يوسف الإسرائيلى قد انحطت عن قدرها ، وأخذت فى التقهقر بسبب قربها من مدينة تنيس التى كانت أخذت فى الشهرة ، واتسعت دائرة التجارة بها لقربها من البحر ، حتى وردها كثير من الأغراب ، وانتقل إليها كثير من أهالى تانيس ، وهذا هو سبب ذكر مدينة تنيس فى كتب العرب أكثر من ذكر تانيس ، مع أن مدينة تانيس كانت من مساكن الملوك كما قال مرييت فى كتابه أن تانيس (صان) هى مقر فراعنة العائلة الحادية والعشرين ، والثالثة والعشرين ، وكانت مدة الأولى مائة وثلاثين سنة ، وملوكها سبعة ، والثانية تسعا وثمانين سنة ، وملوكها أربعة ، ولم يمكن معرفة الوقت الذى خرّبت فيه هذه المدينة.
وأول من عين موضعها الأب سيكار ، وقال : إنها فى الجنوب الغربى من مدينة الطينة ، وعلى بعد يوم منها ، وقال بعض السياحين : يلزم المسافر إليها من دمياط أن يسافر ثلاثة أيام ذهابا وإيابا ، وأنها فى مديرية الصالحية ، وعلى بعد ستة فراسخ من بحيرة المنزلة ، ونصف فرسخ من بحر مويس ، وخرابها يمتد كثيرا فى طول شاطئه ، وبها آثار سبع مسلات ، وبعض قطع تماثيل يرى عليها اسم (منفتا) الثانى.

السماكين
في مركز الحسينية قريتان كل منهما يحمل اسم السماكين نسبة إلى قبيلة بني سماك (سماق) إحدى بطون قبيلة لخم العربية المعروفة ، واحدة قديمة من زمن الفتح الإسلامي وهي سماكين الغرب والثانية مستجدة في العصر العثماني وهي سماكين الشرق ، وكانت قبيلة لخم هي أول من التحق بجيش الفتح عند عبوره برزخ السويس في عام 639 م. وامتدت منازلها من الشرقية إلى الفسطاط وشمال الصعيد ووسط الدلتا والإسكندرية.
وذكر السمعاني في الأنساب أن إحدى فروع لخم وهم بنو القشيب قد أقاموا منذ وقت مبكر جدًّا في بركوت من شرقية أرض مصر حيث كانت منطقة ارتباعهم وهي المنطقة التي عرفت باسم بركة السماقي نسبة لهم ، وذكرهم عمر كحالة في معجم القبائل فقال : سَمّاك بطن من لخم من القحطانية كانت مساكنهم بالبر الشرقي من صعيد مصر وهم : بنو مرة ، بنو مليح ، بنو نبهان ، بنو عبس ، بنو كريم ، وبنو بكر.
وجاءت تفاصيل عن منازل قبيلة السماكين وقراهم بالشرقية وغيرها في كتاب مختصر معجم قبائل مصر حيث يقول الدكتور أيمن زغروت : ” السماكين وهم بنو سماك بطن من قبيلة لخم اليمانية كانت قديما تسكن بين طارف ببا إلى منحدر دير الجميزة بالجيزة ولهم قريتا سماكين الشرق والغرب مركز الحسينية بالشرقية.
ومن بطونهم عائلات آل عمر وآل عامر وأبو غبن والعريان ويساكنهم في سماكين الغرب عائلات البحاروة (بني بحر) وهم أبناء عمومة بني سماك وتجمعهم قبيلة لخم اليمانية ، وتساكنهم عائلة الصعايدة من قبيلة هوارة بسوهاج ، وفي عزبة الصوالحية جوار السماكين توجد عائلات الصوالحة من قبيلة الصوالحة من حرب من خولان اليمانية وعائلات النسر والشعايرة والجعانين والجزازرة من قبيلة السماعنة من مهدي من جذام اليمانية وعائلات سخيل والنجدي “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” سماكين الغرب ناحية قديمة دلني البحث على أنها كانت تسمى بركة السماقي وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ثم عرفت بعد ذلك باسم بركة السماقين ثم حرف هذا الاسم فوردت به في تاريخ سنة 1228 هـ باسم السماكين ، سماكين الشرق أصلها من توابع ناحية السماكين (سماكين الغرب) ثم فصلت عنها في فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 باسم سماكين الشرق تمييزا لها من السماكين الأصلية التي عرفت بسماكين الغرب “.
وجاءت تفاصيل عن تحركات قبيلة لخم وفروعها ومنازلها في موسوعة القبائل العربية حيث يقول محمد الطيب : ” لَخْم ، كانت لخم قد انتشرت قبل الإسلام بقرنين فوق الأراضي الواقعة شمالي شبه الجزيرة في الشام وفلسطين والعراق ؛ ولذلك كانت قبائل منها تقيم في الوقت الذي سار فيه عمرو إلى مصر في جبل الحلال الواقع دون العريش من ناحية الشام ، ولما مر عمرو بهذا الجبل في طريقه إلى مصر انضم إليه بعض هذه القبائل وهكذا دخلت لخم مصر منذ أول لحظة مع جيش الفتح.
ومن الثابت أن لخما كانت كثيرة العدد ، فإن خطتها تبدو في وصف ابن عبد الحكم كبيرة جدًّا والواقع أنَّها كانت ثلاث خطط و لا واحدة وقد جعلوا يتحركون – اعتمادا على كثرتهم وقوتهم – من خطتهم الأصلية وهي في جبل متجهين نحو الأرض الخصبة (أرض الحرث والزرع) مصطدمين في أثناء ذلك بالقبائل الأخرى ويحصب بالذات.
ومما امتازت به لخم أول الأمر أن كان منها نفر من اللفيف وكان لها فرس يقال له (أبلق لخم) من خيول مصر المشهورة ،. ومن آيات كثرتها أن كانت ترتبع في كور ثلاث : الفيوم وطرابية وهربيط وأن قبيلة خشين – من قُضَاعة من حِمْيَر – ظلت تتبعها في الديوان حتى سنة ١٠٢ هـ.
وكانت لخم كثيرة الحركة ، فقد نزلت طائفة منها هي وجُذام وخشين مناف صان (الكورة التي تحمل عاصمتها اسم صان الحجر الحالي بمركز فاقوس محافظة الشرقية) وأبليل (كورة مجاورة لصان وتذكر معها دائما) وطرابية ، ويبدو أنهم اندمجوا في المصريين فانقطعت صلتهم بزملائهم العرب فإنهم (لَمْ يحفظوا) ، وأقام جانب ضخم منهم بالإسكندرية حيث لعبوا أخطر الأدوار في تاريخها وتاريخ مصر بعامة في أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث كما أقام قوم منهم بصعيد مصر بالبر الشرقي وسوف يتضح هذا عند الحديث عن بطون لخم بل إنهم زحفوا غربًا فأقاموا في جبل برقة الشرقي مع آخرين من أهل اليمن “.

المناجاة الكبرى والصغرى
جاء في القاموس الجغرافي : ” المناجاة الكبرى هي من النواحي القديمة كانت تسمى أم عيسى وردت في التحفة من الأعمال الشرقية ، وفي تربيع سنة 933 هـ غير اسمها فوردت فيه باسم المناجية كما وردت في دفتر المقاطعات في سنة 1079 هـ وفي خريطة الحملة مناجية عيسى وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي لوجود ناحية أخرى فصلت منها باسم المناجاة الصغرى.
وفي الخطط التوفيقية المناجة الكبرى ويقال لها وللصغرى المناجتان ، وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 أضيف إليها زمام المناجاة الصغرى كما كانت وبذلك صارتا مشتركين معا في زمام واحد باسم المناجاة الصغرى والكبرى ويقال لها المناجاة ، وأما من الوجهة الإدارية فكل واحدة منهما منفصلة عن الأخرى وقائمة بذاتها.
المناجاة الصغرى : أصلها من توابع ناحية المناجية (المناجاة الكبرى) باسم مناجاة حسين كما وردت في خريطة الحملة وفي تاريخ سنة 1228 هـ فصلت بزمام خاص من أراضي المناجية وسميت المناجاة الصغرى كما سميت الأصلية المناجاة الكبرى.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” المناجة من هذا الاسم قريتان متجاورتان : المناجة الكبرى ، والمناجة الصغرى. ويقال لهما : المناجتان. ، وهما واقعتان فى النهاية الشمالية من مديرية الشرقية ، كلاهما من مركز العرين فى شرقى صان الحجر بقدر أربعة آلاف متر بالقرب من البحيرة البيضاء.
وبحرى المناجة الصغرى تلول قديمة ، وفى الشمال الشرقى للصغرى أيضا محل يدعى أم عفن يزعم الناس أن به شهداء من الصحابة ويزورونه ويعقدون له كل عام مولدين فى عيد الفطر وعيد الأضحى ، وحوله شجر الطرفاء بكثرة ، وفى كليهما نخيل بكثرة ، وأبنيتها كمعتاد قرى الريف وفيهما مسجدان.
وتكسب أهلهما من الزرع المعتاد ، ومن صيد السمك ، ومن الجبن الحلوم ، وثمر النخيل فإن أهل البلاد المجاورة لهما مثل منزلة المطرية ، والمطرية ، وثغر دمياط يزدحمون هناك وقت جذ الثمر فيشترونه منهم ، فيكون هذا الوقت موسما عندهم “.
وأغلب أرضهما غير صالحة للزراعة بل فيهما الطرفاء والرمال والسباخ. وهى متصلة بالأراضى الشامية. وزمام أطيانها تسعمائة وتسعة وخمسون فدانا. وأهلهما ألفان وثمانية عشر نفسا “.

منازل بني عبس
جاء في كتاب معجم القبائل العربية للدكتور أيمن زغروت : ” سكنت عبس قديما في ديار قومها غطفان بالحجاز وسكنت بعض فروع رواحة بلاد عمان ، وفي الفتوح سكنت عشائر عبس العراق وأخرى الشام ، ثم استوطنت إقليم بلبيس بالشرقية بمصر على عهد أميرها ابن الحبحاب ، وتنتشر عبس الآن في مطلع الألفية الثالثة انتشارا كبيرا بمصر ، وتعد مصر أكبر تجمعات عبس في العالم العربي ولا تكاد تخلو محافظة من عربان عبس.
وقال صاحب مخطوط آل العوضي عن بني زهير العبسيين : بطن من قبيلة عبس من غطفان من قيس عيلان العدنانية وهم أبناء زهير بن جذيمة العبسي ، يسكنون في قرى البيضا والمليص وغرود وزفر ونزلتهم أم إدياب والخمس وعليهم درك دمياط (أي طريق دمياط) وهذه البلاد تقع الآن في مركز أولاد صقر شمال الشرقية.
وتسكن عبس في جزيرة عبس مركز فاقوس وفي قرية عرب عبس مركز بلبيس ونجوع عبس في قرية الأخيوة وميت أبو العز والمناجاة الكبرى والصغرى وأم معفن تبع المناجاة الكبرى وزنين وقهبونة والحمادين مركز الحسينية وقصاصين الأزهار وقرية بني عبس وأبو خريبة وأبو خريسة وصفيط الرفاعيين وشيط الهوا وتل راك مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية.
وتسكن كذلك في مركز بني عبيد وقرية الميهي مركز السنبلاوين وفي قرى بحيرة طناح وفي قرية المحمودية التابعة لميت فارس وكفر الصلاحات وكفر علام وميت طريف والبجيلات والنزلة والمعصرة مراكز دكرنس وطلخا وبلقاس بمحافظة الدقهلية ، وفي قرية ثلث عبس مركز الخانكة وقرية عرب عبس بزاوية النجار مركز قليوب بالقليوبية ، وفي قرية الجنينة مركز الزرقاء وفارسكور بدمياط وفي بيلا وتيدة بكفر الشيخ ، أما بادية عبس ففي سهل الحسينية بالشرقية “.
وجاء في القاموس الجغرافي أقدم موضع لهم في السجلات الرسمية منذ القرن الرابع الهجري حيث يقول محمد بك رمزي : ” العبسي قرية قديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية ، ولتداخل أطيان هذه الناحية مع أطيان ناحية الجوسق المجاورة لها بعضها في بعض أضيف زمامها إلى الجوسق في سنة 1870 وصارتا ناحية واحدة من الوجهتين العقارية والمالية باسم الجوسق والعبسي وأما من الوجهة الإدارية فكل ناحية منهما منفصلة عن الأخرى.
ميت العبسي : قرية قديمة اسمها الأصلي منية العبسي وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال جزيرة قوسينا وفي التحفة من أعمال الغربية ثم حرف اسمها من منية إلى ميت فوردت به في تاريخ سنة 1228 هـ “.
وجاء في الخطط التوفيقية ذكر منية العبسي التي انتقلت تبعيتها من القليوبية للمنوفية بسبب انحراف مجرى النيل حيث يقول : ” منية العبسي قرية من مديرية الغربية بمركز زفتة ، على الشاطئ الغربى لفرع دمياط ، وفى شمال كفر منية العبسى على أقل من ساعة ، وفى جنوب تفهنا العزب كذلك “.
وفى الضوء اللامع للسخاوي : إن من هذه القرية عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد العبسى نسبة لمنية العبسى بالغربية ، ثم القاهرى ، مالك ديوان الأحباس ، كان أبوه يتصرف فى بيوت الأمراء وراج أمره فيه بحيث انفرد بشأنه ، وترقى وتوسع فى معيشته مع مزيد التنعم والتظاهر فى الاحتشام والإنعام، مات سنة ثمان وتسعين وثمانمائة.

جزيرة سعود
سميت قرية جزيرة سعود بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية نسبة إلى مؤسسها شيخ العرب سعود بن يونس الشافعي الطحاوي ، وتفصيل ذلك أنه في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وبعد مقتل أبيه يونس الشافعي ، ترك سعود الطحاوي عشيرته في المنطقة التي تقع بين السعادات بمركز بلبيس وبني جري بمركز أبي حماد ، وهاجر مصطحبًا زوجته ابنه عمه الشيخ سليمان الطحاوي شيخ القبيلة ، ليسكن بمنطقة القصاصين ـ ما بين التل الكبير والإسماعيلية ـ وهناك ولد اثنان من أبنائه هما عبد العزيز وعبد الله.
وعندما بدأ فردينان ديليسبس التخطيط لحفر قناة السويس ، شرع في دراسة جغرافية المكان ، وفي إحدى جولاته في الصحراء تعرف إلى الشيخ سعود أثناء رحلة قنص كان يقوم بها الطحاوي ، وأهداه بندقية خرطوش فرنسية الصنع عيار 16 مم ، لتتوطد صداقة الرجلين ، ويصبح الطحاوي محل ثقة ديليسبس ، ورجل الحكومة في هذا المكان ، ويقدم الطحاوي العون لديليسبس أثناء حفر القناة ، ومن ذلك توفيره أعلاف الحيوانات المستخدمة في عمليات الحفر ، وكانوا يكلفونه بالكثير من الأعمال الشاقة ، ولكنه كان يؤديها بنجاح ، حتى أُطلق عليه لقب «الحاوي الطحاوي».
اشترك الطحاوي مع ديليسبس في رحلات قنص عديدة، شارك في إحداها الأمير رودلف ولي عهد الإمبراطورية النمساوية. ، وبعد الانتهاء من حفر القناة انتقل الشيخ سعود بأسرته إلى منطقة مرتفعة في صحراء الصالحية وتتبع حاليًا مركز فاقوس ، وهناك استقر وأنجب بقية أبنائه : مالك ومحمد وبشاري ومراد ، وسمي هذا المكان باسمه (جزيرة سعود) ، وفي تلك الفترة مُنح لقب «بك» ، وسعى في مد ترعة السماعنة إلى أطيانه وأراضيه ـ بعد أن كانت تنتهي عند الديدامون ، وبدأ إخوته وأبناء عمومته في بني جري يتوافدون عليه وينضمون إليه بعد أن أعجبتهم البلاد.
جاء في القاموس الجغرافي : ” جزيرة سعودي تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1921 وهي واقعة في زمام ناحية المناجاة وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية ” ، وجاء في موسوعة القبائل العربية : ” جزيرة سعود تنقسم الآن إلى القبلية والبحرية ، وكانت محاطة بالمياه قديمًا وقد ردمها أجداد الطحاوية من المناطق الرملية المحيطة بها وزرعوها ثم ملكوها ويقطن بها غيرهم من بعض الفلاحين وعائلات أخرى من القبائل الأخرى مثل المعَّارة والماعيد والعيايدة ، وجزيرة سعود شانها في الاصلاح شأن جزيرة برد وجزيرة عليوة “.
ويفصل محمد سليمان الطيب في الموسوعة منازل الطحاوية فيقول : ” وأشهر عشائر الهنادي هي عشيرة الطحاوية ويقيمون في جزيرة سعود المسماة باسم جدهم سعود الطحاوى وغيرها من بعض القرى التابعة لمركز الحسنية بمحافظة الشرقية ، أشهرها جزيرة برد وجزيرة عليوة الطحاوي وعزبة سعد الطحاوي والمناجاة الكبرى والمناجاة الصغرى وعزبة المناجاة ومنشية بشارة الطحاوي ومنشية راغب الطحاوي ونجع عبد السلام الطحاوي وصان الحجر القبلية والبحرية أو الملكيين البحرية والقبلية.
علاوة على مناطق عديدة في مراكز بلبيس وأبو حماد وكفر صقر وأولاد صقر ، ويجاور الطحاوية عائلات من قبيلة الأخارسة والنفيعات في المراكز الثلاثة الأخيرة من محافظة الشرقية ، وذكر لي الرواة أن الطحاوية يملكون حوالي ٢٧ ألف فدان في مركز الحسنية وحده ، ويملكون ما يزيد عن ثلاثين ألف فدان في المراكز الأخرى ، وتعدُّ عشيرة الطحاوية من عشائر الهنادي الباررة في الزراعة لأنها تملك هذه المساحات الكبيرة من الأراضي الخصبة في الديار المصرية.
رجالات الطحاوية البارزون : أذكر عمدة الطحاوية في جزيرة سعود قبلي بمركز الحسنية محافظة الشرقية وهو يونس زيدان ، وعمدة جزيرة سعود بحري وهو النادي الطحاوي ، وعمدة منشية راغب عبد الكريم عبد الحفيظ حافظ راغب الطحاوي ، أما عمدة عموم عشيرة الطحاوية في محافظة الشرقية فهو الشيخ سعد عبد الله سعود الطحاوي.
ومن قرى أو عزب الطحاوية التالية : كفر هنداوي الطحاوي بسنورس الفيوم ، وعزبة نمر الطحاوي في فاقوس بالشرقية ، وعزبة معاون الطحاوي في فاقوس ، وعزبة السعدي بيك الطحاوي في كفر صقر وفي فاقوس بالشرقية ، وعزبة خداش الطحاوي بفاقوس ، وعزبة صميدة الطحاوي بفاقوس ، وعزبة الطحاوي بالزقازيق شرقية ، وعزبة عبد المجيد الطحاوي بالزقازيق ، وعزبة شعيب الطحاوي بإطسا فيوم ، وعزبة مازن الطحاوي بالزقازيق.
وعزبة منشية بشارة الطحاوي بالحسنية شرقية ، وعزبة منشية راغب الطحاوي بالحسنية شرقية ، وعزبة منشية راجح الطحاوي بالحسنية ، وعزبة الطحاوي بكفر صقر وفاقوس ، وعزبة راغب الطحاوي بفاقوس ، وعزبة عبد السلام الطحاوي بالحسنية ، وعزبة سلامة الطحاوي بالحسنية أيضًا ، وعزبة نصر الطحاوي في أبي حماد شرقية ، وعزبة مجلِّي الطحاوي بأبي حماد ، وعزبة سعيد بندر الطحاوي في أبي حماد ، وعزبة سعيد الطحاوي في أبي حماد أيضًا “.

جزيرة المساعيد
قرية بمركز الحسينية بالشرقية تعد من أهم المراكز التاريخية لقبيلة المساعيد التي كانت مكلفة بخدمة المحمل الشريف وتأمين طريق الحج في العصور الإسلامية حيث ذكر الحمداني أن المساعيد كانوا من القبائل القوية منذ مطلع القرن السابع الهجري وكانوا يتقاضون أموالا من سلاطين المماليك ، وكان المساعيد من قبائل الربع الأول في درب الحاج الذي امتد من بركة الحاج بأطراف القاهرة إلى العقبة الأردنية.
وذكر الجزيري في منتصف القرن العاشر الهجري أن المساعيد من قبائل الشرقية وعدهم من بدنات صبي الباب وهو نائب أمير العايد (جُذام) في الشرقية وعادتهم ثلث محمل السويس وكامل محمل الأزلم وغالب محمل عقبة إيلة ، وذكر أن قبيلة أخرى من المساعيد تقطن بنواحي رأس النقب والعقبة في شمال غرب الحجاز ، وذكر أن أن مساعيد الشرقية يتصلون بمساعيد العقبة من خلال وصولهم إليها ، وأن مساعيد الشرقية من عربان المحمل ومساعيد الحجاز من عربان الدرك على درب الحاج والبشير بعودته.
وذكر أن وجود المساعيد في سيناء قديم يعود لعهد الأيام المُظَفَّرية بل إلى ما قبل ذلك ، حيث تبين أن عتيق بن مسعود بن دغيم من أكابر المساعيد في عهد الجزيري فيما أباه مسعود بن دغيم أدرك الأيام المُظَفَّرية نسبة للمظفر أبو السعادات أحمد بن شيخ الذي تسلطن على مصر لشهور قليلة سنة ٨٢٤ هـ.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : ” تعتبر قبيلة المساعيد إحدى أهم قبائل الشرقية وشمالي سيناء ، وقد ذكرهم نعوم بيك شقير : أن درك المساعيد على طريق العريش الذى يسير في شمال سيناء يمتد من تل حبوة شرقي قناة السويس حتى بئر الديدار على طريق العريش ، كما ذكر أيضًا أن المساعيد كانوا إحدى قبائل إقليم الشرقية التي تتناوب عاما بعد آخر مع قبائل القليوبية في الالتزام بتقديم الإبل للمحمل المصري ، وكان عليهم الالتزام بحفظ المحمل إلى العقبة إلا أن جمالهم كانت تسير مع المحمل إلى مكة المكرمة ، وقال : وهم أقوى قبائل منطقة العريش بعد السواركة “.
وأهم ما يُذكر للمساعيد إبان الحرب العالمية الأولي عام ١٩١٤ م هو تحالفهم مع الأتراك ضد الإنجليز ومن حالفهم كعصبية لدين الإسلام ، وقد خسر المساعيد بعض رجالهم وفقدوا الأموال في سبيل نصرة جيش الأتراك ضد الإنجليز ، ولما كانت هزيمة تركيا في سيناء وفلسطين تعرض بعض شيوخ المساعيد للسجن والآخر للغرامة من السلطة المصرية – وقتئذ – بسبب تعاون المساعيد مع الأتراك ورفضهم التعاون مع سلطات الاحتلال البريطاني وقتئذ.
فروع (أرباع) المساعيد في الديار المصرية : ربع الدغيمات : وأغلب عشائر الدغيمات تسكن جلبانة وجزيرة المساعيد وجزيرة أبو مطاوع وكلها في الشرقية وفي كيلو ٤ بالإسماعيلية ، وفي جبر والحسية شمال غرب سيناء ، وفي عرب الجزيرة غرب القنطرة الغربية ، وفي الجفجافة ببلاد التيه بوسط سيناء ، وكان الدغيمات هم شيوخ المساعيد في نقب العقبة ونواحيها وفي سيناء إبان القرن العاشر للهجرة ، ومن أعلام الدغيمات وقتئذ : عتيق بن مسعود بن دغيم المسعودي ، وعيسى بن دغيم المسعودي ، وعليان بن أمشور بن دغيم المسعودي ، ومسعود بن دغيم المسعودي.
ربع العواهير : ومساكن العواهير أغلبها في جلبانة ، ومنشية أبو أعمر المشهورة بتل الدقيق ، وفي بحر البقر وفي الظواهرية في مركز الحسنية بالشرقية ، وفي قرية نجيلة شمال سيناء ، وفي البساتين بأطراف القاهرة ، ربع المرابدة : وأغلب عشائر المرابدة تسكن في جلبانة، وعرب الجزيرة بالقنطرة غرب، وأتمي الأمديد في السنبلاوين بالدقهلية، والمناجاة الكبرى في عرب الحصا في الشرقية، ومطوبس وفوة بكفر الشيخ.
ربع الفراحين : نزلت من البدع إلى الديار المصرية بوادي النيل وسكن بعضهم القليوبية قرب مدينة قها وما حولها من القرى، وقسم آخر سكن سيناء ، وقسم سكن في المسيد وهي منطقة بمركز أطفيح شرق النيل بالجيزة ، ربع الرواشدة : يسكن الرواشدة في جنوب مركز الصف أو شرق أطفيح واختلط مع الرواشدة فخوذ من القناونة ويقيم أغلبهم في حاجر منشية الأشراف شرق النيل ، ومن الرواشدة فرق وعائلات متفرقة في هرم ميدوم بمركز الواسطى بمحافظة بني سويف.
ربع الأمراء : جلبانة وهي بلدة في بر سيناء تابعة للإسماعيلية ، وجلبانة هي عاصمة المساعيد في مصر ، كما يقيم الأمراء في القنطرة شرق وفي قرى ذهب ومنشية الطور وفي غمازة باي غرب طرود ووادي الهيرة وفي صدر ، وفي القنطرة غرب القناة في عرب المساعيد ، وفي المنايف من أطراف مدينة الإسماعيلية.
وفي مناطق عديدة من محافظة الشرقية منها بحر البقر وجزيرة سعود مركز الحسينية وجزيرة الزويليين وتل الدقيق والصالحية والقرين والخطَّارة والبرد وبنك السكر، وفي تمي الأمديد دقهلية ، وفي السويس بمناطق مثل الشلوفة وعرب أبو سيال ، وفي مناطق كثيرة من الجيزة مثل العياط وجنوب الصف ، وفي بني سويف ، وفي الفيوم ، وفي المحلة بالغربية ، وفي مطوبس وفوة بكفر الشيخ ، وفي القليوبية حول قها وعزبة عثمان بشبرا الخيمة وغيرها ، وفي القاهرة على الأخص في الجبل الأخضر.
وقد تفرَّق فخوذ من المساعيد في فرشوط والطوابية بقنا وفي قرى مركز البياضية جنوب الأقصر ، وكذلك في جرجا بسوهاج ، وفي أبو تيج بأسيوط ، وبأدفو بأسوان ، وسميت قرى بأسماء المساعيد أغلبهم من الأمراء مثل نجع المساعيد في أدفو ونجع المساعيد في جرجا ونجع المساعيد في أسوان ونجع المسعودي في أبو تيج بأسيوط.

الحسينية
أثناء حملة إبراهيم باشا على الشام حدثت مناوشات بينه وبين قبيلة الأخارسة التي تسكن في منطقة بالوظة على الطريق الساحلي في شمال سيناء وذلك بسبب رفض أبناء القبيلة العمل بالسخرة ، وكان من نتيجة ذلك أنه قرر طردهم من مساكنهم وترحيلهم إلى أطراف الدلتا الشرقية بجوار قبائل الفرجان وعرب الطحاوية ، وكانت الفروع النازحة هي كل من : آل عطوان وآل سلامة وآل ضيف الله وآل عودة وآل حسين وجميعهم ينحدرون من قبيلة طيء العربية المعروفة.
واتفقت العشائر العربية في المنطقة على تولية غازي آل عطوان عمودية القرية الجديدة التي بنيت لتستوعب هذه الأعداد ومن توطن معهم من الطحاوية والفرجان وتولى بعده ابنه حسن غازي وأطلق على القرية اسم عزبة عطوان نسبة لأكبر عائلة فيها ، وبسبب مساندة الأخارسة للثورة العرابية ظلت العلاقة متوترة مع الحكومة والإنجليز فاعتقلوا عددا من أبنائها بسبب قيامهم بالتظاهر وحصار مقر الحاكم العسكري الإنجليزي في الشرقية ولذلك ظلت القرية مهملة ..
وفي عام 1917 م. تمكن عمدة القرية عطوان حسن غازي من إقناع الحكومة بإدارج القرية الناشئة في خطة المرافق والاعتراف بها رسميا والسماح لسكانها بتملك أرضها ، ونتيجة لذلك تغير اسم القرية إلى الحسينية نسبة للسلطان حسين كامل الذي كان يحكم في ذلك الوقت ، وفي عام 1936 م. تمكن عمدة القرية عبد السلام عطوان من السيطرة على كافة عربان المنطقة وإعادة تنظيمهم في الأراضي المتاخمة لترعة الإسماعيلية واسترد منهم آلاف الأفدنة لصالح الدولة ..
وفي عام 1945 م. تمكن عطوان من إقناع الحكومة بتحويل القرية إلى مركز وقام بإخلاء جزء من منزله ليكون مقرا للمركز وأنشأ بعض المحلات بجواره لتخدم المترددين علي المركز وأطقم الضباط والأفراد واستطاع أن يوفر لهم معيشة كاملة علي نفقته الخاصة لمدة ستة أشهر حتي يتم تدبير أمورهم المالية من قبل مديرية الشرقية ، وافتتح مركز شرطة الحسينية رسميا عام 1946 م. ثم تبرع بثمانين فدانا من أرضه لبناء بقية المرافق والمؤسسات الحكومية.
وفي موسوعة القبائل العربية جاء تفصيل عن نسب الأخارسة حيث يقول محمد سليمان الطيب : ” قال القلقشندي في قلائد الجمان عام ٨٢١ هـ وفي صبح الأعشى : إن قبيلة الأخارسة هي أصلًا بطن من طيئ القحطانية وأيده المقريزي في البيان والإعراب وذكر أن الأخارسة والبياضية من ثعلبة من طيئ ، والراجح أن الأخارسة والبياضية أبناء عمومة ونزلوا في زمان واحد من بلاد الشام وكلاهما من طيئ ، والمعروف أن طيئ من بلاد اليمن نزحت إلى شمال جزيرة العرب (بنجد) قبل بزوغ شمس الإسلام ثم ملأت السهل والوعر في العراق والشام.
والبياضية والأخارسة من طيئ الساكنين بلاد الشام منذ الفتوحات وهاجروا إلى سيناء ومصر أيام حروب السلطان صلاح الدين الأيوبي مع الصليبين في الدولة الأيوبية أواخر القرن السادس الهجري.
وقد انتشر من عشائر الأخارسة فخوذ وعائلات كثيرة في محافظات مصر وأغلبهم الآن يمارسون الفلاحة والزراعة في أرض قد استقروا فيها بتلك النواحي مثل : الإسماعيلية في حي الشيخ زايد والمنايف ، والقنطرة في غرب الحرش ، وبور سعيد بالرياح ، وكفر صقر والحسينية والزقازيق في الشرقية ، والسنبلاوين في الدقهلية ، والإسكندرية ، والبحيرة بمديرية التحرير ، والقليوبية ، ومن شيوخ الأخارسة في مركز الحسينية عبد السلام عطوان ، وعبد العال أبو عطوان وهو من عمد الأخارسة في الشرقية “.
ملاحظة وردت من الأستاذ عبد العظيم الورداني وكيل معهد الحسينية بنين : العمدانية كانت لعبد السلام عطوان بعد سنة 1920 م بعد وفاة والده عطوان حسن غازي الذي تولى العمدانية قبل ولده في سنة 1917 ، وتم إنشاء المركز زمن عبد السلام عطوان في سنة 1946 م كما تم الفصل الإداري وتغيير التقسيم الإداري في سنة 1949 م.


منشأة أبو عمر
في الحوف الشرقي وعند نهاية الأرض الزراعية باتجاه الصحراء أسست القبائل العربية عدة قرى عبر العصور المختلفة بسبب ملائمة المكان للرعي والزراعة معا مع رواج تجاري كبير بسبب قرب المنطقة من الطرق المؤدية إلى الشام والحجاز وكذلك النقل البحري إلى البحر الأحمر عبر خليج أمير المؤمنين ، وانتشرت هذه القرى من أول فاقوس وحتى برزخ السويس وظلت هذه القبائل محتفظة بسلاحها فتمتعت بقدر من الاستقلالية خلال العصور الإسلامية.
من هذه القرى كل من دوار جهينة وأولاد موسى (من عرب القطاوية) وكفر العزازي وجزيرة سعود (من عرب الطحاوية) والسماعنة وكفر العدوي (واسمها الأصلي بني عدي) والنوافعة وبني صريد والمناصرة والصوالح والحماديين والفدادنة والقصاصين وغيرها من عشرات القرى والكفور ، وفي أقصى الشرق سكنت عشائر عرب العقيلات والنفيعات والسماكين وكانت زعامتهم في بيت آل أبو عمر والتي نسبت لهم مدينة منشأة أبو عمر بمحافظة الشرقية.
وقد تأسست أول الأمر على هيئة قرية صغيرة في القرن التاسع عشر على يد عبد الرازق أفندي عبد الحق عمر وهو أول عمدة لها كما قام أبناء العائلة بالتبرع بالعديد من أراضيهم لإنشاء المدارس والمصالح الحكومية ، وفي عام 1912 م. انشأ العمدة مدرسة ابتدائية مجانية لتعليم أبناء القرية لكنها تعرضت للإغلاق والمصادرة من سلطات الاحتلال البريطاني في عام 1919 م. كما أغلقت جريدة العزيمة التي أسسها رشدي أبو عمر لتأييدها الثورة والوفد.
وعرفت عشائر آل أبو عمر بمواقفها الوطنية حيث كانت تحمى الفدائيين في بورسعيد وتمدهم بالمؤن وساهمت في تسليح الجيش المصري فكرمها الرئيس عبد الناصر بتعيين أحد أبنائها في برلمان 1957 دون انتخابات تقديرا لمواقفهم وهو النائب فتحي أبو عمر ، وظلت القرية تابعة لمركز فاقوس منذ إنشاء زمامها في عام 1921 م. ثم صارت تابعة لمركز الحسينية حتى صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1531 لسنة 2013 م بفصلها وتحويلها إلى مدينة.


بحر البقر
يمتد مصرف «بحر البقر» من جنوب القاهرة مروراً بالقليوبية ، والشرقية ، والإسماعيلية ، والدقهلية ، وينتهى فى بحيرة المنزلة ، ويبلغ طوله حوالى 190 كيلو متراً ، وتعود نشأة مصرف «بحر البقر» لعام 1914 م ، وذلك للصرف الزراعى فقط ، ولكن قررت الحكومة فى أوائل السبعينيات تحويله لاستقبال الصرف الصحى لسكان القاهرة الكبرى والمدن المطلة عليه ، واشتق اسمه من عشيرة بني بقر الجذامية التي كانت منازلها بجواره قديما.
وفي عام 1965 م. قررت الحكومة إعمار المنطقة المحاذية لبحر البقر بين كل من بورسعيد والحسينية فتأسست قرية بحر البقر وتوافد العمال والفلاحون إليها حيث سلمت لهم الأراضي بلا مقابل بشرط القيام بعملية الاستصلاح ، وتبع ذلك انتقال الموظفين إليها ثم إنشاء مدرسة ابتدائية لخدمة الأهالي سميت مدرسة بحر البقر الابتدائية ، وهي اليوم تابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية.
ورغم أن القرية حديثة النشأة إلا أنها دخلت التاريخ واشتهرت بسبب ما حدث فيها أثناء حرب الاستنزاف حيث تعرضت لمجزرة في عام في عام 1970 م وذلك عندما قامت طائرات العدو الإسرائيلي صباح يوم 8 أبريل بقصف القرية والمدرسة مما أسفر عن استشهاد ثلاثين طفلًا وإصابة ما يقرب من خمسين شخص ، كما أدت إلى تدمير مبنى المدرسة ، وسُميت تلك المجزرة باسم بحر البقر نسبةً إلى مدرسة بحر البقر المشتركة.
وكانت تلك الحادثة ضمن سلسلة من هجمات العدو ضد المواقع المدنية المصرية بهدف الضغط على مصر لوقف حرب الاستنزاف وإجبارها على قبول وقف إطلاق النار ، وقد سبقها ضرب مصنع أبو زعبل واستشهاد سبعين من العمال وضرب محولات كهرباء نجع حمادي وقصف كل من إدفو والمعادي وحلوان ودهشور وبعض مناطق في الدلتا ، وهو ما أدى في النهاية لإنشاء حائط الصواريخ المصري.
في ذلك اليوم حلقت خمس طائرات إسرائيلية في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة في يوم الأربعاء حاملة خمس قنابل تزن 1000 رطل وصاروخين ، قامت بقذف القذيفة على مبنى المدرسة بشكل مباشر مما أدى إلى انهيار العقار تمامًا على الفور ، تم إعلان 29 وفاة في اليوم الأول إلا أن عدد الوفيات ازدادت مع الوقت ، وأصيب مدرس و 11 شخصاً من العاملين بالمدرسة إصابات شديدة.
قام الأهالي والسكان بجمع الأمور المتعلقة بالأطفال الذين استشهدوا مثل الألعاب بل وأيضًا جمعوا بقايا القنابل التي تم قذفها على المدرسة ، وتم وضع جميع المقتنيات في متحف مكون من حجرة بالمدرسة يلاصق أحد الجدران التي تعرضت للقصف وذلك لتخليد ذكرى شهداء مدرسة بحر البقر الابتدائية ، وبعد ذلك تم نقل تلك الآثار إلى متحف الشرقية القومي الموجود في قرية هرية رزنة بمركز الزقازيق.