
لم تكن مطامع ابن طولون هي التهديد الوحيد لإمارة العمري بل كانت المشكلة الأكبر تتمثل في تلك النزاعات التي تحدث بين القبائل العربية وبعضها البعض لأنها تهدم البناء الداخلي لأي كيان وهو ما حدث بالفعل عندما وقعت حادثة قتل أشعلت حربا أهلية داخل الإمارة وكانت سببا في نهاية وجودها وكان ذلك في مصلحة ابن طولون بالطبع وإن كان لا يوجد دليل على علاقته بما جرى ، كان إبراهيم المخزومي (وهو أخو العمري من أمه) قد خرج إلى عيذاب في تجارة له فاعترضه بعض قبائل البجة من أحلاف ربيعة وقتلوه ومن معه وهو ما أثار حفيظة العمري وأغضبه فكتب إلى شيوخ ربيعة يسألهم الإنصاف من البجة أو الركون إلى الدعة والسكون في حالة صراعه معهم انتقاما لأخيه إلا أنهم لم يقبلوا منه الاقتراحين لارتباط مصالحهم مع البجة بصورة كبيرة ، وكان على رأس ربيعة في ذلك الوقت أشهب بن ربيعة من بني حنيفة بن لجيم بن صعب الذي كان يعتنق المذهب الشيعي وإياس بن روح وهو من أتباع ابن الصوفي وعلى بني قيس محمد بن صريح وعلى الجهنيين عثمان بن سعدان وعلى الشاميين رجل من سعد العشيرة.
استنفر العمري قبائل مضر وأحلافه فوجد منهم تراخيا عن المسير معه وهجروه بعد أن طالت بهم الحروب فأقامت بنو تميم في شرق النيل وعبر بنو هلال إلى الغرب واعتزلت المغاربة ولم يبق مع العمري إلا القليل مما أضعف موقفه حيث لم يكن يتوقع أن يأتيه الخذلان من القوم الذين نعموا في ظل انتصاراته فأنشد قائلا : (إذا جزى الله أقواما بعارفة .. فلا جزى مضرا عنا بإحسان .. أعني الذين بشط النيل مسكنهم .. ما بين قوص إلى ساحات أسوان .. عليا تميم وما كانت بخاذلة .. في النائبات وما كانوا بذلان) ، ورغم ذلك فقد تمكن العمري من جمع جيش صغير من أخلص حلفائه ومواليه وسار بهم إلى قبيلة ربيعة وحلفائها من البجة حيث دارت رحى الحرب في معركتين شهيرتين هما ميزح وبكيا قتل فيها عدد كبير من الطرفين يقدر بآلاف الرجال وانتهت بهزيمة ربيعة وحلفائها من البجة هزيمة ساحقة وأنشد العمري فيها الشعر فقال : (أبلغ أبا الورد معا والأبطحا .. يا سامقا لا للعلى قد أوضحا .. بأي يوميك وجدت أصلحا .. يوم كيا وذي الوغى أم ميزحا .. لو تابع الرشد أطاع النصحا .. أو زجر الطير لما تبرحا .. واغتر بالشرك وما إن سبحا .. خوفا من الله ولا ممن لحا).
وتراشقت الشعراء بالمواقف المخزية للقبائل المختلفة في هذا النزاع بسبب قعود البعض عن نصرة حلفائه وانشقاق آخرين عن عشائرهم وجاء في قول أحدهم : (جزى مضرا شر الجزا عن أخيهم .. كما قلدته أمرها ثم ولت .. فقام بها محض الضرائب ماجد .. كفى مضرا ما ضيعت وأضلت .. وكانت تميم مرة خندفية .. فأضحت تميم عن قريش تخلت .. وولت هلال خيفة الحرب شردا .. بربر قيس أبعدت حيث حلت) .. وقد أشعلت هذه الحرب ثائرة القبائل بما أحدثته من ثارات بينهم وأحدثت شقاقات داخلية بين قبائل ربيعة وبعضها البعض فاستغل العمري ذلك الخلاف وأقدم على قتل أشهب شيخ ربيعة بعد أن أدرك أنه مصر على التحالف مع البجة ومواصلة الفتنة بين القبائل وكان ذلك من أخطاء العمري لأنه أثار حمية شيوخ القبائل كلهم بما في ذلك شيخ مضر محمد بن هارون والذي ألب عليه شيوخ القبائل وبدأت الأمور تأخذ منحى خطيرا وفقدت الثقة بين الأمير وأتباعه خاصة الشيعة لأنهم اعتبروا قتل الأشهب بسبب تشيعه واتهموا العمري بالخوف من منافسة العلويين له في الإمارة.
وأيا ما كانت الأسباب التي أنهت حياة العمري فإن ذلك مبعثه أمر واحد وهو معاداة الجميع فصارت مصلحة الجميع في اختفائه فتعرض لمؤامرة من اثنين من غلمانه كمنا له وقتلاه غيلة في عام 259 هـ. في منصرفه من حروب ربيعة وتفرقت جموع القبائل من حوله إثر ذلك وقام الغلامان بحمل رأس العمري إلى ابن طولون وانتهت بذلك حياة واحد من رجال بني عدي الأفذاذ حيث ذكره الدكتور ممدوح الريطي في كتابه (القبائل العربية في صعيد مصر) بقوله : ” موحد القبائل وهازم النوبة والبجاة وحامي الصعيد الأعلى الأمر الذي فشلت جميع الجيوش النظامية في تحقيقه ” ، وعندما وصلت رأس العمري إلى ابن طولون دعا جماعة من أهل الصعيد ممن يعرف العمري فأراهم الرأس فعرفوه وشهدوا أنه رأس العمري لا يشكون فيه فقال للغلامين : كان صاحبكما مسيئا إليكما ؟ .. قالا : لا .. قال : فكان يمنعكما رزقكما ؟ .. قالا : لا .. قال : فركب حضرتكما إثما استحللتما به قتله ؟ .. قالا : لا .. قال : فلم قتلتماه ؟ .. قالا : لأنا أردنا بذلك الحظوة عند الأمير والقرب منه .. فقال ابن طولون : ذاك والله أبعد لكما مني ومن الله عز وجل .. وأمر بضرب عنقهما فضربت وصلبت جثتاهما وأمر برأس العمري فغسل وكفن وطيب ودفن.
وهكذا هوى الفارس المغامر الذي حاول جاهدا الدفاع عن الإسلام بل ونشره بين النوبيين والبجة في منطقة المعادن بالعلاقي وغيرها والذي ما عرف الدعة منذ وصل أرض الذهب إلى اغتياله ولولا تدخل ابن طولون ومعاداته للرجل وكذلك انقسام القبائل العربية عليه لتمكن العمري من إقامة إمارة عربية له في بلاد البجة ولعلها تكون أول إمارة عربية منظمة في سودان وادي النيل لكن يحسب له أنه كان الرائد الأول في هذا المضمار وإليه يرجع الفضل في نشر الإسلام والعربية في تلك البقاع ، وبعد وفاته ظل الصراع قائما بين القبائل العربية فترة من الزمن ودخلت ربيعة في صراع مرير مع جهينة وأحلافها في المنطقة حيث انتصرت عليهم في النهاية بمساعدة البجة وهو ما مهد الطريق أمام ربيعة للتفرد بإدارة المنطقة وإقامة دولة استمرت زمنا طويلا بينما تحركت كل من جهينة ومضر إلى الصعيد فنزلت جهينة بالصعيد الأوسط وسكنت مضر في الصعيد الأدنى ناحية قوص ودندرة وإسنا وحتى أسوان وسكنت بعض عشائر بني عدي في تلك المناطق وكانت لهم فيها إمارات محلية محدودة وكانت سببا بعد ذلك في إطلاق اسم (الأمراء) على شيوخ القبيلة تيمنا بذلك الأمير العمري الجليل.
أما ابن طولون فقد خدمه الحظ مرة أخرى عندما توفي يارجوج في سنة 259هـ / 873 م وهو صاحب إقطاع مصر الذي كان أحمد بن طولون يحكمه بالنيابة عنه ويدعو له على منابره بعد الخليفة فأقره الخليفة المعتمد واليا عليها وبذلك أضحى حاكم مصر الشرعي من قبل الخلافة مباشرة وتعد هذه السنة سنة تأسيس الإمارة الطولونية وفي سنة 263هـ / 877 م ورد كتاب المعتمد إلى أحمد بن طولون يطلب منه إرسال خراج مصر فردَ عليه قائلا : ” لست أطيق ذلك والخراج بيد غيري ” فما كان من المعتمد عندئذ إلا أن قلده خراج مصر وولاه إمرة الثغور الشامية على أثر اضطراب أوضاعها فأضحى بذلك سيد الديار المصرية كلها والمشرف العام على جميع أعمالها العسكرية والإدارية والقضائية والمالية وقام بِضرب الدينار الأحمدي رمزا لِهذا الاستقلال وبذلك تم إعلان الدولة الطولونية وهي إحدى الدول المستقلة عن الدولة العباسية حيث كانت أول تجربة حكم محلي تحكم فيه أسرة أو دولة حكما مستقلا عن حكومة الخلافة العباسية المركزية حيث تعاقب عليها عدد من أفراد أسرة ابن طولون حتى تم إنهاء أمرها على يد محمد بن سليمان الكاتب.
وقد استفاد ابن طولون من مجهود العمري في الجنوب حيث تسلم المنطقة جاهزة ولم يبذل فيها أي جهد وكانت سببا في ازدهار أحواله المالية ومكنته من الاستقلال الفعلي عن دار الخلافة كما غيرت ثورة العمري من نظرة الولاة إلى العرب فقام ابن طولون بتغيير سياسته فأخذ يتقرب إلى العرب بعد أن أدرك أنهم يستطيعون أن يطيحوا بحكمه أو يعملون على إثارة القلق في نفسه فألحقهم بالوظائف بدولته وأظهر لهم الود وفضلهم على العراقيين في الإدارة وألحقهم بالعمل في الولاية وكان يدعوهم في مجالسه ويحسن إليهم ويعمهم بفضله ومنهم من كان يعطيه مائتي دينار كل عام ، واستمر أحمد بن طولون في سياسة التودد إلى القبائل العربية وأكثر من ذلك أنه شجع هجرة هذه القبائل من الأشراف والعلويين من بلاد الحجاز إلى مصر ومد المياه إلى خطط وسكن بعض قبائل الأشراف بمدينة الفسطاط وتمشيا مع سياسة اللين مع العرب أشرك ابن طولون أعدادا كبيرة من أبناء القبائل في الجيش وكان العرب قد حرموا من الانخراط في الجندية منذ عهد الخليفة العباسي المعتصم سنة 218 هـ. وفي هذا الصدد يذكر ابن إياس أن أحمد بن طولون قد أشرك في جيشه من أبناء القبائل العربية حوالي سبعة آلاف رجل.
وقد سار خمارويه (270 ـ 282 هـ.) على نهج أبيه في التقرب من القبائل العربية فأشرك مجموعة من القبائل العربية اليمنية في جيشه بلغ عددهم حوالي عشرة آلاف جندي وكون منهم حرسا خاصا له أطلق عليهم اسم (الشناترة) وكون مجموعة عسكرية أخرى من أبناء القبائل العربية وأطلق عليهم اسم (المختار) ورغم ذلك كانت هذه المجموعات قليلة بالنسبة لأعداد العناصر الأخرى التي استخدمها الطولونيون في جيشهم ، وعندما سقطت الدولة الطولونية قام أحمد بن الخلنجي بحركة ضد العباسيين انتقاما للطولونيين وجمع أتباعا حوله من العرب وهزم جيشا للعباسيين بقيادة ابن الأغر ثم أرسل له الخليفة العباسي المكتفي جيشا بقيادة فاتك المعتضدي وتقابل الجيشان على أرض الصعيد في بلدة نويرة دلاص إحدى قرى البهنسا وهزم جيش ابن الخلنجي على يد فاتك في رجب سنة 293 هـ. لكن لم يطل المقام بالعباسيين كثيرا حيث استقل الوالي محمد بن طغج الإخشيد في عام 323 هـ. وكرر تجربة ابن طولون مرة أخرى وهي ليست مصادفة بالتأكيد حيث كانت الظروف السياسية والجغرافية ملائمة تماما لانفصال مصر التام عن العباسين ومعها توابعها الدائمين الشام والحجاز واليمن والنوبة وبرقة.
وقد اتخذ الإخشيديون سياسة شبيهة بالسياسة التي اتبعها الطولونيون إزاء القبائل العربية فقد قابل الإخشيد الثورات العلوية التي قامت ضده في صعيد مصر بلين وحسن سياسة واستجاب لمطالب القبائل مما أضعف حركة الثورات وأخمدها ، ومما يذكر أنه قامت ثورة علوية في صعيد مصر في عهد الإخشيد بيد أنها كانت حركة ضعيفة لأن قبائل العرب آنذاك قد انشغلت بكسب الأرزاق الأمر الذي صرفها عن المشاركة في هذه الثورة لذلك تمكن صاحب الشرطة من قمع هذه الحركة بالصعيد بعد قتال طفيف دار بين الفريقين ، وخلال عصر الإخشيديين قام والي الأشمونين ابن غلبون بثورة ضدهم واستطاع أن ينفصل بالصعيد عن الدولة الإخشيدية وهاجم الفسطاط واستطاع أن يستولي عليها هو وأتباعه من أهالي الصعيد ولكن الجيش الإخشيدي استطاع في سنة 335 هـ. الكر عليه وهزيمته ، وأثناء غياب الإخشيد في إحدى معاركه بالشام تزعم محمد بن يحيى الطالبي عددا من القبائل العربية في الصعيد ودعاهم للثورة على الإخشيد لكن قبائل قريش ومن معها رفضوا الانضمام له وآثروا الأمن والهدوء على الشغب والثورة بعد أن تحسنت أوضاعهم الاقتصادية فانخذل وفر إلى الفاطميين بالمغرب.
واستعمل الإخشيديون سياسة اللين والتقرب إلى القبائل خاصة قريش والعلويين لكبح جماح ثورتهم حيث كانت قريش تتمتع بحب المصريين والعرب فقربوا رجالاتهم حتى أصبح للطالبيين نقيب يعين من قبل الوالي ، وكان عبد الله بن طباطبا والحسين بن طاهر من العلويين المقربين للإخشيد وكانا لا يفارقانه والأول يمثل الحسنيين والآخر يمثل الحسينيين وكان بين الاثنين عداوة الرياسة للأشراف عموما في مصر وقد لعب ابن طاهر دورا في الصلح بين الإخشيد ومحمد بن واثق الذي كان يريد مهاجمة مصر بعد نزاعه في الشام مع الإخشيد وهذا يدل على المكانة الكبرى التي اختصها الإخشيديون للأشراف من قبائل العرب ، وسار كافور الإخشيدي على نفس السياسة في التقرب إلى القبائل العربية وقرب منهم أبا جعفر مسلم بن عبيد الله بن طاهر وكان عبد الله بن طباطبا من أغنياء مصر في العهد الإخشيدي وكان يرسل الحلوى كل يوم إلى كافور تقربا إليه فكان كافور يقبلها إجلالا واحتراما له ولقبائل العرب ، ويروى أن إحدى السيدات سألت كافور حاجة أثناء مروره في الطريق ولم يكن يعرفها فأساء أحد الجنود إليها ودفعها فهم كافور أن يؤذي الجندي فترحمت له السيدة فتعجب لها فلما سألها عرف أنها من قريش فندم كثيرا وأمر بتفقد نساء الأشراف وأجرى عليهم المعاشات والأرزاق.
وعاش العرب فترة هدوء وسلام خلال عهد الإخشيدين وجنحوا للسلم والهدوء بعيدا عن أعمال الفساد والعنف وكانوا قد اندمجوا في المجتمع المصري المستقر بعيدا عن القلاقل والثورات ويرجع هذا إلى سياسة الإخشيديين الإيجابية مع هذه القبائل خاصة التقرب من القرشيين الذين كان بيدهم زمام الأمور في صعيد مصر ، ولا شك أن قدرة الطولونيين والإخشيديين على الاستقلال بولاية مصر عن العباسيين كانت تجد صدى طيبا لدى القبائل العربية في مصر وهو ما عجل بعد ذلك بالانفصال الكامل عندما دخل الفاطميون مصر وجعلوها مستقرا لدولتهم الناشئة ، ولذا فإنه يمكننا اعتبار الفترة الزمنية التي شغلتها كل من الدولة الطولونية والإخشيدية بمثابة فترة انتقالية لأن كلا منهما لم تزد مدته عن بضع وثلاثين سنة انتهت على يد القادة العباسيين وأجهض الاستقلال في المرتين لكنها كانت متنفسا للقبائل العربية التي استعادت دورها في ميزان القوة وفي نفس الوقت حققت اندماجا كبيرا في نسيج المجتمع مما لعب دورا كبيرا في تعريب مصر ونشر الإسلام في ربوعها خاصة في الصعيد والنوبة.
وكانت حركة العمري ماثلة في الأذهان طوال تلك الفترة لأنها كانت شديدة التأثير وخطيرة في أحداثها ونتائجها لأنها وسعت نطاق الدولة في بقاع بعيدة لأول مرة في تاريخ الفتوحات الإسلامية كما صاحبها نشاط اقتصادي جديد على العرب والنوبة والبجا معا وهو التعدين الذي فتح باب الثروة على مصراعيها في مصر أمام القبائل ومن ورائهم الحكام الطامعين ، وقد تمتعت قبيلة بني عدي بالكثير من المنعة والاحترام بفضل تأثير تلك الحركة فكانت القبيلة مرهوبة الجانب محمودة المكانة لكنها آثرت الاندماج وسط الأرومة القرشية في صعيد مصر فكانت حركتها مرتبطة ببقية العشائر ملازمة لهم فأتاح لها ذلك الاستقرار في مناطق عديدة بالصعيد وكثر عددها وتفرعت بطونها ودخلت في أحلاف عديدة تبعا للمصالح المختلفة ، وقد أثبتت إمارة العمري ما يمكن للعرب فعله إذا نبذوا خلافاتهم ووحدوا صفوفهم حيث كان من الممكن الزحف على الفسطاط والاستيلاء عليها والوقوف بقوة أمام العباسيين بل كان العرب قادرين على حماية هذا الاستقلال أكثر من الأتراك (الطولونيين والإخشيديين) لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن كما يقول الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي الذي عاصر تلك الفترة ووصفها ببلاغة في أشعاره حيث قدر للبلاد أن يصل إلى سدة الحكم فيها عبد أسود نتيجة اختلال الأوضاع وتغير موازين القوة وهو ما دفع القبائل العربية إلى التطلع نحو المغرب حيث كانت رايات الفاطميين الخضراء تلوح في الأفق وبدا لكل متأمل أنها على وشك أن تصل إلى وادي النيل لترفرف في ربوع أرض الكنانة عالية خفاقة.