.

العياط ومنية القائد
في القرن الرابع الهجري قرر الخليفة العزيز بالله الفاطمي منح إقطاع لأحد قواده وهو القائد فضل بن صالح وسمح له بإنشاء قرية جديدة على ساحل النيل الغربي جنوبي الجيزة للإشراف على المنطقة ، يقول عنها محمد رمزي : ” ميت القائد : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي منية القائد وردت في المشترك لياقوت في كورة الجيزية وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد منية القائد فضل وفي التحفة منية القائد من الأعمال الجيزية .. وتنسب هذه القرية إلى منشئها القائد فضل بن صالح أحد قواد جيش الخليفة العزيز بالله الفاطمي “.
وفي الخطط التوفيقية : ” منية القائد ويقال لها المنية القرعة قرية من مديرية الجيزة بقسم ثاني في شرقي السكة الحديد للوجه القبلي على بعد مائتى متر وفى جنوب المقاطفية بنحو نصف ساعة وفى الجنوب الشرقى للمحرقة بنحو ساعة ، وأهلها مسلمون ومنهم علماء وإليها ينسب كما فى حسن المحاضرة الإمام الفاضل ضياء الدين محمد بن إبراهيم المناوي الشافعي ولد بهذه القرية سنة خمس وخمسين وستمائة وأخذ عن ابن الرفعة والأصفهاني والبهاء وابن النحاس وشرح التنبيه مات فى رمضان سنة ست وأربعين وستمائة “.
وفي العصر الأيوبي فصل من زمام منية القائد قرية جديدة عرفت باسم جبرة ذكرها ابن الجيعان في كتاب التحفة السنية فقال : ” جبرا : من صفقة منية القائد مساحتها 1360 فدان للديوان السلطاني ” وذكر معها توابعها وهي باطن جبرا وجزيرة باطن جبرا ، وتغير اسمها في العصر العثماني إلى كفر الشيخ شحاتة (كفر شحاتة حاليا) حيث فصلت من زمامها أيضا قرية أخرى في تلك الفترة عرفت باسم كفر العياط نسبة إلى الولي الشيخ أحمد العياط العدوي حيث تحولت هذه القرية إلى مدينة كبيرة في العصر الحديث وهي العياط حاليا.
جاء عنها في القاموس الجغرافي : ” العياط : قاعدة مركز العياط تكونت في العهد العثماني وذلك بفصلها من زمام جبرا (كفر شحاتة الآن) باسم كفر العياط ووردت في تاج العروس كفر العياط نسبة إلى الشيخ الولي الصالح أحمد العياط المدفون في بني عدي بالأشمونين (مركز منفلوط الآن) ، وردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم كفر العياط ومن سنة 1275 هـ باسمها الحالي ، وهذه البلدة صارت مقرا لمركز جرزة من سنة 1880 لوقوعها على السكة الحديدية ووجود مساكن للموظفين بها وفي سنة 1896 سمي المركز باسم مركز العياط ولا يزال بها “.

عرب الصف
الجزء الواقع في شرقي نهر النيل من محافظة الجيزة يضم أكبر عدد من القرى التي يبدأ اسمها بكلمة عرب وهي بالترتيب من الشمال إلى الجنوب : عرب أبو مساعد وعرب الشرفا وعرب غمازة الكبرى وعرب أبو عريضة وعرب أبو طماعة ونجوع العرب وعرب الترابين وعرب الحصار البحرية وعرب الشيخ صالح وعرب الحصار القبلية وعرب العيايدة القبلية وعرب العمارين قبلي وعرب أسكر وعرب القميعي.
وإلى جوارهم عدد من الوحدات الأصغر من العزب والضواحي والنجوع على حافة الصحراء وهي : عرب العطيات وعرب الجبايرة وعرب هرية وعرب أبو حمود وعرب المناصرة وعرب الصف وعرب المعازة وعرب الشيخ زايد وعرب بني صالح وعرب المساعيد وعرب الدبور وعرب الفوارسة ، وتمتد من التبين وحلوان شمالا وحتى قبالة الواسطى مركز بني سويف جنوبا وتتبع إداريا كل من مركزي الصف وأطفيح.
وتشكل هذه التجمعات الموجة الرابعة والأخيرة من توطن القبائل العربية في العصر الحديث ، أما الموجة الأولى فكانت في عصر الولاة والفاطميين حيث أسست القبائل العربية قرى صول وحي بني الخزرج وحي بني عدي (وهما الحي والمنشي حاليا) وغمازة الكبرى والدغيشية (كفر طرخان) وإخصاص غمازة (الإخصاص القبلية) ، كما بنى الوزير الأفضل قرية مسجد موسى وأسس الباسك أخو الوزير بهرام الأرمني قرية منيل الباسك (المنيا).
أما الموجة الثانية وهي الأكبر فكانت في عصر الأيوبيين والمماليك من خلال تأسيس قرى الحلف والصالحية والقبابات والكريمات وكفر حلاوة ومنيل السلطان وأقواز بني بحر (الأقواز) وجزيرة الأقواز (الجزيرة الشقراء) وحي الشرفا وبني عطاف وجزيرة العطيات (الشرفا والعطيات حاليا) والشوبك الشرقي والصف والمليحية (الودي) والموصليات (كفر الواصلين) وجميعها مذكور في الروك الناصري وكتاب التحفة السنية.
وفي العصر العثماني كانت الموجة الثالثة في قرى غمازة الصغرى والكداية والفهميين (وهم من لخم) والديسمي والخرمان وجزيرة سعدون (جزيرة الكريمات) ونزلة عليان وكفر قنديل والرقة ، وكانت المنطقة في زمن الرومان تحوي أربع قرى فقط بسبب طبيعتها الصحراوية وهي أطفيح والبرمبل وأسكر ودير الميمون وفي العصور الإسلامية كانت تتبع الأعمال الأطفيحية ثم انتقلت تبعيتها إلى مركز الصف لتوسطها الجغرافي .

قرية عرب الحصار
جاء في موسوعة القبائل العربية : (مُطَيْر) عرب الحصار في حاجر الصف جيزة : تسكن عشائر مطَيْر في تجمعين كبيرين أحدهما الأكبر وهو الحصار القبلية والثاني الحصار البحرية وهما يقعان في شرق النيل ولهما زمام وعمدية والسكان في هذه المنطقة يزرعون في أراضيهم الخصبة التي تقع شرق النيل ، ويسكنون موالين للصحراء أو الجبل ، وعرب مطَيْر من بني عطا نزلوا الصف منذ ثلاثة قرون تقريبًا وكانوا يرعون الغنم والإبل كأعراب ناجعة وكانوا قادمين من الشرقية.
وكان في هذه المنطقة عرب المكاثرة (النعام) المسيّطرين على هذه المناطق وكان بسبب اعتداء أحدهم على راعية غنم وخطف منها شاة ثم أساء الأدب معها ، وعند ذلك استدعى القناص عقيد قومه في الفشن قرب بني سويف في قرية غياضة ، فجمع فرسان مُطَيْر واستدعى المدد من حلفائه العيايدة وأرسل لشيخهم أبو طويلة في القليوبية ، لما أن مطَير حاربت مع العيايدة ضد الترابين قبل هذه الواقعة في مرطبة بصحراء فلسطين وانتصرت العيايدة بسبب مساعدة مُطَيْر ، فلبى أبو طويلة النداء من القناص عقيد الحرب لمُطَيْر وأمده بفرسان من العيايدة.
ودارت مصادمات عنيفة بين مُطَيْر وحلفائهم العيايدة من جهة وبين المكاثرة (النعام) وحلفائهم الترابين من جهة أخرى ، تغلبت فيها مُطَيْر بمساعدة العيايدة ونزح النعام إلى بر النيل الغربي والترابين إلى بلاد المعادي في صحراء الجيزة والقاهرة ، وقد أعطى القناص للعيايدة حوض من الأرض يسمى حوض أبو طويلة وهو شيخ القبيلة ، وتوطن العيايدة في بر الجيزة بعد أن كانوا في القليوبية بعد هذه الوقعة ، ورجح الرواة أن ذلك كان قبل قرنين ونصف قرن من الزمان.
سبب تسمية عرب مُطَيْر باسم عرب الحصار : يؤكد الرواة أن بعد العداء السافر بين مُطَيْر وبين النعام والترابين بعد أن استقرت ناجعتهم تمامًا وأصبحوا أهل قرى ومزارعين ، قرر سالم القنَّاص عقيد القوم أن يبني سورًا حول عرب مُطَيْر في القريتين الساكنتين من قومه مُطَيْر وهي البحرية والقبلية ، وكان هذا السور من الطوب اللبن طوله حوالي خمسة أمتار واعتبر حصنًا لهم من هجمات الأعداء بغتة للانتقام في الليل والناس نيام ، فسميت من حينها عرب الحصار لأنهم حصروا أنفسهم بهذا السور الذي لم يفطن له أحد من العرب قبلهم.
عشائر مُطَيْر (بعرب الحصار القبلية والبحرية) : العواصية : ومنهم فخوذ القناص ، وأبو غنيم ، وأبو إسماعيل ، وأبو ربيع ، والهري ، وأبو شلبي ، وأبو غنام ، وأبو خمس ، والصرايعة ، والكعبش ، وأبو عطية ، وأبو صبيح ، وأبو زيادة ، وأبو الشيخ سليم ، والقصير ، وأبو صناط ، وهناك عائلات من تلك الفخوذ خارج عرب الحصار ومنه في بولاق الدكرور والجبيل الأخضر من القاهرة ، وأبي زعبل بالقليوبية. ، الشميلات : ومنهم فخوذ أبو حماد، والمَحرَّق، وأبو معمَّر، وأبو إبراهيم، وأغلبهم في الحصار بالصف جيزة.
الحبابلة: ومنهم فخوذ أبو عابد، وأبو زيدان، وأبو ساري، وأبو عمار، وأبو بسيوني، وأبو شوره، وأبو قطيط، والبراوي، وأبو كوحل، وأبو عبد الله، والبراغيث، والزناري. ، ومن الحبابلة وغيرهم من مُطَيْر في عرب الحصار في نواحي غمازة والصف وبعضهم يعمل بالزراعة وآخرين بالرعي أو التجارة للإبل والأغنام أو بعضهم يعمل في طوائف المقاولات والمعمار.
أما عقيد القوم منذ عدة قرون فكان في فخذ القناص من العواصية وكبير القوم حاليًا الشيخ عبد الغفار سالم القناص وهو كبير عرب الحصار بل ويعتبر كبير مُطَير في مصر، وهناك رجالات من كبار فخوذ في مُطَيْر الحصار وهم: حسين سلمان أبو صبيح، وفرج سالم القصيِّر، وتوفيق الخمس، وشكري أبو حسين، وسيد مفرح، وسليم أبو محمد أبو كوحل، وعيد سليم عبد الله، ونصار جاد المولى عواد، ومحمد سالم المَحرق، وصادق أحمد محمد ربيع.

حي بني الخزرج
قرية بمركز الصف في الجيزة يقول عنها محمد بك رمزي في القاموس الجغرافي : الحي والمنشي هما من النواحي القديمة ، ورد الأول منهما في كتاب المسالك لابن حوقل باسم الحي مع القرى الواقعة على الجانب الشرقي من النيل وورد في نزهة المشتاق محرفا باسم الحمى الكبير في الجهة الشرقية من النيل ، قال : وهي قرية عامرة ولها بساتين وكروم ومزارع قصب.
وورد في معجم البلدان الحي الكبير من أحياء بني الخزرج بكورة الأطفيحية ، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد والتحفة الحي الكبير من الأعمال الأطفيحية ، وفي مباهج الفكر الحي الكبير ويعرف بحي بركوت بالأطفيحية.
وأما الثاني وهو المنشي فقد تبين لي من البحث أنه كان يسمى الحي الصغير وكانت مساكنه في الصحراء ، ثم جدد بدلا عنها في الأرض الزراعية فعرفت بالمنشية ، وهذا الحي هو الذي ورد في نزهة المشتاق باسم الحمى الصغير ، وفي معجم البلدان الحي الصغير من أحياء بني الخزرج بكورة الأطفيحية ، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة الحي الصغير من الأعمال الأطفيحية ، وفي مباهج الفكر الحي الصغير ويعرف بحي بني عدي بالأطفيحية ، وفي تربيع سنة 933 هـ ضم الحي الكبير إلى الحي الصغير وصارا ناحية واحدة.
ووردت في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ باسم الحي والمنشأة ، وفي دليل سنة 1224 هـ الحي الكبير والمنشية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ الحي والمنشي وهما اسماها الحاليان.
وفي تاريخ سنة 1259 هـ فصل منهما ناحية أخرى باسم الحصار ، وهي منزلة لجماعة من عرب هتيم يعرفون بعرب الحصار ، وبسبب تداخل أطيان هذه النواحي الثلاثة بعضها في بعض جعلت كلها في تاريخ سنة 1274 هـ ناحية واحدة باسم : الحي والمنشي والحصار ، ولا زالت مشتركة مع بعضها في الزمام وفي الإدلرة إلى اليوم مع بعدها عن بعضها في الموقع.
الشرفا والعطيات : هذه الناحية تتكون من قريتين وهما الشرفا والعطيات ، فأما الشرفا فهي من القرى القديمة اسمها الأصلي حي الشرفا ، وردت في التحفة بأنها وقف السادة الأشراف من أعمال الأطفيحية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ وردت مختصرة باسم الشرفا.
وأما العطيات فهي كذلك من القرى القديمة اسمها الأصلي بني عطاف ، وردت في دليل سنة 1224 هـ مع منية الباساك بولاية الأطفيحية ، ثم وردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم جزيرة العطيات نسبة إلى أهلها الذين هم من عرب العطيات ، وفي تاريخ سنة 1274 هـ ضم زمام هاتين الناحيتين إلى زمام ناحية المنيا المجاورة لهما ، وصار الثلاثة ناحية واحدة تجمع في اسمها الثلاثة نواحي من الوجهتين الإدارية والمالية.
المنيا : اسمها الأصلي منية الباساك وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الأطفيحية وفي قوانين ابن مماتي وفي الانتصار منية الباسك نسبة إلى الباساك أخي تاج الدولة بهرام الأرمني وزير الخليفة الحافظ عبد المجيد الفاطمي ثم حذف المضاف إليه واستغنى عنه بأداة التعريف للتخفيف والاختصار فعرفت بالمنيا ووردت به في تاريخ سنة 1228 هـ.

الكريمات
جاء في القاموس الجغرافي : ” الكريمات هي من القرى القديمة اسمها القديم الكلبية ، وردت في مباهج الفكر بأنها على شرقي النيل بالبهنساوية ، وورد في الانتصار أن جزائر الكلبية هي المعروفة بكوم أدريجة بالبهنساوية ومن يطلع على الخريطة ير أن أن كوم أدريجة يقع غربي النيل تجاه الكريمات التي كانت تسمى الكلبية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ غير اسمها لاستهجانه باسم الكريمات وهم جماعة العرب المستوطنون بها.
جزيرة الكريمات : أصلها من توابع ناحية الكريمات وتعرف بجزيرة سعدون واقعة وسط النيل إلى الجانب الشرقي تجاه بني حدير والميمون بمركز الواسطى ، ولبعدها عن مركز عمدة الكريمات صدر قرار في سنة 1933 هـ بفصلها من الكريمات من الوجهتين الإدارية والمالية وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها “.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : الكريِّمات وهي بلدة في آخر حدود محافظة الجيزة من الجنوب تقع شمال بني سويف على ضفاف نهر النيل ، وبها عشيرة كبيرة تنسب إلى العمران الحويطات وقد تكاثروا في تلك البلدة والتي كانت تُسمى الكلبية حتى عام ١٢٢٨ هـ وسميت فيما بعد بالكريمات.
ويؤكد كبار الكريمات أنهم منسوبون إلى جدهم كريِّم العمراني من الحويطات الذي كان مع إخوة له متجهين إلى الصعيد للتجارة ، وكان ذلك قبل قرنين ونصف القرن وكانت جماعتهم من العمران يسكنون القليوبية وما زالوا حتى الآن ، وقد ظل كريِّم في تلك النواحي ينتظر إخوته أو رفاقه ، وصادف أن توقف مركب لإحدى محظيات أحد أمراء المماليك فطلبت الزواج منه فتزوجها وسكن تلك الناحية ، وعقب أولادًا منها وتناسلوا وسميت القرية باسم مؤسسهم كريِّم فقالوا (الكريِّمات) ، وكانت هذه القرية وما بها من عرب تابعين لعُمديَّة ابن شديد الحويطي في أجهور بالقليوبية وحتى عهد قريب.
ولقبيلة الحويطات ديار صحراوية تحت مسئولية مشايخ عشائرها رسميًّا أمام الحكومة المصرية من أيام محمد علي باشا، ولعشائر الحويطات حق المنافع في محاجرها وحراسة ما يُستجد من منشآت فيها ، ومثبت في خرائط المساحة المصرية مربَّع قبيلة الحويطات الصحراوي في الصحراء الشرقية ما بين البحر الأحمر ووادي النيل ، وهي من ناحية الجنوب (من الغرب إلى الشرق) تبدأ غربًا من وادي حوف شمالي حلوان حتى عين السخنة على خليج السويس ، أما من ناحية الشمال (من الشرق إلى الغرب) فتبدأ من جبال فايد على قناة السويس وتمتد غربًا بخط مستقيم حتى مصر الجديدة ثم ترد على خشم جبل المقطَّم.
وفي السويس أشهر الحويطات وهم الدبور وكذلك بعض الغناميين والسليميين والعميرات والعبيات والموسة والفحامين والقرعان. وفي الإسماعيلية فصائل أخرى أشهرها القرعان والصريعيين والسليميين والشوامين والذيابين. ، وفي الشرقية يوجد تجمُّعات عديدة في بلبيس وخاصة في حجرة بلبيس شرق الحلوة (ترعة الإسماعيلية) وفي برشاق وبساتين بركات وشرق أبو حماد وأكثرهم من الصريعيين والسلامة والسليميين والغناميين والشواميين.
وفي القليوبية يوجد تجمُّع للحويطات في جزيرة النجدي وأجهور وحول قلما وبهتيم وقها وغيرها أغلبهم من الموسة الفحامين والعبيات والقرعان والغناميين والمشاهير والرقابية والجواهرة والطقيقات والعمران والجرافين. ، وتوجد تجمُّعات في حلوان وقرى غمَّارة مركز الصف جيزة أغلبهم العميرات والغناميين ، وفي الصعيد جماعات من القرعان والعمران في جرجا والبلينا والمنيا.
وحول القاهرة في البساتين وحي السلام وعين شمس وعزبة النخل توجد فصائل كثيرة من الحويطات أغلبهم قد تَحضَّروا ولكنهم يحافظون على عادات ولهجة البدو للآن ، وأشهرهم القرعان والعبيَّات والموَسة والفحامين والسلالمة والسليميين والصريعيين والجواهرة والقبيضات والطقيقات والرقابية والمشاهير والعمران والغناميين والذيابين.

الرقة وقبيلة لخم
في القرن الثالث الهجري نزلت عشائر قبيلة لخم العربية في مناطق جنوب الجيزة على هيئة بدو رحل ، وفي العصر العثماني استقروا في منازلهم التي أسسوها ومنها قرية أطلقوا عليها اسم الرقة تيمنا بمنازلهم الأولى في سيناء قبل دخولهم وادي النيل بصحبة جيش الفتح ، وكانت لهم خطة عظيمة في الفسطاط ومنها انتقلوا جنوبا للرعي والزراعة بسبب قرار العباسيين رفع القبائل العربية من ديوان الجند.
جاء في الخطط التوفيقية : قرية على الشاطئ الغربى للنيل من مديرية الجيزة ، وكانت قبل من مديرية بنى سويف ،- كما كانت إطفيح – ، وهى واقعة على جسر الرقة ، والسكة الحديد تمر فى غربيها بنحو ثلاثين قصبة ، وبينها وبين ميدوم نحو ساعة ، ويقابلها على الشاطئ الشرقى قرية أخرى تسمى الرقة أيضا ، فلذا ترى الناس يقولون الرقق.
وكلتاهما غير مدينة الرقة التى ذكر المقريزى أنها من جملة مدائن مدين ، فيما بين بحر القلزم وجبل الطور ، وقال : إنه كان بها عند ما خرج موسى عليه السلام ببنى إسرائيل من مصر قوم من لخم آل فرعون يعبدون البقر ، وإياهم عنى الله بقوله تعالى : ﴿وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ﴾ الآية.
قال قتادة : أولئك القوم من لخم ، وكانوا نزولا بالرقة ، وقيل كانت أصنامهم تماثيل البقر ، ولهذا أخرج لهم السامرى عجلا ، وآثار هذه المدينة باقية إلى اليوم فيما بقى من مدينة فاران والقلزم ومدين وأيلة تمر بها الأعراب.
وجاء في القاموس الجغرافي : الرقة الغربية هي من النواحي القديمة وردت في مباهج الفكر الرقة على غربي النيل ، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد حوض الرقا ويعرف بحوض البيدقي من أعمال الجيزية وفي التحفة الرقا من الأعمال المذكورة.
الرقة الشرقية هي ناحية مالية أصل أراضيها تابعة لناحية الرقة التي بمركز العياط ، ولأن معظم أراضي ناحية الرقة الأصلية الواقعة بمركز العياط تقع على الجانب الشرقي من النيل فإنه في تاريخ سنة 1237 هـ مسحت أراضيها في الشرق والغرب باسم ناحية الرقق وألحقت بالأطفيحية وهي مركز الصف الآن.
وفي فك زمام مديرية الجيزة سنة 1900 قسمت أراضي ناحية الرقق إلى ناحيتين هما الرقة الشرقية هذه الواقعة شرقي النيل ، والرقة الغربية الواقعة غربي النيل بمركز العياط.
وفي سنة 1908 قسمت هذه ناحية الرقة الشرقية هذه من الوجهة الإدارية إلى ثلاث نواح وهي الرقة البحرية والرقة القبلية ومنية الرقة ، وبذلك أصبحت الرقة الشرقية اسما يطلق على ناحية مالية ليست واردة بجدول وزارة الداخلية ، إذ حل محلها في القسم الإداري الثلاث النواحي المذكورة.
وفي سنة 1936 صدر قرار بإضافة قرية منية الرقة وما معها من الأرض الزراعية إلى ناحية كفر قنديل وبذلك أصبحت ناحية الرقة الشرقية هذه تشمل ناحيتي الرقة البحرية والرقة القبلية الإداريتين.
كفر قنديل : أصله من توابع ناحية الرقق ، ورد معها في تاريخ سنة 1237 هـ ثم فصل عنها في تاريخ سنة 1274 هـ وبذلك أصبح ناحية قائمة بذاتها.
وفي سنة 1936 صدر قرار من وزارة المالية بفصل الأحواض الواقعة في دائرة منية الرقة من أراضي ناحية الرقة الشرقية وإضافتها إلى زمام كفر قنديل ومنية الرقة ، وأما من الوجهة الإدارية فكل ناحية منها قائمة بذاتها.

قرى مركز العياط
كفر عمار : هو من النواحي القديمة اسمه الأصلي باطن عمار ، ورد مع باطن مروان في الانتصار وقوانين الدواوين من الأعمال الأطفيحية ، وبسبب قوة جريان ماء النيل وتغيير مجراه من الشرق إلى الغرب وبالعكس اتصل أرض باطن عمار بالشاطىء الغربي وبذلك أصبح كفر عمار تابعا للجيزية بعد أن كان تابعا للأطفيحية.
كفر بركات : هي من النواحي القديمة أصلها جزيرة كانت تسمى الكبيرة وباطن بركات ، وردت في التحفة من الأعمال الأطفيحية ثم وردت في تاريخ سنة 1224 هـ قال : ونعرف بالمليحية ، وبسبب قوة جريان ماء النيل وتغيير مجراه اتصلت جزيرة المليحية بالشاطىء الغربي للنيل ، وبذلك أصبح كفر بركات تابعا للجيزية بعد أن كان تابعا للأطفيحية في الزمن الماضي.
وفي تاريخ سنة 1274 هـ ضم زمام هذا الكفر إلى زمام كفر عمار ، وصارا ناحية واحدة باسم كفر بركات وعمار ، وفي فك زمام مديرية الجيزة سنة 1900 وردا باسم كفري عمار وبركات لاشتراكهما في ومام واحد ، وأما من الوجهة الإدارية فكل ناحية منهما منفصلة عن الأخرى.
كفر تركي : هو من القرى القديمة اسمه القديم جزيرة أبو تركي ، وردت في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الأطفيحية ، وبسبب قوة جريان ماء النيل وتغيير مجراه من الشرق إلى الغرب وبالعكس اتصلت جزيرة أبو تركي بالشاطىء الغربي ، ووردت في تاريخ سنة 1274 هـ باسمها الحالي.
وفي سنة 1274 هـ فصل من زمام ناحية كفر عمار ناحية أخرى باسم ناحية كفر طرخان الذي بمركز الصف ، في فك زمام مديرية الجيزة سنة 1900 ألغيت زحدة كفر طرخان الغربي من الوجهتين الإدارية والمالية وأضيف إلى كفر تركي ، فصارا ناحية واحدة باسم كفري تركي وطرخان الغربي في جدول المالية وكفر تركي كفر طرخان في جدول الداخلية.
كفر شحاتة : هي من القرى القديمة دلني البحث على أن لسمها القديم جبرا ، وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الجيزية ، وفي التحفة جبرا من صفقة منية القائد من الأعمال المذكورة ، ولا يزال الحوض الواقع فيه سكن هذا الكفر يعرف بحوض جبرة رقم 2 ، وغير اسمها في العهد العثماني فوردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسم كفر الشيخ شحاتة ثم اختصر في تاريخ سنة 1274 هـ باسمها الحالي.
اللشت : وهي من النواحي القديمة اسمها القديم بجما وردت في التحفة من صفقة منية القائد من أعمال الجيزية ، وفي العهد العثماني عرفت بكفر اللشت وردت به في وصف مصر وفي تاريخ سنة 1228 هـ وباسمها الحالي من سنة 1275 هـ ، والدليل على أنها هي بجما أنه لا يوال الحوض المجاور لأطيانها من زمام المتانية يسمى حوض بجما ، وهذا يدل على أن أطيان بجما واقعة في الجهة التي يجاورها حوض بجما الآن.
المتانية : هي من النواحي القديمة اسمها الأصلي باطن جبرا ، وردت في التحفة من الأعمال الجيزية ، وهذه الناحية تجاور أراضي كفر شحاتة الذي كان يسمى جبرا ، وفي تربيع سنة 933 هـ وردت باسم ملقة المتانية كما ورد في دليل سنة 1224 هـ بولاية الجيزية ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.
زاوية أبو سويلم : هي من القرى القديمة اسمها القديم زاوية أم حسين وردت في صبح الأعشى عند الكلام على طرق البريد ، وفي الانتصار وردت محرفة باسم راوية أم حسين من الأعمال الجيزية.
وقد طلب عمدة هذه الناحية وسكانها تغيير اسم بلدهم وهي زاوية أم حسين وتسميتها زاوية أبو سويلم بحجة التخلص من نسبتها إلى امرأة ونسبتها إلى رجل لعدم المعايرة كما يقولون في طلبهم ، وقد وافقت وزارة الداخلية على هذا التغيير بقرار أصدرته في سنة 1937 ، وأما أو سويلم الذي نسبت إليه الآن هذه القرية فهو الجد الأعلى للشيخ محمد عبد الظاهر علي أبو طالب سويلم عمدتها الحالي.

أعلام أطفيح
فى المقريزى عند ذكر مساجد القرافة الكبرى بمصر أنه نشأ من إطفيح فى القرن الخامس من الهجرة رجل يقال له: وحاطة بن سعد الإطفيحى ، شيخ له سمت ، وقد كتب الحديث فى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وما قبلها ، وسمع من الحباك وهو فى طبقته ، وهو رفيق الفراء وابن مشرف وابن الحظية وأبى صادق ، وسلك طريق أهل القناعة والزهد والعزلة كأبى العباس بن الحظية ، وكان له مسجد فى البطحاء بحرى مجرى جامع الفيلة إلى الشرق يقال : له مسجد الإطفيحى.
وكان الأفضل الكبير شاهنشاه صاحب مصر قد لزمه واتخذ السعى إليه مفترضا والحديث معه شهوة وغرضا لا ينقطع عنه ، وكان فكه الحديث قد وقف من أخبار الناس والدول على القديم والحديث وقصده الناس لأجل حلول السلطان عنده لقضاء حوائجهم فقضاها ، وصار مسجده موئلا للحاضر والبادى وصدى لإجابة صوت النادى ، وشكا الشيخ إلى الأفضل تعذر الماء ووصوله إليه فأمر ببناء القناطر التى كانت فى عرض القرافة من المجرى الكبيرة الطيلونية ، فبنيت إلى المسجد الذى به الإطفيحى ، وأنفق عليها خمسة آلاف دينار.
وعمل الإطفيحى صهريج ماء شرقى المسجد عظيما محكم الصنعة وحماما وبستانا كان به نخلة سقطت بعد سنة خمسين وخمسمائة ، وعمل الأفضل له مقعدا بحذاء المسجد إلى الشرق وقاعة صغيرة مرخمة إذا جاء عنده جلس فيها وخلا بنفسه واجتمع معه وحادثه .. وبنى له الأفضل المصلى ذا المحاريب الثلاثة شرقى المسجد إلى القبلى قليلا ويعرف بمصلى الإطفيحى كان يصلى فيه على جنائز موتى القرافة
وفيه أيضا قال المسبحى فى حوادث سنة خمس وأربعمائة هجرية : وقرئ يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر صفر سجل بتحبيس عدة ضياع وهى : إطفيح وصول وطوخ وستة ضياع أخر وعدة قياسر وغيرها على القراء والفقهاء والمؤذنين بالجوامع ، وعلى المصانع والقوّام بها ونفقة المارستان وأرزاق المستخدمين فيها وثمن الأكفان ، انتهى
وفى الضوء اللامع للسخاوى أنه ولد بهذه البلدة الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن عرفات بن عوض بن الشهاب بن السّراج الأنصارى الإطفيحى القمنى ثم القاهرى الشافعى ، ولد فى سنة تسعين وسبعمائة تقريبا ونشأ بها فحفظ القرآن وانتقل مع أبيه إلى القاهرة فجوّد القرآن واشتغل بالفقه والنحو والأصول والمعانى والبيان والعروض على عمه الزين القمنى ، وعلى الإبناسى والبساطى والقرمانى والتنوخى وآخرين ، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادى وطائفة ، وذكر أن السراج البلقينى أجاز له وتكسب بالشهادة بل ناب فى القضاء عن العلم البلقينى، وولى مشيخة الصوفية بتربة يونس الدوادار المجاورة لتربة الظاهر برقوق.
قال وسمعت عليه ختم البخارى وبعض المستخرج على مسلم لأبى نعيم ، وكان حامدا مقبلا على شأنه حريصا على الملازمة لمجلسه بحيث يرجع من الحضور ماشيا فيجلس فيه إلى الغروب غالبا ، مقترا على نفسه مع تموّله ، مات فى سنة ستين أو قبلها بيسير بعد الثمانمائة ومن نظمه يمدح شيخنا : يا سيدا حاز الحديث بصحة … بالحفظ والإسناد حقا يفضل .. يا مالكا بالعلم كل مدرس … شيخ الشيوخ وأنت فيهم أمثل .. يا حاويا كنز العلوم بفهمه … قاضى القضاة المنعم المتفضل .. الفضل والعباس أنت أبوهما … يا باسما والوجه منه مهلل ، انتهى.
وينسب إليها كما فى الضوء اللامع أيضا عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد الزين أبو الفضل بن الشهاب بن الشرف الإطفيحى الأزهرى القاهرى الشافعى شقيق المحب محمد ويعرف كأبيه بابن يعقوب ، ولد فى ذى الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ، ونشأ بها فى كنف أبويه فى غاية ما يكون من الرفاهية والنعمة فحفظ القرآن وتنقيح اللباب لخاله ، وسمع على شيخنا وغيره وباشر النقابة وجهات الحرمين وغير ذلك ، وحج غير مرة ، وكان شكلا ظريفا ذكيا بساما حسن العشرة قريحته سليمة وذهنه مستقيم وطبعه وزان وقد كتبت عنه قوله : همذانى الأصل واش … لا ترم فيه سعاده إنه شخص ثقيل … وهو همّ وزياده ، مات ثالث عشر شوال سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.

أطفيح في الخطط التوفيقية
هذه المدينة من المدائن القديمة بالديار المصرية ومذكورة فى مؤلفات استرابون وبطليموس وخطط أنطونان وخطط الرومانيين باسم أفرودتيوبوليس التى كانت رأس مدينة تعرف بمديرية أفرودتيوبوليس، وكون إطفيح فى محل مدينة أفرودتيوبوليس هو مقتضى الأبعاد المقدرة لها فى تلك المؤلفات ، وهو أيضا مقتضى ما ذكره أنطونان أن من هذه المدينة إلى أنصنا مائة وعشرين ميلا رومانيا ، والبعد بين إطفيح وأنصنا لا يفرق إلا خمسة أميال عن هذا المقدار وهو فرق يسير لا يوجب تغايرهما.
وذكر استرابون أن أهالى هذه المدينة كانوا يربون بقرة بيضاء ويحترمونها وقد علم من الكتابة القديمة أن هذه البقرة كانت علما على المقدسة إزيس ، وكانوا يرسمون المقدسة تارة فى صورة بقرة وهوروس ابنها يرضعها ، وتارة فى صورة إنسان رأسه رأس بقرة ، وكما أن مدينة أفرود تيوبوليس كانت رأس مديرية كذلك كانت بعدها مدينة إطفيح رأس مديرية مدة ، وهى بلدة كبيرة قديمة واقعة على يمين النيل ينسب اليها خطها فيقال شرق إطفيح.
وإطفيح الآن بندر القرى المجاورة لها ، وهى رأس قسم من مديرية الجيزة ، وبها وكالة يبيت بها بعض الطارئين ودكاكين قليلة يباع بها بعض العقاقير والأقمشة ، وفى زمن العزيز المرحوم محمد على كانت محل إقامة المأمور ، وأولا كان شرق إطفيح من الأقاليم الوسطى ، ثم أضيف إلى مديرية الجيزة فى سنة ١٢٥٠ هـ ، وسبب اضمحلال تلك المدينة وتطرق أيدى الخراب إليها قبل العائلة المحمدية وكذلك ما حواليها من أعمالها ، هو قربها من الجبل ، فكانت عرضة لإغارات العرب للسّلب والتخريب ، وفى زمن المماليك والصناجق كانت مركزا للمطرودين والأشرار فأهلكوا منها الحرث والنسل.
ولما أنعم الله تعالى على الديار المصرية بالعزيز وخلص هذه الديار من الأشرار وطرد منها المماليك وغيرهم من المفسدين ، التفت إلى عمارية تلك البلاد فعمل فى جميع القطر أعمالا جليلة وآثارا جميلة أورثته ثروة ونال شرق إطفيح من ذلك حظا وافرا ، فإنه فضلا عن تأمينه من الغارات وغيرها قد أنشأ له ترعة الكريمات الشهيرة بترعة شرق إطفيح وجعل فمها من الكريمات وطولها نحو ستة عشر ألف قصبة وجعل فيها عدة فروع لكل حوض فرع لرى أرضها وجعلت بها جملة قناطر وأحدثت هناك جملة جسور.
فحصل بذلك صلاح أحوال الزراعة بتلك النواحى وعمار بلادها سنة بعد سنة حتى وصلت إلى الحالة التى هى عليها الآن ، إلا أنه فى بعض السنين تنصّب على أرضها سيول جسيمة من أفواه الأودية التى بسفح الجبل ، وربما حصل منها مضرأت فلو عملت ترع لصرف تلك السّيول كما كان يعمل سابقا لكان من محاسن الأوضاع ، وقد حصل التصميم من الخديو إسماعيل باشا على جعل ترعة الكريمات تجرى صيفا وشتاء ، وتمتد إلى أن تمر خلف القاهرة بين القلعة والجبل حتى تمر من تحت الترعة الإسماعيلية ، لتروى منها بلاد مديرية القليوبية حتى فى زمن الصيف.
ولم تعمل إلى الآن ـ أعنى سنة ١٣٠٥ هـ ـ ولو تمت هذه الترعة لكان قد أهدى إلى القاهرة وإلى أهالى تلك الجهات هدية تدعوهم إلى إدامة الثناء عليه والدعاء له ولأنجاله بتخليد دولتهم ، لأنها تكون نفعا صرفا لبلاد إطفيح إلى ما وراء بلاد القليوبية ، وتتحلى مدينة القاهرة فى جهتها القبلية والشرقية بالبساتين والعمارات ، وتتخلص من مضرات التلول السبخة المرتفعة على مساكنها من هاتين الجهتين ، سيما فى وقت الحر ووقت هبوب الريح وليست هذه بأول مزاياه ومحاسن أفكاره بارك الله فيه وفى أنجاله.

الفهميين وبني بحر
في العصر المملوكي أسست عشيرة بني فهم العربية قرية في منطقة الأعمال الأطفيحية عرفت باسم الفهميين نسبة إليهم وتقع اليوم في مركز الصف بالجيزة ، وهذه العشيرة فرع من قبيلة بني بحر (إحدى فروع قبيلة لخم) والتي غادرت الفسطاط في القرن الثالث الهجري باتجاه الجنوب ونزلت في الساحل الشرقي للنيل على تخوم الصحراء بجوار حي بني الخزرج (الحي الكبير مركز الصف حاليا) ثم انتقلت فروع منهم باتجاه البر الغربي وأسسوا كلا من الواسطى وبني حدير.
وعرفت منازل بني بحر أول الأمر باسم أقواز بني بحر نسبة لاسم القبيلة ، وكلمة الأقواز تعني الكثبان الرملية وهي اليوم قرية الأقواز مركز الصف ، ونسبت لها الجزيرة المقابلة في النيل فعرفت باسم جزيرة الأقواز وهي اليوم قرية الجزيرة الشقراء مركز الصف ، وقد ذكرها ابن الجيعان في التحفة السنية في القرن التاسع الهجري فقال : ” أقواز بني بحر لم تمسح عبرتها كانت 12600 دينار والآن 3000 دينار كانت باسم الأمير أقتمر الصالحي والآن باسم الأمير خاير بك من حديد ، جزيرة الأقواز من صفقة منية القائد للديوان السلطاني “.
ويشرح ذلك المؤرخ أبو العباس القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب حيث يقول : ” بنو فهم – بطن من بني بحر من لخم من القحطانية ، مساكنهم مع قومهم بني بحر بالحي الكبير من الاطفيحية ، واليهم تنسب البلدة المعروفة بالفهميين ، بنو بحر فخذ من لخم من القحطانية ، منازلهم البر الشرقي بالحي الكبير من الأطفيحية من الديار المصرية ، ذكرهم الحمداني ثم قال : وهم بنو سهل ، وبنو معطار ، وبنو فهم ، وبنو مسند ، وبنو عسير ، وبنو سباع “.
وجاء في القاموس الجغرافي : ” الفهميين : أصلها من توابع الصف ثم فصلت عنها في تربيع سنة 933 هـ كما ورد في دليل سنة 1224 هـ ، ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ.
الأقواز : هي من المدن القديمة التي اعتبرت ناحية مالية في الروك الناصري من سنة 715 هـ. واسمها الأصلي أقواز بني بحر وردت به في التحفة من الأعمال الأطفيحية وفي تاريخ سنة 1228 هـ. باسمها الحالي المختصر.
الجزيرة الشقرا : هي من النواحي القديمة اسمها الأصلي جزيرة الأقواز وردت في التحفة من صفقة منية القائد من الأعمال الجيزية وبسبب تحول مجرى النيل إلى الغرب أصبحت قريبة من الشاطىء الشرقي تجاه ناحية الأقواز فألحقت بالأطفيحية التي تشمل اليوم بلاد مركز الصف ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي “.
وقد فصل الحمداني وهو مهمندار الديار المصرية منازل عشائر قبيلة لخم في الجيزة وشمال الصعيد حيث نقل عنه المقريزي والقلقشندي قوله : ” وبصعيد الديار المصرية من لخم قوم ، وسكنهم بالبر الشرقي ، وهم سبع أبطن.
الأول بنو سماك ـ وهم المعروفون بالسماكيين ـ وديارهم من طارف ببا إلى منحدر دير الجُميزة إلى ترعة صول وهم بنو مُر وبنو مليح وبنو نبهان وبنو عبس وبنو كريم وبنو بكير ، الثاني بنو حَدّان وديارهم من دير الجميزة إلى ترعة صول وهم : بنو محمد وبنو علي وبنو سالم وبنو مدلج وبنو وعيس.
الثالث بنو راشد وديارهم من مسجد موسى إلى أسكر ونصف بلاد إطفيح وهم : بنو معمر وبنو واصل وبنو مِرا وبنو حبَّان وبنو معاذ وبنو الفيض وهم الفياضة وبنو حجرة وبنو شنوءة ، ولبني الفيض الحي الصغير ولبني شنوءة من ترعة الشريف إلى معصرة بوش ولبني حجرة منهم نصف طرا.
الرابع بنو جعدة وديارهم ساحل إطفيح وهم : بنو مسعود وبنو حدير ـ وهم المعروفون بالحديريين ـ وبنو زبير وبنو ثمال وبنو نصار ، الخامس بنو عدي وديارهم بالقرب ممن قبلهم وهم : بنو موسى وبنو محرب.
السادس بنو بحر وديارهم الحي الكبير وهم : بنو سهل وبنو معطار وبنو فهم – وهم المعروفون بالفهميين – وبنو عسير وبنو مسند وبنو سباع ، السابع قيس ومساكنهم بلاد أسكر ولبني غنيم منهم العدوية ودير الطين إلى جسر مصر ومنهم بنو عمرو وديارهم الرستق ولهم نصف حلوان ولبني حجرة النصف الثاني ونصف طرا.
وعقب القلقشندي على كلام الحمداني في كتابه قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان فقال : ” وقد انتقل بعض أهل هذه الديار عنها ونزلوا البر الغربي من النيل مع شهرتهم بقبائلهم ، وصار من بقي منهم في أماكنهم أهل حرث وزراعة ، ونزل ببلادهم عرب من بني هلبا من جذام ، وهم متحلون هناك بحلية العرب “.
وقال المقريزي في تقديمه لكلام الحمداني في كتاب البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب : ” وبصعيد مصر أيضاً لخم ، واسم لخم بن عدي بن الحارث بن مُرة ابن أُردد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وفي لخم هذه بطون كثيرة “.

أطفيح والصف (في القاموس الجغرافي)
أطفيح هي من أقدم المدن المصرية ، ذكرها جوتييه في قاموسه فقال : إن اسمها المصري الديني بر تب حت و بن بت باح ومعناها رأس البقرة ، واسمها المصري المدني ماتنو ، ولها ثلاثة أسماء قبطية وهي تبيه وتباهت و باتبيه ، واسمها الرومي أفروديتوبوليس ، قال : ويقال لها أطفيح الخمار وكانت قاعدة القسم الثاني والعشرين بالوجه القبلي ومن اسمها القبطي باتييه جاء اسمها العربي أطفيح.
ووردت في المسالك لابن خرداذبه وفي كتاب البلدان لليعقوبي من كور مصر ووردت في في المسالك لابن حوقل أتفيح شرق النيل ، وفي معجم البلدان أتفيح وهي أطفيح بلدة بصعيد مصر ، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة أطفيح من أعمال الجيزية ، وإليها ينسب كورة أطفيح ثم الأعمال الأطفيحية لأنها كانت قاعدة الأعمال المذكورة.
وقد كانت أطفيح قاعدة لمركز أطفيح من سنة 1826 ، ولما رؤي أن بلدة أطفيح واقعة في الجزء الجنوبي من بلاد المركز وأنها بعيدة عن الطريق العام وعن النيل ومحطات السكة الحديدية ، صدر قرار في سنة 1898 بنقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى من أطفيح إلى قرية الصف لتوسطها بين بلاد المركز مع تسميته مركز الصف.
ويشترك مع أطفيح في الاسم والسكن والزمام ثلاث نواح أخرى وهي الحلف وكفر حلاوة ومنشأة سليمان.
فأما الحلف فهو من النواحي القديمة وردت في التحفة من أعمال الأطفيحية وكانت الحلف ناحية قائمة بذاتها وردت في تاريخ سنة 1228 هـ.
وأما كفر حلاوة : فهي من القرى القديمة اسمها القديم القلابية وردت في التحفة من أعمال الأطفيحية ووردت في الانتصار مشوهة باسم اللامة ، وفي تربيع سنة 933 هـ غير اسمها القديم بالحالي كما هو مذكور في دليل سنة 1224 هـ ، ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ.
وأما منشأة سليمان : فأصلها من توابع ناحية أطفيح ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1257 هـ مشوهة باسم الفلاسة.
ولاشتراك هذه النواحي الثلاثة مع أطفيح في السكن وتداخل أراضيها بعضها في بعض ، فقد رؤي عند فك زمام مديرية الجيزة سنة 1900 إضافة زمام هذه النواحي إلى أطفيح وجعلها كلها بلدة واحدة لاسم أطفيح والحلف وكفر حلاوة ومنشأة سليمان كما هو مذكور في جداول أسماء البلاد.
الصف : قاعدة مركز الصف ، هي من القرى القديمة التي اعتبرت ناحية مالية في الروك الناصري من سنة 715 هـ ، وردت في التحفة من أعمال الجيزية.
ولوقوع هذه القرية في متوسط بلاد هذا المركز وقربها من محطة المتانية الواقعة تجاهها على الشاطىء الغربي للنيل ، أصدرت نظارة الداخلية قرارا في سنة 1898 بنقل ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى من بلدة أطفيح إلى الصف هذه ، وبذلك أصبحت قاعدة لمركز الصف من ذلك التاريخ.