
أبويط ودلاص
في مايو عام 640 م. قرر القائد عمرو بن العاص الانتقال بجيش الفتح من شرق النيل إلى غربه في مناورة ناجحة تفاديا لهجمات الرومان من حصن بابليون وذلك حتى يصل إليه المدد الذي طلبه من الخليفة ، وسار الجيش باتجاه الجنوب حيث سحق كتيبة رومانية من قوة حامية الفيوم بقيادة حنا الماروسي وذلك عند قرية أبويط حيث أجبر الرومان على الانسحاب باتجاه اللاهون في مدخل الفيوم.
وفي أغسطس من نفس العام رابطت قوات عقبة بن عامر الجهني في غرب النيل لتأمين مدخل الصعيد حيث أرسل كتيبة بقيادة ربيعة بن حبيش الصدفي فأحكمت السيطرة على ريف أبويط ودلاص والتي تشكل القسم الشمالي من محافظة بني سويف الحالية (مركز الواسطى وناصر) ، وكانت تشكل وقتها أول تجمع سكاني كبير في الصعيد بعد منف كما أنها تشرف على الطريق المؤدي إلى الفيوم.
وذكر ألفريد بتلر نقلا عن حنا النقيوسي أن أهالي المنطقة قاموا بمساعدة العرب وأن حاكم دلاص الروماني أباكيري قام بتوفير المراكب اللازمة لهم للعبور إلى شرق النيل حيث يقول : ” ولما قضى عمرو بذلك على كل من وقف له من الفيوم وخلص له أمرها أرسل جنوده إلى موضع اسمه دلاص رآه اصلح المواضع للنزول من النهر إلى ذلك الإقليم وأصبح العرب بذلك إلى حين سادة النهر “.
ويكمل بعد ذلك قائلا : ” وعاد عمرو فأمر جرائد الخيل بالعودة إليه وكان أنفذهم يجوسون خلال البلاد بعد وقعة عين شمس ثم أمر أبا قيرس حاكم دلاص أن يمد المسلمين الذين كانوا بالفيوم بالسفن لينتقلوا فيها من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي ” ، ويصف حنا النقيوسي تعاون الحكام المحليين مع العرب بقوله تعقيبا على ما حدث في دلاص : ” وقد كان عند ذلك بدؤهم بمد يد المساعدة للمسلمين “.
ومن أشهر أبناء قرية أبويط الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي المصرى البويطي تلميذ الإمام الشافعي وخليفته على أصحابه من بعده والمتوفي عام 231 هـ ، وتضم المنطقة عددا من القرى الرومانية القديمة وهي أبويط ودلاص وأبو صير وإفوة والميمون وصفط الشرقية وقمن العروس وكفر أبجيج وميدوم والزيتون وبوش ، وفي عصر الولاة والفاطميين تأسست قرى ونا القس وأطواب وأنفسط بني حبين وكوم أدريجة وأشمنت وبهبشيم (بهبشين) ودنديل وطحا بوش وطنسا الملق والحافر.
وفي العصر المملوكي تأسست الحومة والنواميس ومنشية الهرم وجزيرة المساعدة وعطف إفوة وجزيرة الواسطى وبني حدير وبني عدي والبرج والحرجة والحمام وبني خليفة وغيط البحري وكوم أبو خلاد ، وفي العصر العثماني تأسست المصلوب وكفر بني عثمان وكوم أبو راضي ومعصرة أبو صير ومنشأة هديب وبني سليمان وبني غنيم وبني محمد والديابية والمنصورة وجزيرة أبو صالح وبني نصير وجزيرة النور وزاوية المصلوب وصفط الغربية ومنشأة أبو صير ونزلة الجنيدي.

قبيلة لخم في شمال الصعيد
في كتاب البيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب يقول المقريزي : ” وبصعيد مصر أيضاً لخم ، واسم لخم بن عدي بن الحارث بن مُرة ابن أُردد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وفي لخم هذه بطون كثيرة .. منها بالبر الشرقي في أرض مصر بنو سماك وهم بنو مر وبنو مليح وبنو نبهان وبنو عبس وبنو كريم وبنو بكر وديارهم من طارف ببا إلى منحدر دير الجميزة في البر الشرقي ..
ومنهم بنو حدان وهم بنو محمد وبنو علي وبنو سالم وبنو مدلج وبنو وعيس وديارهم من دير الجميزة إلى ترعة صول ، ومنهم بنو راشد وهم بنو معمر وبنو واصل وبنو مِرا وبنو حبان وبنو معاذ وبنو الفيض وبنو حجرة وبنو أشتوه وديارهم من مسجد موسى إلى أسكر ونصف بلاد إتفيح ولبني الفيض الحي الصغير ولبني أشتوه من ترعة الشريف إلى معصرة بوش ..
ومنهم بنو جعد وهم بنو مسعود وبنو جرير وبنو زبير وبنو ثمال وبنو نصار ومسكنهم بساحل إتفيح ، ومنهم بنو عدي وهم بنو موسى وبنو محرب ومساكنهم تلي بني جعد ، ومنهم بنو بحر وهم بنو سهل وبنو معطار وبنو فهم وبنو عشير وبنو مسند وبنو سباع ومسكنهم الحي الكبير ، ومنهم قسيس وسكنهم بلاد أسكر ، ولبني غنيم منهم العدوية ودير الطين إلى جسر مصر ولبني عمرو منهم نصف حلوان ولبني حجرة النصف الآخر من حلوان ونصف طرا “.
وقبيلة لخم هي أول من التحق بالجيش العربي الفاتح عند برزخ السويس لأن موطنهم الأصلي هو شبه جزيرة سيناء والنقب وبادية الأردن ، وكان تمركزهم الأكبر في أجوار بني سويف وببا وبوش والتي كانت تتبع الأعمال الإطفيحية ، وكانت لهم في مصر فروع أخرى في الشرقية والغربية وفي أجوار الإسكندرية (عرب العصافرة) ولهم دور كبير في ثورات القبائل في عصر الولاة ، وفي الصعيد الأوسط أسسوا قرى الفهميين وبني حدير وبني كلب (بني مجد حاليا) وبني مر (ومنها أسرة الرئيس جمال عبد الناصر).
ومنهم من الصحابة حاطب بن أبي بلتعة اللخمي الذي حمل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ، وفي خارج مصر اشتهرت منهم أسرة بني عباد حكام أشبيلية في عهد ملوك الطوائف بالأندلس وهي تنحدر من العريش في سيناء ثم هاجرت باتجاه المغرب ، وفي الخليل بفلسطين بني الدار الذين ينتسبون إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري أول من أسرج السراج بالمسجد النبوي وأول من صنع منبرا ..
وفي العراق كانت أشهر فروعهم وهي دولة المناذرة ومنهم النعمان بن امرىء القيس والمنذر بن ماء السماء وعمرو بن هند وأبو قابوس الذي تنسب إليه الزهرة المسماة باسمه وهي شقائق النعمان والذي رفض أن يزوج ابنته لملك الفرس خسرو برويز وتسبب ذلك في معركة ذي قار التي انتصر فيها العرب على الفرس قبل الإسلام ، وقيل فيه أشهر بيت في المدح حيث قال النابغة الذبياني : ” فإنك شمس والملوك كواكب .. إذا طلعت لم يبد منهن كوكب “.

الواسطى وبني حدير
استمدت مدينة الواسطى بمحافظة بني سويف اسمها من موقعها الجغرافي حيث انحسرت مياه النيل في العصر المملوكي عن ثلاث جزر متقاربة في ناحية البوصيرية ونزلت فيها عشائر بني مسعود وبني حدير وغيرها من سائر قبيلة لخم ، وسميت الجزيرة الشمالية باسم المساعيد والجنوبية باسم إبراهيم بن الأقيصر من بني حدير وعرفت الجزيرة الثالثة باسم الجزيرة الوسطى حيث ظهرت كلها لأول مرة في الروك الناصري.
وفي عام 715 هـ قرر السلطان محمد بن قلاوون إلغاء كورة البوصيرية وتوزيع أعمالها على كل من الأعمال الجيزية والأعمال الأطفيحية والأعمال البهنساوية ، وكان اتصال الجزر الثلاث بالبر الغربي تغييرا كبيرا في جغرافية المنطقة حيث انتقل الثقل السكاني من المدن القديمة في الغرب إلى تلك الجزر الحديثة على شاطىء النيل والتي عمرت في زمن قياسي وتم ضمها إلى الأعمال الأطفيحية.
وقد جاء في القاموس الجغرافي تفصيل عن الجزر الثلاث حيث يقول محمد بك رمزي : ” الواسطى : قاعدة مركز الواسطى قرية قديمة اسمها الأصلي جزيرة الوسطا وردت في التحفة من أعمال الأطفيحية وفي الانتصار وقوانين الدواووين جزيرة الوسطى من الأعمال المذكورة.
وبسبب قوة جريان ماء النيل بعدت هذه الجزيرة عن الشاطىء الشرقي للنيل واتصلت بالشاطىء الغربي منه ، ولذلك وردت في كتاب وقف السلطان قنصوه الغوري المحرر في سنة 911 هـ ضمن أراضي الشاطىء الغربي باسم الواسطى من أعمال الجيزية لأنها كانت تابعة للجيزة في ذلك الوقت ، وفي تاريخ سنة 1230 هـ الوسطا وهو أصحها ومن سنة 1270 هـ برسمها الحالي ، وعلى لسان العامة الواسطة وهي قاعدة مركز الواسطى من أول يناير سنة 1886.
بني حدير : هي من النواحي القديمة أصلها جزيرة كانت تسمى جزاير الديرا والأقيصر وردت في التحفة من الأعمال الأطفيحية وفي الانتصار جزيرة الدير أولاد إبراهيم بن قيصر ، وبسبب جريان ماء النيل تحول مجراه إلى الشرق فاتصلت أرض الجزيرة المذكورة بالشاطىء الغربي ، وفي تربيع سنة 933 هـ قيد زمامها باسم بني حدير ، قال : وهي جزائر الديرا والأقيصر بولاية الأطفيحية كما ورد في دليل سنة 1224 هـ ، ثم وردت في دفتر المقاطعات سنة 1071 هـ وتاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي.
جزيرة المساعدة : هي من الجزائر القديمة وردت في الانتصار وقوانين الدواوين مع المساعدة باسم المساعدة وجزيرتها من الأعمال الأطفيحية ، ولأن قرية المساعدة قد أكلها البحر من قديم كما ورد في التحفة بالأعمال الأطفيحية وبسبب جريان ماء النيل فقد تحولت أرض الجزيرة من الشرق إلى الغرب واتصلت بشاطىء النيل الغربي فاحتفظت باسمها الذي وردت به في تاريخ سنة 1230 هـ “.
وجاء في كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب موضع سكن كل من بني مسعود وبني حدير حيث يقول أبو العباس القلقشندي : ” بنو مسعود – بطن من بني جعدة من لخم من القحطانية مساكنهم مع قومهم من بني جعدة على القرب من الحي الصغير من الأطفيحية ، بنو حدير – بطن من بني جعد من لخم من القحطانية ولخم يأتي نسبه عند ذكره في حرف اللام مساكنهم بالأطفيحية من الديار المصرية بالبر الشرقي وربما عبر عنهم بالحديريين “.

بوش ونزلة بني زايد
في 29 أغسطس عام 1967 م. صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1743 لسنة 67 بتأسيس مدينة ناصر بمحافظة بني سويف عن طريق دمج ثلاث قرى مع بعضها وهي بوش والشناوية ونزلة بني زايد والتي صارت عاصمة مركز ناصر ، وجاء في نص القرار : ” مادة 1 ـ تلغى قريتي الشناوية وبني زايد وتضمان إلى مدينة بوش لتصبح مدينة واحدة باسم مدينة ناصر بمحافظة بني سويف “.
وهذه القرى الثلاث تنتمي لعصور مختلفة .. أولها بوش التي تأسست في العصر الروماني باسم بن تكورا بوشين ومنه اشتق اسمها العربي بوش ، وأما الثانية فهي الشناوية التي تأسست في العصر الفاطمي باسم شنوية وعرفت عند العامة باسم الشناوية وكانت ضمن إقطاعات الوزراء الفاطميين ، وأما الثالثة فهي نزلة بني زايد التي تأسست في العصر العثماني وسميت نسبة إلى سكانها من عشيرة بني زايد العربية.
وفي الخطط التوفيقية يصف علي باشا مبارك قرية بوش في القرن التاسع عشر حيث يقول : ” بوش : فى مشترك البلدان أنها بضم الموحدة وسكون الواو وإعجام الشين بلدة بمصر ينسب إليها المناديل البوشية انتهى ، وهى قرية كبيرة من قسم بنى سويف فى جهتها البحرية على بعد ساعة ونصف وجسر بهبشين ينتهى إليها من الجهة الغربية وسكة الحديد تمر من شرقيها على نحو ربع ساعة وبها مساجد أحدها له مئذنة وأغلب أهلها مسلمون ..
وفيها سويقة دائمة وبعض دكاكين يباع فيها فروع العطارات والأقمشة والدخان ولها سوق حافل كل يوم أربعاء يباع فيه المواشى وغيرها وأبنيتها تشبه أبنية البنادر ، وكان عمدتها المعروف بالعريف له شهرة لا سيما فى الكرم ، وبها بساتين وأشجار ومنها طريق على جسر بهبشين يوصل إلى الجبلاية ثم إلى اللاهون ثم إلى مدينة الفيوم وهي طريق مطروق للواردين على الفيوم والخارجين منه إلى الريف ، وتكسب أهلها من التجارة والفلاحة “.
وقد ذكر محمد رمزي تفاصيل التعديلات الإدارية في نزلة بني زايد والشناوية فيقول : ” بني زايد : تكونت في تاريخ سنة 1230 هـ وذلك بفصلها من زمام ناحية بوش باسم نزلة بني زايد ، وفي تاريخ سنة 1268 هـ وردت باسم بني زايد ، وفي فك زمام مديرية بني سويف في سنة 1906 ألغيت وحدتها المالية وأضيف زمامها إلى بوش فأصبحت مشتركة معها من الوجهة المالية باسم بوش وبني زايد ، وأما من الوجهة الإدارية فهي ناحية قائمة بذاتها ..
الشناوية : هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي محرفة باسم البشارية فذكر الزيتون وقال : والبشارية كفرها ، والصواب والشناوية وكفرها لأنها تتاخمها في الزمام ، والظاهر أن وحدتها ألغيت في الروك الناصري وأضيف زمامها إلى الزيتون ثم فصلت منها في العهد العثماني بدليل ورودها في دفتر المقاطعات سنة 1071 هـ باسم شنوية بولاية البهنساوية ، وفي تاريخ سنة 1230 هـ وردت باسمها الحالي وهو القديم “.

أبو صير الملق
الجزء الأكبر من محافظة بني سويف الحالية كان تابعا في العصور الإسلامية لكورة بوصير وعاصمتها مدينة بوصير قوريدس وهي أبو صير الملق في مركز الواسطى حاليا واستمر هذا الوضع حتى العصر المملوكي عندما ألغيت وقسمت توابعها بين كل من الجيزية والأطفيحية والبهنساوية ، وقد جاء تفصيل ذلك في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية حيث يقول محمد رمزي :
” أبو صير الملق : هي من القرى القديمة ذكرها جوتييه في قاموسه فقال إن اسمها المصري القديم أبدو محيت ومعناها أبيدوس الشمالية لتمييزها من أبيدوس الجنوبية التي تعرف بالعرابة المدفونة بمركز البلينا واسمها الرومي بوزيريس ومعناها محل إقامة الإله أوزيريس واسمها القبطي بوزير ومنه اسمه العربي أبو صير ، وردت في كتاب المسالك لابن خرداذبة بوصير من كور مصر ، وفي كتاب المسالك لابن حوقل بوصير قوريدس من مدن مصر الواقعة غربي النيل بالصعيد الأدنى ، وفي أحسن التقاسيم للمقدسي من مدن مصر بالصعيد الأدنى ، وفي معجم البلدان بوصير قوريدس بكورة البوصيرية بمصر.
وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد بوصير قوريدس من أعمال البوصيرية ، وفي التحفة أبو صير قوريدس من أعمال البهنساوية وهي أول مرة في الروك الناصري يضاف إلى بوصير ألف في أولها فأصبحت في حرف الألف بعد أن كانت في حرف الباء لسهولة النطق بها ، وقد عرفت بأبو صير قوريدس لتمييزها عن سمياتها بمصر ، ويقال لها أبو صير ونا لقربها من ناحية ونا القس ، وفي تاريخ سنة 1230 هـ أبو صير الملق لوقوعها بوسط أراضي الملق أي التي تروى بطريقة الري الحوضي وقت فيضان النيل سنويا ، وأما الآن فهي داخل منطقة المشروعات التي تروى بواسطة الترع “.
وجاء في الخطط التوفيقية أن منها أبو القاسم البوصيري وهو أبو المكارم هبة الله بن على بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب بن ثاوكان المتوفي عام 598 هـ كان أديبا كاتبا له سماعات عالية وروايات تفرد بها والحق الأصاغر بالأكابر فى علو الاسناد ولم يكن فى آخر عصره فى درجته مثله ، جده مسعود قدم من المنستير إلى بوصير فأقام بها إلى أن عرف فضله فى دولة المصريين فطلب إلى مصر وكتب فى ديوان الإنشاء ولد له على والد أبى القاسم المذكور بمصر واستقروا بها وشهروا وكان أبو القاسم يسمى سيد الأهل أيضا لكن هبة الله أشهر.
وذكر علي باشا مبارك أن منها صاحب قصيدة البردة إمام الشعراء وملجأ الفقراء المحقق الأديب المدقق اللبيب العارف بالله تعالى شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيرى نسبة إلى بوصير قرية بالصعيد وينسب أيضا إلى دلاص قرية بالصعيد أيضا فإن أحد أبويه من إحدى القريتين والآخر من الأخرى والمتوفي عام 696 هـ ، ويقال له الصنهاجى نسبة إلى قبيلة صنهاجة البربرية المغاربية .. وكان الناظم وابن عطاء الله السكندرى تلميذين لأبى العباس المرسى فخلع على البوصيرى لسان الشعر وعلى ابن عطاء الله صاحب الحكم لسان النثر.


أشمنت وبني عدي وثورة 19
في يوم 15 مارس من كل عام تحتفل محافظة بني سويف بعيدها القومي وذلك تكريما لشهدائها في ثورة 19 ، وكانت مدينة بني سويف قد تحولت أثناء الثورة إلى ساحة حرب فعلية بعدما قام المتظاهرون بمهاجمة المحكمة والمديرية مما دعا القوات البريطانية لاستعمال العنف المفرط واستنفار قيادتهم في القاهرة لإرسال مدد للسيطرة على الأمور.
وهو ما قابله الأهالي بمزيد من العمليات المسلحة وذلك وفق رواية المؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي حيث قرر الأهالي في القرى التي تقع شمالي بني سويف أن يقطعوا خطوط السكك الحديدية والمواصلات تماما مع القاهرة ، وبدأ زحف الثوار من تزمنت الشرقية وبياض العرب بينما أعلنت قرية بلفيا استقلالها.
وانطلقت الشرارة من قرية بني عدي عندما أثار الشيخ محمد أبو العطا أهلها من فوق منبره ضد الظلم والطغيان وراح يخطط لفصل الصعيد عن القاهرة عن طريق تدمير خطوط السكة الحديد من عند بني عدي وحتى قرية أشمنت المجاورة حيث كانت الأخبار تؤكد وصول قطار يحمل المؤن والأسلحة والعتاد والأطعمة إلي الإنجليز في الصعيد.
وسبق الشيخ الأحداث وقام مع الأهالي ودمر مساحات واسعة من القضبان وحينما وصل القطار انقض عليه الأهالي يسلبون أمتعته ويدمرونها بالمطارق والفؤوس والمناشير ، بعدها أغار الإنجليز علي القرية إلا أن الشيخ افلت من أيديهم وانتقلت الثورة إلي كل من أشمنت والزيتون وأمبيشي وغياضة الغربية والميمون حيث خرج الأهالي يدمرون القضبان.
وفي أشمنت تصدي عمدتها الشجاع محمد بدوي الحميلي ومعه قايد الحميلي الذي خلفه علي العمودية للإنجليز بأسلوب المواجهة الذي خططه الشيخ محمد أبو العطا فقد قاد الرجل الثورة في بلده وزحف مع الأهالي لتحطيم قضبان السكك الحديدية هناك وألقوا بالفلنكات في ترعه الإبراهيمية بعدها نصب له الإنجليز محاكمة عاجلة واقتحموا بيته واستولوا علي خزانته.
وقد سجل الميجور جنرال واطسون في رسالة إلى إيرل كيرزون أن عددا كبيرا من البدو القادميين من الفيوم وسكان الواسطى وقدرهم بسبعة الآف ثائر هجموا على مركز الشرطة واستولوا على أسلحته وزحفوا إلى محطة السكة الحديد وانتزعوا القضبان الموجودة بين الرقة والواسطى لمسافة عشرة كيلومترات وهاجموا القطار القادم من القاهرة وسلبوا أمتعة الركاب وصادف ذلك وصول مسئول بريطانى كبير هو أرثر سميث فأنزلوه من عربته وقتلوه.
وبعد قطع المواصلات عن الصعيد أعلن الجنرال بلفن القائد العام والقائم بأعمال المندوب السامى البريطانى فى مصر أنهم فشلوا فى استعادة الموقف وأنهم لم يتمكنوا من السيطرة على الصعيد واقترح التخلى عن الوجه القبلى بما فيه من أجانب حيث كانت السكة الحديدية هي الوسيلة الأساسية لنقل جنود الاحتلال.
تحركت قوات الجيش الإنجليزى من بنى سويف وهاجموا الأهالي بأسلحتهم وأجبروا من قبضوا عليهم على إخراج القضبان والفلنكات من الترعة كما تم القبض على عمدة بني عدي وعمدة أشمنت بعد محاصرة المنطقة بقوات كثيفة وانطلقت شائعة أن الإنجليز سيحضرون لتدمير بني عدي بالمدافع فخرج كل الأهالي للمواجهة وانتقلت الثورة إلى مزيد من القرى.
في قمن العروس قام مشايخ العرب منصور خلاف وابن عمه عارف صقر من عرب فزارة بالمواجهة في يوم الاثنين 16 مارس وهو يوم سوق القرية حيث زحفت قمن العروس وبني غنيم وكفر أبجيج ورواد السوق إلى كوبرى قشيشة الذى يصل الصعيد بالعاصمة لتحطيمه واتفقوا مع بنا من زاوية المصلوب وهو المعلم خلف الله الأعرج وكان يعمل فى بناء القناطر حيث وصل الثوار وراحوا يحطمون الكوبري.
وفي منطقة بياض العرب شرقي النيل تكونت تجمعات كثيرة للبدو أثارت قوات الاحتلال ولم تترك لهم فرصة للنوم أو الراحة وانتشروا في المساء يراقبون بمسدساتهم ورجالهم وشبابهم الموظفين الإنجليز ليطلقوا عليهم النار وذلك انتقاما لشهدائهم ، وفي كفر منصور انطلق الرصاص على المركب الإنجليزي البخاري المار من هناك وقد ردت المركب وتبادلت مع الأهالي اطلاق النار وكانت خسارة القرية خمسة عشر شهيدا.

الميمون
قرية قديمة بمحافظة بني سويف اسمها القبطي فوح إنيامو ، وردت في معجم البلدان باسم منيمون كورة بمصر ذات قرى وضياع ، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد باسم الميمون من أعمال البوصيرية ، ذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري في كتاب التحفة السنية من أعمال الأطفيحية فقال : ” جزائر الميمون عبرتها 2400 دينار ” ، وسبب ذلك أنها كانت في الأصل جزيرة والتحمت بالبر الغربي للنيل.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” الميمون قرية من مديرية بنى سويف فى قسم الزاوية ، واقعة فى غربى النيل بنحو سبعمائة متر ، وفى جنوب ناحية بنى حدير على بعد ألفى متر ، وفى الشمال الغربى لأشمنت بنحو ثلاثة آلاف وستمائة متر ، وبها مساجد عامرة ، وزاوية للشيخ الجنيد ، وهو شيخ صوفى ، صاحب طريقة ، يأخذ العهود على المريدين ، ويجتمعون عنده بكثرة ؛ ومنهم من يقيم دواما بتلك الزاوية ، وينفق عليهم الشيخ حسبة ، وقد توفى وترك ولدا شارعا فى السلوك مسلك أبيه.
وفيها نخيل وأشجار ، وأبنيتها بالآجر واللبن ، وهى قرية طيبة الهواء ، وأكثر أهلها مسلمون ، وفى غربيها بنحو عشرين قصبة تمر السكة الحديد ، وفى مقابلتها بالجبل الشرقى دير يقال له دير الميمون به كنيسة ، ويسكنه القسيسون والرهبان ، وفى بحرى ذلك الدير بثلث ساعة فم ترعة الخشاب المارة فى شرقى أطفيح ، وكان فمها قبل ذلك عند الكريمات بحرى الدير بثلثى ساعة ، وقد نشأ من هذه القرية جماعة من أفاضل العلماء ، وأرباب الوظائف “.
وجاء في تاريخ ابن إياس عن الميمون : ” من هذه القرية نور الدين على الميمونى ، نقيب قاضى قضاة الشافعية بمصر فى زمن ملك الأمراء خير بك ، وقد وقعت له أمور غيرت عليه إسكندر بك أحد أمراء ابن عثمان ، وذلك أن إسكندر كان قد حضر إلى مصر عوضا عن سنان باشا ، وكان يعارض قضاة القضاة فى الأحكام الشرعية ، فتكلم فيه نور الدين عند ملك الأمراء ، وبلغ إسكندر ذلك فحنق عليه ، وتحصل من ملك الأمراء على الإذن بنفى نور الدين ، فنفاه إلى دمنهور فى يوم الخميس عاشر رجب سنة خمس وعشرين وتسعمائة “.
وذكر المحبى فى خلاصة الأثر أحد علمائها فقال : الشيخ إبراهيم بن محمد بن عيسى المصرى الشافعى ، الملقب ببرهان الدين ، الميمونى ، الإمام ، العلامة ، الفهامة ، المحقق المدقق ، خاتمة الأساتذة المتبحرين ، كان آية ظاهرة فى علوم التفسير والعربية ، أعجوبة باهرة في العلوم العقلية والنقلية ، حافظا ، متقنا ، متضلعا ، من الفنون مشهورا خصوصا عند القضاة وأرباب الدولة ، وأبلغ ما كان مشهورا فيه علم المعانى والبيان ، حتى قلّ من يناظره فيهما.
وبالجملة فإنه مما اتفقت كلمة الكل على تفرده فى عصره ، وتوحده فى وقته ، وتصانيفه كثيرة وكانت ولادته فى سنة إحدى وتسعين وتسعمائة ، وتوفى يوم الثلاثاء ثانى عشر رمضان ، سنة تسع وسبعين وألف ، وكان له مشهد عظيم ودفن بتربة المجاورين ، والده هو محمد بن عيسى ، المنعوت بشمس الدين الميمونى ، المصرى الشافعى ، أحد العلماء الكبار وله من المؤلفات : مختصر الآيات البينات ، وكانت ولادته فى نيف وثلاثين وتسعمائة ، وتوفى فى صفر سنة ثلاث وعشرين وألف ، ودفن بتربة المجاورين.

ونا القس
جاء في القاموس الجغرافي : ” ونا القس هي من القرى القديمة وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد ونا بالبوصيرية وفي التحفة من الأعمال البهنساوية ، ثم عرفت باسم ونا القس في العهد العثماني نسبة إلى القس جرجيوس صاحب الكنيسة التي بها ، وذكر الشيخ أبو صالح الأرمني في تاريخه أن بقرية ونا بيعة القس سرجيوس ، وفي تاج العروس قال : وناء كسحاب أو هي ونى بالقصر قرية بالصعيد الأدنى ، وفي تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي “.
وجاء في الخطط التوفيقية : ” ونا بلدة من بلاد البهنسا كما فى دفاتر التعداد تضاف إليها بوصير فيقال : بوصيرونا لتقاربهما ، وتقدم فى حرف الباء أن أبا صلاح قال : إن بوصير ونا قريبة من بحر يوسف ، وأن فى أرض ونا كنيسة لمارى جرجس ، وهي من مديرية بنى سويف بقسم الزاوية شرقى ناحية افوه بنحو ألف متر ، وقبلى ناحية بويط بنحو ألفين ومائتين وخمسين مترا وبهذه القرية جامع للصلاة وأبراج حمام ، وجملة من النخيل.
ومن هذه القرية الأديب اللغوى المتفنن محمد أفندى عثمان بيكباشى بديوان الجهادية ، وقد سألته عن ترجمته ؛ لوضعها فى هذا الكتاب فكتب لى ما نصه ، أنا محمد بن عثمان بن يوسف الحسينى نسبا الجلالى لقبا الونائى بلدا ، ووناء هذه بلدة فى قسم بنى سويف قريبة من الجبل الغربى “.
وجاء في كتاب حسن المحاضرة أنه ينسب إلى ونا قاضى القضاة شمس الدين الونائى حيث يقول جلال الدين السيوطي : ” محمد بن إسماعيل بن أحمد القرافى قاضى القضاة شمس الدين الشافعى الونائى ، ولد فى شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، وأخذ عن الشيخ شمس الدين البرماوى وطبقته ، وبرع فى الفقه والعربية والأصول ، واشتهر بالفضيلة ، وكان ممن جمع المنقول والمعقول ، ولى تدريس الشيخونية والصلاحية المجاورة لضريح الإمام الشافعى ، وقضاء الشام مرتين ، ثم صرف ومات يوم الثلاثاء ثامن عشر صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة “.
وجاء في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع أنه ينسب إليها الشيخ محمد بن الفخر الونائى حيث يقول السخاوي : ” محمد بن عثمان بن محمد بن محمد بن أبى بكر الشمس أبو الفتح بن الفخر الونائى ثم المصرى الخانكى الشافعى ويعرف بالونائى ، ولد على رأس القرن بوناء من الصعيد ، وتحول منها إلى مصر القديمة ، واشتغل بمصر عند قريبه السراج عمر الونائى ، وحج فى سنة سبع وثلاثين ثم فى سنة سبع وأربعين وزار بيت المقدس وولى قضاء الشأم وتدريس الخانقاه واجتمع الناس عليه وانتفع به الطلبة ، كل ذلك مع لين جانبه وفتوته وإكرامه للواردين وميله للصالحين ، مات فى ثانى شوال سنة تسعين ودفن فى عصر يومه بحوش ظاهر قبة الشيخ عمر النبتيتى.
وفي كتاب الأعلام للزركلي : ” علي بن عبد البر بن علي أبو الحسن الحسيني الونائي : فقيه شافعيّ أزهري عارف بالحديث عالم بالفرائض مصري من تلاميذ مرتضى الزبيدي ، نسبته الى وناء قرية بصعيد مصر الأدنى توفي بالمدينة المنورة 1212 هـ ، له كتب منها عمدة الأبرار في أحكام الحج والاعتمار ، والمنح الإلهية ، وتحفة الأفكار الألمعية ، ونجاة الروح ، وحاشية في الفرائض ، ومورد الظمآن ، ودليل السالك إلى ملك الممالك “.

الحمام وعرب الضعفا
واحدة من أهم منازل قبيلة الضعفا في مصر حيث تأسست في أواخر العصر المملوكي لتكون مقرا لهم وسميت بذلك لكثرة مجاري المياه فيها ، وعرفت أحيانا باسم حمام اللاهون بسبب قربها من مدخل الفيوم ، وقد وصفها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية بأنها في أول الفيوم حيث تقع في طرف الصحراء على رأس الطريق المؤدي إليها ، وتتبع اليوم مركز ناصر بمحافظة بني سويف.
جاء في القاموس الجغرافي : ” هي من النواحي القديمة وردت في تاريخ الفيوم وبلاده وفي التحفة من الأعمال الفيومية لأنها كانت تابعة للفيوم في ذلك الوقت ، ووردت في دليل سنة 1224 هـ باسم حمام اللاهون لقربها من اللاهون ، وفي تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي ” ، وذكرها ابن الجيعان في القرن التاسع الهجري في كتاب التحفة السنية حيث يقول : ” الحمام وأم البكارير مساحتها 1805 أفدنة عبرتها 6000 دينار كانت باسم سيدي حسن ولد الأشرف شعبان والآن للمقطعين “.
وجاء في موسوعة القبائل : قال اللواء صلاح التايب عن الضعفا : تحسب هذه القبيلة من المرابطين وأكثر الضعفا في قرية الحمام في بني سويف ، وانتقل منهم قسم إلى قرى البرج ثم بهبيش ودالاص ، ومنهم فروع في منشأة طنطاوي بمركز سنورس بالفيوم وهم أولاد سعيد وأولاد آل ديهوم وهم عائلات عسعاس وبرغوث ، وفي طامية يقيم فرع بوبكر بوعصيدة ، وفي قارون أيضًا فرقة من الضعفا وكذلك في عزبة الصقعي وعزبة بركة بمركز أبشواي بالفيوم ، وكذلك في منشأة لطيف وإطسا ، وفي الجيزة بالهرم عائلة بو جمعة وعائلة يوسف ، وفي منشأة دهشور عائلة هليل والرفاعي والمنشاوي والمكاوي والخبيري ويزيد.
وفي مركز الصف بالجيزة قسم كبير من الضعفا يقال لهم الخضاورة ، وكذلك في البدرشين وأشمنت وكفر بني عثمان بالواسطى والمصلوب وفوة والحومة وأبحيح وأبو صير الملق ، وأولاد غيضان في الغيضانية والخناظلة في أطواب وميدوم وصفط ميدوم ، وفي قمن العروس يقيم قسم من عائلة أبو غزالة ويقيم قسم آخر في زهور الأمراء مركز الدلنجات بالبحيرة ، وقسم من الضعفا يقيم في مركز السنطة بمحافظة الغربية وقسم آخر في طحا في القليوبية وكذلك في بلبيس شرقية وآل مبارك في كفر شكر بالقليوبية ، وكذلك عائلات ديهوم والحمايدة وأبو خليل في مركز الواسطى وبوش.
ومن أقطاب هذه القبيلة عشيرة لطيف وكان منهم منصور بيك لطيف وتفرع منها عائلات الحسبوني ومطيريد ، وكان منصور لطيف هذا من ضمن الملتزمين المعينين من قبل محمد علي باشا منذ قرنين من الزمان ، ويوجد فرع آخر للضعفا في محافظة الغربية وهو فرع عبد الله وشيخهم دسوقي العربي أبو عبد الله – رحمه الله – (وأسماهم أحمد لطفي الضعفا البحرية) وأشهر أفخاذ الضعفا في مصر: حميد، وجريبيع، وأبو بكر، وديهوم، ورحومة، ومنهم العضيلي وموسى وخلف بالمصلوب وعزبة سعد الدين بالواسطى بمحافظة بني سويف.
وذكر أميديه جوبير الفرنسي في وصف مصر أن الضعفا في ضواحي شمال بني سويف عام ١٧٩٨ وعندهم ٢٠٠ فرس ، وقال إنه على الرغم من قلة عدد هذه القبيلة في بني سويف إلا أنهم مرهوبون تماماً في البهنسا ، وذكر فروعهم في بني سويف مثل أولاد حميدة ، والوطنات، ونولات سعيد، والسيدرات، والقاضي، ونولات يزيد، كما ذكر أميديه أسماء القرى التي يعيشون فيها مثل أبو صير والعواونة وقمن العروس وإفوة وميدوم والحمام والحافر والميمون وصفط ميدوم ، كما ذكر أن عدد فرسانهم ٤٥٢، ومشاتهم ١١٠، وجمالهم ١٧٢٠، وخرافهم ٣٩٠٠.
وقال مارتان في ريف مصر : كان الضعفا يشنون غاراتهم بصفة مستمرة على إقليم الفيوم وخاصة في مواسم فيضان النيل. ، وذكر الجبرتي في عام ١١٢٥ هـ قام عرب الضعفا بحركة تمردية حتى قطعوا درب الفيوم ، وقد سُيِّرت عليهم حملة من الدولة فلم تفز منهم بطائل ، وقد طلب قائد الحملة من سالم بن حبيب شيخ عرب نصف سعد أن يجمع له فرسان من قبيلتي سعد وبلِّي وإرسالهم مع ابنه لمساعدته على قمع حركة عربان الضعفا فلم يلب الطلب.
وقال الحبوني : وقد قدم أجداد الضعفا من بلاد الحجاز إلى مصر في القرن الرابع الهجري ثم ذهبوا إلى مكان مشهور يسمى الساقية الحمراء في بلاد المغرب ومكثوا بهذا المكان إلى القرن الحادي عشر الهجري ثم عادوا إلى مصر ثانيا ونزلوا ببلدة الحمام وهي قرية من قرى بني سويف ، ولما لم يقبل الجد الثالث البقاء عاد إلى المغرب وبقي أباه بمصر ثم انتقل من قرية الحمام إلى قرية البرج ثم إلى قرية بهبيش ثم منها إلى قرية دلاص في بني سويف فاستقرت بها الضعفا وما زالت في تلك النواحي.