مستقبل علم الفحوصات الجينية

هل تذكرون جميعا المشهد الأخير من فيلم (تزوير في أوراق رسمية) عندما قرر البطل أخيرا أن يخبر زوجته الحقيقة التي كانت تريد أن تعرفها طوال الفيلم وهي أي من الولدين ابنها وأيهما ابن المرأة الأخرى لكنها صرخت بالرفض بعد أن مات أحدهما وأصيب الآخر بالشلل .. بالطبع كانت أحداث الفيلم مغرقة في الخيال لأنه من غير المعقول أن تجهل الأم من هو ابنها وهو الأمر الغريزي كما أن أبسط دلائل البنوة هو التشابه المورفولوجي سوف يفرق بوضوح بينهما مع النمو ، أما الآن فقد صار الأمر سهلا بفضل تقنية الحمض النووي (دي ان ايه) التي تستطيع إثبات البنوة أو نفيها عن طريق عينة دم أو مسحة لعاب من الوالدين والطفل ، ولم يعد الأمر مقصورا على ذلك وإنما تعداه إلى إمكانية معرفة السلالة الجينية للفرد وهو ما يعني بوضوح (تحديد الهوية) ومعرفة (الأصل العرقي) ، وبهذا يمكننا أن نجيب على السؤال القديم الذي طرح نفسه على الساحة الثقافية والسياسية مع حركة التنوير وهو .. (هل نحن فراعنة أم عرب ؟) ، لكن المشكلة تكمن فيما سوف يترتب على ظهور النتائج النهائية التي سوف تقطع الشك باليقين وساعتها أرجو ألا يكون موقف البعض مشابها لموقف بطلة الفيلم وأن يكون بحثهم عن الحقيقة متسما بالموضوعية وبعيدا عن التعصب والطائفية مهما بلغت غرابة النتائج ومخالفتها لأماني البعض ودعاواهم.

ولا تزال الفحوصات تجري على عينات محدودة وكلما زاد عدد العينات تغيرات النتائج بالتبعية ، وسوف نعرض هنا لنتائج الفحص الذي أجرته شركة فاملي تري على المصريين الحاليين ورصدت فيها تنوع السلالات الجينية (مع ملاحظة أن هذه هي نتيجة عينة الفحص وليس عموم المصريين) حيث جاءت النتائج الأولية مبهرة حيث التنوع الجيني الكبير في مصر دونا عن بقية دول المنطقة حيث إن مصر هو الوحيدة التي تملك جينات مشتركة مع كل جيرانها في الوطن العربي كأنها مركز الدائرة .. وقد رصدت فيها السلالات التالية :

1 / سلالة النيلوتيك A (المجموعات النيلية في حوض النيل مثل الدنكا وغيرها وتوجد في العينة بنسبة 2,7%).

2 / السلالة الافريقية الجنوبية E1a (تسود في افريقيا جنوب الصحراء ومنها قبائل البانتو في الجنوب وسكان افريقيا المدارية الغربية وتوجد في العينة بنسبة 2%).

3 / السلالة الافريقية الشمالية E1b (تعرف مجازا بالسلالة الحامية) والتي انساحت من اثيوبيا إلى شمالي القارة وتفرعت منها فروع عديدة أهمها :

ـ سلالة البحر المتوسط m78 وفرعها v12 (في الحبشة والسودان والصومال ومصر وتشكل 18,4% من العينة).

ـ سلالة البحر المتوسط m 78 وفرعها v13 (شكلت في الماضي سكان أوروبا الاوائل والآن تتركز في جنوب البلقان وألبانيا وفي مصرالآن أقل من 1% في عينة الفحص).

ـ السلالة الحجازية m123 (تشكل نسبة كبيرة اليوم من عرب الحجاز والشام ويعتقد بعض الباحثين انها سلالة العرب البائدة وأنها أول من سكن الجزيرة العربية والشام قبل الآخرين وتشكل نسبة 9,5% من العينة).

ـ السلالة الأمازيغية m81 (في بلاد المغرب العربي والصحراء الكبرى وتشكل في عينة الفحص نسبة 8,2%).

4 / السلالة القوقازية G (وهذه السلالة موجودة في العينة بنسبة 9,5% ويرجح أنهم أحفاد المماليك).

5 / السلالة النوردية I : (توجد بنسب قليلة جدا في الشام بسبب الحروب الصليبية ونسبتها في عينة الفحص الممصرية أقل من 1%).

6 / سلالة الشرق الأوسط J وتنقسم إلى شمالي وجنوبي كالأتي :

ـ الفرع الشمالي J2 : (مكون أساسي في حضارات البحر المتوسط والرافدين وتوجد في العينة بنسبة 12,2% وتتركز في الوجه البحري).

ـ الفرع الجنوبي J1 : (سلالة معظم القبائل العربية والأمهريين واليهود الأصليين وهي أكثر السلالات وجودا في عينة الفحص بنسبة 19,7% وتتركز في الصعيد ، وقدر وقت دخول أحد فروعها القديمة الى مصر منذ ستة الاف عام)

7 / السلالة العيلامية T : (تتركز الآن في قنا والأقصر وساحل البحر الأحمر وتشكل نسبة 7,5% من العينة).

8 / السلالة P : (وهي سلالة آسيوية مندثرة توجد في العينة بنسبة 1,4%) ويرجح دخولها مصر مع المماليك.

9 / السلالة الهندوأوروبية الآرية R : وتنقسم إلى فرعين هما :

ـ فرع الآريين الغربيين (الأطلسي) R1b : (دخل مصر في وقت مبكر عن طريق آسيا قبل أن يدخل أوروبا ويوجد في العينة بنسبة 4,1%).

ـ فرع الآريين الشرقيين (السلافيين والفرس) R1a : (ويرجح دخوله مصر في زمن حديث نسبيا وتوجد هذه السلالة ف العينة بنسبة 3,4%).

وقد ثار مؤخرا جدل كبير دار في أوساط المهتمين بالتاريخ المصري القديم بعد أن أعلنت بعض المراكز البحثية الغربية منذ بضعة أعوام نتائج فحص الحمض النووي دي ان ايه الذي أجري على مومياء اثنين من الملوك حيث جاءت نتيجة توت عنخ آمون على السلالة الجينية R1b والتي ينتمي لها معظم سكان أوروبا الغربية حاليا بينما جاءت نتيجة رمسيس الثالث على السلالة الجينية E1a والتي ينتمي لها غالبية سكان أفريقيا جنوب الصحراء (البانتو والهوسا وغيرهم) وقد شكك الكثيرون في هذه النتائج بسبب عدم وجود هيئة قياسية موحدة تشكل مرجعا للفحص ولا يوجد أي رقابة على جميع المراكز البحثية في هذا المجال الذي يعد حديث الظهور ، وكان وجه الاعتراض بسبب مخالفة هذه النتائج للسلالات الجينية السائدة حاليا بين أبناء مصر والمنطقة العربية الذين ينتمون إلى السلالة J1c والمنتشرة في الجزيرة العربية وأعالي الفرات والشام ومصر وشمال أفريقيا متداخلة مع السلالة E1b والتي تضم سكان الحجاز ومصر والأحباش والأمازيغ حيث يستند بعض الباحثين إلى فرضية انتماء المصريين القدماء لأحد فروع هذه السلالة (V12) بتحوراتها المختلفة دون غيرها وهو الأمر الذي يصعب إثباته لأن النقاء الجيني لا يوجد إلا في الشعوب المنعزلة مثل سكان أستراليا الأصليين وهنود أمريكا اللاتينية بينما كانت وتيرة الاختلاط الإثني عالية في مصر طوال تاريخها.

ولحسن الحظ فإن هذا الجدل يوشك على الانتهاء لأنه خلال وقت قليل سوف تكون تقنية فحص الحمض النووي متاحة في مصر تحت إشراف جهات بحثية معتمدة بحيث يمكن للفرد العادي معرفة انتمائه الجيني فضلا عن إعادة فحص جميع المومياوات الملكية وغيرها والمحفوظة في المتحف المصري وهنا سوف يبرز سؤال هام : ماذا لو كانت نتائج الفحوصات الغربية صحيحة .. هذا يعني أن الأسرة 18 (العمارنة) ذات جذور آسيوية (لأن هذه السلالة في الزمن القديم كانت في آسيا ثم انتقلت إلى أوروبا مع الغزوات البربرية) ويعني أيضا أن الأسرة 20 كلها قادمة من زنوج أفريقيا (الملك ست نخت سوف يصبح نسخة من كافور الإخشيدي !!) ، السؤال الأهم .. ماذا لو كان شيشنق مؤسس الأسرة 22 من الأمازيغ بالفعل والملك أبسماتيك (الأسرة 26 الصاوية) من شعوب البحر ومنتو حتب وأمنمحات في الدولة الوسطى (الأسرات 11 و12) من جذور نوبية صرفة وبعنخي وشباكا من الأسرة 25 من الكوشيين (أسلاف الأرومو والصوماليين) .. ماذا لو كان رمسيس الثاني العظيم (الأسرة 19) ينحدر من الهكسوس أو الفينيقيين مثل الأسرات 15 و 16 بل ماذا لوكانت الأسرات الست الأولى في الدولة القديمة (بناة الأهرام) قادمة من الجزيرة العربية حيث يمكن معرفة ذلك عن طريق فحص مومياء الملك (مر ان رع) من الأسرة 6 وهي أقدم مومياء سليمة من ذلك العهد.

ربما ينزعج البعض إذا ظهرت هذه النتائج بهذه الكيفية لأنها سوف تهدم أسطورة النقاء العرقي للمصريين القدماء بل وتجبرنا على إعادة كتابة التاريخ حيث من المتوقع حينئذ أن يكون مسار التاريخ الفرعوني على نمط شبيه بالعصر اليوناني الروماني والعصر الإسلامي وتصبح الأسرات الثلاثين المتعاقبة صورة مكررة لكل من البطالمة والرومان والبيزنطيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك حيث لا تخلو الشواهد التاريخية من الإشارة لذلك .. مثلا هيرودوت يذكر أن 18 ملكا أثيوبيا حكموا مصر (قد يقصد الأسرات 20 و 25) وتحدثت النقوش عن ارتباط رمسيس الثاني بمعبود الهكسوس ست بينما تكلم سليم حسن بحذر عن آسيوية الدولة القديمة ، ولا يسعنا جميعا إلا احترام النتائج النهائية للعلم الحديث حتى لو خالفت قناعاتنا الشخصية وموروثنا الثقافي .. ولا يعيب المصريين القدماء ولا المحدثين أنهم متنوعون في الأصول الجينية والجذور الحضارية بل ربما كان ذلك من علامات تفرد الأمة المصرية عبر تاريخها الطويل والممتد عبر آلاف السنين بل ربما كانت العواصم الأربع الكبيرة (منف ـ طيبة ـ الاسكندرية ـ القاهرة) هي تعبير عن الثقافات المتعاقبة التي تتباين في الظاهر وتتشابه في الباطن من خلال الآثار العديدة الباقية من كل حقبة والتي هي في كل العصور عبارة عن مقابر ودور عبادة فقط .. الأهرام والكرنك والسيرابيوم وجامع السلطان حسن .. ولعل هذا هو سر الأرض الطيبة.

وقد كانت اول صدمات هذا العلم من نصيب القبائل العربية حيث جاءت نتائج فحص الحمض النووي لتنسف التقسيمات القديمة المتعارف عليها (العرب البائدة والقحطانية والعدنانية) حيث أظهرت بوضوح أن قبائل العرب البائدة لا زالت موجودة تحت مسميات أخرى وأن عرب الشمال لم يخرجوا من اليمن وإنما هم من سكان بادية الشام والفرات منذ القدم وأن القبائل الكبرى مثل مضر وربيعة هي تحالفات قبلية من قبائل متفرقة لكن على المستوى القبيلة الواحدة جاءت النتائج مطابقة لسجلات الأنساب كما رصدت الفحوص وجود السلالات العربية منتشرة في بقية الدول العربية بنسبة عالية سواء بين القبائل العربية المعروف نسبها أو بين عموم السكان من غير القبائل العربية وهو ما أسهم في رسم الخريطة الجينية للمنطقة على النحو التالي :

أولا / عرب على السلالة E-M123 : ينحدر منها كل من إياد /النخع (باليمن) و ثقيف (بالطائف) والأوس والخزرج (بيثرب) والأزد (باليمن وعمان) وخولان (شمال اليمن وعسير) وشهران (شرقي اليمن) وبلي (الأردن ومصر) وقضاعة (الحجاز والشام ومصر) وخزاعة (بساحل تهامة) وفي العصر الحديث ينحدر منها أهم وأقوى قبيلة بالحجاز وهي قبيلة حرب المعروفة وهذه السلالة تشكل حاليا 20% من عرب الجزيرة و10% من سكان مصر حيث إنها دخلت وادي النيل قادمة من الجزيرة العربية ثم ساحل البحر الأحمر ثم وادي حمامات في هجرة عكسية قبل ثمانية آلاف عام .. وهم أحفاد العرب البائدة وسوف تبين تحاليل الحمض النووي مدى ارتباطهم بالمملكة الفرعونية الجنوبية (ذات التاح الأبيض) من عدمه وكذلك الأسرات الفرعونية الست الأولى.

ثانيا عرب على السلالة T : نسبة كبيرة من عرب ربيعة (بكر وتغلب) وجزء من تحالف قبائل عنزة ومن أشهرها آل الصباح (الكويت) وآل خليفة (البحرين) وبني خالد (الإحساء) وآل معمر (العيينة) وآل هميلان وآل جبر (نجد) وأولاد علي (مصر) والعتوب والمزاريع (القصيم) والبوسعيدي والفلاحي والقبيسي وبني ياس (سواحل عمان والإمارات) ومن ضمنهم آل نهيان وآل مكتوم ، وهذه السلالة دخلت مصر قبل الفتح الإسلامي بقرون طويلة وتشكل نسبة 10 % من عرب الجزيرة و 7% من سكان مصر وتتركز في محافظة قنا والأقصر وهي تنتمي إلى سلالة جينية آسيوية تمتد من سواحل الهند الغربية وإيران حتى البحر المتوسط ومصر وتمت بصلة قوية للشعوب السومرية والعيلامية التي سكنت جنوب الرافدين.

ثالثا عرب على السلالة J2 : وهي نتاج هجرات متتابعة من بلاد الرافدين إثر الحروب الآشورية التي دفعت قبائل كاملة باتجاه الجنوب ومن أهمها قبائل بني تميم وكندة وطيء (شمر الحالية) وباوزير وآل أبوعليان وعرب خفاجة ولخم وجذام وتنوخ وعاملة والأشعر وهي مرتبطة بكل من الأكادييين (في جنوب العراق) والعموريين (في بابل وآشور وأعالي الشام ومملكة الهكسوس) والفينيقيين والكنعانيين (في لبنان و فلسطين) والمينوية (في كريت) والأيونية في (بحر ايجه) وسوف يظهر تحليل الحمض النووي مدى علاقتها بالمملكة الفرعونية الشمالية في دلتا مصر (ذات التاج الأحمر والتي كان شعارها نبات البردي) وتشكل حاليا نسبة 15% من عرب الجزيرة و12% من سكان مصر يتركزون في الوجه البحري.

رابعا عرب على السلالة J1 : وينتمي إلى هذه الأرومة حاليا كل من مذحج وهمدان وزهران وحمير (اليمن) وقريش (الأشراف حاليا) وغطفان (مطير الحالية) وهوازن (عتيبة الحالية) وبني حنيفة (نجد) والدواسر (جنوب الجزيرة) وجهينة (في الحجاز والأردن ومصر والسودان) وبني عامر (أعالي نجد) وبني هلال (المغرب) وبني سليم (ليبيا) والسواركة والترابين ومزينة والحويطات (سيناء والنقب) بالإضافة إلى طائفة اليهود الكوهينيم الحالية (المعروف انتسابهم للنبي هارون) ، وينتمي لها قديما الجالية اليهودية في الفنتين (في أسوان) وتحفنيس (بالقرب من كفر الدوار غرب الدلتا) ثم في الاسكندرية في عهد بطليموس الثاني ، وتتركز السلالة في محافظات الشرقية والبحيرة والأقصر وقنا وسوهاج وتزيد نسبتهم في الصعيد بوجه عام ، وتشكل هذه السلالة 65% من عرب الجزيرة و20% من سكان مصر.

(مراجع البحث مذكورة بالتفصيل في كتابي بداية التاريخ ونهاية الفلسفة نقلا عن مؤسسة فاملي تري للفحوصات الجينية وكذلك المؤسسة السعودية الحيوية للعلوم وشركة سي ال سي بيو الدانمركية ومعهد بكين للجينوم).

وقد كانت تلك النتائج الأولية دافعا كبيرا لي للعمل في المشروع الجيني لقبائل عرب الشمال وهو مشروع بحثي إحصائي خاص بتجميع نتائج فحص الحمض النووي للقبائل التي سكنت البادية العربية (من النيل إلى الفرات) وأطلق عليها مجازا (عرب قحطان) مثل تنوخ ولخم وجذام وعاملة والأزد وقضاعة وطيء وما تفرع منهم خاصة وأن هذه القبائل قد سكنت مصر في زمن مبكر ومنها في دلتا مصر نسبة لا بأس بها من السكان (جذام في الشرقية وقضاعة في الدقهلية وطيء في الغربية ولخم في البحيرة والإسكندرية) فضلا عن انتشارهم الواسع في الصعيد .. وقد كانت منازل قبيلة بني عدي مرتبطة بهذه القبائل بسبب وجود حلف كبير بينهم نشأ في العصور الإسلامية كما رأينا من تتبع أخبار القبيلة ومشاركتها في الأحداث السياسية المختلفة ولهذا فإن هذا المشروع سوف يعطينا دلالات أولية حول نتائج المنتسبين إلى قبيلة بني عدي مع الوضع في الاعتبار أن القبيلة الواحدة في الزمن المعاصر هي تحالف كبير من جذور مختلفة تضم في طياتها الأبناء الأصليين والأحلاف والموالي والمستجيرين بها وهذا أمر نابع من طبيعة القبائل العربية قديما وحديثا وهذا لا يقلل من أهمية الفحوصات الجينية لأنها لن تكون حاسمة في إثبات نسب العائلات وفض الاشتباك بين القبائل لكنها سوف تكون عظيمة النفع في مجال الهوية المصرية خاصة وقد تواردت الأخبار أن وزارة البحث العلمي في مصر قد أقرت البدء في (مشروع الجينوم المرجعي للمصريين) بالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات الوطنية وهو ما سوف يعطينا فكرة إجمالية وحقيقية عن عموم المصريين بصورة تؤكد وتثبت الهوية العربية لأرض الكنانة ..