4 / مذبحة بني عدي

يتابع المؤلف حسن علي حمزة أقوال المؤرخين عن ثورة بني عدي وينقل عن الرافعي وصفه للأحداث فيقول : ” وصل الجنرال دافو إلى جرجا ثم إلى طهطا وتابع سيره إلى أسيوط فوصل إليها يوم الثلاثاء 12 من ذى القعدة سنة 1213هـ 16 من أبريل سنة 1799م وهناك رأى أن الثورة امتدت إلى أسيوط وسرت إليها من فلول الأهالي والعرب الذين انهزموا فى جرجا وجهينة وانسحبوا شمالاً بجميعهم وأهالي القرى التى فى طريقهم حتى وصلوا قريباً من أسيوط ومعهم نحو مائتين من المماليك فأخذوا يحرضون الناس على الثورة ويستحثونهم لقتال الفرنسيين وكانت خطتهم محكمة التدبير واسعة المدى كما اعترف بذلك ديزيه فى تقريره الذى رفعه إلى نابليون ، واتخذ الثوار من بني عدي مركزاً للثورة وهى بلدة كبيرة واقعة على طرف الصحراء التى كان مراد بك لاجئاً إليها وكان لهذه البلدة أهمية كبيرة بالنسبة لموقعها وعدد سكانها وثروتها واشتهار أهلها من قديم الزمن بالقوة وشدة البأس فقد كانوا فى عهد المماليك يقاومون ظلمهم فاتخذها الثوار مركزاً لهم واجتمع بها ثلاثة آلاف من الأهالى المسلمين وانضم إليهم أربعمائة وخمسون من فرسان العرب وثلاثمائة من المماليك فكانت هذه القوة لا يستهان بها ، فسار الجنرال دافو بجنوده قاصداً بني عدي للاستيلاء عليها وقمع الثورة فلما وصل إليها يوم الخميس 14 من ذى القعدة سنة 1213هـ – 18 من أبريل سنة 1799م لقى أهلها جميعا يحملون السلاح ويتحفزون للوثبة والقتال ..

وكان المماليك لا يزالون فى الصحراء بعيداً عن بني عدي فعهد الجنرال دافو إلى الكولونيل بينون باحتلال غابة تحصنت بها طلائع الأهالي فتمكن من اجلائهم عنها فارتدوا إلى البلدة فتعقبهم الكولونيل بينون ولما اقترب من البلدة أطلق الأهالى الرصاص على الجنود من المنازل فأصيب الكولونيل بينون برصاصة أردته قتيلا فعهد الجنرال دافو إلى الكولونيل راباس بالقيادة بدلاً منه فاستمر الجنود بقيادته يقاتلون الأهالى وهنا حضر المماليك لنجدتهم ولكن لم يكد الكولونيل راباس يتحول إليهم لمنع اتصالاتهم بالأهالى حتى ارتدوا لأول وهلة وانسحبوا راجعين إلى الصحراء وإلى الواحة التى قدموا منها وتركوا الأهالى وحدهم يتلقون هجمات الجيش الفرنسى فاشتبك الفريقان فى معركة حامية دارت رحاها فى طرقات بني عدي وفى بيوتها التى حصنها الأهالى وجعلوا منها شبه قلاع .. كان الرصاص ينهال على الجنود منها فلقى الجيش الفرنسى ببني عدي من المقاومة ما لم يلق مثله فى كثير من البلاد .. واستمر القتال إلى الليل وانتهت المعركة بغلبة النيران الفرنسية على مقاومة الأهالي ذلك أن الفرنسيين لما عجزوا عن الاستيلاء على بني عدي لجاوأ إلى وسيلة الحريق التى اتبعوها فى أبنود وغيرها فأضرموا النار فى نواحى البلدة وبهذه الوسيلة الدنيئة تغلب الجيش الفرنسى على مقاومة بني عدي واحتلها الجنود وأمعنوا فى أهلها قتلاً ونهبا “.

 ويواصل حسن علي حمزة سرده لتراجم الشهداء حيث بلغ عدد شهداء الثورة حوالى ثلاثة آلاف شهيداً لم يحفظ التاريخ إلا عددا قليلا منهم وهم : الشيخ أحمد الخطيب والشيخ محمد الجيلاني والشيخ أحمد حمان والشيخ حسن طايع والشيخ أحمد السباعى والسيدة عز العرب مخلوف والسيدة حورية عيسى الغزولي والشيخ علي عبدالعزيز والشيخ محمد عبد الكريم والشيخ محمد عبد الخالق اليمني .. والواضح أن المصادر التاريخية تبرز الشيخ أحمد الخطيب كزعيم للثورة فكان لابد من إلقاء بعض الضوء على سيرته .. قال محمد علي مخلوف : هو الشيخ أحمد بن محمد الخطيب العدوي العالم الجليل الشهيد ولد فى بني عدي البحرية وتعلم بها على أسلافه ومعاصريه من علماء البلدة .. وكان من تلاميذ الإمام الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد الدردير العدوي وهو واحد من الخمسة الذين أمرهم القطب الدردير بالعودة إلى بني عدي ” لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” وكان يدرس بمسجد الشيخ سالم السدي ببني عدي البحرية وقد قتله الفرنسيون فى ذى القعدة سنة 1213هـ – 18 من أبريل سنة 1799م .. سقط إمام المسجد وكان يقاوم بعكازه ويحرض الناس على قتال أعداء الإسلام وله تفسير للقرآن من سورة البقرة إلى سورة العنكبوت رحمه الله رحمة واسعه وكان دفنه فى رحاب العياط ببني عدي البحرية.

ويقول حمزة : ” ومن شهداء ثورة بني عدي على الفرنسيين الشيخ الفقيه محمد المغربي الجيلاني الهاشمي زعيم عرب الحجاز فى الثورة .. وهو العالم الحجة الفقيه الكبير الشيخ محمد المغربي الجيلاني الهاشمي المغربي المولد الجيلاني الأصل المالكي مذهبا .. ولد رحمه الله فى العام 1143 الهجرى وذلك حسب رواية الشيخ لطف الله بن أحمد بن جحاف واستشهد فى العام 1213الهجرى فى العام 1799 الميلادى والمعلومات الواردة عن الشيخ محمد المغربي فى المصادر التاريخية قليلة جداً لا تشفى غليلا ولا تعطى صورة واضحة عن معالم حياة هذا الشيخ الجليل الشهيد مما أحاط شخصيته بشيء من الغموض وفى هذا المقام سوف نقوم بقدر الإمكان باستجلاء هذا الغموض وإعطاء صورة لا أقول واضحة عن معالم حياته وإنما أقول صورة مبينة وموضحة لطرف يسير من معالم حياته ، فقد عثر على مخطوطة قيمة وثمينة فى محفوظات مكتبة جامع صنعاء الكبير ومؤلف هذه المخطوطة هو لطف الله بن أحمد بن جحاف اليمني المولود فى زبيد عام 1743م والمتوفى بها عام 1834م ذلك العالم الفقيه الحافظ المؤرخ الذى ألف فى التاريخ والحديث والفقه والتفسير والأدب إلى جانب نظمه الشعر الجيد ” ..

وقد كرس جحاف الذى عاصر الحملة الفرنسية مخطوطة لتاريخ اليمن فى عهد الإمام المنصور علي بن المهدي العباس الذى عاش فى الفترة من عام 1775م إلى عام 1819م والذى عثر على هذه المخطوطة هو الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التاريخ الحديث وقام بتحقيق ودراسة مقتطفات منها ونشرها تحت عنوان (نصوص يمنية عن الحملة الفرنسية على مصر) الناشر مكتبة القاهرة في القاهرة عام 1975م فى كتاب صغير الحجم ، وإذا كان الإطار العام لتفكير جحاف مصطبغاً بالصبغة الدينية السائدة فى عصره فإن كتاباته تعيننا على استجلاء تفكير العرب حينئذ ومدى تصورهم لأحداث العالم بعد أن عاشوا فيما يقرب العزلة على أثر الكشوف الجغرافية وانصراف أوروبا إلى العالم الجديد والطرق المحيطة الكبرى واستمرار النضال بين الشرق والغرب الذى تزعمه من الجانب العربى الإسلامى فلقد أثاروا روح الأخوة الدينية الإسلامية ودعوا إلى مواجهة الفرنسيين باسم الإسلام فى الوقت الذى أطلق فيه السلطان العثمانى نداء الجهاد وفيما يرويه جحاف عن التنادي فى الحجاز إلى مساندة المقاومة المصرية للفرنسيين نجد صورة تفصيلية  وقد آثرنا إثبات روايته بهذا الصدد بحذافيرها ..

وفيما يلى ما يثبته جحاف فى أحداث عام 1213هـ ( 1798-1799م ) : ” وفيها قام فى البلدة الحرام بوظيفة الدعاة إلى إقامة شعار سنام الإسلام محمد المغربي الجيلاني الهاشمي لما وردت الأعلام بما صنعه الكفار اللئام من الهجوم على ساحات مصر وتصدر بالحرم الشريف فالتف عليه خلائق واستمعوا إلى إرشاده إلى أنهج الطرائق وفعل دعاؤه فى القلوب ما فعل ، وتسامع الناس بأخباره فوردوا إليه وبذلوا نفوسهم وأموالهم بين يديه وكانت النساء تأتى فتستمع إلى ما يمليه من أحاديث الحض على الجهاد فيلقين إلى الحلقة فتخانهن (خواتمهن) وعقودهن وملبوسهن ويقلن ذلك الذى علينا فاجتمعت عنده أموال واسعة ووردت إليه المتطوعة من البلاد الشاسعة فسار بهم لمناجزة أعداء الفرانسة “.

ويقول لطف الله بن أحمد جحاف فى موضع أخر : ” كان السيد محمد الجيلاني قد دعا العباد بالحرمين إلى الجهاد فمن أعانه بالحرمين محمد باصلاح الحضرمي فإنه تصدق فى سبيل الله بخمسمائة بندق صفار مغربية ومائتى حربة من حراب الشام ومائتي سيف وأربعمائة كيس من الرز وألفي نعل ينتعلها فقراء المجاهدين ، ومنهم الشيخ عبد الرحمن العسيري بمهمات جهز بها ثلاث سواعي (سفن صغيرة) يركبها المجاهدون وملأها لهم ميرة ومنهم الشيخ أحمد فاسي جهز دواوين فى سبيل الله ومنهم الشريف غالب بن مساعد جهز خمس دواوين فى سبيل الله وخمس سواعي (شاحنة) ومن أهل ينبع محمد أبو العسل جهز داوا من داواته وثلاث سواع أخرى من أهل ينبع فسير السيد محمد الجيلاني جماعة متطوعة من جدة وتلك الداوات فكانوا من أربعة آلأف مقاتل ثم سار ناحيا نحو المدينة المنورة فمر بأهل رابغ والخليص (واد ما بين مكة والمدينة) فدعاهم فأجابوه وبذلوا أموالا واسعة وسار إلى بدر فأنالوه وخرج منهم جماعة متطوعة وكان له وكلاء يجمعون الأموال معه وسار إلى المدينة فتسلم من أهلها أموالا جزيلة وخرج منهم 300 متطوع فنزل بالجميع إلى ينبع وجاء الخبر بأن المتطوعة من ديار مكة قد مرت مراكبهم فحمد الله وسار بمن معه ” .

ثم يقول جحاف فى سرد أنباء المعارك التى دارت بين متطوعة الحجاز وبين الفرنسيين فى صعيد مصر فى قنا وسمهود وأبنود وبئر عنبر وجهينة وجرجا وأسيوط وبني عدي ما يلى : ” ركب السيد محمد المغربي البحر ورجاله قاصدين مصر وعندما نزلوا بالبر الشرقى لها تركوا سفنهم وراء ظهورهم فى البحر وسار هو ورجاله حاملين مؤنهم وأسلحتهم وأمتعتهم إلى القصير ثم ساروا متجهين إلى الغرب فوصلوا إلى قنا ونزلوا وهناك دارت معارك حامية بين الفرانسة وبين المغربي ورجاله وسقط الكثير من رجاله شهداء فى هذه المعارك ، واتجه الفرانسة إلى الشمال فلحقهم المغربي ومن معه من المتطوعين الحجازيين فى سمهود واشترك مع أهلها فى قتالهم ودارت معارك بين المغربي ورجاله فى أبنود وبين الفرانسة واستبسل المغربي ورجاله مشتركين مع أهاليها فى قتال هؤلاء الفرانسة وكان المغربي يتبع الفرانسة حيث ساروا يسير ورائهم لقتالهم بمن بقى معه من المتطوعين فقاتلهم فى بئر عنبر وجهينة وجرجا وقد سقط فى بلدة جرجا كثير من رجاله المتطوعين شهداء إذ لم يكن لهم قبل برغم استبسالهم إزاء الفرنسيين المتفوقين عسكريا وهكذا انفصم عقد نظام المتطوعة من رجال المغربي وذهبوا أرسالا لا أمير لهم  منهم الذاهب إلى مصر والذاهب إلى الشام والعائد إلى الحرمين ، وسار المغربي وراء الفرانسة بمن بقى معه من أعداد قليلة ولحقهم فى أسيوط واشترك مع أهليها فى محاربة هؤلاء الفرانسة ثم ركب الفرانسة البحر متجهين إلى الشمال ونزلوا بالبر الغربى ووصلوا إلى بلـدة بني عدي وفيها اشترك المغربي مع أهاليها فى جهاد هؤلاء الفرانسة ومحاربتهم حتى مات شهيداً بها واستشهد معه كثيــر من رجاله المتطوعــة الحجازيين “.

قال الأستاذ محمد علي حسن مخلوف : ” سمعت من الشيخ حسن طليبة فرغل بأن رجلاً يقال له محمد المغربي كان منزله بجوار الشيخ علي أبي صالح العدوي كان له معرفة تامة بعلم أسرار الحروف فقرأ عزيمة على سلاح الفرنسيين فربطه (أى منعه من إطلاق أعيرته النارية) بشرط ألا يضر كبيرهم أو قائدهم ، وحدث أنه عندما ظفر أحد رجال البلدة بهذا القائد ضربه بعصا غليظة على رأسه كانت معه (شومة) فانفلت سلاح الفرنسيين ومن لحظتها انتقم الفرنسيون من أهالى البلدة بالقتل وعمدوا إلى التخريب وإشعال الحرائق بعد أن كان الثوار من بني عدي يجهزون على أفراد القوات الفرنسية ” ، ويروى كذلك أنه قال حين ضربه : (اضرب كبيرهم بعدك) أما مقولة كان منزله بجوار الشيخ علي أبي صالح العدوي فربما يكون أن الشيخ محمد المغربي حينما نزل بني عدي مع رجاله المتطوعة أقام بهذه المنطقة ، أما ما يروى أن الشيخ محمد المغربي قد استشهد معه أبناؤه الستة فهذا كلام خاطئ لأن الشيخ محمد المغربى لم يكن له أبناء أتت معه إلى بني عدي لأنه سافر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وفضل الإقامة فى الحرم للوعظ والتدريس والعبادة والإفادة على أن يعود إلى بلده قرية كوم بنى زرويل بالمغرب ثانية حتى أتت ساعة فدائه للجهاد وجمعه للمتطوعين من أبناء الحجاز واليمن .. وقد استشهد مع الشيخ محمد المغربي فى الحرب التى دارت بين أبناء بني عدي والفرنسيين الشيخ إبراهيم الشاب اليمني وهو أحد المتطوعين الذين جاءوا معه للجهاد ومحاربة الفرنسيين واستشهد كذلك من رجاله الشيخ أحمد اليمني وضريحه كائن بدرب الصبحي بجوار منزل الحاج أحمد خليل مخلوف أما ضريح الشيخ إبراهيم الشاب اليمني فهو كائن بجوار مدرسة بني عدي الابتدائية بالقبلية ، واستشهد كذلك من أبناء بني عدي الكثير فقد بلغ عدد الشهداء من بني عدي ومن رجال الشيخ محمد المغربي أكثر من ثلاثة ألاف شهيد أما الشيخ محمد المغربي فهو مدفون فى الجبانة المسماة بالفدان جنوب الوحدة الصحية ببني عدي القبلية وقبره بجوار العلامة الشيخ علي نور الدين العسيلي وضريح الشيخ سليمان بن محمد الخطيب الجديمي وأخيراً لعلي قد أكون وفقت إلى حد ما فى إعطاء صورة واضحة عن بعض معالم حياة الشيخ محمد المغربي الجيلاني الهاشمي رحمه الله ورضي عنه وجميع الشهداء الذين استشهدوا من رجاله ومن أبناء بني عدي الأبرار إنه نعم المجيب “.

ويقول الأستاذ محمد علي مخلوف : ” ممن أسهم فى هذه الثورة بجهد مشكور من علماء بني عدي وأعيانها : الشيخ علي بن أحمد العياط العدوي والشيخ محمد أبو أيوب العدوي والشيخ حسن جبارة العدوي والشيخ سليمان محمد أحمد طايع العدوي والسيد محمد خضر الزواوي العدوي والشيخ عبد الفتاح بن علي مخلوف العدوي والشيخ عبد العال بن محمد أغا الشاهد العدوي والشيخ فرغلي رابح العدوي والشيخ فيتور هويدي المغربي والشيخ محمد بن حسن الهواري العدوي والشيخ أحمد خطيب بنوفرى العدوي والشيخ يوسف الدرع العدوي والشيخ موسى بن صغير مبارز العدوي والشيخ عمر بن محمد الشعيبى العدوي والشيخ حسن تركمان العدوي والشيخ أحمد جلهوم العدوي والحاج علي شتات العدوي .. وفى إحدى السنوات أراد المحافظ أن يزور قبر الشيخ أحمد الخطيب الذى قيل أنه كان زعيم ثورة بني عدي على الفرنسيين ولما لم يعرف أحد قبره من أهله ولا غيرهم اقترحنا أن نقيم قبراً وهميا غرب النصب التذكارى وسوف تصله الفاتحة أينما كان مدفونا أما عن مقابر بقية الشهداء فى جبانة الفدان خلف الوحدة الصحية ببني عدي القبلية وخلف منبر الشيخ عيسى العسيلي لصلاة العيد وأيضًا موجودون فى المنطقة خلف معهد بني عدي الوسطى الابتدائي الأزهري وعند ضريح الشيخ عبدالفتاح البدري وأيضًا موجودون فى ساحة الشيخ أحمد العياط والتى بجوارها النصب التذكارى للجندى المجهول الآن .. ومن شواهد الثورة أيضًا ما رواه لى الأستاذ سعيد زكريا العدوي مدير سنترال منفلوط أنه عندما كان طفلاً يلعب فى حفر الأساسات تمهيدًا لبناء سور لمدرسة بني عدي القبلية عثر هو وزملاؤه على جمجمة فيها سنة من المعدن وقد قال لى تعليقاً على ما رأه فى طفولته أن مثل هذا كان غير معروف لدينا فى مصر فيدل على أنها كانت جمجمة لقتيل فرنسي ” ا.هـ.