4 / شهاب الدين ابن فضل الله

(مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) هو عنوان الكتاب الموسوعي الذي ألفه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محيي الدين أبي المعالي يحيى بن جمال الدين أبي المآثر فضل الله بن أبي الفوارس الأمير مجلي بن أبي الرجال دعجان بن القاضي خلف بن نصر العدوي القرشي (700 ـ 749 هـ / 1300 ـ 1349 م.) .. وسوف نتناول سيرته هنا نقلا عن ترجمته التي كتبها محقق كتاب المسالك الأستاذ كامل سلمان الجبوري والذي افتتح ذلك بعبارة نقلها عن كتابي الوافي بالوفيات وأعيان العصر فقال : ” القاضي الفقيه الأديب كاتب السر ” .. ولد بمدينة دمشق في ثالث شوال سنة سبعمائة هجرية وكانت وفاته يوم السبت (يوم عرفة) سنة 749 هـ وجرى له تشييع حافل ودفن بتربتهم بالصالحية على سفح قاسيون.

سمع بدمشق والقاهرة من جماعة وتخرج في الأدب على والده وقرأ العربية على الشيخ كمال الدين ابن قاضي شهبة ثم على قاضي القضاة شمس الدين محمد بن مسلم والفقه على قاضي القضاة شهاب الدين محمد بن المجد عبد الله وعلى الشيخ برهان الدين قليلا وقرأ (الأحكام الصغرى) على الشيخ تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية والعروض والأدب على الشيخ شمس الدين الصايغ وتدرب في النظم على علاء الدين الوداعي وقرأ جملة من المعاني والبيان على العلامة شهاب الدين محمود وقرأ عليه جملة من الدواوين وكتب الأدب وقرأ بعض شيء من العروض على الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني والأصول على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وأخذ العربية عن الشيخ أثير الدين : سمع عليه الفصيح والأشعار الستة والدريدية وأكثر ديوان أبي تمام وغير ذلك .. وقد أذن له العلامة شمس الدين الأصبهاني في الإفتاء على مذهب الشافعي وسمع بدمشق من الحجار ومحمد بن يعقوب الجرائدي ومحمد بن أبي بكر بن عثمان بن شرف وست القضاة بنت يحيى بن أحمد الشيرازي بالقاهرة ومن والده وأبي زكريا يحيى بن يوسف ابن المصري وأحمد بن محمد بن عمر الحلبي وغيرهم وأجاز له جماعة وحدث بالقاهرة ودمشق وخرج له الذهبي مشيخة كثيرة حدث بها ورويت عنه.

قال عنه الآلوسي : ” أوحد الأدباء وشيخ الفضلاء شهاب الدين أحمد العمري الشافعي عليه الرحمة كان فائقا في عصره على الأقران بما حواه من الأدب والعرفان بل هو ملك أنس تكونت ذاته من نور وفلك فضل على قطب الكمال يدور تألقت في سماء المعالي كواكبه وزاحمت العيوق من غير عائق مناكبه وتناولت عنقود الثريا سواعده وتأسست فوق المجرة قواعده فرفع من العلوم منارها وقدح زند فكره بصوانة البلاغة فأورى نارها وبزغ قمر كماله من فلك الفصاحة ونبع غصن نجابته من دوحة الكرم والسماحة .. يلوح من فرقه سيما جده الإمام الفاروقي ويرشح من قلبه السليم بعقارب الأقارب رشحات الترياق الفاروقي وهو منذ أميطت عنه التمائم ولاحت له من أثر أسلافه العلائم اشتغل بقراءة الفقه والحديث والتفسير والأصول وشرع في طلب العلوم من المعقول والمنقول إلى أن صار العلم المفرد ولم يسبقه من أهل عصره أحد ” .. وقال ابن تغري بردي : ” كان إماما فاضلا بارعا ناظما ناثرا جوادا ممدحا ” .. وقال القلقشندي : ” الفاضل الألمعي والمصقع اللوزعي ملك الكتابة وإمامها وسلطان البلاغة ومالك زمامها ” .. وقال المقريزي : ” وكان يتوقد ذكاء وفطنة وله حافظة قوية ومحاضرة جميلة وكلامه فصيح بليغ .. وكان إماما في الأدب عارفا بتراجم الناس سيما أهل عصره عارفا بخطوط الفضلاء وشيوخ الكتابة قد جود فن الإنشاء حتى كان فيه آية وجود النظم وبرع في التاريخ سيما ما قارب وقته وعرف مسالك الأرض وممالكها وحذق في علم الاصطرلاب وحل التقويم ” .. وقال محمد بن إياس : ” وكان عالما فاضلا بارعا في صناعة الإنشاء وله في ذلك المصنفات الجليلة والعبارة اللطيفة في الإنشاء وصار العمل على ما وضعه في صنعة الإنشاء إلى الآن عند الموقعين .. وكان ناظما ناثرا وله خط جيد عالي الطبقة “.

ومما يدل على مكانته وعلو مقامه وسبقه في ميدان الكتابة الديوانية ما قاله بعض معاصرين ومن كتبوا عنه .. قال الصفدي : ” هو الإمام الفاضل البليغ المفوه الحافظ حجة الكتاب إمام أهل الأدب أحد رجالات الزمان كتابة وترسلا وتوصلا إلى غايات المعالي وتوسلا وإقداما على الأسود في غابها وإرغاما لأعاديه بمنع رغابها يتوقد ذكاء وفطنة ويتلهب ويتحدر سيله ذاكرة وحفظا ويتصبب ويتدفق بحره بالجواهر كلاما ويتألق إنشاؤه بالبوارق المتسرعة نظاما ويقطر كلامه فصاحة وبلاغة وتندى عبارته انسجاما وصياغة وينظر إلى غيب المعاني من ستر رقيق ويغوص في لجة البيان فيظفر بكبار الدر من البحر العميق استوت بديهته وارتجاله وتأخر عن فروسيته من هذا الفن رجاله يكتب من رأس قلمه بديها ما يعجز تروي القاضي الفاضل أن يدانيه تشبيها وينظم من المقطوع والقصيدة جوهرا ما يخجل الروض الذي باكره الحيا مزهر صرف الزمان أمرا ونهيا ودبر الممالك تنفيذا ورأيا وصل الأرزاق بقلمه ورويت تواقيعه وهي إسجالات حكمه وحكمه لا أرى أن اسم الكاتب يصدق على غيره ولا يطلق على سواه .. ولا أعتقد أن بينه وبين القاضي الفاضل من جاء مثله على أنه قد جاء مثل تاج الدين ابن الأثير ومحيي الدين بن عبد الظاهر وشهاب الدين محمود وكمال الدين ابن العطار وغيرهم .. هذا إلى ما فيه من لطف أخلاق وسعة صدر وبشر محيا رزقه الله أربعة أشياء لم أرها اجتمعت في غيره وهي : الحافظة قلما طالع شيئا إلا وكان مستحضرا لأكثره والذاكرة التي إذا أراد ذكرى شيء من زمن متقدم كان ذلك حاضرا كأنه إنما مر به بالأمس والذكاء الذي تسلط به على ما أراد وحسن القريحة في النظم والنثر أما نثره فلعله في ذروة كان أوج الفاضل لها حضيضا ولا أرى أحدا يلحقه فيه جودة وسرعة عمل لما يحاوله في أي معنى أراد وأي مقام توخاه وأما نظمه فلعله لا يلحقه فيه إلا الأفراد ..

وأضاف الله تعالى له إلى ذلك حسن الذوق الذي هو العمدة في كل فن وهو أحد الأدباء الكملة الذين رأيتهم وأعني بالكملة الذين يقومون بالأدب علما وعملا في النظم والنثر ومعرفة بتراجم أهل عصرهم ومن تقدمهم على اختلاف طبقات الناس وبخطوط الأفاضل وأشياخ الكتابة .. ثم إنه يشارك من رأيته من الكملة في أشياء وينفرد عنه بأشياء بلغ فيها الغاية وقصر ذلك عن شأوه لأنه جود فن الإنشاء : النثر وهو فيه آية والنظم وساير فنونه والترسل البارع عن الملوك .. ولم أر من يعرف تواريخ ملوك المغل من لدن جنكزخان وهلم جرا معرفته وكذلك ملوك الهند الأتراك .. وأما معرفة الممالك والمسالك وخطوط الأقاليم ومواقع البلدان وخواصها فإنه فيها إمام وقته وكذلك معرفة الاسطرلاب وحل التقويم وصور الكواكب .. وقد أذن له العلامة شمس الدين الأصبهاني في الإفتاء على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه فهو حينئذ أكمل الكملة الذين رأيتهم .. ولقد استطرد الكلام يوما إلى ذكر القضاة فسرد ذكر القضاة الأربعة الذين عاصرهم شاما ومصرا وألقابهم وأسماءهم وعلامة كل قاض منهم حتى إني ما كدت أقضي العجب مما رأيت منه .. واتفق يوما أنه احتجت إلى كتابة صداق لبنت شمس الدين ابن الشيرازي فذكر على الفور اسمها واسم أبيها وسرد نسبه فجئت إلى البيت وراجعت تعاليقي ومسوداتي فكان الأمر كما ذكر لم يخل باسم ولا لقب ولا كنية “.

وقد تقلد شهاب الدين ابن فضل الله جملة وظائف هامة فقد باشر كتابة الإنشاء بدمشق حتى ولي أبوه محيي الدين كتابة السر بها ثم قدم معه إلى القاهرة في سنة 728 هـ لما ولي كتابة السر بديار مصر وكان يقرأ البرد على السلطان ثم سار مع أبيه إلى دمشق وعاد معه إلى القاهرة لما ولي كتابة السر ثانية في سنة 733 هـ وقرأ أيضا البريد على السلطان وجلس في دار العدل .. فلما قدم الأمير تنكز نائب الشام في ستة سبع وثلاثين سأل السلطان في ولاية علم الدين ابن القطب كتابة السر بدمشق فأجابه وولاه وزاد في جامكيته (مرتبه) وهو ما أثار اعتراض شهاب الدين فتكلم مع السلطان بكلام خشن وقد قويت نفسه وشرست أخلاقه على عادته (وكان معروفا بحدة المزاج) واسترسل في الكلام الجافي حتى قال للسلطان : (ما يفلح من يخدمك وخدمتك علي حرام) وقام من مجلس السلطان مغضبا والأمراء وقوف بالخدمة وقد اقشعروا من كلامه وتوقعوا أن يقتله السلطان لكنه اكتفى بعزله إكراما لأبيه الذي قدم اعتذاره ولزم شهاب الدين بيته حتى حدث انقلاب من تنكز على السلطان فاستدعاه في محرم سنة إحدى وأربعين واستحلفه على المناصحة وولاه كتابة السر بدمشق واستمر فيه بعد موت الناصر محمد بن قلاوون حتى سنة 743 هـ حيث جلس في بيته مستقرا بمرتب يكفيه وتفرغ للكتابة والتأليف حتى إذا كانت سنة 749 هـ عزم على الحج فتوجه بأهله من دمشق إلى القدس حيث ماتت زوجته ابنة عمه بالطاعون فدفنها هناك ورجع وهو حزين محموم إلى دمشق حيث وافته المنية في يوم عرفة.

وقد أنشأ ابن فضل الله كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع والأصدقة .. ووضع في حياته القصيرة عددا من الكتب التي تفاوتت في حجمها وموضوعها وأشهرها كتاب (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) وهو موسوعة كبرى في التاريخ والجغرافيا والأدب والفلك والطب والاجتماع وغيرها وهي من أهم ما أنتج في عهد المماليك وقد وصفه الصفدي بقوله : ” كتاب حافل ما يعلم أن لأحد مثله ” .. وقد بين المؤلف في مقدمته الخطة التي اتبعها في تأليف هذا الكتاب والغرض الذي ألفه من أجله فقال : ” إثبات نبذة دالة على المقصود في ذكر الأرض وما فيها ومن فيها وحال كل مملكة وما هي عليه وأهلها في وقتنا هذا مما ضمه نطاق هذه المملكة واجتمع عليه طرفا تلك الدائرة لأقرب إلى الأفهام البعيدة غالب ما هي عليه أم كل مملكة من المصطلح والمعاملات وما يوجد فيها غالبا ليبصر أهل كل قطر القطر الآخر وبينته بالتصوير : ليعرف كيف هو كأنه قدام عيونهم بالمشاهدة والعيان مما اعتمدت في ذلك على تحقيق معرفتي له فيما رأيته بالمشاهدة وفيما لم أره بالنقل ممن يعرف أحوال المملكة المنقول عنه أخبارها مما رآه بعينه أو سمعه من الثقات بأذنه .. ولم أنقل إلا عن الأعيان الثقات ومن ذوي التدقيق في النظر والتحقيق للرواية واستكثرت ما أمكنني من السؤال عن كل مملكة لآمن من تغفل الغفلاء وتخيل الجهالات الضالة وتحريف الأفهام الفاسدة فإن نقلت عن بعض الكتب المصنفة في هذا الشأن فهو من الموثوق به فيما لا بد منه كتقسيم الأقاليم وما فيها من أقوال القدماء .. ولم أذكر عجيبة حتى فحصت عنها ولا غريبة حتى ذكرت الناقل لتكون عهدتها عليه وتبرأت منها ” .. وقال عن كتابه : ” وقطعت فيه عمر الأيام والليالي وأثبت فيه بالأقلام أخبار العوالي وشغلت به الحين بعد الحين واشتغلت ولم أسمع قول اللاحين وحرصت عليه حرص الضنين وخلصت إليه بعد أن أجريت ورائي السنين ” .. والكتاب مرجع هام عند كافة المؤرخين حيث نقل عنه كل من القلقشندي والمقريزي وابن تغري بردي وابن خلدون وابن حجر وابن شاهين الظاهري والسيوطي وابن إياس.

ومن أشهر كتبه (التعريف بالمصطلح الشريف) وقد وضعه ليعرض فيه كل ما يحتاج إليه في عمل الدواوين وألفه في الفترة التالية لعام 741 هـ أي بعد أن أنهى كتابة الباب الخاص بمصر والشام والحجاز في موسوعته الكبيرة وبعد أن تمتع بخبرة واسعة في ديوان الإنشاء .. وقد اكتسب هذا الكتاب مكانة خاصة لدى العاملين بديوان الإنشاء المملوكي فأطلق عليه القلقشندي (الدستور) ووصفه بأنه أنفس الكتب المصنفة في هذا الباب .. ومن كتبه أيضا (ممالك عباد الصليب) والذي وصف فيه ملوك الفرنجة في عصره وقد روى ذلك عن بلبان الجنوي أحد مماليك بهادر المعزي فوصف فرنسا وألمانيا وأحوالهما السياسية والاجتماعية وكذلك البنادقة والإيطاليين وأهل جنوة وبين علاقتهم بالمسلمين .. ومن كتبه الشهيرة (ذهبية العصر) والذي ذكر فيه شعراء المشرق والمغرب الإسلامي من أهل المائة الثامنة وذكر أشعارهم وأخبارهم على نهج من سبقه في التأليف مثل الثعالبي في كتابه يتيمة الدهر والباخرزي في كتابه دمية القصر والعماد الأصفهاني في كتابه خريدة القصر ومن بعده مثل الصفدي في كتابه أعيان العصر وقد تميز عنهم جميعا بسعة اطلاعه وعلاقاته العديدة مع معاصريه وصلاته بالملوك والأعيان واهتمامه بجزيرة العرب .. ومن كتبه الأخرى (فواصل السمر في فضائل آل عمر) وهو دراسة عن أسرته ورجالاتها وفضائلها .. ومن كتبه أيضا كتاب (الجواهر الملتقطة) وهو مجموعة من المكاتبات من إنشائه وكتاب (حسن الوفا لمشاهير الخلفا) وهي قصيدة رائية وكتاب (الدرر الفرائد) وهو مختصر كتاب قلائد العقيان في محاسن الأعيان لابن خاقان وموضوعه تراجم لطائفة من ملوك ووزراء وقضاة وعلماء وأدباء وشعراء المغرب وكتاب (الشتويات) وهي مجموعة رسائل إخوانية كتبها في الشتاء وكتاب (صبابة المشتاق) وهو مجلد في المدائح النبوية .. وله أيضا عدة كتب في مواضيع متعددة هي : (تذكرة الخاطر .. الدائرة بين مكة والبلاد .. سفرة السفرة .. نفحة الروض .. الدعوة المستجابة .. دمعة الباكي ويقظة الشاكي .. النزهة الكافية في معرفة الكتابة والقافية .. عرف التعريف).

وقد كان ابن فضل الله متأثرا بأستاذه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث نلمح ذلك في ترجمته له في كتاب المسالك إذ يقول : ” هو نادرة العصر هو البحر من أي النواحي جئته والبدر من أي الضواحي رأيته .. رضع ثدي العلم منذ فطم وطلع فجر الصباح ليحاكيه فلطم وقطع الليل والنهار دائبين واتخذ العلم والعمل صاحبين إلى أن آس السلف بهداه ونأى الخلف عن بلوغ مداه .. جاء في عصر مأهول بالعلماء مشحون بنجوم السماء تموج في جوانبه بحور خضارم وتطير بين خافقيه نسور قشاعم وتشرق في أنديته بدور دجنة وتبرق في ألويته صدور أسنة وتثأر جنود رعيل وتزأر أسود غيل إلا أن شمسه طمست تلك النجوم وبحره غرق تلك العلوم ثم عبيت له الكتائب فحطم صفوفها وخطم أنوفها وابتلع غديره المطمئن جداولها واقتلع طوده المرجحن جنادلها وأخمدت أنفاسهم ريحه وأكمدت شرارتهم مصابيحه تقدم راكبا فيهم إماما ولولاه لما ركبوا وراءه .. ترد إليه الفتاوى فلا يردها وتفد عليه من كل وجه فيجيب عنها بأجوبة كأنه كان قاعدا لها يعدها .. هذا مع ما له من جهاد في الله لم تفزعه فيه ظلل الوشيج ولم تجزعه فيه ارتفاع النشيج مواقف حروب باشرها وطرائف ضروب عاشرها وبوارق صفاح كاشرها ومضايق رماح حاشرها وأصناف خصوم لد اقتحم معها الغمرات وواكلها مختلف الثمرات فقطع جدالها قوي لسانه وجلادها سنا سنانه قام بها وصابرها وبلى بأصاغرها وقاسى أكابرها وأهل بدع قام بدفاعها وجهد في حط يفاعها ومخالفة ملل بين لها خطأ التأويل وسقم التعليل .. وإلا فقد اجتمع عليه عصب الفقهاء والقضاة بمصر والشام وحشدوا عليه بخيلهم ورجلهم فقطع الجميع وألزمهم بالحجج الواضحات أي إلزام فلما أفلسوا أخذوه بالجاه والحكام وقد مضى ومضوا إلى الملك العلام “.