
من أهم العائلات العمرية في العهد المملوكي (أولاد عنان) .. وسوف ننقل تراجمهم من مدونة الأستاذ خالد عنان العمري حيث يقول : ” لا يُعد علي بن عنان العُمري ذلك الزاهد العابد أحد أولياء الله الصالحين من ذرية الفاروق رضي الله عنه فحسب بل حاز شرفا ومكانة جعلته على رأس العمريين وخاصة في مصر وإن كان قدومه إلى مصر في بداية القرن السابع الهجري متأخراً عن بعض العشائر العُمرية إلا أنه تركا أثرا عظيما دفع به إلى أن أصبح محله بالنسبة لهم كمحل القطب من الرحى .. فذلك الحسيب النسيب الذي حاز شرف الإنتساب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من جهة الأب و إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من جهة الأم كانت فيه دون غيره مشيخة السجادة العُمرية التي تناوب عليها ذريته إلى يومنا هذا وما زاده رفعة وقدرا أن أُطلِق على العديد من القرى في وجه بحري إسمه فصارت تنتسب إليه اسما وطريقة .. (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) .. وقد أُعفيت ذريته في العهد العثماني من الضرائب والرسوم وخُصصت لشيخ سجادته زي تشريفة و أُوقِفت لهم المنح والعطايا من الحكام والولاة والتي ما زالت مسجلة باسمهم حتى اليوم بوزارة الأوقاف المصرية كما كان من ذريته عدد كبير من أولياء الله الصالحين الذين تعدت أضرحتهم في الدلتا المائة ضريح وكان على رأسهم القطب الكبير محمد بن عنان العُمري بمسجده بميدان رمسيس.
ونسبه رحمه الله هو : علي بن عنان بن علي بن عليم بن عبدالرحمن بن عبدالمجيد بن أبى النجا بن أبى بكر شبانه بن أبي القاسم بن عبدالله بن عنان بن أبي العباس بن محمد بن علي بن عليل بن محمد بن عمار العدوي بن يوسف بن يعقوب بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .. وتوفى رحمه الله ودفن بضريحه الذي مازال مشهودا بقرية جصفا (ميت أبوخالد) بميت غمر محافظة الدقهلية بجوار مسجده بها عن أربعة هم :
الأول : العارف بالله يوسف بن عنان (الرشيد) وضريحه بقرية القيطون بميت غمر وأولاده هم : الشيخ عثمان وضريحه بقرية أوليله بمركز ميت غمر .. الشيخ هارون بضريح والده بقرية القيطون بميت غمر .. الشيخ نصار بأبوطوالة بمنيا القمح محافظة الشرقية .. الشيخ علي ببهنيا بديرب نجم محافظة الشرقية .
الثاني : العارف بالله خضر بن عنان (أبوالحجاج) وضريحه بجوار مسجده العُمري بقرية بشلا ميت غمر محافظة الدقهلية وأولاده هم : الشيخ يوسف وضريحه بقرية البوها مركز ميت غمر .. الشيخ سليمان وضريحه بأجا بمحافظة الدقهلية .. الشيخ علي بضريح والده ببشلا ميت غمر .
الثالث : العارف بالله محمد بن عنان (أبو مشعل) وهو أكثرهم ذرية وضريحه بقرية القبة بمنيا القمح محافظة الشرقية و أولاده هم : الشيخ علي بن عنان مع والده بالقبة .. الشيخ محمد شمس الدين وضريحه بالعقدة مركز منيا القمح .. الشيخ حسن بن عنان بقرية بني شبل مركز الزقازيق .. الشيخ عنان بقرية كرديده مركز منيا القمح .. الشيخ ذو النون بن عنان بقرية النحاس مركز الزقازيق .. الشيخ عبدالله بن عنان بقرية الولجا مركز منيا القمح .. الشيخ أحمد بن عنان بقرية تل حوين مركز الزقازيق .. الشيخ أبومشعل بن عنان بالأسمر .. الشيخ أحمد الصغير بقرية الولجا مركز منيا القمح .. الشيخ كوثر بن عنان بقرية بقطارس مركز أجا محافظة الدقهلية.
الرابع : العارف بالله عمر بن عنان (السطيحه) وضريحه بجوار والده بقرية جصفا ميت غمر محافظة الدقهلية وأولاده هم : الشيخ يوسف بن عنان بقرية طوخ القراموص بمركز أبوكبير محافظة الشرقية .. الشيخ خضر بميت أبوخالد ميت غمر محافظة الدقهلية .. الشيخ محمد بن عنان بقرية طصفا بمركز كفر شكر محافظة القليوبية .
وسوف نتناول ترجمة الولي الأشهر محمد بن عنان من كتاب رفع أعلام النصر بذكر أولياء مصر (الجزء الأول) من تأليف محمد خالد ثابت .. هو الشيخ العالم العامل الزاهد العابد الناسك العارف بالله محمد بن حسن الشهير بابن عنان المصرى الشافعى أحد شيوخ الإمام الشعرانى قال الغَزّى فى الكواكب السائرة : كان ممن اشتهر بالجد فى العبادة والاجتهاد فى الطاعة وقيام الليل وحفظ الأوقات من التضييع حتى كان سيدى محمد بن أبى الحمائل يقول : ما رأت عينى أعبد من ابن عنان وكان الشيخ عبد القادر الدشطوطى يقول عنه : محمد بن عنان يعرف طبقات السموات وأزقّتها وملائكتها ، نشأ محمد بن عنان ببلدة برهمتوش بمحافظة الشرقية وبها مقام لأخيه الشيخ عبد القادر بن عنان الذى ذكره الشعرانى فى طبقاته فقال : صحبته نحو سبع سنين على وجه الخدمة وكان يتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار إن كان يحصد أو يحرث أو يمشى لأن ورده كان قراءة القرآن فقط وكان سيدى محمد بن عنان يقول الشيخ عبد القادر عمارة الدار والبلاد وكان رضى الله عنه يغلب عليه الصفاء والاستغراق.. ولا ندرى على وجه الدقة متى جاء الشيخ محمد إلى مصر القاهرة .. يخبرنا الإمام الشعرانى أن الشيخ قد ذاع صيته فى الشرقية واشتهرت له كرامات فلما بلغ خبره سيدى الشيخ كمال الدين إمام جامع المدرسة الكاملية سافر إلى بلاد الشرقية بقصد رؤيته فقط فلما اجتمع به أعجبه عجبا شديدا فأخذ عليه العهد وسافر به إلى سيدى أبى العباس الغمرى بالمحلة فآخى بينهما.
وقال عنه الإمام عبد الوهاب الشعرانى : ” كان رضى الله عنه من الزهاد العباد وما كنت أمثله وأحواله إلا بطاووس اليمانى (من كبار التابعين) أو سفيان الثوري وما رأيت فى عصرنا مثله وكان مشايخ العصر إذا حضروا عنده صاروا كأطفال فى حجر مربيهم .. وكان وقته مضبوطا لا يتفرغ قط لكلام لغو ولا لشىء من أخبار الناس ويقول : كل نفس مقوم علىّ بسنة (وذلك من شدة حرصه على الوقت) وكان يتهيأ لتوجه الليل من العصر لا يستطيع أحد أن يكلمه حتى يضحى النهار وكان هذا دأبه ليلا ونهارا شتاء وصيفا .. وكنا ونحن شباب فى ليالى الشتاء نحفظ ألواحنا ونكتب فى الليل ونقرأ ماضينا وهو واقف يصلى على سطح جامع الغمرى ثم ننام ونقوم فنجده قائما يصلى وهو متلفع بحرامه فنقول : هذا الشيخ لا يكل ولا يتعب هذا والناس من شدة البرد تحت اللحف لا يستطيعون خروج شىء من أعضائهم وسمعت سيدى محمد السروي شيخ الشناوي يقول : ما رأت عينى أعبد من ابن عنان .. وكان رضي الله عنه يحب الإقامة فى الأسطحة وكل جامع أقام فيه عمل له فوق سطوحه خصّا وتارة خيمة وأخبرنى أنه أقام فى بدء أمره ثلاث سنين فى سطح جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه وكان لا ينزل إلا وقت صلاة الجمعة أو وقت حضور درس الشيخ سيدى يحيى المناوي ..
وسمعته يقول : سخر الله تعالى لى الدنيا مدة إقامتى فى جامع عمرو فكانت تأتينى كل ليلة بإناء فيه طعام ورغيفين وما خاطبتها قط ولا خاطبتنى ولكن كنت أعرف أنها الدنيا .. وكان رضى الله عنه إذا نزل فى مكان فكأن الشمس حلّت فى ذلك المكان لا أكاد أشهد غير ذلك هذا وأنا صغير لا أفصح عن مقامات الرجال والله إنه ليقع لى فى الليلة الباردة أننى أقوم وأنا كسلان عن الوضوء والصلاة (من شدة البرد) فلا أجد أحدا فى ذهنى حاله ينشطني غيره فإنى أعرض هذا الحال وأقول فى نفسى : لو قام الشيخ محمد بن عنان رضى الله عنه فى مثل هذه الليلة هل كان يرجع إلى النوم بغير وضوء وصلاة ؟ .. فيزول عنى الكسل بمجرد ذكر حاله رضى الله عنه .. ولقد سمعته رضى الله عنه يقول : (منذ وعيت على نفسى وأنا لا أقدر على الجلوس بلا طهارة قط ولقد كانت تصيبنى الجنابة فى الليالى الباردة فلا أجد ماء للغسل إلا بركة كانت على باب دارنا فى ليالى الشتاء فكنت أنزل فيها وعلى وجهها الثلج فأفرقه يمينا وشمالا ثم أغطس فأجد الماء من الهمة كأنه مسخن بالنار) .. والله لقد رأيته بعينى يستنجى فى الخلاء فيبطىء عليه الماء للوضوء فيضرب يده فى الحائط ويتيمم حتى يجد الماء ولا يجلس على غير طهارة لحظة وكان يقول : مجالسة الأكابر تحتاج إلى دوام الطهارة “.
ومن أخلاقه أنه كان زاهدا فى الدنيا إلى درجة أنه كان يكره أن ينشغل بها بأى شكل من الأشكال ولو حتى بتفريقها على المحتاجين فعندما جاءه أحدهم بمال ليقوم بتفريقه على الفقراء قال له : ما وجدت أحدًا يفرِّق وسخك فى البلد غيرى ؟! .. وحكى ابن أخيه الشيخ عبد الدائم قصة مشابهة فقال : ” بعتُ مركب قلقاس من زرعه وجئته من ثمنها بأربعين دينارا ووضعتها بين يديه بكرة النهار فصاح فىَّ وقال : الله لا يصبِّحك بخير تصبّحنا بالدنيا ! فرفعتها من بين يديه وأنا خجلان ” ، وكان لا يذهب قط إلى مكان فى زيارة أو غيرها إلا ويحمل معه الخبز والدُّقّة ويقول : نعم الرفيق ! إن الرجل إذا جاع وليس معه خبز استشرفت نفسه للطعام فإذا وجده أكله بعد استشراف النفس وقد نهى الشارع صلى الله عليه وسلم عن ذلك .. قال الشعرانى : وكان إذا دعاه أحد وفى طعامه شبهة يجيبه ولكن يأخذ فى كمّه رغيفا يأكله على سفرة ذلك الرجل خلسة من غير أن يلحظه أحد هكذا رأيته .. وكان لا يصغى قط لشىء من كلام الناس فيما لا يعنيه ولا يستمع إلى أخبار الناس ولا يسأل عن عزل من عُزل ولا تولية من تولى .. وكان رضى الله عنه شديد الحياء فكان مدة إقامته بمصر لا يصلى الجمعة مرتين فى مكان واحد فتارة فى جامع عمرو وتارة فى جامع محمود وتارة فى جامع القراء بالقرافة وحضرَتْه صلاة الجمعة مرة بالقرب من الجامع الأزهر فقال : هذا مجمع الناس وأنا أستحيى من دخولى فيه .. وكان يكره للفقير أن يغتسل عريانا ولو فى خلوة ويشدد فى ذلك ويقول : طريق الله ما بنيت إلا على الأدب مع الله تعالى وكل من ترخّص فيها لا يصلح لها .. قال الشيخ أبو العباس الحريثي : ورآنى مرة أغتسل وفى وسطى فوطة فى الليل فعاب ذلك علىّ وقال : بدن الفقير كله عورة لم لا اغتسلت فى قميص؟ .. وقد اشتهرت عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قصص فى الحياء تفوق هذا فإن الحياء من الإيمان كما قال صلوات الله وسلامه عليه.
قال الشعرانى : وكان رضى الله عنه له كرامات عظيمة وأورد بعضا من هذه الكرامات منها أنه أطعم خمسمائة نفس من ستة أقداح دقيق (حوالى ستة كيلوجرامات) حتى شبعوا وذلك أن فقراء المطاوعة ( قرية بالشرقية مركز ههيا) اجتمعوا بهذا العدد وطلعوا بلد الشيخ على غفلة وكان قد عجن طحينه على العادة أول ما خطّ عارضه (أى فى سن البلوغ تقريبا) فقال لوالدته : خذى هذه الفوطة وغطّي هذه القصعة وقرِّصي فقطعت منها الخبز حتى ملأت البيت وحجيرة البيت ونصف الدار ثم قال لها : اكشفي القصعة يكفي فكشفتها فلم تجد فيها شيئا من العجين فقال : وعزة ربى لو شئت لملأت البلد كلها خبزا من هذا العجين بعون الله تعالى .. ومنها ما أخبرنى به سيدى الشيخ العالم العامل المحدث الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري قال : كنت فى سفر مع سيدي أبي العباس الغمري وسيدي محمد بن عنان فاشتد الحر علينا ونزل الشيخان وجلسا ونشرا عليهما بردة من الحر فعطش سيدي أبو العباس الغمري فلم يجد ماء فأخذ سيدي محمد بن عنان طاسة وغرف بها ماء من الأرض وقدمه لسيدي أبي العباس الغمري فلم يشربه وقال : يا شيخ محمد الظهور يقطع الظهور فقال : وعزّة ربي لولا خوف الظهور لتركتها عينا يشرب الناس والدواب منها إلى يوم القيامة “.
” وأخبرنى سيدي الشيخ شمس الدين الطنيخي أن شخصا أكولا نزل مع الشيخ محمد فى مركب وهم مسافرون نحو دمياط فأخبروا سيدي محمدا أنه أكل تلك الليلة فى المركب (كمية كبيرة من الفسيخ) ونحو قُفّة تمر فدعاه سيدي محمد رضي الله عنه وقال له اجلس وقسم رغيفا نصفين وقال له : كُل وقُل بسم الله الرحمن الرحيم فشبع من نصف الرغيف ولم تزل تلك أكلته لم يزد على نصف الرغيف حتى مات فجاء أهله وقالوا للشيخ : جزاك الله خيرا خفّفت عنّا .. ومنها أن شخصا فى جامع الإسكندرية كان كلما غضب على أحد قال : يا قمْل اذهب إلى فلان فتمتلىء ثياب ذلك الشخص قملا حتى يكاد يهلك فبلغ سيدي محمدا ذلك وهو فى زيارة (كوم الأفراح) فقال : اجمعونى عليه فجمعوه عليه فقال له : أنت ما عرفت من طريق الله إلا القمل ؟! ثم أخذه بيده ورماه فى الهواء فغاب عن أعين الناس من ذلك اليوم فلم يعرف أحد أين رماه الشيخ .. وأخبرني سيدي الشيخ أمين الدين إمام مسجد الغمري أن شخصا فى مقبرة برهمتوش كان يصيح فى القبر كل ليلة من المغرب إلى الصباح فأخبروا سيدي محمدا بخبره فمشى إلى المقبرة وقرأ سورة تبارك ودعا الله تعالى أن يغفر له فمن تلك الليلة ما سمع أحد له صياحا وقال الناس : شفع فيه الشيخ .. وسمعت سيدي علي الخواص رضي الله عنه يقول : أنا ما عرفت الشيخ محمد بن عنان إلا من سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه كنت وأنا عنده أبيع الجميز فى غيطه فى بركة الحاج أسمعه يقول : وعزّة ربى لتتوزّع حملتى بعد موتى على سبعين رجلا ويعجزون فقال له الشيخ يوسف الكردي : يا سيدى من يأخذ خدامة الحجرة النبوية بعدكم ؟ فقال : شخص يقال له محمد بن عنان سيظهر فى بلاد الشرقية ” .. قال الشعرانى : ومناقب الشيخ رضي الله عنه لا تُحصر ..
ومن كلامه : ” لا ينبغى لفقير (يقصد متصوف) أن يمكن من تقبيل يده إلا بعد مُجاوزته الصراط سالما .. ليس لفقير فى هذه الدنيا رأس مال إلا قلبه .. احرصوا على إيمانكم فى هذا الزمان فإنه لم يبق مع غالب الناس عمل يُعتمد عليه غيره وأما الأعمال الصالحة فقد تُودِّع منها لكثرة العلل فيها ” .. وكان لا يلقِّن الذكر إلا نادرا ويقول : من يُلقن الذكر من لا يصلح له فهو كالمستهزىء بالطريق .. وجاءه مرة شخص لابسا زى الفقراء فقال : يا سيدى كم تنقسم الخواطر ؟ فقطب الشيخ وجهه ولم يلتفت إليه فلما قام الرجل قال الشيخ : لا إله إلا الله ما كنت أظن أنى أعيش إلى زمان تصير الطريق إلى الله عز وجل فيه كلاما من غير عمل ، قال الشعرانى في وفاته : ” ولما حضرته الوفاة (فوق سطح جامع باب البحر بخط المقسم) ومات نصفه الأسفل حضر صلاة العصر فأحرم جالسا خلف الإمام لا يستطيع السجود ثم اضطجع والسبحة فى يده يحرِّكها فكانت آخر حركة يده آخر حركة لسانه فوجدناه ميتا وذلك فى شهر ربيع الأول سنة اثنين وعشرين وتسعمائة (922هـ) عن مائة وعشرين سنة وصلى عليه الأئمة والسلطان طومان باي وصار يكشف رِجل الشيخ ويمرِّغ خدوده عليها ودُفن بجامع المقسم بباب البحر وكان يوما فى مصر مشهودا ” ، وجامع المقسم هو المعروف اليوم بجامع أولاد عنان أو الفتح بميدان رمسيس وقد تم إعادة بنائه بناية فارهة حوالى سنة 1990م وبُنيت له منارة هائلة وتسميته بأولاد عنان لاعتقاد كان سائدا أن أخا الشيخ عبد القادر بن عنان كان مدفونا مع أخيه فيه وذكرعلى مبارك فى (الخطط التوفيقية) جامع المقسم وقال : ” وهو مسجد يتبرك به الأبرار لأنه المكان الذى قُسمت فيه الغنيمة عند فتح الصحابة رضى الله عنهم لمصر وقال : ويُعمل لسيدى محمد بن عنان مولد سنوي وحضرة فى كل أسبوع “.