
عرب الفيوم في القرن السابع الهجري
في عام 641 هـ قرر الملك الصالح نجم الدين أيوب أن يعين على الفيوم حاكما من طبقة الكتاب وهو الأمير فخر الدين أبو عثمان النابلسي الصفدي والذي قضى ثلاث سنوات في الفيوم أمضاها في عمل إحصاء سكاني وجغرافي شامل جمعه في كتاب صنعة الحي القيوم في ترتيب بلاد الفيوم واشتهر باسم تاريخ الفيوم وبلاده وحصر فيه جملة السكان حيث يقول :
” الباب الخامس : في ذكر الساكنين به وانقسامهم إلى البدو والحضر : أقول وبالله التوفيق إنه لما رسم لي بالنظر في بلاد الفيوم وعمارتها مررت عليه بلدا بلدا وعرفت ساكنيها ولولا خوفي من استشعارهم لأحصيتهم عددا ، فوجدت أكثر أهلها العرب وقد تقسموا إلى الأفخاذ والشعوب وليس فيها من الحضر إلا النزر اليسير ولعلها البلدتان أو الثلاث.
وهؤلاء العرب الساكنون كلهم يتفرعون عن ثلاثة أصول بني كلاب وبني عجلان واللواتيين ، وها أنا أصف أنفارهم في مساكنهم وأعينهم فيها بأماكنهم خارجا عما يرد إليها أيام جدب البلاد منتجعا وينزل بساحتها أوان حمل الغلال منتفعا.
فأما بنو كلاب فيتفرعون على الأنفار التي يأتي ذكرها بأماكنهم : فمنهم بنو جواب والبلاد التي هم بها فدمين الاستنباط أبو كسا ثلاث عنز نصف سينرو الروبيون ، النفر الآخر الأضابطة وبلادهم منية افتى وكفورها وهي دقلوه الفحامة منشأة حويت منشأة غيلان منشأة الوسط الأثلة أبشايه الرمان نصف سينرو.
الحنبوشية فيها مأوى بني زبح وبلادهم أيضا ببيج أنشو كرابسة بور سينرو مسجد عائشة ، بنو غصين من بني كلاب وبلادهم أهريت بني عطا دسيا جردو دنفارة جردو دنفارة أهريت طبها أخصاص العجميين ببيج أنقاش ببيج أندير ششها منية ششها بلالة منتارة حدادة أم السباع بشطا.
بنو عامر من بني كلاب وبلادهم مطول دفدنو بوصير منشأة المطوع من كفور بلالة الصفاونة تنفشار ببيج فرح إطسا باجة خفرا القلهانة منشأة أولاد عرفة أهلها حضر نصارى ، بنو ربيعة من بني كلاب وبلادهم قبشا دموشيه منية الأسقف خفرا فإن سكانها حضر وهم نصارى.
بنو حاتم من بني كلاب وبلادهم المهمسى بلجسوق تطون طليت كنبوت دهما غابة باجة هيشة دموشيه ، بنو قريط وبنو شاكر وبلادهم بحر بني قريط من حقوق مطول شدموه مقران ، بنو جعفر من بني كلاب وبلادهم بأقلول وكفرها.
الأصل الثاني بنو عجلان وينقسم على الأنفار التي يأتي ذكرها : بنو جابر وقيصر من بني عجلان وبلادهم ذات الصفا منشأة ابن كردي من كفور سنورس فانو ونقليفة ونقليفة قياصرة منية كربيس أخصاص أبي عطية سنورس ، للقياصرة كفورهم من بني عجلان منشأة الطواحين بيهمو شلالة شسفه أبهيت أخصاص الحلاق خفرا جرفس القبرا كعبيون.
بنو زرعة من بني عجلان وبلادهم شانة بياض سيلة مقطول الربيات بنديق بورها فرقس العدوة سرسنا مطرطارس المصلوب الملالية الأعلام قشوش صنوفر خور الرماد دموه الداثر هوارة البحرية إبربزيا الزربي خياثمة.
بنو سمالوس من بني عجلان وبلادهم منية البطس الطارمة ترسا بمويه أهلها حاضرة خفراؤهم بنو سمالوس وكفورها ، بنو زمران وبلادهم الكوم الأحمر منشأة نعيم وغير ذلك ، بنو مطير سنهور خاصة.
الأصل الثالث اللواتيون : بنو هاني وهم لواتيون وبلادهم سدمنت ببيج غيلان كوم الرمل طما ، بنو سليمان من لواتة وبلادهم اللاهون أم النخارير هيشة الفردة ، بنو منكنيث وبلادهم ناموسة الحمام هوارة فخذ من لواتة دمشقين كوم دري وهو دموه اللاهون “.

طامية
الأراضي التي يشغلها اليوم مركز طامية بالفيوم كانت في الماضي مغمورة بمياه بحيرة قارون ، وفي العصر الفاطمي بدأت تنحسر مياه البحيرة عن مناطق من الطمي قابلة للزراعة أطلق عليها حوض الطمية نسبة لطبيعة الأرض الطينية اللينة بينما أطلق على الترعة التي تصب هناك في البحيرة اسم بحر البطس.
ويوجد في أقصى جنوب المركز قرية رومانية واحدة قديمة هي بورجوس (فرقص حاليا) ، ثم تأسست في العصر الفاطمي كل من سرسنا ومنية البطس (طامية) وذات الصفا (معصرة صاوي حاليا) ، وفي العصر الأيوبي والمملوكي تأسست الروبيات والمقاتلة والزربي (دار السلام وكفر عميرة حاليا) والروضة ، أما بقية قرى المركز فقد تأسست في العصر الخديوي.
جاء في القاموس الجغرافي : ” طامية هي من القرى القديمة وقد دلني البحث على أنها كانت تسمى منية البطس ، ذكرها الصفدي في تاريخ الفيوم وبلاده فقال إنها بلدة كبيرة واقعة في بحري مدينة الفيوم على بعد أربع ساعات للراكب وشربها من بحر ذات الصفا ، ولما تكلم على بركة الصيد وهي بركة قارون وقال : إن مياه البركة وقت زيادة مياه النيل كانت تؤثر أثرا يسيرا بمزارع منية البطس ، وأقول إنه بسبب ارتفاع المياه وقت الفيضان في بحر البطس الذي عليه بلدة طامية الآن كانت تسيح المياه على أراضيها.
ومما ذكر يتبين أن منية البطس هي بذاتها قرية طامية ، ووردت منية البطس ف قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من الأعمال الفيومية ، وغير اسمها في تربيع سنة 933 هـ فوردت فيه وفي تاج العروس وفي الخطط التوفيقية باسم طمية نسبة إلى الحوض الزراعي الذي يجاور سكنها ، وكان يعرف بحوض الطمية ثم حرف الاسم إلى طامية وهو اسمها الحالي الذي وردت به في تاريخ سنة 1230 هـ ، ولا يزال بحر البطس الذي نسبت إليه منية البطس وهي طامية موجودا يمر تحت سكنها محتفظا باسمه إلى اليوم يقال له مصرف البطس أو مصرف طامية “.
وجاء عنها في الخطط التوفيقية : ” طمية : قرية بقسم أول من مديرية الفيوم ، واقعة فى نهاية المديرية من جهة الشمال بقرب الجبل الموصل إلى دهشور ، ولها سوق كل أسبوع ، وبها خان ينزله المسافرون وسويقة دائمة يباع فيها نحو الخبز والجبن والبيض ، وبها جامع وأشجار كثيرة ، وأهلها مسلمون ، ومنهم من يتكسب من الزرع ، أو القيانة أو صباغة النيلة ونسج الحصر السمار وغيره.
وكانت قديما يزرع فيها صنف النيلة بكثرة فكان عمدتها محمد منسي يزرع نحو ألف فدان نيلة ويحصل من ذلك أرباحا جسيمة ، وكان رجلا كريما يحب الضيفان ، وبها من الجهة القبلية وابور لحلج القطن ، وفى بحريها باطن متسع قديم عرضه أكثر من مائتى قصبة وعمقه نحو خمسة وعشرين ذراعا معماريا ، ويظهر أنه حدث بعد قطوع حصلت فى جسر اليوسفي فى الأزمان السالفة ، فحفره انصباب المياه حتى وصل الحفر إلى الحجر ، وأذهب جميع المواد الطينية والرمال التى كانت تراكمت فوقه “.

روضة الأمير خير بك الأشرفي
في القرن التاسع الهجري قرر الأمير المملوكي خير بك من حتيب الأشرفي تأسيس قرية جديدة بجوار ضيعته الواقعة ضمن إقطاعه في الأعمال الفيومية وأطلق عليها اسم الروضة وهي بمركز طامية حاليا ، واسم الأشرفي نسبة إلى السلطان الأشرف برسباي الذي أعتقه ورباه وكلمة من حتيب تعني الأمير الذي اشتراه أو اسم التاجر الذي أحضره حيث كان يقال من حتيب وليس ابن حتيب ، وقد احتفل الأمير بافتتاح القرية في مناسبة كبرى دعا فيها وقتها السلطان الأشرف قايتباي وكبار أعيان الدولة.
وقد جاء في القاموس الجغرافي : ” الروضة : هي من القرى التي أنشئت في القرن التاسع الهجري ، أنشأها الأمير خير بك حتيب الذي يقال له ابن حديد في سنة 880 هـ بدليل أن السخاوي لما تكلم في الضوء اللامع على ترجمة هذا الأمير قال : ومن أعماله المكان الذي عمله بالفيوم وسماه الروضة اشتمل على مزدرع قصب وفاكهة وبستان عظيم ومعصرة قصب وطاحون فارسي يدور بالماء بدون دواب ، وصارت الروضة بلدا به مكاتب أطفال وغيرها ومسجد فيه خطبة.
وزاد ابن إياس في تاريخه على ما ذكر أنه في سنة 880 هـ توجه السلطان الأشرف قايتباي إلى الفيوم لرؤية هذه المنشآت ، ويستفاد مما ورد في دليل سنة 1224 هـ أن هذه القرية اعتبرت ناحية مالية قائمة بذاتها وفصل لها زمام خاص من أطيان ناحية الروبيات في تربيع سنة 933 هـ ، ووردت في دفتر المقاطعات (الالتزامات) سنة 1071 هـ وفي تاج العروس ضمن قرى الفيوم ، وفي تاريخ سنة 1231 هـ باسم الروضة فيوم لتمييزها من الروضة التي بمركز ملوي بمديرية أسيوط ، وفي تاريخ سنة 1273 هـ وردت باسمها الحالي بغير مميز “.
وقد ذكره السخاوي في كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع فقال : ” وَكَانَ قد كتب الْخط الْجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدّين ، وَكَانَ يفهم فِيهِ فِي الْجُمْلَة لَكِن رُبمَا توغل وأبرز أَمْثِلَة لَو سكت عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وحرص كل الْحِرْص على أذكار وأوراد وألفاظ يَأْتِي بهَا ملحنة وَيسْتَعْمل الْأَوْلَاد وَنَحْوهم فِي حفظهَا ، كل ذَلِك مَعَ الْعقل ومزيد الدّيانَة والصدع بِالْحَقِّ والشجاعة والسياسة وَالتَّدْبِير ومحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد الْأَدَب مَعَهم والتودد إِلَى النَّاس وَالْكَرم وَالْبر وَحسن السمت والفصاحة والبهاء.
ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ فَرد فِي أَبنَاء جنسه وَمن آثاره السَّبِيل الَّذِي أنشأه وَالْمَسْجِد والمكتب بِالْقربِ من جَامع الماس وَالْجَامِع الأنيق بزقاق حلب وَكَذَا بَيت سكنه بِهِ وَمَا اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زِيَادَة على الْمُعْتَاد ، وَالْمَكَان الَّذِي عمله بالفيوم وَسَماهُ بالروضة اشْتَمَل على مزدرع قصب وَفَاكِهَة وبستان عَظِيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يَدُور بِالْمَاءِ بِدُونِ دَوَاب ، وَصَارَ بَلَدا بِهِ مكَاتب أَطْفَال وَغَيرهَا وَفِيه خطْبَة ، وإجراؤه المَاء بخليج كمل حفره ووسعه وَصَارَ مُتَّصِلا من الْيَمَانِيّ إِلَى الْمحلة قبل أَوَائِل جَرَيَانه بشهرين.
وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا ، إِلَى غير ذَلِك من الدُّرُوس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مِمَّا لم يشْتَرك مَعَه غَيره فِيهَا ، وَقد جَلَست مَعَه كثيرا بل وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس بِمَكَّة كَانَ يجلس فِيهَا بِدُونِ حَائِل ويمنعني من ذَلِك رَغْبَة فِي مزِيد الْأَدَب وتعظيما للْعلم وَحَمَلته وَأحسن إِلَيّ بِمَا يثيبه الله عَلَيْهِ مَعَ الِاعْتِذَار .. فَأَقَامَ بهَا على طَرِيقَته فِي الْعِبَادَة الزَّائِدَة والاشتغال بِالذكر والمذاكرة وَفِي أثْنَاء ذَلِك توجه لزيارة الطَّائِف وأجهد نَفسه فِي الطّواف وَالْقِيَام إِلَى أَن تعلل بِمَرَض حاد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ دخل عَلَيْهِ الاسهال ، وَمَات فِي منتصف ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة “.

كفر فزارة وبني كعب
جاء في القاموس الجغرافي تفصيل لمنازل القبائل العربية التي نزلت قبل العصر العثماني في مركز سنورس بالفيوم وذكر البلاد التي سميت على أسماء هذه القبائل وهي :
كفر فزارة : هي من القرى القديمة دلني البحث على أنها كانت تسمى مردينة ، وردت في قوانين ابن مماتي ، وفي تحفة الإرشاد مرادينة من الأعمال الفيومية ، وفي الروك الناصري ألغيت وحدتها وأضيف زمامها إلى ناحية ترسا المجاورة لها ، وفي تربيع سنة 933 هـ فصلت عن ترسا باسم فزارة وهو اسم القبيلة العربية التي ينتسب إليها سكان هذه القرية ، وردت باسمها الحالي في دفتر المقاطعات (الالتزامات) سنة 1071 هـ وفي تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي ، ولا يزال يوجد بجوار سكن هذه القرية حوض مرطينة رقم 3 المحرف عن مردينة نحتفظا باسمها القديم.
الكعابي القديمة : هي من القرى القديمة اسمها القديم القبرا وردت في تاريخ الفيوم وبلاده أنها واقعة في الجنوب الغربي لقرية الإخصاص وبالقرب منها ، ثم قال : إن أهلها كعبيون من عرب بني كعب فخذ من بني عجلان ، وفي تربيع سنة 933 هـ غير اسمها وهو القبرا لاستهجانها وسميت الكعابي نسبة إلى بني كعب ، ووردت بهذا الاسم في دفتر المقاطعات سنة 1071 هـ ودليل سنة 1224 هـ ، ووردت في تاريخ سنة 1231 هـ باسم الكعابي القديم تمييزا لها من ناحية الكعابي الجديدة المجاورة لها ، ومن سنة 1259 هـ برسمها الحالي.
الكعابي الجديدة : كان يوجد قرية قديمة تسمى شلالة وردت في تاريخ الفيوم وبلاده بأنها بلدة صغيرة من حقوق سنورس ، وردت في التحفة محرفة باسم شلالية والمددلية من أعمال الفيوم والصواب شلالة والملالية كما ورد في تاريخ الفيوم وقوانين ابن مماتي ، وبسبب خراب سكن قرية شلالة فإنه في تاريخ سنة 1230 هـ قيد زمامها باسم نزلة من توابعها تعرف بالكعابي أصل أهلها من ناحية الكعابي ، ولأجل التمييز بين البلدتين سميت الكعابي الأصلية الكعابي القديمة وسميت النزلة الكعابي الجديدة ، وأما قرية الشلالة المندرسة فيدل على مكانها حوض شلالة رقم 18 بأراضي ناحية الكعابي الجديدة هذه.
التوفيقية : أصلها من توابع نقاليفة وكانت تسمى الكلابيين ثم فصلت عنها بالاسم المذكور في تاريخ سنة 1237 هـ وبقيت بهذا الاسم إلى أن طلب أهلها تغييره لاستهجانه في نظرهم وتسميتها التوفيقية لما يقصد من معنى التوفيق وهو مصدر هذه الكلمة ، ووافقت وزارة الداخلية على هذا التغيير بقرار أصدرته في 11 نوفمبر سنة 1928 ، وهذه القرية أنشأها جماعة من بني كلاب فعرفت بالكلابيين نسبة إليهم ، وبنو كلاب من القبائل العربية التي نزلت في الفيوم وتكلم عليها صاحب تاريخ الفيوم وبلاده.
بني عثمان : أصلها من توابع ناحية سنورس ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1270 هـ ، وفي جداول الداخلية بني عثمان بالثاء المثلثة .. منشأة بني عثمان : تكونت من الوجهة الإدارية بقرار في سنة 1935 ، وفي سنة 1936 صدر قرار بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحيتي بني عثمان وكفر محفوظ وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية وتنسب إلى بني عثمان التي فصلت هذه الناحية من زمامها.

سنورس وكفر بني عثمان
في الخطط التوفيقية : سنورس قرية كبيرة من قسم مدينة الفيوم بحرى المدينة بنحو ثلاث ساعات ، أبنيتها من اللبن والآجر وبيوت أكابرها على دورين ، وفيها نخيل بكثرة وحدائق ذات عنب وتين وليمون وكمثرى وبرقوق ورمان وتفاح ، وفيها سويقة دائمة يباع فيها نحو المأكولات وأنواع العقاقير ، غير السوق الذى ينصب كل يوم جمعة يباع فيه المواشى وخلافها ، وتكسّب أهلها من الزرع المعتاد والفواكه ، ومنهم التجار وأرباب الحرف ، وتعمل فيها الحصر السمار الجيدة ويتجر بها فى مصر وخلافها.
ومثلها ناحية الروضة وكفر عميرة وناحية فرقص ، جميعها من بلاد الفيوم ، ويزرع السمار بأرضها وزرعه كزرع الأرز غير أنه أقل كلفة منه من حيث خدمة الأرض ، فيكتفون بجعل أرضه حيضانا ويملئونها بالماء ثم يبزر حبه ، ولا يحتاج إلى جودة الأرض بل إلى إدامة السقى ، فإذا أدرك جذ وجعل حزما وترك حتى يجف فى الشمس والهواء ، وهو غير السمار المغراوى ، فإن ذلك يجلب من جهة فى غربى بلاد البحيرة يقال لها مغرة ، على مسافة ثلاثة أيام من وادى النطرون.
ثم إن أطيان هذه البلده نحو ستة آلاف فدان غير أبعاديات تزيد على أربعة وعشرين ألف فدان على بركة القرن المسماة بين الأهالى بالخرج ، وبين هذه القرية وبين المدينة طريق سلطانى ، وفى جنوبها الشرقى ناحية المعصرة على بعد ساعة ، وفى غربيها بنحو نصف ساعة قرية ابهيت الحجر.
ومن أهالى سنورس الأمير نصر بيك عثمان ، كان ناظر قسم الفيوم ثم ترقى إلى أن صار مدير الفيوم سنة ست وخمسين ومائتين بعد الألف ، وقت أن كان أحمد باشا المنكلى مدير الأقاليم الوسطى ، ثم توفى وترك ذرية منهم الحاج عثمان هو الآن عمدتها ، وفى زمنه قد عزل ربع مشيخته من البلد وجعله كفرا مستقلا ، وسماه كفر بنى عثمان وهو إلى الآن على ذلك.
ولها بحر ، فمه من اليوسفى بجوار النواعير من الجهة الشرقية ، وعلى ذلك الفم قنطرة بثلاث عيون وعليه سواقى هدير وطواحين ماء بخارية ، والنواعير تمر إلى مدينة الفيوم من شرقيها وتنفصل عنها ببحر ترسة ، ويمتد البحر المذكور شمالا قدر نحو ساعة ، ثم ينقسم بنصبة هناك ثلاثة أقسام : فالغربى يجرى إلى ناحية بيهو الصنم ، وهى قرية سميت بهذا الاسم بسبب أن فى بحريها حائطين ، طول كل منهما نحو أربعين ذراعا فى عرض نحو أربعة أذرع ، من حجر واحد فى ارتفاع خمسة عشر ذراعا تسميها الأهالى الصنم.
والقسم الوسط يجرى إلى سنورس والشرقى يجرى إلى الشمال الشرقى نحو نصف ساعة ، وينقسم كذلك خمسة أقسام : أحدها وهو الغربى يجرى إلى ناحية جرمس ، والذى يليه إلى قرية جبلة والذى يليه إلى الأخصاص ، والرابع إلى ناحية منشأة عطيفة ، والخامس إلى ناحية الكعابى القديمة ، والعادة أن الماء يكون فوق أعتاب النصب بقدر ذراع أو أقل لا أكثر ؛ وذلك فى وقت الفيضان ، وأما فى وقت الاحتراق فيكون فوق الأعتاب بقدر خمس متر فأقل ، وجميع الأعتاب فى النصبة الواحدة فى مستوى واحد ؛ باعتبار أعلى الأراضى المخصصة لها تلك الأعتاب.

العجميين وبني غصين
في العصر الفاطمي نزلت في أجوار إبشواي القديمة عشائر من بني غصين وهم فرع من بني كلاب فأسسوا عدة قرى كان أكبرها إخصاص العجميين ، وردت في تاريخ الفيوم وبلاده وفي قوانين ابن مماتي وتحفة الإرشاد وفي التحفة من الأعمال الفيومية ، وفي تربيع سنة 933 هـ حذف منها كلمة الإخصاص التي تعني المساكن فوردت باسم العجميين.
جاء في الخطط التوفيقية : ” العجميّين قرية من مديرية الفيوم هى رأس قسم موقعها فى غربى مدينة الفيوم على نحو ثلاث ساعات ، وفى الجنوب الغربى لقرية سينرو ، ومبانيها من اللبن والآجر ، وبها مساجد جامعة وشون أصناف وحدائق بكثرة تشتمل على أنواع الفواكه والرياحين ونخيل نحو مائة وخمسة وعشرين ألف نخلة ، وكان يخصص عليها زمن العزيز محمد على باشا فى كل يوم ألف مقطف من الخوص للوازم العمليات بالقطر المصرى ، وكان يرد عليها الخوص من البلاد فيشترونه لذلك.
ومن أهالى الناحية حزين أغا كان ناظر قسم زمن العزيز محمد على وجعل فى زمن الخديوى إسماعيل باشا من نواب الشورى ، وفيها أيضا شجر الزيتون ، وكان الأهالى سابقا يوردون المتحصل منه فى شون الأصناف ويأخذون ثمنه وكذلك الورد ، ثم يستخرج ماء الورد وزيت الزيتون على طرف الميرى ، ثم بطل ذلك ، وصار كل إنسان يتولى زيتونه وورده بنفسه يفعل به كيف يشاء.
وللعجميين بحر فمه من اليوسفى بقرب مدينة الفيوم ، وله قنطرة بعينين ، والأهالى يسمون العيون أبوابا ، والعادة أن العين لها باب من الخشب يفتح ويقفل بحسب الحاجة ، ثم إن ذلك البحر يمتد إلى جهة الغرب نحو ساعتين ، فتوجد به نصبة ينقسم عندها إلى قسمين : القسم القبلى لهذه الناحية ، والبحرى لناحية أبشواى الرمان وناحية أبى كساه وأبى جنشوا ، وبقرب العجميين فى شمالها ينقسم أيضا بنصبة إلى قسمين : البحرى لناحية أبى كساه ، والقبلى لناحيتى أبشواى وأبى جنشوا.
وهذا الفرع الأخير يمتد مغربا إلى أن يقرب من أبى جنشوا ، فتوجد به نصبة ينقسم عندها قسمين : القبلى يكون لأبى جنشوا ، والبحرى لناحية أبشواى الرمان وتسمى أيضا أبشيه وهى مشهورة بعمل الجبن المسمى بالجبن الأبشيهى كما أن جبن المنزلة لجودته مشهور بالمنزلاوى ولها شهرة أيضا بعمل ثياب الصوف الجيدة ، ويشاركها فى ذلك من بلاد الفيوم عدة قرى ، كقرية المنزلة وقلم شاه وسرسا.
وأما قرية أبى كساه فشهرتها العنب لجودة عنبها عن عنب غيرها من بلاد الفيوم فإن حبه وإن كان صغيرا لكنه شديد الحلاوة ورقيق الجلدة وإن ترك على أصله جف وتزبب ، ولناحية أبى كساه خزان فى شرقيها حاجزه الشمالى مبنى بالآجر والمونة وطوله يقرب من مائتى ذراع وسمكه يختلف من ذراعين إلى ثلاثة وارتفاعه نحو عشرة أذرع ومساحته نحو مائتى فدان ، ويمتد فيه الماء إلى جهة الجنوب نحو نصف ساعة ..
سينرو : قرية من بلاد الفيوم بقسم العجمين واقعة فى الشمال الشرقى للعجمين وفى شمال فدمين ، وأبنيتها بالآجر واللبن ، وبها جامع بمنارة ونخيل كثير وبساتين كذلك ، وعنبها مشهور بصدق الحلاوة ، وبها شجر الزيتون ، وأطيانها كثيرة عالية يحتاج ريها لكبير عمل ؛ فتسدّ لها أبحر الفيوم فى شهر بابه لعدم كفاية بحرها.
وقد كان عمل لها بحر فى زمن على بيك الكبير فى شرقى مدينة الفيوم فمه من اليوسفى ، ويسمى بحر المنقورة يمر من قبلى المدينة ، ثم يمر بقبو من فوق بحر مطول ، وبقبو آخر من فوق بحر جزوا ، ثم بقبو من فوق بحر سنباط ، ثم بقبو من فوق بحر تلات ، ثم بقبو من فوق بحر العجميين ، ثم بقبو سادس من فوق بحر سينرو حتى ينصب فى الملقة العالية فيتمم ريها ، ومن أهالى هذه الناحية سيد أحمد الخولى ، مشهور بالكرم “.

النزلة
يرجع تأسيس مركز يوسف الصديق بالفيوم إلى العصر الحديث ما عدا قرية واحدة وهي النزلة التي كانت تسمى الحنبوشية والتي بنيت في العصر الفاطمي على يد قبائل عرب الأضابطة وبني زبح وهم فرع من بني كلاب وامتدت منازلهم منها تدريجيا حتى وصلت وادي الريان ، وعلى أرض نزلة الحنبوشية تأسست بقية القرى في العصر الخديوي.
جاء في القاموس الجغرافي : ” النزلة : هي من النواحي القديمة اسمها القديم الحنبوشية وردت في تاريخ الفيوم وبلاده بأنها بلدة كبيرة في آخر عمل الفيوم من الغرب ، وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الفيومية ، ويستفاد مما ورد في دليل سنة 1224 هـ بأنه كان يجاور الحنبوشية حوضان زراعيان كبيران يطلق على أرضهما غيطي سنهابة والوسطانية.
وفي تربيع سنة 933 هـ قسمت أراضي ناحية الحنبوشية إلى ناحيتين وأضيف إلى إحداهما غيطي سنهابة والوسطانية وأطلق على هذه الناحية اسم النزلة والحنبوشية وأطلق على الثانية اسم الأزابطة والحنبوشية حيث نزل بها جماعة من عرب الأضابطة فخذ من بني كلاب كما ورد في تاريخ الفيوم.
ووردت في تاريخ سنة 1230 هـ باسم النزلة وبعضهم يسميها نزلة شكيتة نسبة إلى الشيخ محمد شكيتة الذي كان عمدة لها في ذاك الوقت ، ووردت في الخطط التوفيقية شكيتة في حرف الشين قرية من بلاد الفيوم من قسم العجميين ، وكانت النزلة تابعة لمركز إطسا فلما أنشىء مركز إبشواي في سنة 1929 ألحقت به لقربها منه “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” شكيتة قرية من بلاد الفيوم من قسم العجميين ، ويقال لها نزلة شكيتة ، واقعة فى آخر بلاد الفيوم من الجهة الغربية على شاطئ وادى المنية المسمى عند الأهالى وادى النزلة ، وفيها مساجد عامرة ونخيل وأشجار وأبنية جيدة ، وأرضها خصبة ، بينها وبين المدينة نحو أربع ساعات ، والطريق منها إليها طريق سلطانى.
وأطيان ناحية شكيتة متسعة جدا وأكثرها من وادى الريان ، وكانت العرب تقيم فى غربى نزلة شكيتة بجوار قصر قارون ، ولشيخ العرب الجبالى قصر فى شرقى قصر قارون وفى غربى النزلة على نحو ساعتين ، وقد بقيت أراضى وادى الريان مدة مدثورة ، والعرب ترعى فيها وتزرع ما يصلح منها للزرع بلا مقابل.
إلى أن جلس الخديوى إسماعيل باشا على التخت فمنع عنها العرب ، وأدرجت فى ضمن الزمامات وأعطى منها أبعاديات وما بقى اندرج فى أطيان الدائرة السنية ، وأصلح جميعها وأخصبت وصارت تزرع بأصناف المزروعات ، وفم بحر هذه الناحية من اليوسفى قبلى بحر عروس وعليه سواق وطواحين هدير.
وقبلى فمه بنحو ثلث ساعة دير عامر بالنصارى يسمى دير العذراء وبعضهم يسميه دير العرب لأن موقعه فى شرقى ناحية العرب ، والأقباط يترددون إليه دائما ، ومن أهالى هذه الناحية محمد شكيتة كان ذا ثروة وشهرة فى الكرم فائقة واعتبار عند جميع العرب والأهالى وبعد موته بقيت الشهرة لذريته إلى الآن “.

حطي الفرجان
في القرن التاسع الهجري نزلت عشائر قبيلة الفرجان في الفيوم واستقروا بالتدريج في عدة تجمعات سكنية عرفت باسم حطيان الفرجان ثم حرفت الكلمة إلى حطي وتعني المنازل الدائمة للقبيلة وذلك للتفرقة بين الفرجان المستقرين الذين اشتغلوا بالزراعة وبين غيرهم الذين ظلوا في الخيام ثم توطنوا بعد ذلك ، ومن أوائل هذه المراكز قرية عرفت في العصر الحديث باسم حطى الفرجان بمركز طامية بالإضافة إلى عدد كبير من العزب والنجوع في كافة مراكز محافظة الفيوم.
جاء في موسوعة القبائل : ” في الفيوم يروي لنا الشيخ محمد عبد العليم العبد نوير من كبار السن في قبيلة الفرجان والمقيم في قرية السيلين بمركز سنورس محافظة الفيوم حيث تقطن عشيرة نوير وهي من أكبر عشائر الفرجان هناك ، فقال : إن الفرجان بالفيوم من فخذين كبيرين هما الرميثات والحوامد ، وهم منتشرون بالفيوم وبني سويف والجيزة خاصة في العياط والحوامدية والمنصورية وإمبابة ، وفي الوجه البحري بالشرقية خاصة في جزيرة سعود مركز الحسنية وشلشمون ومنيا القمح وطنطا وخاصة في صفط تراب وميت غمر بالدقهلية وكفر الشيخ والمحمودية بالبحيرة “.
واستطرد محمد الطيب في الموسوعة حيث ذكر فروعها ومنازلها بالتفصيل فقال أن من أشهر عشائر الفرجان عشيرة فراج وفيها زعامة ورياسة الفرجان وينسب إليها العمدة حسن بيك فراج – رحمه الله – ، كان عمدة قبيلة الفرجان ، وتقيم عائلة فراج بقرية جبلة مركز سنورس بالفيوم ، ومن عمد الفرجان أيضًا شبيب النبيشي وهو من أبرز عُمد الفرجان – رحمه الله – وكذلك العمدة شاكر محمد طلبة فراج – رحمه الله –
عشيرة نوير ومنهم شيخ العرب كامل مبروك سعداوي نوير – رحمه الله – والشيخ محمد عبد العليم العبد نوير ويعد نسابة للفرجان ، عشيرة عجرة النبيشي ويقيمون بقرية التوفيقية مركز سنورس بالفيوم ، عشيرة البطران وتقيم في نجع البطران تبع قرية السيلين بالفيوم ، عشيرة الهلايلة ويقيمون بقرية بني صالح بمركز الفيوم ، عشيرة أبو العيد وتقيم بعزبة اليوزباشي تبع قرية المظاطلي مركز طامية بالفيوم.
فرجان الحطيان : وتعني كلمة الحطيان هم الفرجان الذين يقيمون بالمنازل وتعني كلمة الخيش هم الفرجان الذين يقيمون بالخيام. وقرية الحطيان تبع مركز طامية بالفيوم ، وتقطن بالحطيان عائلات الفرجان الشهيرة مثل معتوق ، وأبو زيد ، وهويدي ، وحبيشي ، وفرج ، ومجاور ، وحيز ، وموسى ، وشحات. وأماكن الاستقرار في حطيان الفرجان ، ونجع خلوصي ، والمدنية ، وعزبة جلالة ، والغابة مركز طامية.
فرجان مركز الفيوم ويقيمون بعزبة طاهر والعدوة وسيلا والناصرية ، فرجان إطسا ويقيمون بمنشأة عبد المجيد والحوشة وحشمت والحجر وفرحات ومنية الحيط مركز إطسا ، فرجان أبشواي ويقيمون بعزبة جاد سالم تبع قرية المشرك ، وقارون ، والخالدية ، وقصر الجبالي ، والصبيحي وأبو كساة.
ويرجع نسب قبيلة الفرجان إلى فراج بن حمدان وينسب إلى الأشراف الأدارسة وهي من أكبر قبائل المرابطين في مصر وليبيا وتونس والجزائر وهم مشهورون بالورع والتقوى ولهم انتشار في الوجهين القبلي والبحري وقد نزلوا إلى الفيوم وسائر مصر في القرن التاسع الهجري.
وتوجد عشائر الفرجان في بني سويف بمعصرة أبو صير وسمسطا والفشن ، وفي المنيا في الكوم الأحمر وأبو قرقاص (نجع عرب بلال منصور ونجع مبروك نصر) وفي بني مزار (نقطة عرب علي عبد الله والبهنسا وههيا) ، وفي الجيزة الحوامد ومنهم عائلة بركات ويقطنون كفر بركات بالعياط والحوامدية ، وعائلة عابد وعائلة نوير بالبدرشين والعزبة الغربية وكذلك بعزبة غيضان مركز إمبابة.
وفي الوجه البحري يقطنون بجزيرة سعود وشلشمون ومنيا القمح بالشرقية ، وفي عزبة الفرجاني ميت أبو خالد مركز ميت غمر ، وفي صفط تراب المحلة كما استقرت بعض عائلات الفرجان بعزبة الشبكة بكفر الشيخ والمحمودية بحيرة.

قصر الجبالي
قرية بمركز يوسف الصديق بالفيوم تاسست في نهاية القرن التاسع عشر وسميت نسبة إلى شيخ قبيلة الحرابي الجبالي حسين عبد الرحمن ، والحرابي واحدة من فروع قبيلة السعادي التي ترجع في نسبها إلى قبيلة بني سليم العربية المعروفة ، وهم أبناء حرب بن عقَّار بن الذئب بن أبي الليل وله من الأولاد عبيد ومنه العبيدات وهم أكبر بطون الحرابي ، ولحرب حواس ومنه الحاسة ، وإدريس ومنه الدرسة ، وحمد ومنه أولاد حمد ، وقد انضم للحرابي فايد ابن أخي حرب وأصبح ضمن القبيلة وبطنًا من بطونها ، وفايد هو غير قبيلة الفوايد من البراغيث من السعادي ، كما انضم للحرابي البراعصة وأصلهم من الأدارسة الأشراف.
وذكر محمد سليمان الطيب في هامش الموسوعة عن الجبالي : ” الجبالي عائلة في الحرابي وهم غير قبيلة الجبالية في جنوبي سيناء أو بعض أهل فلسطين المنسوبين لبلدة جبالية هناك فاحذر من الخلط بينهم ، والجبالي الحرباوي أكثرهم في محافظة الفيوم ومنهم كان حميدة الجبالي عمدة الحرابي في الفيوم في أوائل هذا القرن ، وتوجد بلدة قصر الجبالي بأبشواي منسوبة لهم ، علاوة على عدة عزب تنسب إلى الجبالي ، وفي جرجا يوجد نجع الجبالي ، وفي المنوفية يوجد كفر الجبالي وعزب مبروك الجبالي ورياض بيك الجبالي وللأخير عزب في شبين الكوم وتلا منوفية ، وفي طنطا غربية ، ولمبروك عزبة في كفر الشيخ ، وهناك أسر متفرقة من الجبالي في قرى بناس بقويسنا منوفية ، وفي كفر الزيات وفي أبو حمص وأبو المطامير بحيرة ، وفي مدينة الإسكندرية “.
وجاء في القاموس الجغرافي لمحمد رمزي : ” قصر الجبالي تكون من الوجهة الإدارية في سنة 1898 ، وفي سنة 1921 صدر قرار بفصله بزمام خاص من أراضي ناحية النزلة وبذلك أصبح ناحية قائمة بذاتها من الوجهتين الإدارية والمالية ، وينسب هذا القصر إلى شيخ العرب الجبالي حسين عبد الرحمن من عربان الفوائد وصاحب إحدى العزب المكونة لهذه الناحية ، وكانت تابعة لمركز إطسا فلما أنشىء مركز إبشواي في سنة 1929 ألحقت به لقربها منه ” ، وقد نسب الجبالي إلى الفوايد لأنه كان شيخ عربان الفيوم وقتها.
وجاء في موسوعة القبائل العربية : ” وبدأ نزوح بعض فخوذ من الحرابي إلى مصر في شكل جماعات متتالية صغيرة خلاف قبائل السعادي التي نزح معظمها في شكل جماعة كبيرة مجتمعة ، وكان زعيم الحرابي رياض بيك الجبالي وهو من عائلة الجبالي المعروفة في وجه بحري والفيوم الآن ، وقد نزحت هذه العائلة قبل قرنين ونصف قرن تقريبًا من برقة وأقامت في البحيرة ، وتصاهروا مع الدمينات من قبيلة سمالوس ثم تصاهروا مع العواكلة من الفوايد والمبقوش ، وقد ولد زعيم الحرابي في مصر من امرأة في العائلة الاخيرة.
وقد عيَّن الوالي محمد علي باشا الجبالي شيخًا وعمدة للحرابي في الديار المصرية ثم أعطاه لقب زعيم عربان الفيوم ، فقويت الحرابي في مصر منذ هذا العهد ، ومن الحرابي عائلة الجيزة في مصر ، وهذه العائلة كان فيها زعامة الحرابي قبل الجبالي ، ويقيم الحرابي في الفيوم ، وهناك عائلات متفرقة في كفر الزيات غربية وأبو حمص وأبو المطامير بحيرة وفي قويسنا بالمنوفية وفي العامرية ومريوط ومدينة الإسكندرية ويجاورون أولاد علي هناك.
وقال الأستاذ أحمد لطفي : إن ديار قبيلة الحرابي من السعادي تمتد من الفيوم غرب النيل في مصر حتى طرابلس الغرب في ليبيا ، قلت : وقصد لطفي السيد – رحمه الله – أن البلاد من صحراء ونجوع وواحات وقوى ما بين الفيوم وطرابلس لا تخلو من الحرابي ، كناية عن قوة القبيلة وكثرتها في القطرين المصري والليبي.
وأكثر عائلات البراعصة في الفيوم في منشية سكران جبريل وهي منسوبة إلى أحد شيوخهم ، ومنهم في قرى حنا حبيب وشعلان بمركز أبشواي بالفيوم إلى جانب عائلات في مراكز سنورس وغيرها ، وكما هناك حرابي غير البراعصة في شعلان وغيرها من غرب الفيوم ، ويوجد نجع حسان أبو عامر من الحرابي في الصف جيزة “.

قصر بياض
في القرن التاسع عشر منح محمد علي باشا عدة إقطاعيات في الفيوم لتكون منازل دائمة لأبناء قبيلة البراعصة ومنها قرية قصر بياض ومنشية سكران وقصر أبو لطيعة باسل وعزبة الجيلاني ، ومنها انتشرت سائر عشائر البراعصة في كل من بلدة المشرك قبلي وعزبة الشاهد وعزبة السلوت وعزبة المبري وعزبة هويدي ونجع الأبعج ونجع محجوب رحيم وقرية تلات وعزبة عقيلة ومنشأة دكم وعزبة السعداوي ، وتحمل معظمها أسماء عشائر قبيلة البراعصة.
وكانت الحكومة قد منحت أبعادية للشيخ عبد الله بياض بالقرب من صرنو بمديرية الفيوم ، وعائلة بياض بها رئاسة البراعصة في عهد محمد علي باشا ، وتقيم عائلة بياض بقصر بياض وبعزبة محمد علي بياض وبعزبة دكم بياض وعزبة نمر بياض وعزبة حميدة وفي أطراف فيدمين ، ثم منحت بعدها إقطاعيات للشيخ الجيلاني اللافي والشيخ أبو لطيعة عبد الجواد باسل والشيخ سكران جبريل وغيرهم من سائر شيوخ البراعصة.
جاء في القاموس الجغرافي : ” قصر بياض تكونت من الوجهتين الإدارية والمالية بقرارين في سنة 1932 وذلك بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحيتي سينرو والعجميين.
الجيلاني : تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1908 وهي واقعة في زمام أبو كساه وتابعة لها من الوجهتين العقارية والمالية ، وتنسب إلى شيخ العرب الجيلاني اللافي صاحب إحدى العزب التي يتكون منها هذه الناحية ، وكانت تابعة لمركز سنورس فلما أنشىء مركز إبشواي في سنة 1929 ألحقت به لقربها منه.
قصر أبو لطيعة باسل تكونت من الوجهتين الإدارية والمالية بقرارين في سنة 1931 وذلك بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحية الشواشنة والمشرك ، وتنسب إلى الشيخ أبو لطيعة عبد الجواد عبد الله باسل صاحب إحدى العزب المكونة لهذه الناحية.
منشية سكران تكونت من الوجهة الإدارية في سنة 1925 ، وفي سنة 1931 صدر قرار بفصلها بزمام خاص من أراضي ناحية تلات والعجميين وبذلك أصبحت ناحية قائمة بذاتها من الناحيتين الإدارية والمالية ، وتنسب إلى الشيخ سكران جبريل عيلة شيخ قبيلة البراعصة وصاحب إحدى العزب التي تتكون منها هذه الناحية “.
و يفصل ذلك محمد الطيب في الموسوعة فيقول : ” يقيم معظم قبيلة البراعصة في محافظة الفيوم إلى جانب انتشارهم في محافظات أخرى بشمال الصعيد والوجه البحري ، وينتسب معظم براعصة مصر إلى زايد وجليد أبناء موسى بن يونس المعروفين في ليبيا بعائلة طامية وهم قلب البراعصة وبيت الزعامة والرئاسة فيهم ، ومن أهم عائلاتهم بالفيوم بياض ومفتاح وباسل ولابد وهويدي وعقيلة ، كما ينتسب بعض البراعصة بالفيوم إلى عائلة عبد نسبة إلى عبد بن مسعود بن برعاص.
ومن عائلاتهم الهاين والمبري وبعيص والبراني وأبو حرق ، كما ينتسب بعض البراعصة إلى اليتامى نسبة إلى الإخوة الملقبين باليتامى من أبناء مسعود بن برعاص ، ومن أهم عائلاتهم سكران وأبو سيف ومن البراعصة من ينسب إلى أولاد حسين بن برعاص ، ومنهم من ينسب إلي عريف بن مسعود بن برعاص ، ومن عائلاتهم فكيرين والأبعج وحمودة وأبو سنين وأبو بذلة والمبري ومحمود ، وينتشر هؤلاء جميعًا في قري ونجوع ومراكز محافظة الفيوم.
عائلة بياض : ومؤسس هذه العائلة عمار المُلقَّب بياض ابن جليد بن موسى بن يونس بن عبد بن مسعود بن محمد برعاص ، وعمار هو أحد أبناء جليد من زوجته خضراء ويسمون بأولاد خضراء ويلقّب عمار (ببياض)، وقد عقب عمَّار العديد من الأبناء والأحفاد منهم عبد اللّه وحسين ودكم.
وتعد عائلة بياض من أبرز عائلات البراعصة بالفيوم وأوفرها حظًّا ونصيبًا من المدنية والتعليم ، وكاد أحد أبنائها أن يتولى سكرتير عام جامعة الدول العربية وهو أبو بكر سليمان حسين عبد الله عمار بياض جليد ، وكان سليمان بيك حسين عبد اللّه عمار بياض عمدة قبيلة البراعصة بالفيوم ومنحه الملك في مصر لقب الباكوية ، ومنهم العمدة حمد دكم من أبرز رجال البراعصة وأشهرهم ، وتقيم عائلة بياض بقصر بياض مركز أبشواي وبعزبة محمد علي بياض وبعزبة دكم بياض وعزبة نمر بياض وعزبة حميدة وفي أطراف فيدمين.
وكان محمد علي بياض الكبير قائد حملة التبرعات من مصر إلى المجاهدين في ليبيا ، ومعه سعودي نمر بياض وكان يقوم بجمع التبرعات من عرب الفيوم حمد باشا الباسل – رحمه الله -، ويتولى محمد علي بياض توصيلها إلى درنة في شرق الجبل الأخضر ويتولى حراستها “.