
في أواخر أكتوبر عام 2019 نشر على الصفحة الرسمية لرابطة أبناء العدوي بشرى سارة نصها : ” الساده مسئولي الصفحة الرسمية لرابطة آل العدوي بجمهورية مصر العربية والدول العربية نحن (آل العدوي) يغدوا انفسنا آمال كبيرة في جمع شمل كل من ينتمي الى (آل العدوي) فالكبار متواجدون ولهم كل الاحترام والتقدير والتبجيل ولدينا طموحات كثيرة نرغب كل الرغبة في تحقيقها بما يحقق العدالة والتكافل الاجتماعي بين افراد العائلة الواحدة فنحن (أحفاد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه) لذا وجب ان نتبع سيره وخطاه لأن في النهاية الثواب عند الله .. بناءا على الاجتماع المصغر المنعقد يوم الخميس 17 أكتوبر 2019م في القاهرة بموافقتكم بين أبناء آل العدوي بحضور كل من الحاج يسري العدوي (الإسكندرية) والاستاذ احمد بهاء العدوي (الشرقية) والسيدة سميرة العدوي (القاهرة) والسيدة سعاد العدوي (القاهرة) والاستاذ ناصر سنوسي العدوي (الجيزة) والاستاذ أشرف العدوي (القاهرة) والاستاذ محمد فتحي العدوي (طنطا) واعتذار المهندس محمود ربيع العدوي (دمياط) لظروف طارئه واعتذار الاستاذ عبد الناصر العدوي (المنصورة) لمرضه والاستاذ هشام العدوي (المنصورة) واعتذار الاستاذ عادل بلال العدوي (الجيزة) وإسلام صبري العدوي (الجيزة) والاستاذ عايد العدوي (الجيزة) لظروف طارئة والاستاذ اسامة العدوي (سوريا) فقد توافق الاجتماع على ابلاغ الساده مسئولي الرابطة بالاتفاق على تأسيس جمعية أهلية بأسم (آل العدوي) يكون مقرها الرئيسي في القاهرة ولها فروع في جميع المحافظات وأن تكون الجمعية خاصة بآل العدوي والله من وراء القصد .. منقول عن الاستاذ احمد بهاء العدوي “.
وفي يوم الجمعة 29 نوفمبر عام 2019 عقد في القاهرة الاجتماع التأسيسي الأول لرابطة أبناء العدوي في مصر والوطن العربي حيث كان من أهم نتائجه إنشاء جمعية أهلية في جمهورية مصر العربية تحت اسم (جمعية أبناء العدوي) وتم التقدم بطلب إنشائها بالفعل إلى وزارة التضامن الاجتماعي ساعة البدء في تأليف هذا الكتاب وهو الأمر الذي أسعدني كثيرا لأنها خطوة على الطريق الصحيح ، ذلك أن الدولة الحديثة لا مكان فيها للمسميات القبلية والعائلية وإنما الصورة القانونية الصحيحة للمشاركة في العمل العام هي التحول إلى جزء من المجتمع المدني والانخراط في العمل الأهلي وذلك من خلال مؤسسات رسمية مصرح لها بذلك حيث يمكن للجمعية أن تدير مشروعات التكافل بين أعضائها وهو الهدف الأول للجمعية ولكن تحت إشراف من الوزارة المختصة ، وإلى جانب المجال الاجتماعي فإن الجمعية يمكنها المشاركة بفعالية في المجال الثقافي وذلك من خلال تشجيع الدراسات التاريخية المتنوعة والمتعمقة بهدف التعبير عن الهوية العربية لبلادنا وهو الأمر المتفق مع الدستور والقانون ولعل كتابنا هذا يكون باكورة هذا النوع من الجهود حيث يرصد تاريخ قبيلة بني عدي بوصفها نموذجا لقبيلة عربية ويتناول بالتفصيل أدوارها التاريخية وواقعها المعاصر من خلال تراجم الأعلام من أبناء العدوي قديما وحديثا.
ولم يكن إنشاء الجمعية إلا تتويجا لجهود عدد كبير من أعضاء الرابطة طوال السنوات الماضية وذلك من خلال التواصل عبر الصفحة الرسمية للرابطة على الفيسبوك والتي جعلت التعارف بين الأعضاء سهلا وميسورا وتوجت بعدد من الاجتماعات الناجحة وعلى رأسهم السادة مسئولي الرابطة في المحافظات المختلفة والذين نشرت أسماؤهم يوم 6 ديسمبر 2019 على صفحة الرابطة لاستلام أوراق العضوية وهم : الحاج يسري العدوي (محافظة الاسكندرية) والمستشار محمد سعيد العدوي (محافظة القليوبية) والأستاذ احمد عبد الباقي العدوي (محافظة قنا) والحاجة سميرة العدوي (محافظة القاهرة) والأستاذ عايد العدوي (محافظة بني سويف) والحاج رزق العدوي (محافظة كفر الشيخ) والدكتور عماد العدوي والأستاذ أحمد سعيد علي العدوي (محافظه البحيرة) والأستاذ محمود ربيع العدوي (محافظة دمياط) والأستاذ ناصر العدوي (محافظة المنيا) والأستاذ محمد فتحي العدوي (محافظة الغربية) والأستاذ طلعت العدوي (محافظة الفيوم) والأستاذ هاني حمدي العدوي (محافظة الجيزة) والمستشار عبد الحسيب العدوي (محافظة الشرقية) والأستاذ عبد الناصر حامد العدوي (محافظة الدقهلية) بالإضافة إلى جهود كل من الأستاذ أحمد بهاء العدوي في عمل قاعدة البيانات وكذلك الجهود الطيبة من العمدة الحاج أحمد العدوي (عمدة كفر العدوي فاقوس) والعميد إيهاب العدوي والأستاذ سمير أبو زيد العدوي واللواء حمدي العدوي وغيرهم من أبناء العمومة الأفاضل في كافة المحافظات.

لقب العدوي .. جذوره في التاريخ
الأصل في الانتساب الى لقب العدوي هو الانتماء لقبيلة بني عدي القرشية وظل هذا الوضع قائما حتى نهاية العصر المملوكي حيث كانت كل قبيلة مستقلة بذاتها معزولة عن غيرها .. وفي أوائل العصر العثماني صدر ما يعرف باسم قانوني نامة مصر وكان من ضمن بنوده منح شيوخ العرب السلطة على منطقة جغرافية بكل من فيها من السكان وليس قبيلته فقط .. فأصبح مسئولا عن قرية أو نجع يضم جزء من القبيلة وجزء من الفلاحين الذين لا ينتمون لها لكن طبقا للتنظيم الجديد صار يحمل اسمها وسبب ذلك هو نقل العرب من البداوة الى التوطين لكي يستتب الامن وتصلح ادارة الريف .. وهكذا وجدت عائلات تحمل اسم قبائل ليست منها مثل بني نزار وبني محمد وبني رزاح وبني سويف وغيرها الكثير .. وهكذا صار هناك من ينتمي الى بني عدي القرية وليس القبيلة وذلك في كل محافظات مصر ..
وهذا الأمر ليس جديدا فهناك من الصحابة من يحمل اسم العدوي وهو ليس من صلب القبيلة ومن اشهرهم الصحابي الجليل اياس بن البكير الكناني العدوي حليف آل الخطاب وهو من أوائل من سكنوا الفسطاط وبيته في خطة بني عدي وأولاده حملوا اسم العدوي وكذلك مهجع مولى عمر بن الخطاب ونافع مولى عبد الله بن عمر وهو من اكابر التابعين كذلك الصحابي الجليل عامر بن ربيعة العنزي العدوي من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة .. وكذلك هناك من انتسب للطريقة الصوفية العدوية وحمل لقبها وكان هذا الأمر معترفا به من قبل السلطات في بعض الأوقات لتمييز الطرق عن بعضها .. وكل هؤلاء ينطبق عليهم وصف الحلفاء وهو امر متعارف عليه عند العرب ولذلك سوف نجد القاب مزدوجة مثل الهواري العدوي والنفيعي العدوي والشريف العدوي والكردي العدوي .. وسوف يتم شرح ذلك بالتفصيل
وعندما بدأ الحديث عن كتابة تاريخ قبيلة بني عدي ظن البعض أن المقصود بذلك هو الاكتفاء بحصر عائلات العدوي في الزمن الحالي ومن ثم بدأت بعض التراشقات بين العائلات المختلفة حيث يرى البعض أنهم وحدهم هم أبناء القبيلة وأن ثمة دخلاء عليها بينما يرفض الآخرون ذلك ويدعمون موقفهم بمخطوطات جرد عائلي وسجلات أنساب قديمة كما لوحظ أن هناك خلطا كبيرا عند الكثيرين بين قبيلة بني عدي وقرية بني عدي (مركز منفلوط) لأن القبيلة انتشرت منذ القدم في منازل مختلفة وهو ما يعني أن القرية هي جزء صغير من القبيلة الكبيرة وهو خلاف ما يعتقده البعض من أبناء الصعيد من أن كل عدوي يجب أن يرجع نسبه إلى القرية المشهورة وهو الأمر الذي أوضحناه في الفصل الخاص بالعهد العثماني وكيفية نشأة القرى والبلدات التي حملت أسماء قبيلة بني عدي حتى يومنا هذا ، وحيث إن قاعدة البيانات الخاصة بعائلات العدوي في المحافظات المختلفة لا زالت قيد الإنشاء فإننا قد رأينا أن نتغاضى عن هذه الأمور الخلافية حتى تتضح الصورة كاملة خاصة وأن جميع المعلومات الواردة بشأنها غير موثقة في أي مراجع معتمدة ومعظمها عبارة عن روايات شفوية لا تصمد للتحقيق التاريخي الجاد ويغلب عليها طابع العصبية الريفية بين العائلات التي كانت تعاني في الماضي القريب من منازعات أو منافسات فيما بينها ، وذكر بعضهم أننا يجب أن نثبت النسب عن طريق تحاليل الحمض النووي في مواكبة للعصر الحديث مما جعلني أفرد له قدرا كبيرا من الشرح في الفصل الأخير بحكم دراستي لهذا الفرع من العلوم الطبية بحكم التخصص.
ولا يقتصر هذا الأمر على الصعيد بل موجود أيضا في الوجه البحري حيث يتمسك البعض بسجلات أنساب غير موثقة تفتقد التواصل مع فروع بني عدي المذكورة في كتب التاريخ المعتمدة ويعتمد عليها في إثبات نسب بعض العائلات وإنكار نسب الآخرين في إطار مغالطة تاريخية تفترض انتساب أبناء العدوي في الدلتا إلى الصعيد وهجرتهم من الجنوب إلى الشمال في أعقاب الحملة الفرنسية بينما الحقيقة عكس ذلك تماما ، وقد رأينا من استعراض تاريخ القبيلة أن توطن فروعها في الدلتا كان أسبق من توطنها النهائي في الصعيد أو متزامنة معها وأن الهجرات توالت من الشمال إلى الجنوب في ظروف سياسية معينة حيث لا زالت العائلات تحمل في ألقابها ما يشير إلى ذلك مثل عائلة العياط وهي مشتقة من نفس العائلة في الشرقية ، والمنسفيسي نسبة إلى إحدى قرى المنيا والبنوفري نسبة إلى قرية بنوفر مركز كفر الزيات وهي إحدى مراكز القبيلة في العصور الإسلامية ، والبيلي العدوي نسبة إلى مدينة بيلا مركز كفر الشيخ وكانت واقعة قديما في براري بني عدي ، وليس هذا الزعم منا وليد التعصب لأبناء الدلتا ولكنها الحقيقة التاريخية التي تدحض محاولات البعض قصر الانتساب لقبيلة بني عدي على فروع محددة مع ملاحظة أن هذا لا ينفي حدوث هجرات كبيرة من قرية بني عدي في الصعيد باتجاه إمبابة في الجيزة وبولاق في القاهرة في أواخر العصر العثماني ، وكان لهم دور تاريخي معروف في الدفاع عن مصر ضد حملة فريزر ( وأيضا باتجاه اإلسماعيلية مع بناء قناة السويس وهو من أهم التجمعات العدوية ذات الأصل الصعيدي في مصر).

ويشرح ذلك محمد علي مخلوف نقلا عن النسابة محمد حافظ العدوي فيقول : ” وفد إلى صعيد مصر من قبيلة بني عدي القرشية في أواخر القرن التاسع الهجري أربعة رجال أشقاء مع كل منهم طائفة من أبنائه وأحفاده ومواليه وهم بتيتة وعبد الرحمن وعلي وبدر نزلوا جميعا على أسلافهم من بني عدي الذين استوطنوا هذا المكان تجاه منفلوط في القرن السابع الهجري وعرفوا بجديم وغريب ، وقد تشعب من بتيتة عائلات حافظ ومحفوظ وعيد وفزاري وأبو هديمة والدردير والناقش وبخيت وخميس ، وتشعب من أخيه عبد الرحمن عائلات حسن وبودي وجاد الله وحمودة وعبد الجواد وريش وحرازة وكريشة وأبو علي وبكر وأبو سكين والبابا وموسى وغزالة ، وتشعب من أخيهما الثالث علي عائلات جلهوم وحسين ومحمد والأبيض والسلمون وحجازي والزند والعجيل ، وتشعب من أخيهم الرابع وهو بدر عائلات الشاهد وعبد الفتاح وسعيد وأبو أيوب وشرف وقميحة وكريم والأقرع وقرعون “.
وقد وصلنا عن طريق الشيخ رمضان فرغل العدوي نص يتناول سيرة الجد الأعلى لعدد من عائلات بني عدي القبلية والوسطى والمعروف بلقب المحسن العدوي وذلك نقلا عن عدد من النسابة وجاء فيه : ” الشيخ العارف بالله تعالى عبد الجواد أبي المكارم العمري العدوي الشهير بالإمام المحسن عاش بقرية بني عدي مركز منفلوط محافظة أسيوط وتوفي بمدينة مكة المكرمة بمدفن المعلا وهو يؤدي فريضة الحج .. بنى مساجد ببني عدي ومعروفة حتى الآن ومنها مسجد الشيخ المحسن الواقع بين منازل آل يوسف بني عدي القبلية .. وكان عالما تقيا معروفا بالصلاح وسمي المحسن لكثرة إحسانه .. وكانت أرضه ومنازل ذريته في بني عدي القبلية من أول درب السباعي حتى مسجد الإمام الجعفري المبني عليها الآن منازل آل السباعي وآل يوسف وآل مخلوف وآل نصر وآل أبي عايدة وآل دقيلة .. وتبرع ووقف أراضي كثيرة ومعروفة ببني عدي القبلية .. وكان من العلماء العاملين والأولياء العارفين ومن أصحاب الكرامات المشهورة .. وتنسب له عائلات كثيرة ببني عدي منها آل فرغل وآل الجيوشي وآل خراشي المحسن وآل مصطفى المحسن وآل عبد الرحمن الشهير بقطة وآل عبد الدايم المحسن وآل عبد المطلب وآل بنوفري وآل شلوفة وآل خطيب وآل المصري ” .. وذكر النص عددا كبيرا من أحفاده من علماء بني عدي المعروفين من رجال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي ومن أصحاب الأضرحة بالقرية.
وقد أضاف الأستاذ حسن الجيوشي العدوي في رسالة لي تفصيلا لتفرع العائلات حيث تحفظ على كثير من آراء المؤرخ محمد علي مخلوف وذكر أن هناك عددا من العائلات يشكل الموجة الأولى من بني عدي في المنطقة مثل عائلات الجيوشي وخراشي وفرغل وبنوفري وعبد الدايم بينما هناك عائلات تنتمي إلى قريش لكن من بني هاشم مثل السباعي والطيار وهؤلاء انتسبوا لبني عدي جوارا وحافا ولهم امتدادات في صعيد مصر والشام والمغرب العربي وذكر منهم كلا من الدكتور مصطفى السباعي العالم السوري المشهور من أعلام الدعوة الإسلامية وكذلك الدكتور هاني السباعي في القناطر محافظة القليوبية .. وأضاف معلومة هامة عن سبب هجرة بعض فروع بني عدي إلى الجيزة والوجه البحري حيث جاء نقلا عن المعمرين في القرية أنه في القرن التاسع عشر حدث نزاع بين بعض شباب القرية والهجانة التابعين للدولة بعد أن حاولوا الهجوم على البيوت وقت المغرب فتصدى لهم الشباب بزعامة علي بكر العدوي وقتلوا بعض أفراد الهجانة فتقرر إخفاؤهم ثم تهريبهم إلى كل من كرداسة وإمبابة والمحلة الكبرى والإسكندرية فأقاموا هناك وأسسوا عائلات عرفت باسم العدوي نسبة إلى قرية بني عدي.

ووصلنا عن طريق الشيخ مصطفى العدوي مشجرة لفرع قبيلة بني عدي في شمال الصعيد ننقل منها الآتي : ” عدد من عائلات العدوي وهي عبد الرحمن العدوي وحسن العدوي وعلي العدوي وعثمان العدوي وبكري وعبد الحليم وأحمد وعبد الحميد وآل محمد العدوي الصغير وكلها تنحدر من الشيخ محمد العدوي الكبير من أبناء سالم بن الشيخ حسن العدوي الكبير ” .. ويفهم من سياق المشجرة الضخمة انتشار عائلات العدوي في مناطق الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا ومرفق بها صورة حجة شرعية صادرة من محكمة مصر الابتدائية الشرعية مؤرخة بتاريخ الثلاثاء ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف الموافق خامس عشر أبريل سنة ثلاث عشرة وتسعمائة وألف وهذه الوثيقة تتناول مسائل خاصة بالأملاك والأوقاف الخاصة بأحد أفراد آل العدوي وهو حضرة أدهم أفندي العدوي من ذوي الأملاك الساكن بشارع فريد بقسم الجمالية ابن المرحوم الشيخ أحمد العدوي ابن المرحوم العلامة الشيخ حسن العدوي وذكر فيها عدد من العلماء من أقربائه وأنسبائه مثل الشيخ الخربتاوي والشيخ المحروقي .. وقد وصلني أيضا من الأستاذ طلعت منسي العدوي تكملة لهذه المشجرة حيث أضيف إليها عدد من العائلات في الفيوم والفشن وبني عدي مركز بني سويف والمنيا ومنهم الشيخ محمد عبد الجواد منسي العدوي حيث كان لهذه الفروع دور كبير في ثورة 19 مع حمد الباسل باشا (وهو من الفيوم) عندما قاموا بقطع سكة حديد الصعيد في مناطق بني سويف والجيزة بزعامة الشيخ محمد أبو العطا العدوي.
ووردنا عن طريق مرويات الصوفية نصا يحكي قصة ترحال فروع من بني عدي وكنانة وعدد من القبائل المغاربية والأندلسية المهاجرة في منطقة وسط الدلتا وقد قمنا بترتيب المعلومات وإعادة الصياغة اللغوية كالتالي : ” بعد فيضان القرن الحادي عشر الهجري نزحت عشائر كثيرة من براري الدلتا من بني عدي وكنانة وغيرها من القبائل العربية والمغاربية ونزلت على أبناء عمومتهم في قرى الساحل الغربي لبحر المحلة من القرشية ومحلة علي جنوبا وحتى بيلا وحامول العرب شمالا ومنهم شيخ العرب عبد الرحمن بن محمد العدوي الكبير نزيل قرية محلة علي (حصة شبشير الحالية) في القرن الحادي عشر الهجري وابنه شيخ العرب محمد الراعي شيخ عربان البراري (حامول العرب) ، ومن أحفاده الشيخ حسن بن عثمان العدوي من أهل الطريقة ومن مريدي السيد البدوي وهو نزيل قرية محلة القصب حيث ارتحل لها للتجارة والرعي وهو من أهل القرن الثاني عشر الهجري ومن أحفاده المتصوف شيخ العرب عبد العزيز بن حماد بن علي العدوي نزيل قرية محلة زياد والذي استشهد هو وثلاثة من أبنائه أثناء هجوم الحملة الفرنسية على المحلة الكبرى (وعرف بلقب أبي زرموحي نسبة إلى اسم جده لوالدته الشيخ علي الزرموحي وهو أحد الأولياء المحليين في كفر العرب من عشيرة زرموح المغاربية الأندلسية حلفاء بني عدي في الدلتا) ، وهو جد الشيخ محمد المعروف بالعدوي الصغير ابن السيد علي العدوي نزيل قرية محلة حسن ابن الشيخ علي زرموحي بن الشيخ عبد العزيز الشهيد وكان الشيخ محمد من فقراء المتصوفة الأحمدية أتباع السيد البدوي “.
وقد أمدنا الأستاذ عيد عبد الرازق العدوي بحصر لجذور عائلات العدوي في ربوع مصر نقلا عن إحدى المخطوطات الأهلية وفيها إشارة إلى أسماء بعض الأجداد غير المعروفين من بني عدي وهي تحمل مؤشرا جيدا عن انتشار تلك الفروع ومدى علاقتها بعضها ببعض وربما تساعدنا في المستقبل عندما تكتمل قاعدة البيانات ونتمكن بواسطتها من رسم مشجر كامل للقبيلة ، ونص المخطوطة كالآتي : ” عام 927 هجري كان من أبناء العدوي البيلي والملكي والدرديري ومحمد وبنوفري ومخلوف وفرغل والمنسفيسي وهلال والعياط والخطيب والهواري فكان يسكن في الشرقية والبرلس والمنصورة ودمياط أبناء البيلي الشيخ إسماعيل البيلي وأنجب صادق وحسن وعليم وسلامة البيلي سكن المنصورة وأنجب ستة أبناء منهم البيلي والعدوي ويوسف وحسن وعبد الرحمن وعليم والشيخ عبد الرحمن البيلي سكن الغربية وحسن وعلي وإبراهيم سكن البحيرة وموسى وأحمد سكن بني عدي وأبناء العدوي في المنيا المالكي أنجب حسن ويوسف وعامر والحمزاوي والفيوم العياط وأبناؤه عيسى وأحمد وموسى وعبد الرحيم وفرشوط الهواري وعلي والشريف وأبا زيد وسوهاج هلال والمنسفيسي وطايع والشاهد والدرع وبني سويف الخطيب وأحمد وجبريل وحسن وجبارة وأسيوط بنوفري وفرغل ورابح وجلهوم ومخلوف وأيوب والزواوي والشعيبي وشتات ومبارز وتركمان وطايع ومطحنة كل هذه الأسماء حتى عام 1213 هجري “.

وقد وجدت من المناسب أن أطرح كافة القضايا المتعلقة بالقبيلة على بساط البحث والتحليل مع عرض مجمل التاريخ العام للقبيلة طوال العصر الإسلامي وانتهزت فرصة اجتماع إنشاء الجمعية للإعلان عن تأليف الكتاب وذلك في مقال نشرته على الصفحة الرسمية يوم 8 ديسمبر سنة 2019 وعنوانه (تاريخ بني عدي) حيث كتبت فيه : ” السادة الأكارم أعضاء رابطة آل العدوي في مصر والوطن العربي .. أعز الله قدركم ورفع منزلتكم وجمعنا وإياكم على الخير .. يطيب لي أن أكتب إليكم مهنئا ومباركا بمناسبة الاجتماع التأسيسي للرابطة والذي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة يوم الجمعة 29 نوفمبر سائلا المولى عز وجل أن ينعم علينا بجمع الشمل وأن ييسر لنا التعاون المثمر وأن يلهمنا الرشد والسداد .. وقد وجدت أن الوقت قد حان للكتابة عن تاريخ آل العدوي في دراسة تفصيلية يتم نشرها على حلقات في صفحتكم العامرة وذلك من خلال سرد تاريخي يتناول العصور التالية :
1 / عصر الولاة : ويشمل دور بني عدي في الفتح الإسلامي بقيادة الصحابي الجليل خارجة بن حذافة العدوي ومن قدم بصحبته من عائلات القبيلة ودورهم السياسي خلال عصر الولاة ونزاعهم مع العباسيين والذي اسفر عن رحيلهم من الفسطاط الى صعيد مصر ورحيل القبيلة الاصلية من مكة الى عسير .. مع الإشارة الى الفوارق بين مصطلحات العمري والفاروقي والعدوي والخطابي وكذلك القبائل العربية الأخرى التي تتشابه معها في اسم بني عدي ..
2 / عصر الطولونيين : ويتناول دور بني عدي في قيادة عرب الصعيد تحت قيادة أبي عبد الرحمن العدوي والذي قام بفتح بلاد النوبة وأجبر أحمد بن طولون على تعيينه نائبا عنه في الصعيد ودوره الهام في نشر الإسلام بين قبائل البجا وكذلك ما حققه من نهضة اقتصادية في منطقة نفوذه التي وصلت إلى قوص وثبتت استيطان القبائل العربية في الجنوب ..
3 / عصر الفاطميين : ويتناول إعادة توزيع القبائل العربية في مصر وفقا لسياسة الفاطميين في التقرب من قبيلة قريش وتقديمها على غيرها وتسكينهم في الصعيد الأوسط في المنطقة التي عرفت باسم بلاد قريش (من البهنسا حتى الأشمونين) ثم استقدام بقية العائلة من الحجاز بقيادة شمس الدولة أبي علي خلف بن نصر العدوي (عائلات سالم بن عمر بن الخطاب وعاصم بن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وأبناء سعيد بن زيد) وتسليمهم إقطاعيات في دمياط والبرلس مع حلفائهم مع عرب كنانة وذلك بتدبيرمن الوزير الصالح طلائع بن رزيك ..
4 / عصر الأيوبيين : ويتناول إعادة انتشار قبائل عرب الشمال اليمنية في دلتا مصر بأمر الناصر صلاح الدين وتحالفها مع بني عدي ضد العرب القيسية مع إطلالة على الدور الجهادي الكبير للإمام ابن قدامة المقدسي العدوي ضد الفرنجة في معركة حطين وفتح القدس وكذلك دوره العلمي (مؤلف كتاب المغني أكبر كتاب في الفقه) وكذلك قدوم الإمام علي بن عنان العمري (من أحفاد الصحابي الجليل عبد الله بن عمر) من الشام إلى مصر (وهو جد السادة العنانية العمرية) ..
5 / عصر المماليك البحرية : ويتناول رفض العرب لتولي المماليك حكم مصر واجتماعهم على تولية حصن الدين الجعفري الذي قاد القبائل العربية في الدلتا في معركة سخا ضد جيوش المماليك بقيادة فارس الدين أقطاي والتي أسفرت عن هزيمة العرب وفقدان امتيازاتهم ومن ثم تفرقهم في ربوع الدلتا بما في ذلك بني عدي الذين توزعوا على ديار حلفائهم من قبائل لخم وجذام وطي وكنانة في الشرقية والدقهلية والغربية والبحيرة خاصة في عواصمها آنذاك بلبيس وطناح والمحلة ودمنهور ..
6 / عصر أسرة قلاوون : ويتناول انتقال عائلات العدوي إلى القاهرة بفضل شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري الذي تولى منصب رئيس ديوان الإنشاء وكاتب السر في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ونال حظوة كبيرة (وهو مؤلف الكتاب الجليل مسالك الأبصار في الممالك والأمصار) حيث سار على نهجه عدد من أبناء القبيلة في عهد المماليك الشراكسة مثل القاضي شمس الدين العمري العدوي والقاضي ناصر الدين البرلسي العدوي ..
7 / عصر الجراكسة والعثمانيين : ويتناول نشأة قرية بني عديات في أواخر عصر المماليك بعد انتقال عدد من عائلات العدوي من الدلتا إلى منفلوط في بني عدي الوسطى بين أبناء عمومتهم في كفر جديم وكفر غريب وكذلك أحداث ثورة بني عدي ضد الأمير يشبك الداوادار (صاحب القبة الفداوية) وعلاقتهم المضطربة مع العثمانيين وكذلك ثورة بني عدي الكبرى ضد الفرنسيين (العيد القومي لمحافظة أسيوط) ..
8 / العصر الحديث : ويتناول انتشار آل العدوي في ربوع البلاد من أسوان إلى الإسكندرية وإنشاء عدد من التحالفات القبلية مع إطلالة على علاقة بني عدي بكل من السادة الأشراف والهوارة وعرب القليعات في الصعيد وقبيلة النفيعات الحجازية في القليوبية والشرقية (عرب الصوالحة والعليقات) وكذلك قبائل بدر ومازن العدوية القيسية في القليوبية والمنوفية والصلات مع العائلات العمرية في الشام والعراق والحجاز وعلاقتها بالدولة الحفصية في تونس والطريقة الصوفية العنانية مع شرح مبسط للعلاقة بين الفحوصات الجينية وجداول الأنساب ..
وإننا إذ نقدم هذه الدراسة بين يديكم يحدونا الأمل أن تكون مقدمة لتأليف كتاب واف يشرح التاريخ المجيد للقبيلة الموقرة بالتعاون مع الصديق العزيز محمد فتحي العدوي في رجاء أن ينال إعجابكم ويحوز رضاكم والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .. كاتب المقال دكتور محمد العدوي طبيب متخصص في علم السلالات الجينية وباحث في تاريخ القبائل العربية .. “

وحلا لإشكاليات العائلات نشرت مقتطفات من الكتاب على صفحة الرابطة وكتبت معها رؤيتي بكلمات مختصرة وذلك لبيان فلسفة تأليف الكتاب وكيفية التعامل مع التاريخ ومدى التزامنا بالمنهج العلمي من خلال المقال التالي : ” السادة الأكارم أعضاء رابطة آل العدوي في مصر والوطن العربي أعز الله مقامكم وشرف منزلتكم وكل عام وأنتم بكل خير .. سعدنا كثيرا بالتعليقات الواردة على الفقرات التي نشرت من الكتاب وهو ما يدفعنا لمزيد من الجهد والبحث ليخرج الكتاب على الوجه الأمثل ونحب أن نؤكد أن الكتاب ليس متعلقا بالبحث في تاريخ العائلات في العصر الحديث ولا الخوض في الأنساب بالإثبات أو النفي (فهذا علم واسع وله متخصصون) وإنما سوف نكتفي بالإشارة إلى جميع أبناء العدوي في كافة محافظات الجمهورية خلال العصور التاريخية المتعاقبة ، أما الهدف الوحيد للكتاب فهو سرد التاريخ النضالي والبطولي للقبيلة ودورها العظيم في الجهاد في سبيل الله من أول فتح مصر والحرب مع الروم وفتح النوبة والصعيد ثم مقاومة الفرنجة والمغول والوقوف ضد ظلم المماليك والعثمانيين ثم مقاومة الفرنسيين والإنجليز وسوف يصحب ذلك ذكر لأهم العلماء الذين أثروا الفكر الإسلامي من أبناء العدوي .. وليس ذلك من باب الفخر بالماضي لأننا على يقين أن المستقبل سوف يكون أفضل من الماضي إذا توحدت صفوفنا واجتمعت كلمتنا لترتفع راية آل العدوي عالية خفاقة في أرض الكنانة “.
وكنت قد طلبت مساهمة الجميع بالمراجع المعتمدة والمخطوطات الموثقة في رسالة نصها : ” السادة الأكارم أعضاء رابطة آل العدوي .. أعز الله قدركم وشرف منزلتكم .. إيمانا منا بأهمية دور بني عدي في تاريخ مصر العربية فإن ذلك يدعونا لتوثيق هذا التاريخ المجيد وجمعه في كتاب يتناول بطولات الأجداد ويحكي أهم الأحداث في مسيرة القبيلة وكذلك أهم الشخصيات الماضية والمعاصرة من أبناء العدوي .. وإذ نفخر بذلك ونعتز به فإننا ندعو جميع الأعضاء للمساهمة معنا في إمداد المؤلفين بما يتيسر من كتب ومراجع ومعلومات ومخطوطات وسجلات أنساب وروايات شفوية حتى يخرج هذا الكتاب جامعا شاملا يليق بكل من ينتسب إلى آل العدوي وإرسال ذلك ورقيا أو إلكترونيا إلى الأستاذ محمد فتحي العدوي في طنطا سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منا وأن يوفقنا والله من وراء القصد ” ، وعند تمام الكتاب كتبت في رسالة أخرى : ” أما بعد فقد انتهينا بفضل الله من كتابة الفصول التاريخية من كتاب (قبيلة بني عدي .. صفحات من تاريخ مصر العربية) ورأينا أن نختمه بذكر السادة الأعلام من آل العدوي في العصر الحديث من أصحاب المواقف الوطنية المشهورة والأدوار الاجتماعية المعروفة مع سيرتهم الذاتية وأهم أعمالهم وآرائهم .. وسوف نذكر قائمة بأسمائهم مع تفصيل كل واحد منهم في موضعه من الكتاب .. ونطلب منكم جميعا موافاتنا بالسيرة الذاتية لأي شخصية أخرى غفلت عنها عيوننا لتتم إضافتها إلى هذه القائمة .. سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ..”.
وقد تلقيت من أعضاء الرابطة في مصر والوطن العربي رسائل عديدة تحمل معلومات متنوعة حول قبيلة بني عدي منها ما أفادنا كثيرا حيث كان موثقا ومنسجما مع المراجع التاريخية ومنها ما كان مفتقدا للدقة التاريخية بعيدا عن المنهج العلمي فأخضعناه للبحث والتحليل والدراسة المتعمقة وأشرنا إلى ذلك في ثنايا الكتاب خاصة الروايات الشفوية وسلاسل الأنساب ، وعرضت أجزاء كبيرة من الكتاب على المهتمين بالأمر ونشرت فصولا أخرى على الصفحة الرسمية وعلى صفحتي الشخصية كما شرحت للجميع أهمية تجميع المعلومات والاتفاق على المشتركات العامة التي لا يوجد عليها خلاف وكذلك منهجنا في التحضير للجزء الثاني الذي سوف يتناول شجرة العائلة والتاريخ المعاصر وذلك من خلال مقال نشرته على الصفحة الرسمية في 11 يونيو سنة 2020 بعنوان (كتاب تاريخ بني عدي) وكتبت فيه : ” السادة الأكارم أعضاء رابطة آل العدوي في مصر والوطن العربي أعز الله قدركم وشرف منزلتكم وحفظكم وإيانا وبلادنا الحبيبة من كل مكروه وسوء وبعد .. بمناسبة قرب الانتهاء من كتاب (قبيلة بني عدي .. صفحات من تاريخ مصر العربية) فإنه يسعدنا أن ننوه عن الآتي :
أولا : سوف نقوم بنشر فصول الكتاب (فصل كل أسبوع) على صفحتكم العامرة وذلك لإتاحة الفرصة للجميع للتعليق والنقد والمراجعة ولن يتم اعتماد أي جزء من أجزاء الكتاب إلا بعد أن يستوفي حقه من المناقشة والتعديل وفق ما يراه أعضاء الرابطة وبما يحقق الهدف المنشود من الكتاب.
ثانيا : نتوجه بكل الشكر والتقدير لكل من ساهم معنا بإرسال المعلومات أو المخطوطات أو المراجع من كافة أنحاء الوطن العربي ومن محافظات مصر المختلفة وعلى رأسهم المشاركات القيمة من أبناء قرية بني عدي منفلوط .. وسوف يتم التنويه عن هذه المشاركات جميعا في موضعها من الكتاب.
ثالثا : سوف يكون في الكتاب فصل خاص بالمخطوطات الأهلية وكذلك الروايات الشفوية المتوارثة عن العائلات المختلفة مع مقارنتها بالمراجع التاريخية المعتمدة وكتب الأنساب المعروفة ونتائج الفحوصات الجينية وسجلات حصر النفوس وذلك وفق منهجنا في كتابة التاريخ من مصادره المعتبرة.
رابعا : بعد انتهاء نشر الفصول سوف يتم نشر قائمة المراجع والتي يبلغ عددها أكثر من مائتي كتاب وذلك في منشور مستقل .. أما المقدمة فسوف يكون أسلوب كتابتها مختلفا عن بقية الكتاب حيث ستكون قطعة إنشائية على طريقة القدماء وذلك لإضفاء طابع بلاغي وجمالي يوافق موضوع الكتاب.
وختاما نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا وأن يحوز الكتاب على رضاكم .. والله ولي التوفيق “.
