
بني جري
في القرن الثاني الهجري تأسست قرية بني جري مركز أبو حماد وذلك على أطراف الصحراء في الحوف الشرقي للدلتا وسميت نسبة إلى قبيلة بني جري ، وقد ذكرها عمر رضا كحالة في كتاب معجم قبائل العربي فقال : ” جَرَى: بطن من حشم بن جذام. كانوا ينزلون بالرّمل من الفرما، ولهم جزائر بني جرى بأرض مصر، وهي رملة بيضاء ” ، وبنو جَرِيّ على وزن تَقِي ّ وتنطقها العامة اليوم ” إجْرَيّ ” وهم بطن من بني حِشم ( بالحاء) والنسبة اليهم : جَرْوي . ، وحشم هي احد فرعي قبيلة جذام اليمانية و الفرع الاخر هو حرام بن جذام ، فهم بنو جَرِيٍّ بن عوف بن مالك بن شنوة بن بديل بن حشم بن جذام , وكان في بني جري الشرف و البيت من فرع حشم بن جذام.
جاء في القاموس الجغرافي : ” بني جري هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت في قوانين الدواوين وفي الانتصار محرفة باسم بني جزي من الشرقية ، وكانت بني جري تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشيء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه “.
وقد ذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري ضمن إقطاعات القبائل العربية مع كل من السعيدية والحرارجة وهي القرى المشتركة معها في نفس الزمام حيث يقول في كتاب التحفة السنية : ” بني جري والحرارجة والسعيدية مساحتها 1930 فدان بها رزق 70 فدان عبرتها 4200 دينار كانت للمقطعين والآن لهم وولعربان وأوقاف ورزق وملك “.
وفي كتاب مختصر معجم قبائل مصر يقول الدكتور أيمن زغروت : ” بنو جري وهم بنو جري بضم الجيم وتشديد الياء بصيغة التصغيروأحدهمم جروي قبيلة من فرع حشم من جذام اليمانية كان لهم شأن في العصر الأموي والعباسي وكانوا يسمون عرب القاطع وثار زعيمهم ابن الجروي في الفرما حتى تم القضاء على ثورته ، ذكرهم الهمداني في صفة جزيرة العرب وكانت منازلهم القديمة في العريش ومنهم بنو الثعل وقال أن لهم جزائر بني جري في وادي النيل بأرض مصر ، وأقول إن هذه الجزائر (جزر الطمي في وسط الرمال) قرية بني جري الواقعة اليوم في مركز أبو حماد بالشرقية بمصر ، وهم الآن في مطلع الألفية الثالثة فلاحون لا عصبية لهم يساكنهم قوم من قبيلة النفيعات السعدية القيسية ومنهم جراوين قبيلة الترابين “.
وجاءت تفاصيل عن قرية بني جري ضمن منازل قبيلة جذام التي ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب حيث يقول : ” ومن حشم بن جذام بطن يقال لهم بنو جرى ينزلون بالرمل من الفرما وبنو بياضة من جذام وبنو راشدة من لخم ينزلون بالبقّارة والورّادة والعريش ويغلب على عريش بنو الثعل من بني جرى ، ومن بني الثّعل بعبسان قرية بداروم غزّة ولبني جرى جزائر بني جرى بأرض مصر وهي رملة بيضاء وأما بنو أبير رهط هدبة بن خشرم من عذرة فإن دارهم بتل فرسيس والمحاب ، ومن عذرة من ينزل بجزيرة الصوامع على رملة بيضاء من كورة ضيّان ومنهم قوم بزنكلوم وقوم بالصعيد من مصر ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق منهم عبد الملك ابن الرحيم الحارثي “.
وجاء في موسوعة القبائل : ” وعاش من جُذام في مصر البطون الآتية جرى : ويسمون عرب القاطع كذلك ، وكانوا يقيمون بالفرما والبقارة والواردة , وظهر منهم بمصر معاوية بن مالك الذي رأس قيسا واليمانية في حلفهم ضد الوالي سنة168 هـ , ولكن لا شك في أن عبدالعزيز بن الوزير ملك الساحل وذريته هم أهم هذا البطن أن لم يكونوا أهم جذام جميعاً. وقد ظل عبدالعزيز من 191هـ حتى 205هـ العامل الرئيسي في السياسة المصرية .
وظل ابنه حتى 216هـ يواصل سياسة أبيه وثار أخوه يحي بن الوزير على الدولة لما قطع العطاء عن العرب سنة 218هـ . ومن العجيب أن ابنه الحسن ابن عبدالعزيز (ت257هـ) كان من حفاظ الحديث ونقاده كما كان من أهل الورع والفقر والعبادة ، ومن اهم شخصيات جرى عبدالسلام بن أبي الماضي الذي ظل يتزعم ثورات اليمنية من أهل الحوف طوال سنة 214هـ “.

هلبا سويد (السوايدة)
في القرن الأول الهجري نزلت قبيلة جذام في الحوف الشرقي واقتسمت المنطقة بين عشائرها وفروعها في المنطقة المحصورة بين الصحراء والدلتا حتى تكون صالحة للرعي والزراعة معا ، واستقرت فروع بين زيد بن حرام الجذامية في شمال شرق بلبيس في الجنوب من منطقة قديمة مندثرة كانت تعرف باسم خربة نما ، ومن هناك بدأت الفروع في التحرك إلى سائر مناطق الشرقية وأسست عددا من القرى التي تحمل أسماء العشائر مث الجواشنة والحماديين والأخيوة وسوادة وغيرها.
وجاءت تفصيلات عن التغيرات الإدارية للمنطقة في القاموس الجغرافي حيث يقول محمد بك رمزي : ” هلبا سويد ورد في الخطط التوفيقية ص 120 ج 17 أنها قرية من أعمال بلبيس في ناحية الحاجر بمديرية الشرقية ، وبالبحث تبين لي أنها تعرف اليوم بكفر السوايدة الواقع بحوض الرملية رقم 2 بأراضي ناحية كفر عياد كريم بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ، كفر عياد كريم أصله من من توابع ناحية خربة نما التي تعرف اليوم بالجعفرية ثم فصل عنها في تاريخ سنة 1273 هـ وكانت هذه الناحية تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه “.
وذكر القلقشندي تفاصيل عن فروع هلبا سويد المختلفة في كتابه قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان حيث يقول : ” البطن الأول : بنو زيد حرام بن جذام ومنازلهم بلاد الشرقية من الديار المصرية وهي عمل بلبيس وتعرف ببلاد الحوف. ، قال الحمداني : وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح الإسلامي مع عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وأقطعوا فيها بلاداً بعضها بأيديهم إلى الأن ، ثم قال: ومن أقطاعهم هُرْبَيط، وتلّ بَسْطه ونوب وأم رماد وغير ذلك. ، قال: وجميع أقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص وإنما السلطان صلاح الدين وسّع لثعلبة في بلاد جذام ولذلك كانت فاقوس وما حولها لهلباً سويد.
ويتفرع عن هذا الفخذ خمس فصائل وهم : سويد وبعجة وناثل ورفاعة وبردعة إلى فروع كثيرة ، فأما سويد فمن ولده : هلبا سويد وهم بنو هلبا بن سويد ، قال الحمداني : ومنهم العطويون والحميديون والجابريون والغتاورة ويقال لهم:أولاد طواح المُكوس ، ومنهم أيضاً الأخيوه هم أولاد حمدان ورومان والسود ، ومن بطون الحميديين أولاد راشد ، ومنهم البراجسة وأولاد يبرين والجواشنة والعكوك وأولاد غانم وآل حمود والزرقان والأساورة والحماريون. ، ومن أولاد راشد المقدم ذكرهم الحراقيص والخنافيس وأولاد غالي وأولاد جَوال وآل زيد ، ومن النجابية أولاد نجيب وبنو فيصل “.
وفي الخطط التوفيقية يذكر علي باشا مبارك واحدا من أبنائها اشتهر في مجال التصوف في القرن القرن الحاجي عشر الهجري فقال : ” هلبا سويد قرية من أعمال بلبيس فى ناحية الحاجر بمديرية الشرقية ، وفى خلاصة الأثر أن من هذه القرية على بن أحمد بن حصن المشهور بحشيش الولى المشهور المصرى.
ذكره المناوى فى الطبقات وقال : أصله من هلبا سويد نشأ على طريق المطاوعة وأخذ بالريف وغيره عن جمع من المشايخ منهم والده والشيخ أبو بكر بن قعود ومحمد بن الحصين والكاشف غنيم والحماقى ومجاع ومرجان وعليم المدفون بالخشيبة وعلى الجمل والفتى وعمر السلمونى والخضيرى والبحيرى وغيرهم.
ثم دخل مصر فصار يبيع الحمص المجوهر يدور به فى الأسواق ثم جلس يبيعه بالقرب من سوق تحت الربع ، وله أحوال باهرة وكرامات ظاهرة لكنه مستور عن أكثر الناس لا يعرفون إلا أنه رجل مبارك .. ولم يذكر المناوى وفاته وقد رأيتها بخط الأخ مصطفى بن فتح الله حرس الله وجوده من الطوارق وإنها كانت بمصر فى سنة إحدى بعد الألف ودفن بسويقة الصباغين. انتهى “.

أولاد الكومي وصفط الحنة
في العصر العثماني تأسست قرية كفر أولاد الكومي نسبة إلى عشيرة عربية تحمل هذا الاسم وذلك بجوار صفط الحنا ثم اندمجت القريتان معا في العهد الخديوي ، وصفط قرية قديمة اسمها الأصلي بر سوبدو واسمها الروماني سوبتاو ومنها اشتق اسمها العربي ، ذكرها ياقوت في المشترك باسم سفط طرابية لأنها كانت من كورة طرابية ، وفي كتاب التحفة السنية وردت باسم سفط الحنا لكثرة زراعته بأراضيها.
جاء في القاموس الجغرافي : ” وفي سنة 1269 هـ فصل من صفط هذه ناحية أخرى باسم كفر الكومي ويقال كفر أولاد الكومي ، وفي فك زمام مديرية الشرقية في سنة 1899 أضيف هذا الكفر بزمامه إلى صفط وصارا ناحية واحدة باسم صفط الحنا وكفر الكومي وهما في سكن واحد “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” سفط الحناء قرية من قسم بلبيس بمديرية الشرقية واقعة قبلى ترعة الوادى بنحو ثلثمائة وخمسين مترا وفى شرقى الزقازيق بنحو ثمانية آلاف متر ، وأبنيتها بالآجر واللبن ، وبها لعمدتها محمد نمر منزل مشيد وجنينة وكشك ، وبها نخيل كثير وأشجار ومساجد عامرة ومكاتب أهلية وأرباب حرف وتجار ، وبجوارها مقام يقال له مقام بقرة بنى إسرائيل وعنده مقبرة وجملة أضرحة ، ومقدار أطيانها ستمائة وثمانية وتسعون فدانا ، وتكسبهم من ثمر النخل وبيع الحناء ، وفيها شجر الحناء بكثرة فلذلك سميت سفط الحناء “.
وفى كتاب «الضوء اللامع» للسخاوى أن منها محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج الولوى السفطى نسبة لسفط الحناء من الشرقية ، القاهرى الشافعى ، ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة ، وناب فى القضاء عن الجلال البلقينى ، وحج غير مرة وجاور وسمع بمكة والمدينة جماعة ، وعرف بمداخلة الكبار والحرص على الادخار والاستكثار وولى تدريس التفسير بالجمالية سنة سبع وعشرين ثم مشيخة التصوف بها سنة ثلاث وثلاثين.
وكانت له بالسلطان جقمق قبل سلطنته خصوصية ؛ بحيث إنه كان وهو أمير اخور يجيئه إلى بيته ويأكل عنده ، فلما تسلطن لازمه جدا وانقطع إليه ، فولاه سنة اثنتين وأربعين وكالة بيت المال ثم فى التى تليها نظر الكسوة ، وحينئذ هرع الناس إليه للتوسل به عنده ، ودخل فى قضايا فأنهاها وصارت له عند من دونه الكلمة النافذة والشفاعة المقبولة ، فتزايدت فخامته وارتفعت مكانته.
وأقبلت عليه الدنيا بسبب ذلك من كل جانب من القضاة والمباشرين والترك فضلا عمن دونهم ، فأثرى جدا وكثرت أمواله ، وقرره السلطان أيضا فى نظر البيمارستان المنصورى فى ربيع الآخر سنة تسع وأربعين فازداد وجاهة وعزا ، واجتهد فى عمارته وعمارة أوقافه والحث على تنمية مستأجراته وسائر جهاته حتى الأحكار ، وكذا اجتهد فى عمارة الجمالية وأوقافها وتحسين خبزها والزيادة فى معاليم صوفيتها ومستأجراتها.
ودرس بالمدرسة الصلاحية المجاورة للشافعى حيث وليها مع النظر بعد القاياتى ، بل استقر فى القضاء الأكبر بعد العلم البلقينى وباشره بحرمة ومهابة وصولة زائدة ، وشدد فى أمر النواب ، وابتكر جماعة من الفضلاء وارتدع به المباشرون والجباة ونحوهم ، فخافه الكبير والصغير والشريف والحقير ولم يستطع أحد مراجعته ، ومات فى يوم الثلاثاء مستهل ذى الحجة سنة أربع وخمسين ، وصلى عليه المناوى بالأزهر ، ودفن بتربة أقاربه الأسيوطيين فى ناحية باب الوزير.

أبو حماد
في القرن الثاني الهجري استقرت فروع عديدة من العرب اليمانية في الحوف الشرقي وأسست عددا من القرى الجديدة التي تقع على حافة الصحراء قرب نهاية الأرض المزروعة فتصلح للزراعة والرعي معا حيث ازهرت فيها تربية الخيول ، ومن هذه القرى عرب صبرة ومسجد قضاعة ومنية الشباسي وبني جري وهي الآن ضمن زمام مركز أبو حماد حيث سميت أكبر قرية فيهم بهذا الاسم نسبة للشيخ أحمد محمد أبو حماد صاحب الضريح الموجود فيها.
جاء في القاموس الجغرافي : ” المسيد هي من القرى القديمة اسمها الأصلي مسجد قضاعة وردت به في المسالك والممالك لابن خرداذبه بين فاقوس وبلبيس ثم حرف الاسم إلى المسيد كلمة يعني بها المسجد في لغة أهل مصر ، ووردت في قوانين ابن مماتي باسم الكننا من أعمال الشرقية ووردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة محرفة باسم الكتبا وفي الانتصار الكتبا وفي دليل سنة 1224 هـ الكننه وتعرف بالمسجد الأصفر ثم اختصر اسمها بالمسيد فوردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم الكننه وهي المسيد ومن سنة 1236 هـ باسمها الحالي “.
وجاء عن قرية أبو حماد : ” في الروك الناصري وردت باسم منية الشباسي وفي التحفة منية الشباسي ، ووردت في الانتصار محرفة باسم منية الساسي وفي دليل سنة 1224 هـ منية الشباسي ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ غير الكثير من أسماء القرى فوردت فيه باسم أبو حماد نسبة إلى الشيخ أحمد أبو حماد صاحب المقام الكائن بها ، ولا يزال الحوض رقم 8 المجاور لسكن هذه القرية يعرف بحوض المنيا نسبة إلى منية الشباسي وهو اسمها السابق ..
وفي سنة 1932 صدر قرار من وزارة المالية بفصلهما عن بعضهما ففصلت أبو حماد هذه بزمام خاص بها وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها ، وفي 8 أبريل سنة 1940 صدر قرار من وزارة الداخلية بإنشاء مركز جديد يكون مقره بلدة أبو حماد ويتكون من 39 بلدة منها 35 من مركز الزقازيق بخلاف ناحية الجناين بمحافظة السويس وأربعة بلاد من مركز ههيا وبذلك فصلت أبو حماد من مركز الزقازيق وأصبحت قاعدة لمركز أبو حماد بمديرية الشرقية “.

القرين
في القرن الثاني الهجري هيمنت القبائل اليمنية على الفسطاط والحوف الشرقي مما أثار قلق الوالي عبيد الله بن الحبحاب القيسي فكتب إلى الخليفة هشام بن عبد الملك يقترح عليه استقدام عشائر من العرب القيسية من نجد والحجاز وبادية الشام حتى يكون هناك توزان مع اليمانية فوافق الخليفة بشرط ألا يكونوا في العاصمة وإنما في حافة الصحراء في مناطق خاصة بهم في الحوف الشرقي ..
واستمرت هجراتهم المتوالية من عام 732 م. وحتى عام 770 م. وكانوا أول الأمر مائة عشيرة من بني نصر بن معاوية ومائة عشيرة من بني عامر بن صعصعة ومائة عشيرة من سائر هوازن بن منصور ومائة عشيرة من بني سليم ثم وصلوا إلى ألف وخمسمائة عشيرة ، واشتهرت منهم عشيرة القرينات التي عرفت باسم آل القرين وأبو قرين وهم من فرع من عامر بن صعصعة وكانت منازلهم في أقصى الشرق وعرفت باسم القرين ومنها انتشروا في سائر قرى مصر.
وقد ازدهرت مدينة القرين وعمرت حتى بلغ إيرادها من وقف السادة الأشراف ألف دينار كما جاء في مسح الأراضي الذي تم في عهد السلطان محمد بن قلاوون ، وبنى فيها السلطان قايتباي مسجدا وساقية وأوقف العديد من من الأطيان بقرية كفر العزازي على المسجد حيث كانت كفر العزازي تتبع القرين وقتها ، وجاء إنشاء المسجد والسبيل وسط الدرب السلطاني الذي تقع القرين عليه وهو المعروف باسم طريق الديار الشامية أو طريق الرمل ..
جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية لمحمد رمزي : ” القرين : هي من القرى القديمة وردت في التحفة وفي الانتصار من أعمال القليوبية في حين أنها واقعة في وسط إقليم الشرقية .. ثم تبين أن سبب ذكر القرين ضمن نواحي القليوبية هو أن أطيانها كانت موقوفة لأعمال خيرية بإقليم القليوبية فدرجت ضمن نواحيه ليسهل على حاكم القليوبية مباشرة إدارة الوقف وتحصيل ريعه ..
وقد ورد ذكر القرين هذه في عدة مواضع من التاريخ منها حادثة تآمر الظاهر بيبرس مع بعض المماليك في سنة 658 هـ وقتلهم الملك المظفر قطز عند قرية القرين حال عودته في تلك السنة من سوريا إلى مصر بعد محاربته التتار وانتصاره عليهم .. ومنها أن الملك الأشرف قايتباي أنشأ مسجدا وسبيلا بقرية القرين في سنة 880 هـ ومن هذا يتضح أن قرية القرين هذه قديمة من قبل الروك الناصري “

القرين وعرب بني واصل
في الخطط التوفيقية : قرية من مركز الصوالح بمديرية الشرقية ، واقعة فى شرقى الزقازيق بنحو عشرين ألف متر ، وفى الشمال الغربى لناحية أبى حماد ، وفى شمال ترعة الوادى فى أرض رمال ، ويمر فى وسطها الطريق السلطانى الموصل إلى الشام ، وبناؤها باللبن الرملى ، وبها مسجد عامر أنشأه السلطان قايتباى ، ووقف عليه أطيانا ، هى الآن من أطيان كفر غرار ، وجعل له ساقية ، وكان قد تخرب حتى كاد ينمحى أثره ، فقام بعمارته بركات أفندى أبوديب من عرب بنى واصل النازلين بهذا المكان.
وبناحية القرين نخيل كثير ، منه صنف يقال له : العامرى ، نسبة إلى رجل من أهلها كان يدعى أبا عامر ، كان أحضر من بلاد الحجاز فى رجوعة من الحج نخلتين صغيرتين من هذا الصنف ، غرسهما فى إناء من خشب ، وقد ملأه طينا ، وجعل يسقيهما حتى وصل بلدة القرين ، فغرسهما بها فعاشا وأثمرا ثم نتج فى أسفلهما فسلان ، فنقل تلك الفسلان بعيدا عن أمهاتها ، وخدمها بالسقى وغيره حتى كبرت وأثمرت ، ثم أنتجت فسلانا وهكذا حتى كثر هذا الصنف بتلك الناحية ، لأن له نموّا فى الأرض الرملة ، وقد نقل منه فى بلاد أخر غير مرملة فلم يساو ما فى الأرض المرملة، وقد كثر هذا الصنف فى بلاد الشرقية.
وبتلك الناحية مجلس دعاوى ، وآخر للمشيخة ومكاتب أهلية ، وسوقها كل يوم أربعاء يباع فيه كافة المواشى وأصناف كثيرة ، ويحفها من الجهة القبلية والشرقية جبل ارتفاعه من عشرين مترا إلى عشرة ، وفى ذلك الجبل نخيل متنوّع التمر من نخيل الناحية ، وأغلب تكسب أهلها من ناتج النخل كثماره ، وليفه يفتلونه حبالا وشبكا ، ويضفرون الخوص مقاطف وقففا ، ومن المزروعات المعتادة وهى جملة كفور بين كل كفرين مسافة أقل من مائة متر إلى مائتين ، ونخيلها فى داخل البيوت وخارجها ، وزمام أطيانها ثلاثة آلاف وثلثمائة وأحد وتسعون فدانا.
وعدد أهلها أربعة آلاف وسبعمائة وتسع وأربعون نفسا ، ومنهم جماعة من عرب بنى واصل وبنى شيبان وبنى عقبة ، وسبب نزولهم بها كما فى مناقب سيدى عزاز ابن السيد محمد البطائحى ، الذى مقامه بالجزيرة البيضاء من بلاد الشرقية أنه لما نزل بها السيد إبراهيم ابن سيدى عزاز المذكور ، أقام بها معه هؤلاء العرب محبة له ، وكان ذا أحوال عجيبة ومكارم أخلاق ، وبعد وفاته بها استمروا هناك ، وزرعوا نخيلا وبنوا منازل ، وكان ذلك سببا لعمارة الوجه الجنوبى من القرين.
قال الشيخ عبد الغنى النابلسى إن بقرية القرين قبر الشيخ قاسم ولىّ من أولياء الله الصالحين ، فى قبة مستقلة وعليه عمارة ، وقبر الشيخ مساور وعليه قبة قديمة البنيان ، يقال إنها من عمارة الكاشف حمزة ، وقد أخبرنا بعض أهل القرين أن الشيخ قاسما والشيخ مساورا أخوان ، يقال أن الشيخ مساورا أصله من مكة ، ثم سكن بلدة القرين ، ومات بها ، وقد عمر السلطان قايتباى بالقرب منه بئرا عظيمة ، وهى الآن تسمى بئر قايتباى ، وبقربه قبر الولى الشيخ أبى العون ، توفى فى سنة خمس وسبعين وألف وله كرامات مشهورة.

العباسة
خلال العصور الإسلامية كانت بلبيس هي عاصمة الحوف الشرقي لكن في نهاية القرن الثالث الهجري تأسست مدينة جديدة في عهد الطولونيين وسميت العباسة على اسم ابنة أحمد بن طولون وازدهرت سريعا بسبب قربها من الطرق التجارية للحجاز والشام ، وظلت مدينة العباسة هي المركز الأهم من الناحية السياسية والعسكرية وشهدت الكثير من الأحداث التاريخية لكنها تراجعت بعد بناء الصالحية على يد الصالح نجم الدين أيوب وهي حاليا من قرى مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية.
جاء في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية : ” هي من القرى القديمة وردت في معجم البلدان فقال العباسة هي بليدة من الديار المصرية أول ما يلي القاصد لمصر من الشام ذات نخل طوال وسميت بعباسة بنت أحمد بن طولون لأن خمارويه ابن أحمد بن طولون لما زوج ابنته قطر الندى من الخليفة المعتضد العباسي وخرج بها من مصر إلى العراق عملت أخته عباسة في هذا الموضع قصرا وأحكمت بناءه وبرزت إليه لوداع بنت أخيها ..
فلما سافرت قطر الندى عمر ذلك الموضع بالقفر وصار بلدا لأنه في أول أودية مصر من جهة الشام ، وكان يقال له قصر عباسة ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فبقي عباسة ، وذكر الطبري في كتابه تاريخ الأمم والملوك في حوادث سنة 282 هـ ما يفيد أن الأميرة قطر الندى التي تزوجها المعتضد دخلت بغداد يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرم ومن هذا يتضح أن سفرها من مصر إلى بغداد كان في أواخر سنة 281 هـ ..
ووردت هذه البلدة في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي محرفة باسم العباسية قال وهي قصبة الريف عامرة طيبة رفقة سرية قديمة شرب أهلها من النيل في موضع الريف والخصب وبنيانهم أفرج من بنيان مصر ولها تجارات تحمل إليها وجامع حسن من الآجر (الطوب الأحمر) ، ثم وردت محرفة أيضا في التحفة باسم العباسية وبساتينها وحمامها من أعمال الشرقية وقد ذكر معها بساتينها وحمامها لأنه كان مقررا عليها ضرائب غير التي على أطيانها الزراعية “.

العباسة في كتابات المؤرخين
قال المقريزى فى خططه : هذه القرية فيما بين بلبيس والصالحية من أرض السدير ، سميت بالعباسة بنت أحمد بن طولون ، فإنها خرجت إلى هذا الموضع مودعة لبنت أخيها قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد ابن طولون لما حملت إلى المعتضد ، وضربت هناك فساطيطها ، ثم بنت قرية فسميت باسمها ، ولم تزل هذه القرية منتزها لملوك مصر ، وبها ولد العباس بن أحمد بن طولون فسماه لذلك أبوه العباس.
وولد بها أيضا الملك الأمجد تقى الدين عباس بن العادل أبى بكر بن أيوب ، وكان الملك الكامل محمد بن العادل يقيم بها كثيرا ، ويقول : «هذه تعلو مصر ، إذا أقمت بها أصطاد الطير من السماء والسمك من الماء والوحش من الفضاء ، ويصل الخبز من قلعة الجبل إلىّ بها فى قلعتى وهو سخن» ، وبنى بها دورا ومناظر وبساتين ، وبنى أمراؤه بها أيضا عدة مساكن فى البساتين ، ولم تزل العباسة على ذلك حتى أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل المنزلة الصالحية ، فتلاشى حينئذ أمر العباسة ، وخربت المناظر فى سلطنة الملك المعز أيبك.
وفي الخطط التوفيقية : وبلدة العباسة القديمة هى الآن فى شرقى الترعة الإسماعيلية بالبر الأيمن قريبا من شاطئها ، وكان فيها قديما جزيرة بعضها باق إلى الآن فى البر الأيسر من الترعة الإسماعيلية ، وهو مرتفع عما حوله من الأراضى ، والبعض أخذته الترعة فى مرورها ، وقد وجد فى أثناء الحفر بعض آثار قديمة منها عمود من الصوّان ، هو الآن موجود على شاطئ التحويلة التى توصل ماء الإسماعيلية إلى ترعة الوادى ، وطولها تسعمائة متر ، وفى فم تلك التحويلة هويس عند الإسماعلية لدخول وخروج المراكب المتردّدة بين الإسماعيلية وترعة الوادى ؛ لنقل البضائع إلى الزقازيق وبالعكس.
وفى زمن العزيز محمد على ، كان مرتبا بناحية العباسة عساكر من الخيالة لخفر الطريق المارة فى الصحراء ، وهى طريق مطروقة بالمسافرين إلى الشام والسويس ، وفى البر الغربى للإسماعيلية تجاه العباسة كفر يقال له كفر العباسة ، بقرب الهويس على نحو مائتى متر ، وأطيان العباسة وكفرها من ضمن الأطيان الموقوفة على المكاتب الأهلية من المراحم الخديوية التى قدرها ثمانية عشر ألف فدان وأربعمائة وخمسة وخمسون فدانا كلها فى الوادى ، وتنقسم إلى خمس نظارات هذه واحدة منها ، وزمامها خمسة آلاف وستة وثلاثون فدانا وفى غربى العباسة مقام الأستاذ الشيخ عثمان على شاطئ الإسماعيلية الأيمن.
وإلى هذه البلدة ينسب كما فى : «الضوء اللامع» الشيخ عبد الرزاق ابن محمد بن أحمد العباسى الشافعى موقع نائب قجماس الإسحاقى ، يعرف بعماد الدين ، ولد بالعباسة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ، وحج غير مرة ، وأقرأ مماليك المشار إليه حين كان خازندارا ، واستمر فى خدمته سفرا أو حضرا ، وأنشأ دارا حسنة بالقرب من بيت ابن معين الدين من رحبة العيد ، وعرف بالعقل والتودّد والفهم.
وله أخوان أكبر منه : عبد الوهاب التاج الأمين العباسى ومحمد أمين الدين العباسى ، فأما عبد الوهاب فكان شافعيا أيضا، ولد بالعباسة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة فتحول إلى القاهرة ، وناب فى أماكن من الشرقية ، ثم أضاف إليه الزين زكريا قضاء بلبيس وغيرها ، وحج وجاور ودخل الشام وغيرها.
وأما محمد فكان يعرف بأمين الدين العباسى الشافعى ، ولد سنة ثمان وثلاثين بالعباسة ، وتحوّل مع أخويه فسكنوا الجديرية ، واختص بقجماس لكونه ناب عن أخيه فى إقراء مماليكه ، وحج غير مرة ، وزار بيت المقدس والخليل ، ودخل الشام ونزل مدرسة سعيد السعداء ، مات سنة سبع وثمانين وثمانمائة.

السعيدية
في 13 محرم 667 هـ / 22 سبتمبر 1268 م أعلن السلطان بيبرس البندقداري عزمه تفويض ابنه وولي عهده الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة خان بأعمال السلطنة تمهيدا لجلوسه على العرش خلفا له وذلك في موكب احتفالي كبير ، وتخليدا لهذه اللحظة أطلق بيبرس لقب ولده على محطة البريد التي أنشأها للعربان العاملين في نقل البريد بالخيول وذلك في الطريق الشامي بعد بلبيس فعرفت منذ ذلك باسم السعيدية وكانت مركز إدارة البريد طوال العصر المملوكي وتحولت إلى قرية عامرة مزدهرة.
ذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري ضمن زمام بني جري فقال : ” بني جري والحرارجة والسعيدية مساحتها 1930 فدان بها رزق 70 فدان عبرتها 4200 دينار كانت للمقطعين والآن لهم وللعربان وأوقاف ورزق وملك ” ، وفي العصر العثماني تراجعت مكانتها لتغير طرق البريد وتحولت إلى عدة عزب متفرقة ثم تم ضمها مرة أخرى في العصر الحديث باسم السعدية نسبة إلى الترعة التي تخرج من عندها إلى القرين والتي حرفت على لسان العامة من ترعة السعيدية إلى ترعة السعدية.
وجاء ذكرها في كتاب صبح الأعشى في الفصل الخاص بمراكز البريد حيث يقول القلقشندي : ” وقد تقدّم أنّ مدينة بلبيس هي آخر المراكز السلطانية ثم السّعيديّة وما بعدها إلى الخرّوبة تعرف بالشّهّارة ، خيل البريد بها مقرّرة على عربان ذوي إقطاعات عليهم خيول موظّفة يحضر بها أربابها عند هلال كلّ شهر إلى المراكز ؛ وتستعيدها في آخر الشّهر ويأتي غيرها ومن هنالك سمّيت الشّهّارة.
قال في «التعريف» : وعليهم وال من قبل السّلطان يستعرض في رأس كلّ شهر خيل أصحاب النوبة ويدوّغها بالدّاغ السلطانيّ ، قال : وما دامت تستجدّ فهي قائمة ، ومتى اكترى أهل نوبة ممن قبلهم فسدت المراكز ، لأن الشّهر لا يهلّ وفي خيل المنسلخ قوّة ، لا سيّما والعرب قليلة العلف.
وأوّل هذه المراكز السّعيديّة المقدّم ذكرها ، ثم منها إلى الخطّارة ، ثم منها إلى قبر الوايلي ، قال في «التعريف» : وقد استجدّ به أبنية وأسواق وبساتين حتّى صار كأنه قرية ، ثم منها إلى الصّالحيّة ، وهي قرية لطيفة ، قال في «التعريف» : وهي آخر معمور الديار المصرية “.
وفي الخطط المقريزية جاءت السعيدية ضمن أعمال بيبرس حيث يقول المقريزي : ” وفتح بلاد النوبة وبرقة وعمر الحرم النبويّ ، وقبة الصخرة ببيت المقدس ، وزاد في أوقاف الخليل عليه السّلام ، وعمر قناطر شبرامنت بالجيزية ، وسور الإسكندرية ، ومنار رشيد ، وردم فم بحر دمياط ، ووعر طريقه ، وعمر الشواني وعمر قلعة دمشق وقلعة الصبيبة ، وقلعة بعلبك ، وقلعة الصلت ، وقلعة صرخد ، وقلعة عجلون ، وقلعة بصرى ، وقلعة شيزر وقلعة حمص.
وعمر المدرسة بين القصرين بالقاهرة ، والجامع الكبير بالحسينية خارج القاهرة ، وحفر خليج الإسكندرية القديم ، وباشره بنفسه ، وعمر هناك قرية سماها الظاهرية ، وحفر بحر أشموم طناح على يد الأمير بلبان الرشيديّ ، وجدّد الجامع الأزهر بالقاهرة وأعاد إليه الخطبة ، وعمر بلد السعيدية من الشرقية بديار مصر ، وعمر القصر الأبلق بدمشق وغير ذلك “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” السعيدية ذكرها القلقشندي في صبح الأعشى ضمن مراكز البريد في طريق الشام بين بلبيس والخطارة بأرض مصر (ص 377 ج 14) وذكرها المقريزي أيضا في خططه عند الكلام على ترجمة الملك الظاهر بيبرس البندقداري التي ذكرها في كلامه على جامع الظاهر (ص 300 ج 2) فقال إن هذا الملك عمر بلدة السعيدية من الشرقية ، والظاهر أن الملك الظاهر بيبرس أسمى هذه القرية السعيدية نسبة إلى ولده السعيد محمد بركة خان.
وبالبحث عن قرية السعيدية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة السعيدية المعروفة بعزبة الشيخ مطر حنفي الواقعة بقرب فم ترعة السعيدية المنسوبة من قديم إلى هذه البلدة بأراضي ناحية العباسة بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية ، وقد وضعت مصلحة البريد المصرية اسم قرية السعيدية على الخريطة المدرجة في كتاب تاريخ البريد في مصر المطبوع في سنة 1934 في مكان ناحية السعديين إحدى قرى مركز منيا القمح بمديرية الشرقية وهذا خطأ والصواب ما ذكرناه “.

كفر العزازي
جاء في الخطط التوفيقية : كفر العزازي قرية من مديرية الشرقية بقسم العلاقمة غربى الطويلة بنحو ألفين وأربعمائة متر ، وفى الجنوب الغربى لناحية فراشة كذلك ، وبها مساجد ونخيل ، وكانت فى الأصل من ناحية القرين ثم أفرزت عنها سنة المساحة الأخيرة ، وكانت أطيانها قبل ذلك وقفا على مسجد قايتباى الذى بالقرين.
وفيها مقام السيد حسن المجذوب من ذرية سيدى عزاز بن محمد البطائحى الشريف الحسينى الذى ذكرنا ترجمته فى الكلام على الجزيرة البيضاء من بلاد الشرقية ، وذكرنا أن مشيخة طريقه متوارثة فى ذريته إلى الآن ، وربما بلغت ذريته بالديار المصرية شمالا وجنوبا ما ينيف على خمسة آلاف نفس ، وقد وصلت المشيخة إلى السيد حسن المجذوب المذكور صاحب الكرامات المشهورة والأخلاق المرضية المأثورة ، المتوفى سنة خمس بعد المائتين والألف ، وله بكفر عزاز مولد كل سنة ، وقد أعقب السيد حسن هذا أربعة أولاد : محمود وحسن وإبراهيم وأحمد.
فأما محمد فمن نسله الآن السيد وهبة بن محمد بن أحمد بن محمد المذكور ، وأما حسن فمن نسله نصر ومنصور وهاشم وعلى ، وأما أحمد فمن ذريته السيد حسن ، وأما إبراهيم فمن نسله العلامة الفاضل الشيخ خليل العزازى ، نشأ بشمنديل وقرأ بها القرآن ، ثم بعثه والده الشيخ إبراهيم إلى الأزهر فتعلم به العلم وبرع فى الفقه والنحو والصرف والتوحيد والحديث والمصطلح والمعانى والبيان والبديع والأصول والعروض والميقات واشتهر فيه ، وبعد وفاة والده انتقل إلى أرض العائذ ثم إلى طاهرة الزينية بطلب سليمان باشا أباظة والسيد باشا أباظة فأقام هنالك للإفادة.
وله تآليف عديدة منها : «شرح منظومة فى التوحيد للشيخ الرفاعى» ، و «كتاب فى الفقه والتوحيد» نحو عشرين كراسة ، و «كتاب فى فن المعانى» نظم متنه وشرحه ، و «رسالة فى إنشاء حساب المنحرفات ورسمها» نحو ثلاثة كراريس ، و «رسالة فى إنشاء حساب البسائط ورسمها» نحو أربعة كراريس ، وله إلمام تام بعلم الهيئة والنجوم والجغرافية ، وله من النثر والشعر ما رق وراق.
وقد أنجب ابنه الشيخ إبراهيم على يديه ثم أرسله إلى الأزهر فأقام به خمس عشرة سنة فأتقن الفنون وتعلم على أبيه الحساب والهيئة والنجوم ، وهو الآن مقيم بطاهرة حميد ، ثم من ذرية سيدى حسن المجذوب من هو مقيم عنده بخدمة ضريحه ، ومنهم من تفرق فى بلاد الشرقية مع الاحترام والتعظيم ، ومنهم من يشتغل بأمور الزراعة ، وهكذا غيرهم من باقى العزازية.
ومن العزازية أولاد السيد أحمد عزاز المقيمون عند شرق أطفيح عند مسجد يقال له مسجد موسى ، وكان والدهم قد دخل فى الخدمات الميرية مدة العزيز المرحوم محمد على باشا ، ومنهم الحاج محمد إسماعيل بمنية المكرم فهو من أولاد الشيخ عزوز الذى ضريحه بناحية قرية رزين بجوار الزقازيق وهو ابن السيد عزاز وقد ترقى الحاج محمد إسماعيل فى زمن الخديوى إسماعيل فكان ناظر قسم ثم مفتش جفالك ، وقبله عمه عبد العال كان ناظر قسم فى مدة العزيز المرحوم محمد على ، ثم وكيل مديرية ثم مدير جهة الشرقية ، وقد جعل محمد العيدروس بن الحاج محمد إسماعيل رئيس مجلس القرين ، وجرائد الأنساب مشحونة بذكر أولاد الشيخ عزاز المذكور رضي الله عنه.
وممن نزل مع الشيخ عزاز السيد عامر وأخوه السيد سالم كلاهما من بنى عمومته ، فمن نسل السيد سالم جماعة فى زربية بلبيس منهم السيد أحمد أبو مصطفى له شهرة وبيت عامر ، والسيد حنفى الحناوى التاجر الشهير المتوفى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ، والسيد سليمان غالى المعروف بمكارم الأخلاق.
ومن ذرية السيد عامر جماعة بناحية حماية دويب المسماة الآن ببنى عامر ، ومنهم السيد خضر أبو محمد ، والسيد خضر أبو شريف ، ومنهم السيد حسن الغندور ترقى فى الخدمات الميرية مدة بالمعية ، ومدة بمديرية الدقهلية ، ومدة فى نظارة قسم العائذ ، ومدة بخدامة الجفالك ، وابنه السيد أفندى جعل حاكم خط العلاقمة وأخوه عطية أفندى جعل ناظر قسم العلاقمة ، وأما السيد خضر أبو شريف فكان كاتبا فى الخدمات الميرية وأبيه السيد مصطفى طلب العلم بالأزهر ثم جعل وكيل تفتيش جفلك كفور نجم ثم لزم بيته.

قرية الحلمية
قرية بمركز أبو حماد في الشرقية جاء عنها في القاموس الجغرافي : ” الحلمية هي من القرى القديمة اسمها الأصلي سنيكه وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي معجم البلدان وفي التحفة من أعمال الشرقية ، ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم اسنيكه ، ولاستهجان هذه الكلمة في نظر أهلها أصدرت وزارة الداخلية في سنة 1930 بناء على طلبهم قرارا بتغيير الاسم القديم بالحالي لما في معناه من الحلم وهو سيد الأخلاق “.
وفي الخطط التوفيقية : ” سنيكة هى بضم السين المهملة وفتح النون وإسكان الياء المثناة التحتية وآخر الحروف كاف وتاء تأنيث كما فى خلاصة الأثر ، قرية من مديرية الشرقية بمركز العائد ، على الشاطئ القبلى لترعة بحطيط ، وفى جنوب المسيد بنحو ألفى متر ، وفى شرقى شنباره بالراء بنحو ألف وخمسمائة متر ، وبها جامع وقليل نخيل وأشجار “.
وينسب لها مجدد الإسلام على رأس المائة التاسعة .. الإمام والفقيه والمحدث والقاضي واللغوي والمتصوف أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الخزرجي الأنصاري والمعروف بلقب (شيخ الإسلام) .. ولد في قرية سنيكة من أعمال الشرقية في عام 1421 م. وتوفي بالقاهرة في عام 1520 م. عن عمر ناهز مائة عام ودفن في القرافة الصغرى للفسطاط بالقرب من قبة الإمام الشافعي ..
وترجع أصوله إلى فرع بني حرام بن كعب من قبيلة الخزرج الأنصارية وجده الأعلى هو الصحابي الجليل الحباب بن المنذر بن الجموح صاحب مشورة رسول الله (ص) ، وقد نبغ من أولاده في الفقه والنحو والكتابة والتصوف كل من محيي الدين أبو السعود يحيى ومحب الدين أبو الفتوح محمد وجمال الدين يوسف بالإضافة إلى عدد كبير من أحفاده كانوا من العلماء والفقهاء ومن أعيان عصرهم ..
تلقى العلم عن شيوخ عصره ونال الإجازة من العلامة ابن حجر العسقلاني وتولى مشيخة جامع الظاهر ومشيخة التصوف بجامع العلم بن الجيعان ومشيخة التصوف بمسجد الطواشي علم دار ، وتولى التدريس في التربة التي أنشأها الظاهر خشقدم بالصحراء أول ما فتحت وكذلك تدريس الفقه بالمدرسة السابقية بعد وفاة ابن الملقن وتولى مشيخة الدرس بالمدرسة الصلاحية المجاورة لقبة الإمام الشافعي ..
يقول عنه عبد القادر العيدروس في كتابه النور السافر عن أخبار القرن العاشر : « وتَرَأّسَ بجدارة دهراً ، وَولي المناصب الجليلة كتدريس مقَام الإِمَام الشَّافِعِي ، وَلم يكن بِمصْر أرفع منصباً من هَذَا التدريس ، وَولي تدريس عدَّة مدارس رفيعة وخانقاه صوفية وَغَيرهَا ، إِلَى أَن رقى إِلَى المنصب الْجَلِيل وَهُوَ قَاضِي الْقُضَاة بعد امْتنَاع كثير وتعفف زَائِد ، وَوَقع ذَلِك فِي شهر رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة ..
ثمَّ اسْتمرّ قَاضِيا مُدَّة ولَايَة السُّلْطَان الاشرف قايتباي رَحمَه الله تَعَالَى ، ثمَّ اسْتمرّ بعد ذَلِك إِلَى أَن كف بَصَره فعزل بالعمى رَحمَه الله تَعَالَى ، وَلم يزل رَحمَه الله تَعَالَى ملازم التدريس والإفتاء والتصنيف ، وانتفع بِهِ خلائق ، ودرَّس تلامذتُه فِي حَيَاته وأفتوا وتولوا المناصب الرفيعة ببركته وبركة الانتساب إِلَيْهِ ، وَلم يزل كَذَلِك فِي نشر الْعلم وَكَثْرَة الْخَيْر وَالْبر والإحسان إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى » ..

القطاوية
قرية في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية جاء عنها في القاموس الجغرافي : ” القطاوية ، كان يوجد ناحية قديمة تسمى شمنديل وردت في التحفة من أعمال الشرقية ثم وردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم شمنديل الحطب لتمييزها من شمنديل التي بمديرية المنوفية ، وبعد ذلك لاحظت الحكومة أن قرية شمنديل قد اضمحلت وخربت فقيدت زمامها باسم أكبر توابعها وهي القطاوية اعتبارا من أول سنة 1235 هـ وبذلك اختفى اسم ناحية شمنديل المذكورة وظهر بدلا عنها ناحية القطاوية.
وتنسب إلى جماعة من العرب يقال لهم القطاوية ، وكانت هذه الناحية تابعة لمركز الزقازيق فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه.
أولاد موسى : هي من القرى القديمة كانت تسمى طنيجير وردت في التحفة من أعمال الشرقية وورد في تاريخ سنة 1228 هـ باسم طناجير القطاوية وهي أولاد موسى ، والقطاوية المنسوب لها طناجير هم جماعة من العرب يعرفون بالقطاوية ولهم قرية القطاوية بمركز الزقازيق ومنهم أولاد موسى الذين عرفت بهم هذه الناحية ، وكانت أولاد موسى تابعة إلى مركز كفر صقر وفي سنة 1935 صدر قرار بإلحاقها بمركز فاقوس لقربها منه “.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : القطاوية : في الشرقية قرية تسمى القطاوية أغلبها من تلك القبيلة ، وبعض عائلاتها انضموا للسماعنة في محافظة الشرقية واختلطوا بهم ، أصل القبيلة : ذكر نعوم شقير أن القَطَّاوية من عرب الحجار نزلوا سيناء ، قلت : وأُطلق عليهم اسم القرية التي سكنوها وهي قاطية.
وذكر تاريخ شرق الأردن : أن القطاوية أصلهم من عرب فلسطين ، وأيده تاريخ بئر السبع لعارف العارف وذكره باسم القطاطوة ، وذكر أن منهم فرقة مع التياها وأخرى مع العزازمة في منطقة بئر السبع بفلسطين ، كما ذكرهم وصفي زكريا وقال القطاوطية فرقة من المناظرة في الزاوية بالجولان من أرض سوريا ، قلت : ومنهم في الأردن وفلسطين ولهم صلات بإخوانهم في سيناء.
بلاد القبيلة في الديار المصرية : يسكن القطاوية شمال سيناء في بلدة قاطية وهي ضمن عرب قاطية ، ونزل الكثير من عائلات القطاوية في القنطرة شرق والقنطرة غرب والسنبلاوين دقهلية ، وقرى السماعنة وتمي الأمديد والربع السمارة في الشرقية ، ونزلت منهم فرق أخرى في طنطا بالغربية ، وشبين الكوم وقها في القليوبية ، وفي عرب أبو ساعد في مركز الصف بالجيزة وغيرها.
فخوذ وعشائر القطاوية : أشهر الفخوذ في القطاوية في سيناء : الحجايجة ، والقواسمة ، والمحاميد ، كما نزلت فروع في بر النيل أشهرها التالي : البطاحين ، والصوالحة ، والحجايجة ، والمشارفة ، والسلامين ، والمعابدة ، والديابات ، والعبيدات ، والقواسمة ، والعرانية ، والحمدات ، والحلوان ، والسحامدة ، ومن أشهر شيوخهم في سيناء سليمان محمد إبراهيم القطَّاوي ، وكان شيخهم في بداية هذا القرن كما ذكر هو سعيد أبو بطيحان.



الصوة وكفر السناجرة
جاء في القاموس الجغرافي : ” الصوه هي من القرى القديمة دلني البحث على أن اسمها القديم سوق الشتا ، وردت به في قوانين ابن مماتي وفي التحفة من أعمال الشرقية ووردت سوق الشتى في تحفة الإرشاد وفي الانتصار من أعمال الشرقية ، ووردت في خريطة الحملة الفرنسية الصوه كشت وفي دليل سنة 1224 هـ سوق الشتا وكفورها شنباره ومنية ضاحي ، وفي دفتر المقاطعات سنة 1079 سوق الشتا وكفرها طنينان ، ومن يطلع على الخريطة يرى أن شنبارة الطنينان تجاور ناحية الصوه ، ووردت باسمها الحالي في تاريخ سنة 1228 هـ.
السناجرة : أصلها من توابع الصوه ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1267 هـ باسم كفر السناجرة ، وفي فك زمام مديرية الشرقية سنة 1899 ألغيت وحدة هذا الكفر وأضيف إلى الصوه وصارا ناحية واحدة باسم الصوه وكفر السناجرة ، وفي سنة 1929 صدر قرار بفصله من الصوه من الوجهة الإدارية ثم في سنة 1930 صدر قرار آخر بفصله من الوجهة المالية على أن يسمى السناجرة وبذلك أصبحت السناجرة ناحية قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية كما كانت أولا “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” الصوة قرية بمركز بلبيس من مديرية الشرقية ، واقعة قبلى ترعة الوادى بنحو ألفين وثلثمائة متر ، وفى الجنوب الشرقى لسفط الحناء بنحو ألفين وثلثمائة متر أيضا ، وهى بوسط جزيرة تشتمل على مساجد ومكاتب ، وفيها منازل مشيدة تعلق عبد الله بن أيوب ، ومجلسان للدعاوى والمشيخة ، وزمام أطيانها ألفان وخمسة وثمانون فدانا وكسر ، بها نخيل كثير وبها شجر الحناء بكثرة ، وعدد أهلها ألفان وخمسمائة وتسعة وثلاثون نفسا ، وتكسبهم من الزراعة وبيع الحناء ، وقبلى هذه الناحية مقام سيدى (سليم أبى مسلم) ، وعنده مقامات أولاده ، ولهم مولد سنوى تضرب فيه الخيام ، ويؤتى إليه من جميع جهات المديرية ، ويكون فيه دكاكين وتجار ، ويمكث ثمانية أيام “.
وجاء في كتاب صالح محمد فارس عن مديرية الشرقية والصادر عام 1949 م تفصيلات عن الصوة والسناجرة وسكانها حيث يقول : ” والصوة اسم عربي وتعريفها في القاموس أنها ما ارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا ، وهذه القرية تقع على أرض رملية مرتفعة عما يحيط بها من المزارع فالاسم على مسماه ولا بد أن يكون قد أطلقه العرب بعد فتحهم مصر.
وفي القرن السابع وفد إلى تخومها السناجرة مع السيد سليم المسلمي العراقي وعززوا أهلها بشبابهم ضد المغيرين عليها ، وفي عصر النهضة العلوية حلت بها الأسرة الأيوبية بأمر من محمد علي باشا الذي استغل درايتهم بالحنا وشاركهم في زراعتها والاتجار بها في الخارج ، واستمرت شهرة الصوة وصفط تدوي في البلاد الأجنبية إلى عهد قريب ، وكانت هذه الأسرة الأيوبية من غطارفة العرب بالوجه القبلي ، وزمام الصوة 2725 فدانا جيدة التربة وسكانها مع السناجرة نحو سبعة آلاف نفس.
ومن أعلامها العلامة الأديب الشيخ مصطفى الصوي الذي ترجم له الجبرتي في تاريخه ، وأيوب بك أيوب عضو مجلس النواب في عام 1883 م ، وعبد الله بك أيوب رئيس مجلس الدعاوي والمشيخة والمذكور في الخطط التوفيقية ، وصالح بك أيوب محافظ الإسكندرية والمتوفي عام 1294 هـ ، ومحمد بك أيوب مأمور مركز العلاقمة ومفتش الوادي والمتوفي عام 1309 هـ ، والسيد بك أيوب عضو الشياخات وعمدة الصوة والمتوفي عام 1927 م ، ومحمد باشا حسين محافظ الإسكندرية والأستاذ علي بك السيد أيوب وزير المعارف “.

الضواهرية وكفر الشيخ الظواهري
تنتشر في محافظة الشرقية عدة قرى لأشهر فروع قبيلة النفيعات وهو الظواهرية ، جاء في القاموس الجغرافي : ” الضواهرية تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1927 وهي واقعة في زمام المناجاة وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية ، وتنسب إلى الشيخ إبراهيم موسى الظواهري من كبار الملاك فيها وأول عمدة تعين عليها وقت تكوينها.
كفر الشيخ الظواهري : تكون من الوجهة الإدارية في سنة 1930 بناء على طلب الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الجامع الأزهر سابقا ، وفي سنة 1931 صدر قرار بفصله من الوجهة المالية من زمام ناحيتي المجفف ومباشر ومن تلك السنة أصبح هذا الكفر ناحية قائمة بذاتها واسمه القديم كفر الظواهرية وكان قبل تكوين هذه الناحية من توابع ناحية المجفف “.
جاء في موسوعة القبائل العربية : الظواهرية : وأحدهم ضواهري وتشمل عائلات كبيرة ، والظواهرية من أشهر فروع النفيعات في مصر ومساكنهم كالتالي : محافظة الشرقية في كفر الشيخ الظواهري ، والأرانطة بمركز ههيا ، وعرب سرحان وعزبة الظواهرية بكفر موسى عمران ، وهريَّة رزنة ، وكفر الأشراف بمركز الزقاريق ، وفي الشيخ جبيل بمركز أبو حماد.
وفي قرى الظواهرية والفولي والفخفاخ وأبو جويفل بمركز الحسنية ، وفي بني صالح ، وعزبة المغربي الكبيرة بقرية السنيطة بمركز فاقوس ، وفي الصورة بكفر صقر ، محافظة الإسماعيلية في المحسمة ، محافظة القاهرة في حلمية الزيتون بترعة الجبل ، وشيخ الظواهرية الحالي هو محمد أبو الأمين الظواهري ومقره قرية الظواهرية بمركز الحسنية بمحافظة الشرقية.
ومن أبناء النفيعات من تولى المناصب الثقافية الكبيرة التي لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ مصر ، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ إبراهيم الظواهري الذي تولى مشيخة الأزهر وقد توفي سنة ١٩٠٧ م ثم تولاها من بعده ابنه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد الأحمدي الظواهري النفيعي سنة ١٩٢٩ م. وهو الشيخ التاسع والعشرون من شيوخ الأزهر الأجلاء ، وقد كان شيخ فخذ الظواهرية في قبيلة النفيعات.
وقد ولد الشيخ محمد الأحمدي سنة ١٢٩٦ هـ/ ١٨٧٨ م ، وفي سنة ١٩٢٩ م اختاره الملك فاروق الأول شيخًا للأزهر الشريف ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وشيخًا للشافعية ، وللشيخ الظواهري مؤلفات علمية كثيرة ، وفي عهده أصدر مجلة باسم الأزهر سماها مجلة الأزهر وتوفي عام ١٣٦٣ هـ/ ١٩٤٤ م.
من أعلامهم الدكتور محمد الشافعي الظواهري النفيعي ، عالم الطب المشهور في مصر وأستاذ الأمراض الجلدية في جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الطبية المصرية وقد حصل على عدة أوسمة من جميع حكام مصر بداية من الملك فاروق ثم رؤساء جمهورية مصر العربية ، والدكتور الظواهري محب للقبيلة والبحث في تاريخها ، وقد حدث اتصال بينه وبين أبناء القبيلة في منازلها الأولى بالجزيرة العربية ، وهو عميد عائلة الظواهرى في مصر.
ومن أعلامهم السفير حسين محمد الأحمدي الظواهري النفيعي ، نجل الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الجامع الأزهر الأسبق – رحمه الله ، عمل أول سفير لمصر في الفلبين عام ١٩٤٨ م ، كما عمل سفيرًا لمصر في فرنسا ، وهو معروف بالبذل والسخاء والإنفاق في سبيل الله حيث قام بالتبرع بمساحة ٣٧ فدانًا من أجود الأراضي الزراعية بالزقازيق للأزهر الشريف يزيد ثمنها عن مليون ونصف مليون جنيه مصري ، كما ورد ذلك بجريدة الجمهورية في ٢٩/ ٣/ ١٩٨٨ م.

تل مفتاح وعرب النفيعات
قرية بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية حاليا ، وهي من قرى الروك الناصري منحت للعربان في أواخر العصر المملوكي وتعد واحدة من أهم مراكز عرب النفيعات ، جاء عنها في القاموس الجغرافي : ” تل مفتاح هي من القرى القديمة وردت في التحفة من أعمال الشرقية ، وكانت هذه الناحية تابعة لمركز ههيا فلما أنشىء مركز أبو حماد في سنة 1940 ألحقت به لقربها منه ” ، وذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري فقال : ” تل مفتاح مساحته 1304 أفدنة به رزق 42 فدان عبرته 1700 دينار للمقطعين والعربان “.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : الحمايدة : وتسكن في محافظة الشرقية في عزبة الحمايدة التابعة لقرية تل مفتاح بمركز أبو حماد ، والرحمانية بمركز أبو كبير ، محافظة المنوفية في عزبة سويلم بمركز قويسنا ، محافظة الغربية في عزبة مشرف بمركز زفتى ، وشيخ الحمايدة الحالي السيد حسن حسن حسين الشهير بالبيَّلي ، ومقره في عزبة الحمايدة بالشرقية (وهم أولاد حامد النفيعي).
الحميدات : وتسكن في عزبة الحميدات ، والجزيرة الخضراء ، وعزبة الشيخ مبارك ، وعزبة المراعوة وهي تابعة لقرية تل مفتاح بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية.
العمارين : وتسكن عموم عشائرها في الشرقية في عزبة إسماعيل عامر وعزبة الشيخ مبارك وعزبة شرشح وعزبة مشرف حمود وعزبة عامر محمد التابعة لقرية تل مفتاح بمركز أبو حماد ، وفي القرين ، وفي عزبة أبو عتيق بالقصاصين ، وفي بني حسن وفي القضايا بمركز أولاد صقر ، وفي عزبة موسى عمران بمركز الزقاريق ، كما للعمارين عائلات وبيوت في عزبة مراد تبع قرية الدير بمركز طوخ محافظة القليوبية ، وشيخ العمارين الحالي محمد خليل سلامه عمران ومقره في عزبة الشيخ مبارك بالشرقية.
الحجاجنة : ومساكنهم في قرية الشيخ جبيل وقرية تل مفتاح بمركز أبو حماد في محافظة الشرقية ، وشيخ الحجاجنة الحالي علي محمد علي خضر ومقره بالشيخ جبيل.
النعيرات : ومساكنهم في عزبة عودة وعزبة جلال التابعة لقرية أكياد القبلية ، وعزبة النفيعات بالمغربي الصغيرة والخطّارة بمركز فاقوس ، وقرية تل مفتاح بمركز أبو حماد ، وجزيرة سعود بمركز الحسنية وكل هذه العزب في محافظة الشرقية ، كما يسكن قسم منهم في القصاصين بالإسماعيلية ، وشيخ النعيرات الحالي محمد إبراهيم عمَّار ومقره الخطَّارة مركز فاقوس.
الدبور : ومساكنهم في القنطرة غرب ، وأبو خليفة ، والكيلو ١٢، ١٤ على طريق إسماعيلية بورسعيد ، وفايد ، والتل الكبير ، والقصاصين ، وعزبة أبو نور وعزبة حبيب في أبو سلطان ، وعزبة المنياوي بفايد ، وعزبة السماكين ، والمنايف بالإسماعيلية ، والصالحية ، وعزبة سامي سعد ، وعزبة الخلايلة ، بمركز فاقوس ، ونزلة العزاري ، والشيخ جبيل ، وعرب الجمايلة بمركز أبو حماد ، والمنشية بالحسنية ، والقرين الصغيرة بالتل الكبير ، والزهايرة بالسنبلاوين محافظة الدقهلية ، وعزبة غرود بأتمي الأمديد ، وكفر تلبانة بالمنصورة ، والمحلة الكبرى وغيرها ، وشيخ الدبور الحالي أنور عطية بلال ومقره القنطرة غرب بالإسماعيلية.
الجمايلة : ومساكنهم في عرب الجمايلة والأسدية وكفر العزازي وميت ردين بمركز أبو حماد والهيصمية والشرف مركز فاقوس بالشرقية ، والقصاصين بالإسماعيلية وعزبة عاكف بمركز طوخ بالقليوبية ، وشيخ الجمايلة الحالي ضيف الله محمد مشالي ومقره عرب الجمايلة بالشرقية.

عرب بني أيوب (النفيعات)
تنقسم قبيلة النفيعات في مصر إلى فرعين أحدهما يعرف بالطوَّرة والآخر يُعرف بالشوام ، ولكل منهما عمودية مستقلة (الطوّرة : اسم يُطلق على جميع القبائل التي سكنت بلاد الطور بجنوب سيناء ، الشوام : اسم يُطلق على فم من النفيعات وهي العشائر التي هاجرت إلى مصر من فلسطين والأردن ببلاد الشام) ، وينحدر من فرع الشوام قبيلة بني أيوب.
جاء في موسوعة القبائل العربية : بني أيوب (نفيعات الشام) : تنقسم إلى عشائر كبيرة منها : الكرايدة وأحدهم كريدي ومنهم جماعة آل نصر الله ولهم عمودية بني أيوب ، وآل حماد ، والعبابدة ، وآل الشريف ، المعاريف ومنهم جماعة آل حبيب ، وآل فهد ، وآل منصور ، وآل مسلم ، وآل عمرو ، وآل إبراهيم ، وآل حسن ، وآل علي ويعرفون بأولاد النفيعي.
ومن عشائرها أيضا الفرايحة والسعيدات والفضولة والشتيات والعجميين والشناينة والعقدة والدهاشنة والمشارفة والقعابة والدرايقة وأولاد الشاعر والعطايات وأولاد ثابت والبقرية وأولاد عرفات والصقور وأولاد غانم والسوالكة وأولاد الدريهمي والكيولة وأولاد الدويري وآل رزيق (الرزيقات) والروايضة والنقارشة والعنافشة والمجانين (أولاد المجنون بعزبة سليمان مراد التابعة لقرية الدير بمركز طوخ بمحافظة القليوبية).
ومساكنهم في عرب بني أيوب والشيخ جبيل وعرب الشوامين وكفر حافظ وتل مفتاح بمركز أبو حماد وعرب أبو ثابت التابعة لقرية السناجرة وعزبة ثابت التابعة لقرية عمريط والعباسة وعزبة الشناينة بمركز أبو حماد ومنشية أبو خليل مركز أبو كبير وفايد بالإسماعيلية والقنطرة والخطَّارة وجزيرة النص والهيطة الكبرى والحلوفي بمركز فاقوس محافظة الشرقية ، وعرب العيايدة مركز الخانكة بمحافظة القليوبية ومسطرد بمركز شبرا الخيمة بالقليوبية أيضًا والقلج البلد بمركز الخانكة قليوبية ، وسرابيوم بالإسماعيلية.
وعمدة بني أيوب (فرع نفيعات الشام) هو الشيخ إبراهيم خليل نصر الله ومقره حاليًا في عرب بني أيوب بالشرقية ، وقد كانت الصلة قائمة إلى وقت قريب بين عرب النفيعات بمصر وعرب النفيعات بالأردن وفلسطين ولم تنقطع إلا بعد وفاة الشيخ إبراهيم صالح منصور عمدة النفيعات والذي كان يُنتدب لحل الخلافات والنزاعات بين عشائر النفيعات بالأردن في أوائل هذا القرن العشرين الميلادي.
وينحدر من فرع الطورة السواعدة وتشمل العشائر التالية : الغنيمات : جماعة غنيم سميري غنثور سويعد النفيعي ، ويتفرع منها أرباع عيد وعواد وسعيد ورويبض وغنيم ، وكبير الغنيمات الحالي الشيخ إبراهيم سعد عيد عودة غنيم ومقره وادي قال جنوب سيناء. ، الشقاطفة : جماعة شقيطف سميري غنثور سويعد النفيعي ، ويتفرع منها أرباع خضير وسالم ، وكبير الشقاطفة جمعة خميس سالم سعد شقيطف ومقره في وادي ثال جنوب سيناء ، العكارية : جماعة سويعد النفيعي ، ويتفرع منها أرباع درويش ومحمد وكبير العكارية الحالي حمدان مطير درويش ومقره في السويس.
ويسكن السواعدة في الوقت الحاضر الأماكن التالية في جنوب سيناء : مدينة الطور – وادي ثال – أبو زنيمة – الصهوة – حمام فرعون – رأس سدر – وادي غرندل – شركة الجبس بالهوارة – وادي فيران. ، وشيخ السواعدة سالم بن سعد بن سالم شقيطف سويعد ، وهو الشيخ العام لعموم مشايخ قبيلة النفيعات في مصر ، ومقره في وادي ثال جنوب سيناء ، وقد توفي هذا العام ١٤٢١ هـ/ ٢٠٠٠ م – رحمه الله.

جزيرة النفيعات
ورد في كتاب النفيعات للأستاذ مجدي أحمد العِدْوي النفيعي : النفيعات هي إحدى قبائل العرب في مصر والنسبة إليهم نفيعي من النفَّعة ، ومواطنهم الدار الحمراء على مسيرة بضعة أميال من مكة المكرمة ، وقد انتقل قسم من النفَّعة من ديار بني سعد بالطائف إلى الحمراء من ديار حرب واختلطوا بالحلف مع الموارعة والحوازم (المراوحة) من بني سالم من قبائل حرب ، ثم رحل معظم هؤلاء النفَّعة من ديار حرب إلى ضبا بشمال الحجاز ، ثم انتشروا في مصر والأردن وفلسطين وعرفوا بالنفيعات.
ثم حدث قحط في بلاد الطور أدى إلى هجرة بطون كثيرة من قبائل البدو بسيناء إلى وادي النيل بالقطر المصري ، ولذا فقد هاجرت قبيلة النفيعات إلى أماكن أحسنوا اختيارها في بادية الشرقية لوجه الشبه الشديد بينها وبين بوادي الطور والحجا ، حيث هي مسكنهم من قبل وقد ترك النفيعات في سيناء بدنة منهم يقال لها السواعدة تقيم مع حلفائهم العليقات إلى اليوم ، وفي بادية الشرقية استوطنت النفيعات في قرى كثيرة تظاهر الصحراء تعرف بجزيرة النفيعات ويطلقون عليها عرب النفيعات.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : الهضيبات وتشمل العشائر الآتية : أولاد منصور والعطويين وأولاد سويلم والسراحنة وأولاد مطاوع والنجاجرة والعرج والعدويين والحمايدة والقطاطوة ، وهؤلاء جميعا يُعرفون بعرب النفيعات ومساكنهم في جزيرة النفيعات التابعة لقرية ميت ردين في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية ، كما لهم فروع في عزبة مطاوع وعزبة النجار بمركز أبو حماد ، وعزبة العرج بمركز بلبيس ، وعرب سرحان موسى عمران بمركز الزقازيق ، وقرية المساعيد التابعة لقرية أم عجرم وقرية الشمولي بمركز فاقوس ، وقرية العدوة بمركز ههيا.
وفي محافظة الإسماعيلية في عرب صبيح ، وعزبة الشيخ سليم بالمحسمة ، والمحسمة المحطة ، وعين غُصين ، وعزبة أبو حسان بسرابيوم ، والقنطرة غرب ، والروضة نمرة ٣ ، محافظة السويس : في قرية العمدة بالجناين. ، محافظة القليوبية : في عرب العليقات القبلية بمركز الخانكة ، محافظة الجيزة : في عرب أبو ساعد العيادي التابعة لمنيل السلطان ، القاهرة : في حي المعادي والحلمية بالزيتون.
ولفخذ الهضيبات عمودية قبيلة النفيعات فرع الطوّرة إلى اليوم ، وشيخهم فاروق إبراهيم صالح منصور عمدة القبيلة الحالي ومقره في جزيرة النفيعات ، والعدويين : إحدى فروع القطاطوة الهضيبات في قبيلة النفيعات وقد رحلوا من جزيرة النفيعات بالشرقية منذ عهد الخديوية إلى مديرية القليوبية قاصدين حلفاءهم العليقات فسكنوا معهم إلى اليوم وكبيرهم الحالي الشيخ إبراهيم بن عبد العظيم العِدوي النفيعي.
ومن أعلامهم الشيخ إبراهيم منصور علي النفيعي : ويُعرِّفه اللاحقون من أبناء النفيعات بالشيخ الكبير ، وقد كان أول عمدة رسمي لقبيلة النفيعات بعد شيخها أبو عمران فكان خير خلف لخير سلف – رحمه الله ، ومن مآثره الباقية تلك الصدقات الجارية المتمثلة في الأراضي الشاسعة من أجود الأراضي بزمام قرية ميت ردين ، والتي تزيد عن الثلاثمائة فدان والتي وقفها وقفًا خيريا لله تعالى.
وأوصى ببناء مسجد للعبادة ، وقد بُني ولا يزال يحمل اسمه إلى الآن وبجواره مدفنه بجزيرة عرب النفيعات في قرية ميت ردين مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية ، وكذلك المستشفى المركزي والمدرسة والجمعية والوحدة البيطرية ولا تزال هذه المنشئات الخيرية في قرية ميت ردين ، ولا تزال هذه الأراضي موجودة يجري الله بها الرزق للغير من المسلمين ويذهب ريعها إلى وزارة الأوقاف المصرية.