أجا والسنبلاوين

نوسا والأعمال المرتاحية

مركز أجا الحالي في محافظة الدقهلية كان يعرف في العصر الفاطمي باسم كورة المرتاحية ثم تحولت إلى الأعمال المرتاحية والتي كانت تضم أيضا بعض أجزاء من مراكز المنصورة والسنبلاوين وميت غمر ثم بعد ذلك أدمجت مع الدقهلية تحت اسم الأعمال الدقهلية والمرتاحية ، وسبب هذه التسمية راجع إلى زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي منح المنطقة كلها على هيئة إقطاعات للقبائل المغربية التي نزحت مع جيشه والراغبين في الاستقرار والتوطن والعمل بالزراعة ، ويفصل ذلك محمد رمزي في القاموس الجغرافي قائلا :

” وأما سبب تسمية الكورة بالمرتاحية فهو لأن طائفة من المغاربة الذين دخلوا مصر مع جوهر القائد يعرفون باسم المرتاحية ولرغبتهم في الزراعة أنزلهم ببلاد تلك الكورة فعرفت بهم من ذلك الوقت ، والذين لم يرغبوا في الفلاحة من عساكر هذه الطائفة استقروا بالقاهرة وأنشأوا لهم حارة عرفت بحارة المرتاحية ذكرها المقريزي في خططه (ص 14 ج 2) ضمن حارات القاهرة فقال إن هذه الحارة عرفت بالطائفة المرتاحية إحدى طوائف العسكر وأن خط باب القنطرة يعرف في كتب الأملاك القديمة بالمرتاحية “.

وقد أطلق الفاطميون على الإقطاعات الممنوحة كلمة منية ولذا سميت بها قرى المنطقة التي تأسست في تلك الفترة وهي كل من منية فضالة ومنية مسعود ومنية معاند ومنية النشاصي ومنية مصلح ومنية السلاميين ومنية أبو الحارث ومنية ابن جراح ومنية أبو حسين ومنية حماقة ومنية ثعلب ومنية الشيوخ ومنية العامل ومنية بزو ومنية حماد ومنية سمنود ومنية غمر ومنية نوسه ، وفي العصر العثماني تحولت كلمة منية إلى ميت في بعض القرى وحذفت في بعضها الآخر مثل الإنشاصية والسلامية وظلت موجودة في بعضها الآخر.

وكانت قاعدة الكورة قرية نوسه التي أطلق عليه نوسا الغيط لوجودها وسط الأرض الزراعية تمييزا لها عن الإقطاع الجديد منية نوسه التي سميت نوسا البحر لوقوعها على النيل ثم انتقلت تبعيتها للدقهلية في عهد الناصر محمد بن قلاوون ، وفي العصر الحديث انتقل المركز إلى منية سمنود وكانت أكبر قرية فيهم وتقع على النيل لتسهيل النقل البحري ثم قامت الحكومة في 2 يونيو عام 1907 م. بنقل المركز إلى قرية أجأ القديمة والتي تنطق أجا للتخفيف وذلك لوقوعها على خط السكة الحديدية وتوسطها بين قرى المركز الناشيء.

قرى مركز أجا

جاء في الخطط التوفيقية : منية سمنود : بلدة شهيرة من مديرية الدقهلية ، هى رأس مركز على الشاطئ الشرقى لبحر النيل الشرقى ، وبها ديوان الضبطية ومحل المحكمة الشرعية ، ومجلس المركز وجامع بمنارة وفوريقة لحلج القطن عندها موردة ترسو عليها المراكب ، وتكسب أهلها من زرع القطن ومن التجارة والزرع المعتاد.

وفى الضوء اللامع للسخاوى أن من هذه القرية عبد العزيز بن عبد الواحد ابن عبد الله التكرورى الأصل ، المناوى ، السمنودى ، الشافعى الرفاعى ، ويسمى محمدا أيضا ، ويعرف بالمناوى ، ولد قبيل التسعين وسبعمائة بمنية سمنود ، ونشأ بها ، وبعد أن قرأ القرآن حفظ العمدة والمنهاج والتنبيه وألفية ابن مالك ، وأجازه الكمال الدميرى وغيره ، وتفقه بالفقيه عمر السمنودى ، وأخذ عنه الميقات والفرائض.

وبرع فى العربية وغيرها على الشطنوفى وغيره ، واستحضر مسائل التنبيه والألفية ، وأجاد الفرائض والميقات ، بحيث يعمل محاريب تلك الناحية ، مع الديانة وسلامة الباطن والتقشف والتصدى للإقراء والإفتاء ، وقد حج وزار ورجع إلى بلده، فأقام بها ، وربما دخل القاهرة للسعى فى ضروراته وضرورات غيره ، وكان قد كف ثم أبصر ، ولما تقدم فى السن تغير استحضاره ، ومات فى أوائل شوّال سنة إثنتين وسبعين وثمانمائة بمنية سمنود ، ودفن بزاوية سلفه بها.

منية فضالة : بفتح الفاء ، قرية من مديرية الدقهلية بمركز منية سمنود على الشاطئ البحرى لترعة فضالة ، وشرقى ناحية شيوه بأقل من ساعة ، وغربى منية أبى الحسينى كذلك ، وبها جامع بمنارة ودوار أوسية لسعادة طلعت باشا ، وبها أشجار متنوعة.

والظاهر أن هذه القرية ينسب إليها سيف الدين الفضالى المترجم فى خلاصة الأثر بأنه : سيف الدين أبو الفتوح بن عطاء الله الوفائى الفضالى المقرى البصير ، شيخ القراء بمصر فى عصره ، قال بعض الفضلاء فى حقه ، فاضل ، جنى فواكه جنيّة من علوم القرآن ، قرأ بالروايات على الشيخ شحاذة اليمنى ، وأحمد بن عبد الحق ، وأخذ عنه سلطان المزاحى ومحمد البابلى ، وله مؤلفات منها : شرح بديع على الجزرية فى التجويد ، ورسائل كثيرة فى القراءات ، وكانت وفاته بمصر سنة عشرين وألف.

منية دمسيس : بلدة قديمة من مديرية الدقهلية بمركز منية سمنود ، على الشط الشرقى لبحر دمياط قبلى منية سمنود بنحو سبعة آلاف قصبة ، وبها جامع بمنارة ، ودير للأقباط يسمى دير أبى جرج ، يعتقد أهله إن المصاب بالشلل فى أعضائه إذا جاءه برء من علته ، وفى كل سنة يعمل له موسم ، تجتمع فيه الأقباط وينصبون الخيام ويتسابقون بالخيول ، ويستمر ذلك ثمانية أيام ، وبها جنان وأبراج حمام وعصارة لقصب السكر ، ولأهلها شهرة بزرع القطن وقصب السكر.

ميت العامل

تأسست قرية ميت العامل مركز أجا في العصر الفاطمي لتكون إقطاعا لإحدى عشائر قبيلة عاملة اليمنية الوافدة من بادية الشام وجبل عامل ، جاء في القاموس الجغرافي : ” ميت العامل هي من القرى القديمة اسمها الأصلي منية العامل وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية وفي التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، ثم حرف اسمها من منية إلى ميت فوردت باسمها الحالي في تاريخ سنة 1228 هـ “.

ذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري فقال : ” منية العامل مساحتها 681 فدان عبرتها 3000 دينار كانت للمقطعين والآن أوقاف وأملاك ” ، وقال عنها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية : ” منية العامل قرية من مديرية الدقهلية بمركز المنصورة ، واقعة غربى ترعة أم سلمى على بعد ثمانين قصبة ، وشرقى ناحية أجا بنحو أربعة آلاف قصبة ، وبها جامع بمنارة ، ولها شهرة بزرع الأرز والقطن “.

وإلى هذه القرية ينسب – كما فى الضوء اللامع للسخاوى – الحسن بن أحمد بن حسن البدر العاملى ، ثم القاهرى ، الشافعى ، نزيل سعيد السعداء ، وأحد أئمتها ، ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريبا بمنية العامل ، وقدم القاهرة ، فحفظ القرآن والتنبيه والملحة ، وأخذ الفقه عن البرهان البيجورى ، وحضر فى الفرائض عند الشهاب العاملى ، وكان صالحا دينا كثير التلاوة ومحافظا على قيام الليل ، وللناس فيه اعتقاد ، وهو ممن تصدى لتعليم الأطفال بمكتب السابقية دهرا ، وانتفع به فى ذلك ، وممن قرأ عنده الولوى الأسيوطى ، عمّر ومات فى سنة 873 هـ.

ونسب إليها أيضا الشيخ محمد بن عباس بن أحمد بن إبراهيم بن الشرف الأنصارى العاملى ، قال فى الضوء اللامع إنه ولد بمنية العامل سنة ستين وسبعمائة ، وانتقل منها إلى القاهرة ، فقرأ القرآن على الجمال الدميرى ، وحفظ العمدة، والمنهاج الفرعى والأصلى ، وألفية ابن مالك ، واشتغل بالفقه عند البلقينى ، والإبناسى ، وابن العماد ، وابن الملقن ، وفى العربية على الغمارى وغيره وقرأ عليه البخارى ، وله مشايخ كثيرون فى فنون شتى ، وأكثر من قراءة الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث ببيت الأمير إينال باى وغيره.

وصار ذا إلمام بمشهور الأحاديث حسن الإيراد طرى الصوت ، حتى إنه قرأ عند الظاهر جقمق حديث توبة كعب فأبكاه وأنعم عليه بمائة دينار ، ولطراوة صوته تصدى للقراءة على العامة ، ولم يتحام عن قراءة ما نص الأئمة على وضعه ، وخطب فى خانقاه سرياقوس وغيرها ، وبجامع الأزهر نيابة وحمدت خطابته ، وتكسب بالشهادة ، وكتب الخط المنسوب ، وحج غير مرة وأخذ عنه جماعة كالتقى القلقشندى ، مات يوم الإثنين الثالث والعشرين من شعبان سنة خمس وخمسين وثمانمائة ، ودفن بالقرب من تربة ابن جماعة بباب النصر.

الغراقة

في أوائل العصر الفاطمي منح جوهر القائد مساحة من الأرض الزراعية لأتباعه من الجنود المغاربة يعرفون باسم المرتاحية ونسبت هذه الإقطاعيات إليهم فسميت كورة المرتاحية ثم الأعمال المرتاحية ، وقد قاموا بتأسيس عدة قرى جديدة لهم ومنها قرية كان زمامها الزراعي يتجاوز ألف فدان تم استصلاحها بعد أن كانت تغمر بالمياه وسميت الغراقة (مركز أجا بالدقهلية حاليا).

جاء في القاموس الجغرافي : الغراقة هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية وفي التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، وسبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى وجودها في حوض زراعي كان يسمى الغراقة لانخفاض منسوب أرضه وغمرها بالماء في أغلب أيام السنة فعرفت بالغراقة من وقت إنشائها.

وذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري في كتاب التحفة السنية فقال : الغراقة مساحتها 1070 فدان بها رزق 18 فدان عبرتها 3000 دينار كانت باسم الأمير قرابغا والآن باسم الأمير لاجين الظاهري ، وذكرها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية فقال : الغرّاقة بفتح الغين المعجمة وشد الراء المهملة فألف فقاف فهاء تأنيث بلدة بقرب الحوف من الوجه البحرى من الشرقية.

واشتهرت الغراقة بعدد من الشيوخ من أشهرهم الشيخ شمس الدين الغراقي ، ذكره السخاوي في كتاب الضوء اللامع فقال : محَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل الشَّمْس أَبُو عبد الله الغراقي نِسْبَة لقرية من قرى مصر البحرية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالغراقي. قدم الْقَاهِرَة فَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد ومسند عبد واشتغل فِي فنون ولازم البُلْقِينِيّ وَبِه انْتفع وَعَلِيهِ تخرج وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ الْفَرَائِض عَن الكلائي وبرع فِيهَا وَفِي الْفِقْه والحساب ، وتصدر للإقراء بأماكن كمدرسة سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب بِالْقربِ من جَامع بشتك وجاور بِمَكَّة ودرس بهَا أَيْضا وانتفع بِهِ خلق فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا.

وَكَانَ حسن الْإِلْقَاء للدرس خيرا دينا صَدُوقًا إِذا سَمِعت حسن ومهابة ووقار كثير التِّلَاوَة بِحَيْثُ كَانَ فِي مجاورته يَتْلُو كل يَوْم وَلَيْلَة سِتّ ختمات ، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ هُنَاكَ التقي ابْن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَذَا ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الشَّافِعِيَّة وَشَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل كثيرا وتمهر فِي الْفَرَائِض وشغل النَّاس فِيهَا بالأزهر وَأم بِهِ نِيَابَة ، وَكَثُرت طلبته مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَحسن السمت والتواضع وَالصَّبْر على الطّلبَة وَكَانَ يقسم التَّنْبِيه والمنهاج فيقرن بَينهمَا جَمِيعًا فِي مُدَّة لَطِيفَة ، وَقد سمع من الْعِزّ ابْن جمَاعَة بِمَكَّة وَحدث وجاور كثيرا وَكَانَ يعْتَمر فِي كل يَوْم أَربع عمر وَيخْتم فِي كل يَوْم ختمة ، قلت : وَكَأن اقْتِصَاره على الْخَتْم فِي الْيَوْم الَّذِي يعْتَمر فِيهِ أَرْبعا ليلتئم مَعَ مَا تقدم إِن صَحَّ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي ، مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِالْقَاهِرَةِ عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.

من أعلام الغراقة

اشتهرت قرية الغراقة بأسرة عريقة من العلماء والشيوخ ذكرهم السخاوي في كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع حيث يقول : مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد الباز الْأَشْهب مَنْصُور الغراقي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد المحمدين أبي البركات وَأبي السُّعُود وَأبي مَدين الآتين. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه واشتغل وَكَانَ صَالحا.

محمد بن محمد ابن محمد بن على بن يوسف بن الباز الأشهب أبو البركات الغراقى الشافعى ، وكان يعرف بابن كباب ولد بالغراقة وحفظ بها القرآن والعمدة والمنهاجين وألفيتى الحديث والنحو ، والزهر البسام فيمن حوته عمدة الأحكام من الأنام نظم البرماوى ، والجعبرية فى الفرائض ، والحاجبية ، ثم تحول إلى القاهرة ، فأكب على الاشتغال على الجمال عبد الله الحنبلى ، والشريف ابن الكويك.

وأجاز له جماعة منهم رقية بنت يحيى بن مزروع ، وكان جل انتفاعه من الشمس البرماوى وأخذا أيضا عن الشمسين الشطنوفى والغراقى والولى العراقى وغيرهم فى كل فن حتى الحساب والميقات ، والروحانى والنظم والنثر ، ولم ينفك عن ملازمة الاشتغال والاستكثار ، ولا تحاشى من الأخذ عمن دب ودرج ، وأذن له البرماوى وغيره فى الإفتاء والتدريس ، وناب فى القضاء بعد تمنع زائد ، وزار بيت المقدس ، ودخل الشام غير مرة ، ودخل حلب رفيقا للمعين عبد اللطيف بن العجمى ، وأخذ حينئذ عن حافظها البرهان شرحه على الشفاء بتمامه ، وقطعة من شرحه على البخارى وغير ذلك.

وكان إماما بارعا دينا خيرا سمحا شديد التواضع ، كثير التودد حسن العشرة ، طارحا للتكلف كثير المماجنة مع أصحابه ، سمحا بالعارية قادرا على إبراز ما فى نفسه بأحسن عبارة مع السرعة ، لا منتهى لنادرته الحلوا ، ولا تمل مجالسته ، ومحاسنه جمة ، وهو من بيت صلاح وفضل ، يقال إن عليا جده أبا أبيه هو الشيخ على المصرى المعتقد المدفون بمنزله بالبريح بالقرب من دمشق ، قال ويذكر أن الشيخ رسلان المدفون بالسبعة من دمشق من أجدادنا ولكن لم أر لذلك مستندا شافيا ، كل ذلك مع عدم سعة العيش ، وكان معه تدريس المدرسة النابلسية بالقرب من سعيد السعداء ، وكذا قرأ بغيرها وأفتى وكتب بخطه الكثير ، وكان نعم الرجل ، مات سنة ثمان وخمسين وثمانمائة ، ودفن بتربة مجاورى الأزهر بين الطاولية وتربة سليم خارج باب البرقية ، وحج عنه رحمه الله تعالى.

وأما محمد الشمس أبو السعود الغراقى فهو أخوه شقيقه ، ولد بالغراقة أيضا ، وتحوّل منها مع أبيه وأخيه وهو مميز ، فنزلوا الصحراء بتربة يلبغا ، وحفظ القرآن والعمدة ، والملحة وألفية النحو والمنهاج الفرعى ، واليسير من (التنبيه) – كتاب أبيه – واشتغل وحصل ، وأجاز له أشياخ عصره ، وحج مرارا ودخل الإسكندرية ، وتكسب بالشهادة دهرا إلى أن كف بصره ، فقطن فى بيته مدة ، وتحول لعدة أمكنه ، وحدث بالصحيح والنسائى والشفاء والعمدة ، وكان محبا فى ذلك ، مشاركا فى فوائد ونكت وحكايات ، مات سنة تسع وثمانين وثمانمائة بقنطرة الموسكى ، عند ابن أخيه ، ودفن بحوش الأشرف برسباى المجاور لتربته.

ولهما أخ ثالث شقيق هو محمد أبو مدين ، سمع على الشمس الشامى الحنبلى ثلاثيات مسند أحمد ، وحدث صغار الطلبة ، وكان من أهل القرآن ، كثير التلاوة له ، وتكسب ماء ورديا بالفحامين ، مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة أو التى قبلها.

طنامل (طاء النمل)

في الخطط التوفيقية طا النمل يوجد من هذا الاسم قريتان فى مديرية الدقهلية : طا النامل الشرقية وطا النامل الغربية بينهما نحو نصف ساعة وأرضهما خصبة جيدة المتحصل ويزرع بها قصب السكر بكثرة وبعد كل عن المنصورة نحو ثلاث ساعات أولاهما على ترعة المنصورية من جهة الغرب وأطيانها فى البر الشرقى وأبنيتها بالآجر وبها جامع متين وأشجار على شاطئ المنصورية وعدة توابيت كذلك وكان بها جملة سواق معينة موزعة فى أراضيها.

حولها أشجار جميز عتيقة ورىّ أرضها من ترعتى المنصورية وأم جلاجل الكائنة قبلى قنطرة السنايط وقبلى هذه القرية قرية أجا ثم قرية نقيطة ثم المنصورة ، وأما طا النامل الغربية فهى شرقى البحر الأعظم على ثلث ساعة من نوسة البحر وبها أشجار ، ورىّ أرضها من البحر والمنصورية وأم جلاجل بالتوابيت زمن الصيف ، وبالراحة زمن النيل وكان بها سواق معينة بطلت بحدوث ترعة المنصورية وكلتا القريتين كان يقال لهما قطائع العجوز.

وقد نشأ من هذه القرية الأمير (عبد الرحمن بيك على) دخل أول أمره مكتب منية غمر سنة خمس وخمسين ومائتين وألف ، ثم انتقل إلى تجهيزية أبى زعبل ، ثم إلى مدرسة المهندسخانة ببولاق ، فاكتسب بها علوم الرياضة والطبيعة وغيرها تحت نظارة (لامبير بيك الفرنساوى) ثم إلى مدرسة الطوبجية ، وفى سنة إحدى وسبعين ترقى إلى رتبة البكباشى ثم فى سنة تسع وثمانين أنعم عليه برتبة القائم مقام وإلى الآن هو بالمدارس الحربية.”.

ويقال للقريتين قطائع العجوز بسبب واقعة تاريخية حدثت بين إحدى سيداتها والخليفة المأمون أثناء وجوده في مصر لمتابعة ثورة البشموريين والعرب ، حيث ذكر المقريزي أن المأمون لما سار فى قرى مصر كان يبنى له بكل قرية دكة يضرب عليها سرادقه والعساكر من حوله ، وكان يقيم فى القرية يوما وليلة فمرّ بقرية طا النامل فلم يدخلها لحقارتها ، فلما تجاوزها خرجت إليه عجوز تعرف بمارية القبطية صاحبة القرية وهى تصيح ، فظنها المأمون مستغيثة متظلمة فوقف لها وكان لا يمشى أبدا إلا والتراجمة بين يديه من كل جنس.

فذكروا له أن القبطية قالت : يا أمير المؤمنين نزلت فى كل ضيعة وتجاوزت ضيعتى ، والقبط تعيرنى بذلك وأنا أسأل أمير المؤمنين أن يشرفنى بحلوله فى ضيعتى ليكون لى الشرف ولعقبى ، ولا تشمت الأعداء بى ، وبكت بكاء كثيرا فرقّ لها المأمون وثنى عنان فرسه إليها ونزل ، فجاء ولدها إلى صاحب المطبخ وسأله كم تحتاج من الغنم والدجاج والسمك والتوابل والسكر والعسل والطيب والشمع والفاكهة والعلوفة وغير ذلك مما جرت به عادته ، فأحضر جميع ذلك إليه بزيادة.

وكان مع المأمون أخوه المعتصم وابنه العباس وأولاد أخيه الواثق والمتوكل ويحيى بن أكثم والقاضى أحمد بن أبى دواد فأحضرت لكل واحد منهم ما يخصه على انفراده ولم تكل أحدا منهم ولا من القوّاد إلى غيره ، ثم أحضرت للمأمون من فاخر الطعام ولذيذه شيئا كثيرا حتى أنه استعظم ذلك ، فلما أصبح وقد عزم على الرحيل ، حضرت إليه ومعها عشر وصائف مع كل وصيفة طبق فلما عاينها المأمون من بعد قال لمن حضر : قد جاءتكم القبطية بهدية الريف الكامخ والصحناة والصير.

فلما وضعت ذلك بين يديه إذا فى كل طبق كيس من ذهب فاستحسن ذلك وأمرها بإعادته ، فقالت : لا والله لا أفعل فتأمل الذهب فإذا به ضرب عام واحد كله ، فقال: هذا والله أعجب ربما يعجز بيت مالنا عن مثل ذلك ، فقالت : يا أمير المؤمنين لا تكسر قلوبنا ولا تحتقر بنا ، فقال : إن فى بعض ما صنعت لكفاية ولا نحب التثقيل عليك فردى مالك بارك الله فيك ، فأخذت قطعة من الأرض وقالت : يا أمير المؤمنين هذا وأشارت إلى الذهب من هذا وأشارت إلى الطينة التى تناولتها من الأرض ثم من عدلك يا أمير المؤمنين وعندى من هذا شئ كثير ، فأمر به فأخذ منها وأقطعها عدة ضياع وأعطاها من قريتها طا النامل مائتى فدان بغير خراج وانصرف متعجبا من كثرة مروءتها وسعة حالها.

السنيطة وعزبة جراح

المنطقة الواقعة جنوب أجا ومنية سمنود كانت في العصور الإسلامية يجمعها زمام واحد يضم عددا من القرى ذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري وذلك في كتاب التحفة السنية حيث يقول : جراح ومدارس والسنطة مساحتها 2690 فدان بها رزق 104 أفدنة عبرتها 15000 دينار كانت باسم الأمير الجغا المحمدي والآن باسم الأمير قجماس الإسحاقي أمير آخور.

وجاء في القاموس الجغرافي : كفر الشراقوة السنيطة : كان يوجد قرية قديمة تسمى السنطة وردت في التحفة مع جراح وتدارس (الديرس) من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفي العهد العثماني إلى السنيطة كما ورد في دليل سنة 1224 هـ ويقال لها سنيطة جراح لقربها من ناحية جراح كما ورد في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ.

ولخلاف شديد وقع بين أهل هذه القرية انفصلوا عن بعضهم وتركوها فخربت ، وكان من أهلها أسرتان شهيرتان وهما جماعة الشراقوة لأن أصلهم من الشرقية وجماعة عوض فأنشأوا في زمامها كفرين متباعدين وهما كفر الشراقوة في الجهة البحرية وكفر عوض في الجهة القبلية من أراضي السنيطة.

ولخراب قرية السنيطة قسم زمامها في تاريخ سنة 1236 هـ على الكفرين المذكورين وللدلالة على أن هذا الكفر أصله من زمام ناحية السنيطة قيد في دفتر مكلفة سنة 1259 هـ باسم كفر الشراقوة السنيطة وهو اسمه الحالي.

وأما قرية السنيطة الخراب فكانت واقعة بين الكفرين السابق ذكرهما ولا يزال يوجد من آثارها قبة قائمة على الشاطىء الشرقي لترعة المنصورية تحتها ضريح باسم أولاد عنان وهذه القبة هي الباقية من مباني تلك القرية.

ورغما عن اندثار سكن قرية السنيطة وتقسيم أطيانها فإن اسمها لا يزال يطلق على قناطر الحجز الواقعة على ترعة المنصورية وعلى محطة السكة الحديدية وعلى مكتب البريد ومكتب الهندسة الكائنة بالقرب من السكن القديم للقرية المذكورة.

كفر عوض السنيطة : هذا الكفر أصله من توابع قرية قديمة كانت تسمى السنطة ثم حرف اسمها إلى السنيطة ، وفي تاريخ سنة 1236 هـ فصل هذا الكفر باسم كفر عوض من زمام ناحية السنيطة المذكورة بسبب خرابها ، وللدلالة على أن هذا الكفر أصله من زمام تلك الناحية قيد في دفتر مكافة سنة 1259 باسم كفر عوض السنيطة وهو اسمه الحالي.

جراح هي من القرى القديمة وردت في نزهة المشتاق باسم رحل جراح وباسم منية ابن جراح بين أبو صير بنا وبين منية سمنود على الضفة الشرقية لفرع النيل قال وهي مدينة صغيرة عامرة ولها دخل وخرج ومنافع وغلات ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الدقهلية وفي التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية.

الديرس هي من القرى القديمة اسمها الأصلي تدارس وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية وفي الانتصار وقوانين الدواوين تدارس من أعمال الدقهلية وفي التحفة وردت مع جراح محرفة باسم مدارس من أعمال الدقهلية والمرتاحية وفيه خطأ في النقل صوابه تدارس.

وقد حرف اسمها في العهد العثماني كما ورد في دليل سنة 1224 هـ ووردت باسمها الحالي في تاريخ سنة 1228 هـ ، وفي سنة 1260 هـ فصل من الديرس ناحية أخرى باسم كفر لطيف وهو جزء من سكن ناحية الديرس وفي فك زمام مديرية الدقهلية سنة 1903 أضيف زمام هذا الكفر إلى الديرس وصارتا ناحية واحدة باسم الديرس وكفر لطيف.

السنبلاوين والزهايرة والحصاينة

العربان المستفلحون هو مصطلح أطلقه المؤرخون في العصور الإسلامية على العرب الذين استقروا في الريف ويقول عنهم الدكتور مجدي عبد الرشيد بحر في كتابه (القرية المصرية في عصر سلاطين المماليك) : ” العربان المستفلحون هم العربان الذين سكنوا القرى واتخذوا الفلاحة معاشا لهم يزرعون الأرض ويخرجون الخراج إلى الجهات المقطعة لها أراضيهم مخالفين بذلك سنة البداوة التي ظل عليها باقي العربان حتى ذلك الحين .. وبالتدريج بدأ هؤلاء العربان المستفلحون ينسون أصلهم وبداوتهم حتى صاروا معدودين من جملة فلاحي مصر “.

وتعد الدقهلية من مواطن العرب المستفلحين خاصة في مركز السنبلاوين حيث أسست القبائل العربية عددا من القرى هي الزهايرة والحصاينة والسنبلاوين ونوب طريف وطمية الزهايرة (طماي الزهايرة بلد أم كلثوم) وجميزة بني عمرو ، ويقول عنهم القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : ” بنو الضبيب بطن من جذام ذكرهم الحمداني ، ونقل عن ذوي المعرفة من المحدثين إن من أفخاذهم عمرو بن مالك بن الضبيب وعشيرة وزهير وخليفة وحصن من عرب الدقهلية ، وبنو خليفة وبنو حصن قد انضافوا إلى بني عبيد بالحلف “.

وقال عن بني زهير : ” بنو زهير بطن من جذام من القحطانية وذكر الحمداني عن المحدثين أنهم فخذ من الضبيبيين رهط مالك بن الضبيب وأكثرهم بالشام ومصر، ومنهم طائفة بالدقهلية والمرتاحية امتزجوا ببني زيد يعني زيد بن حرام بن جذام وهم في مجرى الحوف إلى ما يلي أشموم الرمان ومنهم بنو عرين ” ، ومنهم الشواكرة من بني مجربة حيث نزل منهم بنو خصيب في شنبارة منقلا التي أطلق عليها شنبارة بني خصيب تمييزا لها عن شنبارة المأمونة (الميمونة) وذكرهم المقريزي في كتابة البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.

ومنهم فرع السنابلة وقد ذكرهم الدكتور أيمن زغروت في كتابه مختصر معجم قبائل مصر حيث يقول : ” السنبلاوين وهم بنو سنبلة قبيلة قديمة النزول إلى مصر سكنت مدينة السنبلاوين بالدقهلية ” ، وقد انتشرت منهم فروع باتجاه الجنوب في قرية عرب السنابلة بالقليوبية وسميت المدينة بالمثنى لأن لها زمامين يفصل بينهما ترعة البوهة على غرار تسمية البرامونين والشبراوين والبدموسين وغيرها ، وبسبب الازدهار التجاري في السنبلاوين قررت الحكومة جعلها قاعدة المركز في عام 1826 م. ثم تقرر في عام 1871 م. تسمية المركز باسمها.

ديار بني نجم وبني سنبل

جاء في القاموس الجغرافي : ” السنبلاوين قاعدة مركز السنبلاوين ، هي من البلاد القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة مع الحمراء من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، وفي العهد العثماني كانت السنبلاوين قاعدة الخط المسمى بها ، وفي سنة 1826 أنشىء بها قسم إداري باسم السنبلاوين أحد أقسام مديرية الدقهلية وفي سنة 1871 سمي مركز السنبلاوين ولا يزال المركز بها ، والسنبلاوين من المدن الشهيرة بالوجه البحري وبها حركة تجارية في القطن والغلال.

الحصاينة : كانت تسمى كفر ديو وهي من توابع ناحية ديو الوسطى ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1228 هـ وفي تاريخ سنة 1259 هـ سميت الحصاينة نسبة إلى سكانها الذين أصلهم من بني حصين وقد نزلوا بهذه الجهة من القرن السادس الهجري كما ورد في كتاب البيان والإعراب لمن نزل مصر من الأعراب للمقريزي.

ديرب نجم : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي ديرب قليب وردت به في المشترك لياقوت وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي قوانين الدواوين ديرب قليب وهي ديرب أولاد نجم ، وورد اسمها في التحفة محرفا ديرب فليت قال وهي ديرب نجم من أعمال الشرقية وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.

نوب طريف : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي نوب وردت به في المشترك لياقوت من أعمال الشرقية وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية وفي التحفة وردت مع منية غراب المجاورة لها من أعمال الشرقية وفي قوانين الدواوين باسمها الحالي الذي وردت به في تاريخ سنة 1228 هـ “.

وجاء في الخطط التوفيقية : ” ديرب نجم : قرية من مديرية الدقهلية بقسم السنبلاوين فى جنوب ديرب السوق بنحو ثلاثة آلاف وسبعمائة متر ، وفى الجنوب الغربى لسفط زريق بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة متر.

السنبلاوين بلدة قديمة من مديرية الدقهلية هى مركز قسم واقعة على الشاطئ الشرقى لبحر دمياط ، وبها مجلس المركز ومحل المحكمة الشرعية ، وفى شمالها الغربى محطة السكة الحديد ، وبها جامع بمنارة وفيها شارع به حوانيت ووكائل وشوادر لبيع الخشب ، وبها جنينة فيها من أنواع الثمار ، ولها سوق كل يوم سبت ، وشهرة أهلها بزرع القطن وتكسّبهم من التجارة والزراعة، وتمر من جهتها الغربية ترعة البوهية.

والظاهر أن الشيخ يونس السنبلاوينى من قرية السنبلاوين الدقهلية وهو كما فى الجبرتى : الإمام الفاضل والعالم الكامل الشيخ يونس بن عبد الله بن منصور السنبلاوينى الشهير بذرة الشافعى ، تفقه على بلديّه الشيخ أحمد ذرة وحضر دروس الشيخ الحفنى والشيخ البراوى والشيخ عطية والشيخ الصعيدى وغيرهم من الأشياخ ، وأنجب ودرس ولازم الإفادة ، وكان إنسانا وجيها محتشما ساكن القلب لا يتداخل فى أمور الدنيا ، مجمل الثياب ، لا يزيد على ركوب الحمير فى بعض الأحيان لبعض الأمور الضرورية ، ولم يزل على حاله حتى تعلل وتوفّى سنة سبع ومائتين بعد الألف رحمه الله تعالى “.

طماي الزهايرة

في القرن السادس الهجري توطنت عشائر بني زهير الجذامية في أجوار السنبلاوين وأسسوا قريتين هما الزهايرة وطمية الزهايرة ، ويفصل ذلك محمد بك رمزي في القاموس الجغرافي حيث يقول : ” طماي الزهايرة هي من القرى القديمة اسمها الأصلي طمويه وردت به في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي المشترك لياقوت من أعمال المرتاحية وفي التحفة طمويه وهي طمايه من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، وفي الانتصار وقوانين الدواوين طمايه ويقال لها طمويه الزهايرة نسبة إلى جماعة من العرب يعرفون ببني زهير نزلوا بها ووردت في تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي “.

أما قرية الزهايرة فكانت تعرف باسم منية الشاميين ثم قنيبرة حيث ذكرها قائلا : ” قنيبرة هي من القرى القديمة دلني البحث على أنها كانت تسمى منية الشاميين وردت بهذا الاسم في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية ، ووردت في التحفة منية الشاميين والخواتم تمييزا لها من منية الشاميين الزنار التي بالدقهلية ، ويرشدنا إلى ذلك حوض المنيا رقم 27 الكائن بأراضي ناحية ميت غريطة المجاورة لناحية قنيبرة ، وغير اسمها في العهد العثماني من منية الشاميين إلى قنيبرة فوردت به في تاريخ سنة 1228 هـ ، ويقال لها بيضة الزهايرة حيث نزل بها جماعة من عرب بني زهير الذين نزلوا في ناحية طماي الزهايرة المجاورة لها “.

وجاء في الخطط التوفيقية : ” طماي الزهايرة قرية بمديرية الدقهلية من قسم السنبلاوين ، واقعة فى بحرى ناحية (قنبرة) بنحو سبعمائة متر ، وفى شرقى ناحية نوب طريف بنحو ثلاثة آلاف متر ، وبها جامع مقام الشعائر ، وهذه القرية من ضمن الجفالك الخديوية وبها محل لتفتيش زراعته “.

وجاء في موسوعة القبائل العربية : ” أولاد زهير ، نسب القبيلة من جُذام القحطانية ، ما قاله المؤرخون عن أولاد زهير : قال القلقشندي : بنو زهير بطن من جُذام من القحطانية ، وذكرهم الحمداني أنهم فخذ من الضبيبيين رهط مالك بن الضبيب من المحدثين ، قال الحمداني : وأكثرهم في الشام ومصر ومنهم طائفة بالدقهلية والمرتاحية امتزجوا ببني زيد ، يعني زيد بن حرام بن جُذام ، قال : وهم في مجرى الحوف إلى ما يلي أشموم الرمان ، ومنهم بنو عرين.

وقال المقريزي : أفخاذ بني الضبيب هي عمرو بن مالك بن الضبيب وعشيرة وزهير وخليفة وحصن من عرب الدقهلية ، وبنو خليفة وبنو حُصين قد انضافوا إلى بني عبيد بالحلف ولهم موضع من حقوق هربيط بالأحراز ، أما بنو عبيد فهم بطن من زهير من جُذام بالدقهلية والمرتاحية.

قال د. عابدين : قرية بني عبيد تتبع اليوم مركز دكرنس بالدقهلية وكانت تُسمى ديسة بني عبيد ، وفي مركز السنبلاوين بالدقهلية قرية طماي الزهايرة نسبة إلى بني زهير ، وبجوارها قرية أخرى تُسمى قنيبرة أو بيضة الزهايرة ، وذكر أحمد لطفي السيد أن أولاد زهير من قبائل الشرقية وعُدُّوا في حصر العربان ١٨٨٣ م.

قلت : وهذه القبيلة من القبائل المتحضرة وقد نسيت البداوة وفقدت عصبيتها القَبَلية بالوقت الحاضر ، وطماي الزهايرة القرية التي تنتمي إليها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم رحمها الله “.

قرية المقاطعة

سميت قرية المقاطعة بالدقهلية نسبة إلى شيخ العرب مقاطع بن موسى بن إسماعيل الشوبكي والذي انتقل مع أسرته إلى البهدلية عام 1152 هـ / 1739 م قادما من ناحية الشوبك الواقعة شرقي نهر الأردن في بادية الشام ، وبمجرد استقراره بالقرية اشترى بها مساحة واسعة من الأراضي الزراعية ، وكان ابن مقاطع وعشيرته قد انتقلوا إلى سيناء قبلها بعامين ومنها إلى شرق الدلتا حيث نزلوا أولا في قرية سنيطة الرفاعيين.

ولم تكن ظروف المعيشة في المنطقة ملائمة بسبب اتساع رقعة التكوينات الرملية التي تكون نطاقا بين الصحراء والدلتا فانتقلوا منها إلى مستقرهم في البهدلية وأطلقوا على مصرف البلدة الأساسي اسم مصرف الشوبك نسبة لموطنهم الأصلي ، وفي عام 1882 م. وصل عدد سكان قرية المقاطعة وتوابعها 1260 نسمة وجاءت في سجلات حصر العربان ، وفي عام 1897 م. بلغ عدد سكانها 1740 يسكنون 91 منزلا.

وفي أرض المقاطعة عزبة عثمان بك رمزي والد محمد بك رمزي مؤلف القاموس الجغرافي حيث يشرح ذلك بالتفصيل ويقول : ” المقاطعة هي من القرى القديمة اسمها الأصلي البحتلية كما وردت في تحفة الإرشاد وفي قوانين الدواوين .. وفي العصر العثماني حرف اسمها إلى البهتلية ثم إلى البهدلية بسبب تشابه مخارج الحروف كما وردت في دفتر المقاطعات في سنة 1079 هـ.

وهذه القرية هي موطن أخوالي ووالدتي رحمهم الله جميعا ، وقد أخبرني خالي الشيخ سيد كساب بن موسى رحمه الله أنه في سنة 1150 هـ جاء إلى مصر جده الأعلى شيخ العرب مقاطع بن موسى بن إسماعيل الشوبكي من أهالي ناحية الشوبك التابعة الآن لولاية شرق الأردن ، وبعد أن أقام هو وأسرته مدة سنتين بأراضي ناحية سنيطة الرفاعيين التي بمركز فاقوس لم توافقه الإقامة بتلك الناحية ، فانتقل بأسرته إلى ناحية البهدلية (البحتلية) هذه واشترى بها أطيانا زراعية واستقر بها فأصبحت موطنه ومن بعده أولاده ثم أحفاده وأولادهم إلى يومنا هذا.

ولما حل ركاب مساحة الأراضي في سنة 1228 هـ لتحرير دفاتر تاريخ البلاد انتهز أولاد شيخ العرب مقاطع هذه الفرصة كما انتهزها غيرهم من أهالي القرى الأخرى ، وطلبوا تغيير اسم البهدلية لاستهجانه وتسميتها المقاطعة نسبة إلى أبيهم شيخ العرب مقاطع فعرفت بهذا الاسم من تلك السنة وبذلك اختفى اسم البحتلية الذي حرف إلى البهدلية من أسماء النواحي وحل محله اسمها الحالي الذي قيدت به في دفاتر تاريخ هذه الناحية من سنة 1228 هـ المذكورة.

وإن أخوالي وآباءهم وأجدادهم كانوا عمدا لهذه البلدة من يوم أن استوطنوا بها ولا تزال هذه الأسرة بفضل الله حافظة لمركز الرياسة فيها إلى اليوم وعمدتها الحالي هو ابن خالي ، ويوجد بأراضي هذه الناحية العزبة الكبرى لوقف المرحوم والدي عثمان بك رمزي “.

برهمتوش

جاء في القاموس الجغرافي عن قرية برهمتوش مركز السنبلاوين : ” برهمتوش هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ، وفي الروك الناصري وردت باسم منى برهمتوش بدليل ورودها به في التحفة وذلك لتمييزها من برهمتوش قرية أخرى في الشرقية أيضا كانت واقعة بمركز ههيا ومجاورة لناحية لزقة التي تعرف اليوم باسم الرحمانية بالمركز المذكور ، ووردت برهمتوش هذه موضوع البحث في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ منا برهمتوش ، وبسبب إلغاء وحدة ناحية برهمتوش التي كانت بالشرقية وحذف اسمها من جداول أسماء البلاد اختصر اسم منى برهمتوش فوردت باسمها الحالي في تاريخ سنة 1228 هـ “.

وينسب إلى برهمتوش صاحب الضريح الموجود في مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة (أولاد عنان سابقا) الولي الأكرم السيد محمد بن عنان العمري ، ونسبه هو محمد بن أحمد شمس الدين بن سعد بن ابراهيم بن سالم بن علي بن عثمان بن يوسف بن علي حجي بن علي بن خضر بن علي بن عنان بن علي بن عليم بن عبدالرحمن بن عبدالمجيد بن أبى النجا بن أبى بكر شبانه بن أبى القاسم بن عبدالله بن عنان بن أبي العباس بن محمد بن علي بن عليل بن محمد بن عمار العدوي بن يوسف بن يعقوب بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

قال تلميذه الشيخ عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبري : ” كان رضي الله عنه من الزهاد العباد وما كنت أمثله وأحواله إلا بطاوس اليماني أو سفيان الثوري وما رأيت في عصرنا مثله ، وكان مشايخ العصر إذاحضروا عنده صاروا كالأطفال في حجر مربيهم ، وكان على قدم في العبادة والصيام وقيام الليل من حين البلوغ ، وكان يضرب به المثل في قيام الليل وفي العفة والصيانة ..

ولما بلغ خبره إلى سيدي الشيخ كمال الدين إمام جامع الكاملية سافر إلى بلاد الشرقية بقصد رؤيته فقط فلما اجتمع به أعجبه عجباً شديداً فأخذ عليه العهد وسافر به إلى سيدي أبي العباس الغمري بالمحلة فآخى بينه وبينه .. وكان رضي الله عنه وقته مضبوطاً لا يتفرغ قط لكلام لغو ، ولا لشيء من أخبار الناس ويقول كل نفس مقوم على بسنة ..

وكان يتهيأ لتوجه الليل من العصر لا يستطيع أحد أن يخاطبه إلى أن يصلي الوتر فإذا صلى قام للتهجد لا يستطيع أحد أن يكلمه حتى يضحى النهار ، وكان هذا دأبه ليلا ونهارا شتاء وصيفاً وكنا ونحن شباب في ليالي الشتاء نحفظ ألواحنا ونكتب في الليل ونقرأ ماضينا وهو واقف يصلي على سطح جامع الغمري ثم ننام ونقوم فنجده قائماً يصلي وهو متلفع بحرامه فنقول هذا الشيخ لا يكل ولايتعب هذا والناس من شدة البرد تحت اللحف لا يستطيعون خروج شيء من أعضائهم ..

ومناقب الشيخ رضي الله عنه لا تحصر والله أعلم .. ولما حضرته الوفاة ومات نصفه الأسفل حضرت صلاة العصر فأحرم جالساً خلف الإمام لا يستطيع السجود ثم اضطجع والسبحة في يده يحركها فكانت آخر حركة يده آخر حركة لسانه فوجدناه ميتاً .. وذلك في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة عن مائة وعشرين سنين ودفن بجامع المقسم بباب البحر وصلى عليه الأئمة والسلطان طومان باي وصار يكشف رجل الشيخ ويمرغ خدوده عليها ، وكان يوماً في مصر مشهوداً رضي الله عنه “

ومن برهمتوش الشيخ عبد القادر بن عنان أخو الشيخ محمد ، يقول عنه الشعراني : ” صحبته نحو سبع سنين على وجه الخدمة ، وكان يتلو القرآن آناء الليل ، وأطراف النهار إن كان يحصد أو يحرث أو يمشي لأن ورده كان قراءة القرآن فقط ، وكان سيدي محمد بن عنان يقول الشيخ عبد القادر عمارة الدار والبلاد ، وكان رضي الله عنه يغلب عليه الصفاء، والاستغراق تكون تتحدث أنت ، وإياه فلا تجده معك، ووقائعه كثيرة مع الحكام ، ومشايخ العرب لأنه كان كثير العطب لهم ، وكان يقول : كل فقير لا يقتل من هؤلاء الظلمة عدد شعر رأسه فما هو فقير ، مات سنة العشرين والتسعمائة ودفن ببرهمتوش ببلاد الشرقية ، وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عنه “.

بني شمس وأجوارها

في العصر الفاطمي نزلت عشائر الحمارسة في أجوار السنبلاوين وأسست قرية بني شمس (بشمس الحالية) ثم انتشرت فروعها في القرى القديمة مثل أبو قراميط والجلايلة وكفر عزام ، ذكرها القلقشندي في كتاب نهاية الأرب فقال : ” بنو شمس بطن من الحمارسة من كنانة عذرة من القحطانية ” ، وذكرها ابن الجيعان في التحفة السنية فقال : ” كفر بشمس من كفور الحمرا والسنبلاوين مساحته 670 فدان به رزق 47 فدان عبرته 1800 دينار كان للمقطعين والآن للعربان “.

وجاءت تفاصيل قرية بني شمس وأجوارها في القاموس الجغرافي حيث يقول محمد بك رمزي : بشمس اسمها الأصلي بني شمس كما ورد في كتاب البيان والإعراب للمقريزي ، ثم وردت في التحفة باسم كفر بشمس من كفور الحمراء والسنبلاوين من أعمال الشرقية وفي الانتصار محرفة باسم كفر بسمس من كفور الحمراء وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي.

البكارية : أصلها من توابع ناحية البشنيني وكانت تسمى العمردية أو العمرودية كما ورد في دفاتر الروزنامة القديمة ثم فصلت بهذا الاسم من البشنيني في العهد العثماني ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ وردت باسمها الحالي نسبة إلى عائلة الشيخ بكار المستوطنين بها فعرفت بهم لأن اسم العرودية مستهجن في نظر أهلها.

الجلايلة هي من القرى القديمة اسمها القديم الصرمون ذكرها أميلينو في جغرافيته فقال إن اسمها القبطي ساريوم وإنه لم يستدل على موقعها لاختفاء اسمها ، وقد وردت الصرمون في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي الروك الناصرية ضم إليها ناحية الصاني فوردت في التحفة باسم الصرمون والصاني كفرها من أعمال الشرقية ، والصاني المذكورة هي بخلاف ناحيتي الصانية والصويني المجاورتين لناحية الجلايلة.

وفي تاريخ سنة 1228 هـ فصلت ناحية الصاني من الصرمون باسم كفر عزام ، وقيدت أطيان الصرمون في دفاتر التربيع المذكور باسم كفر الصرمون ، وفي تاريخ سنة 1236 هـ وردت باسم كفر الصرمون وهي الجلايلة ومن ذلك الوقت عرفت باسمها الحالي وقد اختفى اسمها القديم وهو الصرمون من أسماء البلاد المصرية ، ويقال إنها سميت الجلايلة لأنه نزل بها في العهد العثماني رجل شريف اسمه الشيخ عبد الجليل وترك ذرية عرفت بالجلايلة فاشتهرت البلدة باسمهم ولا يزال يقول صرامون الجلايلة بضم الاسم القديم إلى الحالي ويدل عليها حوض الصراموني رقم 14 بأراضي هذه الناحية.

كفر عزام : هي من القرى القديمة اسمها القديم الصاني وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية ، وفي الروك الناصري أضيف زمامها إلى زمام ناحية الصرمون المجاورة لها وصارتا ناحية واحدة باسم الصرمون والصاني كفرها كما ورد في التحفة من أعمال الشرقية ، والصاني المذكورة غير بلدتي الصانية والصويني القريبتين من كفر عزام.

وفي تاريخ سنة 1228 هـ فصلت ناحية الصاني من الصرمون وجعلت ناحية بذاتها باسم كفر عزام كما ورد في دفتر التاريخ المذكور ، ويقال إنها سميت كفر عزام لأنه نزل بها في العهد العثماني رجل شريف مشهور بالتقوى والصلاح يدعى الشيخ عزام فاشتهرت البلدة باسمه ولذلك قيد زمامها باسمها الحالي وبذلك اختفى اسم ناحية الصاني من بين أسماء البلاد المصرية.

أبو قراميط : هي من القرى القديمة اسمها الأصلي أبجوج ثم سميت في الروك الصلاحي باسم بو قراميط ، وردت في قوانين ابن مماتي بوقراميط وهي أبجوج من أعمال الشرقية وفي تحفة الإرشاد بوقراميط وهي الجوح وهذه محرفة عن أبجوج وفي التحفة أبجوج وأبو قراميط وفي الانتصار محرفة باسم أبحوج وأبو قراميط من أعمال الشرقية ، والاسمان أحدهما مصري قديم والثاني عربي وهما لقرية واحدة لأنهم كانوا قديما في الدواوين يذكرون الاسم القديم مع الحديث في جداول النواحي محتفظين بالقديم باعتباره وحدة مالية قديمة واردة في دفاتر الأموال وفي الوثائق العقارية.

ثم تغلب الاسم الحديث على القديم لانتشاره بين العامة وشهرة القرية به فاستغنى الحال عن عن كتابة الاسم القديم ، ولذلك ورد الاسم الحالي منفردا في تاريخ سنة 1228 هـ ولا يزال بأراضي ناحية جميزة بني عمرو المتاخمة لناحية أبو قراميط هذه وفي حدودها حوض يسمى البجوجي رقم 17 نسبة إلى أبجوج هذه ، وعلمت من كبار السن في هذه القرية أنها سميت أبو قراميط نسبة إلى ولي الله الشيخ إبراهيم عوض الشهير بأبي قراميط صاحب المقام الكائن بهذه القرية ومن ينتسبون إليه يرفون إلى اليوم بالعوضية وواحدهم العوضي.

غزالة والحجايزة

في العصر المملوكي انتقلت عشائر من قبيلة الحمارسة من أجوار المنصورة إلى جنوبي السنبلاوين في منطقة عرفت وقتها باسم منية فرج والتي كان زمامها خاليا من الزراعة بسبب مشكلات الري ثم بدأت في استصلاحها تدريجيا وقسمت على هذه العشائر وسميت بها ، وقد ذكر ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري أنها من إقطاعات القبائل العربية وذلك في كتاب التحفة السنية فقال : الطرطري والراشدي لا نبات بها ولا زرع عبرتها 100 دينار للعربان.

وذكر القلقشندي في كتاب قلائد الجمان هذه العشائر فقال : : قال الحمداني : ومن كنانة عذرة هذه بالدقهلية والمرتاحية ، ويعرفون بالحمارسة يعني بالحاء والسين المهملتين ، قال : وهم ينسبون أنفسهم إلى قريش ، ثم قال : ومنهم بنو شهاب وبنو ريدة والرواشدة وهم غير رواشدة هلباء يعني الآتي ذكرهم في بني حرام وبنو عصا وبنو محمود وبنو سنان وبنو حمزة وبنو مراس ومنزل بني مراس هؤلاء يعرف بكوم بني مراس من اُرتاحية ولهم منية محمود ومنية عدلان ، ومن كنانة عذرة أيضاً بنو لام قال الحمداني : وليسوا بلأم الحجاز ، وبنو شمس والفضليون وهم الفضلية وقرارهم كوم الثعالب وما داناها ، ومنهم أيضاً بنو زيد مراس وبنو زيد عُذرة وبنو صُبيح وبنو ليث وبنو مطية وبنو يونس بضم الياء المثناة التحتية وسكون الواو والسين المهملة وغيرهم ، ومن كنانة عذرة هذه أيضاً قوم ببلاد الشرقية بضفة النيل.

وتحدث محمد بك رمزي في القاموس الجغرافي عن هذه القرى بالتفصيل فقال : غزالة : كان يوجد ناحية قديمة ذات زمام تسمى منيتي فرج وهما الطرطيري والراشدي وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية وفي التحفة الطرطري والراشدي من الأعمال المذكورة وفي الانتصار وردت الأولى محرفة باسم الطبطري والراشدي.

وكانت أراضي منيتي فرج المذكورتين في الزمن الماضي متروكة خارج الزمام لأنها كانت غير منزرعة لعدم توفر مياه الري لها في ذلك الوقت ، وفي تربيع سنة 933 هـ قسمت أطيان منيتي فرج على ناحيتي غزالة هذه وعلى ناحية الخريبة (الحجايزة) فاختصت غزالة بحوض الراشدي واختصت الخريبة بحوض الطرطيري ، وقد وردت غزالة في دفتر المقاطعات (الالتزامات) في سنة 1079 هـ باسم غزالة حانوت لأن أطيانها تجاور أطيان حانوت التي بمركز كفر صقر ولتمييزها من النواحي الأخرى التي باسم غزالة وفي تاريخ سنة 1228 هـ وردت باسمها الحالي ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ فصل من ناحية غزالة هذه ناحية أخرى باسم كفر سعد وبذلك أصبحت هذه النواحي الثلاثة قائمة بذاتها.

ومما يدل على أن أراضي حوض الراشدي والطرطيري كانت تمتد من أراضي ناحية غزالة شمالا إلى أراضي ناحية كفر غنام جنوبا ، أنه لا يزال يوجد بأراضي ناحية المقاطعة حوض باسم الراشدي يتاخم أراضي غزالة إحدى النواحي التي قسم عليها أطيان حوض الراشدي ويرشدنا إليها ، وأنه لا يزال يوجد بأراضي ناحية أبو قراميط حوض باسم الطرطيري يتاخم أراضي كفر غنام إحدى النواحي اتي قسم عليها حوض الطرطيري ويرشدنا إليها ، ومن هذا يتبين أن منيتي فرج وهما الطرطيري والراشدي كانت أراضيهما واقعة في المنطقة التي يشغلها الآن الأربع نواحي السابق ذكرها.

الحجايزة : أصلها من توابع ناحية قديمة كانت تسمى منيتي فرج وهما الطرطيري والراشدي ، وفي تربيع سنة 933 هـ فصلت الحجايزة هذه بزمام خاص من أراضي حوض الطرطيري باسم الخريبة إذ كان هذا اسمها في ذلك الوقت وقد وردت به أيضا في دفتر المقاطعات (الالتزامات) في سنة 1079 هـ ، ولأن اسم الخريبة وهو تصغير خرابة من الأسماء الغير مقبولة فقد غير باسم كفر الحجايزة في تاريخ سنة 1228 هـ نسبة إلى أسرة رجا يسمى حجازي كان متوطنا بها في ذلك الوقت ، ومن سنة 1259 هـ وردت باسمها الحالي.

كفر غنام : أصله من توابع ناحية أبو قراميط باسم كفر الغنام ثم فصل عنها في تاريخ سنة 1228 هـ باسمه الحالي ، وينسب إلى أبي العلاء علي بن خلف الصرموني الشهير بالغنام أصله من كفر الصرمون (وهي الجلايلة) ثم انتقل إلى أبو قراميط وأنشأ بأرضها كفرا عرف بكفر الغنام بسبب ما كان في حيازة أبي علاء الدين من الأغنام الكثيرة التي كان يربيها ويتاجر فيها ، وعند فصل هذا الكفر بزمام خاص ورد في دفتر المساحة باسم كفر غنام.

كفر سعد : أصله من توابع الحجايزة باسم كفر أولاد سعد وفي تاريخ سنة 1228 هـ فصل باسمه الحالي بزمام خاص بعضه من أراضي ناحية الحجايزة والبعض الآخر من أراضي ناحية غزالة وبذلك أصبح ناحية قائمة بذاتها ، ويوجد بأراضي هذه الناحية عزبة لوقف المرحوم والدي عثمان بك رمزي.