5 / الحالة الدينية

في الزمن القديم (وفي كل العصور) لا يمكن الفصل بين المسار السياسي والحالة الدينية لأن كليهما مرتبط ببعضه كل الارتباط لا سيما في الجزيرة العربية التي هي امتداد طبيعي للبادية الشمالية التي تأثرت بالحضارات الكبرى في النيل والفرات ، ونلاحظ فورا أن توزيع الأديان في الجزيرة العربية مرتبط بالتوزيع القبلي حيث المسيحية هي الديانة السائدة بين عرب الشمال (القحطانيين) بسبب تبني دولة الغساسنة ، واليهودية منتشرة في اليمن بسبب تبني دولة حمير مع بقايا من عبادات اليمن القديمة في همدان ومذحج وكندة ، وخليط من الوثنية والمجوسية والصابئة والمسيحية النسطورية في الشرق (ربيعة) بحكم الموقع الجغرافي حيث سمح الفرس بذلك المذهب المسيحي المخالف لمذهب الرومان والغساسنة ، بينما في نجد والحجاز (مضر) كانت الوثنية سائدة لكنها متداخلة مع بقية من الحنيفية الأولى التي دعا إليها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ويمكننا أن نستنتج بوضوح أن سكان جزيرة العرب كانوا على قسمين .. أحدهما يعتنق ديانات محددة لها طقوسها وكهنوتها مثل اليهودية والمسيحية والمجوسية والصابئة وهم في أطراف الجزيرة .. وقسم ثان يعبد الأصنام (الوثنية) ويعظم الكعبة (التوحيد) وهم في قلب الجزيرة وفي بقية من سكان الأطراف الذين ظلوا على ديانتهم الأولى ، وكانت الكعبة في مكة هي البقية الباقية من الحنيفية الأولى حيث مكان مقدس واحد يرمز لعبادة إله واحد وتأتيه القبائل من كل مكان في أوقات محددة وله حرمة زمانية ومكانية يحترمها الجميع ، ولم تكن الكعبة مزارا دينيا فقط وإنما هي رمز لاجتماعهم ووحدتهم بينما كانت الأصنام المختلفة علامة على التمايز القبلي حيث كان الصنم مكان تعليق الأسلحة والاستعداد للحرب وتوزيع الغنائم وإطعام الطعام ولذلك فإن الصنم المنصوب كان يلعب مهمة سياسية قبل أن يكون معبودا دينيا وذلك وفق ما شاع عند كل الشعوب السامية.

وأشهر أصنام العرب هي اللات والعزى ومناة والتي رفعها بعضهم لمرتبة (بنات الله) وهي جميعا وافدة من الخارج حيث إن اللات هي في الأصل بعلات مؤنت الإله السوري بعل والعزى هي في الأصل المعبودة المصرية إيزيس ومناة هي في الأصل المعبودة البابلية مامنوت وهي جميعا مختصة بالخصب والنماء في البيئات الزراعية حيث عاش الآراميون على حافة الصحراء في تلك البلدان قبل أن تتجه موجات منهم إلى الجنوب ، وقد كانت اللات عبارة عن حجارة بيضاء مقامة في الطائف حيث قدست من قبل قبيلة ثقيف وجزء من هوازن بينما كانت العزى على هيئة شجرة عظيمة في منطقة نخل بالقرب من مكة وقدست من قبل قبيلة غطفان أساسا ثم سليم وهوازن وقريش بينما كانت مناة على هيئة نصب في منطقة المشلل على ساحل البحر بالقرب من يثرب وقدست من قبل قبائل الأزد مثل خزاعة والأوس والخزرج وغسان وشنوءة وكثير من قبائل الحجاز حيث تتولى إحدى العشائر مهمة خدمة الصنم والقيام على سدانته وأعمال الكهانة والقرابين.

يلي هذه الآلهة في المكانة تلك التي كانت معبودة منذ الزمن القديم في جزيرة العرب وهي : ود (ويرمز للرجل) ومقره في دومة الجندل حيث يقدس من قبائل كلب .. وسواع (ويرمز للمرأة) ومكانه في تهامة عند ينبع وتقدسه قبيلة هذيل .. ويغوث (ويرمز للأسد) ومكانه في أول طريق اليمن نحو تهامة وتقدسه قبائل مذحج ومراد .. ويعوق (ويرمز للفرس) ومكانه في اليمن حيث تقدسه قبائل همدان .. ونسر (ويرمز للطائر) ومكانه في جنوب اليمن حيث تقدسه قبائل حمير من غير اليهود .. وعمأنس وهو الصنم الخاص بقبيلة خولان ، وقد حذت قريش حذو سائر القبائل فقدست الصنم هبل ليكون رمزا لقبيلتها فنصبوه عند الكعبة وجعلوه أكبر من سائر الأصنام ليكون ذلك إعلانا لسيادتهم الدينية على سائر القبائل كما قدسوا كلا من إساف ونائلة عند الصفا والمروة واختصوهما بالكثير من الطقوس الخاصة بالقبيلة وحدها دون غيرها في مناسك الحج.  

وقد كانت لكل القبائل الكبرى صنم معبود يرمز لها كما اتخذت بعض القبائل الفرعية صنما خاصا بها ليميزها عن القبيلة الكبيرة فمثلا كان الفلس هو صنم قبيلة طيء كلها لكن اليعبوب كان مختصا بقبيلة جديلة من طيء وكان الصنم الشمس معبودا لكل قبائل أدد مثل تميم وضبة وغيرهما لكن الصنم رضى كان مختصا بقبيلة تميم وحدها ، وكان سعد مختصا بقبائل كنانة وحدها ونهم في مزينة وسعير في عنزة والمحرق وعوض في بكر بن وائل وأوال في تغلب وجهار في بعض قبائل هوازن والضمار في بني سليم وحلال في فزارة ، وفي الجنوب كان ذو الخلصة معبودا في خثعم وبجيلة وذو الكفين في دوس وذو الشرى وعائم في أزد السراة ومرحب في حضرموت وذريح في كندة والمنطبق في عك والأشعريين وفراض في سعد العشيرة بينما في الشمال كان الأقيصر معبودا في قبائل قضاعة ولخم وجذام وعاملة والعبعب في قبائل قضاعة دون غيرها.

القسم الآخر من العرب كان من معتنقي الديانات القادمة من الشمال حيث كانت اليهودية متركزة في منطقتين هما اليمن والواحات الشمالية الغربية وذلك بسبب النشاط التبشيري لليهود والذي كان مسموحا قبل تبني الرومان للمسيحية (كانت اليهودية في أول أمرها ديانة تبشيرية مثل كل الديانات السماوية ولم تنغلق طائفيا إلا بسبب اضطهاد الرومان المسيحيين) ، ويظهر من مواضع في التلمود أن نفرا من العرب دخلوا في اليهودية وأنهم جاؤوا إلى الأحبار فتهودوا أمامهم وفي هذه المرويات التلمودية تأييد لروايات أهل الأخبار التي تظهر أن اليهودية كانت في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة وغسان وجذام والأوس والخزرج بحكم التجاور الجغرافي مع اليهود ، وذكر اليعقوبي أن تهود حمير كان بسبب قرار من الملوك التبابعة باتخاذ اليهودية دينا رسميا لدولتهم فأبطلوا عبادة الأصنام في اليمن بأسرها وقاموا بدعم الأحبار في نشاطهم التبشيري في ربوع المملكة.

والواحات الشمالية التي تواجد فيها اليهود هي (يثرب وخيبر وفدك وتيماء ووادي القرى) حيث توافدوا عليها على هيئة موجات متتابعة كانت أولها في القرن الخامس قبل الميلاد بصحبة جيش الملك الكلداني نابونيد الذي اتخذ من تيماء عاصمة لمستعمرته التجارية المفتوحة ، ثم جاءت الموجة الثانية بعد الغزو الروماني للشام حيث نزحت أعداد كبيرة منهم باتجاه الامتداد الجغرافي الطبيعي في الحجاز ثم جاءت موجات من اليمن استوطنت في خيبر ثم في النهاية صارت المنطقة عامل جذب لكل العرب المتهودين ، وقد عاش هؤلاء اليهود في معزل ثقافي وجغرافي عن بقية اليهود في العالم حيث كان ينظر لهم على أنهم أقل من غيرهم في العقيدة لأنهم لم يحافظوا على الشرائع الموسوية ولم يخضعوا لأحكام التلمود وتساهلوا في كثير من العادات والتقاليد المحلية العربية المخالفة للتراث العبراني التقليدي رغم أن تأثيرهم الديني ترك بصمة كبيرة لدى مجاوريهم من العرب الوثنيين.

أما المسيحية فقد تركزت في عرب الشمال بحكم التجاور الجغرافي حيث البادية العربية متاخمة لكل من أنطاكيا والقدس والإسكندرية وهي ثلاث من الخمس مدن الكبرى التي تركزت فيها الكرازة في العالم المسيحي ، وقد دخلت المسيحية إلى الجزيرة العربية بفعل حركة التبشير خاصة من قبل الرهبان الذين هربوا من اضطهاد الرومان إلى حيث أقاموا أديرتهم بحرية كاملة خاصة بعد أن تحولت هذه الأديرة إلى استراحات يأوي إليها تجار العرب أثناء سفرهم في تجارتهم ، وقد انتشرت المسيحية في وقت مبكر بين قبائل تغلب وبكر وإياد والنمر بن قاسط في العراق وغسان وبهراء وسليح وتنوخ وعاملة ولخم في الشام وقضاعة وتميم وطيء في شمال الجزيرة ومذحج (بني الحارث بن كعب) وكندة في شمال اليمن (نجران) وبعض قبائل حمير في جنوب اليمن (عدن وظفار وهرمز) وقبائل عبد القيس في ساحل الخليج العربي.

وقد انتشر بين العرب اثنان من المذاهب المسيحية الشرقية المخالفة للمذهب الروماني الملكاني أولهما هو مذهب السريان الأرثوذكس التابع للكرسي البطرياركي في أنطاكيا والمعروف عند العرب باسم المذهب اليعقوبي نسبة إلى يعقوب البرادعي (وهو وثيق الصلة حتى اليوم بمذهب الأقباط الأرثوذكس) حيث يقوم على مبدأ الطبيعة الواحدة للمسيح وانتشر هذا المذهب بين قبائل غسان ومن تبعها من عرب الشام والعراق مما جعلهم في أول الأمر عرضة للاضطهاد الديني من قبل البيزنطيين ، والمذهب الثاني هو السرياني المشرقي المعروف عند العرب باسم المذهب النسطوري نسبة إلى نسطور (وهو وثيق الصلة بالكنائس الآشورية والكلدانية) وهو المذهب الذي انتشر في العراق وفارس والهند وسائر الجزيرة العربية (بادية العراق وساحل الخليج ونجران) ويقوم على مبدأ الطبيعتين في شخص المسيح ومن أهم مراكزه الدينية الرها ونصيبين وسلوقية والحيرة حيث تمتع برعاية الفرس وسمح لهم بالتدريس وتهذيب الناس وتعليم الفلسفة اليونانية.

وفي المناطق الشرقية للجزيرة العربية انتشرت كل من المجوسية والصابئة حيث اعتنقت بعض قبائل تميم المجوسية وكذلك عدد كبير من سكان البحرين (الساحل الشرقي للجزيرة) وهجر (الأحساء) واليمامة (شرق نجد) بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الفرس المهاجرين عبر الخليج في عمان وكذلك في اليمن (وهم الذين أرسلهم الفرس لمعاونة سيف بن ذي يزن فاستقروا وهم ذريتهم في صنعاء وما حولها وأطلق عليهم اسم الأبناء) ، أما الصابئة فهي ديانة توحيدية وثيقة الصلة بالحنيفية الأولى لكن اختلط بها بعض الانحرافات مثل تقديس الكواكب والأنبياء وقد كانت منتشرة في العراق وأعالي الفرات وتعيش مختلطة مع القبائل العربية في المنطقة لذلك تركت تأثيرا كبيرا على العرب ومعتقداتهم مما جعل المشركين في أول الإسلام يصفون من أسلم بأنه صبأ وذلك لوجود مشتركات كبيرة بين الصابئة والإسلام مثل الصلاة والصوم والصدقة والطهارة وشهادة التوحيد.

وقد حفلت الروايات بالكثير من القصص عن دعاة مصلحين ظهروا في بلاد العرب قبل الإسلام لكن محاولاتهم جميعا لم تلق صدى عمليا ومنهم خالد بن سنان العبسي الذي قدمت ابنته على النبي (ص) بعد الإسلام فبسط لها رداءه وقال : (هذه ابنة نبي ضيعه قومه) ولما سمعت سورة قل هو الله أحد قالت : (كان أبي يقول مثل ذلك) وكان قد دعا قومه إلى التوحيد ونبذ الأصنام والامتناع عن الخمر والربا والميسر ، ومنهم أيضا حنظلة بن صفوان الذي أرسل إلى أهل الرس فكذبوه وقتلوه وكان معاصرا للملك البابلي نبوخذ نصر وقيل بل كان من أهل حمير في عدن كما ذكر أهل الأخبار اسم نبي أرسل إلى أهل حضور وهو شعيب بن ذي مهدم فقتلوه وقبره في منطقة صينين باليمن كما عد بعض الرواة مسيلمة بن حبيب الحنفي من جملة المتكهنين قبل الإسلام حيث أطلق على نفسه اسم (رحمن اليمامة) متأثرا بمن جاوره من أهل الكتاب.

وممن اشتهر بين العرب في مجال الإصلاح قس بن ساعدة الإيادي الذي أثر عنه جملة من المفاخر منها أنه أول من آمن بالبعث في الجاهلية وأول من توكأ في خطبته على سيف أو عصا وأول من علا على شرف وخطب عليه وأول من قال : (أما بعد) وأول من كتب : (إلى فلان بن فلان) وأول من قال : (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) ، وكان من حكماء العرب المعدودين وخطيب العرب كافة ، وعندما علم النبي (ص) بوفاته من وفد قبيلة إياد قال : (كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أورق وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أوجدني أحفظه) ، فقال رجل من القوم : (أنا أحفظه يا رسول الله .. سمعته يقول أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا .. من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا … إلخ الخطبة المشهورة) فقال النبي لما سمعها : (يرحم الله قسا إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمة وحده).

ومن أشهر المنتسبين للحنيفية الشاعر أمية بن عبد الله بن أبي ربيعة الثقفي المعروف باسم أمية بن أبي الصلت والذي رويت أشعاره الغزيرة التي تحمل روح التوحيد وذكر القيامة والجنة والنار ، وقد سافر إلى الشام وآوى إلى الأديرة واستمع إلى رجال الدين كما كان قارئا وكاتبا تعمق في دراسة الأديان ولبس المسوح وحرم الخمر على نفسه وتجنب الأصنام وصام وذكر إبراهيم وإسماعيل وهو أول من أشاع بين قريش في افتتاح الكتب والمعاهدات جملة (باسمك اللهم) ، وكان يؤمل أن يكون هو النبي المنتظر فلما ظهر النبي (ص) أعرض عن الإسلام حسدا وغادر مع بنيه إلى اليمن ، لكنه قبيل وفاته قال : (قد دنا أجلي وهذه المرضة فيها منيتي وأنا أعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني في محمد .. لا بريء فأعتذر ولا قوي فأنتصر) ، ويروى أن النبي (ص) كان يستمع لشعر أمية وكان كلما سمع شيئا منه طلب المزيد حتى يصل إلى مائة بيت ويقول : (إن كاد أمية ليسلم).

ومن حنفاء قريش زيد بن عمرو بن نفيل العدوي الذي اعترض على عبادة قومه للأصنام فاعتزلها وامتنع عن أكل ما ذبح لها وكذلك الميتة والدم ونهى عن وأد البنات وجهر بالدعوة إلى توحيد الله والصلاة عند الكعبة لكنه لم يدخل في الديانات الكتابية اليهودية والنصرانية بل أعلن أنه يتبع ملة إبراهيم حنيفا فكان يقول : (يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري) ، وقد أوذي بسبب ذلك حتى أكره على مغادرة مكة والنزول في (حراء) مخافة أن يتبعه شباب قريش حيث يحكي زيد بن حارثة ويقول : (خرجت مع رسول الله في يوم حار من أيام مكة وهو مردفي فلقينا زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل منا صاحبه .. فقال النبي : ما لي أرى قومك قد شنقوك ؟ .. فأجابه زيد بأنه لا يهتم لذلك وأنه خرج يبتغي دين الله) حيث رحل بعدها إلى الشام يلتمس الدين الحق فمات هناك قبل البعثة وهو والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة.

أما أشهر حنفاء قريش فهو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي والذي ساح في الأرض بحثا عن الدين الحق وقرأ كتب اليهود والنصارى وعرف عنه التأمل والتفكر وحياة الجدية والزهد والرهبانية وقد أجبر على مغادرة مكة في شبابه فخرج يلتمس العلم عند الأحبار والرهبان لكنه في النهاية عاد وقضى شيخوخته في عزلة عن قومه يكتب بالعبرانية والسريانية ، وهو ابن عم أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد وهو أول من عرف منها بالوحي حيث ذهبت إليه فأخبرته بما أخبرها به رسول الله (ص) أنه رأى وسمع فقال ورقة بن نوفل : (قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت) ، وعندما التقى النبي (ص) أعطاه أول درس في السياسة النبوية عندما قال : (يا ليتني فيها جذعا .. ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك .. قال الرسول : أومخرجي هم ؟؟ .. قال ورقة : نعم .. إنه لم يجىء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي .. ولئن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا).