مراكز البحيرة

خربتا وكوم حمادة

في مايو عام 641 م. انتصر شريك بن عبد يغوث بن جزء المرادي على الرومان في غرب النيل مقابل نقيوس وهو الموضع التي تأسست فيه بلدة كوم شريك حول معسكر الجيش الإسلامي الفاتح ، ومنها انتقلت العشائر العربية من بني كنانة وحمير في السنوات التالية إلى منطقة فسيحة في الحوف الغربي على أطراف الوادي قرب الصحراء جنوب قرية باباوين الرومانية (بيبان) حيث أطلال قرية قديمة تدعى (تما خير بيت) فقام العرب بالسكن فيها وتعميرها وأطلقوا عليها اسم خربتا وذلك على يد زعيمهم يزيد بن الحارث المدلجي الكناني.

ولعبت خربتا دورا كبيرا في تاريخ مصر حيث كانت مركزا لثورات القبائل العربية وأولها في عام 656 م. عندما انحاز إليها المؤيدون للخليفة عثمان بن عفان وهم معاوية بن حديج وخارجة بن حذافة وبسر بن أرطأة ومسلمة بن مخلد ، وفي ذلك يقول ابن كثير في البداية والنهاية وهو يتحدث عن ولاية قيس بن سعد : ” واستقامت له طاعة بلاد مصر سوى قرية منها يقال لها : خربتا فيها ناس قد أعظموا قتل عثمان وكانوا سادة الناس ووجوههم وكانوا في نحو من عشرة آلاف وعليهم رجل يقال له : يزيد بن الحارث المدلجي “.

وجاء في الخطط التوفيقية : ” وبناحية خربتا مساجد عامرة منها جامعان عظيمان بأعمدة بعضها من الرخام وبعضها من الحجر الصوان ولكل منهما منارة وأحدهما قديم جدا يذكر أهلها أنه من زمن الصحابة ويصدق ذلك أن هذه القرية كانت منزلا لجماعة من العرب الذين فتحوا ديار مصر كما ذكره المقريزى فى خططه عند ذكر جامع عمرو حيث قال : ولما نزلت العرب أرض مصر نزلت قبيلة مدلج بقرية خربتا واتخذوها منزلا وكان معهم نفر من حمير حالفوهم فيها فهى منازلهم “.

وفي العصور التالية تأسست حول خربتا عدة قرى جديدة للقبائل العربية والمغربية وهي محلة أحمد ومحلة بني نقيدة (النقيدي) ومحلة بني واقد (واقد) ومنية بني يزيد ومنية أسامي ومنية بني مغنين (مغنين) وكوم علقام (علقام) وسلمون ومسجد غانم (كفر غانم) والرافقة (زاوية البحر) والصواف والطيرية وبولين الفوايد (نسبة لعرب الفوايد) وأبو الخاوي والبلاكوش والحدين والزعفران وتل بقا ودست الأشراف وقلاوة بني عبيد وقلاوة ميسنا (القلاوات) ، وفي العصر العثماني انفصلت من محلة أحمد قرية جديدة هي النجيلة بينما توسعت منية أسامي وتغير اسمها إلى كوم حمادة.

وكلمة حمادة تعني عند المغاربة الأرض الصحراوية الصخرية وهو وصف للطبيعة الجغرافية للمنطقة ، ويقول عنها علي باشا مبارك : ” كوم حمادة : قرية صغيرة من مديرية البحيرة بقسم النجيلة فى غربى جسر الخطابية بالقرب من فرع السكة الحديد المستجدة وبها جامع عامر مبنى بالطوب الأحمر أنشأه عمدتها الشهير حسين أبو حمزة وله بها منزل مشيد وبستانان بهما نخيل وأشجار ذات فواكه ووابور حلاجة وبها ثمان طواحين وتعداد أهلها ذكورا وإناثا أربعمائة وست وسبعون نفسا وزمام أطيانها أربعمائة وخمسة وستون فدانا وتكسبهم من الزراعة “.

محلة بني واقد

في القرن الرابع الهجري نزلت عشائر من قبيلة بني واقد اليمنية في الحوف الغربي في منتصف المساقة بيت خربتا وكوم شريك ، وفي العصور التالية استقبلت الموجة الأولى من الأشراف الأدارسة وحلفائهم والقادمين من المغرب ومنها تفرقوا إلى ربوع مصر وأشهر عائلاتهم عائلة بري ، ومنهم سيدي علوان بن علم الدين الصنهاجي صاحب الضريح والمسجد الموجود بالقرية.

جاء في القاموس الجغرافي : واقد قرية قديمة اسمها الأصلي محلة بني واقد ، وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد من أعمال حوف رمسيس وفي التحفة من أعمال البحيرة ، وفي الخطط المقريزية محلة واقد ، وفي تربيع سنة 933 هـ باسمها الحالي الذي وردت به في دفتر المقاطعات سنة 1079 هـ وفي تاريخ سنة 1228 هـ.

وذكر ابن الجيعان في التحفة السنية أنها من إقطاعات القبائل العربية حيث يقول : محلة بني واقد مساحتها 2707 أفدنة بها رزق 248 فدان عبرتها 5400 دينار كانت باسم المقطعين والآن باسمهم والعربان ، وجاء في الخطط التوفيقية : واقد قرية من مديرية البحيرة بمركز النجيلة فى الجنوب الغربى لزاوية البحر على بعد ألف وستمائة متر ، وفى غربى ناحية الصوان بنحو ثلاثة آلاف متر وبها جامع بمنارة.

وعشائر بني واقد مكونة من تحالف قبلي من ثقيف وهمدان وحمير ، ولا تزال منازل بني واقد الأولى معروفة في اليمن في منطقة عزلة بني واقد إحدى عزل مديرية الجعفرية وتقع في الجهة الغربية من المديرية ويحدها من الشرق والشمال الشرقي عزلة بني سعيد ومن الشرق والجنوب الشرقي عزلة بني الجعد ومن الغرب والجنوب الغربي بيت الفقيه ومن الشمال عزلة الحوادل ، ويبلغ تعداد سكانها 9404 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004 م. وتنسب بعض فروعها إلى واقد بن سلمة الثقفي من أمراء العصر الأموي في اليمن وبعضها إلى همدان.

وقد جاءت تفاصيل عن قبيلة بني واقد في كتاب موسوعة قبائل العرب للمؤلف عبد الحكيم الوائلي نقلا عن كتاب الإكليل في أخبار اليمن وأنساب حمير للهمداني حيث جاء فيه : بني واقد من القبائل الوافدة من وسط الجزيرة وسكنت الأجزاء الغربية من ريمة وخالطت الأشاعر في سكناها ، وذكر الهمداني أنها من قبيلة ثقيف المشهورة في الطائف ، ولا تزال بني واقد تحمل هذا الاسم في عزلة بني واقد التابعة لمديرية الجعفرية (ريمة) ، ولا ندري هل هجرتها من ثقيف قبل الإسلام أم بعد الإسلام ، ولكن الهمداني في القرن الثالث ذكرهم وقد أصبحوا من الكثرة ما جعلهم ضمن البطون والسلالات المشهورة.

نسب بني واقد (المواقدة) الواقدي من اليمن : باري بن سفيان بن أرحب ، من بكيل ، من همدان : جدّ جاهلي يماني من بنيه الأبيرات والمواقدة والحريقات والمعبدات والقصافات والحفيلات (الإكليل  10/ 235) ، أولد باري بن سفيان باري بن باري ، فأولد باري بن باري أبيراً وهم الأبيرات وحالباً وأدرم ومدركاً أربعة أبطن ، منها انتشرت أبيات باري ، وهم بنو الجعد وبنو حكيم وبنو واقد وهم المواقدة وبنو علكم وبنو عليس وبنو حريق وهم الحيقات وبنو معبد وهم المعبدات منهم بنو بشير وبنو عمرو رؤساء الجميع.

وصاحب مغازيهم زنجي وأبو النسور ابنا أسير من بني معبد بن المثنى بن رحمة بن عبد الله بن عمرو بن أدرم بن باري ، وبنو قصيف وهم القصافات وبنو حقيل وهم الحقيلات ومن الحقيلات الغلام ، وبني الجعد بطن من اليمن كانو مع بني واقد في مخلاف ريمة ، أما الواقدي في عمار فهم قبائل حميرية ذكر الهمداني مساكنهم الممتدة من مشارف عدن إلى أطراف تخوم الضالع اليوم إذا لم يكن العابر لتك المناطق في ذلك الزمن ولا يجد قرية من تلك الأرض إلا وبها واقدي.

كفر العيص

قرية أصلها من توابع ناحية شابور ثم فصلت عنها في تاريخ سنة 1228 هـ ، وفي تاريخ سنة 1273 هـ فصلت منها ناحية كفر مجاهد من الوجهة الإدارية مع بقاء الزمام باسم كفري العيص ومجاهد ثم انفصل عنه سنة 1934 م. ، جاء في الخطط التوفيقية : كفر العيص قرية صغيرة تابعة لشابور من مديرية البحيرة ، بقسم النجيلة فى غربى بحر رشيد تجاه كفر الزيات وأهلها مسلمون.

وقد ولد بها الفاضل العلامة الشيخ عبد الرحمن البحراوى الحنفى الأزهرى ، أخبر عن نفسه أنه ولد بها سنة خمس وثلاثين من القرن الثالث عشر من الهجرة وأنه قرأ القرآن بالأزهر وجوّده وفى سنة تسع وأربعين شرع فى حفظ المتون فحفظ المتداول منها.

وفى سنة إحدى وخمسين حضر دروس المشايخ فتلقى الفقه والتفسير والحديث عن الشيخ محمد الكتبى وأهل طبقته ، وتلقى علوم الأدب والمنطق والتوحيد عن الشيخ إبراهيم السقاء ، والشيخ مصطفى البولاقى ، والشيخ إبراهيم البيجورى شيخ الجامع الأزهر وأضرابهم.

وكتب بيده كل كتاب حضره ، فضلا عما كان يكتبه للاقتيات بثمنه لأنه كان فى قل من العيش ، وقد اجتهد فى التحصيل وسهر الليالى مع جودة قريحته حتى تأهل للتصدر ، فجلس للتدريس فى سنة أربع وستين فاجتمع عليه أعيان الأزهر وشهدوا بفضله ولم يزل متصدرا للتدريس مع انكباب الطلبة عليه لحسن إلقائه وعذوبة ملحه ، وكان المرحوم عباس باشا يجله ويحترمه ورتب له كل شهر خمسمائة قرش ، وخلع عليه خلعة تشريف.

وفى سنة إحدى وسبعين نيط به تصحيح الفتاوى الهندية بالمطبعة الكبرى ببولاق مصر ، ورتب له كل شهر سبعمائة قرش ، وبعد تمام طبعها قلد بوظيفة قضاء الإسكندرية وذلك فى سنة سبع وسبعين بمرتب ألفين وخمسمائة قرش ، فأقام كذلك نحو خمس سنين ، ثم رفع من القضاء سنة اثنتين وثمانين فعاد إلى التدريس بالأزهر.

وفى سنة سبع وثمانين وظف بوظيفة الفتوى بمجلس مديرية الجيزة بمرتب ستمائة قرش ، ولم يقطعه ذلك عن التدريس بالأزهر ، وفى سنة تسع وثمانين تعين للفتوى بالمجلس الخصوصى بمرتب ثلاثة آلاف قرش ، وفى سنة ثلاث وتسعين تعين رئيس المجلس الأول بالمحكمة الشرعية المصرية الكبرى بمرتب كل شهر خمسة آلاف قرش ، ثم بعد ذلك صار مفتى الحقانية.

وله من التآليف : «تقرير على شرح العينى» ، و «حاشية على شرح الطائى» ، وهو رجل حسن الهيئة ، وسط القامة ، أبيض اللون ، كث اللحية ، سليم الحواس ، فصيح اللسان ، له حرمة عند الأمراء والعلماء لحذقه وإتقانه لفنون كثيرة.

الظاهرية وإيتاي البارود

في عام 664 هـ / 1265 م. انتهى السلطان الظاهر بيبرس من تعديل مسار خليج الإسكندرية ليبدأ من عند الساحل الغربي لكفور بلشاي وببيج (أبيج الحالية بالغربية) حيث تأسست بلدة جديدة للإشراف على أعمال الخليج عرفت وقتها باسم منية ببيج ثم سميت الظاهرية (الضهرية حاليا) ، جاء عنها في القاموس الجغرافي : ” سميت الظاهرية تخليدا لذكرى الملك الظاهر بيبرس البندقداري لمناسبة حفر خليج الإسكندرية في سنة 662 هـ وقد كان فمه عند منية ببيج المذكورة واهتم الملك بحفره اهتماما عظيما “.

وجاء عنها في الخطط التوفيقية : ” الظاهرية بمديرية البحيرة من مركز شبرخيت غربى بحر رشيد بنحو ألفي متر فى شمال كفر العيص وعندها آثار مرتفعة عن أرض المزارع نحو عشرة أمتار تدل على فم بحر يظهر أنه كان يجرى فى أرض البحيرة على ناحية نكلة وبتوك واسمانية ومحلة عبيد وأرمانية ، وهناك تنقطع آثاره وغالبا كان يصب فى الحبس الذى آخره كفر السابى ، وأبنية هذه القرية بالآجر وبها جامع قديم “.

وقد غيرت هذه الإجراءات من طبيعة المنطقة وتوسع فيها العمران وتأسست عدة قرى جديدة هي : إشليمة والعمريات (العوامر) وظهر التمساح وكفر مساعد ومنية محلة عبيد (منية بني منصور) وإبراك الحمام والخوالد والشعيرة وكفر الحاجة وكفر الشيخ مخلوف وكفر عوانة ، وكانت هذه هي المرة الرابعة التي يجدد فيها الخليج حيث كانت أولاها في عام 245 هـ / 859 م. على يد القاضي الحارث بن مسكين الأموي والثانية في عام 259 هـ / 872 م. على يد أحمد بن طولون والثالثة في عام 404 هـ / 1013 م. على يد الحاكم بأمر الله الفاطمي.

وقد ساهمت التجديدات الثلاث الأولى في تأسيس قرى الروك الصلاحي التي بنيت في عصر الولاة والفاطميين والأيوبيين وهي : إمليط والبهي والنبيرة وتلبانة عدي وجبارس وكيمان شراس (جعيف) وجنبواي وحوض فارس وخمارة ودقدوقة ومحلة معن ومحلة عبيد وكنيسة مبارك (كنيسة الضهرية) وقليشان ومحلة جعفر (قادوس) وصفط خالد وصفط الملوك وصيفية (صافية) وشندويد (شنديد) وششت الأنعام ودميسنا والنقراش (أقيمت بجوار أطلال نوقراتيس القديمة).

وهذه القرى هي التي تشكل حاليا قوام مركز إيتاي البارود بالإضافة إلى القرى الفرعونية والرومانية القديمة مثل رمسيس التي كانت عاصمة حوف رمسيس قبل ضمها للبحيرة وكذلك مستوطنة الإغريق نوكراتيس (النقراش) وأرمونيم (أرمانية) وراكام (برقامة) وتجفرونة (شبرا النونة) وأكيلا (نكلا العنب) وإيتي التي سميت في العصر العثماني إتييه باروت بسبب وجود مصنع البارود فيها حيث وردت باسم إيتاي البارود في تاريخ سنة 1228 هـ ثم في عام 1884 نقل إليها ديوان المركز من الدلنجات لوقوعها على خط السكة الحديدية ثم في عام 1896 م. سمي المركز باسمها.

شبرا خيت

في القرن الثاني الهجري نزلت القبائل العربية في كورة الخيس والشراك القديمة حيث تأسست قرية محلة أم حكيم بجوار عاصمة الإقليم سوخيت وبعد فترة قصيرة توسع العمران واندمجت القريتان معها وعرفت باسمها الجديد ، وفي جوار قرية صغيرة من توابعها تعرف باسم سابخيت شمات تأسست ضاحية جديدة على التل المرتفع شمالي القرية واندمجت معها تحت اسم شبرا خيت وكانت مقابلة لبلدة محلة دياي بالغربية.

ذكرها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية فقال : ” شبرى خيت : بلدة من مديرية البحيرة على الشاطئ الغربى لفرع رشيد بجوار المعيصرة من الجهة البحرية فى مقابلة ناحية دياى التى بمديرية الغربية بالبر الشرقى ، وبها جامع بمنارة وزاويتان ووابور لحلج القطن وشونة للميرى وديوان المركز والمجلس ومحل المحكمة الشرعية ..

وبها قيسارية على البحر مشتملة على دكاكين وقهاو وخمارات ، لها سوق كل يوم خميس ، وفى شرقيها مقام الشيخ سحيم عليه قبة عالية بناؤها بالطوب الأحمر والمونة وبجواره مقابر أموات المسلمين ، وقد حصل فى هذه البلدة بين الجيوش الفرانساوية وجيوش المماليك وقعة عظيمة فى شهر يولية الإفرنجى سنة ألف وسبعمائة وثمان وتسعين ميلادية ..

وهذه القرية عامرة وأكثر أهلها مسلمون ومنهم علماء وأفاضل ، فمن علمائها الإمام الكبير والعالم الشهير الشيخ برهان الدين إبراهيم بن مرعى الشبرى خيتي المالكي صاحب التصانيف المفيدة ، له شرح على الأربعين النووية فى مجلد كبير وشرح على مختصر الشيخ خليل فى فقه مالك فى مجلدات وشرح على العشماوية وشرح على ألفية السيرة للعراقي ، مات غريقا بالنيل وهو متوجه إلى رشيد سنة ست ومائة وألف ومن مشايخه الشيخ على الأجهورى والشيخ يوسف الفيشى “.

ومن مركز شبرا خيت اثنان من كبار العلماء هما مفتي الديار المصرية الإمام محمد عبده بن حسن خير الله الذي ولد في قرية محلة نصر عام 1266 هـ لأبٍ كان جَدّهُ من التركمان وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة بني عدي القرشية ، والإمام الأكبر سليم بن أبي فراج البشري شيخ الجامع الأزهر المولود في قرية محلة بشر عام 1248 هـ وهو والد الأديب عبد العزيز البشري وجد المستشار طارق البشري المفكر والكاتب.

لقانة

جاء في القاموس الجغرافي : ” قرية قديمة اسمها الأصلي نقانة ، وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال البحيرة ، وفي العهد العثماني حرف اسمها إلى لقانة فوردت في دليل سنة 1224 هـ نقانة وهي لقانة بولاية البحيرة ، وفي تاج العروس لقانة كسحابة قرية بالبحيرة ، وفي تاريخ سنة 1228 هـ باسمها الحالي “.

وجاء في الخطط التوفيقية : لقانة قرية من مديرية البحيرة ، بمركز دمنهور فى شمال ترعة الخطاطبة على نحو مائتين وخمسين مترا ، وما بينهما مغروس بالنخيل والأشجار ، وفى شرقى شرنوب بنحو ثلاثة آلاف متر وأبنيتها بالآجر واللبن ، وبها جامع بمنارة على تل قديم ارتفاعه نحو ثمانية أمتار وبوسطها جامع آخر يعرف بجامع سيدى مخلوف وبه ضريحه ، وبها معمل دجاج وستة حوانيت ، ولها سوق كل يوم أربعاء ، وأكثر أهلها مسلمون وينسب إليها جملة من أفاضل العلماء.

منهم : الشيخ إبراهيم اللقانى المترجم فى خلاصة الأثر بأنه : إبراهيم ابن إبراهيم بن حسن بن على بن على بن على بن عبد القدوس بن الولى الشهير محمد بن هارون المترجم فى طبقات الشعرانى الذى كان يقوم لوالد سيدى إبراهيم الدسوقى إذا مر عليه ، ويقول فى ظهره : ولىّ يبلغ صيته المشرق والمغرب ، وهو أبو الأمداد الملقب برهان الدين اللقانى المالكى ، أحد الأعلام المشار إليهم بسعة الاطلاع فى علم الحديث والدراية والتبحر فى الكلام.

وكان إليه المرجع فى المشكلات والفتاوى فى وقته بالقاهرة ، وكان قوى النفس عظيم الهيبة تخضع له الدولة ويقبلون شفاعته ، وهو منقطع عن التردد إلى أحد من الناس ، يصرف وقته فى الدرس والإفادة وله نسبه هو وقبيلته إلى الشرف ولكنه لا يظهر ذلك تواضعا منه.

كان جامعا بين الشريعة والحقيقة ، له كرامات خارقة ومزايا باهرة ، ألف التآليف النافعة ورغب الناس فى استكتابها وقراءتها ، وأنفع تأليف له منظومته فى علم العقائد التى سماها : «جوهرة التوحيد» أنشأها فى ليلة بإشارة شيخه فى التربية والتصوف صاحب الكرامات والمكاشفات الشيخ الشرنوبى ، ثم إنه بعد فراغه منها عرضها على شيخه المذكور فحمده ودعا له ولمن يشتغل بها بمزيد النفع.

تنوعت مؤلفات الإمام اللقاني بين الفقه، والفتوى، والحديث، والعقيدة، واللغة ، وكثرت تلامذه حتى قالوا عنه : «لم يكن أحد من علماء عصره أكثر تلامذة منه» ، سافر الإمام اللقاني لأداء فريضة الحج ، وعند رجوعه لبّى داعي ربّه ، فتوفّي بالقرب من مدينة «أيلة» بطريق الركب المصري ، ودفن بمكان وفاته ، وذلك سنة 1041هـ /1632 م.

محلة عبد الرحمن (الرحمانية)

في القرن الثاني الهجري أسست القبائل العربية عددا من القرى في مناطق الارتباع المخصصة لها غرب فرع رشيد وعرفت منازلهم الجديدة باسم محلة من الفعل حل أي نزل ، وكان لا يطلق على البلدة اسم محلة إلا إذا جاوزت مائة بيت وإلا سميت بغير ذلك ، ومن هذه القرى محلة عبد الرحمن ومحلة حفص ومحلة الأمير ومحلة بشر ومحلة بني واقد ومحلة ثابت ومحلة جعفر ومحلة حسن ومحلة داود ومحلة قيس ومحلة أبو خراشة ومحلة الخلفاء ومحلة عبيد ومحلة معن ومحلة أحمد ومحلة بني نمير ومحلة أم حكيم وغيرها ..

وجميعها ورد في الروك الصلاحي والروك الناصري وكتاب قوانين الدواوين والتحفة السنية ، وقد احتفظ بعضها بالاسم القديم مثل محلة قيس وحذفت كلمة محلة من بعضها مثل واقد وحفص وتغيرت أسماء بعضها لاندماجها مع قرى أخرى ، وكانت أكبر قرية فيهم هي محلة عبد الرحمن بسبب موقعها الجغرافي المميز حيث كانت تقع قبالة مدينة دسوق وكانت أراضيها موقوفة لصالح مسجد الدسوقي كما أن قرية أبو المجد المجاورة لها تحوي ضريح السيد أبي المجد عبد العزيز بن قريش والد إبراهيم الدسوقي.

وجاء عنها في الخطط التوفيقية : ” محلة عبد الرحمن : قرية من مديرية البحيرة بقسم شبرى خيت على الشط الغربى لبحر رشيد تجاه دسوق فى شرقي ناحية مرقص بنحو ألفي متر وبحري محلة داود بنحو أربعة آلاف متر ويقال لها : الرحمانية .. وبها مسجدان أحدهما بمنارة وفى وسطها سويقة صغيرة يباع بها بعض المأكولات وغيرها وفيها قليل من أبراج الحمام والنخيل وجملة من السواقي والتوابيت على الترعة المعروفة باسمها ، وبها بساتين وأشجار وأهلها مسلمون وأكثر زراعتهم الأرز “.

ومن أهم شخصياتها الشيخ الفقيه الشافعي شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل الرحماني تلميذ ابن حجر وعلم الدين البلقيني والمتوفي عام 862 هـ وذكره السخاوي في الضوء اللامع فقال : ” وسمع على الحافظ ابن حجر وأذن له فى الإفتاء والتدريس ، وتكسب بالشهادة فى حانوت الحنابلة عند القصر وناب فى قضاء دمنهور وكذا ديروط وغيرهما وكان يستحضر كثيرا من فروع الفقه مع مشاركة فى أصله وفى العربية وجمع بين شرحى المنهاج لابن الملقن والأسنائي مع التكملة للزركشي “.

ومنها أيضا السيد داود بن سليمان بن علوان بن نور الدين الرحماني القرشي والمتوفي عام 1098 هـ ويرجع في نسبه إلى علي الصالح بن عبد الله الأعرج بن الحسين بن الإمام زين العابدين بن الحسين ، وذكر علي باشا مبارك أن عائلته مشهورة ولهم أبنية فاخرة بالرحمانية إلى وقته ..

وقال عنه المحبي في خلاصة الأثر : ” كان من أجل المشايخ الملازمين لإقراء العلم والإفتاء والتدريس بالجامع الأزهر ومن المشهورين بالدين المتين والورع والعقل الرصين .. وبرع فى سائر الفنون وأجازه شيوخه وألف كتبا عديدة .. وله كتاب تحفة أولى الألباب والجواهر السنية فى أصول طريقة الصوفية وتحفة السمع والبصر بصادق الخبر وغير ذلك من الرسائل والكتب “.

محلة أبو خراشة

في القرن الثاني الهجري قامت عشائر قبيلة بني تميم العربية بتأسيس قرية محلة أبو خراشة (أبو خراش الحالية مركز الرحمانية) ومحلة ثابت وكفر أبو يحيى وأبو السحما ، وسميت على اسم أكبر عشيرة فيها وهي خراشة ، وقد جاء ذكر محلة أبو خراش في كتاب المسالك حيث يقول ابن حوقل إنها مدينة كثيرة الأسواق وبها حاكم وصاحب معونة في عسكر صالح وبها جامع وحمام ولها كورة ذات غلات كثيرة.

وقد جاء عنها في الخطط التوفيقية : ” قرية من مديرية البحيرة بقسم شبراخيت واقعة فى بحرى الكوكبة بنحو ستمائة متر وفي قبلى محلة ثابت بنحو ثمانمائة متر ، وأبنيتها باللّبن وبها جامع وضريح ولي عليه قبة وفى شرقيها ضريح سيدي عطية ، وبها أبعادية لمنصور باشا ابن أحمد باشا يكن وفيها لعمدتها محمد عمر دوّار ومضيفة وزراعة متسعة نحو ألف فدان وبها بستان نضر وأكثر أهلها مسلمون “.

واشتهرت القرية بواحد من أهم أبنائها وهو الإمام العلامة مجدد القرن الحادي عشر الهجري الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي (1010 هـ / 1601م – 1101 هـ /1690م) وهو أول إمام رسمي للجامع الأزهر الشريف ، وسمي بالخرشي (وعُرف كذلك بالخراشي) وينتمي إلى عشيرة تعرف باسم أولاد صباح الخير من عرب بني تميم.

تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني وكلاهما – الشيخ اللقاني ووالده الخرشي – تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري.

كما تلقى الخرشي أيضًا العلم على أيدي الشيخ الأجهوري والشيخ يوسف الغليشي والشيخ عبد المعطي البصير والشيخ ياسين الشامي وغيرهم من العلماء والمشايخ ، و تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخرشي هو أول من تولى منصب شيخ الأزهر رسميا فقد ولي مشيخة الأزهر سنة 1090هـ / 1679م وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عامًا واستمر في المشيخة حتى توفاه الله.

وانتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته وطلبة طلبته وكان متواضعًا عفيفًا واسع الخلق كثير الأدب والحياء كريم النفس جميل المعاشرة حلو الكلام كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم مهيب المنظر دائم الطهارة كثير الصمت كثير الصيام والقيام زاهدًا ورعًا متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده وكذلك مصلحة بيته في منزله.

وظل يتعلم ويعلم ويروي طيلة حياته ويُروى عنه وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه والنهل من علمه الغزير ومعرفته الواسعة ، ومن تلاميذه عدد كبير من العلماء ومنهم من تولى مشيخة الأزهر من بعده مثل الشيخ البرماوي والشيخ النشرتي والشيخ القليني والشيخ شنن والشيخ الفيومي والشيخ الشبراوي.

وقال عنه الجبرتي : ” هو الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين ” .. وقال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل : ” هو العلامة الإمام والقدوة الهمام شيخ المالكية شرقًا وغربًا قدوة السالكين عجمًا وعربًا مربي المريدين كهف السالكين سيدي أبو عبد الله بن علي الخرشي “.

فزارة

في أبريل عام 642 م. قام عقبة بن عامر الجهني بفتح مدينة بلهيب صلحا ثم فتحت مرة أخرى بالقوة عام 646 م. على يد خارجة بن حذافة العدوي بعد أن تعرضت لغزو الرومان ، وفي عهد الأمويين تولى عليها واحد من أبنائها الذين أسلموا وهو أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي مولى بني سعد بن تجيب وهو من كبار التابعين وعرف بلقب سيد موالي تجيب وقد كانت له مكانة عند الخليفة معاوية بن أبي سفيان حيث بنى له دارا وأعطاه سيفه.

وفي العصور التالية نزلت في أجوار القرية عشائر من العرب القيسية من قبيلة فزارة تتزعمهم عشيرة بني زنطر وأنشأوا ضاحية في شمال القرية عرفت باسم منية الزناطرة وذكرت مع بلهيب في قوانين الدواوين ثم أدمجت القريتان تحت اسم واحد في العصر المملوكي وذكرت في التحفة السنية باسم منية الزناطرة من أعمال الغربية ثم تغير اسمها في العصر العثماني إلى فزارة.

جاء في الخطط التوفيقية : ” فزارة قرية من مديرية البحيرة بمركز دفينة على الشاطئ الغربى لفرع رشيد وفى قبلى دفينة بنحو ربع ساعة وفى شمال منية السعيد كذلك ، وبها جامع بداخله ضريح يعرف بضريح الشيخ موسى كساب الشافعى وبها ضريح يقال له ضريح الشيخ على بدير الفزاري ، وفى بحريها حديقتان وقليل نخيل وأشجار وأغلب أهلها مسلمون وقد نشأ منها على أفندى رشيد خوجة رياضة بالمدارس الحربية برتبة صاغقول أغاسى ..

والظاهر أن أهالي هذه القرى من عرب فزارة قيس كما يؤخذ من كتاب : (البيان والإعراب عمن بأرض مصر من الأعراب) للمقريزى فإنه قال : وبأرض مصر أيضا فزارة قيس وهم بنو فزارة بن ذبيان – بضم الذال المعجمة وكسرها – ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ، وسمى فزارة واسمه عمر، ولأن سعد بن ذبيان أخاه فزر ظهره فكانت به فزرة فسمى فزارة.

وفى فزارة هذه عدة عشائر كبنى شمخ وظالم ومرة ومازن وشكم وسعد ولوذان وغير ذلك ، وفزارة هذه منها جماعة بالصعيد وجماعة بضواحى القاهرة فى قليوب وما حولها وبهم عرفت البلد المسماة بخراب فزارة. انتهى ، وإلى هذه القرية تنسب ترعة فزارة التى تستمد منها بحيرة اتكو وفم هذه الترعة بحري سكن الناحية المذكورة.

وهى ترعة فمها خارج من البحر الأعظم الغربى بحرى ناحية فزارة بمسافة ألف ومائتى متر وتتجه مبحرّة إلى أن تصب ببحيرة إتكو وطولها ثلاثة آلاف متر .. وهى تمر على بعض عزب مستجدة عند كيمان يبلغ زمامها أربعة آلاف فدان وهى أراضى مستجدة من بحيرة إتكو ، وهذه الترعة لها فوائد كثيرة ولا تنفع لرى الأراضى المستجدة المذكورة والمنفعة العمومية الخاصة بها هى رىّ بحيرة إتكو فقط لزيادة ونمو السمك بالبحيرة المذكورة “.

المحمودية

سميت مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة نسبة إلى السلطان محمود الثاني بن عبد الحميد الأول العثماني والذي تولى الحكم من عام 1808 م. وحتى عام 1839 م. وهو والد كل من السلطان عبد المجيد والسلطان عبد العزيز وجد كل من السلطان مراد الخامس والسلطان عبد الحميد الثاني والسلطان محمد رشاد والسلطان محمد وحيد وآخر الخلفاء العثمانيين عبد المجيد الثاني.

وكان محمد علي باشا قد قرر شق ترعة من فرع رشيد لإمداد الإسكندرية بمياه النيل في المنطقة المقابلة لمدينة فوة وهي قريبة من المكان الذي شق فيه السلطان الناصر محمد بن قلاوون ترعة الناصرية ، وتأسست المدينة أول الأمر على هيئة مقرات إدارية ومساكن للعاملين في الحفر لتكون قريبة من محطات الطلمبات والوابورات اللازمة لرفع المياه وتغذية الترعة ، وقد سميت الترعة باسم السلطان ثم اكتسبت المدينة الناشئة اسمها من اسم الترعة بعد وقت قصير.

جاء في القاموس الجغرافي : ” المحمودية : قاعدة مركز المحمودية أنشئت هذه البلدة في سنة 1258 هـ / 1842 م. وقت إنشاء قناطر فم ترعة المحمودية التي حفرها محمد علي باشا والي مصر وسماها المحمودية تيمنا باسم السلطان محمود سلطان تركيا إذ كانت مصر تابعة لها في ذلك الوقت ، ومساكن هذه البلدة قائمة على قطعة أرض من أراضي ناحية العطف المجاورة لها ، وكانت المحمودية تابعة لمركز رشيد فلما أنشىء مركز المحمودية سنة 1928 جعلت المحمودية قاعدة له لتوسطها بين بلاده “.

وجاءت المدينة الجديدة ملاصقة لقرية تأسست في العصر الأيوبي تسمى العطف (أدمجت في المحمودية حاليا) وسميت بذلك بسبب انعطاف النيل عندها بزاوية كبيرة وذكرت بهذا الاسم في المشترك لياقوت الحموي وذكرها ابن الجيعان في التحفة السنية من توابع فوة والمزاحمتين ، وفي جنوبها تماما تقع قرية الناصرية التي أقطعها السلطان محمد بن قلاوون لواحد من أمراء العرب وهو الأمير المقداد بن شماس وهي حاليا كفر نكلا ، والمنطقة كلها كانت من ديار العرب القيسية وبني سليم وشيوخهم من بني عونة.

جاء في الخطط التوفيقية عن العطف : ” ثم إن هذه القرية قد أخذت من الشهرة طرفا بالأمير على بن سليمان فإنه منها نشأ وإليها ينتسب كما في الدرر المنظمة فى أخبار الحج وطريق مكة المعظمة وقد ترجمه فقال : هو الأمير على بن سليمان بن جويلى بن سليمان من أعيان مشايخ بنى عونة بإقليم البحيرة وهو ولد عم الأمير عيسى بن إسماعيل شيخ عرب الإقليم حج فى عام اثنين وخمسين وتسعمائة زمن ولاية الأمير المرحوم أيدمر الرومي ..

وحج بصحبته ولده سليمان وهو أكبر أولاده وأشهرهم وكانت أولاده الذكور نيفا وثلاثين ولدا كلهم فرسان خيل وغالبهم حسان الأشكال بيض الوجوه كالترك فلما حج فى هذه السنة عم الحج برا وخيرا .. ثم قال: ولنا به صحبة وإقامة فى منزله فى القرية المعروفة بالعطف غربى فوة من أقاليم البحيرة مدة تزيد على خمسين يوما متوالية وله همة عالية ومكارم سديدة مرضية وافية أربى فيها على من تقدمه فى السفر إلى مكة من أعيان مشايخ إقليمه وأقاربه “.