

غرناطة .. مدينة زاوي بن زيري الصنهاجي
في عام 403 هـ. / 1013 م. قام آخر خلفاء قرطبة الفعليين المستعين بالله سليمان بن الحكم الأموي بتعيين زعيم البربر زاوي بن زيري بن مناد الصنهاجي حاكما على مدينة إلبيرة وتوابعها في جنوب الأندلس ومنحه صلاحيات واسعة مكافأة على مناصرته له في الصراع على العرش ، وعندما انتقل زاوي مع قومه إلى إقطاعه الجديد وجد أن مدينة إلبيرة لا يمكن الدفاع عنها لأنها مكشوفة في السهل وسط الأراضي الزراعية ولذلك بدأ في البحث عن مكان يصلح لإقامة قلعة لحماية المدينة وأراضيها ..
وكانت الأراضي الممتدة شرقي إلبيرة عبارة عن متنزهات ووبساتين يطلق عليها إغرناطا أي الرمانة باللغة اللاتينية وذلك لانتشار حدائق الرمان في المنطقة منذ القدم ، وعند نهاية الأرض الزراعية وعلى بعد عشرة كيلومترات من إلبيرة وجد زاوي تلا يشرف على الوادي فقرر بناء قلعته فوق ذلك التل (تل البيازين حاليا) وأطلق عليها اسم غرناطة تيمنا بموقعها قرب الحدائق الغناء ، وبعد سبع سنوات زاد عمرانها وتوسعت وازدهرت حتى تحولت إلى مدينة كبيرة وصارت إلبيرة ضاحية من ضواحيها ..
وفي عام 422 هـ. / 1031 م. انتهت الخلافة الأموية من الأندلس رسميا فأعلنت غرناطة استقلالها عن قرطبة وصارت واحدة من دويلات الطوائف وذلك في عهد حبوس بن ماكسن بن زيري وضم إليها مدن جيان ومالقة في عهد ابنه باديس بن حبوس ، وفي عهد المرابطين والموحدين بني السور الكبير والأبواب الضخمة والقلعة الحمراء وذلك لضم الأحياء الجديدة خاصة في المناطق الشرقية ثم بلغت أوج عظمتها المعمارية والفنية في عهد بني الأحمر حيث اكتسبت طابعها التاريخي المميز لها ..
وكان الغالب بالله محمد بن نصر بن الأحمر الخزرجي الأنصاري قد استقل بها عقب انهيار دولة الموحدين وسقوط معظم حواضر الأندلس بيد القشتاليين ولم يتبق من الأندلس الإسلامية إلا إمارة غرناطة التي قدر لها أن تستمر صامدة ثلاثة قرون لتكون آخر ما سقط منها عام 1492 م. ، ومن آثارها المميزة قصر الحمراء وجنة العريف (حدائق القصر) وحي البيازين ومسجد غرناطة (كاتدرائية غرناطة حاليا) وقد زارها ابن بطوطة في عام 1350 م. ووصفها بقوله (عاصمة الأندلس وعروس مدنها) ..


شنقيط .. مدينة حبيب بن أبي عبيدة الفهري
في عام 116 هـ. / 723 م. تأسست مدينة شنقيط في قلب الصحراء الموريتانية على يد القائد حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري حيث حفر الآبار وبنى المسجد وخطط البلدة لتكون مركزا حربيا ودعويا في أفريقيا الغربية ثم اكتمل عمرانها وتحولت إلى مدينة فعلية في عام 160 هـ / 776 م. حيث ازدهرت تجاريا وصارت أهم محطة على طريق سفر الحجاج ، وشكلت شنقيط نقطة التقاء بين الثقافة البربرية التي مثلتها قبيلة صنهاجة والثقافة العربية ممثلة في القبائل الحسانية من بني معقل التي استقرت في المنطقة بعد ذلك ..
وقد روى ابن خلدون والقيرواني وابن عذاري مسيرة حبيب بن أبي عبيدة حيث كان في البداية من قادة فتح الأندلس مع موسى بن نصير ووصل معه إلى ليون الفرنسية ثم انتدب ليتولى قيادة الحملة على أفريقيا الغربية ، وجاء في ذلك (وغزا حبيب بلاد السودان وافتتح في طريقه بلاد مُسُوفَة وهي ما يعرف اليوم بموريتانيا ثم افتتح بلاد مالي وهي واقعة بين إقليم صوصو وإقليم كوكو ثمّ افتتح بلاد الصوصو التي تقع في غربيّ بلاد مالي وتمتدّ لشواطئ بحر الظلمات ثمّ افتتح بلاد غانة الواسعة التي تقع في غربيّ إقليم صوصو وقد أسلم أهلها حينها ..
وبعد ذلك افتتح إقليم كوكو وهو في شرقيّ مالي ثمّ افتتح إقليم التَّكرور وهو في شرقي كوكو وافتتح أيضا بلاد البرنو وهو في الشرق من بلاد التكرور وافتتح بعدها بلاد كانم وهي بين إفريقية وبرقة من الجنوب أي بلاد النيجر حاليًّا ، وقد أسلم الكثير من أهل هٰذه البلاد وقامت المساجد فيها بعد الفتح العظيم بقيادة حبيب وقد أدرك المؤرخ الكبير البكري الأندلسيّ أهل هٰذه البلاد ووجدهم مسلمين وديارهم عامرة بالمساجد ووجد هنالك بعضًا من أحفاد بقايا جيش حبيب بن أبي عبيدة الذين كانوا مؤسسي المساجد ومعلّمي الإسلام لأهل هذه البلاد) ..
وفي عام 660هـ. / 1262 م. توسعت المدينة وصارت أهم مركز تجاري في أفريقيا حتى كانت القافلة تخرج منها محملة بثلاثين ألف بعير ، وحظيت شنقيط بالشهرة الواسعة في مجال الثقافة الإسلامية حيث كانت نقطة ارتكاز أساسية لانتشار الإسلام في الصحراء الكبرى وأفريقيا المدارية الغربية كما كانت نقطة التواصل مع المغرب العربي والدوائر العلمية والثقافية في كل من القيروان والقاهرة وبغداد واشتهرت بمكتباتها العديدة ومخطوطاتها النادرة ونبغ فيها عدد كبير جدا من العلماء والدعاة عرفوا جميعا بلقب الشنقيطي ..


تيرانا .. مدينة سليمان باشا بيرجيني
تيرانا هي عاصمة دولة ألبانيا حاليا واسمها في الأصل طهران ثم خفف في النطق مع الزمن ، وسبب هذه التسمية يرجع إلى تأسيسها في عام 1614 م. بواسطة باركنزاد سليمان بيرجيني باشا تخليداً لفتوحاته في إيران حيث قرر الوالي إنشاء مدينة جديدة في داخل البلاد بعيدا عن البحر بغرض جعلها مركزا اقتصاديا على طريق التجارة البري وذلك في المنطقة الجنوبية عند مفترق طرق الخانات وذلك على ضفاف نهر غاشي على بعد مائة كيلو متر من أشقودره (اسكودار) العاصمة التاريخية لألبانيا ..
بنى سليمان باشا المخابز والحمامات والأسواق الكبيرة والمحلات المتنوعة وسعى لجذب السكان وازدهرت الصناعات الحرفية مثل صناعة الحرير والقطن والجلد إضافة إلى الصناعات المعدنية وساهم الحرفيون بشكل كبير في الاقتصاد خاصة الأقمشة والحديد ومنتجات الذهب والفضة .. وقد وردت المدينة منذ وقت مبكر في وثائق مدينة البندقية الإيطالية حيث أكدت بيانات المسح العقاري أن تيرانا كانت تتكون من ستين منطقة مأهولة بالسكان في بداية القرن السابع عشر بعد تأسيسها بوقت قصير ..
وفي وسط المدينة بنى مسجدا كبيرا وحوله عدد من رباطات الصوفية والخانقاوات والمدارس وإلى جوارها مقبرة الخلوتية ومنهم جميعا تشكل قلب مدينة تيرانا التاريخية ، وفي عام 1794 م. قام مولى بك حفيد سليمان باشا ببناء مسجد كبير يطل على الساحة الكبرى في المدينة وعرف باسم ابنه أدهم بك الذي أكمل بناءه وأقام فيه ضريحا له ولزوجته بلقيس وبني على طراز مساجد إسطنبول حيث الأروقة المقنطرة المحيطة بساحة الصلاة والمحراب ومصلى النساء والقبة والمأذنة العثمانية المعروفة ..
وكانت منطقة البلقان كلها قد خضعت للعثمانيين في القرن الخامس عشر حيث تحول الشعب الألباني بالكامل إلى الإسلام دونا عن غيره من شعوب البلقان ، ولعل ذلك كان بسبب العداء التاريخي بين الألبان والسلاف حيث كان الألبان يشكلون سكان البلقان الأوائل قبل الغزو السلافي القادم من الشمال والذي حل عليهم ودفعهم للانكماش في جنوب غرب البلقان (ألبانيا وكوسوفا والنصف الغربي من مقدونيا وشمال اليونان) ، وفي القرن العشرين أعلن استقلال ألبانيا لتكون أول دولة إسلامية في أوروبا ..


قاجنيك .. مدينة سنان باشا
في جنوب كوسوفا وبالقرب من حدود مقدونيا الحالية أسس الصدر الأعظم سنان باشا مدينة قاجنيك (كاتشانيك حاليا) في عام 1594 م. وذلك من أجل الدفاع عن البلقان ضد القوت النمساوية التي هاجمت البوسنة وكانت تقع وقتها في شمال إيالة الرومللي المتاخمة لإيالة البوسنة طبقا للتقسيم الإداري العثماني وذلك على الطريق الواصل بين برشتينا (عاصمة كوسوفا حاليا) وسكوبيه (عاصمة مقدونيا حاليا) وهو امتداد للطريق الأساسي المؤدي إلى العاصمة إسطنبول والذي تتحرك عليه الجيوش والقوافل ..
انتهى سنان باشا من مهمته الحربية بنجاح ثم بنى قلعة كبيرة في هذا المكان ملحق بها مطبخ للفقراء ونزلين وحمام تركي ومسجد لا زال يحمل اسمه لتشكل بذلك نواة مدينة توسعت مع الزمن وصارت محطة عسكرية وتجارية هامة في البلقان ، وأثناء عودته إلى العاصمة وافته المنية في عمر السادسة والسبعين ليكون بناء المدينة آخر عمل ختمت به حياته الحافلة ، وهو ألباني الأصل ولعب دورا كبيرا في تولية كثير من الألبان للمناصب الكبرى في الدولة العثمانية وأعفى عددا من القرى الألبانية من الضرائب ..
بدأ سنان باشا حياته الوظيفية واليا على دمشق ثم واليا على مصر حيث كان له إسهامات كبيرة في تأمين طرق التجارة والحج وإنشاء الخانات وإعادة فتح خليج الإسكندرية ثم تولى قيادة الحملة العسكرية التي أغلقت باب المندب في وجه البرتغاليين وقضى على ثورة الأئمة الزيديين في عام 1571 م. حتى لقب بلقب (فاتح اليمن) ، وفي عام 1574 قاد حملة كبرى لطرد الغزاة الأسبان من تونس بعد استغاثة أهلها بالعثمانيين حيث انتصر انتصارا ساحقا على الأسبان في البر والبحر وأنهى وجودهم نهائيا في المنطقة ..
وخلال حياته الطويلة تولى سنان باشا منصب الصدر الأعظم (كبير الوزراء) خمس مرات وعاصر أربعة من السلاطين العثمانيين وكان تلميذا للشيخ أدهم العكاري الذي كان بمثابة المعلم والموجه الروحي له ، وقد أسهم في العمران من خلال مساجده العديدة خاصة في كل من دمشق (جامع السنانية) وفي القاهرة (مسجد سنان باشا المطل على النيل في حي بولاق) ، لكن أهم عمل بالطبع كان في موطنه الأصلي في بلاد الألبان عندما بنى مسجده المعروف في مدينة قاجنيك (كاتشينيك) ليخلد ذكره حتى يومنا هذا ..


مشهد .. مدينة الإمام الرضا
(وما تدري نفس بأي أرض تموت) .. ملوك وأئمة وعلماء وشعراء من أماكن متفرقة لكن جمعتهم هذه المقبرة الفريدة .. الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم والخليفة هارون الرشيد وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي والشاعر أبو القاسم الفردوسي مؤلف الشاهنامه وقطب الصوفية أبو نصر السراج وإمام المحدثين أبو محمد بن أبي حاتم الرازي والقاضي يوسف بن طاهر الخوئي والشاعر نظام الدين سلطان بن علي المشهدي ..
ومن الملوك والأمراء نادر شاه مؤسس الدولة الأفشارية والشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي والأمير أبو القاسم بن غياث الدين باي سنقر حفيد تيمورلنك والأمير عباس ميرزا القاجاري ، ومن الأئمة والعلماء المؤرخ أبو الصلت الهروي وشيخ الإمامية الفضل بن الحسن الطبرسي وفقيه الجعفرية محمد بن الحسن العاملي وعالم الرياضيات محمد بن الحسين الحارثي البهائي مؤلف كتابي خلاصة الحساب وتشريح الأفلاك ..
وكانت تقع على الطريق المؤدي إلى مدينة طوس التاريخية العريقة على بعد خمسة وعشرين كيلومترا منها حيث كانت أول الأمر مزارا لمرقد الإمام الرضا وأطلق عليها الناس كلمة (مشهد) والتي تعني نفس الدلالة وقد اهتم بها السلطان محمد الغزنوي فأحاطها بسور كبير في القرن الخامس الهجري ، وأثناء غزو جنكيز خان خربت المنطقة ما عدا المرقد وأجواره حيث دفن مئات من شهداء المسلمين في مقبرة عرفت باسم قتلكاه ..
وظلت مشهد تابعة لمدينة طوس التي كانت وقتها بمثابة العاصمة الثقافية والعلمية لإقليم خراسان وأثناء غزوات تيمورلنك تعرضت مدينة طوس للتخريب وفر أهلها لاجئين إلى مشهد مستجيرين بحرم الإمام الرضا ، وعندما قرر شاه رخ إعادة إعمار طوس رفض الناس العودة إليها وتمسكوا بديارهم الجديدة حول المرقد فتم بناء سور كبير جديد حول ديارهم وبدأ العمران فيها حتى توسعت وازدهرت وصارت طوس نفسها من توابعها ..
وفي عهد الصفويين بنى الشاه طهماسب سورًا حول المدينة فيه 141 برجا و6 أبواب لا زالت آثاره موجودة إلى الآن وفي زمن نادر شاه وصلت المدينة إلى أوج عظمتها من ناحية العمران والبناء وفي عهد القاجاريين تم توسيع المدينة حيث أضيفت إليها أحياء جديدة وعُرضت شوارعها ، وهي اليوم ثاني أكبر المدن الإيرانية بعد طهران ومن أهم آثارها الباقية المكتبة الرضوية التي تحوي آلاف المخطوطات في التاريخ الإسلامي ..


أكبر آباد .. مدينة البادشاه
في عام 603 هـ / 1206 م. أعلن قطب الدين أيبك حاكم الهند استقلاله عن الدولة الغورية في وسط آسيا وأفغانستان وبذلك تأسست سلطنة دلهي الإسلامية التي استمرت ثلاثة قرون وتعاقبت عليها عدد من الأسر الحاكمة منها المماليك والخلجيين وآل تغلق وبني سيد وسلالة لودهي ، وفي عام 1475 م. قرر آخر حكام السلطنة وهو سلطان إسكندر لودهي بناء مدينة جديدة تبعد عن العاصمة دلهي مسافة مائتي كيلومتر لتكون مقرا آمنا له وأطلق عليها أكبر آباد وعرفت اختصارا باسم (آكرا) ..
ولم يكن يدري أن هذه المدينة الصغيرة سوف تصبح بعد سنوات معدودة أغنى عاصمة في العالم لمدة ثلاثة قرون ، ففي عام 1526 م. قام ظهير الدين محمد بابر حفيد تيمورلنك بغزوات واسعة النطاق حيث انطلق من عاصمته (سمرقند) ليعبر بجيوشه جبال الهندوكوش ويفتح الهند بعد سلسلة من الحروب حقق فيها انتصارات ساحقة على سلطنة دلهي ويتخذ من مدينة (أكبر آباد / أكرا) عاصمة لدولته ويجلس على عرش الطاووس والمزين بأكبر ماسة فى العالم (كوهينور) والتى صارت جوهرة التاج البريطانى بعد قرون ..
وإذ استقر به الأمر فقد شرع فى كتابة مذكراته التى تعد تحفة أدبية عالية المستوى يظهر فيها أثر الفكر الصوفي والحمية للإسلام .. وخلفه على العرش ابنه همايون الذى قضى فترة حكمه فى حروب متواصلة يوطد بها أركان دولته ليخلفه ابنه البادشاه جلال الدين محمد أكبر حيث شهدت الدولة عصرها الذهبي فكان بلاط أكبر مؤتمراً ثقافياً تعددت فيه المشارب والرؤى ليخرج البادشاه فى النهاية بمذهبه الجديد الذى يجمع فيه أفكار الإسلام بالهندوسية بغيرها فى خلطة عجيبة ..
وضع التجار البريطانيون أقدامهم على الساحل الغربى للهند وهم فى توجس وخيفة فقد كانت دولة المغول تعيش أوج عظمتها في عهد جهانكير بن أكبر ثم ابنه شاه جيهان الذى بنى لزوجته ممتاز محل قبراً فخماً يعد من عجائب الدنيا السبع وهو مبنى (تاج محل) فى أكرا وهو الملك الذى حقق نصراً حاسماً على البرتغاليين لينهى توغلهم فى المنطقة وخلفه على العرش ابنه الملك الصالح أبو المظفر محيي الدين محمد أورنك زيب عالم كير الذى امتد حكمه زهاء نصف قرن أخذ على عاتقه فيها توحيد الهند ونشر الإسلام بشكل منظم وفعال ..
كانت تربيته إسلامية متدينة وكان ضليعا فى الفقه الحنفي وله فيه مؤلفات وشروح عرفت باسمه (الفتاوى العالمكيرية) ظلت لفترة طويلة أساسا للتشريع ومرجعا فى الفقه كما كان متصفا بالحزم وحب الجهاد حيث قضى فترة طويلة فى حروب متواصلة حتى أخضع الهند كلها لسلطانه مما شغله عن قضاء فريضة الحج فعوض عنها بإرسال الآلاف على نفقة الدولة لحج بيت الله الحرام ، وكان عفيفا متواضعا يجل العلماء ويعقد المجالس الفقهية ولا يأكل إلا من كسب يده حيث كان يصنع الطواقي ويبيعها وينسج الصوف بيده ..
عاش عالم كير حياة الزاهدين وكان يتابع الأمراء والعمال فى أدائهم الصلاة والمحافظة عليها ومنع تعاطي الأفيون بالقوة ، لذلك فإن الإنجليز فى عهده لم يجدوا لهم فى الهند موطأ قدم فلم يكن أمامهم سوى أن ينزلوا (بومباي) على هيئة التجار ، وفى القرن الثاني عشر الهجري لم يستطع خلفاؤه الحفاظ على الدولة المغولية في الهند قوية كما كانت وذلك نتيجة دخولهم فى صراع مع نادر شاه ملك الفرس الذى غزا الهند عند منتصف القرن واستولى على عرش الطاووس ونقله معه على بلاده حيث اتخذه رمزاً لحكمه ..